الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفُروق بين القُرآن الكريم وبين الحديث القُدُسيِّ:
لقد ذكر العُلماء رحمهم الله فُرُوقاً كثيرة بين القُرآن الكريم والحديث القُدُسيِّ. ويتلخص كلام أهل العلم، في الفُرُوق بين القُرآن الكريم والحديث القُدُسيِّ في الآتي:
(1)
أن القُرآن الكريم لفظه ومعناه من عند الله تَعَالىَ، وليس للنبيِّ صلى الله عليه وسلم منه إلا مجُرد التبليغ، وأما الحديث القُدُسيِّ فمعناه من عند الله تَعَالىَ، ولفظه من عند الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.
(2)
القُرآن الكريم مُعجزةُ الله تَعَالىَ الباقية، على مرِّ الدُهور، محفوظٌ من التغيير والتبديل، تحدى اللهُ به العربَ جميعاً. أما الحديث القُدُسيِّ فهو بخلاف ذلك، فهو غير متحدٍ به، ولم يَسلم من الوضع فيه، من قِبل الوضّاعين والزنادقة، وأصحاب الأهواء المختلفة.
(3)
القُرآن الكريم لا يجوز روايته بالمعنى؛ لأنه مُتعبد بلفظه ومعناه، في الوقت الذي يجوز رواية الحديث القُدُسيِّ -والنبويِّ أيضاً- بالمعنى (1)
(4)
يتعين قراءة القرآن الكريم في الصلوات كلها "سواء كانت الجهرية منها أو السرية، الواجبة منها أو السنة".إذ لا تصح الصلاة إلا بها، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فإنه لا تجوز أصلاً قراءته في الصلاة.
(5)
تسميته قُرآناً بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يُسمى قرآناً.
(6)
القُرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر، بخلاف الحديث القُدُسيِّ إذ فيه المتواتر والآحاد.
(7)
تسمية الجملة منه آية، ومقداراً من الآيات سُورة، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يُسمى آية، واللفظ منه لا يُسمى آية.
(1) أجاز جمهور السَّلف من المحدِّثين والفُقهاء، والأصُوليين، رواية الحديث بالمعنى ووضعوا لذلك ضوابط وشُروطاً منها، أن يكونَ الراوي عالماً بما يُحيلُ المعنى، وخبيراً بالألفاظ ومقاصدها، ونحو ذلك. انظر: الكفاية للخطيب ص (198)، وفتح المغيث (3/ 49)، وتدريب الراوي (2/ 151)، والباعث الحثيث (2/ 399).
(8)
حرمة مس القُرآن الكريم للمُحْدِث، وحرمة تلاوته للجُنب ونحوه، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يحرم مسه للمحدث ولا قراءته للجنُب وغيره.
(9)
التعبد بقراءة القُرآن، وأن بكل حرف منه عشر حسنات، بخلاف الحديث القُدُسيِّ فلا يُتعبد بقراءته، وليس فيه بكل حرف منه عشر حسنات.
(10)
القُرآن الكريم يحرم بيعه في رواية عند الإمام أحمد، ويكره عند الامام الشافعيِّ، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يمنع بيعه.
(11)
القُرآن الكريم أُوحي إلى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بوحي جَلّي بخلاف الحديث القُدُسيِّ فقد نُقل بالوحي الجلي والإلهامي، والرُؤية المنامية، وقد يكون باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يُقر على الخطأ.
(12)
أن القُرآن الكريم لا يُنسب إلا إلى الله تَعَالىَ، أما الحديث القُدُسي فيُنسب إلى الله تَعَالىَ نسبة إنشاء، ويُروى مضافاً إلى الرسُول صلى الله عليه وسلم نسبة إخبار، فيُقَالُ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رَّبه.