المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

_________ المعلم 1/322-328، وقال ابن القيم في مدارج السالكين 1/365: "المعاصي - [شرح] تسهيل العقيدة الإسلامية - ط ٢ - الكتاب

[عبد الله بن عبد العزيز الجبرين]

فهرس الكتاب

- ‌التمهيد

- ‌التوحيد

- ‌مدخل

- ‌ توحيد الربوبية

- ‌توحيد الألوهية

- ‌مدخل

- ‌شهادة لا إله إلا الله

- ‌معناها وفضلها

- ‌ شروطها ونواقضها

- ‌العبادة

- ‌تعريف العبادة وبيان شمولها

- ‌ شروط العبادة وأصولها

- ‌توحيد الأسماء والصفات

- ‌مدخل

- ‌ طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته

- ‌ أقسام الصفات

- ‌ أمثلة لبعض الصفات الإلهية الثابتة في الكتاب والسنة

- ‌ ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات

- ‌نواقض التوحيد

- ‌الشرك الأكبر

- ‌تعريفه وحكمه

- ‌ أقسام الشرك الأكبر

- ‌الكفر الأكبر

- ‌تعريفه وحكمه

- ‌ أنواع الكفر

- ‌النفاق الأكبر (الاعتقادي)

- ‌تعريفه وحكمه

- ‌ أعمال المنافقين الكفرية

- ‌ صفات المنافقين

- ‌مقتضيات التوحيد

- ‌الوسائل التي توصل إلى الشرك الأكبر

- ‌مدخل

- ‌ الغلو في الصالحين

- ‌ التبرك الممنوع:

- ‌ رفع القبور وتجصيصها، وإسراجها، وبناء الغرف فوقها، وبناء المساجد عليها، وعبادة الله عندها

- ‌الشرك الأصغر

- ‌تعريفه وحكمه

- ‌ أنواع الشرك الأصغر:

- ‌الكفر الأصغر

- ‌تعريفه وحكمه

- ‌ أمثلته

- ‌النفاق الأصغر

- ‌تعريفه وحكمه

- ‌ خصاله وأمثلته

- ‌ البدعة

- ‌الولاء والبراء

- ‌تعريفها وحكمها

- ‌‌‌مظاهر الولاء المشروعوالولاء المحرم

- ‌مظاهر الولاء المشروع

- ‌ مظاهر الولاء المحرم

- ‌ ما يجوز أو يجب التعامل به مع الكفار مما لا يدخل في الولاء المحرم

الفصل: _________ المعلم 1/322-328، وقال ابن القيم في مدارج السالكين 1/365: "المعاصي

_________

المعلم 1/322-328، وقال ابن القيم في مدارج السالكين 1/365:"المعاصي كلها من نوع الكفر الأصغر، فإنها ضد الشكر" وما ذكره ابن القيم رحمه الله – فيه نظر، فإن من المعاصي ما هو كفر أكبر، ومنها ما هو كفر أصغر، ومنها ما هو دون الكفر الأصغر؛ كصغائر الذنوب، ومنها ما هو من الكبائر، ولكن لم يطلق عليها الشرع اسم "الكفر"، فهي لا تدخل في الكفر في الاصطلاح، وإن كان كثير من العلماء –ومنهم ابن القيم كما سبق- يدخلونها في كفر النعمة؛ لأنهم يتوسعون فيه، فيجعلون عدم شكر النعمة من كفر النعمة، وسيأتي قريباً إن شاء الله تعالى ما قاله أبوعبيد وما قاله صاحب "العباب" في تفسير كفر النعمة.

ص: 445

المبحث الثاني:‌

‌ أمثلته

للكفر الأصغر أمثلة كثيرة، أهمها:

1-

كفر النعمة والحقوق، وذلك بأن لا يعترف العبد بنعمة الله تعالى عليه"1"، ومنه أن ينكر معروفاً أسداه إليه أحد المخلوقين"2"،

"1" الاستدلال على هذا المثال بقوله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً..} [النحل:112] فيه نظر، فإن الأقرب أن الآية في الكفر الأكبر، والقرية هي مكة، لما كفر أهلها بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد عن كثير من المفسرين، أما ما رواه الطبري في تفسير هذه الآية عن حفصة رضي الله عنها من أن القرية هي المدينة النبوية لقتلهم عثمان رضي الله عنه فإسناده ضعيف.

"2" قال أبوعبيد في رسالة "الإيمان" ص87، 88 بعد ذكره لبعض الأحاديث الواردة في نفي الإيمان عمن فعل بعض المعاصي، وبعض الأحاديث التي فيها

ص: 445

ومن أوضح الأدلة على هذا المثال ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في ذكر صلاة الكسوف، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وأُريت النار، فلم أرَ منظراً كاليوم قط أفظع، ورأيت

البراءة ممن فعل بعض المعاصي، كحديث:" من غشنا فليس منا "، وبعض أحاديث الشرك الأصغر، وبعض أحاديث الكفر الأصغر، قال:"فهذه أربعة أنواع من الحديث، قد كان الناس فيها على أربعة أصناف من التأويل: فطائفة تذهب إلى كفر النعمة، وثانية تحملها على التغليظ والترهيب. وثالثة تجعلها كفر أهل الردة. ورابعة تذهبها كلها وتردها، فكل هذه الوجوه عندنا مردودة غير مقبولة، لما يدخلها من الخلل والفساد. والذي يرد المذهب الأول ما نعرفه من كلام العرب ولغاتها، وذلك أنهم لا يعرفون كفران النعم إلا بالجحد لإنعام الله وآلائه وهو كالمخبر عن نفسه بالعدم، وقد وهب الله له الثروة، أو بالسقم، وقد منَّ الله عليه بالسلامة. وكذلك ما يكون من كتمان المحاسن ونشر المصائب، فهذا الذي تسميه العرب كفراناً إن كان ذلك فيما بينها وبين الله، أو كان من بعضهم لبعض إذا تناكروا اصطناع المعروف عندهم وتجاحدوه. ينبئك عن ذلك مقالة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: " إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير - يعني الزوج - وذلك أن تغضب إحداكن فتقول: ما رأيت منك خيراً قط "، فهذا ما في كفر النعمة"، وقال في العباب كما في عمدة القاري 1/200:"الكفر: نقيض الإيمان، والكفر أيضاً جحود النعمة، وهو ضد الشكر، وأصل الكفر التغطية، وقد كفرت الشيء أي سترته، وكل شيء غطى شيئاً فقد كفره، ومنه الكافر، لأنه يستر توحيد الله أو نعمة الله".

ص: 446

أكثر أهلها النساء " قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: " بكفرهن"، قيل: يكفرن بالله؟ قال: " يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط " "1".

2-

قتال المسلم لأخيه المسلم، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:" سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر ""2".

3 و4- الطعن في أنساب الآخرين"3"، والنياحة على الميِّت"4"،

"1" صحيح البخاري: الكسوف "1052"، وصحيح مسلم: الكسوف "907"، ولموضع الشاهد منه شاهد من حديث ابن عمر عند مسلم في الإيمان باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات، وبيان إطلاق لفظ الكفر على غير الكفر بالله، ككفر النعمة والح قوق "79"، وله شاهد آخر من حديث أبي سعيد عند البخاري "304"، ومسلم "80"، وله شاهد ثالث من حديث جابر عند مسلم "885"، وليس في هذه الشواهد قوله:" لو أحسنت إلى إحداهن.. الخ".

"2" صحيح البخاري "48"، وصحيح مسلم "64"، وله شاهد من حديث جرير عند البخاري "121"، ومسلم "65"، ومن حديث ابن عمر عند البخاري "4403"، ومسلم "66"، ولفظهما:" لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ".

"3" وذلك كأن يقدح في نسب قبيلة بقادح، وكأن يقول: إن نسبهم وضيع، ونحو ذلك.

"4" النياحة هي: ما يفعله من توفي له قريب من البكاء بصياح ورنة وندب، والندب

ص: 447

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: " اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت ""1".

5-

إباق العبد – أي هروبه – عن سيده، ففي صحيح مسلم عن جرير قال:"أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم""2".

6-

انتساب الإنسان لغير أبيه، ففي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه

هو النداء بحرف "وا"، وهذا غالباً يصدر من النساء، كأن تقول:"واأبتاه" عند وفاة أبيها، أو "وامحمداه" عند وفاة "محمد"، أو تقول "واجبلاه" أو "واعضداه"، فتذكر محاسن الميت، وفي البخاري "1294" مرفوعاً:" ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعى بدعوى الجاهلية " وهي النياحة ونحوها.

وفي البخاري أيضاً "1296" أن النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة. والصالقة: التي ترفع صوتها بالبكاء، والحالقة: التي تحلق شعرها. وينظر الفتح 2/164-166، المطلع ص121، لسان العرب "مادة: ندب".

"1" صحيح مسلم: الإيمان "67".

"2" رواه مسلم "68" عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن جرير. ثم قال: قال منصور: قد والله روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكني أكره أن يروى عني ههنا بالبصرة. فمنصور قد رواه مرفوعاً أيضاً، ولكنه لم يذكر رواية الرفع بالبصرة لئلا يتمسك بها الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة، وكانت البصرة من مواطن تجمعهم. ينظر شرح مسلم للنووي 2/59

ص: 448

مرفوعاً: " ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ""1".

"1" صحيح البخاري "3508"، وصحيح مسلم "61"، وله شاهد عند البخاري "6768"، ومسلم "62" عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:" لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ".

ص: 449