الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في الإبدال من الحروف الصحيحة غير الهمزة إذ تقدم حكمها، وحكم حروف العلة، فمن المسموع الإبدال من ثالث الأمثال نحو: تقصيت من القصة وأصله: تقصصت.
تقضي البازي
أصله: تقضض قاله أبو عبيدة، والأصمعي، وقال أبو الفتح، ويجوز أن يكون من قضى بمعنى عمل، وقصيت أظفاري أصله قصصت، وقال ابن جني، وابن السيد: فعلت من أقاصي الشيء [فالياء منقلبة عن واو، لظهروها في القصوى] فوزنه: فعلت. (وتكموا) أصله تكمموا أبدلت ياء وانحذفت، وقال أبو الفتح: يحتمل أن يكون من كميت الشيء إذا سترته
ومنه الكمي، ولم يتسن هو من قولهم مسنون، وتلعيت من اللعاع، ومعمية قال ابن الأعرابي أي معممة أبدل من الميم ياء، وقال أبو الفتح: يجوز أن يكون من العمى ولبب قيل: الباء بدل من الياء قيل أصله: لبيت، وقال ابن جني: وغيره هو مبني من لبيك جاءوا به بحروفه فالياء ياء التثنية على مذهب سيبويه.
وصدى أصله صدد ومكاكي الأصل مكاكيك جمع مكوك، و «دساها» قال ابن السيد الأصل: دسها، وتسريت من السرية، واشتقاقها من السرور، فعلى هذا أصل الفعل: تسررت وقيل لام
الفعل واو أبدلت منها الياء وأصله من السرو وقيل: ياء من السرى ووزنه على هذه الأقوال: تفعل.
وقيل: يحتمل أن يكون تفعلى فالألف ليست بدلاً من راء، ولا واو، ولا ياء بل تكون انقلبت ياء كهى في تجعبى.
وتظنيت قال الجمهور: أصله تظننت من الظن، ويحتمل أن يكون: تفعليت مثل: تقلسيت الألف فيها للإلحاق لا بدل من نون، والإبدال من ثاني المثلين كـ «انتميت» أي: انتممت، ويظهر من كلام ابن عصفور أن ذلك في الشعر، ومن كلام ابن مالك أن ذلك في الكلام، وقالوا: لا وربيك أي وربك، و «أمليت» ، أي أمللت، ولا يبعد أن يكونا أصلين، و:
................ «.......... تنسلى
في قول امرئ القيس قالوا: أصله تنسلل.
[وتصدية] ذهب الجمهور، وأبو عبيدة إلى أن أصله: تصددة، وأبو جعر الرستمي إلى أنه من الصدى، والدياجي أصله الدياجيج جمع ديجوج، والإبدال من أول المثلين:«أيما» في أما وإيما في إما وفي رز: رنز في لغة عبد القيس، أجاز بعضهم أن تكون النون بدلاً من الزاي كما أبدلوها من الجيم في إجاص قالوا: إنجاص انتهى.
وفي كتاب التصريف، لأبي العلاء المعري:«قال قوم: أن من العرب من يبدل من أول المدغم المضعف نونًا، فيقولون في حظ: حنظ انتهى» ، و «ديماس» أصله دماس في قول من جمع دماميس كذا قال
سيبويه، وقال غيره من قال ديماس: قال ديامس، ومن قال: دماس قال: دماميس، و «ديباج» أبدلت على اللزوم والأصل: دباج، والجمع دبابيج و «قيراط» كذلك قالوا: قراريط وأصله: قراط و «شيراز» جمع شراريز، حكاه أبو الحسن، فالياء بدل من راء، و «شواريز» ، فالياء في المفرد بدل من واو، فوزنه «فوعال» ، وهو بناء لم يثبته سيبويه وزعم أبو الحسن أن وزنه «فعلال» من بنات الأربعة، والياء بدل من واو.
و «دينار» أصله دنار وجمعه دنانير و «ايتصلت في اتصلت» ودهديت
أصله دهدهت، وصهصيت أصله: صهصهت، أي «قلت له صه صه، ويحتمل أن يكون صهصى مثل سلقى، وأناسى أصله أناسين، وزعم ابن عصفور أن البدل في أناسى لازم، وقد قالوا: أناسين فليس بلازم، ولو قيل أناسى جمع إنسى، و «أناسين» جمع إنسان لكان قولاً سالمًا من إدعاء البدل، وقالوا: أناسية كما قالوا: زنادقة، وقالوا: إيسان وأياسين بإبدال النون الأولى ياء، وهي لغة طيئ قاله الفراء».
و «ظرابى» جمع ظربان، أبدلوا من النون ياء على جهة اللزوم، ويجوز أن يكون جمع ظربى لغة في ظربان كما قالوا صحرى، وصحارى، فيكون بدلاً من همزة التأنيث، وقالوا: ضفادى في ضفادع، والقرى في القرع. قال ابن الأعرابي: قال بعض العرب: اشتهى آكل من القرى ما يكفيني،
و «أراني» في أرانب وثعالى، وقال أبو الفتح: يجوز أن يكون جمع ثعالة وقلبت، والسادي، والخامي، والثالي في: السادس، والخامس، والثالث والحروف التي أبدلت منها الياء في هذا الفصل، وفيما تقدم من الواو والألف والهمزة ثمانية عشر حرفًا.
وأبدلت الياء، أيضًا من الهمزة بغير إطراد في، قرأت، وتوضأت، وأعصر، وواجئ، وهادئ، قالوا: قريت، وتوضيت، ويعصر، وواجى، وهادي في الشعر.
وربما أبدل من حروف اللين تضعيف ما قبله قالوا: أب، وأخ، ودم، والأصل: أبو، وأخو، ودمو، وبعض تميم تبدل من تاء لمتكلم، أو مخاطب طاء بعد طاء، وظاء أو صاد، وضاد نحو: خبط، وحفظط، وفحصط، وخضط وبعد الزاي، والدال دالاً: فزد، وجلد في «فزت، وجلدت» .
وأبدلت التاء من الواو في تراث، وتجاه، وتقية، وتقوى، وتقاة، وتهمة،
وتخمة، وتكأة، وتكلة، وتكلان، وتيقور، وتالد، وتليد، وتلاد، وتترى، وأتلجه، وأتكأه، وما تصرف منها من الوراثة، والوجه، والوقاية، والوهم، والوخم، والتوكى، والتوكل، والوقار، والولد، والمواترة، والولوج، فلو بنيت من «الوعد» مثل فعلة فقال الزجاج تقول: تعدة كتخمة، وقال الأخفش: وعدة، وهو القياس.
فأما توراة فعند البصريين التاء بدل من الواو، ووزنها فوعلة، من «ورى الزند» وعند الفراء وزنها تفعلة كـ «توصية» أبدلت كسرة العين فتحة، والياء ألفًا كما قالوا في ناصية ناصاة قال الزجاج: كأنه يجيز في توصية: توصاة، وهذا غير مسموع، وذهب بعض الكوفيين إلى أن وزنها «تفعلة» بفتح العين من وريت بك زنادى، و «تولج» التاء عندنا بدل من الواو، وأصله:«وولج» ووزنه فوعل عند البصريين، وتفعل عند الكوفيين، و «توأم» عند الخليل أصله الواو، والتاء بدل
منها، وأصله ووأم من الوئام وهو الوفاق، وغيره جعله مركبًا من تأم، فالتاء أصل كهى فيما انقلب من هذه المادة والمأتم، والأمت وكله يئول إلى معنى الاجتماع.
فأما تاء القسم نحو: تالله، فقيل بدل من الواو، وهو قول الجمهور، وقال قطرب وغيره: هو حرف مستقل غير بدل، وأبدلت التاء من الواو لامًا في:«أخت» ، و «بنت» ، و «هنت» ، من الأخوة والبنوة والهنوات، و «كلتا» التاء عندنا بدل من الواو، و «است» التاء بدل من ياء، والياء بدل من الواو، وأبدلت التاء من الياء في ثنتين من ثنيت، وفي كيت وكيت، و «ذيت وذيت» ، وقد نطقوا
بالأصل فقالوا: كية، وذية ومن السين لزومًا في ست أصله: سدس، وجوازًا في النات، والأست، والأكيات، والطست، والأصل: الناس، والأس، والأكياس، والطس.
وحكى أبو يعلى المنقري في كتابه الأصمعي قال: قال أبو عمرو: ولغة قضاعة تجعل مكان السين تاء تقول: أعوذ برب النات ملك النات، لأن مخرج السين والتاء واحد، ومن الصاد في لصت ولصوت والأصل: لص ولصوص،
وتبدل الهاء من تاء التأنيث في الوقف في نحو: طلحة، ومن تاء الجمع في لغة طيئ وقفًا نحو: الأخواه، والبناة في «الأخوات والبنات» .
[قيل: قد تبدل التاء منها في نعمت في الوقف]
قيل: وقد تبدل الميم من النون الساكنة وجوبًا في نحو: «عنبر» ، و [أن بورك]، وعن الفراء يخفى عندها، ومنها جوازًا في حنظل، وأنغرت الشاة، والبنان، [قيل]، وفي «طانه الله على الخير» فقالوا:
حمظل، وأمغرت الشاة، والبنام، وطامه، ودعوة من جعل «طانه» أصلا، وأنهم قالوا «يطين» ولم يقولوا:«يطيم» خطأ، وقد حكاه يعقوب، وكلاهما أصل.
وأبدلت النون من الميم قالوا في أيم: أين، وأصل: أيم: أيم فخفف، وقد نطق به مشددًا، (فأما أسود) قاتم فحكى الشيباني فيه (قاتن) بالنون بدلاً من الميم، وقال ابن جني: يجوز أن يكون فاعلاً من قوله:
................. «بدرتها قرى حجن قتين
أي ضئيل
وتبدل الصاد من السين جوازًا على لغة بني العنبر إن وليها غين، أو خاء، أو قاف أو طاء تقول في سغب، وسخر، وسقر، وسطع: صغب، وصخر، وصقر، وصطع؛ فإن فصل حرف نحو:«أسبغ» أو حرفان نحو السراط، أو ثلاثة نحو:
«مساليخ» فكذلك تقول: أصبغ، والصراط، و «مصاليخ» وإن سكنت السين ووليتها دال نحو أسدل، ويسدل فقيل يجوز أن تبدل زايا محضة، وقيل: يضارع بها الزاي، ولا تخلص زايًا، والقولان مستخرجان من كتاب سيبويه على حسب اختلاف ما ثبت في الرباعية، وما ثبت عند السيرافي.
فلو تحركت السين ووليها قاف، فلغة كلب إبدالها زايًا يقولون في «سقر»:«زقر» ، وربما أبدلت زايًا بعد جيم، أو راء نحو: جزت، ورزت، في «جست ورست»؛ وإن سكن قبل دال صاد أو جيم أو شين نحو: يصدر وأجدر، وأشدق، جاز أن يضارع بالصاد، والجيم والشين والزاي، ويجوز إخلاصها في الصاد فتقول: مزدر في «مصدر» وهي لغة كلب، وكعب، وعذرة، وبني القيس، وقال سيبويه: سمعت العرب الفصحاء يجعلونها زايًا خالصًا وذلك قولك في التصدير: التزدير، وفي الفصد: الفزد، وفي «أصدرت: أزدرت»، فإن تحركت الصاد قبل الذال جازت المضارعة، قال سيبويه: ربما ضارعوا بها،
وهي بعيدة نحو: مصادر والصراط، انتهى، وقيل: ولا يجوز الإبدال إلا فيما سمع حكى: زراط في «صراط» ، ولا يجوز في فصد: فزد؛ فإن سكنت الصاد جاز قالوا: (لم يحرم من فصد له).