المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر بعض من يهجر من الصحابة - إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر

[عبد الكريم الحميد]

الفصل: ‌ذكر بعض من يهجر من الصحابة

‌ذِكر بعض من يهجر من الصحابة

وقد جَمَع بعض أهل العلم أسماء من كان يزجر بالهجر من الصحابة والتابعين فمَن بعدهم فذكر منهم: عائشة، وحفصة، وحفص بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وطاووساً، وَوَهْب بن مُنَبِّه، والحسن البصري، وابن سيرين، وسفيان الثوري، وخَلْقًا .. إلى أن خَتَمَ بالنووي فإنه كان يزجر بالهجر ويراه، وقرَّره في شرح صحيح مسلم وغيرِه أوضح تقريرٍ واحتج له بعِدَّة أدلة.

وأبلغ ما ذُكر من ذلك أنَّ سعيد بن المسيب هجَر أباه فلَمْ يُكَلِّمه إلى أن مات، ذكر ذلك ابن قتيبة في المعارف، وابن المسيب له علم التابعين وأفضلهم، وكان أبوه صحابياً (1)؛ ومعلوم أنه لم يهجر أباه إلَاّ لِمُخالفة شرعية رآها فيه.

وعن سالِم بن عبد الله أنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها)، قال: فقال ابنه بلال بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: والله لنمنعهن؛ قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبًّا سيئًا ما سمعته سبه مثله قط

(1) أنظر: «الزجر بالهجر» ، للسيوطي ص (23).

ص: 18

وقال: (أُخْبِرُك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: " وَاللهِ لَنَمْنَعَهُنَّ "!)(1)؛ وفي روايةٍ أخرى: (فمَا كَلَّمَه عبد الله حتى مات)(2).

(1) أخرجه مسلم في «صحيحه» برقم (442).

(2)

أخرجه أحمد في «مسنده» برقم (4933).

ص: 19