الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَكِن تناولت وسَادَة، فَوَضَعتهَا تَحت رَأسه ثمَّ قُمْت مَعَ النِّسَاء أصيح وألتدم، وَقد وضعت رَأسه على الوسادة وأخرته عَن حجري.
[زِيَارَة جِبْرِيل عليه السلام]
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات: أنبأ أنس بن عِيَاض أَبُو ضَمرَة، قَالَ: حدثونا عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه، قَالَ: لما
بَقِي من أجل رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] ثَلَاث، نزل إِلَيْهِ جِبْرِيل [عليه السلام] فَقَالَ: يَا أَحْمد، إِن الله عز وجل أَرْسلنِي إِلَيْك إِكْرَاما لَك وتفضيلاً لَك، وخاصة بك يَسْأَلك عَمَّا هُوَ أعلم بِهِ مِنْك، يَقُول: كَيفَ تجدك؟ قَالَ: " أجدني يَا جِبْرِيل مغموماً، وأجدني يَا جِبْرِيل مكروباً ".
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي هَبَط إِلَيْهِ جِبْرِيل صلى الله عَلَيْهِمَا وَسلم، فَقَالَ: يَا أَحْمد، إِن الله أَرْسلنِي إِلَيْك إِكْرَاما لَك، وتفضيلاً / لَك، وخاصة بك، يَسْأَلك عَمَّا هُوَ أعلم بِهِ مِنْك. يَقُول: كَيفَ تجدك؟ قَالَ: " أجدني يَا جِبْرِيل مغموماً وأجدني يَا جِبْرِيل مكروباً ".
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث نزل إِلَيْهِ جِبْرِيل، وَهَبَطَ مَعَه ملك الْمَوْت، وَنزل مَعَه ملك يُقَال لَهُ:" إِسْمَاعِيل " يسكن الْهَوَاء، لم يصعد إِلَى السَّمَاء قطّ، وَلم يهْبط إِلَى الأَرْض مُنْذُ يَوْم كَانَت الأَرْض على سبعين ألف ملك، لَيْسَ مِنْهُم ملك إِلَّا
على سبعين ألف ملك، فسبقهم جِبْرِيل، فَقَالَ: يَا أَحْمد إِن الله أَرْسلنِي إِلَيْك إِكْرَاما لَك، وتفضيلاً لَك، وخاصة بك، يَسْأَلك عَمَّا هُوَ أعلم بِهِ مِنْك. يَقُول لَك: كَيفَ تجدك؟ قَالَ: " أجدني يَا جِبْرِيل مغموماً، وأجدني يَا جِبْرِيل مكروباً ". ثمَّ اسْتَأْذن ملك الْمَوْت عليه السلام. فَقَالَ - يَعْنِي جِبْرِيل - /: يَا أَحْمد، هَذَا ملك الْمَوْت يسْتَأْذن عَلَيْك، وَلم يسْتَأْذن على آدَمِيّ كَانَ قبلك، وَلَا يسْتَأْذن / على آدَمِيّ بعْدك. فَقَالَ: إيذن لَهُ. فَدخل ملك الْمَوْت [صلى الله عليه وسلم] ، فَوقف بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، يَا أَحْمد، إِن الله تَعَالَى أَرْسلنِي إِلَيْك، وَأَمرَنِي أَن أطيعك فِي كل مَا تَأْمُرنِي. إِن أَمرتنِي أَن أَقبض نَفسك قبضتها، وَإِن أَمرتنِي أتركها تركتهَا، قَالَ: وَتفعل يَا ملك الْمَوْت؟ قَالَ: بذلك أمرت أَن أطيعك فِي كل مَا أَمرتنِي فَقَالَ جِبْرِيل [عليه السلام] : يَا أَحْمد، إِن الله عز وجل قد اشتاق إِلَيْك. قَالَ: فَامْضِ يَا ملك الْمَوْت لما أمرت بِهِ. قَالَ جِبْرِيل [عَلَيْهِ
السَّلَام] : السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله، هَذَا آخر موطئي الأَرْض، إِنَّمَا كنت حَاجَتي من الدُّنْيَا. فَتوفي رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] ، وَجَاءَت التَّعْزِيَة، يسمعُونَ الصَّوْت والحس وَلَا يرَوْنَ الشَّخْص، السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل الْبَيْت، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته {كل نفس ذائقة الْمَوْت، وَإِنَّمَا توفون أجوركم يَوْم الْقِيَامَة} / إِن فِي الله عزاء من كل مُصِيبَة، وخلفاً من كل هَالك، ودركاً من كل مَا فَاتَ. فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، إِنَّمَا الْمُصَاب من حرم الثَّوَاب. وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
وخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من طَرِيق عبد الْوَاحِد بن
سُلَيْمَان الْحَارِثِيّ، قَالَ: ثَنَا الْحسن بن عَليّ / عَن مُحَمَّد بن عَليّ فَذكره بِنَحْوِهِ. وَقَالَ: " إِن الله قد اشتاق إِلَى لقائك "، وَإِن صَحَّ إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث، فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: قد أَرَادَ لقاءك، وَذَلِكَ بِأَن يردك من دنياك إِلَى معادك زِيَادَة فِي قربتك وكرامتك.
وخرجه أَبُو بكر الْآجُرِيّ فِي كتاب " الشَّرِيعَة " من طَرِيق عبد الْوَاحِد بن سُلَيْمَان عَن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب [رضي الله عنه] قَالَ: لما كَانَ قبل وَفَاة النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] بِثَلَاثَة أَيَّام هَبَط عَلَيْهِ جِبْرِيل صلى الله عليه وسلم، وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ.
وخرجه / الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من طَرِيق الْآجُرِيّ إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه: أَن رجَالًا من قُرَيْش دخلُوا على أَبِيه عَليّ بن