الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ولاية القضاء بمدينة المنصور]
وفي ربيع الأول وَلِيَ القضاء أبو [1] عمر محمد بن يوسف [2] على مدينة المنصور [3] .
وفيها ظهر بمصر حُمرة عظيمة، حَتَّى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان. فتضرًّع الناس بالدعاء إلى الله. وكانت من العصر إلى الليل [4] .
[إرسال ابن اللَّيْث للأموال]
وفيها بعث عَمْرو بن اللَّيْث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق [5] .
[عزْم المُعْتَضِد على لعن معاوية]
قَالَ ابن جرير الطبري [6] : وفيها عزم المُعْتَضِد على لعن معاوية على المنابر، فخوَّفه عُبَيْد الله الوزير اضطراب العامة. فلم يلتفت، وتقدَّم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع، ومنع القُصَّاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المُعْتَضِد كتابًا في ذلك. واجتمع النّاس يوم
[1] في الأصل: «أبا» .
[2]
هكذا في الأصل، ويبدو أن المؤلّف- رحمه الله ينقل عن كتاب «المنتظم» لابن الجوزي، ففيه:«محمد بن يوسف بن يعقوب» . (انظر ج 5/ 170) .
أما في: تاريخ الطبري: 10/ 51، والكامل لابن الأثير 7/ 484 فهو:«يوسف بن يعقوب» بإسقاط اسم «محمد» ، فليراجع، وهو سيأتي بعد قليل «يوسف بن يعقوب» دون اسم «محمد» أيضا.
[3]
انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 51، والمنتظم 5/ 170، والكامل 7/ 484.
[4]
انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 53، والمنتظم 5/ 170، 171، والكامل 7/ 485، والبداية والنهاية 11/ 76، والنجوم الزاهرة 3/ 113، ومآثر الإنافة 1/ 266، وتاريخ الخلفاء 370، 371.
[5]
النجوم الزاهرة 3/ 113.
[6]
في تاريخه 10/ 54- 63، وتابعه: ابن الجوزي في: المنتظم 5/ 171، وابن الأثير في:
الكامل 7/ 485، 486 (باختصار)، ومؤرّخ مجهول في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 151- 154.
الجمعة بناء على أن الخطيب يقرأه، فما قرأه، وكان من إنشاء الوزير عُبَيْد الله، وفيه:«وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شُبهة [قد] دخلتهم في أديانهم [1] ، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء [2] ، وقد قَالَ الله تعالى: وَمن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً من الله 28: 50 [3] خروجًا عن الجماعة، ومسارعةً إلى الفتنة [4] ، وإظهارًا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة. وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة [5] . قَالَ الله تعالى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ في الْقُرْآنِ 17: 60 [6] وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيّه. وهو [7] كانوا أشدّ عداوة له من جميع الكفار. ولم يرفع الكفار رايةً يوم بدرٍ وأُحد والخندق إِلا وأبو سُفْيَان وأشياعه أصحابها وقادتها» [8] .
ثُمَّ ذَكَرَ أَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ وَمَوْضُوعَةٍ فِي ذَمِّ أَبِي سُفْيَانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ، وَحَدِيثَ:
«لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ» ، عَنْ مُعَاوُيَةَ. وَأَنَّهُ نَازَعَ عَلِيًّا حَقَّهُ، وَقَدْ قَالَ عليه السلام لِعَمَّارٍ:«تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» . وَأَنَّ مُعَاوِيَةَ سَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَانْتَهَبَ الْأَمْوَالَ الْمُحَرَّمَةَ، وَقَتَلَ حُجْرًا [9] ، وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ، وَادَّعَى زِيَادَ بْنَ أَبِيهِ جُرْأَةً على الله، والله يقول: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 [10] وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» . ثُمَّ دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد عَلِمَ فسْقة، ففعل بالحسين وآله ما فعل، ويوم الحرّة، وحرق البيت الحرام.
[1] في تاريخ الطبري هنا زيادة:
«وفساد قد لحقهم في معتقدهم، وعصبيّة قد غلبت عليها أهواؤهم، ونطقت بها ألسنتهم» .
(انظر: ج 10/ 56) .
[2]
النّص هنا مختلف عن نص الطبري الّذي ينقل منه المؤلّف، وهو يتصرّف دون الالتزام بحرفيّته، فليراجع.
[3]
سورة القصص، الآية 50، وقد ورد في الأصل:«ممن يتّبع» ، فصحّحت اللفظ إلى «اتّبع» ليستقيم اللفظ مع صحّة الآية الكريمة.
[4]
في نص الطبري زيادة هنا: «وإيثارا للفرقة، وتشتيتا للكلمة» .
[5]
من هنا حذف المؤلّف قطعة كبيرة من النص. (راجع تاريخ الطبري 10/ 56 و 57) .
[6]
سورة الإسراء، الآية 60.
[7]
هكذا في الأصل، والصحيح:«وهم» .
[8]
قارن بالنص عند الطبري 10/ 57 فالمؤلّف- رحمه الله يقدّم ويؤخّر في النّصّ متصرّفا.
[9]
أي: حجر بن عديّ.
[10]
سورة النساء، الآية 93.