الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكير عن هشام بن سعد عن أبي الزبير قال أخبرني جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة رجل نحفر الخندق فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حجراً فجعله بين بطنه وإزاره يقيم بطنه من الجوع فلما رأيت ذلك قلت يا رسول الله ائذن لي فإن لي حاجة في أهلي فأتيت المرأة فقلت قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً غاظني فهل عندك من شيء قالت هذه العناق فاطبخها وهذا صاع من شعير فاطحنه فطحتنه وذبحت العناق وقلت اطبخي حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستتبعه فانطلقت إليه فقلت يا رسول الله اني قد ذبحت عناقاً وطحنت صاعاً من شعير فانطلق معي فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القوم ألا أجيبوا جابر بن عبد الله قال فرجعت على المرأة فقلت قد افتضحت جاءك رسول الله ومن معه فقالت بلغته وبينت له فقلت نعم فقالت ارجع إليه وبين له فأتيته فقلت يا رسول الله إنما هي عناق وصاع من شعير قال فارجع ولا تحركن شيئاً من التنور ولا من القدر حتى آتيها واستعر صحافاً فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فدعا الله عز وجل على القدر والتنور ثم قال اخرجي واثردي ثم أقعدهم عشرة عشرة فأدخلهم فأكلوا وهم ثلاثماثة وأكلنا وأهدينا لجيراننا فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك وأما ما رواه أبو نعيم في الدلائل وفيه أنهم كانوا ألفاً فقد تقدم من روايه حنظلة بن أبي سفيان عن جابر ورواه البخاري ومسلم والبيهقي ودل سياقهم على تعدد القصة ولذلك غاير بينهما المصنف فتأمل.
2315 - من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه أطعم (مرة أكثر من ثمانين رجلاً من أقراص شعير حملها أنس)
بن مالك رضي الله عنه (في يده).
قال العراقي: رواه مسلم من حديث أنس وفيه حتى فعل ذلك بثمانين رجلاً ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أهل البيت وتركوا سؤراً وفي رواية لأبي نعيم في الدلائل حتى أكل منه بضع وثمانون رجلاً وهو متفق عليه بلفظ والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً اهـ.
قلت: لفظ الشيخين من حديث أنس قال قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء
فقالت نعم فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً فلفت الخبز ببعضه ثم دَسَّته تحت يدي ولائتني ثم أرسلني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد أي الموضع الذي أعدّه للصلاة فيه في محاصرة الأحزاب يوم الخندق ومعه الناس فسلمت عليه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة قلت نعم قال لطعام قلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة ثم لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً وفي رواية لمسلم أنه قال ائذن لعشرة فدخلوا فقال كلوا وسموا الله فأكلوا حتى فعل ذلك بثمانين رجلاً ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأهل البيت وتركوا سؤراً بالضم مهموز أي بقية وفي رواية للبخاري أدخل على عشرة حتى عد أربعين ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر هل نقص منها شيء وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليل عن أنس أنه لما انتهى إلى الباب قال لهم اقعدوا ثم دخل وفي رواية عمرو بن عبد الله عن أنس فقال أبو طلحة إنما هو قرص فقال إن الله سيبارك فيه وفي رواية مبارك بن فضالة عن أنس هل من سمن فقال أبو طلحة قد كان في العكة شيء فجاء يعصرانها حتى خرج ثم مسح رسول صلى الله عليه وسلم القرص فانتفخ وقال بسم الله فلم يزل يصنع ذلك والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص في الجفنة يتسع وفي رواية النضر بن أنس عن أبيه فجئت بها ففتح رباطها ثم قال بسم الله اللهم أعظم فيها البركة والحكمة في إدخالهم عشرة عشرة أن تلك القصعة لم تكن تسع أن يجلس عليها أكثر من ذلك وفي قول المصنف أكثر من ثمانين إشارة إلى رواية مسلم المتقدمة وهو أنهم لما فرغوا من الأكل وكانوا ثمانين أكل صلى الله عليه وسلم وأهل البيت والمراد بهم أم سليم وأبو طلحة وأنس فهؤلاء أربعة ولا بد في البيت من