المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلفي صفة الجنة والترغيب فيها وصفة أهلها - إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة - جـ ٣

[حمود بن عبد الله التويجري]

فهرس الكتاب

- ‌بابما جاء في شيعة الدجال وأتباعه

- ‌بابفي أول من يفزعهم الدجال

- ‌بابالترغيب في سكنى المدينة إذا خرج الدجال

- ‌بابما جاء في قتال الدجال

- ‌بابفي‌‌ تعيين الموضع الذي يقتل فيه الدجال

- ‌ تعيين الموضع الذي يقتل فيه الدجال

- ‌باب‌‌ما جاء في نزول عيسى إلى الأرض

- ‌ما جاء في نزول عيسى إلى الأرض

- ‌بابأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقراء السلام على المسيح

- ‌بابأن المسيح يحكم بالشريعة المحمدية

- ‌بابما جاء في خروج يأجوج ومأجوج

- ‌بابما جاء في خروج الدابة من الأرض

- ‌بابفضل العبادة في آخر الزمان

- ‌بابما جاء في ترك الحج

- ‌بابما جاء في رفع البيت

- ‌بابما جاء في هبوب الريح الطيبة

- ‌بابما جاء في كثرة المطر وقلة النبات

- ‌بابما جاء في كثرة الروم في آخر الزمان

- ‌بابفيمن تقوم عليهم الساعة

- ‌بابما جاء في نداء المنادي بين يدي الصيحة

- ‌باب‌‌النفخ في الصور

- ‌النفخ في الصور

- ‌فصلفي صفة الجنة والترغيب فيها وصفة أهلها

- ‌فصلفي صفة النار والترهيب منها وصفة أهلها

الفصل: ‌فصلفي صفة الجنة والترغيب فيها وصفة أهلها

‌فصل

في صفة الجنة والترغيب فيها وصفة أهلها

قال الله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} .

وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} .

وقال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُدْهَامَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}

ص: 374

{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} .

وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} .

وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} .

وقال تعالى: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} .

وقال تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} .

وقال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .

وقال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} ؟

والآيات في ذكر الجنة والترغيب فيها كثيرة جدا، وفيما ذكرته هاهنا كفاية إن شاء الله تعالى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " «قال الله عز»

ص: 375

«وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} » .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي، وابن ماجه.

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه؛ قال: «شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديثه: " فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر (ثم اقترأ هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} » ) ".

رواه: الإمام أحمد، ومسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» .

قال المنذري: "رواه الطبراني والبزار بإسناد صحيح".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله جنة عدن؛ خلق ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قال: تكلمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} » .

وفي رواية: «خلق الله جنة عدن بيده، ودلى فيها ثمارها، وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها، فقال لها: تكلمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ، فقال: وعزتي وجلالي؛ لا يجاورني فيك بخيل» .

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط". قال الهيثمي: "وإسناد الطبراني في "الأوسط" جيد". وقال المنذري: "رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد".

ص: 376

وعن أنس رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله جنة عدن بيده؛ لبنة من درة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء، ولبنة من زبرجدة خضراء، وملاطها مسك، وحشيشها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ، وترابها العنبر، ثم قال لها: انطقي. قالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي؛ لا يجاورني فيك بخيل (ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ) » .

رواه ابن أبي الدنيا. وقد رواه الحاكم في "مستدركه" مختصرا، وقال:"صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي في "تلخيصه" فقال:"بل ضعيف".

وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «خلق الله تبارك وتعالى الجنة؛ لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وقال لها: تكلمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} فقالت الملائكة: طوباك منزل الملوك» .

رواه: البزار مرفوعا وموقوفا، والطبراني في "الأوسط"؛ إلا أنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله خلق جنة عدن بيده؛ لبنة من ذهب، ولبنة من فضة» (والباقي بنحوه") . قال الهيثمي: "ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: «قلنا: يا رسول الله! حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: "لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها؛ ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت؛ لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والدارمي، والترمذي، وابن حبان في "صحيحه". وقد رواه: البزار، والطبراني في "الأوسط" مختصرا. قال

ص: 377

الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح".

وروى مسلم طرفا من آخره، ولفظه: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «من يدخل الجنة؛ ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه» .

ورواه الإمام أحمد، وزاد:«في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» .

قال ابن الأثير في "النهاية": " (مسك أذفر) ؛ أي: طيب الريح، و (الذفر) ؛ بالتحريك: يقع على الطيب والكريه، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به" انتهى.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة، فقال:«من يدخل الجنة؛ يحيا فيها لا يموت، وينعم فيها لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه". قيل: يا رسول الله! ما بناؤها؟ قال: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت» .

رواه: ابن أبي الدنيا، والطبراني. قال المنذري:"وإسناده حسن بما قبله". وقال الهيثمي: "رواه الطبراني بإسناد حسن الترمذي رجاله".

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: «ألا مشمر للجنة؛ فإن الجنة لا خطر لها، هي رب الكعبة؛ نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدي في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهية". قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله؟ قال: "قولوا: إن شاء الله".

فقال القوم: إن شاء الله.»

ص: 378

رواه: ابن ماجه، وابن أبي الدنيا، والبزار، وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي.

قوله: "لا خطر لها": قال ابن الأثير في "النهاية": "أي: لا عوض لها ولا مثل، و (الخطر) ؛ بالتحريك في الأصل: الرهن وما يخاطر عليه، ومثل الشيء وعدله، ولا يقال إلا في الشيء الذي له قدر ومزية، و (الحبرة) ؛ بالفتح: النعمة وسعة العيش". انتهى.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والشيخان، والترمذي.

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى والناس نيام» .

رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن معانق، ووثقه ابن حبان ". انتهى.

وقد رواه ابن حبان في "صحيحه"، ولفظه: قال: «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام» .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها". فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام،»

ص: 379

«وبات لله قائما والناس نيام» .

رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم".

وذكره الهيثمي أيضا في موضع آخر، وفيه: أن الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو مالك الأشعري، ثم قال الهيثمي:"رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن، واللفظ له، وفي رواية أحمد: "فقال أبو موسى الأشعري "". انتهى.

وقد رواه الحاكم في "مستدركه"، ولفظه: قال: " «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها". فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام» .

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها". فقام إليه أعرابي، فقال: لمن هي يا نبي الله؟ قال: "هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام» .

رواه الترمذي، وقال:"هذا حديث حسن غريب".

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي.

وفي رواية لمسلم: قال: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة»

ص: 380

«مجوفة، طولها ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا» .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد (يعني: سوطه) خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض؛ لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها» .

رواه: الإمام أحمد، والبخاري، والترمذي، وقال:"هذا حديث حسن صحيح".

وفي رواية للبخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض؛ لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها (يعني: الخمار) خير من الدنيا وما فيها» .

قال ابن الأثير: " (القاب) : القدر؛ يعني: لقدر قوسه وسوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها" انتهى. وقال المنذري: "قال أبو معمر: (قاب القوس) : من مقبضه إلى رأسه".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها» .

رواه البزار. قال المنذري والهيثمي: "وإسناده حسن".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب» .

ص: 381

رواه: الإمام أحمد، والبخاري وهذا لفظه.

وفي رواية أحمد: "لقاب قوس (أو: سوط) في الجنة"، والباقي مثله.

وفي رواية لأحمد أيضا: «وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها (وقرأ: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} ) » .

وقد رواه الترمذي والحاكم بنحوه، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح"، وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وفي رواية لأحمد عن أبي أيوب مولى عثمان بن عفان عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها معها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها، ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ". قال: قلت: يا أبا هريرة! ما النصيف؟ قال: الخمار» .

وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" مختصرا، وقال:"رواه أحمد، ورجاله ثقات".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لموضع سوط في الجنة خير مما بين السماء والأرض» .

رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح".

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها» .

رواه: الإمام أحمد، والبخاري، والترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي:

ص: 382

"هذا حديث حسن صحيح".

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لشبر في الجنة خير من الأرض وما فيها» .

رواه ابن ماجه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: "ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء".

رواه البيهقي. قال المنذري: "وإسناده جيد".

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا؛ لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع، فبدا سواره؛ لطمس ضوؤه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وقال:"هذا حديث غريب".

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان.

وقد رواه ابن حبان في "صحيحه"، ولفظه: قال: «إن أهل الجنة يرون أهل الغرف كما يرون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهما". قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده؛ رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين» .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل»

ص: 383

«الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم". قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى؛ والذي نفسي بيده؛ رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين» .

رواه: البخاري، ومسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إن أهل الجنة ليتراءون في الغرفة كما تتراءون الكوكب الشرقي أو الكوكب الغربي الغارب في الأفق أو الطالع في تفاضل الدرجات". فقالوا: يا رسول الله! أولئك النبيون؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده؛ وأقوام آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وقال:"هذا حديث حسن صحيح".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة؛ لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي، وابن ماجه.

وفي رواية في "الصحيحين": قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر؛ لا يبصقون فيها،، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون؛ آنيتهم فيها الذهب، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون»

ص: 384

«الله بكرة وعشيا» .

وفي رواية للبخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشيا؛ لا يسقمون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، وقود مجامرهم الألوة (قال أبو اليمان: يعني: العود) ، ورشحهم المسك» .

وفي رواية للبخاري أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم» .

وفي رواية لأحمد ومسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل؛ لا يتغوطون، ولا يبولون، ولا يتمخطون، ولا يبزقون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعا» .

وفي رواية لأحمد ومسلم أيضا عن محمد - وهو ابن سيرين -؛ قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال في الجنة أكثر أم النساء، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: أولم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان»

ص: 385

«اثنتان؛ يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب» . هذا لفظ مسلم.

وفي رواية له عن ابن سيرين؛ قال: اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر، فسألوا أبا هريرة رضي الله عنه؟ فقال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: بمثل حديث ابن علية.

قلت: وهو ما تقدم في الرواية قبله.

وفي رواية لأحمد عن محمد «عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: كنا عنده، فإما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فقال أبو هريرة رضي الله عنه: أولم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والزمرة الثانية على أضوأ كوكب دري في السماء، لكل رجل منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهما من وراء الحلل، والذي نفس محمد بيده؛ ما فيها من أعزب» .

قوله: "ومجامرهم الألوة": قال ابن الأثير: " (المجامر) : جمع مِجْمَر ومُجْمَر، فالمجمر؛ بكسر الجيم: هو الذي يوضع فيه النار للبخور، والمجمر؛ بالضم: الذي يتبخر به وأعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث؛ أي: إن بخورهم بالألوة وهو العود". وقال ابن الأثير أيضا: " (الألوة) : هو العود الذي يتبخر به وتفتح همزته وتضم وهمزتها أصلية، وقيل: زائدة" انتهى. وقال المنذري: " (الألوة) ؛ بفتح الهمزة وضمها وبضم اللام وتشديد الواو وفتحها: من أسماء العود الذي يتبخر به". قال الأصمعي: "أراها كلمة فارسية عربت". انتهى.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة صورة وجوههم على مثل صورة القمر ليلة»

ص: 386

«البدر، والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء، لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة، يبدو مخ ساقها من وراء لحومها ودمها وحللها» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وقال:"هذا حديث حسن صحيح".

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم كأحسن كوكب دري في السماء، لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ سوقها من رواء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء» .

رواه الطبراني. قال المنذري والهيثمي: "وإسناده صحيح". قال المنذري: "ورواه البيهقي بإسناد حسن".

وعن جابر رضي الله عنه؛ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون". قالوا: فما بال الطعام؟ قال: "جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس» .

رواه مسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأته، فتضرب على منكبيه، فينظر وجهه في خدها أصفى من المرأة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب، فتسلم عليه". قال: "فيرد السلام، ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد. وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى، فينفذها بصره، حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن»

ص: 387

«عليها من التيجان أن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى. قال الهيثمي:"وإسنادهما حسن".

ورواه أيضا: ابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي؛ بإسناد حسن.

وقد رواه الحاكم في "مستدركه" مختصرا، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في «قوله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} ؛ قال: " ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنه يكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره، حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك» .

قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

وعن الشعبي؛ قال: سمعت المغيرة بن شعبة رضي الله عنه على المنبر يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب! كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فقال في الخامسة: رضيت رب. فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك. فيقول: رضيت رب. قال: رب! فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر. قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}

الآية» .

رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن. فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟»

ص: 388

«فيقول: نعم. فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه» .

رواه مسلم.

وقد رواه الإمام أحمد مطولا، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة من يتمنى من الله عز وجل، فيقال: لك ذلك ومثله معه؛ إلا أنه يلقن، فيقال له: كذا وكذا. فيقال: لك ذلك ومثله معه". فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيقال: لك ذلك وعشرة أمثاله» .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وابن حبان في "صحيحه".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: " «إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وزوجاته ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية (ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} » .

رواه: الإمام أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي، وابن جرير، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "كتاب السنة"، وأبو بكر الآجري في "كتاب الشريعة".

وقد رواه الحاكم في "مستدركه"، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وخدمه وسرره، وإن أفضل أهل الجنة منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين» .

ورواه أيضا بنحوه، وزاد: "ثم تلا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} ؛ قال: البياض

ص: 389

والصفاء، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ؛ قال: ينظر كل يوم في وجه الله عز وجل".

قال الحاكم: "هذا حديث مفسر في الرد على المبتدعة". انتهى.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم، بيد كل واحد صحفتان؛ واحدة من ذهب والأخرى من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها، ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، إخوانا على سرر متقابلين» .

رواه الطبراني في "الأوسط". قال المنذري والهيثمي: "ورواته ثقات".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب» .

رواه: الترمذي، وابن أبي الدنيا، وابن حبان في "صحيحه". قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: "نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر، وكربها ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم وحللهم، وثمرها أمثال القلال أو الدلاء، أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، وليس فيها عجم".

رواه ابن أبي الدنيا موقوفا. قال المنذري: "وإسناده جيد". ورواه الحاكم، وقال:"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

قلت: وله حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن

ص: 390

توقيف.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه قال له رجل: يا رسول الله! ما طوبى؟ قال: "شجرة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها» .

رواه ابن حبان في "صحيحه".

وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} ؛ قال: "ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاؤوا".

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي في "تلخيصه".

وقد رواه البيهقي ولفظه: عن البراء بن عازب رضي الله عنهما في قوله {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} ؛ قال: "إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين ".

قال المنذري: "إسناده حسن".

قلت: وله حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنهار الجنة تخرج من تحت تلال أو من تحت جبال المسك» .

رواه ابن حبان في "صحيحه".

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين في الجنة، لا يزيدون عليها»

ص: 391

«أبدا، وكذلك أهل النار» .

رواه الترمذي، وقال:"هذا حديث غريب".

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وقال:"هذا حديث حسن غريب".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع» .

رواه الإمام أحمد، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وفيه كلام، وقد حسن له الترمذي وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد رواه: ابن أبي الدنيا، والطبراني، والبيهقي؛ كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان. وقال الهيثمي:"رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وإسناده حسن".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة جرد مرد كحلى لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم» .

رواه الترمذي، وقال:"هذا حديث غريب".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين» .

رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "وإسناده جيد".

(الجرد) : جمع أجرد، وهو الذي ليس على بدنه شعر. و (المرد) : جمع أمرد، وهو الذي لا شعر في وجهه. و (الجعاد) : جمع جعد، وهو هنا القوي

ص: 392

الجسم الشديد الأسر. و (كحلى) : جمع كحيل، مثل قتلى وقتيل. قال ابن الأثير في النهاية":" (الكحل) ؛ بفتحتين: سواد في أجفان العين خلقة، والرجل أكحل وكحيل". وقال في "جامع الأصول": " (الكحيل) : الذي تبين أجفانه كأنها مكحولة من غير كحل". انتهى.

وعن المقدام رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يموت سقطا ولا هرما، وإنما الناس فيما بين ذلك؛ إلا بعث ابن ثلاث وثلاثين سنة، فإن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم وصورة يوسف وقلب أيوب، ومن كان من أهل النار عظموا وفخموا كالجبال» .

رواه البيهقي. قال المنذري: "وإسناده حسن".

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا؛ فذلك قول الله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} » .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب! وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا» .

ص: 393

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي.

وعن صهيب رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ، وقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار؛ نادى مناد: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه. فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه، فوالله؛ ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم» .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أهل الجنة في نعيمهم؛ إذ سطع عليهم نور، فرفعوا رؤوسهم؛ فإذا الرب عز وجل قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة! فذلك قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ". قال: "فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه، حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم» .

رواه: ابن ماجه، وابن أبي حاتم، والبغوي.

وعنه رضي الله عنه؛ قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله! أينام أهل الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون» .

رواه: الطبراني في "الأوسط"، والبزار. قال الهيثمي:"ورجال البزار رجال الصحيح".

ص: 394