المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَيْنَ النَّظَرِ … وَالتَّطْبِيقِ: ظل الإخوان المسلمون عشر سنين يتكلمون، يعرضون - حسن البنا - الرجل والفكرة

[محمد عبد الله السمان]

الفصل: ‌ ‌بَيْنَ النَّظَرِ … وَالتَّطْبِيقِ: ظل الإخوان المسلمون عشر سنين يتكلمون، يعرضون

‌بَيْنَ النَّظَرِ

وَالتَّطْبِيقِ:

ظل الإخوان المسلمون عشر سنين يتكلمون، يعرضون الإسلام مبادئ وأفكارًا ، وعقيدة ونظامًا .. يناقشون من حسنت نياتهم في هدوء ، ويجادلون بالتي هي أحسن ، من في قلوبهم دخن ، وفي ضمائرهم دخل، لا يتعالون على أحد ، ولا يستخفون بأحد ولا يسخرون من أحد، ويفسحون صدورهم للجميع ، ويفتحون عقولهم للمعارض قبل المؤيد وللمعادي قبل المسالم ..

والحق أن الإخوان لم يقطعوا السنوات العشر في الكلام، مجرد الكلام، بل كان للعمل دور وإن كان متواضعًا ، ويمكن أن تعتبر هذه المرحلة بمثابة التجهيز الذي يسبق التأسيس ، أو الإعداد الذي يسبق التنفيذ ..

كان الإمام الشهيد حسن البنا يقول: نحن نريد تحقيق مطالب القرآن

ومطالب القرآن ذات هدفين: هدف قريب ، وهدف بعيد لكنه غير محال ، كان يضرب المثل من عمل الفلاح الذي يزرع زرعًا ينتج ثمرًا في أيام قلائل كأنواع الخضراوات ويزرع زرعًا

ص: 75

آخر لا ينتج إلا بعد شهور كالقطن مثلاً، وهكذا الإخوان في استطاعتهم أن يحققوا ثمرًا قريبًا ينضوي تحت أعمال البر، نشر المبادئ، تربية الشباب، إنشاء المؤسسات ذات الخدمات الاجتماعية والإنسانية، أما الثمرة البعيدة والرئيسية، فقد لا تتحقق على أيدي هذا الجيل أو الجيل الذي يليه ، والمهم أن نبدأ البناء ونواصل حتى يكتمل .. كان الإمام الشهيد يعني بالثمرة الرئيسية: أن يصبح الإسلام نظام حياة بأسرها في مجال التشريع ، وفي مجال الحكم ، وفي مجال السياسة المحلية والدولية على السواء ..

أطلق الإمام الشهيد على المرحلة الأولى ،مرحلة الدعوة العامة كما أطلق على المرحلة التي تليها الدعوة الخاصة وقد كتب مقالة في هذا الصدد تحت عنوان:«أيها الإخوان تجهزوا» نشرت بالعدد الأول من جريدة " النذير "، جاء فيها:

الإسلام: عبادة وقيادة ، دين ودولة ، روحانية وعمل، صلاة وجهاد ، طاعة وحكم، مصحف وسيف، لا ينفك واحد من هذين عن الآخر، وكانت مصر يوم أن نبتت هذه الدعوة المجددة لا تملك من أمر نفسها قليلاً ولا كثيرًا .. ولم يخل الجو من منازعات حزبية وحزازت سياسية تذكيها مآرب شخصية، ولم يشأ الإخوان المسلمون أن يزجوا بأنفسهم في هذه الميادين فيلوثوا

ص: 76