المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب جمع التكسير - ارتشاف الضرب من لسان العرب - جـ ١

[أبو حيان الأندلسي]

الفصل: ‌باب جمع التكسير

‌باب جمع التكسير

الاسم الذي يدل على أكثر من اثنين، إما أن يكون له واحد من لفظه أو لا إذا لم يكن له واحد من لفظه، فإما أن يكون على أوزان الجموع الخاصة بها أو لا، إن كان فهو جمع واحده مقدر، نحو: عباديد، فأما (معافير) فمسمى بالجمع، و «حضاجر» جمع حضجر، و «سروايل» أعجمي، وقيل جمع سروالة، و «أعراب» جمع لمفرد لم ينطق به وقيل: هو وزن غالب في الجمع لا يختص به لقولهم: برمة أعشار وإن لم يكن على أوزان الجموع، فهو اسم جمع نحو: قوم، وإبل، وذود، ورهط؛ وإن كان له واحد من لفظه، فإما أن يوافقه في أصل اللفظ، والهيئة، أو في أصل اللفظ دون الهيئة: إن وافقه فيهما، فإما أن يجوز تثنيتهما قياسًا مطردًا أولا إن لا فليس بجمع كالمصدر إذا وصف به أو أخبر به، أو وقع حالاً، وكجنب؛ فإن الفصيح فيهما ألا يثنيا؛

ص: 401

فإن ثنى نحو: فلك، وهجان، ودلاص، فجمع عند أكثر النحويين، واسم جمع عند بعضهم وقيل: مفرد يذكر ويؤنث.

وإن وافقه في أصل اللفظ دون الهيئة، فإما أن يصغر تصغير المفرد، أو يخبر عنه إخبار الواحد، أو يوصف بوصف المفرد أولاً: إن كان أحد ذلك، ولم يميز بتاء التأنيث، ولا ياء النسب مفرده فهو اسم جمع نحو: ركب، وصحب [ويجوز أن يعود الضمير ضمير جمع، والمنقول عن الأخفش: أنه جمع]، وذكر

ص: 402

الأخفش في الأوسط: أن قول الجمهور في ركب، أنه من هذا الباب، ثم قال: وما أراه في القياس إلا مطردًا قد قالوا: صائم، وصوم، ونائم، ونوم، وشاهد، وشهد، وزائر، وزور، وأنه يصغر على لفظه ثم قال: وإن صغرت شيئًا من هذا على واحده، فهو جائز على قبحه. انتهى. وهذا مخالف لما نقل السيرافي، وغيره عن الأخفش، أنه لا يجيز تصغيره على لفظه، وأنه يرده إلى الواحد، ويجرى مجرى الجموع المكسرة.

وإن امتاز بتاء التأنيث، وجاء تذكيره وتأنيثه نحو: نخلة ونخل، أو غلب عليه التذكير نحو: تخمة وتخم، فهو اسم جنس خلافًا للفراء؛ إذ زعم أن بسرًا، وغمامًا، وعمامة جمع تكسير، وكذا عنده كل ماله واحد موافق في أصل اللفظ، أو التزم فيه التأنيث نحو: تخمة، وتخم، وبهم وبهم فهو جمع، والغالب على ما امتاز واحده بتاء التأنيث من اسم الجنس التذكير قاله أبو حاتم قال: وعليه أكثر العرب قال: وربما أنت أهل الحجاز، وغيرهم بعض هذا، ولا يقيسونه في كل شيء، لكن من خواص يقولون: هي البقر.

و «البقر» في القرآن مذكر، وما علمنا أحدًا يؤنث الرمان، ولا الموز، ولا العنب.

ص: 403

وقال ابن سيده: التذكير والتأنيث سواء في الاستعمال والكثرة، وإن امتاز بياء النسبة نحو: رومى، وروم، وزنجي وزنج فهو اسم جنس.

قال الفارسي: وقياس هذا أن يجرى فيه التذكير والتأنيث على معنى الجمع، وعلى معنى الجماعة، وليس ما قاله على إطلاقه للروم، والزنج وما أشبههما أهم عقلاء فهم كـ (رجال)، وعبيد تقول: غلبت الروم، وذل اليهود، وتقول: قامت الرجال، وهي الرجال، ولا تقول: هو الرجال إلا نادرًا، وتقول: الثمر أزهى، والرطب طاب، ولا تقول: الروم كفر، ولا اليهود ذل، كما لا تقول: الرجال قام.

وقد منع سيبويه من هذا، وقلل ما جاء منه، ومنع القياس عليه، وكذلك الروم، واليهود، تقول: كفروا، وذلوا وقد تقول: الروم كفرت كما تقول: الرجال قامت، وهو قليل، وهو في اليهود، والمجوس يجوز جوازًا حسنًا كثيرًا، وإن عرى عن هذا كله، فإما أن يصح عطف أمثاله عليه أولا، إن لم يصح نحو: قريش فليس بجمع، إذ ليس مدلوله جماعة منسوبين لقريش، فهو مخالف لقرشي إذا عطف أمثاله عليه، وإن صح فإما أن يكون على وزن الجموع المتفق عليها أو لا إن لم يكن نحو: ظؤار، وتؤام، وضين، فاسم جمع

ص: 404

على الصحيح، ويجوز أن تقول: ظئر، وظؤار، وتوأم، وتؤام فتعطف، وإن كان على وزن الجموع المتفق عليها نحو: رجال فهو جمع تكسير.

وما بين واحده وجمعه تاء التأنيث فتكسيره محفوظ لا ينقاس نحو: رطبة، وأرطاب، وتجريده من التاء يدل على الكثرة إلا في كمء، وكمأة، في إحدى اللغتين، وجمعه بالألف والتاء يدل على القلة نحو:«تمرات» وكذا جمع التصحيح في المذكر والمؤنث، إلا أن تدخل عليهما (أل) والإضافة إلى الكثرة، فخرج بذلك عن أصل موضوعه الذي كان له قبل (أل) والإضافة.

وأماثلة القلة: «أفعل» ، و «أفعال» ، و «أفعلة» ، وجمعا التصحيح العاريان مما ذكرنا، و «فعلة» خلافًا لابن السراج في زعمه أنه اسم جمع

ص: 405

لا جمع، وليس من جموع القلة «فعل» نحو: ظلم، ولا «فعل» نحو «سدر» ، ولا «فعلة» نحو: قردة خلافًا للفراء، بل هن جموع كثرة.

وقد يكون للاسم جمع قلة، وجمع كثرة نحو: كلب، وأكلب، وكلاب، وقد يختص الاسم ببنية القليل كـ (رجل) وأرجل، وبنية الكثير: كرجل، ورجال، فيستعمل إذ ذاك للقليل، والكثير، وقد يستغنى بجمع القليل عن جمع الكثير، وهما مستعملان نحو: قوله تعالى: [ثلثة قروء](وهو جمع قرء) وقد جمع في القلة على «أقراء» فاستغنى بقروء عنه.

وما حذف في الإفراد من الأصول رد في التكسير نحو: شفة وشفاه، وستة، وأستاه؛ فإن بقى في الإفراد بعد الحذف على ثلاثة أحرف كسر عليها نحو:(باز) وأبواز، والخماسي الأصول، وموازن مفعول وغيره، والثلاثي المضعف العين، والمزيد أوله ميم مضمومة يغني غالبًا تصحيحه عن تكسيره مثال

ص: 406

ذلك، فرزدقون، ومضروبون ومضروبات، وشرابون وشريبون، وحسانون، وزملون، وجيئون، وقالوا على استكراه: فرازد، وسفارج. وقالوا: مشائيم، ومكاسير، وملاعين، ومساليخ، وقالوا: جبابرة، ودجاجلة، وأنشد سيبويه لابن مقبل:

إلا الإفادة فاستولت ركائبنا * عند الجبابير بالبأساء والنعم

فإن كان الثلاثي مضعف العين واللام نحو: مر جاز تكسيره قالوا: أمرار،

ص: 407

فإن كان المضموم ميمه لمؤنث على مفعل نحو: مطفل في ألفاظ كثيرة، أو على مفعل كـ (امرأة مكعب) في ألفاظ يسيرة، أو على مفعل نحو: امرأة ملذ، وناقة منعب، أو على مفعل نحو: خادم متبع، أو على مفعل نحو: أرض مجهل، جمع هذا كله جمع التكسير لا التصحيح، إلا ما كان فيه تاء التأنيث نحو: مكرمة فيجمع تصحيحًا.

وقد يستغنى عن التكسير في بعض صفات المذكر العاقل بالتصحيح قالوا: حلوون، وجدون، وندسون فهذه لم تكسر، وقالوا: مر ومرون وأمرار فجمعوه الجمعين معًا.

وجرت عادة أكثر النحويين سيبويه وغيره أن يتكلموا في جمع

ص: 408

التكسير على بنية الموزون فيقولون: مثلاً فعل يجمع على كذا وتكلم بعضهم فيه على أبنية الجمع كما نفعل نحن، ونبدأ بأبنية جموع القلة فنقول: يطرد «أفعل» في شيئين: أحدهما في جمع اسم ثلاثي صحيح العين على «فعل» نحو: كلب وأكلب، وسواء في ذلك المضعف نحو: صك وأصك، والمعتل اللام نحو: دلو، وأدل، وظبى وأظب، إلا إن جمعته العرب على غير ذلك، فيتبع المسموع.

و «أفعال» في الواوي الفاء، والمضعف نحو: وهم، وأوهام، وعم وأعمام أكثر من «أفعل» ، وقالوا: وجه، وأوجه، وكف، وأكف شذوذًا وربما خصوا «بفعول» المضعف فلم يجمعوا على غيره قالوا: جد وجدود، وحظ وحظوظ، وشذ «أفعل» في معتل العين نحو: سيف و «أسيف» ، و «ثوب» وأثوب، والثاني في جمع مؤنث بلا علامة رباعي بمدة ثالثة مثاله:

ص: 409

عناق، وذراع، وكراع، ويمين تقول: أعنق، وأذرع، وأكرع، وأيمن؛ فإن كان مذكرًا كـ (طحال)، أو مؤنثًا بالتاء كـ (سحابة)، أو رباعيًا بلا مدة لم يجمع هذا الجمع إلا ما شذ من قولهم: طحال وأطحل، وهو مذكر، وكذا عنان، وأعن، وجنان وأجن، وجاء أجنن مفكوكًا في الشعر، ومكان وأمكن على قول سيبويه جعل وزن «مكان» فعالاً.

ويحفظ «أفعل» في اسم، وفي صفة على فعل نحو: ذئب وأذؤب وجلف، وأجلف وفي اسم على فعل كجبل وأجبل، و «فعل» كقفل

ص: 410

وأقفل، و «فعل» كـ «قرط» أقرط، و «فعل» كـ «ضبع» ، وأضبع و «فعل» كـ «ضلع» وأضلع، و «فعلة» كأكمة وآكم، و «فعلة» كنعمة وأنعم، ونحو:[عبد ورسول مما استعمل من الصفات استعمال الأسماء جمع جمعها قالوا: أعبد، وأرسل]؛ فإن كان الاسم مؤنثًا على فعل نحو: قدم، فزعم يونس، والفراء أنه يطرد فيه أفعل نحو: أقدم، أو على فعل نحو: قدر، أو فعل نحو: غول أو فعل نحو: عجز، أو فعل نحو: عنق، فزعم الفراء أنه يطرد فيها أفعل، ولا يطرد عند الجمهور لا فيهن ولا في فعل.

ويطرد «أفعال» في جمع اسم ثلاثي لم يطرد فيه «أفعل» مما كان على

ص: 411

«فعل» نحو: بيت وأبيات، وحوض وأحواض، وعلى «فعل» نحو: حزب وأحزاب، وفعل جمل وأجمال، وغلب في نحو لبب قالوا: ألباب، وفي نحو: صدى قالوا: أصداء، وظبي وأظباء، وفي «فعل» عضد وأعضاد، و «فعل»: عنب وأعناب، و «فعل» نمر وأنمار، و «فعل»: طنب، وأطناب وفعول معتل اللام بالواو، فلو وأفلاء، وعدو وأعداء وقل في

ص: 412

فعل معتل العين: خال وأخوال، وحال وأحوال، وندر في فعل: رطب وأرطاب وفعل: صلب وأصلاب، ويحفظ في «فعل» صحيح العين: زند وأزناد، وورد منه ما لا يكاد يحصى، فلو ذهب ذاهب إلى اقتياس ذلك لذهب مذهبًا حسنًا.

وذهب الفراء إلى أنه ينقاس فيما فاؤه همزة نحو: ألف وآلاف، أو واو نحو: وهم وأوهام، ومذهب الجمهور أنه لا ينقاس فيهما، ويحفظ أيضًا في فعيل بمعنى فاعل نحو: شريف، وأشراف، وكمى وأكماء. وقال ابن يسعون، وجماعة: كمى فعول لا فعيل، وروى ذلك عن الفارسي، وفي فعال نحو: جبان وأجبان وفعلة بركة وأبراك، وفي نحو: شعفة،

ص: 413

وقصرة: أشعاف وأقصار [ونضو وأنضاء، ولقوة وألقاء، وحر وأحرار، ومر وأمارار، وخلق وأخلاق] وفيقة وأفواق، ونمرة وأنمار، وجلف وأجلاف، وعرب وأعراب، وسمل وأسمال، وجنب وأجناب،

ص: 414

ويقظ وأيقاظ، ونجد وأنجاد، ونكد وأنكاد، وفرخ وأفراخ، وكئود وأكواد، وقماط وأقماط، وغثاء وأغثاء، وخريدة وأخراد، وميت وميتة وأموات، وجاهل وأجهال، وواد، وأوداء، وذوطة وأذواط،

ص: 415

وأغيد وأغياد، وأعزل وأعزال، وقحطان وأقحاط.

ويطرد (أفعلة) في اسم مذكر رباعي بمدة ثالثة نحو: طعام وأطعمة، وحمار وأحمرة، وغراب وأغربة، ورغيف وأرغفة، وعمود وأعمدة، وشذ في كتاب: كتب، ولم يقولوا: أكتبة، وغير أفعلة من الجموع فيما المدة فيه ألف شاذ، إن كان على فعال وفعال نحو: عنان وعنن وحجاج وحجج، أو معتل لام نحو: سماء المذكر بمعنى المطر قالوا: أسماء وسمي وقياسه: أسمية.

وهو مسموع فيه ويحفظ في نحو: شحيح، ونجى، ونجد، ووهى، وسد، وقدح، وقن، وخال، وقفا، وجائز، وناحية، وظنين، ونضيضة، وعيى، وجزة، وعيل، وعقاب، وأدحى، ورمضان، وخوان قالوا: أشحة،

ص: 416

وأنجية، وأنجدة، وأوهية، وأسدة، وأقدحة، وأقنة، وأخولة، وأقفية، وأجوزة، وأنحية، وأظنة، وأنضة، وأعية،

ص: 417

وأجزة، وأعيلة، وأعقبة، وأدحية، وأرمضة، وأخونة وقالوا واد وأودية، وطيئ تقول: أوداة، ورحى وأرحية، وباب وأبوبة، وندى، وأندية على خلاف فيه، ولا تطرد «فعلة» بل تحفظ في فعيل كـ «صبي» وصبية، وجليل، وجلة، وفي فعل كفتى وفتية، وولد،

ص: 418

وولدة، وفعال كغلام وغلمة، وشجاع وشجعة، وفعال كغزال وغزلة، وفعل كثنى وثنية قاله الفارسي.

ص: 419

جموع الكثرة

منها: (فعل) لأفعل، وفعلاء أحمر، وحمراء تقول في جمعها: حمر، فإن كان «أفعل» لا مقابل له من حيث الخلقة كآدر، وأعزل، وأقلف، وأكمر، وفعلاء لا مقابل لها كعذراء، ورتقاء وعفلاء، وكذلك تقول: أدر، وعزل، وعفل، ولو اشتركا في الوصف، واشتهر كل منهما باستعمال لفظ يدل على المعنى كرجل آلي، و «امرأة عجزاء» في أشهر اللغات، ففي اقتياس جمعه على «فعل» خلاف.

أو لم يشتهر وصار مختصًا به لم يذكر له مقابل، لا من لفظه، ولا من معناه

ص: 420

نحو قولهم: في الفرس الذكر الخفيفة الناصية: أسفى، ولم يقولوا للمؤنثة «سفواء» .

وقالوا: ديمة هطلاء، ولم يقولوا مطر أهطل، فالقياس: سفو وهطل؛ فإن كان مضعفًا نحو: أغر، وغراء، أو معتل اللام كـ (أعمى)، وعمياء، وأعشى، وعشواء، أو معتل العين كـ (أسود وسوداء)، وأبيض، وبيضاء تعين سكون عين «فعل» تقول: غر، وعمى، وعشو، وسود، وبيض، ويكسر ما قبل الياء في (نحو) بيض لتصح؛ فإن كان صحيح العين، واللام جاز في الشعر ضم عينه فتقول:(حمر) بضم الميم.

ويحفظ في فعول، وفعيل معتلى اللام نحو: عفو، وثنى، وفي نحو:

ص: 421

ورد صفة، وخوار، وخوارة، ونميمة، وعميمة، وبازل، وعائذ، وحاج وأسد، وأظل، وبدنة قالوا: عفو، وثنى، وورد وخور، ونم، وعم، وبزل، وعوذ، وحج، وأسد، وظل، وبدن. فأما «سقف» ، فذكر ابن مالك أنه جمع سقف. وذكر النحاة أن سقفًا جمع على «سقف» بضم القاف، ويخفف فيقال: سقف، وزعم بعضهم

ص: 422

أن من قرأ و [سقفًا] بالضم؛ فإنه جمع «سقيفًا» على سقف، وقيل: لم يوجد له نظير فحمل على ماله نظير، وليس كذلك، بل قد نقل: سخل وسخل بإسكان الخاء وقالوا: ذباب وذب، ولذيذ، ولذ، ونقوق، ونق، وكثر «فعل» في نحو: دار ودور، ونار ونور، وفارة، وفورة، وندر «فعل» في زغبوب قالوا: زغب، وقياسه زغابيب كزغبوب وزعابيب، والباء فيه للإلحاق بعصفور فقياسها ألا تحذف.

(فعل): يطرد في فعول صفة لا بمعنى مفعول نحو: صبور وصبر،

ص: 423

وفي اسم مذكر على فعول عمود وعمد، وفعيل قضيب وقضب، وفي اسم لمذكر ومؤنث على فعال: قذال وقذل، وأتان وأتن، وفعال حمار وحمر، وذراع وذرع، لا مضعفين نحو: جنان، ومداد، وندر «وطط» وعنن جمع عنان ويحفظ مطلقًا في: فعل: رهن ورهن، وفعل: نمر، ونمر وخشن وخشن، وفعيلة: صحيفة وصحف، وخريدة وخرد، وفي صفة على فعيل لا بمعنى مفعول: نذير، ونذر، ولذيذ ولذذ، وفاعل: شارف وشرف، وفعلة: فرحة، وفرح، وفعال: ثقال، وفعال كناز

ص: 424

وكنز، وقيل ينقاس في فعال وفعال: فعل، فتقول: صناع وصنع، ودلاث ودلث، لأنهما بمنزلة فعول في كونهما لا يجمعان بالواو والنون، ولا على فعائل، وفي اسم على فعال: قراد، وقرد، وقيل هو مقيس، والصحيح قصرة على السماع، وفعلة: ثمرة وثمر، وفعل: حدج وحدج، وهذا الجمع إن كانت عينه واوًا فلا تحرك عينه بالضم عند البصريين إلا في الشعر نحو: سواك وسوك، وسوار وسور.

وقال الفراء: ربما قالوا: عون كرسل فرقوا بين جمعى العانة والعوان، أو ياء نحو: سيال وعيان جاز تحريكهما بالضم فتقول: سيل، وعين، وتسكينهما

ص: 425

بكسر ما قبلهما لتسلم الياء، فتقول: عين، وسيل كبيض، أو مضعفًا على فعيل اسمًا نحو: سرير، وسرر، فلم يحك سيبويه في عينه إلا الضم.

وحكى أبو عبيدة وغيره في الفتح، وأنه قياس فتقول: سرر، وهو منقول عن بعض تميم وكلب، فإن كان صفة لا بمعنى مفعول نحو: ذليل وذلل، وجديد وجدد، فأجاز الفتح فيه أبو الفتح، والأستاذ أبو علي، وابن مالك، ومنع من ذلك ابن قتيبة، وغيره من اللغويين، وهو اختيار شيخنا أبي الحسن بن الضائع، وإن كان غير ما ذكر جاز سكون عينه تقول: حمر وقذل، وربما سكن في المضاعف قالوا: ذباب وذب.

فعل يطرد في اسم على فعلة صحيح اللام غرفة وغرف، ومضعف (عدة) وعدد ومعتل اللام عروة وعرى، ونهية

ص: 426

ونهى وفعلة: جمعه وجمع، والفعلى أنثى الأفعل: الكبرى والكبر والعليا والعلى، والقصوى والقصى؛ فإن كان مضاعفًا كالأجل والجلى.

وقاسه المبرد في فعل مؤنثًا بغير تاء نحو: جمل وجمل، والفراء في نحو: الرؤيا فيقول في رجعى المصدر: رجع كما قالوا: الرأى، وفي نحو: نوبة مما ثانيه واو ساكنة على فعلة فتقول: جوزة وجوز، كما قالوا: نوبة ونوب، والصحيح أنه لا ينقاس إلا في فعل، ولا الفعلى، ولا الفعلة المذكورات، ويحفظ أيضًا فيما كان على فعلة وصفًا نحو: بهمة، وفي نحو: تخمة، ونفساء، وظبة، ولغة، وبرة،

ص: 427

وعجاية، وقرية، ونزوة، وشهوة، وكوة، وحلية، ولحية، وعدو، قالوا: بهم، وتخم، ونفس، وبعضهم شدد الفاء وظبي، ولغى، وبرى، وعجى، وقرى، ونزى، وشهى، وكوى، وزعم الفراء أنه جمع كوة بضم الكاف، فيكون مقيسًا، وحلى، ولحى، وكسر بعضهم الفاء فقال: لحى وحلى، فيكون مقيسًا، وعدى، والمشهور لزوم التاء فيه قالوا: عداة.

فعل يطرد لاسم تام على فعلة فرقة وفرق، وحجة وحجج، ومرية ومرى، وديمة، وديم، وزعم بعض أصحابنا أنه لم يجيء «فعلة» صفة بالتاء وليس كما زعم، ففي المخصص: صغرة، وكبرة، وعجزة وفرقة في ألفاظ هي صفات هكذا للمفرد والمثنى والمجموع، فإن كان غير تام لم يجمع على فعل نحو: رقة ورقة.

ويحفظ في فعلى اسمًا ذكرى وذكر، وفي فعله يائي العين: ضيعة، وضيع، وقاس عليهما الفراء ويحفظ في فعلة واحد فعل نحو: سدرة وسدر، وفي

ص: 428

المعوض من لامه تاء عزة وعزى، لثة ولثى وفي معدة: معد، ونقمة ونقم وقشعة: قشع، وهضبة وهضب، وقصعة: قصع، وجفنة وجفن، وحلقة وحلق، وقامة: قيم، ولبنة: لبن، وحاجة: حوج، وهدم وهدم، وذربة وذرب، وصمة وصمم، وصورة: صور، وقوة: قوى.

فأما «عدو» وعدى، فذكر ابن مالك أن «عدى» جمع على فعل، وذكره التصريفيون في أبنية الأسماء المفردة، وأما (حدأة) وحدأ فذكر

ص: 429

ابن مالك أن «حدأ» جمع، والذي يظهر أنه اسم جنس؛ إذ بينه وبين واحده تاء التأنيث، وذكر أيضًا أن «فعلا» يكون جمعًأ لفعيلة نحو: بنيقة وبنق، وشكيكة وشكك، وقاس المبرد فعلاً في جمع فعل المؤنث بغير تاء نحو: هند وهند كما قاس في (فعل) فعلا، والصحيح أن جاء قصرهما على السماع.

(فعال) يطرد في اسم، ووصف على فعل غير يائي العين نحو: كلب وكلاب، وصعب، وصعاب، وفي اسم وصفة على فعلة، ولو يائي العين جفنة، وجفان، وصعبة وصعاب، وغيضة وغياض وفي اسم على فعل: جبل وجبال، والأكثر استغناؤهم بأقلام عن قلام، والمضعف نحو: طلل، والمعتل اللام نحو: فتى لا يجمع على فعال بل قياسهما على أفعال، وعلى فعلة: رقبة ورقاب،

ص: 430

وحسنة وحسان، وفعل: ذئب وذئاب، وبئر، وبئار، [وفعل رمح ورماح لا يائي اللام نحو: مدى، ولا واوي العين نحو: حوت].

وفي وصف صحيح اللام على فعيل بمعنى فاعل، وفعيلة بمعنى فاعلة نحو: ظريف وظريفة وظراف، وطويل وطويلة وطوال، ولم يجاوز في الواوي العين إلا التصحيح نحو: طويلون، وطويلات.

وزعم العبدي: أن «فعالا» يختص بجمع فعيلة المؤنث، وهو خطأ بل المذكر والمؤنث يجمعان على فعال يشتركان فيه، وعلى فعلان وفعلانة ندمان، وندمانة وندام، أو فعلان أو فعلى أنثاه غضبان وغضبى، وريان وريا: غضاب، ورواء.

ص: 431

ويحفظ في وصف على فاعل وفاعلة صائم وصائمة، وصيام، راع، وراعية ورعاء، وآم، وآمة وإمام، وعلى فعل أنثى، وإناث، وربى ورباب، وفعال: جواد، وجواد، وفعال: هجان، ودلاص للواحد، والجمع والتقدير في الحركات مختلف.

وكثير من أهل اللغة يجعلون «هجانًا ودلاصًا» من باب «جنب» ، قال أبو عبيد: هجان لفظ مفرد يقع للواحد والجمع، ولم يذكر سيبويه هذا، ولا يطلق هجان، ودلاص على المثنى لا يقال: ناقتان هجان، ولا درعان دلاص.

وحكى الجرمي: أنه يقال ذلك، وقد جمع هجان ودلاص على فعل قالوا: نياق هجن، ودروع دلص.

وفيعل: خير وخيار، وأفعل فعلاء: أعجف وعجفاء وعجاف، وأجرب، وجرباء وجراب، وأبطح وبطحاء وبطاح، وفعيل: بمعنى مفعول: ربيط

ص: 432

ورباط، وفعل: ثط وثطاط، وكث وكثاث، وورد ووراد، ويحفظ في اسم على فعول: خروف، وخراف، وقلوص وقلاص، وفعلة: لقحة ولقاح، وفعل، وفعلة نمر ونمرة ومار، وفعالة عباءة وعباء، وفعلة: برمة وبرام، ونقرة ونقار: وجفرة وجفار، وبرقة وبراق، وفعل ربع

ص: 433

ورباع، وفعل: جمد، وجماد، وقرط وقراط، وخف وخفاف، وعش وعشاش، وخص وخصاص، وقف وقفاف وهو في المضاعف كثير، وفعل: رجل ورجال، وسبع وسباع، وضبع وضباع، وفعل: رخل ورخال، وفعيل اسمًا فصيل وفصال، وأفيل وإفال، ووصفًا مضعفًا: شديد وشداد، وصحيح وصحاح، وفعلان: سرحان وسراح، وضبعان وضباع، وندر في فعل يائي العين: ضيف وضياف أو الفاء يعر، ويعار، وفي أيصر، وحدأة

ص: 434

وقنينة قالوا إصار، وحداء وقنان.

فعول: يطرد في اسم على فعل: كعب وكعوب، ولا يطرد في واوي العين نحو: يوح ويوح، بل في يائيه بيت وبيوت، وليث وليوث، وغيث وغيوث، وعين وعيون، وفعال وفعول كثرا في جمع فعل الصحيح العين فعلى أيهما جمعته العرب اتبع؛ فإن لم يحفظ واحد نظر في باقي أبنية الجموع، فإن جمع على واحد منها أو أكثر اتبع؛ فإن لم يوجد جمع على واحد منهما على التخيير، وعلى (فعل) جسم وجسوم، وفعل غير مضعف ولا معتل نحو: برد وبرود؛ فإن ضوعف نحو: خف، أو أعل بالواو عينًا كحوت، أو بالياء لامًا كثدي، وظبى لم يجمع على فعول إلا ما شذ في المضعف نحو: حص

ص: 435

وحصوص، وفي المعل لامًا بالياء نحو: نؤى، ونؤى، وعلى فعل أسد وأسود، وقيل يتصر فيه على السماح، وعلى فعل كبد وكبود، ولبد ولبود، وكرش وكروش، ويحفظ على فاعل وصفًا: شاهد وشهود، وباك وبكى؛ فإن ضوعف كراد أو أعلت عينه كقائم فلا يحفظ، وفاعله: آنسة، وأنوس، وفعل: كهل وكهول، وفسل وفسول، وضيف وضيوف، وفعل المضعف: طلل وطلول ومعتل العين: ساق وسوق،

ص: 436

وفعال عناق وعنوق، وسماء وسمى، وفعالة: هراوة، وهرى، وفوعل: قونس وقنوس، وفعول شصوص وشصوص وقال: شصائص على القياس.

وفعل واوي العين: فوج وفوج، وفعلة: بدرة وبدور، ومأنة ومئون، وصخرة وصخور، وفعلة صحيحًا ومضعفًا: شعبة وشعوب،

ص: 437

وقنة وقنون، وفعيل ظريف وظروف، وخبيث وخبوث، كسروهما على حذف الزيادة قاله: الجرمي، والفارسي، ويرى المبرد هذا في كل ما فيه زيادة من الثلاثي الأصل، وتسمية تصغير الترخيم فقال: هو جمع ترخيم، وهو عند الخليل وسيبويه مما جمع على غير واحده المستعمل؛ لأنه مخالف لما يجب فيه تسكين فهو تكسير ما لم ينطق به كالمذاكير، وأجاز السيرافي أن يكون اسم جمع، وأجاز أن يكون جمع تكسير شذوذًا.

وعلى «فعيلة» أسينة وأسون، وفعول، وفعال يشتركان كثيرًا، وقد تلحقهما التاء كحجارة، وفحالة، وفحولة، وعمومة، وذلك قليل ولا يطرد، وقد يستغنى عنهما بفعيل قالوا: ضأن وضئين، ومعز ومعيز، وقالوا: أمعاز، وكلب، وكليب، وعبد، وعبيد، وبفعال قالوا: ظئر،

ص: 438

وظؤار، ويد، ويدى، ولم يأت من فعل على فعيل غير هذا.

وقال أبو حاتم: كليب جمع لكلاب وكلاب جمع لكلب، وكليب جمع الجمع، ورخل ورخال، وقيل فعيل، وفعال اسم جمع، وقيل جمعًا تكسير، وقيل: فعيل جمع تكسير، وفعال اسم جمع؛ فإن عاد الضمير على فعيل مذكرًا كان اسم جمع.

فعل: يطرد في وصف على فاعل، وفاعلة نحو: ضارب وضاربة وضرب فيهما، ونقل في المعتل اللام نحو: ساق وسقى، وعاف وعفى، وغاز وغزى، وجان وجنى، وندر في سخل ونفساء وسرو وخريدة، وأخرس وأعزل: سخل، ونفس، وسرأ، وخرد، وقالوا: خرائد على القياس: وخرس، وعزل وأنكر لكذة الأصبهاني: جمع أعزل على عزل وهو ثابت في كلام العرب.

ص: 439

فعال: يطرد في وصف مذكر على فاعل نحو: ضارب وضراب، وصائم وصوام، وقيل ينظر ما سمع من فعل، وفعال، فيتبع؛ فإن لم يسمع، فالرجوع في المذكر العاقل إلى الواو والنون، وفي المؤنث إلى الألف والتاء؛ فإن اختل بعض شروطهما جمع بأيهما شئت ما لم يرد سماع بخلافه، وفعال سماع في المؤنث ولا ينعكس، ويقلان في المعتل اللام قالوا: غاز وغزاء، وسار، وسراء وجان، وجناء، وقالوا في: سخل، ونفساء: سخال، ونفاس وقالوا في: حكيم وحفيظ: حكام، وحفاظ، ويجوز أن يكونا جمع حاكم وحافظ استغنى بهما عن جمع حكيم، وحفيظ.

فعلة: لفاعل وصفًا لمذكر صحيح اللام عاقل نحو: كافر وكفرة، وبار وبررة، ويقال فيما لا يعقل نحو ناعق ونعقة، وندر في خبيث، وسيد، وخير، وأجوق، ودنغ، قالوا: خبثة، وسادة، وخارة الأصل سودة

ص: 440

وخيرة، وجوقة، ودنغة قيل: وقالوا: بر وبررة، يجوز أن يكون من باب الاستغناء عن جمع بر بجمع بار.

فعلة: لفاعل معتل اللام وصفًا لمذكر عاقل نحو: قاض وقضاة، وهو عند الجمهور فعلة، والفراء يقول أصله فعل بتضعيف العين، والهاء فيه عوض مما ذهب من التضعيف، وقيل وزنه فعلة «بفتح الفاء» وضمت فرقًا بين المعتل الآخر، ولاصحيح، وشذ فيه: غاز، وغزى، وعاق، وعقى، وقد قرأ الحسن والزهري [غزى] بتخفيف الزاي، وندر في هادر، وكمى، ورذى وباز قالوا: هدرة، وكمأة، ورذاة، وبزاة وقيل في «غوى وعريان وعدو» قالوا: غواة، وعداه، وعراه، ويجوز أن يكون جمع «غاو» وعار، وعاد استغنى به عن جمع ذلك.

ص: 441

فعلة: لاسم صحيح اللام على فعل كثيرًا نحو: درج ودرجة، وقرط وقرطة، وكوز وكوزة، وعلى فعل وفعل قليلاً نحو: زوج وزوجة، وغرد وغردة، وجبء وجبأة، وفقع وفقعة، وقرد وقردة، وحسل وحسلة، وندر في علج صفة وفي وقعة، وهادر، وكتف، وذكر ضد أنثى، وخطرة، قالوا: علجة ووقعة، وهدرة، وكتفة، وذكرة، وخطرة.

فعلى: لفعيل بمعنى مات نحو: قتيل وقتلى، وصريع وصرعى أو موجع: جريح وجرحى، وأسير وأسرى، ويحمل عليه ما دل على ذلك من فعيل نحو: مريض ومرضى، وفعل نحو: زمن،

ص: 442

وزمنى، وفعلان نحو: سكران وسكرى، وفيعل ميت وموتى، وأفعل نحو: أنوك ونوكى، وأحمق وحمقى، وفاعل هالك وهلكى، وندر في كيس، وذرب، وجلد قالوا: كيسى، وذريى، وجلدى.

فعلى: لظربان، وحجل قالوا: ظربى وحجلى، وقال الأصمعي: الحجلى لغة في الحجل، وقال الفارسي: حجلى جمع حجل قال: وهو الذكر والأنثى حجلة وقيل: الحجلة تقع على الذكر والأنثى.

فعلاء لفعيل وصفًا لمذكر عاقل بمعنى فاعل نحو: ظريف وظرفاء واستغنوا في صغير، وصبيح، وسمين بفعال عن فعلاء قالوا: صغار وصباح وسمان، أو بمعنى مفعل قالوا: سميع وسمعاء وهذا فيه نظر، أو بمعنى مفاعل جليس وجلساء، وحمل عليه خليفة وخلفاء، وهذا مذهب سيبويه.

ص: 443

وجعل الفارسي: خلفاء جمع خليف، وخلائف جمع خليفة، وسمع خليفة وخليف، فناسب كل منهما أن يجمع على ما يقتضيه القياس، وحكى غير سيبويه فقيرة وفقراء، ولم يقولوا: فقائر، وقالوا: سفيه، وسفهاء وسفائه، والذي يظهر أن سفهاء جمع سفيه، وسفائه جمع سفيهة.

ويحمل على فعيل ما دل على حمد، أو ذم من فعال نحو: شجاع وشجعاء وبعاد وبعداء، وفاعل على نحو: صالح وصلحاء، وجاهل وجهلاء، [وندر في المعتل اللام سرى وسرواء، وتقى وتقواء، وسخى وسخواء] وندر فعلاء في رسول، وودود، وحدث قالوا: رسلاء، وودداء، وحدثاء، وفي «فعيل» بمعنى مفعول في أسير، وقتيل، وسجين، ودفين، وجليب، وستير

ص: 444

قالوا: أسراء، وقتلاء، وسجناء، ودفناء، وجلباء، وستراء، وقالوا: في سمح، وخلم بالخاء المعجمة سمحاء، وخلماء.

أفعلاء: لوصف صحيح على فعيل مضاعف أو معتل اللام نحو: شديد وأشداء، وصحيح وأصحاء، وغني وأغنياء، وولي وأولياء، ويحفظ في نحو: نصيب، وصديق، وكريم، وهين، وقز. قالوا: نصيب وأنصباءن وخميس وأخمساء، وربيع وأربعاء، وأصدقاء وأهوناء، وأقزاء، قيل ونذر في صديقة قالوا أصدقاء، وفي الحديث «أرسلوا إلي أصدقاء خديجة» ، جمع صديقة، ويجوز أن يكون جمعًا لصديق؛ إذ يطلق على المذكر والمؤنث تقول هي صديق.

فعلان: لاسم على فعل نحو: صرد وصردان، وفعل:

ص: 445

خرب وخربان، وخال وخيلان، وفتى وفتيان، وأخ وإخوان، وفعال: غراب وغربان، وغلام وغلمان، وفعل واوي العين، حوت وحيتان، ويحفظ في اسم على فعل: قنو وقنوان، وفعال صوار وصيران، وفعال: غزال وغزلان، وفعول: خروف وخرفان، وفعيل:

ص: 446

ظليم وظلمان، وفاعل: حائط وحيطان، وفعلة: نسوة ونسوان، وفعل: عبد وعبدان، وفعلة: قضفة وقضفان، وفعلة: بركة وبركان، وفعلة: أمة وإموان وأصل أمة أموة، وفي وصف على فعل: شيخ وشيخان، وضيف وضيفان، وفعال: شجاع وشجعان، وندر في كروان، وفلتان، وصميان، وضفن قالوا: كروان، وفلتان، وصميان، وضفنان،

ص: 447

فعلان: لاسم على فعيل رغيف ورغفان، وفعل الصحيح العين ذكر وذكران، وفعل: بطن وبطنان، وفعل ذئب وذؤبان، وقيل: هو قليل في فعل: ويحفظ في فاعل: حاجز وحجزان، وراع ورعيان، وأفعل فعلاء: أسود وسودان.

وزعم الفراء: أن فعلانًا في هذا ونحوه جمع لفعل جمع أفعل، وقال أبو زيد أحمد بن سهل: بيض، وسود، وحمر في الجمع الأدنى، فإن جمع منه شيء في الجمع الأقصى كان على فعلان، وهو جمع الجمع وهو بيض وبيضان، وسود، وسودان، وعمى وعميان، وبرص وبرصان، وكذلك القياس في كله. انتهى.

ودل كلامه على أنه مقيس، ويحفظ في نحو: حوار (قالوا) حوران،

ص: 448

وزقاق وزقان، ونحو: ثنى وثنيان، وقعيد، وقعدان، ونحو رخل ورخلان، وجذع وجذعان، وشذوذه أنه صفة.

فواعل: لفاعل غير موصوف به مذكر عاقل مما ثانيه ألف زائدة نحو: حائط وحوائط، وعال وعوال، وسال وسوال، وشذ واد، فلم يجمعوه على فواعل، ونحو: حاتم علمًا حواتم، وطابع وطوابع، ونافق ونوافق، وحائض وحوائض، وشامخ وشوامخ، وهو مطرد في صفة ما لا يعقل بنص سيبويه، وغلط من قال بشذوذه، أو ثانيه واو غير ملحقة بخماسي نحو: جوهر وجواهر؛ فإن ألحقت به لم يجمع على فواعل، بل تسقط الواو نحو: خورنق، وكوألل تقول: خرانق، وكآلل.

ص: 449

فإن انفصلت العين في الإفراد نحو: ساباط، وجاموس، وطومار، وتوراب، وعاشوراء، فصل بياء نحو: سوابيط، وجواميس، وطوامير، وتواريب، وعواشير، وشذ نحو: دخان ودواخن، وقال النحاس: هو جمع «داخنة» .

ويجمع «دخان» على «دخان» و «أدخنة» وهو القياس كأغربة وعثان، وعواثن، وشجن، وشواجن، وهي أعالي الأودية، وحاجة وحوائج، وسمع حائجة، فجاز أن يكون «حوائج» جمعًا لها استغنى به عن جمع «حاجة» على هذا الوزن، بل قالوا: حاجة وحاج، وفوارس،

ص: 450

وهوالك، ونواكس، وغوائب، وشواهد، ونواشي في جمع فارس، وهالك، وناكس، وغائب، وشاهد، وناشئ من الغلماء، وذلك في صفات المذكر العاقل.

وذكر المبرد أنه الأصل، وأنه جائز شائع في الشعر، وتجيء هذه الألفاظ ببعد تأويل من تأول أن المراد طائفة «هوالك» وطائفة فوارس، وأجاز الأصمعي أن تجمع هذه الصفة جمع الاسم بالحمل عليه.

فعالى: لاسم على فعلاء نحو: صحراء وصحارى، وفعلى: ذفرى وذفارى، وفعلى: علقى وعلاقى، ولوصف على فعلى لا أنثى الأفعل:

ص: 451

حبلى وحبالى، وعلى فعلان: سكران وسكارى وندمان وندامى، وفعلى: سكرى وسكارى.

وقال ابن خالويه: سكارى، وكسالى لغة بني تميم، وشاة حرمى، وشياه حرامى، ويحفظ في نحو: حبط وحباطى، ويتيم ويتامى، وطاهر وطهارى، وعذراء وعذارى، ومهرى ومهارى، وشاة رئيس، وشياه رآسى، وأيم وأيامى على مذهب سيبويه، ويقول أبو الحسن: هو مقلوب وأصله

ص: 452

«أيائم» ، أبدل من الهمزة ياء، فصار «أيامى» كـ (الحبالى)، ثم قلبت الكسرة فتحة، والياء ألفًا؛ فصار أيامى كحبالى، ووزنه على (هذا)، فيالع، وإن شئت قلت: لما صار إلى أيائم قلب قبل أن تصير الياء إلى القلب همزة، فكان القلب عوضًا من الإعلال، ومنجيًا منه، وهذا هو المرتضى عن أبي الحسن.

فعالى: لوصف على فعلان وفعلى: سكران، وسكرى تقول فيهما سكارى، ويرجح على فعالى (بفتح الفاء) وقالوا: في قديم: قدامى وأسير: أسارى.

الفعالى: في عذرى، ومهرى، قالوا: العذارى، والمهارى، وفي حبلى، وذفرى، وعلقى، وصحرى ونحوهن، الحبالى، والذفارى، والعلاقى، والصحارى وتقدم جميع هذه على فعالى، وتلزم الفعالى في نحو: حذرية، وسعلاة، وعرقوة، ومأقى العين، فتقول: الحذارى، والسعالى، والعراقى، والماقى، ويجوز في نحو حبنطى، وعفرنى، وعدولى،

ص: 453

وقهوباء، وبلهنية، وقلنسوة (والهباري جمع هبرية)، وحبارى، جمعان أحدهما الفعالى إذا حذف أول زائدي الاسم فتقول: الحباطى، والعفارى، والعدالى، والقهابي، والبلاهي، والقلاسي، والحبارى، والآخر أن تحذف الزائد الأخير فتقول: الحبائط، والعفارن، والعداول، والقهاوب، والبلاهن، والقلانس، والحبائر.

فعالى: لثلاثي ساكن العين زائد آخره ياء مشددة لا لتجديد نسب نحو: كرسي، وبردي تقول كراسي، وبرادي، ولنحو: علباء، وحرباء، وقوباء مما الهمزة فيه للإلحاق بسرداح، وقسطاس تقول: علايى، وحرابى، وقوايى، وفي حولايا: حوالى، ويحفظ في نحو: صحراء، وعذراء، وإنسان، وظربان قالوا: صحارى، وعذارى، وأناسى، وظرابي.

فعائل: لفعيلة اسمًا نحو: صحيفة، وصحائف، وصفة لا بمعنى مفعولة

ص: 454

ظريفة وظرائف؛ فإن كانت بمعنى مفعولة نحو: قتيلة بنى فلان لم تجمع على فعائل، ولاسم نحو: شمال وشمائل، وجرائض وجرائض، وقريثاء، وقرائث، وبراكاء، وبرائك، وجلولاء، وجلائل، ولنحو: حبارى، وحزابية إن حذفت ما بعد لاميهما فتقول: الحبائر والحزائب، وإن حذفت الزائد الأول قلت: الحبارى، والحزابى، وقد تقدم هذا في حبارى، ولاسم على فعولة: حمولة وحمائل، وفعالة: سحابة، وسحائب، وفعالة: رسالة ورسائل، وفعالة ذؤابة وذوائب.

ويحفظ فعائل لمؤنث على فعول: قلوص وقلائص، وعجوز

ص: 455

وعجائز، وصعود، وصعائد، وسلوب وسلائب قيل: وهكذا القياس ما لم يمنعهم استغناؤهم ببعض المثل عن بعض، وفعال كـ (شمال وشمائل)(وناقة هجان ونوق هجائن) وفعال كعقاب وعقائب، ولمذكر على فعول: جزور وجزائر، وفعال سماء وسمائى، في قول من ذكر السماء، ولذلك جمع على أسمية، نحو: قذال وأقذلة وعلى فعيل كـ (وصيد، ووصائد)، وسليل وهو الوادي الذي ينبت الطلح والسدر قالوا فيه: سلائل، ولفعيل بمعنى مفعول وفعيلة بمعنى مفعولة رهين ورهينة قالوا فيهما: رهائن وقالوا: لطيمة ولطائم، وذبيحة وذبائح،

ص: 456

ولنحو: ضرة، وحرة، وظنة، وحقة: ضرائر، وحرائر، وظنائن، وحقائق.

ص: 457