الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
_________
الصحيح المختار أن معناه: أن هذه الخصال خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم، فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وهذا المعنى موجود في صاحب هذه الخصال، ويكون نفاقه في حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس، لا أنه منافق في الإسلام فيظهره وهو يبطن الكفر، ولم يرد صلى الله عليه وسلم بهذا أنه منافق نفاق الكفار المخلدين في الدرك الأسفل من النار"، وينظر: المحلى "المسألة 2199، ج11 ص202-204، الفِصَل 2/245 مجموع الفتاوى 7/352، 478، 479، شرح صحيح البخاري لابن بطال 1/90، 91، المفهم 1/249، 250، الفروع مع تصحيحه: الردة 6/166، 167، فيض القدير 1/63.
أحمد 4/183، وأبوداود "4971"، والبخاري في الأدب المفرد "393" من طريقين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
المبحث الثاني:
خصاله وأمثلته
للنفاق الأصغر خصال كثيرة، أهمها:
1-
أن يكذب في كلامه متعمداً، ومن يسمع كلامه مصدق له"1".
2-
أن يعدَ وفي نيته وقت الوعد أن لا يفي بما وعد به"2"، ثم لا
"1" جامع العلوم والحكم 2/486، وينظر كلام القاضي عياض الذي سبق نقله عند تعريف النفاق الأصغر. وقد روى الإمام أحمد 4/183، وأبوداود "4971"، والبخاري في الأدب المفرد "393" من طريقين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو مصدق لك، وأنت به كاذب ". وقد جوّدَ العراقي في تخريج الإحياء 3/143 أحد طريقيه.
"2" قال في عمدة القاري 1/221: "خلف الوعد لا يقدح إلا إذا عزم عليه مقارناً بوعده، أما إذا كان عازماً ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد فيه
يفي فعلاً بهذا الوعد"1".
3-
أن يخاصم غيره، ويفجر في خصومته، بأن يعدل عن الحق إلى الباطل متعمداً"2"، فيدّعي ويحتج بالباطل والكذب، ليأخذ
صفة النفاق، ويشهد لذلك ما رواه الطبراني بإسناد لا بأس به في حديث طويل من حديث سلمان رضي الله عنه:" إذا وعد يحدث نفسه أنه يخلف " وكذا في باقي الخصال"، وقال بنحو هذا القسطلاني، في شرح صحيح البخاري 1/119، وقال بنحوه أخصر منه القاري في المرقاة 1/106، وينظر: الإحياء: آفات اللسان "الآفة 13"، جامع العلوم 2/482. والصحيح أن إرادة إخلاف الوعد المتأخرة عن الوعد محرمة، وقد توسّعت في بيان حكم هذه المسألة في رسالة"الأجل في والقرض" ص75-87، وحديث سلمان المشار إليه أعلّه أبوحاتم كما في"العلل" لابنه 2/274 بجهالة اثنين من رواته وبالاضطراب، وقال الدارقطني كما في جامع العلوم 2/483:"الحديث غير ثبت"، ورواه الطبراني "6186" وأعله الهيثمي 1/108 بجهالة اثنين من رواته نقلاً عن الترمذي، وقال ابن حجر في"الفتح" 1/90:"إسناده لا بأس به، ليس فيهم من أجمع على تركه".
"1" عدم وفائه بالوعد يظهر إرادة عدم الوفاء به كما سبق في كلام القاضي عياض المنقول عند تعريف النفاق الأصغر.
"2" جامع العلوم 2/486، وينظر كلام القاضي عياض الذي سبق عند تعريف النفاق الأصغر.
وقد روى الإمام أحمد 2/70، وأبوداود "3597" عن ابن عمر رضي الله عنهما
ما لا يجوز له أخذه"1".
4-
أن يعاهد غيره بعهد، وفي نيته وقت العهد أن لا يفي به، ثم لا يفي فعلاً بهذا العهد"2".
والدليل على كون هذه الخصال الأربع من النفاق الأصغر: ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – عن
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ". وإسناده حسن.
وروى أحمد 2/82، وأبوداود "3598"، وابن ماجه "2320" عن ابن عمر أيضاً مرفوعاً:" من أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله " وهو حسن بمجموع طرقه.
"1" قال القاضي عياض في إكمال المعلم 2/315:"قال الهروي وغيره: أصل الفجور: الميل عن القصد، ويكون أيضاً: الكذب"، وينظر: شرح الطيبي 1/192، عمدة القاري 1/224.
"2" قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:77]، قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم 2/488:"ويدخل في العهود التي يجب الوفاء بها ويحرم الغدر فيها: جميع عقود المسلمين فيما بينهم إذا تراضوا عليها من المبايعات والمناكحات وغيرها من العقود اللازمة التي يجب الوفاء بها، وكذلك ما يجب الوفاء به لله عز وجل – مما يعاهد العبدُ ربَّه عليه من نذر التبرر ونحوه".
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً"1"، وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ""2".
5-
الخيانة في الأمانة، وذلك بأن يأخذ الأمانات من الآخرين وفي نيته وقت أخذها أن يجحدها، ثم لا يؤدّيها إليهم"3"، فقد روى
"1" للعلماء أقوال في تفسير هذه الجملة من الحديث، فقيل: معناه: أنه شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال، إذا كان مستكثراً منها. وقيل: معناه: التحذير للمسلم من أن يعتاد هذه الخصال، فتفضي به إلى النفاق. وقيل: معناه: أن من غلبت عليه هذه الخصال وتهاون بها واستخف بأمرها كان فاسد الاعتقاد غالباً. وقيل: معناه: أن من اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع كلها فهو منافق النفاق الأكبر. ولعل الأقرب هو التفسير الثاني. وينظر: شرح السنة 1/76، المفهم 1/250، عارضة الأحوذي 10/98، 99، شرح النووي لمسلم 2/47، شرح صحيح البخاري لابن بطال 1/91-94، إكمال المعلم 1/313-315، فتح الباري لابن حجر: الإيمان 1/90، 91، شرح الطيبي 1/190، 191، فبيض القدير 1/463، عمدة القاري 1/221، 222، 224، التيسير شرح الجامع الصغير 1/137، شرح القسطلاني 1/119، كتاب الصلاة لابن القيم ص59، دليل الفالحين 4/436، شرح الأبي وشرح السنوسي 1/167، 168، المرقاة 1/106، 107، الدرر السنية 1/483، 484.
"2" حيح البخاري "34"، وصحيح مسلم "58".
"3" قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ
البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: " آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ""1".
6-
الرياء في الأعمال الصالحة"2"، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أكثر منافقي أمّتي قراؤها ""3".
تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27] .
"1" حيح البخاري "33"، وصحيح مسلم "59"، وفي رواية لمسلم:" من علامات المنافق ثلاثة.." وفي رواية أخرى له: " آية المنافق ثلاث، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم".
"2" سبق الكلام على الرياء في الفصل الأول من هذا الباب عند الكلام على أنواع الشرك الأصغر. وقال ابن بطة في الإبانة ص703:"الرياء هو النفاق؛ لأن المنافق هو الذي يُسرّ خلاف ما يبطن، ويصف المحاسن بلسانه، ويخالفها بفعله، ويقول ما يعرف، ويأتي ما ينكر، ويترصد الغفلات لانتهاز الهفوات"، وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم 2/493:"ومن أعظم خصال النفاق العملي: أن يعمل الإنسان عملاً ويظهر أنه قصد به الخير، وإنما عمله ليتوصل به إلى غرض له سيئ.."، وروى الفريابي "69" عن الحسن البصري، قال:"المنافق الذي إذا صلى راءَى بصلاته، وإن فاتته لم يأسَ عليها، ويمنع زكاة ماله" وسنده حسن. وينظر عارضة الأحوذي 10/99، المفهم 1/251، إتحاف السادة المتقين:"ذم تلاوة الغافلين" 5/21، الفتاوى السعدية: المسألة 32.
"3" رواه الإمام أحمد 2/175، والفريابي "36" من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد حسن، ورواه أيضاً أحمد 4/151، 154، والفريابي "33" من حديث عقبة بن
والمراد بنفاق القراء: الرياء"1".
7-
إعراض المسلم عن الجهاد، وعدم تحديث نفسه به"2"، فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من مات ولم يغز ولم يحدِّث به نفسه مات على شعبة من نفاق ""3".
8-
إظهار مودة الغير، والتقرب إليه بما يحب، مع إضمار بغضه، أو التكلّم فيه في غيبته بما لا يرضيه"4"، فقد روى البخاري عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا، فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نَعُدُّ هذا نفاقاً "5".
عامر بإسناد حسن. وللحديثين طرق أخرى وشواهد تنظر في فيض القدير 2/81، والسلسلة الصحيحة "750".
"1" قال في شرح السنة 1/77:"قوله: " أكثر منافقي أمتي قراؤها " هو أن يعتاد ترك الإخلاص في العمل". وقال ابن مفلح في الفروع 6/166 بعد ذكره لهذا الحديث: "والمراد: الرياء"، وكذا قال الزمخشري كما في إتحاف السادة المتقين 5/21، والمناوي في التيسير 1/200.
"2" ينظرشرح النووي لصحيح مسلم: الإمارة 13/56، مجموع الفتاوى 28/436.
"3" صحيح مسلم: الإمارة "1910".
"4" النواقض الاعتقادية 2/157.
"5" صحيح البخاري "7178". ورواه الإمام أحمد "5829 تحقيق شاكر" بإسناد
9-
بغض الأنصار – رضي الله عنهم – فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آية المنافق بغضُ الأنصار، وآية المؤمن حبُّ الأنصار ""1".
10 -
بغض الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد روى مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: والذي فلَقَ الحبّةَ وبَرَأ النسمة إنه لعهد النبيِّ الأميِّ صلى الله عليه وسلم إليَّ: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق "2".
صحيح، رجاله رجال الصحيحين، بلفظ:"كنا نعد هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق".
"1" صحيح البخاري "17"، وصحيح مسلم "74". وله شاهد من حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار:" لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق " رواه البخاري "3783"، ومسلم "75".
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري "1/59":"محبة أولياء الله عموماً من الإيمان، وهي من أعلى مراتبه، وبغضهم محرم، فهو من خصال النفاق؛ لأنه مما لا يتظاهر به غالباً، ومن تظاهر به فقد تظاهر بنفاقه، فهو شر ممن كتمه وأخفاه".
"2" صحيح مسلم "78". قال الحافظ ابن حجر في الفتح: الإيمان باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/63 بعد ذكره لهذا الحديث: "وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة، لتحقّق مشترك الإكرام، لمالهم من حسن الغناء في الدين".
وهناك أمثلة أخرى كثيرة لهذا النفاق "1"، وبالجملة فإن من اجتمعت فيه أكثر خصال هذا النفاق، واستمر عليها فهو على خطر عظيم، ويُخشى أن يقع في النفاق الأكبر"2"، ولذلك خاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعمر رضي الله عنه"3"
"1" ومنها:
1-
الغلول من الغنيمة. 2- الجبن.
فقد روى الفريابي "20" عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:"المنافق الذي إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا غنم غلّ، وإذا أُمر عصى، وإذا لقي جبن، فمن كن فيه ففيه النفاق كله، ومن كان فيه بعضهن ففيه بعض النفاق"وسنده حسن، وقال القرطبي في المفهم: الإيمان 1/251:"ولا شك في أن للمنافقين خصالاً أخر مذمومة، كما قد وصفهم الله تعالى، حيث قال: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:142] فيحتمل أن يُقال: إنما خصت تلك الخصال الخمس بالذكر لأنها أظهر عليهم من غيرها.."، وينظر: فيض القدير شرح حديث: آيةٌ بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والفجر 1/63"، الفتاوى السعدية: المسألة 32، ص10.
"2" ينظر: ما سبق قريباً عند شرح لفظه: " كان منافقاً خالصاً " في حديث عبد الله بن عمرو.
"3" روى الفريابي في صفة النفاق "86" ومن طريقه الذهبي في سير النبلاء 11/435 بإسناد حسن عن معاوية بن قرة أن عمر كان يخشى النفاق. وهو مرسل حسن.
ـ......................................................................
وله شاهد من مرسل الحسن عند الفريابي "84" بإسناد حسن، ويؤيده الأثران بعده. فهو حسن لغيره.
وروى الفريابي "81"، وأبونعيم في الحلية 3/308 عن الجعد أبي عثمان، قال: سألت أبارجاء العطاردي: قلت: يا أبارجاء، أرأيت من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كانوا يخافون على أنفسهم النفاق؟ - وكان قد أدرك عمر بن الخطاب – فقال: أما إني أدركت بحمد الله منهم صدراً حسناً، نعم شديداً، نعم شديداً. وسنده حسن.
وروى يعقوب بن سفيان 2/769 من طريق الأعمش عن زيد بن وهب قال: مات رجل من المنافقين، فلم يصل عليه حذيفة فقال له عمر: أمِن القوم هو؟ قال: نعم. قال: بالله أنا منهم؟ قال: لا، ولن أخبر أحداً بعدك. وسنده صحيح، رجاله رجال الصحيحين. وقد أعلّه يعقوب بنكارة متنه، وردّ قوله الذهبي في الميزان 2/107، وابن حجر في هدي الساري ص404.رواه البزار كما في كشف الأستار: الجنائز "831" من طريق الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة. ورجاله حديثهم لا ينزل عن درجة الحسن، وقال القرطبي في المفهم 1/250 عند شرحه لحديث:" آية المنافق ثلاث.."، قال:"اختلف العلماء فيه على أقوال: أحدها: أن هذا النفاق هو نفاق العمل الذي سأل عنه عمر حذيفة، لما قال له: هل تعلم فيَّ شيئاً من النفاق؟ أي من صفات المنافقين الفعلية. ووجه هذا أن من كانت فيه هذه الخصال المذكورة كان ساتراً لها ومظهراً لنقائضها، فصدق عليه اسم منافق..".
وحنظلة"1"، وغيرهم"2"، وخاف السلف الصالح"3" على أنفسهم من
"1" صحيح مسلم: التوبة "2750".
"2" روى البخاري تعليقاً مجزوماً به في الإيمان باب خوف المؤمن أن يحبط عمله عن ابن أبي مليكة، قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. ورواه موصولاً: البخاري في تاريخه الكبير 5/137، وأبوزرعة في تاريخه، ومن طريقه الحافظ في التغليق 2/52 وإسناده قريب من الحسن، ويشهد له قول أبي رجاء السابق، فهو حسن لغيره. وله طريق آخر، فيه"الصلت" وهو متروك. وينظر في خوف بعض الصحابة أيضاً: صفة النفاق باب فيمن كان يخاف النفاق ولا يأمنه على نفسه ص69-72، الإبانة ص754، 755، فتح الباري لابن رجب 1/178، وقال الحافظ في الفتح في 1/111 بعد تخريجه لأثر ابن أبي مليكة السابق وذكره لجماعة من الصحابة الذين أدركهم، قال:"وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال، ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك، فكأنه إجماع.. وذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى".
"3" ينظر في خوف كثير من السلف: صفة النفاق ص71-73، وقد روى الإمام أحمد كما في الفتح لابن رجب 1/180، والفريابي "87" بإسنادين صحيحين عن الحسن البصري قال:"والله ما أصبح على وجه الأرض مؤمن ولا أمسى على وجهها مؤمن إلا وهو يخاف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلا منافق". وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم 2/492، 493:"والآثار عن السلف في هذا كثيرة جداً.. وسُئل الإمام أحمد: ما تقول فيمن لا يخاف النفاق؟ فقال: ومن يأمن على نفسه النفاق؟ "، وقال في شرحه للبخاري 1/178 بعد ذكره
الوقوع في النفاق الأصغر"1".
خوف بعض الصحابة:"وأما التابعون فكثير، وكلام الحسن في هذا كثير جداً، وكذلك كلام أئمة الإسلام بعدهم".
"1" قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم 2/492، 493:"قال الأوزاعي قد خاف عمر النفاق على نفسه. والظاهر أنه أراد أن عمر كان يخاف على نفسه في الحال من النفاق الأصغر، والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر، كما أن المعاصي بريد الكفر، فكما يخشى علىمن أصر على المعصية أن يُسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشى على من أصر على خصال النفاق أن يسلب الإيمان، فيصير منافقاً خالصاً"، وقال ابن رجب بنحو قوله هذا أيضاً في شرحه للبخاري 1/179، وينظر: المفهم 1/250، وينظر كلام ابن حجر الذي سبق قريباً.