الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَرْفَعُ الأَسْمَاءَ وَتَنْصِبُ الأَخْبَارَ
قَالَ المُصَنِّفُ: «وَهِيَ: (كَانَ، وَصَارَ، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَأَمْسَى، وَأَصْبَحَ، وَلَمْ يَزَلْ، وَلَا يَزَالُ، وَمَا زَالَ، وَمَا دَامَ، وَمَا انْفَكَّ).
تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا)؛ رَفَعْتَ زَيْدًا لِأَنَّهُ اسْمُ (كَانَ)، وَنَصَبْتَ قَائِمًا لأَنَّهُ خَبَرُ (كَانَ).
وَفِي التَّثْنِيَةِ: (كَانَ الزَّيْدَانِ قَائِمَيْنِ)، وَفِي الجَمَاعَةِ:(كَانَ الزَّيْدُونَ قَائِمِينَ).
وَمِنْهُ: (صَارَ عَبْدُ اللهِ أَمِيرًا) و (أَصْبَحَ أَخُوكَ شَاخِصًا) وَ (أَمْسَى مُحَمَّدٌ سَائِرًا) وَ (مَا زَالَ أَبُوكَ مُحْسِنًا)».
(الشَّرْحُ): هَذَا بَابٌ لِلْأَفْعَالِ الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ، فَتَرْفَعُ المُبْتَدَأَ - وَيَكُونُ اسْمًا لَهَا -، وَتَنْصِبُ الخَبَر - وَيَكُونُ خَبَرًا لَهَا -.
وَمِنْ هَذِهِ الأَفْعَالِ الَّتِي ذَكَرَهَا المُصَنِّفُ: (كَانَ)، وَ (صَارَ)، وَ (ظَلَّ)، وَ (بَاتَ)، وَ (أَمْسَى)، وَ (أَصْبَحَ)، وَ (لَمْ يَزَلْ)، وَ (لَا يَزَالُ)، وَ (مَا زَالَ)، وَ (مَا دَامَ)، وَ (مَا انْفَكَّ).
وَتُعْرَفُ بِـ (كَانَ وَأَخَوَاتِهَا).
فَتَقُولُ: (كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا)، وَلَوْ أَرْجَعْتَ الجُمْلَةَ إِلَى أَصْلِهَا وَحَذَفْتَ
(كَانَ)؛ لَكَانَتْ: (زَيْدٌ قَائِمٌ)، فَـ (زَيْدٌ) مُبْتَدَأٌ، وَ (قَائِمٌ) خَبَرٌ، فَلَمَّا زِيدَتْ (كَانَ) بَقِيَ المُبْتَدَأُ عَلَى الرَّفْعِ وَأَصْبَحَ اسْمَهَا، وَنُصِبَ الخَبَرُ وَأَصْبَحَ خَبَرَهَا، فَـ (زَيْدٌ) اسْمُ (كَانَ) مَرْفُوعٌ، وَ (قَائِمًا) خَبَرُ (كَانَ) مَنْصُوبٌ.
وَمِثْلُهُ: قَوْلُكَ: (صَارَ عَبْدُ اللهِ أَمِيرًا)، وَأَصْلُ العِبَارَةِ:(عَبْدُ اللهِ أَمِيرٌ)، فَـ (عَبْدُ) مُبْتَدَأٌ، وَ (أَمِيرٌ) خَبَرٌ، فَلَمَّا زِيدَتْ (صَارَ) بَقِيَ المُبْتَدَأُ عَلَى الرَّفْعِ وَأَصْبَحَ اسْمَهَا، وَنُصِبَ الخَبَرُ وَأَصْبَحَ خَبَرَهَا، فَـ (عَبْدُ) اسْمُ (صَارَ) مَرْفُوعٌ، وَ (أَمِيرًا) خَبَرُ (صَارَ) مَنْصُوبٌ.
وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ الأَفْعَالَ الأُخْرَى الَّتِي فِي هَذَا البَابِ.
وَأَحْوَالُ الإِعْرَابِ فِي هَذَا البَابِ هِيَ أَحْوَالُ الإِعْرَابِ فِي الأَسْمَاءِ؛ فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الاسْمَ المُثَنَّى يُرْفَعُ بِالأَلِفِ وَيُنْصَبُ وَيُجَرُّ بِاليَاءِ، وَجَمْعَ المُذَكَّرِ السَّالِمَ يُرْفَعُ بِالوَاوِ وَيُنْصَبُ وَيُجَرُّ بِاليَاءِ، وَالأَسْمَاءَ الخَمْسَةَ المُعْتَلَّةَ المُضَافَةَ تُرْفَعُ بِالوَاوِ وَتُنْصَبُ بِالأَلِفِ وَتُجَرُّ بِاليَاءِ، وَالاسْمَ المُفْرَدَ: يُرْفَعُ بِضَمِّ الآخِرِ وَيُنْصَبُ بِفَتْحِهِ وَيُجَرُّ بِكَسْرِهِ.
فَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ فِي هَذَا البَابِ: (كَانَ الزَّيْدَانِ قَائِمَيْنِ)، وَتَقُولُ فِي جَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِم:(كَانَ الزَّيْدُونَ قَائِمِينَ)، وَتَقُولُ فِي الأَسْمَاءِ الخَمْسَةِ المُضَافَةِ:(مَا زَالَ أَبُوكَ مُحْسِنًا)، وَتَقُولُ فِي الاسْمِ المُفْرَدِ:(أَمْسَى مُحَمَّدٌ سَائِرًا).