الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّافِعِيَّة لَهُ وَجه فِي الْمَذْهَب وَقد سمع صَحِيح البُخَارِيّ من الْفربرِي وَحدث بِهِ عَنهُ وَهُوَ أجل من حدث بِهِ عَن الْفربرِي
وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ مَا فِي هَذِه الْكتب كلهَا أَجود من كتاب مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل
وَقَالَ الْعقيلِيّ لما ألف البُخَارِيّ كتاب الصَّحِيح عرضه على عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَغَيرهم فاستحسنوه وشهدوا لَهُ بِالصِّحَّةِ إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث قَالَ الْعقيلِيّ وَالْقَوْل فِيهَا قَول البُخَارِيّ وَهِي صَحِيحَة
فصل فِي بَيَان شَرطه فِيهِ وَمَا اتَّصل بذلك من قصَّته مَعَ الذهلي
أخبرنَا أَبُو الْفرج بن حَمَّاد أَنا يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن أَنا الْمُبَارك بن أَحْمد فِي كِتَابه قَالَ قَالَ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْحَافِظ أعلم أَن شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم أَن يخرجَا الحَدِيث الْمُتَّفق على ثِقَة نقلته إِلَى الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور من غير اخْتِلَاف بَين الثِّقَات الْأَثْبَات وَيكون إِسْنَاده مُتَّصِلا غير مَقْطُوع وَإِن كَانَ للصحابي راويان فَصَاعِدا فَحسن وَإِن لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد وَصَحَّ الطَّرِيق إِلَيْهِ أَخْرجَاهُ
قَالَ وَأما مَا أخبرنَا أَبُو بكر بن خلف عَن الْحَاكِم أبي عبد الله قَالَ الْقسم الأول من الصَّحِيح اخْتِيَار البُخَارِيّ وَمُسلم وَهُوَ الدرجَة الأولى من الصَّحِيح ومثاله الحَدِيث الَّذِي يرويهِ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَله راويان ثقتان ثمَّ يرويهِ عَنهُ التَّابِعِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن الصَّحَابِيّ وَله راويان ثقتان ثمَّ يرويهِ عَنهُ من اتِّبَاع التَّابِعين الْحَافِظ المتقن الْمَشْهُور وَله رُوَاة من الطَّبَقَة الرَّابِعَة ثمَّ يكون ح 368 أشيخ البُخَارِيّ وَمُسلم حَافِظًا متقنا مَشْهُورا
قَالَ ابْن طَاهِر وَهَذَا الشَّرْط حسن لَو كَانَ مَوْجُودا فِي كِتَابَيْهِمَا إِلَّا أَن قَاعِدَته منتقضة فَإِن البُخَارِيّ أخرج حَدِيث الْمسيب بن حزن وَلم يرو عَنهُ غير ابْنه سعيد وَحَدِيث عَمْرو بن تغلب وَلم يرو عَنهُ غير الْحسن الْبَصْرِيّ وَغير ذَلِك فَبَان أَن الْقَاعِدَة انتقضت على الْحَاكِم
أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن مُحَمَّد بن يُوسُف أَن الْعَلامَة تَقِيّ الدَّين بن الصّلاح أخبرهُ قَالَ أول من صنف فِي الصَّحِيح أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْجعْفِيّ وتلاه مُسلم بن الْحجَّاج قَالَ وكتاباهما أصح الْكتب بعد كتاب الله الْعَزِيز
وَأما مَا روينَاهُ عَن الإِمَام الشَّافِعِي عَن أَنه قَالَ مَا أعلم فِي الأَرْض كتابا فِي الْعلم أَكثر صَوَابا من كتاب مَالك وَمِنْهُم من رَوَاهُ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ فَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك قبل وجود الْكِتَابَيْنِ ثمَّ إِن كتاب البُخَارِيّ أصح الْكِتَابَيْنِ صَحِيحا وأكثرهما فَوَائِد
وَأما مَا روينَاهُ عَن أبي عَليّ الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي أستاذ الْحَاكِم من أَنه قَالَ مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء كتاب أصح من كتاب مُسلم بن الْحجَّاج فَهَذَا وقَول من فضل من شُيُوخ الْمغرب كتاب مُسلم على البُخَارِيّ إِن كَانَ المُرَاد أَن كتاب مُسلم يتَرَجَّح بِأَنَّهُ لم يمازجه غير الصَّحِيح فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ بعد خطبَته إِلَّا الحَدِيث الصَّحِيح مسرودا غير ممزوج بِمثل مَا فِي كتاب البُخَارِيّ فِي تراجم أبوابه من الْأَشْيَاء الَّتِي لم يسندها على الْوَصْف الْمَشْرُوط فِي الصَّحِيح فَهَذَا لَا بَأْس بِهِ وَلَيْسَ يلْزم مِنْهُ أَن كتاب مُسلم أرجح فِيمَا يرجع إِلَى نفس الصَّحِيح على كتاب البُخَارِيّ وَإِن كَانَ المُرَاد بِهِ أَن كتاب مُسلم أصح صَحِيحا فَهَذَا مَرْدُود على من يَقُوله
وقرأت بِخَط الْعَلامَة أبي زَكَرِيَّا النَّوَوِيّ رحمه الله وَاتفقَ الْجُمْهُور على أَن
صَحِيح البُخَارِيّ أصَحهمَا صَحِيحا وأكثرهما فَوَائِد قَالَ وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَبَعض عُلَمَاء الْمغرب صَحِيح مُسلم أصح وَأنكر الْعلمَاء عَلَيْهِم ذَلِك وَالصَّوَاب تَرْجِيح صَحِيح البُخَارِيّ
قلت م 215 ب لم يُصَرح أَبُو عَليّ بِأَن كتاب مُسلم أصح من كتاب البُخَارِيّ بل الْمَنْقُول عِنْده مَا قدمْنَاهُ بِلَفْظِهِ وَلَعَلَّ مُرَاده هُوَ الَّذِي تخيله ابْن الصّلاح ثمَّ ظهر لي مُرَاد أبي عَليّ وَهُوَ أَن مُسلما لما صنف كِتَابه صنفه بِبَلَدِهِ من كتبه فألفاظ الْمُتُون الَّتِي عِنْده محررة وَالْبُخَارِيّ صنفه فِي بِلَاد كَثِيرَة فِي سِنِين عديدة وَكتب مِنْهُ كثيرا من حفظه فَوَقع فِي بعض الْمُتُون رِوَايَة فِي بِلَاد كَثِيرَة فِي سِنِين عديدة وَكتب مِنْهُ كثيرا من حفظه فَوَقع فِي بعض الْمُتُون رِوَايَة بِالْمَعْنَى واختصار ح 369 أوَحذف فَلِذَا قَالَ أَبُو عَليّ مَا قَالَ مَعَ أَن قَوْله معَارض يَقُول الْحَاكِم أبي أَحْمد الْكَرَابِيسِي أستاذ الْحَاكِم أَيْضا فَإِنَّهُ قَالَ فِيمَا أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله عَن أَحْمد بن بَيَان عَمَّن سمع السلَفِي أَنا إِسْمَاعِيل بن عبد الْجَبَّار أَنا الْحَافِظ أَبُو يعلى الخليلي سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فضَالة يَقُول سَمِعت أَبَا أَحْمد الْكَرَابِيسِي الْحَافِظ رحمه الله يَقُول رحم الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الإِمَام فَإِنَّهُ الَّذِي ألف الْأُصُول وَبَين للنَّاس وكل من عمل بعده فَإِنَّمَا أَخذه من كِتَابه كمسلم بن الْحجَّاج فرق أَكثر كِتَابه فِي كِتَابه وتجلد فِيهِ حق الجلادة حَيْثُ لم ينْسبهُ إِلَيْهِ وَمِنْهُم من أَخذ كِتَابه فنقله بِعَيْنِه إِلَى نَفسه كَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم فَإِن عاند الْحق معاند فِيمَا ذكرت فَلَيْسَ يخفى صُورَة ذَلِك على ذَوي الْأَلْبَاب
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي كتاب الْمدْخل لَهُ أما بعد فَإِنِّي نظرت فِي الْجَامِع الَّذِي أَلفه أَبُو عبد الله البُخَارِيّ فرأيته كتاب جَامعا كَمَا سمى لكثير من السّنَن الصَّحِيحَة ودالا على جمل من الْمعَانِي الْحَسَنَة المستنبطة الَّتِي لَا يكمل لمثلهَا إِلَّا من جمع من معرفَة علم الحَدِيث ونقلته وَالْعلم بالروايات وعللها علما بالفقه واللغة وتمكنا مِنْهَا وتبحرا فِيهَا وَكَانَ يرحمه الله الرجل الَّذِي قصر زَمَانه وعمره على تتبع الْأَخْبَار وطلبها من مظانها وعانى الرجل فِيهَا وَالْإِقَامَة على أَهلهَا فِي كل مصر من الْأَمْصَار الْمَعْرُوفَة وَقصد من كَانَ مَعْرُوفا فِي عصره فِي عَامَّة الْأَطْرَاف من الْمُحدثين الْمَشْهُورين بالمعرفة فبرع فِي ذَلِك وَبلغ الْغَايَة واجتهد فِي حسن الْوَصْف والتأليف فحاز قصب السَّبق فِي ذَلِك وَجمع إِلَى ذَلِك حسن النِّيَّة وَالْقَصْد للخير فنفعه الله ونفع بِهِ
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَقد سَمِعت من يَحْكِي عَنهُ أَنه قَالَ لم أخرج فِي هَذَا الْكتاب إِلَّا صَحِيحا وَمَا تركت من الصَّحِيح أَكثر
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فإخراجه مَا أخرج صَحِيح مَحْكُوم بِصِحَّتِهِ وَلَيْسَ ترك مَا ترك حكما مِنْهُ بإبطاله وَقد نحا نَحوه مِمَّن عَرفته من المؤلفين جمَاعَة
مِنْهُم الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي الْخلال فَجمع وَلم يفصل وَاقْتصر على الْيَسِير
من الْكثير
وَمِنْهُم أَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَهُوَ فِي عصر أبي عبد الله فسلك فِيمَا سلكه شَيْئا ذكر مَا رُوِيَ فِي الشَّيْء وَإِن كَانَ فِي السَّنَد ضَعِيف إِذا لم يرو فِيهَا غَيره وَذكر الشَّيْء وخلاه فِي الظَّاهِر من غير تَنْبِيه على مخرجها
وَمِنْهُم مُسلم بن الْحجَّاج وَهُوَ أَيْضا يُقَارب عبد الله فِي الْعَصْر فرام مرامه وَكَانَ أَيْضا مِمَّن يَأْخُذ عَنهُ أَو عَن كتبه إِلَّا أَنه لم يضايق نَفسه مضايقة أبي عبد الله وروى عَن جمَاعَة كَثِيرَة لم يعرض مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل للرواية عَنْهُم وكل قصد الْخَيْر وَمَا هُوَ الصَّوَاب عِنْده غير أَن أحدا مِنْهُم لم يبلغ من التَّشْدِيد مبلغ أبي عبد الله وَلَا تسبب إِلَى استنباط الْمعَانِي واستخراج لطائف فقه الحَدِيث وتراجم الْأَبْوَاب الدَّالَّة على مَاله وصلَة بِالْحَدِيثِ الْمَرْوِيّ فِيهِ بِسَبَبِهِ وَللَّه الْفضل يخْتَص بِهِ من يَشَاء
قلت وَمِمَّا يرجح بِهِ كتاب البُخَارِيّ اشْتِرَاط اللقي فِي الْإِسْنَاد المعنعن وَهُوَ مَذْهَب عَليّ بن الْمَدِينِيّ شَيْخه وَعَلِيهِ الْعَمَل من الْمُحَقِّقين من أهل الحَدِيث بِخِلَاف مُسلم فَإِنَّهُ ذكر فِي خطْبَة كِتَابه إِنَّه يَكْتَفِي بِإِمْكَان اللقي وبالمعاصرة وَنقل فِيهِ الْإِجْمَاع وَهُوَ منتقض عَلَيْهِ وَزعم أَن الَّذِي اشْترط اللقي اخترع شَيْئا لم يُوَافقهُ عَلَيْهِ أحد وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ الْمُتَعَيّن وَمِنْه يظْهر أَن شَرط البُخَارِيّ أضيق من
شَرطه فَلِذَا كَانَ البُخَارِيّ أَشد تحريا وَأقوى توقيا وَقد قَالَ الإِمَام الْحَافِظ النَّاقِد الَّذِي لم تخرج بَغْدَاد مثله أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ لَوْلَا البُخَارِيّ لما رَاح مُسلم وَلَا جَاءَ هَذَا مَعَ اعْتِرَاف مُسلم للْبُخَارِيّ بِالْفَضْلِ والتقدم فِي الْفَنّ ومسألته إِيَّاه عَن الْعِلَل ورجوعه إِلَيْهِ فِيهَا ومعاداته لمُحَمَّد بن يحيى الذهلي شيخ بَلَده لأَجله فقد قَرَأت م 216 أعلى عبد الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي أنبأكم أَحْمد ابْن نعْمَة شفاها عَن جَعْفَر بن عَليّ أَن السلَفِي أخْبرهُم أَنا أَبُو الْفَتْحِ الْمَاكِيُّ الْقَاضِي أَنا الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو حَامِدٍ الأَعْمَشُ الْحَافِظُ قَالَ كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ بِنَيْسَابُورَ فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيث عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فَقَالَ البُخَارِيّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثَنَا أَخِي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ قَالَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ حَدِيثَ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّد عَن ابْن جريج عَن مُوسَى بن عقبَة ح 369 ب عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ وَاللَّغْوِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ أَنْ يَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ فَقَالَ مُسلم فِي الدُّنْيَا أحسن من هَذَا الحَدِيث ابْن
جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح تعرف بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الدُّنْيَا حَدِيثا فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِلَّا أَنه مَعْلُول قَالَ مُسلم لَا إِلَه إِلَّا الله وارتعد أَخْبرنِي بِهِ قَالَ اسْتُرْ مَا ستر الله هَذَا حَدِيث جليل رَوَاهُ النَّاس عَن حجاج عَن ابْن جريج فألح عَلَيْهِ وَقبل رَأسه وَكَاد أَن يبكي فَقَالَ أكتب إِن كَانَ لَا بُد ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَن عون ابْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ لَا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ قلت إِسْنَاد هَذِه الْحِكَايَة صَحِيح
وَقَدْ رَوَاهَا الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِ نَيْسَابُورَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيِّ وَقَدْ رُوِيَتْ عَلَى لَفْظٍ آخَرَ فَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أخبرهُ أَنا الْقَاسِم بن عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنا وَجِيهُ ابْن طَاهِرٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ ح وَأُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الشِّيرَازِيِّ عَنْ جَدِّهِ أَن الْحَافِظ أَبَا الْقَاسِم بن عَسَاكِرَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْمَعَالِي الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالا أَنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونٍ الْقَصَّارَ يَقُولُ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ وَجَاءَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ دَعْنِي حَتَّى أُقَبِّلَ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِينَ وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ وَطَبِيبَ الْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ حَدَّثَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ إِلَى هُنَا اتَّفَقَا وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ فِي رِوَايَتِهِ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَحدثنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ أَنْ يَقُولَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا حَدِيث مليح وَلَا أعلم بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الدُّنْيَا حَدِيثا غير هَذَا إِلَّا أَنه مَعْلُول حَدثنَا بِهِ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا وهيب ثَنَا سُهَيْل عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ح 370 أقَوْله قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا أولى وَلَا يذكر لمُوسَى بن عقبَة مُسْندًا عَن سُهَيْل هَذَا لفظ رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ وَفِي رِوَايَة الآخر فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لَا أعلم فِي الْبَاب غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد كَذَا وَقع فِي عُلُوم الحَدِيث للْحَاكِم وَهُوَ وهم لَا يتَصَوَّر وُقُوعه من مثل البُخَارِيّ لِأَن فِي الْبَاب جملَة أَحَادِيث من غير هَذَا الْوَجْه
وَقَالَ الْحَاكِم فِي التَّارِيخ لما استوطن البُخَارِيّ بنيسابور أَكثر مُسلم بن الْحجَّاج الِاخْتِلَاف إِلَيْهِ فَلَمَّا وَقع بَين الذهلي وَبَين البُخَارِيّ مَا وَقع بِسَبَب مَسْأَلَة اللَّفْظ وَمنع النَّاس عَنهُ انْقَطَعُوا عَنهُ إِلَّا مُسلم بن الْحجَّاج وَأحمد بن سَلمَة فَقَالَ الذهلي إِلَّا من قَالَ بِاللَّفْظِ فَلَا يحل لَهُ أَن يحضر مَجْلِسنَا فَأخذ مُسلم رِدَاءَهُ فَوق عمَامَته وَقَامَ على رُؤُوس النَّاس وَبعث إِلَى الذهلي مَا كَانَ كتب عَنهُ على ظهر حمال
قَالَ الْحَاكِم قدم البُخَارِيّ سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فَأَقَامَ بهَا خمس سِنِين يحدث على الدَّوَام فَسمِعت مُحَمَّد بن حَامِد الْبَزَّار يَقُول سَمِعت الْحسن بن مُحَمَّد بن جَابر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي يَقُول اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الرجل الصَّالح الْعَالم فَاسْمَعُوا مِنْهُ قَالَ فَذهب النَّاس إِلَيْهِ وَأَقْبلُوا على السماع مِنْهُ حَتَّى ظهر الْخلَل
فِي مجْلِس مُحَمَّد بن يحيى فَتكلم فِيهِ بعد
وَقَالَ حَاتِم بن أَحْمد بن مَحْمُود سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول لما قدم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل نيسابور مَا رَأَيْت واليا وَلَا عَالما فعل بِهِ أهل نيسابور مَا فعلوا بمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل اسْتَقْبلُوهُ مرحلَتَيْنِ من الْبَلَد أَو ثَلَاث
وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي مَجْلِسه من أَرَادَ أَن يسْتَقْبل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل غَدا فليستقبله فَإِنِّي أستقبله فَاسْتَقْبلهُ مُحَمَّد بن يحيى وَعَامة عُلَمَاء م 216 ب نيسابور فَدخل الْبَلَد فَقَالَ لنا مُحَمَّد بن يحيى لَا تسألوه عَن شَيْء من الْكَلَام فَإِنَّهُ إِن أجَاب بِخِلَاف مَا نَحن عَلَيْهِ وَقع بَيْننَا وَبَينه وشمت بِنَا كل ناصبي ورافضي وكل جهمي ومرجئ بخراسان قَالَ فازدحم النَّاس على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَتَّى امْتَلَأت الدَّار والسطوح فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث من قدومه قَامَ إِلَيْهِ رجل فَسَأَلَهُ عَن اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا قَالَ فَوَقع بَين النَّاس اخْتِلَاف فَقَالَ بَعضهم قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَقَالَ
بَعضهم لم يقل فَوَقع بَينهم اخْتِلَاف حَتَّى قَامَ بَعضهم إِلَى بعض فَاجْتمع أهل الدَّار فأخرجوهم
وَقَالَ ح 370 ب أَبُو أَحْمد بن عدي ذكر لي جمَاعَة من الْمَشَايِخ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لما ورد نيسابور وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ حسده بعض من كَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت من المشائخ لما رأى من إقبال النَّاس عَلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَاب الحَدِيث إِن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فامتحنوه فَلَمَّا حضر النَّاس مجْلِس البُخَارِيّ قَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق هُوَ أَو غير مَخْلُوق فَأَعْرض عَنهُ البُخَارِيّ وَلم يجبهُ ثَلَاثًا فَالْتَفت إِلَيْهِ البُخَارِيّ فِي الثَّالِثَة فَقَالَ الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وأفعال الْعباد مخلوقة والامتحان بِدعَة فشغب الرجل وشغب النَّاس وَتَفَرَّقُوا عَنهُ
وَقَالَ الْحَاكِم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا الْفِرَبْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله ثَنَا مَرْوَان ابْن مُعَاوِيَةَ ثَنَا أَبُو مَالِكٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صانع وصنعته قَالَ وَسمعت عبيد الله بن سعيد يَقُول سَمِعت يحيى بن سعيد يَقُول مَا زلت أسمع أَصْحَابنَا يَقُولُونَ إِن أَفعَال الْعباد مخلوقة قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فَأَما الْقُرْآن الْمُبين الْمُثبت فِي الْمُصحف الموعى فِي الْقُلُوب فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق قَالَ الله تَعَالَى {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعلم}
قَالَ وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أما الأوعية فَمن يشك أَنَّهَا مخلوقة وَقَالَ أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي يَقُول الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَمن زعم لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ مُبْتَدع لَا يُجَالس وَلَا يكلم وَمن ذهب بعد هَذَا إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فاتهموه فَإِنَّهُ لَا يحضر مَجْلِسه إِلَّا من كَانَ على مذْهبه
قلت لم يُصَرح البُخَارِيّ قطّ بقوله لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق بل كَانَ يتبرأ مِنْهَا ويكذب من عزاها إِلَيْهِ مَعَ اعْتِقَاده أَن حَرَكَة اللِّسَان مخلوقة
قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا السلَفِي فِي كِتَابه أَنا الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار أَنا هناد بن إِبْرَاهِيم أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَان الْحَافِظ ثَنَا خلف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل سَمِعت أَبَا عَمْرو أَحْمد بن نصر النَّيْسَابُورِي الْخفاف ببخارى يَقُول كُنَّا يَوْمًا عِنْد أبي إِسْحَاق الْقرشِي ومعنا مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فَجرى ذكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ مُحَمَّد بن نصر سمعته يَقُول من زعم أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله ح 371 أفَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله قد خَاضَ النَّاس فِي هَذَا فَأَكْثرُوا فَقَالَ لَيْسَ إِلَّا مَا أَقُول لَك قَالَ أَبُو عَمْرو فَأتيت البُخَارِيّ فناظرته فِي شَيْء من الحَدِيث حَتَّى طابت نَفسه فَقلت يَا أَبَا عبد الله هَا هُنَا أحد يَحْكِي عَنْك أَنَّك تَقول لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَقَالَ يَا أَبَا عَمْرو
احفظ مَا أَقُول لَك من زعم من أهل نيسابور وَغَيرهَا سمى بلادا كَثِيرَة أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله إِلَّا أَنِّي قلت أَفعَال الْعباد مخلوقة
وَقَالَ الْحَاكِم سَمِعت مُحَمَّد بن صَالح بن هَانِئ يَقُول سَمِعت أَحْمد بن سَلمَة يَقُول دخلت على البُخَارِيّ فَقلت يَا أَبَا عبد الله إِن هَذَا رجل يَعْنِي الذهلي مَقْبُول بخراسان خُصُوصا فِي هَذِه الْمَدِينَة وَقد لح فِي هَذَا الحَدِيث حَتَّى لَا يقدر أحد منا أَن يكلمهُ فِيهِ فَمَا ترى فَقبض على لحيته ثمَّ قَالَ {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لم أرد الْمقَام بنيسابور أشرا وَلَا بطرا وَلَا طلبا للرئاسة وَإِنَّمَا أَبَت عَليّ نَفسِي الرُّجُوع إِلَى الوطن لغَلَبَة الْمُخَالفين وَقد قصدني هَذَا الرجل حسدا لما آتَانِي الله لَا غير ثمَّ قَالَ يَا أَحْمد إِنِّي خَارج غَدا لتتخلصوا من حَدِيثه لأجلي
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله الأخرم لما قَامَ مُسلم بن الْحجَّاج وَأحمد بن سَلمَة من مجْلِس مُحَمَّد بن يحيى بِسَبَب البُخَارِيّ قَالَ الذهلي لَا يساكنني هَذَا الرجل فِي الْبَلَد فخشي البُخَارِيّ وسافر
وَقَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا م 217 أالْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه سَمِعت