الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكنى
- أَبُو سَعِيد الْخراز.
وَهُوَ أَحْمَد بن عيسى. تقدَّم ذكره.
- أَبُو حمزة الزّاهد العارف.
محمد بن إِبْرَاهِيم. قد ذُكِر.
609-
أَبُو العَبَّاس السَّرْخَسِيّ [1] .
واسمه أَحْمَد بن الطّيّب عَلَى الصّحيح.
وَقَالَ محمد بن إِسْحَاق النّديم [2] : وجدّه اسمه: أَحْمَد بن محمد بن مروان السَّرْخَسِيّ النّديم.
وقال: كان متفنّنا في علومٍ كثيرة من علوم القُدماء والعرب، حَسَن المعرفة، جيّد القريحة، بليغ اللسان، مليح التَّصنيف. كَانَ معلّمًا للمعتضد، ثُمَّ نادَمَه وخُصّ بِهِ، وَكَانَ يفضي إِلَيْهِ بسرّه ويستشيره، وَلَهُ مصنّفات في الفلسفة.
وَقَالَ ابن النَّجَّار: وَكَانَ يعرف أيضا بابن الفرائقيّ [3] . وَكَانَ تلميذًا ليعقوب بن إِسْحَاق الكِنْدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن إِسْحَاق قَالَ: كانت الفلاسفة تنكر النّظر في المرآة
[1] انظر عن (أبي العباس السرخسي) في:
مروج الذهب 268، 277، 297، 298، 503، 730، 731، 1328، 3316، والفهرست لابن النديم 1/ 171، الفنّ 1، ومعجم الأدباء 3/ 98- 102، وأخبار الحكماء للقفطي 77، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 214، 215، وسير أعلام النبلاء 13/ 448، 449 رقم 221، والوافي بالوفيات 7/ 5- 8، رقم 2947، ولسان الميزان 1/ 189- 192.
[2]
في الفهرست.
[3]
معجم الأدباء 9/ 98.
تطيُّرًا من طلعة المَشِيب، ويزعمون أَنَّهُ يُورِث البَصَر خوارًا، والجسْمَ ضُمُورًا.
ثُمَّ إنَّ المُعْتَضِد قتل السَّرْخَسِيّ لفلسفته وسُوء اعتقاده.
قَالَ المَرْزُباني: نا عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يَحْيَى المنجِّم: أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد يَحْيَى بن عَليّ النّديم قَالَ:
حضرت أَحْمَد بن الطَّيّب وَهُوَ يَقُولُ للمعتضد: قد بعتُ دفاتري التي في النُّجُوم والفلسفة والكلام والشِّعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همّي في هَذَا الوقت إِلا الفِقْه والحديث. فَلَمَّا خرج قَالَ المُعْتَضِد: أنا أعلم أَنَّهُ زِنْديق، وَأَنَّ هَذَا الذي فعله كله رِياء.
فَلَمَّا خرجت قُلْتُ فيه:
يا من يُصَلّي رياءً
…
ويُظْهرُ الصَّوم [1] سُمْعَه
قد كنت عطّلت دَهْرًا
…
فكيف أسلمتَ دُفْعه؟
قل لي: أَبَعْد اتّباع
…
الكِنْدِيّ تَعْمُرُ رَبْعَه
وليس يعبد ربًا
…
ولا يدين بشرعه
إنْ قُلْتَ: قد تبتُ
…
فالشَّيْخ لا يفارق طَبْعَه
أظْهَرْتَ تَقْوًى وَنُسُكًا
…
هيهات [2] في الأمر صَنْعَه [3] .
رَوَى عَليّ التنوخيّ، عن أَبِيهِ، أَنَّ المعتضد أسرَّ إلى أَحْمَد بن الطّيّب أَنَّهُ قابضٌ عَلَى وزيره عُبَيْد الله بن سليمان، فأفشى ذَلِكَ إليه، فقبض المُعْتَضِد عَلَى أَحْمَد.
قَالَ: وَقِيلَ بل دعا المُعْتَضِد إلى مذهب الفلاسفة، فاستحلّ دَمَه، فأرسل إِلَيْهِ يَقُولُ: أَنْتَ عرَّفْتنا أن الحكماء قَالُوا: لا يجب للملك أن يغضب، فَإِذَا غضب فلا يجب لَهُ أن يرضى، ولولا ذَلِكَ أطلقتك لسالف خدمتك، فاخْتَرْ أيَّ قِتْلَةٍ أقتُلُك، فاختار أن يُطعم اللَّحْم الملَبَّب، وأن يُسقى الخمر حَتَّى يسكر، ويُفْصد في يديه حَتَّى يموت، ففعل بِهِ ذَلِكَ. وظنّ أَحْمَد أَنَّ دمه إِذَا فرغ يموت في الحال بغير ألم، فانعكس ظنُّه، فَفُصِدَ وبذل جميع دمه، وبقيت فيه حياة،
[1] في الوافي بالوفيات: «ويظهر الدّين» .
[2]
في الوافي: «أيهات» .
[3]
في الوافي بالوفيات 7/ 7، 8 زيادة.
فلم يَمُت. وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ الصَّفْراء، فصار كالمجنون، ينطح برأسه الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويَعْدو ساعاتٍ كثيرة إلى أن مات.
ذكر أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القوّاس فِي «تاريخه» أَنَّ المُعْتَضِد غضب عَلَى أَحْمَد بن الطّيّب في سنة ثلاثٍ وثمانين، وضربه مائة سوْط، وسجنه، وَأُهْلِكَ في المحرّم أَوْ صَفَر سنة ستٍّ وثمانين.
610-
أَبُو جَعْفَر بن الكرنبيّ الزّاهد [1] .
من كبار صوفيّة بغداد.
قَالَ الخطيب: تأدَّب بِهِ خلق.
حكى عَنْهُ: الْجُنَيْد، وغيره.
وَقَالَ صاحبه أَبُو الحَسَن بن الحُبَاب: أوصى الشَّيْخ لي بمُرَقَّعَتِه، فوزَنْتُ فَرْدَ كُمٍّ منها، فَكَانَ أحد عشر رِطْلًا [2] .
611-
أَبُو حمزة الخُرَاسَانِيّ الزّاهد [3] .
شيخ الصوفيّة، مِن أقران الْجُنَيْد.
ذكره السّلميّ وَقَالَ: أظنّ أن أصله [من] زَوْزَجان [4] . وَقِيلَ: كَانَ نَيْسَابُوريًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن الحَسَن المخرميّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن المالكيّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حمزة الخُرَاسَانِيّ: حججتُ، فبينا أنا أمشي وقعتُ في بئر، فقلتُ: لي الله، لا أستغيث إِلا باللَّه، فمرّ رجلان فقالا: نسدّ هَذَا البئر في هذه الطريق. فأتوا بقَصَب وبارِيةَ [5]، فهممت أن أَصيح فَقُلْتُ: إلى من هو أقرب إليك منهما. وسكنت.
[1] انظر عن (أبي جعفر بن الكرنبي) في:
تاريخ بغداد 14/ 413- 415 رقم 7749.
[2]
تاريخ بغداد 14/ 414.
[3]
انظر عن (أبي حمزة الخراساني) في:
طبقات الصوفية للسلمي 326- 328 رقم 18، والرسالة القشيرية 33، والكامل في التاريخ 7/ 522 وفيه: أبو حمزة بن محمد بن إبراهيم الصوفي، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 155، 156 رقم 40، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 185- 187، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 120، ودائرة معارف البستاني 2/ 115.
[4]
قوله هذا ليس في: طبقات الصوفية. وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «أصله زوزجاني» .
[5]
البارية: الحصير.
قَالَ: فَإِذَا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلَّى برِجْله في البئر، وكأنه يَقُولُ في هَمْهَمَته: تعلّق بي.
فتعلّقت بِهِ، فأخرجني، فَإِذَا بِهِ سَبْعٌ، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجَّيناك من التَّلف بالتَّلَف.
تُوُفِّي أَبُو حمزة سنة تسعين ومائتين.
قُلْتُ: مرّ مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البَّغْدَادِيّ، والله أعلم أيّ الرَّجُلَين صاحبها.
612-
أبو عبد الله الخلنْجيّ البَّغْدَادِيّ [1] .
أحد مشايخ الصُّوفية، وأولي المعاملات.
رَوَى عن: لوين، وغيره.
أخذ عنه: أبو سعيد بن الأعرابي.
وله كلام في الرّياضات وعيوب النفس [2] .
613-
أبو يعقوب الزيات [3] .
أحد زهاد بغداد وفقهائها.
ذكره الخطيب مختصرا فقال: حكى عنه الجنيد.
آخر هذه الطبقة والحمد للَّه رب العالمين ويليه الطبقة الثلاثون (291- 300 هـ)
[1] انظر عن (أبي عبد الله الخلنجي) في:
تاريخ بغداد 14/ 404، 405 رقم 7726.
[2]
قال السلمي: كان عالما اتخذ حلقة في جامع المدينة يتكلم في الرياضات، وعيوب النفس، وآفات الأعمال، لا يتجاوز ذلك، فإذا سئل عن شيء فوق ذلك لا يجيب.
وقال أحمد بن محمد الزيادي: لم أر في الصوفية أعقل من جنيد بن محمد القواريري، ولا أفقه من الثوري، ولا أشدّ فقرا من ابن الخلنجي، لعلّي ما رأيت معه قطعة قط.
[3]
انظر عن (أبي يعقوب الزيات) في:
تاريخ بغداد 14/ 408 رقم 7737.
(بعون الله وتوفيقه، انتهى تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ للذهبي، على يد الفقير إليه تعالى، خادم العلم وطالبه الحاج الدكتور أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا. أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية- بفرعي طرابلس وبيروت- ووافق إنجاز تحقيقه، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره وتوثيقه، عند أصيل يوم السبت سلخ ذي الحجة من سنة 1410 هـ. الموافق للحادي والعشرين من شهر تموز (يوليو) 1990 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، والحمد للَّه رب العالمين) .