الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 -
بَابُ حُرُوفِ العَطْفِ
قَالَ المُصَنِّفُ: «وَحُرُوفُ العَطْفِ: الوَاوُ، وَالفَاءُ، وَ (ثُمَّ)، وَ (أَوْ)، وَ (لَا)، وَ (بَلْ)، وَ (لَكِنْ)، وَ (أَمْ)، وَ (إِمَّا)، وَ (حَتَّى).
تَعْطِفُ بِهَذِهِ الحُرُوفِ الثَّانِيَ عَلَى الأَوَّلِ، فَتُصَيِّرُهُ فِي مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الإِعْرَابِ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالخَفْضِ وَالجَزْمِ.
تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو)؛ رفَعْتَ (زَيْدًا) لأَنَّهُ فَاعِلٌ، وَرَفَعْتَ (عَمْرًا) لأَنَّهُ عَطْفٌ عَلَيْهِ بِالوَاوِ.
وَمِثْلُهُ: (رَأَيْتُ زَيْدًا فَعَمْرًا)، وَ (مَرَرْتُ بِزَيْدٍ ثُمَّ عَمْرٍو)، وَ (جَاءَنِي القَوْمُ حَتَّى زَيْدٌ) و (ضَرَبْتُ القَوْمَ حَتَّى زَيْدًا)، وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهَهُ».
(الشَّرْحُ): حُرُوفُ العَطْفِ: هِيَ حُرُوفٌ تُغْنِي عَنْ إِعَادَةِ الكَلَامِ الَّذِي يَكُونُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ.
وَهِيَ: الوَاوُ، وَالفَاءُ، وَ (ثُمَّ)، وَ (أَوْ)، وَ (لَا)، وَ (بَلْ)، وَ (لَكِنْ)، وَ (أَمْ)، وَ (إِمَّا)، وَ (حَتَّى) - فِي بَعْضِ المَوَاضِعِ -.
فَإِذَا قُلْتَ: (جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو)، فَأَصْلُ الكَلَامِ:(جَاءَ زَيْدٌ وَجَاءَ عَمْرٌو)، لَكِنَّ حَرْفَ العَطْفِ أَغْنَى عَنْ إِعَادَةِ الكَلَامِ الَّذِي يَكُونُ عَلَى نَسَقٍ
وَاحِدٍ؛ فَجَاءَتِ العِبَارَةُ: (جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو) بِإِسْقَاطِ (جَاءَ) الثَّانِيَةِ، وَيَكُونُ (عَمْرٌو) عَطْفًا، وَيُسَمَّى مَعْطُوفًا أَيْضًا - وَهُوَ التَّابِعُ -.
فَالعَطْفُ: هُوَ التَّابِعُ الَّذِي يَأْتِي هُوَ وَمَتْبُوعُهُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ، فَيَتَوَسَّطُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَتْبُوعِ أَحَدُ حُرُوفِ العَطْفِ لِيُغْنِي عَنْ إِعَادَةِ الكَلَامِ.
وَالعَطْفُ يَتْبَعُ المَعْطُوفَ عَلَيْهِ الَّذِي قَبْلَهُ فِي الإِعْرَابِ؛ فَإِذَا كَانَ المَعْطُوفُ عَلَيْهِ مَرْفُوعًا فَالعَطْفُ مَرْفُوعٌ، وَمِثْلُ ذَلِكَ فِي النَّصْبِ أَوِ الجَرِّ أَوِ الجَزْمِ.
فَمِثَالُ المَرْفُوعِ: قَوْلُكَ: (قَامَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو)، وَأَصْلُ الكَلَامِ:(قَامَ زَيْدٌ وَقَامَ عَمْرٌو).
وَمِثَالُ المَنْصُوبِ: قَوْلُكَ: (رَأَيْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا)، وَأَصْلُ الكَلَامِ:(رَأَيْتُ زَيْدًا وَرَأَيْتُ عَمْرًا).
وَمِثَالُ المَجْرُورِ: قَوْلُكَ: (مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْرٍو)، وَأَصْلُ الكَلَامِ:(مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَمَرَرْتُ بِعَمْرٍو).
وَمِثَالُ المَجْزُومِ: قَوْلُكَ: (لَْم يَأْكُلْ أَوْ يَشْرَبْ)، وَأَصْلُ الكَلَامِ:(لَمْ يَأْكُلْ أَوْ لَمْ يَشْرَبْ).
وَأُضِيفَ الجَزْمُ هُنَا - بِخِلَافِ بَابِ النَّعْتِ -؛ لأَنَّ العَطْفَ يَقَعُ فِي الأَسْمَاءِ وَالأَفْعَالِ - كَمَا فِي الأَمْثِلَةِ السَّابِقَةِ -؛ فَالاسْمُ يُعْطَفُ عَلَى الاسْمِ، وَالفِعْلُ
يُعْطَفُ عَلَى الفِعْلِ.
وَلِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ العَطْفِ مَعْنًى خَاصٌّ، وَذَلِكَ بِحَسَبِ الجُمْلَةِ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا العَطْفُ.
وَمِنْ أَمْثِلَةِ حُرُوفِ العَطْفِ:
(جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو). (جَاءَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو). (جَاءَ زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌو). (جَاءَ زَيْدٌ أَوْ عَمْرٌو). (أَجَاءَ زَيْدٌ أَمْ عَمْرٌو؟). (مَا جَاءَ زَيْدٌ؛ بَلْ عَمْرٌو). (جَاءَ زَيْدٌ، لَا عَمْرٌو). (اضْرِبْ إِمَّا زَيْدًا وَإِمَّا عَمْرًا). (لَا أُحِبُّ زَيْدًا لَكِنْ عَمْرًا). (جَاءَنِي القَوْمُ، حَتَّى زَيْدٌ).