الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
…
تقديم:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
هذا هو العدد السادس من سلسلة تصحيح المفاهيم أردت فيه أن أوضح طبيعة العلاقة بين الوحي والإنسان، بين الوحي والكون، بين الوحي والعلم خلال قراءة معرفية نستوضح خلالها منهج القرآن الكريم في بناء الموقف المعرفي المؤسس على عالم الشهادة بعناصره الحسية يستنبط منه ويستنبط به مبدأ الضرورة العقلية؛ لينطلق منه لتأسيس ما يسمى بقوانين المعرفة.
وفي هذا الموقف يؤكد الوحي على مسئولية الإنسان عن وحدة المعرفة وتحصيل أهدافها ومقاصدها حيث يكون الإنسان هو الذات العارفة، وهو المالك لوسائل المعرفة وهو باعتباره جزءا من عالم الشهادة موضوع لهذه المعرفة، وحين تتوحد عناصر الموقف المعرفي في الإنسان تتحدد مسئوليته عن تحقيق أهداف هذه المعرفة ومسئوليته عن حسن توظيف موضوعها وأدواتها ليحسن في النهاية تحقيق الأهداف وتحصيل المقاصد، حيث يقوده اليقين بعالم الشهادة إلى الإيمان بعالم الغيب، ويقوده اليقين المعرفي بأن من يخلق من العدم هو أقدر على أن يعيد الخلق مرة ثانية، وحين يقرأ معنى العناية
الإلهية الشائعة في كل أفراد عالم الشهادة يؤمن أن لهذا الوجود معنى وللخالق فيه حكمة وغاية، فينفي القول بالعبثية أو المصادفة.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} .
وقال سبحانه: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} .
هي قراءة معرفية لعلاقة الوحي بالإنسان وموقف الإنسان من الوحي وقضاياه، وهي قراءة لعلاقة الوحي بالعلم وهي قراءة لمطلب الوحي من الإنسان في التعرف على الكون وما فيه.
حاولت فيها أن أبتعد عن التأنق في الأسلوب واختيار الألفاظ؛ لأنها كانت قراءة لحظية آنية بنت ظروفها العارضة، لفت انتباهي إلى أهمية هذه القراءة الحوار الذي كان يدور في لقاءات الجمعية الفلسفية المصرية وما يثار فيها من مشكلات كانت تصل أحيانا إلى حد اعتبار أن الإيمان بالغيب أمر وهمي، وأن "الله" أو كما يسمونه "بالمطلق" أمر لا يقبل العقل الحديث عنه، إنما هي خرافات تعوق حرية العقل والإبداع، وقد نشر ذلك في بعض الدوريات الثقافية، مما يدل على أن هذا الموقف المعرفي يحتاج إلى تجلية بعض المسائل وتوضيح مفهوم هذه العلاقة التي قد ينكرها البعض كلية وهذا حاصل في واقعنا الثقافي، وقد لا يدرك طبيعتها البعض الآخر. وهذا أيضا حاصل في واقعنا الثقافي. وقد يختلف البعض معنا في هذه القراءة
وفي مضمونها وهذا أمر نتوقعه، وقد يوافقنا البعض الآخر فيما قرأناه وقصدنا إليه. وما أردت من هذا كله إلا الإصلاح، ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل.
المؤلف
الجيزة في:
28 صفر سنة 1422هـ
22 مايو سنة 2001م