الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد بلغه وهو هناك، انتهاء الفتنة ومقتل البساسيري، وكان ذلك في شهر ذي الحجة عام (451 هـ)
(1)
.
وقد استمر الخطيب يحدِّث بدمشق رغم سيطرة الفاطميين عليها، وعدم ارتياحهم من نشاطه العلمي، خاصةً بعد أن بلغهم أنه يحدِّث بكتاب "فضائل الصحابة الأربعة" لأحمد بن حنبل، و"فضائل العبَّاس" لأبي الحسن بن رِزْقُوْيَه. فقامت السعاية ضده، وكادوا أن يقتلوه لولا أن أجاره الشريف أبو القاسم بن أبي الجنّ العَلَوي، واحتال في خلاصه، ثم سَهَّلَ له الخروج إلى (صُوْر) في صفر سنة (459 هـ). . . فمكث فيها من سنة (459 هـ) إلى سنة (462 هـ) "
(2)
وكان رحمه الله خلال وجوده في صُوْر يزور بيت المَقْدِس ثم يعود إليها
(3)
.
عودته إلى بغداد ووفاته فيها:
عاد الحافظ الخطيب إلى بغداد بعد غياب امتد أحد عشر عامًا، فخرج من صُوْر متجهًا إلى طرابلس أولًا، ثم إلى حَلَب، ثم إلى الرَّحْبَةِ، ومنها إلى بغداد. حيث دخلها في ذي الحجة سنة (462 هـ). وحدَّث بحَلَب وغيرها
(4)
.
وكان شأنه في طريقه إلى بغداد من تلاوةٍ وذِكْرٍ، كشأنه في طريقه إلى الحجّ، فكان له في كل يوم وليلة ختمة
(5)
.
وقد مرض الحافظ أبو بكر بعد عودته إلى بغداد في شهر رمضان (463 هـ)، فأوصى بتفريق ما يملك من مال وثياب على المحدِّثين، فإنَّه لا عَقِبَ له ولا
(1)
"تاريخ بغداد"(11/ 392) و"البداية والنهاية"(12/ 83 - 84).
(2)
"موارد الخطيب البغدادي" ص 44 - 45. وانظر خبر خروجه مفصَّلًا في "سِيَر أعلام النبلاء" (18/ 281 - 282).
(3)
"السِّيَر"(18/ 277).
(4)
انظر: المصدر السابق نفس الموطن، و"الحافظ الخطيب البغدادي" ص 52 - 53.
(5)
"تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 1139).