الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 -
بَابُ التَّعَجُّبِ
قَالَ المُصَنِّفُ: «اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ بِـ (مَا) فَهُوَ نَصْبٌ.
تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (مَا أَحْسَنَ زَيْدًا)؛ نَصَبْتَ (زَيْدًا) لِلتَّعَجُّبِ، وَفِي التَّثْنِيَةِ:(مَا أَحْسَنَ الزَّيْدَيْنِ)، وَفِي الجَمَاعَةِ:(مَا أَحْسَنَ الزَّيْدِينَ).
وَمِثْلُهُ: (مَا أَجْمَلَ هِنْدًا)، وَ (مَا أَنْظَفَ ثَوْبَكَ)، وَ (مَا أَكْرَمَ أَخَاكَ)، وَقِسْ عَلَيْهِ».
(الشَّرْحُ): أُسْلُوبُ التَّعَجُّبِ: هُوَ اسْتِعْظَامُ صِفَةِ حُسْنٍ أَوْ قُبْحٍ فِي شَيْءٍ مَا.
وَلَهُ صِيغَتَانِ:
الصِّيغَةُ الأُولَى: (مَا أَفْعَلَهُ).
وَتَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:
1 -
(مَا) التَّعَجُّبِيَّةُ، وَتَعْنِي: الشَّيْءَ العَظِيمَ.
2 -
وَفِعْلُ تَعَجُّبٍ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ (وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ).
3 -
وَمُتَعَجَّبٌ مِنْهُ مَنْصُوبٌ دَائِمًا.
فَتَقُولُ: (مَا أَحْسَنَ زَيْدًا)؛ بِالتَّقْدِيرِ عَلَى: (شَيْءٌ جَعَلَ زَيْدًا حَسَنًا).
وَمِنْهُ: (مَا أَقْبَحَ هِنْدًا)؛ بِالتَّقْدِيرِ عَلَى: (شَيْءٌ جَعَلَ هِنْدًا قَبِيحَةً).
وَمِنْهُ: (مَا أَنْظَفَ ثَوْبَكَ)؛ بِالتَّقْدِيرِ عَلَى: (شَيْءٌ جَعَلَ ثَوْبَكَ نَظِيفًا).
وَالصِّيغَةُ الثَّانِيَةُ - وَلَمْ يَذْكُرْهَا المُصَنِّفُ -: (أَفْعِلْ بِهِ).
وَتَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:
1 -
فِعْلٌ مَاضٍ جَاءَ عَلَى صِيغَةِ الأَمْرِ.
2 -
وَالبَاءُ الزَّائِدَةُ.
3 -
وَالمُتَعَجَّبُ مِنْهُ المَجْرُورُ - لَفْظًا - بِالبَاءِ الزَّائِدَةِ.
فَتَقُولُ: (أَكْرِمْ بِزَيْدٍ)؛ بِتَقْدِيرِ الجُمْلَةِ عَلَى: (كَرُمَ زَيْدٌ).
وَلَا يَكُونُ المُتَعَجَّبُ مِنْهُ إِلَّا اسْمًا؛ وَلِهَذَا تَقَعُ فِيهِ أَحْوَالُ الإِعْرَابِ فِي الأَسْمَاءِ.
فَإِنْ جَاءَ عَلَى صِيغَةِ التَّثْنِيَةِ؛ قُلْتَ: (مَا أَحْسَنَ الزَّيْدَيْنِ) عَلَى النَّصْبِ بِاليَاءِ.
وَإِنْ جَاءَ عَلَى صِيغَةِ جَمْعِ مُذَكَّرٍ سَالِمٍ؛ قُلْتَ: (مَا أَحْسَنَ الزَّيْدِينَ) عَلَى النَّصْبِ بِاليَاءِ - أَيْضًا -.
وَإِنْ كَانَ مِنَ الأَسْمَاءِ الخَمْسَةِ؛ قُلْتَ: (مَا أَكْرَمَ أَخَاكَ) عَلَى النَّصْبِ بِالأَلِفِ.