الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَمرتنِي فِي هَذِه الصَّلَاة وَحدهَا. فَلَمَّا أذن بِلَال سَمِعت الصَّحَابَة أَذَانه بكوا بكاء شَدِيدا، وَكَانَ أطول النَّاس بكاء يَوْمئِذٍ عقبَة بن عَامر، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما / فَقَالَ لَهما عمر رضي الله عنه: / حسبكما رحمكما الله.
وَرُوِيَ أَن بِلَالًا [رضي الله عنه] رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامه يَقُول لَهُ: مَا هَذِه الجفوة؟ أما آن لَك أَن تزورني؟ فانتبه، وَركب رَاحِلَته حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة، فَذكر أَنه أذن بهَا، فارتجت الْمَدِينَة، فَمَا رُؤِيَ يَوْمئِذٍ أَكثر باكياً من ذَلِك الْيَوْم.
[مبلغ سنه [صلى الله عليه وسلم]]
وَتُوفِّي النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ، وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَهُوَ قَول الْجُمْهُور و // (صَححهُ البُخَارِيّ) //، وَغَيره، وَكَانَت وَفَاته
[صلى الله عليه وسلم] فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة من الْهِجْرَة، يَوْم الِاثْنَيْنِ حِين اشْتَدَّ الضحاء. وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ: قبل أَن ينتصف النَّهَار. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: لثنتي عشرَة لَيْلَة من شهر ربيع الأول. وَرُوِيَ أَيْضا عَن عُرْوَة بن الزبير، وطاووس
وَجزم بِهِ خلق. وَقَالَ أَبُو حسان الْحسن بن عُثْمَان: وَهَذَا أثبت الْأَقَاوِيل. وَصَححهُ جمَاعَة مِنْهُم: ابْن الْجَوْزِيّ، وَابْن الصّلاح، وَالنَّوَوِيّ، والذهبي فِي / العبر، وَبِه صدر الْمزي الْأَقْوَال، وَاسْتَشْكَلَهُ السُّهيْلي، وَأَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم، وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر، وَغَيرهم للاتفاق على أَن الوقفة فِي حجَّة الْوَدَاع كَانَت يَوْم الْجُمُعَة. وعَلى ذَلِك لَا يُمكن أَن يكون ثَانِي عشر ربيع الأول من سنة إِحْدَى عشرَة، يَوْم الِاثْنَيْنِ، لَا على تَقْدِير كَمَال الْأَشْهر الثَّلَاثَة، وَلَا نقصانها، وَلَا