الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بها فندخل عليها النقص والخلل فلا نؤديها كاملة وأن الله سبحانه حد حدودا وأمرنا بأن لا نتجاوزها ونتعداها إلى ما لا يحل ولا يجوز لنا ارتكابه وحرم علينا أشياء فلا يجوز لنا تناولها ولا القرب منها، وسكت عن أشياء فلم يذكر لها حكما في حل ولا حرمة لا نسيان لبيان أحكامها، فربنا سبحانه لا يضل ولا ينسى فلا يبحث عن حكمها لأن الله سبحانه حكيم عليم يضع الأشياء بمواضعها الصالحة لها، {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فلا يترك شيئا إلا لحكمة.
شعر:
وما المرء إلا حيث يجع ل نفسه
…
ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
آخر:
للأمور وللأعمال عاقبة
…
فاخش الجزاء بغتة واحذره عن مهل
ذو العقل يترك ما يهوى لخشيته
…
من العلاج بمكروه من الخلل
فمن المروءة ترك المرء شهوته
…
فانظر لأيهما آثرت واحتفل
الحديث الحادي والثلاثون:
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس" رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة.
المفردات:
دلني: أرشدني على عمل: من الأعمال. إذا عملته: فعلته. ازهد
في الدنيا: اقتصر على القدر اللازم منها. ازهد فيما عند الناس: من الدنيا. يحبك الناس: لكفك عن دنياهم.
الفوائد:
(1)
إن الزهد في الدنيا من أسباب محبة الله لعبده ومحبة الناس.
(2)
إنه لا بأس بالسعي فيما يكتسب به الإنسان محبة العباد مما ليس محرما.
(3)
على الإنسان أن يعامل الناس معاملة حسنة لتكون سببا لمحبته.
الموجز:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يرشده إلى عمل إذا عمله يكون سببا لمحبة الله له ومحبة الناس، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمل جامع شامل يسبب له محبة الله ومحبة الناس. فقال له صلى الله عليه وسلم:"ازهد في الدنيا". أي فلا تطلب منها إلا ما تحتاجه وتترك الفاضل. وها لا ينفع في الآخرة وتتورع مما قد يكون فيه ضرر في دينك وازهد في الدنيا التي يتعاطاها الناس، فإذا صار بينك وبين أحد منهم حق أو عقد من العقود فكن كما ورد في الحديث"رحم الله امرءا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى"لتكون محبوبا عند الناس ومرحوما عند الله. ومما قمل في ذلك:
شعر:
كن زاهدا فيما حوت أيدي الورى
…
تضحى إلى كل الأنام حبيبا