الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الفتنة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يكون بعدي قومٌ يأخذون الملك، يقتل عليه بعضُهم بعضًا". قال: قلنا له: لو حدَّثنا غيرُك ما صدقناه. قال: فإنه سيكون.
أقول: معنى الحديث صحيح، فإنه مع أن الواقع يوافقه، له شواهد كثيرة من أحاديث الفتن.
وسماك بن حرب تابعي جليل، إلا أنه كان يخطئ ويقبل التلقين، ولكن ليس هذا الحديث مظنة لخطأ أو تلقين.
وفي "سنن البيهقي"(3/ 246): "
…
شعبة ثنا سماك بن حرب قال: سمعت ملحان بن ثوبان (كذا) يقول: كان عمار بن ياسر علينا بالكوفة سنة، وكان يخطبنا كل جمعة وعليه عمامة سوداء".
فتلخيص حال ثروان أنه:
1 -
تابعي روى عن صحابي.
2 -
حديثًا معناه صحيح.
3 -
وله شواهد من الأحاديث.
4 -
ورواه عنه تابعي جليل.
13 - (عخ 4) ثَعْلبة بن عِبَاد:
تفرَّد عنه الأسود بن قيس (م)
(1)
.
(1)
"المنفردات والوحدان"(ص 179).
البخاري (1/ 2/174): "ثعلبة بن عِبَاد العبدي البصري. وقال إسرائيل: الليثي. سمع سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ في الكسوف. قاله أبو غسان مالك بن إسماعيل عن زهير، سمع الأسود بن قيس عن ثعلبة".
وقال ابن أبي حاتم
(1)
: "روى عن سمرة بن جندب. روى عنه الأسود بن قيس. سمعت أبي يقول ذلك".
ونحوه في "الثقات"
(2)
.
وفي "التهذيب"(2/ 24): "روى عن أبيه وسَمُرة بن جندب. روى عنه الأسود بن قيس. أخرجوا له حديثًا في صلاة الكسوف.
قلت: ذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس. وأما الترمذي فصحَّح حديثه. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن حزم: مجهول. وتبعه ابن القطان. وكذا نقل ابن القطان عن العجلي".
أقول: الذي في نسخة الترمذي طبع الميرية: "غريب حسن"
(3)
.
وقد أخرج الحاكم في "المستدرك" الحديث بطوله (1/ 329 - ) وقال: صحيح على شرط الشيخين. وأقره الذهبي.
وذكر الحديث مختصرًا (1/ 334) وقال الذهبي هنا: ثعلبة مجهول.
(1)
(2/ 463).
(2)
(4/ 98).
(3)
في طبعة أحمد شاكر (562)، و"تحفة الأشراف":(5/ 452)، ونسخة الكروخي:(ق 45 أ): "حسن صحيح".
وقال ابن حجر في ترجمة أبي تَحْيا من "الإصابة"
(1)
: "وقع ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو يعلى وابن خزيمة وغيرهما من طريق الأسود بن قيس
…
والحديث في "السنن" الأربعة مختصر".
أقول: الحديث بطوله في "مسند أحمد"
(2)
(5/ 16)، وهو في مواضع أخرى من مسند سمرة مختصرًا، وفيه: أن سمرة خطبهم، فذكر قصة كسوف الشمس، وصلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وخطبته، وذكر الدجال.
وفي بعض ذلك ما قد يظهر منه خلاف بعض الأحاديث الصحيحة، ولكنه يوافق أحاديث صحيحة أخرى، ويمكن توجيهه بما وُجِّهَت به تلك.
نعم، فيه في ذِكْر صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكسوف:"فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاةٍ قط، لا نسمع له صوتًا".
وقد اقتصر بعض الرواة من الحديث على معنى هذه القطعة، كما في "المسند"
(3)
(5/ 14): "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كسوف، فلم نسمع له صوتًا".
وبنحو هذا أخرجه أصحاب السنن
(4)
.
(1)
(7/ 52). و (تحيا) كذا رسمها المصنف، وفي أكثر المصادر:(تحيى).
(2)
(20178).
(3)
رقم (20160).
(4)
أبو داود رقم (1184)، والترمذي رقم (562)، والنسائي رقم (1484)، وابن ماجه رقم (1264).
وهو بظاهره مخالف لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالقراءة في صلاة الكسوف
(1)
.
وقد أخرج البيهقي في "السنن"(3/ 335) من حديث ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى صلاة الكسوف، فلم نسمع له صوتًا".
وعَضَده بحديث "الصحيحين"
(2)
عن ابن عباس، وفيه:"فقام قيامًا طويلًا بنحو من سورة البقرة".
وقال: "قال الشافعي: في هذا دليل على أنه لم يسمع ما قرأ؛ لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره".
ثم أخرج من حديث عائشة، وفيه:"فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة البقرة".
وليس في هذا كله ما يقاوم نصّ حديث "الصحيحين" على الجهر.
ولكن الذي يظهر لي أن ابن عباس وسمرة كانا في أواخر الناس، وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الخشوعُ، والنظرُ فيما مُثِّل له في صلاته من الجنة والنار وغيرهما، فلم يرفع صوتَه. وعلى هذا يُحْمل ما روي عن عائشة من قولها:"فحَزَرْت قراءته".
وعلى هذا، فلا منافاة بين الجهر وبين عدم سماع من ذُكِر.
وقد روى الإمام أحمد في "المسند"
(3)
(1/ 293) حديث ابن عباس
(1)
أخرجه البخاري رقم (1065)، ومسلم رقم (901).
(2)
أخرجه البخاري رقم (1052)، ومسلم رقم (907).
(3)
رقم (2673، 2674).
من طريق حسن بن موسى عن ابن لهيعة، ومن طريق عبد الله ــ وهو ابن المبارك ــ عن ابن لهيعة.
ورواية ابن المبارك عن ابن لهيعة قوية كما في ترجمة ابن لهيعة من "التهذيب"
(1)
وغيره. وصرح ابن لهيعة بالسماع.
وفي "المسند"
(2)
(5/ 17) من طريق وقاء (في النسخة: ورقاء. خطأ) بن إياس، عن علي بن ربيعة عن سمرة مرفوعًا في النهي عن الدُّبَّاء والمُزَفَّت.
ثم قال أحمد: "ثنا
…
عن الأسود بن قيس عن ثعلبة عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله".
فإذا كان حديث ثعلبة هذا مثل الذي قبله، يعني في النهي عن الدباء والمزفَّت، كما هو ظاهر، فهذا حديث آخر غير حديثه في الكسوف، وقد توبع على هذا، وشواهده كثيرة.
وله حديث عن أبيه. ذُكِر في ترجمة أبيه من "الإصابة"
(3)
أنه من رواية قيس بن الربيع عن الأسود عن ثعلبة عن أبيه مرفوعًا في فضل الوضوء.
وفي ترجمة الأب من "الاستيعاب"
(4)
: "وحديثه في فضل الوضوء حديث حسن".
(1)
(5/ 375).
(2)
رقم (20186).
(3)
(3/ 620).
(4)
(2/ 804 - 805).