الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحكى وزيره مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكِنْدِيّ عَنهُ أَنه قَالَ يَعْنِي السُّلْطَان رَأَيْت وَأَنا بخراسان فِي الْمَنَام كَأَنِّي رفعت إِلَى السَّمَاء وَأَنا فِي ضباب لَا أبْصر مَعَه شَيْئا غير أنني أَشمّ رَائِحَة طيبَة فَإِذا مُنَاد يُنَادي أَنْت قريب من الْبَارِي جلت قدرته فاسأل شَيْئا ليقضى فَقلت فِي نَفسِي أسأَل طول الْعُمر فَقيل لَك سَبْعُونَ سنة فَقلت يَا رب لَا تكفيني فَقيل لَك سَبْعُونَ سنة وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ إِنَّمَا مثلي مثل شَاة تشد قَوَائِمهَا لجز الصُّوف فتظن أَنَّهَا تذبح فتضطرب حَتَّى إِذا أطلقت تفرح ثمَّ تشد للذبح فتظن أَنَّهَا لجز الصُّوف فتسكن وَهَذَا الْمَرَض الَّذِي أَنا فِيهِ هُوَ شدّ القوائم للذبح فَمَاتَ مِنْهُ وَلم تقم ابْنه الْقَائِم مَعَه إِلَّا سِتَّة أشهر وَمَاتَتْ بعده سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَلم يخلف السُّلْطَان ولدا ذكرا وانتقل الْملك إِلَى ابْن أَخِيه ألب رسْلَان
3 -
(الْخياط الْمَكِّيّ)
مُحَمَّد بن مَيْمُون الْمَكِّيّ الْخياط روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا
3 -
(مركوش النَّحْوِيّ)
مُحَمَّد بن مَيْمُون الأندلسي النَّحْوِيّ الأديب الْمَعْرُوف بمركوش كَانَ مَشْهُورا أورد لَهُ الْحميدِي شعرًا قَالَ فِي غُلَام يقص من شعره
(تَبَسم عَن مثل نور الأقاحي
…
وأقصدنا بمراض صِحَاح)
(وَمر يميس كَمَا مَاس غُصْن
…
تلاعب عطفيه هوج الرِّيَاح)
(وَقصر من ليله سَاعَة
…
فأعقب ذَلِك ضوء الصَّباح)
(وَإِنِّي وَإِن زعم العاذلو
…
ن من خمر أجفانه غير صَاح)
)
قلت شعر جيد
3 -
(الْحَافِظ ابْن نَاصِر)
مُحَمَّد بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْحَافِظ أَبُو الْفضل السلَامِي تفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ اللُّغَة وَالْأَدب على الْخَطِيب التبريزي قَالَ تِلْمِيذه أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ حَافِظًا متقناً ضابطاً ثِقَة من أهل السّنة لَا مغمز فِيهِ صنف التصانيف وَتُوفِّي سنة خمسين وَخمْس مائَة وخطه فِي غَايَة الإتقان وَالصِّحَّة توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فكلفه جده لأمه
أَبُو حَكِيم الخبري الفرضي وأسمعه فِي صباه شَيْئا من الحَدِيث وشغله بِحِفْظ الْقُرْآن والتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي ثمَّ إِنَّه صحب الْخَطِيب التبريزي اللّغَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَمهر وجد فِي طلب الحَدِيث فَسمع من مَشَايِخ وقته وَصَاحب أَبَا مَنْصُور الجواليقي فِي قِرَاءَة الْأَدَب وَسَمَاع الحَدِيث ولازم أَبَا الْحُسَيْن ابْن الطيوري وَسمع مِنْهُ كثيرا ثمَّ إِنَّه خالط الْحَنَابِلَة وَمَال إِلَيْهِم وانتقل عَن مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى مَذْهَب ابْن حَنْبَل لمنام رَآهُ ذكره محب الدّين ابْن النجار فِي تَارِيخه وَذكر أشياخه الَّذين روى عَنْهُم وَكَانَ من المكثرين حدث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَكَانَت لَهُ إجازات قديمَة من جمَاعَة من الشُّيُوخ كَابْن النقور والصريفيني وَابْن مَاكُولَا وَغَيرهم من الغرباء أَخذهَا لَهُ ابْن مَاكُولَا فِي رحلته إِلَى الْبِلَاد وَلابْن نَاصِر كتاب المأخذ على أبي عبيد الْهَرَوِيّ فِي كتاب الغريبين مُجَلد قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَكَانَ مَعَ علمه بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله جيد الْمعرفَة بالأدب صَحِيح الْخط غَايَة فِي إتقان الضَّبْط ثبتاً إِمَامًا إِلَّا أَنه كَانَ وقاعة فِي الْعلمَاء مغرى بالمثالب وَكَانَ هُوَ وَالشَّيْخ أَبُو مَنْصُور موهوب ابْن الجواليقي يقرآن على أبي زَكَرِيَّاء التبريزي وَكَانَ أَبُو مَنْصُور يطْلب الحَدِيث وَابْن نَاصِر يطْلب اللُّغَة فَقَالَ لَهما أَبُو زَكَرِيَّاء سيقع المر بِالْعَكْسِ فَتَصِير أَنْت يَا ابْن نَاصِر مُحدثا وَتصير أَنْت يَا أَبَا مَنْصُور لغوياً فَكَانَ الْأَمر على مَا ذكره وَكَانَ ابْن نَاصِر شافعياً ثمَّ صَار حنبلياً فبلغني أَنه أعَاد صلَاته الَّتِي صلاهَا وَهُوَ شَافِعِيّ مُنْذُ احْتَلَمَ إِلَى أَن تحنبل وَأَنه غسل جَمِيع مَا فِي منزله من آلَة وفرش وَثيَاب حَتَّى جِدَار دَاره فَقلت لبَعض الْحَنَابِلَة ببغداذ لَيْت شعري لم فعل ذَلِك وَأَنْتُم تروون فِي كتبكم بأسانيدكم أَن أَبَا عبد الله بن حَنْبَل إمامكم قَرَأَ على الشَّافِعِي وَأَنه كَانَ يثني عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ وَأَنه كَانَ يسْتَغْفر لَهُ وَيَقُول مَا عرفنَا تَأْوِيل الْأَحَادِيث حَتَّى ورد هَذَا الْحِجَازِي وَأَنه مَشى إِلَى جنب بغلة الشَّافِعِي إِلَى غير ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا فعل ذَلِك لأجل مَا كَانَ يَعْتَقِدهُ من مَذْهَب)
الْأَشْعَرِيّ فَقلت وَمَا صنع الْأَشْعَرِيّ حَتَّى يسْتَحق مُعْتَقد مذْهبه أَن يفعل الْمُنْتَقل عَنهُ مثل هَذَا فَقَالَ إِنَّه كَانَ لَا يَقُول بالحرف وَالصَّوْت وَهِي بِدعَة فَقلت لَهُ أوتزعم أَن القَوْل بالحرف وَالصَّوْت لَيْسَ ببدعة قَالَ نعم قلت محَال لِأَنَّهُ لم يرد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلَا أحد من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ أَنه قَالَ بِهِ وأصل الْبِدْعَة قَول مُحدث لم يقل بِهِ الْحَد الأول فَإِن زعمت أَن الْأَشْعَرِيّ ابتدع هَذَا القَوْل فَهُوَ يزْعم أَنكُمْ ابتدعتم هَذَا القَوْل وَلَيْسَ هَهُنَا تَرْجِيح صرتم إِلَيْهِ أولى بِالْحَقِّ مِنْهُ بل التَّرْجِيح فِي حيزه لمعاضدة الْعقل إِيَّاه بالبديهة إِلَّا أَن تكابروا فَإِن كابرتم وأصدرتم ألزمتم أَن تتبروا من البُخَارِيّ وَمُسلم صَاحِبي الصَّحِيحَيْنِ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ مَعَ كثير من عقلاء أَصْحَاب الحَدِيث لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَهَذَا مَشْهُور عَنْهُمَا وخبرهما فِي ذَلِك مُتَعَارَف لَا يجهله إِلَّا من لَا خبْرَة لَهُ بأخبار النَّاس فَلم يكن عِنْده غير السُّكُوت وحكمت على الشَّيْخ ابْن نَاصِر