المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حروف الاستثناء - إيناس الناس بتفاحة أبي جعفر النحاس

[حازم خنفر]

فهرس الكتاب

- ‌المُقَدّمَة

- ‌ بَابُ أَقْسَامِ العَرَبيَّةِ

- ‌ بَابُ الإِعْرَابِ

- ‌ بَابُ رَفْعِ الاثنَيْنِ وَالجَمْعِ

- ‌ بَابُ أَقْسَامِ الأَفْعَالِ

- ‌ بَابُ الفَاعِلِ وَالمَفْعُولِ بهِ

- ‌ بَابُ الابْتِدَاءِ

- ‌ بَابُ حُرُوفِ الخَفْضِ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَنْصِبُ الأَسْمَاءَ وَتَرْفَعُ الأَخْبَارَ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَرْفَعُ الأَسْمَاءَ وَتَنْصِبُ الأَخْبَارَ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَنْصِبُ الأَفْعَالَ المُسْتَقْبِلَةَ

- ‌ بَابُ الجَوَابِ بالفَاءِ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَجْزِمُ الأَفْعَالَ المُسْتَقْبِلَةَ

- ‌ بَابُ حُرُوفِ الرَّفْعِ

- ‌ بَابُ المَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ

- ‌ بَابُ المَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ

- ‌ بَابُ مَا يَتْبَعُ الاسْمَ فِي إِعْرَابهِ

- ‌ بَابُ النَّعْتِ

- ‌ بَابُ حُرُوفِ العَطْفِ

- ‌ بَابُ التَّوْكِيدِ

- ‌ بَابُ البَدَلِ

- ‌ بَابُ الحَالِ

- ‌ بَابُ الظُّرُوفِ

- ‌ بَابُ الإِغْرَاءِ وَالتَّحْذِيرِ

- ‌ بابُ التَّفْسِيرِ

- ‌ بَابُ التَّعَجُّبِ

- ‌ بَابُ النِّدَاءِ

- ‌ بَابُ العَدَدِ

- ‌ حُرُوفُ الاسْتِثْنَاءِ

- ‌ بَابُ عَلامَاتِ التَّانِيثِ

- ‌ بَابُ أَلِفَاتِ الوَصْلِ فِي أوَائِلِ الأَسْمَاءِ

- ‌ بَابُ الأَسْمَاءِ الَّتِي لَا تَنْصَرِفُ

الفصل: ‌ حروف الاستثناء

28 -

‌ حُرُوفُ الاسْتِثْنَاءِ

قَالَ المُصَنِّفُ: «وَهِيَ: (إِلَّا) وَ (غَيْرَ) وَ (سِوَى) وَ (حَاشَا) وَ (خَلَا) وَ (مَا خَلَا) وَ (مَا عَدَا) وَ (بَلْهَ) وَ (لَيْسَ) وَ (لَا يَكُونُ) وَ (إِلَّا أَنْ يَكُونَ) وَ (لَا سيَّمَا).

وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِـ (إِلَّا) وَكَانَ أَوَّلُ الكَلَامِ مُوجَبًا: نَصَبْتَ المُسْتَثْنَى؛ كَقَوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ إِلَّا زَيْدًا) وَ (مَرَرْتُ بِهِمْ إِلَّا عَمْرًا) وَ (هَذَا دِينَارٌ إِلَّا قِيرَاطًا)، وَقِسْ عَلَيْهِ.

وَإِنْ كَانَ أَوَّلُ الكَلَامِ جَحْدًا: أَجْرَيْتَ مَا بَعْدَ (إِلَّا) عَلَى مَا قَبْلَهَا مِنَ الإِعْرَابِ عَلَى البَدَلِ؛ كَقَوْلِك: (مَا أَتَانِي أَحَدٌ إِلَّا أَبُوكَ)، وَ (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلَّا أَبَاكَ) وَ (مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ إِلَّا أَبِيكَ).

وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِـ (غَيْرَ) وَ (سِوَى) وَ (حَاشَا) وَ (خَلَا) وَ (بَلْهَ): خَفَضْتَ المُسْتَثْنَى؛ كَقَوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْدٍ) وَ (

سِوَى زَيْدٍ) وَ (

وَحَاشَا زَيْدٍ) وَ (

خَلَا زَيْدٍ).

وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِـ (مَا عَدَا) وَ (مَا خَلَا) وَ (لَيْسَ) وَ (لَا يَكُونُ): نَصَبْتَ الاسْتِثْنَاءَ فِي المُوجَبِ وَالمَنْفِيِّ؛ كَقَوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ مَا خَلَا زَيْدًا) وَ (

مَا عَدَا عَمْرًا) وَ (

لَيْسَ بَكْرًا) وَ (

لَا يَكُونُ مُحَمَّدًا)، وَ (مَا قَامَ القَوْمُ مَا خَلَا

ص: 118

زَيْدًا) وَ (

لَيْسَ زَيْدًا).

وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِـ (إِلَّا أَنْ يَكُونَ): فَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَ وَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ؛ كَقَوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ) (

إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدًا).

وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِـ (لَا سِيَّمَا): فَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَ وَإِنْ شِئْتَ خَفَضْتَ؛ كَقَوْلِكَ: (ضَرَبَنِي مُحَمَّدٌ لَا سِيَّمَا زَيْدٌ) وَ (

سِيَّمَا زَيْدٍ)».

(الشَّرْحُ): الاسْتِثْناءُ: هُوَ إِخْرَاجُ شَيْءٍ مِنْ آخَرَ بِوَاسِطَةِ أَدَاةٍ مِنْ أَدَوَاتِ الاسْتِثْنَاءِ.

وَهِيَ: (إِلَّا)، وَ (غَيْرَ)، وَ (سِوَى)، وَ (حَاشَا)، وَ (خَلَا)، وَ (مَا خَلَا)، وَ (مَا عَدَا)، وَ (بَلْ)، وَ (لَيْسَ)، وَ (لَا يَكُونُ)، وَ (إِلَّا أَنْ يَكُونَ)، وَ (لَا سيَّمَا).

وَيَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: المُسْتَثْنَى مِنْهُ، وَأَدَاةُ الاسْتِثْنَاءِ، وَالمُسْتَثْنَى.

فَمِنْ ذَلِكَ: (ذَهَبَ القَوْمُ إِلَّا زَيْدًا)؛ فَالمُسْتَثْنَى مِنْهُ: (القَوْمُ)، وَأَدَاةُ الاسْتِثْنَاءِ:(إِلَّا)، وَالمُسْتَثْنَى:(زَيْدٌ).

وَجَعَلَ المُصَنِّفُ أَحْكَامَ الاسْتِثْنَاءِ عَلَى خَمْسَةِ أَقْسَامٍ:

1 -

حُكْمُ الاسْتِثْنَاءِ بِـ (إِلَّا):

وَفِي هَذَا القِسْمِ صُورتَانِ:

الأُولَى: أَنْ يَقَعَ الكَلَامُ مُوجَبًا، وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يَقَعَ الكَلَامُ مَنْفِيًّا.

ص: 119

أَمَّا الصُّورَةُ الأُولَى؛ فَيُرَادُ بِهَا: أَنَّ الكَلَامَ لَمْ يَسْبِقْهُ جَحْدٌ؛ بِمْعَنَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي أَوَّلِ جُمْلَةِ الاسْتِثْنَاءِ نَفْيٌ أَوْ نَهْيٌ أَوِ اسْتِفْهَامٌ؛ كَقَوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ إِلَّا عَمْرًا)؛ فَهُنَا كَلَامٌ مُوجَبٌ لَمْ يَسْبِقْهُ جَحْدٌ.

وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ: يُنْصَبُ المُسْتَثْنَى؛ كَنَصْبِ (زَيْدٍ) فِي المِثَالِ السَّابِقِ.

وَمِثْلُهُ: (مَرَرْتُ بِهِمْ إِلَّا عَمْرًا)، وَ (هَذَا دِينَارٌ إِلَّا قِيرَاطًا).

وَأَمَّا الصُّورَةُ الثَّانِيَةُ؛ فَيُرَادُ بِهَا: أَنَّ الكَلَامَ قَدْ سَبَقَهُ جَحْدٌ؛ بِمْعَنَى أَنَّهُ وَقَعَ فِي أَوَّلِ جُمْلَةِ الاسْتِثْنَاءِ نَفْيٌ أَوْ نَهْيٌ أَوِ اسْتِفْهَامٌ؛ كَقَوْلِكَ: (مَا أَتَانِي أَحَدٌ إِلَّا أَبُوكَ)؛ فَهُنَا كَلَامٌ مَنْفِيٌّ؛ لِوُجُودِ (مَا) فِي أَوَّلِهِ.

وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ: يَتْبَعُ المُسْتَثْنَى إِعْرَابَ المُسْتَثْنَى مِنْهُ عَلَى البَدَلِ؛ كَرَفْعِ (أَبُوكَ) عَلَى البَدَلِ مِنْ (أَحَدٌ).

وَمِثْلُهُ: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلَّا أَبَاكَ)، وَ (مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ إِلَّا أَبِيكَ).

وَأَجَازَ أَهْلُ اللُّغَةِ النَّصْبَ فِي حَالَةِ الجَحْدِ - أَيْضًا -؛ فَتَقُولُ: (مَا أَتَانِي أَحَدٌ إِلَّا أَبَاكَ)، (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلَّا أَبَاكَ)، وَ (مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ إِلَّا أَبَاكَ).

وَثَمَّةُ حَالَةٌ ثَالِثَةٌ فِي هَذَا القِسْمِ لَمْ يَذْكُرْهَا المُصَنِّفُ، وَهُوَ: إِذَا كَانَ الكَلَامُ جَحْدًا لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ لَيْسَ تَامًّا؛ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ المُسْتَثْنَى مِنْهُ؛ كَقَوْلِكَ: (مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ)؛ فَهُنَا لَمْ يُذْكَرِ المُسْتَثْنَى مِنْهُ؛ فَفِي مِثْلِ تِلْكَ الحَالَةِ:

ص: 120

يُعْرَبُ بِحَسَبِ مَوْقِعِهِ فِي الجُمْلَةِ كَمَا لَوْ أَنَّ أَدَاةَ النَّفْيِ وَالاسْتِثْنَاءِ مَحْذُوفَتَانِ؛ فَتَقُولُ:

- (مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ)؛ فَـ (زَيْدٌ): مَرْفُوعٌ لأَنَّهُ فَاعلٌ؛ عَلَى تَقْدِيرِ: (قَامَ

زَيْدٌ).

- (مَا رَأَيْتُ إِلَّا زَيْدًا)؛ فَـ (فَزَيْدًا) مَنْصُوبٌ لأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ؛ عَلَى تَقْدِيرِ: (رَأَيْتُ زَيْدًا).

- (مَا مَرَرْتُ إِلَّا بِزَيْدٍ)؛ فَـ (زَيْدٍ): مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ؛ عَلَى تَقْدِيرِ: (مَرَرتُ بِزَيْدٍ).

2 -

حُكْمُ الاسْتِثْنَاء بِـ (غَيْرَ) وَ (سِوَى) وَ (حَاشَا) وَ (خَلَا) وَ (بَلْهَ):

وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ: يُجَرُّ المُسْتَثْنَى؛ فَتَقُولُ: (قَامَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْدٍ)، وَ (قَامَ القَوْمُ سِوَى زَيْدٍ)، وَ (قَامَ القَوْمُ حَاشَا زَيْدٍ)، وَ (قَامَ القَوْمُ خَلَا زَيْدٍ).

وَأَجَازَ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي (حَاشَا) وَ (خَلَا): نَصْبَ المُسْتَثْنَى - أَيْضًا -؛ فَتَقُولُ: (قَامَ القَوْمُ حَاشَا زَيْدًا)، وَ (قَامَ القَوْمُ خَلَا زَيْدًا).

أَمَّا (بَلْهَ) فَعَدَّهَا المُصَنِّفُ مِنْ أَدَوَاتِ الاسْتِثْنَاءِ - خِلَافًا لِغَيْرِهِ -؛

كَقَوْلِكَ: (أَكْرَمْتُ العَبِيدَ بَلْهَ الأَحْرَارِ)؛ أَيْ: (إِكْرَامُكَ الأَحْرَارَ يَزِيدُ عَلَى إِكْرَامِكَ العَبِيدَ).

ص: 121

وَأَجَازَ أَهْلُ اللُّغَةِ - أَيْضًا -: النَّصْبَ وَالرَّفْعَ فِي الاسْمِ الواقِعِ بَعْدَهَا.

3 -

حُكْمُ الاسْتِثْنَاءِ بِـ (مَا عَدَا) وَ (مَا خَلَا) وَ (لَيْسَ) وَ (لَا يَكُونُ):

وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ: يُنْصَبُ المُسْتَثْنَى فِي الكَلَامِ المُوجَبِ أَوِ المَنْفِيِّ:

فَتَقُولُ فِي الكَلَامِ المُوجَبِ: (قَامَ القَوْمُ مَا خَلَا زَيْدًا)، (وَقَامَ القَوْمُ مَا عَدَا عَمْرًا)، وَ (قَامَ القَوْمُ لَيْسَ بَكْرًا)، وَ (قَامَ القَوْمُ لَا يَكُونُ مُحَمَّداً).

وَتَقُولُ فِي الكَلَامِ المَنْفِيِّ: (مَا قَامَ القَوْمُ مَا خَلَا زَيْدًا)، وَ (مَا قَامَ القَوْمُ لَيْسَ زَيْدًا).

4 -

حُكْمُ الاسْتِثْنَاءِ بِـ (إِلَّا أَنْ يَكُونَ):

وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ: يَجُوزُ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ فِي المُسْتَثْنَى؛ فَتَقُولُ: (قَامَ القَوْمُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ)، وَ (قَامَ القَوْمُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدًا).

5 -

حُكْمُ الاسْتِثْناءِ بِـ (لَا سِيَّمَا):

وَقَدْ عَدَّهَا المُصَنِّفُ مِنْ أَدَوَاتِ الاسْتِثْنَاءِ.

وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ: يَجُوزُ الرَّفْعُ وَالجَرُّ فِي المُسْتَثْنَى؛ فَتَقُولُ: (ضَرَبَنِي مُحَمَّدٌ لَا سِيِّمَا زَيْدٌ)، وَ (ضَرَبَنِي مُحَمَّدٌ لَا سِيَّمَا زَيْدٍ).

ص: 122