الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس له، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا لمن يرتكب الشبهات كراع يرعى إبله أو غنمه قرب أرض قد حماها الغير فتوشك ماشيته أن ترتع بهذا الحمى لجودته وقربها منه، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الأعمال الظاهرة تدل على الأعمال الباطنة من صلاح وفساد فقال إن في الجسد مضغة وهى القلب يصلح بصلاحها ويفسد بفسادها، فإذا فعل الإنسان بجوارحه الطاعات وعمل الخيرات دل ذلك على صلاح قلبه، وإذا فعل المعاصي وارتكب المنكرات وتجنب الطاعات دل ذلك على فساد قلبه، ومما قيل في إصلاح القلب.
شعر:
دواء قلبك خمس عند قسوته
…
فدم عليها تفز بالخير والظفر
خلاء بطن وقرآن تدبره كذا
…
تضرع باك ساعة السحر
كذا قيامك جنح الليل أوسطه
…
وأن تجالس أهل الخير والخبر
آخر:
إذا دعتك النفس يوما
…
وكان عليها للخلاف طريق
فخالف هواها ما استطعت فإنما
…
هواها عدو والخلاف صديق
الحديث السابع:
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم.
المفردات:
الدين: دين الإسلام، النصيحة: تصفية النفس من الغش
للمنصوح له، قلنا: معشر السامعين من الصحابة، لله: الإيمان بالله ونفي الشريك عنه، الإيمان بالقرآن والعمل به، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بتصديقه وإتباعه، وللأئمة المسلمين: ولاة المسلمين وعامتهم: جميع المسلمين.
الفوائد:
(1)
الأمر بالنصيحة وأنه بولغ فيها حتى جعلت كأنها الدين كله للاعتناء بها.
(3)
إن النصيحة تسمى دينا وإسلاما.
(3)
إن على العالم أن يأتي بالأمر المهم إجمالا ثم يأتي به تفصيلا ليتأهب السامع فيتطلع إلى بيان هذا المجمل فيكون أوقع في النفس وأدعى للقبول.
(4)
إن النصيحة واجبة على كل مسلم لأخيه المسلم في كل حال وزمان ومكان.
(5)
إن النصيحة لأئمة المسلمين مساعدتهم على الحق وإرشادهم فيما جهلوه أو غفلوا عنه والوفاء بعهدهم وامتثال أمرهم على الحق.
الموجز:
يخبرنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن الدين الحنيف قد أمرنا بإخلاص النصيحة وبأن نؤمن ونعترف بوحدانية الله سبحانه وتعالى وننزهه عن النقائص ونصفه بصفات الكمال، وأن القرآن كلامه منزل غير مخلوق، نعمل بحكمه ونؤمن بمتشابهه ونصدق الرسول صلى الله عليه وسلم بما جاء به ونمتثل أمره ونجتنب ما نهى عنه وننصح لأئمة المسلمين بمعاونتهم على الحق وإرشادهم عما جهلوه ونذكرهم ما نسوه أو غفلوا عنه. ونرشد عامة المسلمين إلى الحق ونكف عنهم الأذى منا ومن