الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منفصلا كالاستصباح به، وأنه مهما غير من حالته حرام ثمنه، وأن كل وسيلة إلى الحرام حرام محرم استعمالها، وأن جميع الحيل لا تغير الحقائق إذا كانا باطلة.
شعر:
فاترك الحيلة فيها واتئد
…
إنما الحيلة في ترك الحيل
الحديث السادس والأربعون:
عن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، فسأله عن الأشربة تصنع بها فقال: وما هي؟ قال: البتع والمزر، فقيل لأبي بردة: ما البتع؟ قال: نبيذ العسل، والمزر نبيذ الشعير، فقال: كل فسكر حرام" رواه البخاري.
المفردات:
بعثه: أرسله إلى اليمن. واليا: أميرا. عن الأشربة: عن ما يعمل للشرب مسكرا. نبيذا: عصيرا.
(تنبيه) نبيذ الشعير هو ما يسمى الآن بالبيرة التي تعمل للشرب.
الفوائد:
(1)
تحريم تناول جميع المسكرات أيا كانت من عصير العنب وغيره.
(2)
إن المفتي يجيب السائل بزيادة عما سئل عنه إذا علم المصلحة في الزيادة.
(3)
إن علة التحريم الإسكار فمقتضاه أن كل مسكر حرام.
(4)
إن الأسماء لا تغير الحقائق.
الموجز:
يخبرنا ويرشدنا هذا الحديث بأن كل ما يصنع للشرب وهو مسكر فهو حرام شربه قليله وكثيره، حرام استعماله حرام بيعه وتعاطيه من أي نوع كان وبأي اسم سمي، أعاذنا الله من ذلك، وأن من ولي على منطقة من مناطق البلاد عليه أن يسأل عن ما يخفي عليه من شؤون أهلها، وما يصنع في تلك البلاد من المنتوجات ليكون على بصيرة من الحكم فيها ليجتنب الخطأ ويعمل بالصواب، وفقنا الله وكل مسؤول للصواب.
ومما قيل في ذم من شرب المسكرات:
شعر:
يقول جبان القوم في حال سكره
…
وقد شرب الصهباء هل من مبارز
ففي السكر قيس وابن معدي وعامر
…
وفي الصحو تلقاه كبعض العجائز
آخر:
تركت النبيذ لأهل النبيذ
…
وأصبحت أشرب ماء قراحا
رأيت النبيذ يذل العزيز
…
ويذوي الوجوه الملاح الصباحا
فإن كان غير جائز للشباب
…
فما العذر فيه إذا الشيب لاحا