الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاهل لا يفقه شيئا بلغ بفهمه مبلغ العلماء الراسخين، ورب ضال تائه استنار بنوره، واهتدى بهديه، وبلغ ذروة الصلاح والإخلاص.
أحوج الناس إلى الطبيب، المرضى:
إن مثل ذلك كمثل طبيب حاذق، كثر حوله المرضى، وانتشرت في أرضه الأمراض والأوباء، فأشير على مريض اشتدت به العلة، وأضناه المرض، بالاستعانة بهذا الطبيب وغشيانه، ولكنه تعلل بقوله:" أنا مريض، لج بي المرض، وإنما يأتيه وينتفع به من سلم من الأمراض، واعتدلت صحته، وقويت بنيته " فماذا يقول الناس عن عقل هذا الرجل وفطنته؟ ألا يرون أنه ينكر براعة الطبيب وحذقه، فإن الأطباء لا يعنون إلا بالمرضى، والطبيب الذي لا يداوي إلا الأصحاء، ولا ينتفع بدوائه إلا الأقوياء، أما المرضى فهم أشقى الناس بطبه وحذقه، فلا خير في هذا الطبيب، إنه اسم بلا مسمى، ولفظ بلا معنى.
كذلك كل من أمعن في الجهالة كانت حاجة أشد إلى تفهم كلام اللَّه ورسوله، وكان حريا بأن يكون أحرص عليه من غيره، ومن كثرت ذنوبه وخطاياه، واشتد ظلمه لنفسه، كان أجدر بالإقبال على كتاب اللَّه، وهدي رسوله، حتى يصلح حياته، وينقذ نفسه، كذلك يجب على كل طبقة من طبقات الناس، الخاصة منها والعامة، أن تتفحص كلام اللَّه ورسوله، وتتفهمه، وتسلكه في حياتها، وتزن إيمانها وعقيدتها في ميزانه، وتحكه على محكه.
للإيمان جزءان:
وليعلم أن للإيمان جزأين،
الأول الإيمان بالله إلها وربا والثاني الإيمان بالرسول رسولا ونبيا. فالإيمان بالله إلها وربا يعني أن لا يشرك به أحد، والإيمان بالرسول رسولا ونبيا يعني أن لا يسلك طريق غيره، فيجب على كل أحد أن يتمسك بالتوحيد واتباع السنة بقوة وعزم، ويبتعد عن الشرك والبدعة كل الابتعاد، فإن الشرك والبدعة يؤثران في الإيمان، ويحدثان خللا فيه، أما سائر الذنوب والمعاصي فهي تؤثر في الأعمال، وتحدث خللا فيها.
من يصلح للاقتداء؟!
ويجب أن لا يتخذ قدوة وإماما إلا من رسخت قدمه في التوحيد، واتباع السنة، وكان بمعزل عن الشرك والبدعة، بعيدا عنهما كل البعد، لينتفع الناس بصحبته، ويسري فيهم نور التوحيد وحب السنة.
موضوع الكتاب ونظامه:
لذلك ذكرنا في هذه الرسالة جملة من الآيات والأحاديث ذات صلة قوية بالتوحيد واتباع السنة، وذم الشرك والبدعة ونبذهما، وآثرنا فيها السهولة والوضوح، حتى ينتفع به الخاصة والعامة بطريق سواء، ويسلك من وفقه اللَّه الصراط المستقيم، ويتقرب به إلى اللَّه من يدعو إلى ذلك، ويكون له وسيلة إلى النجاة.
استفحال فتنة الشرك والجهالة في الناس:
اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر، وأصبح