الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كدك ولا من كد أبيك ولا من كد أمك قال) الراوي (فغضب معاوية ونزل عن المنبر وقال لهم مكانكم) أي لا تفارقوا (ثم) غاب عنهم ثم (خرج عليهم) وصعد المنبر (فقال إن أبا مسلم كلمني بكلام أغضبي وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الغضب من الشيطان) لأنه ناشئ عن وسوسته وإغوائه فأسند إليه لذلك (والشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء) وفي رواية وإنما يطفى النار (فإذا غضب أحدكم فليغتسل وإني دخلت) المنزل (فاغتسلت وصدق أبو مسلم أنه ليس من كدي ولا كد أبي فهلموا إلى عطائكم غداً إن شاء الله تعالى)
قال العراقي: هذا الحديث بقصته رواه أبو نعيم في الحلية وفيه من لا أعرفه اهـ
قلت: وكذلك رواه ابن عساكر في التاريخ.
2058 - (روى عن ضبة بن محصن العنزي) بسكون النون البصري ذكره ابن حبان في كتاب الثقات روى له مسلم وأبو داود والترمذي حديثاً واحداً (قال كان علينا أبو موسى) عبد الله بن قيس (الأشعري) رضي الله عنه (أمير بالبصرة) ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وكان إذا خطبنا حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي صلى الله عليه وسلم وأنشأ) بعد ذلك (يدعو لعمر) بن الخطاب رضي الله عنه (قال فغاظني) أو أغضبني (ذلك فقمت إليه فقلت له أين أنت عن صاحبه) يعني أبا بكر رضي الله عنه (تفضله عليه فصنع ذلك جمعاً ثم كتب إلى عمر يشكوني يقول) في شكواه (إن ضبة بن محصن العنزى يتعرض لي في خطبتي فكتب إليه عمر) رضي الله عنه (إن أشخص به إليَّ) أي وجهه إليَّ (فأشخصني إليه فقدمت فدققت عليه
الباب فخرج إليّ فقال من أنت فقلت أنا ضبة بن محصن العنزى قال فقال فلا مرحباً ولا أهلاً قلت أما الرحب فمن الله وأما الأهل فلا أهل ولا مال فبماذا استحللت إشخاصي من بصرتي) وفي نسخة من البصرة (بلا ذنب أذنبته ولا شيء أتيته قال فما الذي شجر بينك وبين عاملي قال: أنا الآن أخبرك به إنه كان إذا خطبنا حمد الله وأثنى عليه وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنشأ يدعو لك فغاظني ذلك منه فقمت إليه فقلت له أين أنت عن صاحبه تفضله عليه فصنع ذلك جمعاً ثم كتب إليك يشكوني قال فاندفع عمر رضي الله عنه باكياً وهو يقول أنت والله أوفق منه وأرشد فهل أنت غافر لي ذنبي غفر الله لك قال:
قلت: غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال ثم اندفع باكياً وهو يقول والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر وآل عمر فهل لك أن أحدثك بليلته ويومه قلت نعم قال أما الليلة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج من مكة هارباً من المشركين خرج ليلاً فتبعه أبو بكر وجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من أفعالك فقال يا رسول الله اذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك قال فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت فلما رأى أبو بكر) رضي الله عنه (إنها قد حفيت حله على عاتقه وجعل يشتد به حتى أتى فم الغار) الذي في جبل ثور (فأنزله فقال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك قال فدخل فلم يجد به شيئاً فحمله وأدخله في الغار وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاع فألقمه أبو بكر) رضي الله عنه (قدمه مخافة أن يخرج منهن شيء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيؤذيه وجعلن) أي الحيات والأفاعي (يضربن أبا بكر في قدمه وجعلت دموعه تنحدر) أي تسيل (على خديه من ألم ما يجده ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا فانزل الله عليه
سكينته أي الطمأنينة لأبي بكر فهذه ليلته وأما يومه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب) وهم ثمانية قبائل منهم (فقال بعضهم نصلي ولا نزكي فأتيته لا آلوه نصحاً) أي أقصرت نصيحته (فقلت يا خليفة رسول الله تألف الناس) أي خذهم بالألفة (وارفق بهم فقال أجبار في الجاهلية) أي شديد الأسر (خوّار في الإسلام) أي ضعيف فارغ (فيما ذا أتألفهم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي) أي انقطع نزوله (فوالله لو منعوني عقالاً كانوا يعطونه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه) والعقال بالكسر قيل المراد به الحبل الذي تعقل به الناقة وإنما ضرب مثلاً لتقليل ما عساهم أن يمنعوه لأنهم كانوا يخرجون الإبل إلى الساعي ويعقلونها بالعقل حتى يأخذها كذلك وقيل المراد به نفس الصدقة فكأنه قال لو منعوني شيئاً من الصدقة ومنه يقال دفعت عقال عام (قال فقاتلنا عليه فكان والله رشيد الأمر فهذا يومه ثم كتب إلى أبي موسى) الأشعري (يلومه) فيما فعله
قال العراقي: رواه البيهقي هكذا بطوله في دلائل النبوة بإسناد ضعيف وقصة الهجرة رواها البخاري من حديث عائشة بغير هذا السياق واتفق عليها الشيخان من حديث أبي بكر بلفظ آخر ولهما من حديثه قال
قلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وأما قتاله لأهل الردة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر كيف نقاتل الناس الحديث اهـ
قلت: وأما حديث سد الخرق بقدمه فأخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث عطاء بن أبي ميمونة عن أنس قال لما كان ليلة الغار قال أبو بكر يا رسول دعني لأدخل قبلك فإن كان وجيئة أو شىء كانت بي قبلك قال ادخل فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى حجراً قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع قال فبقي حجر فوضع عقبه عليه ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم أين ثوبك يا أبا بكر فأخبره بالذي صنع فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله إليه إن الله تعالى قد استجاب لك.