الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
)
(أَلا ليتَ عِزّ الْفضل يقرن بالسهى
…
لِيَظهرَ مَا يعيى وَمن هُوَ صاعدُ)
(أُكابِدُ فِي الأدلاج للراحة الْأَذَى
…
فَلَيْسَ يشمّ الروْحَ من لَا يكابدُ)
(فإنّ البُزاة الشُّهْبَ تأنس بالطوى
…
إِذا كَانَ بالعصفور تُخشَى المصائدُ)
قلت البيتان الأوّلان من قَول الأوّل من الوافر
(أَلا لَيتَ المقادر لم تُكَوَّنْ
…
وَلم تكُنِ الأحاظي والجُدودُ)
(لننْظُرَ أيّنا يَغْدُو وَيُمسي
…
لَهُ هذي المراكبُ والعبيدُ)
3 -
(زيد البادر المغربي)
زيد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان الحجري يعرف بزيد البادر من أهل الأندلس مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة
3 -
(تَاج الدّين الْكِنْدِيّ)
زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن ثَلَاثَة ابْن سعيد ابْن عصمَة بن حمير بن الْحَارِث الْأَصْغَر تَاج الدّين أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْحَافِظ المحدّث وُلد بِبَغْدَاد سنة عشْرين وَخمْس مائَة وتوفّي سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وأكمل القراآت الْعشْر وَهُوَ ابْن عشر وَكَانَ أَعلَى أهل الأَرْض إِسْنَادًا فِي القرآات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فإنّي لَا أعلم أحدا من الأمّة عَاشَ بعد مَا قَرَأَ الْقُرْآن ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة غيرَه هَذَا مَعَ أنّه قَرَأَ على أسْند شُيُوخ الْعَصْر بالعراق وَلم يبْق أحد ممّن قَرَأَ عَلَيْهِ بَقاءَه قَرَأَ القرآات الْمَشْهُورَة على شَيْخه معلّمه وأستاذه الإِمَام أبي محمّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط أَفَادَهُ وحرص عَلَيْهِ فِي صغره وَسمع الحَدِيث من القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن البطر وَأبي مَنْصُور القزّار ومحمّد بن أَحْمد بن تَوْبَة وأخيه عبد الجبّار وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأبي الْفَتْح ابْن الْبَيْضَاوِيّ وَطَلْحَة بن عبد السَّلَام الروماني وَيحيى بن عليّ بن الطرّاحم وَأبي الْحسن بن عبد السَّلَام وَأبي الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف وَالْحُسَيْن بن عَليّ سبط الخيّاط وَالْمبَارك بن نعوبا وعليّ بن عبد السيّد بن الصبّاغ وَعبد الْملك بن أبي الْقَاسِم الكروخي وَسعد الْخَيْر الْأنْصَارِيّ وَطَائِفَة سواهُم وَله مشيخة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء خرّجها لَهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن الشجري وَابْن الخشّاب وشيخِه أبي محمّد سبط الخيّاط وَأخذ اللُّغَة عَن موهوب الجواليقي وَقدم دمشق فِي شبيبة وَسمع بهَا من المشائخ)
وبمصره وَسكن دمشق
ونال بهَا الحشمة الوافرة والتقدّم وازدحم الطلبةُ عَلَيْهِ وَكَانَ حنبليّاً فَصَارَ حنفيّاً تقدّم فِي مَذْهَب أبي خنيفة وَأفْتى ودرّس وصنّف وأقرأ القرآات والنحو واللغة الشّعْر وَكَانَ صَحِيح السماع ثِقَة فِي النَّقْل ظريفاً فِي الْعشْرَة طيّب المزاج قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وآخِرُ مَنْ روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَفْص ابْن القوّاس ثمَّ أَبُو حَفْص عمر بن إِبْرَاهِيم العقيمي الأديب واستوزره فّرُّخْشاه ثمَّ بعد ذَلِك اتَّصل بأَخيه تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة واختصّ بِهِ وَكَثُرت أَمْوَاله وَكَانَ المعظّم عِيسَى يقْرَأ عَلَيْهِ دَائِما قَرَأَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فصّاً وَشَرحه والحماسة والإيضاح وشيئاً كثيرا كَانَ يَأْتِي من القلعة مَا شياً إِلَى درب الْعَجم والمجلّد تَحت إبطه واشتمل عَلَيْهِ فرخشاه وَابْنه الْملك الأمجد ثمَّ تردّد إِلَيْهِ بِدِمَشْق الْملك الْأَفْضَل وَأَخُوهُ الْملك المحسّن ولمّا مَاتَ خَامِس سَاعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس شوّال فِي التأريخ المقدّم صلىّ عَلَيْهِ الْعَصْر بِجَامِع دمشق ودُفن بتربته بسفح قاسيون وَعقد العزاء لَهُ تَحت النسْر يَوْمَيْنِ وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَظِيم
وَفِيه يَقُول الشَّيْخ علم الدّين السخاوي من الرمل
(لم يكن فِي عصر عمرٍ مثله
…
وَكَذَا الكنديّ فِي آخر عصرِ)
(فهما زيد وَعَمْرو إنّما
…
بُنيَ النَّحْو على زيد وعمرِو)
وَفِيه يَقُول أَيْضا ابْن الدهّان من الْبَسِيط
(يَا زيدُ زادَك زَبّي من مواهبه
…
نُعمَي يُقصِّرُ عَن إِدْرَاكهَا الأملُ)
(لَا غيرّ الله حَالا قد حباك بهَا
…
مَا دَار بَين النُّحَاة الْحَال والبدلُ)
(النحوُ أَنْت احقّ الْعَالمين بِهِ
…
لأنَّ باسمِك فِيهِ يُضرَب المَثَلُ)
وكتَبَ الشَّيْخ تاجٍ الدّين الْمَنْسُوب طبقَة وخطُّه على الكُتُب الأدبيّة كثير واقْتنى كتبا عَظِيمَة أدبيّةً وَغير أدبية وعدّتها سبع مائَة وَأحد وَسَبْعُونَ مجلّداً وَله خزانَة بالجامع الأمويّ بِدِمَشْق فِي مَقْصُورَة الحلبيّين فِيهَا كلّ نَفِيس وَله مجلّد حواشٍ على ديوَان المتنبّي يتضمّن لُغَة وإعراباً وسرقاتٍ ومعاني ونكتاً وفوائد وسماها الصفوة وحواش على ديوَان خطب ابْن نباتة وفيهاب يان أَوْهَام وأغاليط وَقعت للخطيب وأجابه عَنْهَا الموفّق الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالمطجّن وَكَانَ ركن الدّين الوهراني صَاحب الْمَنَام والترسّل قد أُوِلع بِهِ وَقد مرّ شَيْء من ذَلِك فِي تَرْجَمَة الوهراني فِي المحمّدين فِي محمّد بن مُحرز ولمّا كَانَ ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة خمس)
وستّ مائَة كَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين جَالِسا عِنْد الْوَزير إِلَى جَانِبه فجَاء ابْن دحْيَة المحدّث فأجلسه فِي الْجَانِب الآخر فأورد ابْن ديحة حَدِيث الشَّفَاعَة فَلَمَّا وصل إِلَى قَول إِبْرَاهِيم الْخَيل صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وَقَوله إنّما كنت خَلِيلًا من وراءَ وراءَ فَفتح ابْن دحْيَة الهمزتين فَقَالَ الْكِنْدِيّ وراءُ وراءُ بضمّ الهمزتين فعزّ ذَلِك على ابْن دحْيَة وَقَالَ
للوزير من ذَا الشَّيْخ فَقَالَ لَهُ هَذَا تَاج الدّين الْكِنْدِيّ فتسمح ابْن دحْيَة فِي حقّه بِكَلِمَات فَلم يسمع من الْكِنْدِيّ إِلَّا قَوْله هُوَ من كلب قَبِيح قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة رأيتُ فِي أمالي أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب جوازَ الْأَمريْنِ انْتهى قلتُ قَالَ الْأَخْفَش يُقَال لَقيته من وراءُ فترفعه عل الْغَايَة إِذا كَانَ غير مُضَاف تَجْعَلهُ اسْما وَهُوَ غير متمكّن كَقَوْلِك من قبلُ وَمن بعدُ وَأنْشد من الطَّوِيل
(إِذا أَنا لم أوْمَن عَلَيْك وَلم يكن
…
لقاؤُك إلاّ من وراءُ وراءُ)
هَكَذَا أثْبته بِالرَّفْع وصنّف ابْن دحْيَة كتابا فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَسَماهُ الصارما الْهِنْدِيّ فِي الردّ على الْكِنْدِيّ وَبلغ ذَلِك الْكِنْدِيّ فَعمل مصنّفاً سَمَّاهُ نتف اللِّحْيَة من ابْن دحْيَة وَمن تصانيف الْكِنْدِيّ الْجَواب عَن الْمَسْأَلَة الْوَارِدَة من مسَائِل الْجَامِع الْكَبِير لمحمّد بن الْحسن فِي الْفرق بَين طلقتُكِ إِن دخلت الدَّار وَبَين إنْ دخلْتِ الدَّار طلقتُكِ فِيمَا تَقْتَضِيه العربيّة الَّتِي تنبني عَلَيْهَا الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وردّ عَلَيْهِ معِين الدّين أَبُو عبد الله محمّد بن عَليّ بن غَالب الْمَعْرُوف بِابْن الحميرة الْجَزرِي وسمّاه الِاعْتِرَاض المبدي لوهم التَّاج الْكِنْدِيّ وَمن شعر الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى من الْخَفِيف
(لَا مني فِي اخْتِصَار كُتْبي حبيبٌ
…
فرقَتْ بَينه اللَّيَالِي وبيني)
(كَيفَ لي لَو أطلْتُ لكنّ عُذْري
…
فِيهِ أنّ المِدادَ إنسانُ عَيْني)
وَكتب إِلَى القَاضِي محيي الدّين ابْن الهشرزوري من الْبَسِيط
(إِن عَلِقْتُ بمحيي الدّين معتضداً
…
فَعَاد تقبيحُ دهري وَهُوَ إحسانُ)
(وَكم رَأَيْت لغيري غيرّه عضداً
…
لكنْ أُولَئِكَ مرعى وَهْوَ سعدانُ)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(علقتُ بسحّارِ اللواحظِ فاتِنٍ
…
كأنّ بِعَيْنيهِ بقايا خُمارِهِ)
(يُكسِّرُ أغراضي تكسُّرُ طرفهِ
…
إِذا ظلّ طَرْفي حائراً فِي أحِوارارِهِ)
(أقامَ على قلبِي قِيامةَ حُبّهِ
…
وَقَامَ بعذري فِيهِ حُسنُ عِذارِهِ)
)
(وأعجبني فِي خدّه جُلَّنارُهُ
…
فأهدى إِلَى طيّ الحشاجُلَّ نارِهِ)
(يُرنّحني وَجْدي إِلَيْهِ كأنَّني
…
نَزيفٌ أنالْته كؤوسُ عقارِهِ)
(وهيهات أنْ أنَسى لذيذَ عناقه
…
وَقد زارني من بعد طول ازورارِهِ)
(أمنتُ عَلَيْهِ اللومَ من كلّ ناصحٍ
…
فكلُّ يرى أنّ النُهّى فِي اختيارِهِ)
ونقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه من تَرْجَمَة الشَّيْخ تَاج الدّين قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ يمدح الْملك الْمَنْصُور عزّ الدّين فرخشاه بن شاهنشاه ابْن أيّوب من الْكَامِل
(هَل أَنْت راحمُ عَبْرةٍ وتولُّهِ
…
ومجيرُ صَبٍّ عِنْد مَا مِنْهُ دُهي)
(هَيْهَات يَرْحَمُ قاتِلٌ مَقْتولَهُ
…
وسنانه فِي القلْب غير مُنَهْنَهِ)
(من بلَّ مِن داءِ الغَرام فإنّني
…
مّذْحَلَّ بِي مَرَضُ الْهوى لَمْ أنْتَهِ)
(إنّي بُلِيتُ بِحُبِّ أغْيَدَ ساحِرٍ
…
بلحاظه رخص البنان بزهرِهِ)
(أبْغي شِفاءَ تَدَلُّهي من دَلِّهِ
…
وَمَتى يِرقُّ مُدَلّلٌ لمُدلّهِ)
(كم آهةٍ لي فِي هَوَاهُ وأنَّةٍ
…
لَو كَانَ يَنْفَعُنِي عليهِ تأوُّهي)
(ومآربٍ فِي وَصْلِهِ لَو أنّها
…
تُقْضَى لكَانَتْ عِنْد مَبْسمِهِ الشَهي)
(يَا مُفْرداً بالحُسْنِ إنّكَ منتهٍ
…
فِيهِ كَمَا أَنا فِي الصَبابَةِ مُنْتَهِ)
(قد لَام فِيك معاشرٌ أفأنْتَهي
…
بالَلْومِ عَن حُبِّ الحياةِ وَأَنت هِي)
(أبْكِي لَدَيِهِ فَإنْ أحَسَّ بلَوْعَةٍ
…
وتشهّقٍ أوْمَا بِطَرْفِ مُقَهْقِه)
(أَنا مِنْ محَاسِنِهِ وحالي عِندَهُ
…
حَيرانُ بني تَفَكُّري وتفكُّهي)
(ضِدّانِ قد جُمِعا بَلفْظٍ واحدٍ
…
لي فِي هَوَاهُ بمعْنَيَيْنِ مَوَجَّهِ)
(لأُجرِّدَنًّ من اصْطِبَارِي عَزمَةً
…
مَا رَبهُّا فِي مَحفَل بمُسَفَّهِ)
(أوْ لستُ رَبَّ فضائلٍ لَو حَازَ أد
…
ناها وَمَا أُزْهى بهِا غَيري زُهِي)
(شهِدَتْ لَهَا الأعداءُ واسْتَشْفَتْ بِها
…
عَيْنا حسودٍ بالغباوة أكمَهِ)
(أَنا عبدُ مَن عَلِمَ الزَمانُ بعَجْزِهِ
…
عَن أَن يَجِيء لَهُ بِنِدً مُشْبِهِ)
(عبدٌ لعِزّ الدِّينِ ذِي الشَرَفِ الَّذِي
…
دّلَّ الملوكَ لعِزِّه فَرُّخْشَهِ)
ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّ النجامة والنجّمين من الْبَسِيط
(يَا طالِبَ الرزقِ بالتقويم تَصْنَعُه
…
جَداوِلاً ذاتَ تقسيمٍ وتَوْجيهِ)
)
(وتَدَّعِي سَفَهاً أنَّ النُجومَ لَهَا
…
فِعلٌ بتأثِيرِها فِي الْخلق تَقْضيهِ)
(خَفِّضْ عَلَيْك فَمَا عِنْد المنجِّمِ فِي
…
تقويِمهِ غيرُ تَخْيِيلٍ وتمويهِ)
(لَوْلَا حِسابٌ وتأريخٌ وضعتَهما
…
فِيهِ لَكَانَ هُراءً كلّ مَا فيهِ)
ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أنشدتني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من الْبَسِيط
(يَهْذي المنجّمُ فِي أَحْكَامه أبَداً
…
وَمَنْ يُصَدِّقُه فِي الحُكمِي يُشبِهُهُ)
(لكِنْ رُموزُ حِسابٍ يَستَدلّ بهَا
…
مَا يَنْبَغِي أنّنا فِيهَا نُسَفِّهُهُ)
ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من السَّرِيع