المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب الفاعل والمفعول به - إيناس الناس بتفاحة أبي جعفر النحاس

[حازم خنفر]

فهرس الكتاب

- ‌المُقَدّمَة

- ‌ بَابُ أَقْسَامِ العَرَبيَّةِ

- ‌ بَابُ الإِعْرَابِ

- ‌ بَابُ رَفْعِ الاثنَيْنِ وَالجَمْعِ

- ‌ بَابُ أَقْسَامِ الأَفْعَالِ

- ‌ بَابُ الفَاعِلِ وَالمَفْعُولِ بهِ

- ‌ بَابُ الابْتِدَاءِ

- ‌ بَابُ حُرُوفِ الخَفْضِ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَنْصِبُ الأَسْمَاءَ وَتَرْفَعُ الأَخْبَارَ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَرْفَعُ الأَسْمَاءَ وَتَنْصِبُ الأَخْبَارَ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَنْصِبُ الأَفْعَالَ المُسْتَقْبِلَةَ

- ‌ بَابُ الجَوَابِ بالفَاءِ

- ‌ بَابُ الحُرُوفِ الَّتِي تَجْزِمُ الأَفْعَالَ المُسْتَقْبِلَةَ

- ‌ بَابُ حُرُوفِ الرَّفْعِ

- ‌ بَابُ المَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ

- ‌ بَابُ المَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ

- ‌ بَابُ مَا يَتْبَعُ الاسْمَ فِي إِعْرَابهِ

- ‌ بَابُ النَّعْتِ

- ‌ بَابُ حُرُوفِ العَطْفِ

- ‌ بَابُ التَّوْكِيدِ

- ‌ بَابُ البَدَلِ

- ‌ بَابُ الحَالِ

- ‌ بَابُ الظُّرُوفِ

- ‌ بَابُ الإِغْرَاءِ وَالتَّحْذِيرِ

- ‌ بابُ التَّفْسِيرِ

- ‌ بَابُ التَّعَجُّبِ

- ‌ بَابُ النِّدَاءِ

- ‌ بَابُ العَدَدِ

- ‌ حُرُوفُ الاسْتِثْنَاءِ

- ‌ بَابُ عَلامَاتِ التَّانِيثِ

- ‌ بَابُ أَلِفَاتِ الوَصْلِ فِي أوَائِلِ الأَسْمَاءِ

- ‌ بَابُ الأَسْمَاءِ الَّتِي لَا تَنْصَرِفُ

الفصل: ‌ باب الفاعل والمفعول به

5 -

‌ بَابُ الفَاعِلِ وَالمَفْعُولِ بهِ

قَالَ المُصَنِّفُ: «الفَاعِلُ رَفْعٌ أَبَدًا - تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ -، وَالمَفْعُولُ بِهِ نَصْبٌ أَبَدًا - تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ -؛ تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا)؛ رَفَعْتَ زَيْدًا لِأَنَّهُ فَاعِلٌ، وَنَصَبْتَ عَمْرًا لِأنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، وَمِثْلُهُ: (أَكْرَمَ أَخُوكَ أَبَاكَ) وَ (رَكِبَ زَيْدٌ فَرَسَكَ) وَ (دَخَلَ عَمْرٌو دَارَكَ)، وَقِسْ عَلَيْهِ» .

(الشَّرْحُ): هَذَا بَابُ الجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ؛ فَكُلُّ جُمْلَةٍ تَتَكَوَّنُ مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ تُسَمَّى: جُمْلَةً فِعْلِيَّةً.

وَقَدْ عَلِمْتَ - فِيمَا سَبَقَ - أَنَّ الفِعْلَ مُتَعَلِّقٌ بِأَحَدِ الأَزْمَنَةِ الثَّلَاثَةِ: المَاضِي وَالحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ؛ فَالفِعْلُ هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ حَدَثٍ حَصَلَ أَوْ يَحْصُلُ أَوْ سَيَحْصُلُ.

وَلَا تَتَحَقَّقُ الفَائِدَةُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ مَنْ هُوَ الَّذِي أَحْدَثَ هَذَا الحَدَثَ؛ فَلِكُلِّ فِعْلٍ فَاعِلٌ، وَهَذَا الحَدَثُ وَالفِعْلُ يَكُونُ مِنَ الفَاعِلِ عَلَى مَفْعُولٍ وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الحَدَثُ.

فَالفَاعِلُ: هُوَ كُلُّ اسْمٍ وَقَعَ الفِعْلُ مِنْهُ، وَالمَفْعُولُ بِهِ: هُوَ كُلُّ اسْمٍ وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الفِعْلُ.

ص: 38

فَإِذَا قُلْتَ: (ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا)، فَـ (ضَرَبَ) فِعْلٌ مَضَى وَحَدَثٌ انقَضَى، فَالجُمْلَةُ إِخْبَارٌ عَنْ حَدَثٍ حَصَلَ فِي المَاضِي وَهُوَ (الضَّرْبُ).

وَالسُّؤَالُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا الضَّرْبَ؟ وَمَنِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الضَّرْبُ؟

أَيْ: مَنِ الَّذِي ضَرَبَ؟ وَمَنِ الَّذِي ضُرِبَ؟

فَالجَوَابُ: أَنَّكَ إِذَا جَعَلْتَ الحَدَثَ فِي مُخَيِّلَتِكَ وَكَأَنَّهُ حَاصِلٌ أَمَامَكَ؛ رَأَيْتَ أَنَّ (زَيْدًا) هُوَ الَّذِي وَقَعَ مِنْهُ فِعْلُ الضَّرْبِ؛ أَيْ: هُوَ الَّذِي ضَرَبَ، وَأَنَّ (عَمْرًا) هُوَ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِ فِعْلُ الضَّرْبِ؛ أَيْ: هُوَ الَّذِي ضُرِبَ.

فَـ (زَيْدٌ) هُوَ الفَاعِلُ - أَيِ الضَّارِبُ - الَّذِي فَعَلَ فِعْلَ الضَّرْبِ، وَ (عَمْرٌو) هُوَ المَفْعُولُ - أَيِ المَضْرُوبُ - الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبُ، فَفِي الجُمْلَةِ السَّابِقَةِ:(زَيْدٌ) فَاعِلٌ، وَ (عَمْرًا) مَفْعُولٌ بِهِ.

وَمِثْلُهُ: قَوْلُكَ: (أَكْرَمَ أَخُوكَ أَبَاكَ)، فَـ (الأَخُ) هُوَ الفَاعِلُ لأَنَّهُ المُكْرِمُ، وَ (الأَبُ) هُوَ المَفْعُولُ بِهِ لأَنَّهُ المُكْرَمُ.

وَمِنْ ذَلِكَ: قَوْلُكَ: (رَكِبَ زَيْدٌ فَرَسَكَ)، فَـ (زَيْدٌ) هُوَ الفَاعِلُ لأَنَّهُ الرَّاكِبُ، وَ (الفَرَسُ) هُوَ المَفْعُولُ بِهِ لأَنَّهُ المَرْكُوبُ.

وَكَذَلِكَ: قَوْلُكَ: (دَخَلَ عَمْرٌو دَارَكَ)، فَـ (عَمْرٌو) هُوَ الفَاعِلُ لأَنَّهُ الدَّاخِلُ، وَ (الدَّارُ) هِيَ المَفْعُولُ بِهِ لأَنَّهَا المَدْخُولَةُ.

ص: 39

وَقِسْ عَلَى الأَمْثِلَةِ السَّابِقَةِ كُلَّ مَا أَشْكَلَ عَلَيْكَ مِنَ الجُمَلِ الفِعْلِيَّةِ.

وَاعْلَمْ أَنَّ الأَصْلَ فِي الفَاعِلِ أَنْ يَليَ الفِعْلَ، وَلَكِنْ قَدْ يَتَأَخَّرُ الفَاعِلُ وَيَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ المَفْعُولُ بِهِ؛ كَقَوْلِكَ:(ضَرَبَ عَمْرًا زَيْدٌ)، وَ (أَكْرَمَ أَبَاكَ أَخُوكَ) وَ (دَخَلَ الدَّارَ عَمْرٌو).

فَالفَاعِلُ - مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا -: يَكُونُ مَرْفُوعًا دَائِمًا، وَالمَفْعُولُ بِهِ

- مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا -: يَكُونُ مَنْصُوبًا دَائِمًا.

فَفِي المِثَالِ السَّابِقِ: (ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا)؛ فَـ (زَيْدٌ) مَرْفُوعٌ لأَنَّهُ فَاعِلٌ، وَ (عَمْرًا) مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، وَلَوَ قَدَّمْتَ المَفْعُولَ بِهِ وَأَخَّرْتَ الفَاعِلَ؛ فَقُلْتَ:(ضَرَبَ عَمْرًا زَيْدٌ)؛ لَبَقِيَ رَفْعُ الفَاعِلِ عَلَى حَالِهِ، وَنَصْبُ المَفْعُولِ بِهِ عَلَى حَالِهِ.

قَالَ المُصَنِّفُ: «وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ: (ضَرَبَ الزَّيْدَانِ العَمْرَيْنِ)، وَفِي الجَمَاعَةِ: (ضَرَبَ الزَّيْدُونَ العَمْرِينِ)، وَإِنَّمَا قُلْتَ: (ضَرَبَ)، وَلَمْ تَقُلْ: (ضَرَبُوا) وَهُمْ جَمَاعَةٌ؛ لأَنَّ الفِعْلَ إِذَا تَقَدَّمَ وُحِّدَ، وَإِذَا تَأَخَّرَ ثُنِّيَ وَجُمِعَ لِلضَّمِيرِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ؛ نَحْوُ قَوْلِكَ: (زَيْدٌ قَامَ) وَ (الزَّيْدَانِ وَالزَّيْدُونَ: قَامَا قَامُوا)؛ ثَنَّيْتَ (قَامَ) وَجَمَعْتَهُ لأَنَّهُ فِعْلٌ مُتَأَخِّرٌ» .

(الشَّرْحُ): قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الفَاعِلَ لَا يَكُونُ إِلَّا اسْمًا، وَأَنَّ الاسْمَ المُثَنَّى

ص: 40

يُرْفَعُ بِالأَلِفِ وَيُنْصَبُ وَيُجَرُّ بِاليَاءِ، وَأَنَّ جَمْعَ المُذَكَّرِ السَّالِمَ يُرْفَعُ بِالوَاوِ وَيُنْصَبُ وَيُجَرُّ اليَاءِ، فَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ:(ضَرَبَ الزَّيْدَانِ العَمْرَيْنِ)، وَتَقُولُ فِي جَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ:(ضَرَبَ الزَّيْدُونَ العَمْرِينَ).

ثُمَّ نَبَّهَ المُصَنِّفُ - هُنَا - إِلَى أَنَّ ثَمَّةَ حَالَتَيْنِ لِلفِعْلِ إِذَا اقْتَرَنَ مَعَ الفَاعِلِ الَّذِي جَاءَ بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ وَبِصِيغَةِ الجَمْعِ.

الحَالَةُ الأُولَى: أَنْ يَتَقَدَّمَ الفِعْلُ عَلَى الفَاعِلِ؛ فَفِي هَذِهِ الحَالَةِ يَبْقَى الفِعْلُ عَلَى إِفْرَادِهِ؛ كَقَوْلِكَ: (ضَرَبَ الزَّيْدَانِ العَمْرَيْنِ) وَ (ضَرَبَ الزَّيْدُونَ العَمْرِينَ).

فَالجُمْلَةُ الأُولَى بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ، وَالثَّانِيَةُ بِصِيغَةِ الجَمْعِ، وَبَقِيَ الفِعْلُ (ضَرَبَ) عَلَى إِفْرَادِهِ فِي الجُمْلَتَيْنِ، وَلَمْ نَقُلْ:(ضَرَبَا الزَّيْدَانِ العَمْرَيْنِ) وَ (ضَرَبُوا الزَّيْدَانِ العَمْرِينَ)؛ لأَنَّ الفِعْلَ (ضَرَبَ) تَقَدَّمَ الفَاعِلَ (الزَّيْدَانِ) فِي الجُمْلَةِ الأُولَى، وَتَقَدَّمَ الفَاعِلَ (الزَّيْدُونَ) فِي الجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ بَقِيَ الفِعْلُ عَلَى إِفْرَادِهِ.

الحَالَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّ يَتَأَخَّرَ الفِعْلُ عَنِ الفَاعِلِ؛ فَفِي هَذِهِ الحَالَةِ يَتْبَعُ الفِعْلُ الضَّمِيرَ المَقرُونَ بِهِ - مُسْتَتِرًا أَوْ بَارِزًا - وَيُصْبِحُ الضَّمِيرُ هُوَ الفَاعِلَ؛ فَتَقُولُ: (زَيْدٌ قَامَ) وَ (الزَّيْدَانَ قَامَا) وَ (الزَّيْدُونَ قَامُوا).

ص: 41

فَالضَّمِيرُ فِي (زَيْدٌ قَامَ): مُسْتَتِرٌ؛ تَقْدِيرُهُ (زَيْدٌ قَامَ هُوَ)، وَالضَّمِيرُ هُوَ الفَاعِلُ - هُنَا -.

وَالضَّمِيرُ فِي (الزَّيْدَانِ قَامَا): هُوَ الأَلِفُ الأَخِيرَةُ المُتَّصِلَةُ بِـ (قَامَا)، وَهُوَ الفَاعِلُ - هُنَا -.

وَالضَّمِيرُ فِي (الزَّيْدُونَ قَامُوا): هُوَ الوَاوُ المُتَّصِلَةُ بِـ (قَامُوا)، وَهُوَ الفَاعِلُ - هُنَا -.

فَالجُمْلَةُ الأُولَى بِصِيغَةِ الإِفْرَادِ، وَالثَّانِيَةُ بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ، وَالثَّالِثَةُ بِصِيغَةِ الجَمْعِ.

فَفِي الجُمَلِ الثَّلَاثِ: تَأَخَّرَ الفِعْلُ (قَامَ) عَنِ الفَاعِلِ (زَيْدٌ) وَ (الزَّيْدَانِ) وَ (الزَّيْدُونَ)، وَلَمَّا تَأَخَّرَ؛ قُلْنَا:(قَامَ) فِي الأُولَى، وَ (قَامَا) فِي الثَّانِيَةِ، وَ (قَامُوا) فِي الثَّالِثَةِ؛ لأَنَّ الفِعْلَ - فِي هَذِهِ الحَالَةِ - أَصْبَحَ عَائِدًا عَلَى الضَّمِيرِ الَّذِي أَصْبَحَ هُوَ الفَاعِلَ، وَيَصْبِحُ إِعْرَابُ (زَيْدٌ) وَ (الزَّيْدَانِ) وَ (الزَّيْدُونَ) عَلَى الابْتِدَاءِ، وَيكونُ الخَبَرُ: الجُمْلَةَ الفِعْلِيَّةَ المُكَوَّنَةَ مِنَ الفِعْلِ وَالفَاعِلِ - الَّذِي هُوَ الضَّمِيرُ -، فَالخَبَرُ:(قَامَ هُوَ) فِي الأُولَى، وَ (قَامَا) فِي الثَّانِيَةِ، وَ (قَامُوا) فِي الثَّالِثَةِ.

ص: 42