الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نضرك.
2019 - (ما رُوي أن زرارة بن أوفى) العامري الحريشي البصري يكنى أبا حاجب وكان قاضيها ثقة عابد أخرج له الجماعة (كان من) ثقات (التابعين كان يؤم الناس بالرقة فقرأ) يوماً في صلاته (فإذا نقر في الناقور فصعق ومات في محرابه)
.
أخبرنا به عمر بن أحمد بن عقيل أخبرنا عبد الله بن سالم أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد القادر عن أبيه عن جده قال أخبرنا جدي يحيى بن مكرم أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الحافظ أخبرنا الحافظ تقي الدين محمد بن محمد بن محمد بن فهر المكي أخبرنا إبراهيم بن صديق أخبرنا أبو إسحاق التنوخي أخبرنا ابن أبي يوسف بن عبد الرحمن المري الحافظ أخبرنا الفخر علي بن أحمد المقدسي أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا إبراهيم بن عمر أنبأنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب أنبأنا أبو جعفر أحمد بن علي الخراز حدثنا أبو بحر عبد الواحد بن غياث حدثنا أبو حباب القصاب واسمه عوف بن ذكوان قال صلّى بنا زرارة بن أوفى صلاة الفجر فلما بلغ فإذا نقر في الناقور فشهق شهقة فمات هذا أثر حسن الإسناد أخرجه الترمذي في أواخر كتاب الصلاة في جامعه من طريق بهز بن حكيم قال صلّى بنا زرارة بن أوفى فذكر نحوه وزاد في آخره فكنت فيمن حمله ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي داود في كتاب الشريعة.
2020 - (فصل)
.
ومما احتج به المبيحون ما أورده الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب صفة أهل التصوّف فقال أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بسرخس أخبرنا أبو علي الفضل بن منصور بن نصر الكاغدي السمرقندي إجازة حدثنا الهيثم بن كليب حدثنا أبو بكر عمار بن إسحاق حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن صهيب عن أنس قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزل عليه جبريل فقال يا رسول الله إن فقراء أمتك يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف
يوم وهو خمسمائة عام ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أفيكم من ينشدنا فقال بدوي نعم يا رسول الله فأنشده.
لقد لسعت حية الهوى كبدي
…
فلا طبيب لها ولا راقي
إلا الحبيب الذي شغفت به
…
فعنده علتي وترياقي
فتواجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواجد أصحابه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فلما فرغوا أوى كل واحد إلى مكانه فقال معاوية بن أبي سفيان ما أحسن لعبكم يا رسول الله فقال مه يا معاوية ليس بكريم من لم يهتز عند السماع للحبيب ثم قسم رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم على من حضر بأربعمائة قطعة ثم قال وهذا الحديث نص على أن مذهب الصوفية كان معلوماً عندهم معمولاً به بينهم فإنكاره جهل بالمنقول والتمادي على إنكاره بعد هذا ليس له محصول وأورده صاحب المعارف هكذا سماعاً من شيخه أبي زرعة طاهر بن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن والده المذكور ثم قال فهذا الحديث أوردناه مسنداً كما سمعناه ووجدناه وقد تكلم في صحته أصحاب الحديث وما وجدنا شيئاً نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاكل وجد أهل هذا الزمان وسماعهم واجتماعهم وهيئتهم إلا هذا وما أحسنه من حجة للصوفية وأهل الزمان في سماعهم وتمزيقهم الخرق وقسمتهم لو صح والله أعلم ويخالج سري أنه غير صحيح ولم أجد فيه ذوق اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وما كانوا يعتمدونه على ما بلغنا في هذا الحديث ويأبى القلب قبوله والله أعلم اهـ.
قلت: وهو حديث باطل لا يحتج به ولا يذكر إلا ليعلم أنه موضوع ويعتبر به وقد سئل عنه القرطبي فأجاب في رسالة له في السماع عنه بثلاثة أوجه أحدها أن هذا الحديث لا يصح لأن محمد بن طاهر وإن كان حافظاً فلا يحتج بحديثه لما ذكره السمعاني عن جماعة من شيوخه أنهم تكلموا فيه ونسبوه إلى مذهب الإباحية وعنده مناكير في هذا الكتاب المسمى بصفة أهل التصوّف وهذا الحديث عنه وله فيه مناكير فإنه روى عن مالك وغيره من أئمة الهدى المتقدمين حكايات عنهم منكرة باطلة قطعاً وقال محمد بن ناصر محمد بن طاهر ليس بثقة ولأن في سند الحديث عمار بن إسحاق ولا يحتج به يرويه عن سعيد
بن عامر وهو كثير الغلط ذكر ذلك كله ابن السمعاني في تاريخه قال ثم العجب من غلبة الهوى والميل على هذا الرجل أعني محمد بن طاهر وذلك أنه لما أكمل سياق الحديث وفرغ منه قال في آخر كلامه ما أوهم فيه على الضعفاء إنه على شرط الصحيحين فقال: أعلم أن رجال هذا الإسناد من أبي محمد سعيد بن عامر إلى أنس بن مالك من شرط الكتابين أخرجا بهذا الإسناد غير حديث في الصحيحين قال الشيخ ولولا قصد الإيهام والتلبيس لما صدر منه مثل هذا وإلا فأي منفعة لهذا الكلام إذا كان كل من قبل سعيد ليس على شرط الصحة ثم إن سعيداً نفسه ليس من شرط الكتابين مع ما ذكره السمعاني في عمار بن إسحاق ومع أن الفضل بن منصور رواه عن الهيثم بن كليب إجازة ولم يسمعه منه فهو منقطع فكيف يحتج أحد بمثل هذا لولا غلبة الهوى الثاني إن الواقف على متن هذا الحديث يعلم على القطع أنه مصنوع موضوع لأن الشعر الذي فيه لا يناسب شعر العرب ولا يليق بجزالة شعرهم وألفاظهم وإنما يليق بمخنثي شعراء المولدين يدرك ما ذكرناه بالذوق الضروري من له خبرة بشعر العرب والمولدين وكذلك ألفاظ متن الحديث لا يليق بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بكلام أصحابه وكذلك معناه لا يليق بهم للذي تواتر عندنا من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحوال أصحابه في الجد والاجتهاد والوقار والجلالة وحسن الهيبة وكذلك تمزيق الرداء على أربعمائة قطعة لا يليق بهم وكيف يفعل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نهى عن إضاعة المال ثم قسمته على ذلك العدد المعين مستنكر وكل ذلك يبعده الحس وتنفر منه النفس الثالث إن هذا الحديث مما تنكره قلوب العلماء وتقشعر منه جلود الفضلاء وما يكون كذلك فلا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ولا نقوله بدليل قوله صلى الله عليه وسلم إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه ولا تنكرونه ولا أقول ما ينكر ولا يعرف هذا آخر سياق القرطبي وقد حاول صاحب الإمتاع الرد على الوجه الأول والثالث بما هو مذكور في كتابه حاصل ما قال في توثيق ابن طاهر إنه ثقة حافظ روى عنه الأئمة الحفاظ كشبرويه بن شهردار الديلمي ومحمد بن أبي علي الحافظ الهمداني وأبي نصر أحمد بن عمر الأصبهاني وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ومحمد بن ناصر السلامي قال شيرويه: محمد بن طاهر ثقة صدوق حافظ عالم بالصحيح والسقيم حسن المعرفة