المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ولا شكَّ أن هذا آلم وأشدّ على نفس السجين، ولو - تفسير الشعراوي - جـ ١٩

[الشعراوي]

الفصل: ولا شكَّ أن هذا آلم وأشدّ على نفس السجين، ولو

ولا شكَّ أن هذا آلم وأشدّ على نفس السجين، ولو رفض السجان أنْ يأتي له بالماء من البداية لكان أخفّ ألماً. وهذا الفعل يسمونه «يأس بعد إطماع» فقد ابتدأ معه بداية مُطمِعة، وانتهى به إلى نهاية موئسة، نعوذ بالله من القبض بعد البسط.

ثم يذكر الحق سبحانه عقوبة الإضلال عن سبيل الله والتولِّي والاستكبار {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [لقمان: 7] فعذابهم مرة (مهين) ومرة (أليم) .

ثم يقول الحق سبحانه: {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ

} .

ص: 11593

وهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات في مقابل الذين يشترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله، وهذه سِمَة من سمات الأسلوب القرآني؛ لأن ذكر الشيء مع مقابله يُوضِّح المعنى ويعطيه حُسْناً، كما في قوله تعالى:{إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفجار لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13 - 14]

فالجمع بين المتقابلات يُفرح المؤمن بالنعيم، ثم يفرحه بأنْ يجد أعداءه من الكفار الذين غاظوه واضطهدوه وعذَّبوه يجدهم في النار.

وقلنا: إن الحق سبحانه وتعالى حينما يتكلم عن الإيمان يردفه بالعمل الصالح {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} [لقمان:‌

‌ 8]

لأن الإيمان أن تعلم قضايا غيبية فتُصدِّق بها، لكن ما قيمة هذا الإيمان إذا لم تنفذ مطلوبه؟

ص: 11593