المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في بيان شرطه فيه وما اتصل بذلك من قصته مع الذهلي - تغليق التعليق - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌بَاب فِي أضْحِية النَّبِي صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين وَيذكر بكبشين سمينين

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأَبِي بردة ضح

- ‌بَاب من ذبح ضحية غَيره

- ‌بَاب مَا يُؤْكَل من لُحُوم الْأَضَاحِي

- ‌كتاب الْأَشْرِبَة

- ‌بَاب الْخمر من الْعَسَل وَهُوَ البتع

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْخمر مَا خامر الْعقل

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِيمَن يسْتَحل الْخمر ويسميه بِغَيْر اسْمه

- ‌بَاب ترخيص النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الأوعية

- ‌بَاب الباذق

- ‌بَاب من رأى أَن لَا يخلط الْبُسْر وَالتَّمْر

- ‌بَاب شرب اللَّبن

- ‌بَاب استعذاب المَاء

- ‌بَاب شراب الْحَلْوَاء وَالْعَسَل

- ‌بَاب من شرب وَهُوَ وَاقِف على بعيره

- ‌بَاب الشّرْب من قدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب شرب الْبركَة وَالْمَاء الْمُبَارك

- ‌كتاب كَفَّارَة المرضى

- ‌بَاب من ذهب بَصَره

- ‌بَاب عِيَادَة النِّسَاء الرِّجَال

- ‌بَاب عِيَادَة الْمُشرك

- ‌بَاب إِذا عَاد مَرِيضا فَحَضَرت الصَّلَاة

- ‌بَاب دُعَاء الْعَائِد للْمَرِيض

- ‌كتاب الطبة

- ‌بَاب السعوط بِالْقِسْطِ

- ‌بَاب أَي سَاعَة يحتجم

- ‌بَاب الحجم فِي السّفر وَالْإِحْرَام

- ‌بَاب الْحجامَة على الرَّأْس

- ‌بَاب الحجم من الشَّقِيقَة والصداع

- ‌بَاب الإثمد والكحل من الرمد

- ‌بَاب الجذام

- ‌بَاب الْعذرَة

- ‌بَاب دَوَاء المبطلون

- ‌بَاب لَا صفر

- ‌بَاب ذَات الْجنب

- ‌بَاب أجر الصابر فِي الطَّاعُون

- ‌بَاب الرقى وَيذكر عَن ابْن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب رقية الْعين

- ‌بَاب السحر

- ‌بَاب هَل يسْتَخْرج السحر

- ‌بَاب مَا يذكر فِي سم النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب الدَّوَاء بالعجوة للسحر

- ‌بَاب ألبان الأتن

- ‌كتاب اللبَاس

- ‌بَاب من جر ثَوْبه من الْخُيَلَاء

- ‌بَاب الْإِزَار المهدب

- ‌بَاب الأردية

- ‌بَاب جيب الْقَمِيص

- ‌بَاب القباء

- ‌بَاب التقنع

- ‌بَاب البرود والحبرة

- ‌بَاب لبس الْحَرِير

- ‌بَاب مس الْحَرِير من غير لبس

- ‌بَاب افتراش الْحَرِير

- ‌بَاب لبس القسي

- ‌بَاب الْقبَّة الْحَمْرَاء من أَدَم

- ‌بَاب المزرر بِالذَّهَب

- ‌بَاب خَوَاتِيم الذَّهَب

- ‌بَاب الْخَاتم للنِّسَاء

- ‌بَاب اسْتِعَارَة القلائد

- ‌بَاب القرط للنِّسَاء

- ‌بَاب قصّ الشَّارِب

- ‌بَاب الْجَعْد

- ‌بَاب الْوَصْل للشعر

- ‌بَاب التصاوير

- ‌بَاب من كره الْقعُود على التصاوير

- ‌بَاب حمل صَاحب الدَّابَّة غَيره بَين يَدَيْهِ

- ‌كتاب الْأَدَب

- ‌بَاب من أَحَق النَّاس بِحسن الصُّحْبَة

- ‌بَاب عقوق الْوَالِدين من الْكَبَائِر

- ‌بَاب صلَة الْمَرْأَة أمهَا وَلها زوج

- ‌بَاب تبل الرَّحِم ببلاها

- ‌بَاب من وصل رَحمَه فِي الشّرك ثمَّ أسلم

- ‌بَاب رَحْمَة الْوَلَد

- ‌بَاب إِثْم من لَا يَأْمَن جَاره بوائقه

- ‌بَاب طيب الْكَلَام

- ‌بَاب حسن الْخلق

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قوم} الْآيَة

- ‌بَاب مَا ينْهَى من السباب واللعن

- ‌بَاب مَا يجوز من ذكر النَّاس

- ‌بَاب من أثنى على أَخِيه بِمَا يعلم

- ‌بَاب الْكبر

- ‌بَاب مَا يجوز من الهجران لمن عصى

- ‌بَاب هَل يزور صَاحبه كل يَوْم

- ‌بَاب الزِّيَارَة وَمن زار قوما فَطَعِمَ عِنْدهم

- ‌بَاب الإخاء وَالْحلف

- ‌بَاب التبسم والضحك

- ‌بَاب من أكفر أَخَاهُ بِغَيْر تَأْوِيل

- ‌بَاب من لَا يرى إكفار من قَالَ ذَلِك متأولا أَو جَاهِلا

- ‌بَاب مَا يجوز من الْغَضَب والشدة

- ‌خَيْرَ صَلاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلا الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ لفظ أَحْمد

- ‌بَاب الانبساط إِلَى النَّاس

- ‌بَاب المداراة مَعَ النَّاس

- ‌بَاب لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ

- ‌بَاب قَول الضَّيْف لصَاحبه لَا آكل حَتَّى تَأْكُل

- ‌بَاب إكرام الْكَبِير

- ‌بَاب هجاء الْمُشْركين

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي قَول الرجل وَيلك

- ‌مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن الْحصين أَنا أَبُو عَليّ بن الْمَذْهَب أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي

- ‌بَاب عَلامَة الْحبّ فِي الله

- ‌بَاب قَول الرجل مرْحَبًا

- ‌بَاب لَا يقل خبثت نَفسِي

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الْكَرم قلب الْمُؤمن

- ‌بَاب قَول الرجل فدَاك أبي وَأمي

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم سموا باسمي وَلَا تكتنوا بكنيتي

- ‌بَاب من سمى بأسماء الْأَنْبِيَاء

- ‌بَاب من دَعَا صَاحبه فنقص من اسْمه حرفا

- ‌بَاب كنية الْمُشرك

- ‌بَاب المعاريض مندوحة عَن الْكَذِب

- ‌بَاب قَول الرجل للشَّيْء لَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ يَنْوِي أَنه لَيْسَ بِحَق

- ‌بَاب رفع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء

- ‌بَاب التَّكْبِير وَالتَّسْبِيح عِنْد التَّعَجُّب

- ‌كتاب الاسْتِئْذَان

- ‌بَاب يسلم الصَّغِير على الْكَبِير

- ‌بَاب التَّسْلِيم والاستئذان ثَلَاثًا

- ‌بَاب إِذا دعِي الرجل فجَاء هَل يسْتَأْذن

- ‌بَاب تَسْلِيم الرِّجَال على النِّسَاء

- ‌بَاب من رد فَقَالَ عَلَيْك السَّلَام

- ‌بَاب من لم يسلم على من اقْتَرَف ذَنبا

- ‌بَاب بِمن يبْدَأ فِي الْكتاب

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم قومُوا إِلَى سيدكم

- ‌بَاب المصافحة

- ‌بَاب الْأَخْذ بِالْيَدِ

- ‌بَاب من أجَاب بلبيك

- ‌بَاب من اتكأ بَين يَدي أَصْحَابه

- ‌بَاب الْجُلُوس كَيْفَمَا تيَسّر

- ‌بَاب الْخِتَان بعد الْكبر

- ‌بَاب ماجاء فِي الْبناء

- ‌بَاب التَّوْبَة

- ‌بَاب التَّكْبِير وَالتَّسْبِيح عِنْد الْمَنَام

- ‌بَاب بِلَا تَرْجَمَة

- ‌بَاب الدُّعَاء فِي الصَّلَاة

- ‌بَاب الدُّعَاء بعد الصَّلَاة

- ‌بَاب قَول الله عز وجل {وَصَلِّ عَلَيْهِم}

- ‌بَاب رفع الْأَيْدِي فِي الدُّعَاء

- ‌بَاب الدُّعَاء عِنْد الكرب

- ‌بَاب الدُّعَاء للصبيان بِالْبركَةِ

- ‌بَاب الدُّعَاء إِذا هَبَط وَاديا

- ‌بَاب الدُّعَاء للمتزوج

- ‌بَاب الدُّعَاء على الْمُشْركين

- ‌بَاب فضل ذكر الله

- ‌كتاب الرقَاق

- ‌بَاب الأمل وَطوله

- ‌بَاب من بلغ سِتِّينَ سنة فقد أعذر الله إِلَيْهِ فِي الْعُمر

- ‌بَاب الْعَمَل الَّذِي يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله فِيهِ سعد

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} الْآيَة

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَذَا المَال خضرَة حلوة

- ‌بَاب المكثرون هُوَ المقلون

- ‌بَاب مَا أحب أَن لي أحدا ذَهَبا

- ‌بَاب كَيفَ كَانَ عَيْش النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب الْقَصْد والمداومة على الْعَمَل

- ‌بَاب الرَّجَاء مَعَ الْخَوْف

- ‌بَاب الصَّبْر عَن محارم الله

- ‌بَاب وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسبه

- ‌بَاب الْخَوْف من الله

- ‌بَاب الْعُزْلَة رَاحَة من خلاط السوء

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم بُعِثْتُ أَنا والساعة كهاتين

- ‌بَاب من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه

- ‌بَاب نفخ الصُّور

- ‌بَاب يقبض الله الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة

- ‌بَاب قولالله تَعَالَى {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مبعوثون}

- ‌بَاب من نُوقِشَ الْحساب عذب

- ‌بَاب صفة الْجنَّة وَالنَّار

- ‌بَاب فِي الْحَوْض

- ‌كتاب الْقدر

- ‌بَاب جف الْقَلَم على علم ال

- ‌جف الْقَلَم بِمَا أَنْت لَاق

- ‌بَاب الْمَعْصُوم من عصم الله

- ‌بَاب {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا}

- ‌بَاب لَا مَانع لما أعْطى الله

- ‌بَاب قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ الله لنا قضى

- ‌كتاب الْإِيمَان وَالنُّذُور

- ‌بَاب كَيفَ كَانَت يَمِين النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ

- ‌بَاب لَا يَقُول مَا شَاءَ الله وشئت

- ‌بَاب وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانهم

- ‌بَاب الْحلف بعزة الله وَصِفَاته وَكَلَامه

- ‌بَاب قَول الرجل لعمر الله قَالَ ابْن عَبَّاس لَعَمْرُكَ لعيشك

- ‌بَاب إِذا حنث فِي الْيَمين

- ‌بَاب إِذا قَالَ وَالله لَا أَتكَلّم الْيَوْم

- ‌بَاب إِذا حلف أَن لَا يأتدم

- ‌بَاب إِذا حرم طَعَامه

- ‌بَاب من مَاتَ وَعَلِيهِ نذر

- ‌بَاب النّذر فِيمَا لَا يملك

- ‌بَاب هَل يدْخل فِي الْإِيمَان وَالنُّذُور الأَرْض وَالْغنم وَالزَّرْع والأمتعة

- ‌بَاب كَفَّارَات الْأَيْمَان

- ‌بَاب عتق الْمُدبر وَأم الْوَلَد وَالْمكَاتب فِي الْكَفَّارَة

- ‌بَاب الْكَفَّارَة قبل الْحِنْث وَبعده

- ‌كتاب الْفَرَائِض

- ‌بَاب تَعْلِيم الْفَرَائِض

- ‌بَاب مِيرَاث الْوَلَد من أَبِيه وَأمه

- ‌بَاب مِيرَاث ابْن الابْن إِذا لم يكن ابْن

- ‌بَاب مِيرَاث الْجد مَعَ الْأَب وَالإِخْوَة

- ‌بَاب ابْني عَم أَحدهمَا أَخ للْأُم وَالْآخر زوج وَقَالَ عَليّ للزَّوْج النّصْف وللأخ من الْأُم السُّدس وَمَا بَقِي بَينهمَا نِصْفَانِ

- ‌بَاب الْوَلَاء لمن أعتق

- ‌بَاب إِذا أسلم على يَدَيْهِ رجل وَكَانَ الْحسن لَا يرى لَهُ ولَايَة

- ‌بَاب مِيرَاث الْأَسير

- ‌كتاب الْحُدُود

- ‌بَاب الزِّنَا وَشرب الْخمر

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا} وَفِي كم يقطع وَقطع عَليّ من الْكَفّ

- ‌بَاب رجم الْمُحصن

- ‌بَاب لَا يرْجم الْمَجْنُون والمجنونة

- ‌بَاب للعاهر الْحجر

- ‌بَاب الرَّجْم بالمصلى

- ‌بَاب من أصَاب ذَنبا دون الْحَد فَأخْبر الإِمَام فَلَا عُقُوبَة عَلَيْهِ بعد التَّوْبَة إِذا جَاءَ مستفتيا

- ‌بَاب لَا يثرب على الْأمة إِذا زنت

- ‌بَاب أَحْكَام أهل الذِّمَّة

- ‌بَاب من أدب أَهله أَو غَيره دون السُّلْطَان

- ‌بَاب كم التَّعْزِير وَالْأَدب

- ‌بَاب هَل يَأْمر الإِمَام رجلا فَيضْرب الْحَد غَائِبا عَنهُ وَقد فعله عمر رضي الله عنه انْتهى

- ‌كتاب الدِّيات

- ‌بَاب قَول الله عز وجل {وَمن أَحْيَاهَا}

- ‌بَاب من قتل لَهُ قَتِيل فَهُوَ بِخَير النظرين

- ‌بَاب إِذا أصَاب قوم من رجل هَل يُعَاقب أَو يقْتَصّ مِنْهُم كلهم

- ‌بَاب الْقسَامَة

- ‌بَاب من اسْتَعَانَ عبدا أَو صَبيا

- ‌بَاب العجماء جَبَّار

- ‌بَاب إِذا لطم الْمُسلم يَهُودِيّا عِنْد الْغَضَب

- ‌بَاب حكم الْمُرْتَد والمرتدة

- ‌بَاب قتل الْخَوَارِج والملحدين

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي المتأولين

- ‌كتاب الْإِكْرَاه

- ‌بَاب إِذا استكرهت الْأمة

- ‌بَاب يَمِين الرجل لصَاحبه أَنه أَخُوهُ

- ‌كتاب ترك الْحِيَل

- ‌بَاب مَا ينْهَى من الخداع فِي الْبيُوع

- ‌بَاب إِذا غصب جَارِيَة

- ‌بَاب احتيال الْعَامِل ليهدى لَهُ

- ‌كتاب التَّعْبِير

- ‌بَاب الرُّؤْيَا الصَّالِحَة

- ‌بَاب رُؤْيا إِبْرَاهِيم

- ‌بَاب رُؤْيا أهل السجون

- ‌بَاب رُؤْيا اللَّيْل

- ‌بَاب رُؤْيا النَّهَار

- ‌بَاب الْقَيْد فِي النّوم

- ‌بَاب نزع المَاء من الْبِئْر حَتَّى يرْوى النَّاس

- ‌بَاب من كذب فِي حلمه

- ‌كتاب الْفِتَن

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم سَتَرَوْنَ بعدِي أمورا تنكرونها

- ‌اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْض

- ‌بَاب ظُهُور الْفِتَن

- ‌بَاب إِذا التقى المسلمان بسيفيهما

- ‌بَاب من كره أَن يكثر سَواد الْفِتَن وَالظُّلم

- ‌بَاب التَّعَرُّب فِي الْفِتْنَة

- ‌بَاب التَّعَوُّذ من الْفِتَن

- ‌بَاب خُرُوج النَّار

- ‌بَاب ذكر الدَّجَّال

- ‌كتاب الْأَحْكَام

- ‌بَاب الْأُمَرَاء من قُرَيْش

- ‌بَاب مَا يكره من الْحِرْص على الْإِمَارَة

- ‌بَاب الْقَضَاء والفتيا فِي الطَّرِيق

- ‌بَاب من رأى للْقَاضِي أَن يحكم بِعِلْمِهِ فِي أَمر النَّاس إِذا لم يخف الظنون والتهمة كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله

- ‌بَاب الشَّهَادَة على الْخط الْمَخْتُوم

- ‌بَاب مَتى يسْتَوْجب الرجل الْقَضَاء

- ‌بَاب رزق الْحُكَّام والعاملين عَلَيْهَا

- ‌بَاب من قضى وَلَا عَن فِي الْمَسْجِد وَلَا عَن عمر عِنْد مِنْبَر النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقضى شُرَيْح وَالشعْبِيّ

- ‌بَاب من حكم فِي الْمَسْجِد

- ‌بَاب الشَّهَادَة تكون عِنْد الْحَاكِم فِي ولَايَته الْقَضَاء أَو قبل ذَلِك للخصم

- ‌بَاب أَمر الْوَالِي إِذا وَجه أميرين إِلَى مَوضِع أَن يتطاوعا وَلَا يتعاصيا

- ‌بَاب إِجَابَة الْحَاكِم الدعْوَة وَقد أجَاب عُثْمَان بن عَفَّان عبدا للْمُغِيرَة بن شُعْبَة

- ‌بَاب مَا يكره من ثَنَاء السُّلْطَان وَإِذا خرج قَالَ غير ذَلِك

- ‌بَاب هَدَايَا الْعمَّال

- ‌بَاب الْقَضَاء فِي كثير المَال وقليله

- ‌بَاب بيع الإِمَام على النَّاس أَمْوَالهم وضياعهم وَقد بَاعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُدبرا من نعيم بن النحام

- ‌بَاب تَرْجَمَة الْحُكَّام وَهل يجوز ترجمان وَاحِد

- ‌بَاب بطانة الإِمَام وَأهل مشورته

- ‌بَاب بيعَة النِّسَاء

- ‌بَاب إِخْرَاج الْخُصُوم وَأهل الريب من الْبيُوت بعد الْمعرفَة

- ‌كتاب التَّمَنِّي

- ‌بَاب قَوْله صلى الله عليه وسلم لَيْت كَذَا وَكَذَا

- ‌ أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة…... بواد وحولي إذخر وجليل

- ‌بَاب كَرَاهِيَة تمني لِقَاء الْعَدو

- ‌بَاب مَا يجوز من اللو

- ‌كتاب أَخْبَار الْآحَاد

- ‌بَاب وصاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وُفُود الْعَرَب أَن يبلغُوا من وَرَاءَهُمْ قَالَه مَالك بن الْحُوَيْرِث

- ‌كتاب الِاعْتِصَام

- ‌بَاب الِاقْتِدَاء بالسنن

- ‌بَاب إِثْم من آوى مُحدثا رَوَاهُ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أسْندهُ الْمُؤلف فِي أَوَاخِر الْحَج

- ‌بَاب مَا كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يسْأَل

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي اجْتِهَاد الْقُضَاة ومشاورة الْخُلَفَاء أهل الْعلم

- ‌بَاب مَا ذكر النَّبِي صلى الله عليه وسلم وحض على اتِّفَاق أهل الْعلم

- ‌بَاب إِذا اجْتهد الْعَامِل أَو الْحَاكِم فَأَخْطَأَ لقَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم مِنَ عمل عملا لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنَا فَهُوَ

- ‌بَاب أجر الْحَاكِم

- ‌بَاب الْأَحْكَام الَّتِي تعرف بالدلائل

- ‌بَاب كَرَاهِيَة الِاخْتِلَاف

- ‌بَاب نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم على التَّحْرِيم إِلَّا مَا تعرف إِبَاحَته

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {وَأمرهمْ شُورَى بَينهم}

- ‌كتاب التَّوْحِيد

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {عَالم الْغَيْب}

- ‌بَاب قَول الله {ملك النَّاس}

- ‌بَاب قَول الله {وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم}

- ‌بَاب {وَكَانَ اللَّهُ سميعا بَصيرًا}

- ‌بَاب إِن لله مائَة اسْم إِلَّا وَاحِد

- ‌بَاب السُّؤَال بأسماء الله

- ‌بَاب قَول الله {هُوَ الله الْخَالِق البارئ المصور}

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا شخص أغير من الله

- ‌بَاب وَكَانَ عَرْشه على المَاء

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالروح إِلَيْهِ}

- ‌بَاب قَول الله عز وجل {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبهَا ناظرة}

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْله {إِن رَحْمَة الله قريب من الْمُحْسِنِينَ}

- ‌بَاب قَول الله {تُؤْتِي الْملك من تشَاء} إِلَى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء}

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لمن أذن لَهُ}

- ‌ثُمَّ يناديهم بِصَوْت يسمعهُ من بعدكما يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ أَنَا الدَّيَّانُ أَنَا الْمَلِكُ لَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَدْخُلُ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ وَلَا

- ‌بَاب قَول الله أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَة يشْهدُونَ

- ‌بَاب قَول الله {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَام الله}

- ‌بَاب كَلَام الرب مَعَ الْأَنْبِيَاء

- ‌بَاب ذكر الله بِالْأَمر

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {فَلا تَجْعَلُوا لله أندادا}

- ‌بَاب قَول الله {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن}

- ‌بَاب قَول الله عز وجل {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لتعجل بِهِ}

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الرَّسُول}

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بلغت رسَالَته}

- ‌بَاب رِوَايَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن ربه

- ‌بَاب مَا يجوز من تَفْسِير التَّوْرَاة

- ‌بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام البررة وزينوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ

- ‌فصل

- ‌ذكر منشئه وَطَلَبه الحَدِيث

- ‌ذكر مَرَاتِب مشايخه الَّذين حدث عَنْهُم

- ‌الطَّبَقَة الأولى

- ‌والطبقة الثَّانِيَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة

- ‌ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضله

- ‌ ذكر ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ ومشائخه

- ‌كَلَام أقرانه وَأَتْبَاعه فِيهِ فَمن بعدهمْ

- ‌ذكر سَعَة حفظه وسيلان ذهنه سوى مَا تقدم

- ‌ذكر سَبَب تصنيفه الْجَامِع

- ‌فصل فِي بَيَان شَرطه فِيهِ وَمَا اتَّصل بذلك من قصَّته مَعَ الذهلي

- ‌فصل فِي ذكر الروَاة عَن البُخَارِيّ

- ‌فصل فِي ذكر وَفَاته وَسبب ذَلِك

- ‌فِي سِيَاق أسانيدي فِي الْكتب الْكِبَار

- ‌ مُسْند الإِمَام الشَّافِعِي رضي الله عنه

- ‌ مُسْند الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه

- ‌صَحِيح البُخَارِيّ

- ‌ صَحِيح مُسلم

- ‌ السّنَن لأبي دَاوُد

- ‌ الْجَامِع لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ

- ‌ السّنَن لأبي عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ

- ‌ السّنَن لأبي عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد الْقزْوِينِي

- ‌ الْمُسْتَخْرج على صَحِيح مُسلم لأبي عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ

- ‌ المستخرجان على الصَّحِيحَيْنِ لأبي نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ

- ‌ الْمُسْتَخْرج على صَحِيح البُخَارِيّ لأبي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْفَقِيه

- ‌ صَحِيح أبي بكر مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْمَعْرُوف بِإِمَام الْأَئِمَّة

- ‌ صَحِيح أبي حَاتِم مُحَمَّد بن حبَان البستي

- ‌ السّنَن لأبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ

- ‌ سنَن سعيد بن مَنْصُور

- ‌ مُصَنف عبد الرَّزَّاق بن همام الصَّنْعَانِيّ

- ‌ مُصَنف أبي بكر بن أبي شيبَة

- ‌ مُصَنف وَكِيع بن الْجراح

- ‌ مُصَنف حَمَّاد بن سَلمَة

- ‌ الْجَامِع لِسُفْيَان الثَّوْريّ

- ‌ الْجَامِع لعبد الله بن وهب الْمصْرِيّ

- ‌ الْمُوَطَّأ لَهُ

- ‌ التَّارِيخ الْكَبِير لأبي عبد الله البُخَارِيّ

- ‌ التَّارِيخ الصَّغِير لَهُ

- ‌ التَّارِيخ لخليفة بن خياط الْمَعْرُوف بشباب الْعُصْفُرِي

- ‌ السّنَن الْكَبِير للبيهقي

- ‌ معرفَة السّنَن والْآثَار

- ‌ مُسْند مُسَدّد بن مسرهد

- ‌ مُسْند مُسَدّد رِوَايَة معَاذ بن الْمثنى عَنهُ وَهُوَ أكبر من رِوَايَة أبي خَليفَة بِكَثِير

- ‌ مُسْند الشاميين لأبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ

- ‌ كتاب الِاخْتِلَاف لأبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر النَّيْسَابُورِي نزيل مَكَّة

- ‌ كتاب التَّفْسِير لَهُ

- ‌ مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه

- ‌ كتاب الْأَفْرَاد للداقطني فِي مائَة جُزْء

- ‌ علل حَدِيث الزُّهْرِيّ لمُحَمَّد بن يحيى الذهلي

- ‌ غَرِيب الحَدِيث لإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ وَله تَكْمِلَة

- ‌ غَرِيب الحَدِيث لأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام

- ‌ الْأَمْوَال لَهُ

- ‌ النِّكَاح لَهُ

- ‌ تَارِيخ بَغْدَاد للخطيب أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْحَافِظ

- ‌ الطَّبَقَات الْكُبْرَى لمُحَمد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ

- ‌ تَهْذِيب السِّيرَة النَّبَوِيَّة لأبي مُحَمَّد عبد الْملك بن هِشَام

- ‌ الْكَامِل فِي معرفَة الرِّجَال لأبي أَحْمد بن عدي

- ‌ السّنَن لأبي بكر بن الْأَثْرَم

- ‌ شرح مَعَاني الْآثَار لأبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ

- ‌ كتاب التَّرْهِيب لأبي الشَّيْخ الْأَصْبَهَانِيّ

- ‌ التَّفْسِير عَن ابْن عُيَيْنَة رِوَايَة سعيد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي

- ‌ كتاب التَّمْهِيد فِي شرح الْمُوَطَّأ لِابْنِ عبد الْبر الْقُرْطُبِيّ

- ‌ كتاب الْفَرَائِض ليزِيد بن هَارُون

- ‌ كتاب الْجِهَاد لعبد الله بن الْمُبَارك

- ‌ كتاب الْجِهَاد لأبي بكر أَحْمد بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ

- ‌ التَّفْسِير الْمسند لأبي بكر أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ

- ‌ التَّارِيخ الْجَلِيل لأبي بكر أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب الْحَافِظ ابْن الْحَافِظ

- ‌ الْبَعْث والنشور للبيهقي

- ‌ التَّارِيخ والمعرفة ليعقوب بن سُفْيَان الْحَافِظ

- ‌ كتاب مَكَّة لمُحَمَّد بن إِسْحَاق الفاكهي

- ‌ حَدِيث عَليّ بن الْجَعْد جمع الْبَغَوِيّ

- ‌ فَوَائِد سمويه

- ‌ الْمسَائِل والعلل لعبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل

- ‌ الْعِلَل لأبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ

- ‌ الْمجَاز لأبي عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَيُسمى أَيْضا مَعَاني الْقُرْآن وَإِعْرَابه

- ‌ مَعَاني الْقُرْآن للفراء

- ‌ تَارِيخ الْخَوَارِج لمُحَمَّد بن قدامَة

الفصل: ‌فصل في بيان شرطه فيه وما اتصل بذلك من قصته مع الذهلي

الشَّافِعِيَّة لَهُ وَجه فِي الْمَذْهَب وَقد سمع صَحِيح البُخَارِيّ من الْفربرِي وَحدث بِهِ عَنهُ وَهُوَ أجل من حدث بِهِ عَن الْفربرِي

وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ مَا فِي هَذِه الْكتب كلهَا أَجود من كتاب مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل

وَقَالَ الْعقيلِيّ لما ألف البُخَارِيّ كتاب الصَّحِيح عرضه على عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَغَيرهم فاستحسنوه وشهدوا لَهُ بِالصِّحَّةِ إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث قَالَ الْعقيلِيّ وَالْقَوْل فِيهَا قَول البُخَارِيّ وَهِي صَحِيحَة

‌فصل فِي بَيَان شَرطه فِيهِ وَمَا اتَّصل بذلك من قصَّته مَعَ الذهلي

أخبرنَا أَبُو الْفرج بن حَمَّاد أَنا يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن أَنا الْمُبَارك بن أَحْمد فِي كِتَابه قَالَ قَالَ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْحَافِظ أعلم أَن شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم أَن يخرجَا الحَدِيث الْمُتَّفق على ثِقَة نقلته إِلَى الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور من غير اخْتِلَاف بَين الثِّقَات الْأَثْبَات وَيكون إِسْنَاده مُتَّصِلا غير مَقْطُوع وَإِن كَانَ للصحابي راويان فَصَاعِدا فَحسن وَإِن لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد وَصَحَّ الطَّرِيق إِلَيْهِ أَخْرجَاهُ

قَالَ وَأما مَا أخبرنَا أَبُو بكر بن خلف عَن الْحَاكِم أبي عبد الله قَالَ الْقسم الأول من الصَّحِيح اخْتِيَار البُخَارِيّ وَمُسلم وَهُوَ الدرجَة الأولى من الصَّحِيح ومثاله الحَدِيث الَّذِي يرويهِ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَله راويان ثقتان ثمَّ يرويهِ عَنهُ التَّابِعِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن الصَّحَابِيّ وَله راويان ثقتان ثمَّ يرويهِ عَنهُ من اتِّبَاع التَّابِعين الْحَافِظ المتقن الْمَشْهُور وَله رُوَاة من الطَّبَقَة الرَّابِعَة ثمَّ يكون ح 368 أشيخ البُخَارِيّ وَمُسلم حَافِظًا متقنا مَشْهُورا

ص: 423

قَالَ ابْن طَاهِر وَهَذَا الشَّرْط حسن لَو كَانَ مَوْجُودا فِي كِتَابَيْهِمَا إِلَّا أَن قَاعِدَته منتقضة فَإِن البُخَارِيّ أخرج حَدِيث الْمسيب بن حزن وَلم يرو عَنهُ غير ابْنه سعيد وَحَدِيث عَمْرو بن تغلب وَلم يرو عَنهُ غير الْحسن الْبَصْرِيّ وَغير ذَلِك فَبَان أَن الْقَاعِدَة انتقضت على الْحَاكِم

أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن مُحَمَّد بن يُوسُف أَن الْعَلامَة تَقِيّ الدَّين بن الصّلاح أخبرهُ قَالَ أول من صنف فِي الصَّحِيح أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْجعْفِيّ وتلاه مُسلم بن الْحجَّاج قَالَ وكتاباهما أصح الْكتب بعد كتاب الله الْعَزِيز

وَأما مَا روينَاهُ عَن الإِمَام الشَّافِعِي عَن أَنه قَالَ مَا أعلم فِي الأَرْض كتابا فِي الْعلم أَكثر صَوَابا من كتاب مَالك وَمِنْهُم من رَوَاهُ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ فَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك قبل وجود الْكِتَابَيْنِ ثمَّ إِن كتاب البُخَارِيّ أصح الْكِتَابَيْنِ صَحِيحا وأكثرهما فَوَائِد

وَأما مَا روينَاهُ عَن أبي عَليّ الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي أستاذ الْحَاكِم من أَنه قَالَ مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء كتاب أصح من كتاب مُسلم بن الْحجَّاج فَهَذَا وقَول من فضل من شُيُوخ الْمغرب كتاب مُسلم على البُخَارِيّ إِن كَانَ المُرَاد أَن كتاب مُسلم يتَرَجَّح بِأَنَّهُ لم يمازجه غير الصَّحِيح فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ بعد خطبَته إِلَّا الحَدِيث الصَّحِيح مسرودا غير ممزوج بِمثل مَا فِي كتاب البُخَارِيّ فِي تراجم أبوابه من الْأَشْيَاء الَّتِي لم يسندها على الْوَصْف الْمَشْرُوط فِي الصَّحِيح فَهَذَا لَا بَأْس بِهِ وَلَيْسَ يلْزم مِنْهُ أَن كتاب مُسلم أرجح فِيمَا يرجع إِلَى نفس الصَّحِيح على كتاب البُخَارِيّ وَإِن كَانَ المُرَاد بِهِ أَن كتاب مُسلم أصح صَحِيحا فَهَذَا مَرْدُود على من يَقُوله

وقرأت بِخَط الْعَلامَة أبي زَكَرِيَّا النَّوَوِيّ رحمه الله وَاتفقَ الْجُمْهُور على أَن

ص: 424

صَحِيح البُخَارِيّ أصَحهمَا صَحِيحا وأكثرهما فَوَائِد قَالَ وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَبَعض عُلَمَاء الْمغرب صَحِيح مُسلم أصح وَأنكر الْعلمَاء عَلَيْهِم ذَلِك وَالصَّوَاب تَرْجِيح صَحِيح البُخَارِيّ

قلت م 215 ب لم يُصَرح أَبُو عَليّ بِأَن كتاب مُسلم أصح من كتاب البُخَارِيّ بل الْمَنْقُول عِنْده مَا قدمْنَاهُ بِلَفْظِهِ وَلَعَلَّ مُرَاده هُوَ الَّذِي تخيله ابْن الصّلاح ثمَّ ظهر لي مُرَاد أبي عَليّ وَهُوَ أَن مُسلما لما صنف كِتَابه صنفه بِبَلَدِهِ من كتبه فألفاظ الْمُتُون الَّتِي عِنْده محررة وَالْبُخَارِيّ صنفه فِي بِلَاد كَثِيرَة فِي سِنِين عديدة وَكتب مِنْهُ كثيرا من حفظه فَوَقع فِي بعض الْمُتُون رِوَايَة فِي بِلَاد كَثِيرَة فِي سِنِين عديدة وَكتب مِنْهُ كثيرا من حفظه فَوَقع فِي بعض الْمُتُون رِوَايَة بِالْمَعْنَى واختصار ح 369 أوَحذف فَلِذَا قَالَ أَبُو عَليّ مَا قَالَ مَعَ أَن قَوْله معَارض يَقُول الْحَاكِم أبي أَحْمد الْكَرَابِيسِي أستاذ الْحَاكِم أَيْضا فَإِنَّهُ قَالَ فِيمَا أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله عَن أَحْمد بن بَيَان عَمَّن سمع السلَفِي أَنا إِسْمَاعِيل بن عبد الْجَبَّار أَنا الْحَافِظ أَبُو يعلى الخليلي سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فضَالة يَقُول سَمِعت أَبَا أَحْمد الْكَرَابِيسِي الْحَافِظ رحمه الله يَقُول رحم الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الإِمَام فَإِنَّهُ الَّذِي ألف الْأُصُول وَبَين للنَّاس وكل من عمل بعده فَإِنَّمَا أَخذه من كِتَابه كمسلم بن الْحجَّاج فرق أَكثر كِتَابه فِي كِتَابه وتجلد فِيهِ حق الجلادة حَيْثُ لم ينْسبهُ إِلَيْهِ وَمِنْهُم من أَخذ كِتَابه فنقله بِعَيْنِه إِلَى نَفسه كَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم فَإِن عاند الْحق معاند فِيمَا ذكرت فَلَيْسَ يخفى صُورَة ذَلِك على ذَوي الْأَلْبَاب

ص: 425

وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي كتاب الْمدْخل لَهُ أما بعد فَإِنِّي نظرت فِي الْجَامِع الَّذِي أَلفه أَبُو عبد الله البُخَارِيّ فرأيته كتاب جَامعا كَمَا سمى لكثير من السّنَن الصَّحِيحَة ودالا على جمل من الْمعَانِي الْحَسَنَة المستنبطة الَّتِي لَا يكمل لمثلهَا إِلَّا من جمع من معرفَة علم الحَدِيث ونقلته وَالْعلم بالروايات وعللها علما بالفقه واللغة وتمكنا مِنْهَا وتبحرا فِيهَا وَكَانَ يرحمه الله الرجل الَّذِي قصر زَمَانه وعمره على تتبع الْأَخْبَار وطلبها من مظانها وعانى الرجل فِيهَا وَالْإِقَامَة على أَهلهَا فِي كل مصر من الْأَمْصَار الْمَعْرُوفَة وَقصد من كَانَ مَعْرُوفا فِي عصره فِي عَامَّة الْأَطْرَاف من الْمُحدثين الْمَشْهُورين بالمعرفة فبرع فِي ذَلِك وَبلغ الْغَايَة واجتهد فِي حسن الْوَصْف والتأليف فحاز قصب السَّبق فِي ذَلِك وَجمع إِلَى ذَلِك حسن النِّيَّة وَالْقَصْد للخير فنفعه الله ونفع بِهِ

قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَقد سَمِعت من يَحْكِي عَنهُ أَنه قَالَ لم أخرج فِي هَذَا الْكتاب إِلَّا صَحِيحا وَمَا تركت من الصَّحِيح أَكثر

قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فإخراجه مَا أخرج صَحِيح مَحْكُوم بِصِحَّتِهِ وَلَيْسَ ترك مَا ترك حكما مِنْهُ بإبطاله وَقد نحا نَحوه مِمَّن عَرفته من المؤلفين جمَاعَة

مِنْهُم الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي الْخلال فَجمع وَلم يفصل وَاقْتصر على الْيَسِير

ص: 426

من الْكثير

وَمِنْهُم أَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَهُوَ فِي عصر أبي عبد الله فسلك فِيمَا سلكه شَيْئا ذكر مَا رُوِيَ فِي الشَّيْء وَإِن كَانَ فِي السَّنَد ضَعِيف إِذا لم يرو فِيهَا غَيره وَذكر الشَّيْء وخلاه فِي الظَّاهِر من غير تَنْبِيه على مخرجها

وَمِنْهُم مُسلم بن الْحجَّاج وَهُوَ أَيْضا يُقَارب عبد الله فِي الْعَصْر فرام مرامه وَكَانَ أَيْضا مِمَّن يَأْخُذ عَنهُ أَو عَن كتبه إِلَّا أَنه لم يضايق نَفسه مضايقة أبي عبد الله وروى عَن جمَاعَة كَثِيرَة لم يعرض مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل للرواية عَنْهُم وكل قصد الْخَيْر وَمَا هُوَ الصَّوَاب عِنْده غير أَن أحدا مِنْهُم لم يبلغ من التَّشْدِيد مبلغ أبي عبد الله وَلَا تسبب إِلَى استنباط الْمعَانِي واستخراج لطائف فقه الحَدِيث وتراجم الْأَبْوَاب الدَّالَّة على مَاله وصلَة بِالْحَدِيثِ الْمَرْوِيّ فِيهِ بِسَبَبِهِ وَللَّه الْفضل يخْتَص بِهِ من يَشَاء

قلت وَمِمَّا يرجح بِهِ كتاب البُخَارِيّ اشْتِرَاط اللقي فِي الْإِسْنَاد المعنعن وَهُوَ مَذْهَب عَليّ بن الْمَدِينِيّ شَيْخه وَعَلِيهِ الْعَمَل من الْمُحَقِّقين من أهل الحَدِيث بِخِلَاف مُسلم فَإِنَّهُ ذكر فِي خطْبَة كِتَابه إِنَّه يَكْتَفِي بِإِمْكَان اللقي وبالمعاصرة وَنقل فِيهِ الْإِجْمَاع وَهُوَ منتقض عَلَيْهِ وَزعم أَن الَّذِي اشْترط اللقي اخترع شَيْئا لم يُوَافقهُ عَلَيْهِ أحد وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ الْمُتَعَيّن وَمِنْه يظْهر أَن شَرط البُخَارِيّ أضيق من

ص: 427

شَرطه فَلِذَا كَانَ البُخَارِيّ أَشد تحريا وَأقوى توقيا وَقد قَالَ الإِمَام الْحَافِظ النَّاقِد الَّذِي لم تخرج بَغْدَاد مثله أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ لَوْلَا البُخَارِيّ لما رَاح مُسلم وَلَا جَاءَ هَذَا مَعَ اعْتِرَاف مُسلم للْبُخَارِيّ بِالْفَضْلِ والتقدم فِي الْفَنّ ومسألته إِيَّاه عَن الْعِلَل ورجوعه إِلَيْهِ فِيهَا ومعاداته لمُحَمَّد بن يحيى الذهلي شيخ بَلَده لأَجله فقد قَرَأت م 216 أعلى عبد الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي أنبأكم أَحْمد ابْن نعْمَة شفاها عَن جَعْفَر بن عَليّ أَن السلَفِي أخْبرهُم أَنا أَبُو الْفَتْحِ الْمَاكِيُّ الْقَاضِي أَنا الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو حَامِدٍ الأَعْمَشُ الْحَافِظُ قَالَ كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ بِنَيْسَابُورَ فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيث عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فَقَالَ البُخَارِيّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثَنَا أَخِي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ قَالَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ حَدِيثَ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّد عَن ابْن جريج عَن مُوسَى بن عقبَة ح 369 ب عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ وَاللَّغْوِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ أَنْ يَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ فَقَالَ مُسلم فِي الدُّنْيَا أحسن من هَذَا الحَدِيث ابْن

ص: 428

جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح تعرف بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الدُّنْيَا حَدِيثا فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِلَّا أَنه مَعْلُول قَالَ مُسلم لَا إِلَه إِلَّا الله وارتعد أَخْبرنِي بِهِ قَالَ اسْتُرْ مَا ستر الله هَذَا حَدِيث جليل رَوَاهُ النَّاس عَن حجاج عَن ابْن جريج فألح عَلَيْهِ وَقبل رَأسه وَكَاد أَن يبكي فَقَالَ أكتب إِن كَانَ لَا بُد ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَن عون ابْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ لَا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ قلت إِسْنَاد هَذِه الْحِكَايَة صَحِيح

وَقَدْ رَوَاهَا الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِ نَيْسَابُورَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيِّ وَقَدْ رُوِيَتْ عَلَى لَفْظٍ آخَرَ فَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أخبرهُ أَنا الْقَاسِم بن عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنا وَجِيهُ ابْن طَاهِرٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ ح وَأُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الشِّيرَازِيِّ عَنْ جَدِّهِ أَن الْحَافِظ أَبَا الْقَاسِم بن عَسَاكِرَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْمَعَالِي الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالا أَنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونٍ الْقَصَّارَ يَقُولُ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ وَجَاءَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ دَعْنِي حَتَّى أُقَبِّلَ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِينَ وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ وَطَبِيبَ الْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ حَدَّثَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ إِلَى هُنَا اتَّفَقَا وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ فِي رِوَايَتِهِ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَحدثنَا

ص: 429

أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ أَنْ يَقُولَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا حَدِيث مليح وَلَا أعلم بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الدُّنْيَا حَدِيثا غير هَذَا إِلَّا أَنه مَعْلُول حَدثنَا بِهِ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا وهيب ثَنَا سُهَيْل عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ح 370 أقَوْله قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا أولى وَلَا يذكر لمُوسَى بن عقبَة مُسْندًا عَن سُهَيْل هَذَا لفظ رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ وَفِي رِوَايَة الآخر فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لَا أعلم فِي الْبَاب غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد كَذَا وَقع فِي عُلُوم الحَدِيث للْحَاكِم وَهُوَ وهم لَا يتَصَوَّر وُقُوعه من مثل البُخَارِيّ لِأَن فِي الْبَاب جملَة أَحَادِيث من غير هَذَا الْوَجْه

وَقَالَ الْحَاكِم فِي التَّارِيخ لما استوطن البُخَارِيّ بنيسابور أَكثر مُسلم بن الْحجَّاج الِاخْتِلَاف إِلَيْهِ فَلَمَّا وَقع بَين الذهلي وَبَين البُخَارِيّ مَا وَقع بِسَبَب مَسْأَلَة اللَّفْظ وَمنع النَّاس عَنهُ انْقَطَعُوا عَنهُ إِلَّا مُسلم بن الْحجَّاج وَأحمد بن سَلمَة فَقَالَ الذهلي إِلَّا من قَالَ بِاللَّفْظِ فَلَا يحل لَهُ أَن يحضر مَجْلِسنَا فَأخذ مُسلم رِدَاءَهُ فَوق عمَامَته وَقَامَ على رُؤُوس النَّاس وَبعث إِلَى الذهلي مَا كَانَ كتب عَنهُ على ظهر حمال

قَالَ الْحَاكِم قدم البُخَارِيّ سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فَأَقَامَ بهَا خمس سِنِين يحدث على الدَّوَام فَسمِعت مُحَمَّد بن حَامِد الْبَزَّار يَقُول سَمِعت الْحسن بن مُحَمَّد بن جَابر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي يَقُول اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الرجل الصَّالح الْعَالم فَاسْمَعُوا مِنْهُ قَالَ فَذهب النَّاس إِلَيْهِ وَأَقْبلُوا على السماع مِنْهُ حَتَّى ظهر الْخلَل

ص: 430

فِي مجْلِس مُحَمَّد بن يحيى فَتكلم فِيهِ بعد

وَقَالَ حَاتِم بن أَحْمد بن مَحْمُود سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول لما قدم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل نيسابور مَا رَأَيْت واليا وَلَا عَالما فعل بِهِ أهل نيسابور مَا فعلوا بمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل اسْتَقْبلُوهُ مرحلَتَيْنِ من الْبَلَد أَو ثَلَاث

وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي مَجْلِسه من أَرَادَ أَن يسْتَقْبل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل غَدا فليستقبله فَإِنِّي أستقبله فَاسْتَقْبلهُ مُحَمَّد بن يحيى وَعَامة عُلَمَاء م 216 ب نيسابور فَدخل الْبَلَد فَقَالَ لنا مُحَمَّد بن يحيى لَا تسألوه عَن شَيْء من الْكَلَام فَإِنَّهُ إِن أجَاب بِخِلَاف مَا نَحن عَلَيْهِ وَقع بَيْننَا وَبَينه وشمت بِنَا كل ناصبي ورافضي وكل جهمي ومرجئ بخراسان قَالَ فازدحم النَّاس على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَتَّى امْتَلَأت الدَّار والسطوح فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث من قدومه قَامَ إِلَيْهِ رجل فَسَأَلَهُ عَن اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا قَالَ فَوَقع بَين النَّاس اخْتِلَاف فَقَالَ بَعضهم قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَقَالَ

ص: 431

بَعضهم لم يقل فَوَقع بَينهم اخْتِلَاف حَتَّى قَامَ بَعضهم إِلَى بعض فَاجْتمع أهل الدَّار فأخرجوهم

وَقَالَ ح 370 ب أَبُو أَحْمد بن عدي ذكر لي جمَاعَة من الْمَشَايِخ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لما ورد نيسابور وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ حسده بعض من كَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت من المشائخ لما رأى من إقبال النَّاس عَلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَاب الحَدِيث إِن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فامتحنوه فَلَمَّا حضر النَّاس مجْلِس البُخَارِيّ قَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق هُوَ أَو غير مَخْلُوق فَأَعْرض عَنهُ البُخَارِيّ وَلم يجبهُ ثَلَاثًا فَالْتَفت إِلَيْهِ البُخَارِيّ فِي الثَّالِثَة فَقَالَ الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وأفعال الْعباد مخلوقة والامتحان بِدعَة فشغب الرجل وشغب النَّاس وَتَفَرَّقُوا عَنهُ

وَقَالَ الْحَاكِم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا الْفِرَبْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله ثَنَا مَرْوَان ابْن مُعَاوِيَةَ ثَنَا أَبُو مَالِكٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صانع وصنعته قَالَ وَسمعت عبيد الله بن سعيد يَقُول سَمِعت يحيى بن سعيد يَقُول مَا زلت أسمع أَصْحَابنَا يَقُولُونَ إِن أَفعَال الْعباد مخلوقة قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فَأَما الْقُرْآن الْمُبين الْمُثبت فِي الْمُصحف الموعى فِي الْقُلُوب فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق قَالَ الله تَعَالَى {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعلم}

ص: 432

قَالَ وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أما الأوعية فَمن يشك أَنَّهَا مخلوقة وَقَالَ أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي يَقُول الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَمن زعم لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ مُبْتَدع لَا يُجَالس وَلَا يكلم وَمن ذهب بعد هَذَا إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فاتهموه فَإِنَّهُ لَا يحضر مَجْلِسه إِلَّا من كَانَ على مذْهبه

قلت لم يُصَرح البُخَارِيّ قطّ بقوله لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق بل كَانَ يتبرأ مِنْهَا ويكذب من عزاها إِلَيْهِ مَعَ اعْتِقَاده أَن حَرَكَة اللِّسَان مخلوقة

قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا السلَفِي فِي كِتَابه أَنا الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار أَنا هناد بن إِبْرَاهِيم أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَان الْحَافِظ ثَنَا خلف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل سَمِعت أَبَا عَمْرو أَحْمد بن نصر النَّيْسَابُورِي الْخفاف ببخارى يَقُول كُنَّا يَوْمًا عِنْد أبي إِسْحَاق الْقرشِي ومعنا مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فَجرى ذكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ مُحَمَّد بن نصر سمعته يَقُول من زعم أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله ح 371 أفَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله قد خَاضَ النَّاس فِي هَذَا فَأَكْثرُوا فَقَالَ لَيْسَ إِلَّا مَا أَقُول لَك قَالَ أَبُو عَمْرو فَأتيت البُخَارِيّ فناظرته فِي شَيْء من الحَدِيث حَتَّى طابت نَفسه فَقلت يَا أَبَا عبد الله هَا هُنَا أحد يَحْكِي عَنْك أَنَّك تَقول لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَقَالَ يَا أَبَا عَمْرو

ص: 433

احفظ مَا أَقُول لَك من زعم من أهل نيسابور وَغَيرهَا سمى بلادا كَثِيرَة أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله إِلَّا أَنِّي قلت أَفعَال الْعباد مخلوقة

وَقَالَ الْحَاكِم سَمِعت مُحَمَّد بن صَالح بن هَانِئ يَقُول سَمِعت أَحْمد بن سَلمَة يَقُول دخلت على البُخَارِيّ فَقلت يَا أَبَا عبد الله إِن هَذَا رجل يَعْنِي الذهلي مَقْبُول بخراسان خُصُوصا فِي هَذِه الْمَدِينَة وَقد لح فِي هَذَا الحَدِيث حَتَّى لَا يقدر أحد منا أَن يكلمهُ فِيهِ فَمَا ترى فَقبض على لحيته ثمَّ قَالَ {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لم أرد الْمقَام بنيسابور أشرا وَلَا بطرا وَلَا طلبا للرئاسة وَإِنَّمَا أَبَت عَليّ نَفسِي الرُّجُوع إِلَى الوطن لغَلَبَة الْمُخَالفين وَقد قصدني هَذَا الرجل حسدا لما آتَانِي الله لَا غير ثمَّ قَالَ يَا أَحْمد إِنِّي خَارج غَدا لتتخلصوا من حَدِيثه لأجلي

وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله الأخرم لما قَامَ مُسلم بن الْحجَّاج وَأحمد بن سَلمَة من مجْلِس مُحَمَّد بن يحيى بِسَبَب البُخَارِيّ قَالَ الذهلي لَا يساكنني هَذَا الرجل فِي الْبَلَد فخشي البُخَارِيّ وسافر

وَقَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا م 217 أالْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه سَمِعت

ص: 434