الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - (خ) أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر المطوعي أبو إسحاق السرماري الشجاع
.
نسبه إلى قرية تدعى سرمارة، بفتح السين وسكون الراء، ويقال بكسر السين فيما ذكره الحافظان الجياني وابن خلفون، وابن السمعاني: بضم بالسين، وكأنه معتمد المزي، لابن المهندس: ضم السين، ضبطا عن الشيخ.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
قال الكلاباذي: رحل بابنه أبي صفوان قبل محمد بن إسماعيل فلحق من المشايخ عدة لم يلحقهم هو، ومات أبو صفوان بعد محمد بعشرين سنة غير نصف شهر.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات "، قال: كان من الغزائين، له في الغزو حكايات كثيرة محكية عنه، وكان من أهل الفضل والنسك مع لزومه الجهاد وشدته فيه، وكان من جلساء أحمد بن حنبل في " تاريخ بخارى " لأبي العلاء عبد الله الغنجار، ومن خط السلفي نقل: كانت النسخة التي أنقل منها فيما ذكره -: مات يوم الإثنين لست بقين من ربيع الآخر.
وكذا ذكره أبو الفضل بن طاهر المقدسي، وابن خلفون وغيرهم،
وكأنه - والله تعالى أعلم - أشبه لأمرين: الأول: غنجار أقعد بأهل بلده.
الثاني: لكثرة قائليه، وتفرد من قال: يوم السبت.
قال الغنجار: كان عبد الله بن طاهر مشتاق إلى السرماري، فكلموه في المضي إليه فلم يجب، فلما أكثروا عليه مضى إلى سابور، فدخل الحاجب وأعلم صاحب خراسان به فأدخله، فلما نظر ابن طاهر إليه مد يديه كلتيهما، ووسع بين رجليه وهو على السرير فعانقه بيديه ورجليه وجعل يبكي، فأطال المقام، قال: أوصني، فأوصاه بكلام.
قال أبو نصر الليث بن نصر بن الحسن: اجتمعنا في الجامع بغداد، فذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم:(إن على رأس كل مائة سنة يبعث الله تعالى لهذه الأمة من يصلح لها أمرها ويكون علما).
فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل ثم ثلثت بالسرماري لأنه وحده كسر جند العدو، فقالوا: نعم.
قال محمد بن إسماعيل البخاري - وجرى ذكره -: ما نعلم في الإسلام مثله. قال: فبلغ ذلك أحيد بن رواحة رئيس المطوعة، فقال للبخاري: إن هؤلاء العجم يحكون عنك ويريدون كلاما ليس هو من قولك، قال: وما هو؟ قال: قلت عن أحمد ما تعلم في الإسلام مثله، فقال: ما هكذا قلت، ولكن ما بلغنا إنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.
وقال ابنه أبو صفوان: دخلت على أبي يوما وهو في البستان يأكل وحده فرأيت على مائدته عصفورا يأكل معه وحواليه طيور، فلما رآني العصفور طار، فقال أبي: هذا العصفور فر منك وكان ينفرد معي. قال غنجار: ولما مات بلغ كراء الدابة من المدينة إلى قريته سرماري عشرة دراهم