الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنُ غَالِبٍ ببيتِ لهْيَا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، قَالَ: سُئِلَ الحَسَنُ، وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ عَنِ الرَّجُلِ يَقُوْلُ: يَا وَلَدَ البَغْلِ.
قَالَ: أَصرَّحَ؟ لَيْسَ عَلَيْهِ حدٌ.
200 - القَفَّالُ الشَّاشِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ *
الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، الفَقِيْهُ، الأُصولِيُّ، اللُّغَوِيُّ، عَالِمُ خُرَاسَانَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الشَّاشِيُّ الشَّافِعِيُّ القَفَّالُ الكَبِيْرُ، إِمَامُ وَقْتِهِ، بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَعلمَ أَهْلِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ بِالأُصولِ، وَأَكثرَهُم رحلَةً فِي طلبِ الحَدِيْثِ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ، وَابنَ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ، وَأَبَا عَرُوبَةَ الحَرَّانِيَّ، وَطَبَقَتَهُم.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي (الطَّبَقَاتِ (1)) :تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ.
(*) الفهرست: 303، طبقات العبادي: 92، طبقات الشيرازي: 112، الأنساب: 7 / 244، تبيين كذب المفتري: 182 - 183، معجم البلدان: 3 / 309، اللباب: 2 / 174، طبقات ابن الصلاح: الورقة 19، تهذيب الأسماء واللغات: 2 / 282 - 283، وفيات الأعيان: 4 / 200 - 201، العبر: 2 / 338 - 339، دول الإسلام: 1 / 226، الوافي بالوفيات: 4 / 112 - 114، مرآة الجنان: 2 / 381 - 383، طبقات السبكي: 3 / 200 - 222، طبقات الاسنوي: 2 / 79 - 80، النجوم الزاهرة: 4 / 111، طبقات المفسرين للسيوطي: 36 - 37، طبقات المفسرين للداوودي: 2 / 196 - 198، طبقات ابن هداية الله: 88 - 89، شذرات الذهب: 3 / 51 - 52، هدية العارفين: 2 / 48، طبقات الاصوليين: 1 / 201 - 202.
(1)
" طبقات الشيرازي ": ص 112.
فهَذَا وَهْمٌ بَيِّنٌ وَقَدْ أَرَّخَ وَفَاتَهُ الحَاكِمُ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ بِالشَّاشِ.
وَكَذَا وَرَّخَهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَزَاد أَنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمئينِ.
وَذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ تَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ سُرَيْجٍ، وَهَذَا وَهْمٌ آخرٌ.
مَاتَ ابْنُ سُرَيْجٍ قَبْلَ قدومِ القَفَّالِ بثلَاثِ سِنِيْنَ.
قَالَ: وَلَهُ مصنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ لَيْسَ لأَحدٍ مثلُهَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الجَدَلَ الحَسَنَ مِنَ الفُقَهَاءِ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي أُصولِ الفِقْهِ، وَلَهُ (شَرْحُ الرِّسَالةِ) وَعَنْهُ انتشرَ فَقهُ الشَّافِعِيِّ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ.
قُلْتُ: مِنْ غَرَائِبِ وَجوهِهِ فِي (الرَّوضَةِ) :أَنَّ للمريضِ الجمعَ بَيْنَ الصَّلَاتينِ (1) .
وَمِنْهَا: أَنَّهُ اسْتحبَّ للكبِيرِ أَن يعِقَّ عَنْ نَفْسِهِ، وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ: لَا يُعَقُّ عَنْ كَبِيْرٍ (2) .
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ، وَالحَاكِمُ، وَالسُّلَمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَليمِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ قَتَادَةَ، وَابنُهُ القَاسِمُ الَّذِي صَنَّفَ (التَّقريبَ) وَهُوَ كِتَابٌ مفيدٌ قَلِيْلُ الوقوعِ، ينقلُ مِنْهُ صَاحبُ (النّهَايَةِ) إِمَامُ الحَرَمَيْنِ، وَصَاحبُ (الوسيطِ) فِي كِتَابِ (الرَّهنِ) ، فَوَهِمَ وَسمَّاهُ أَبَا القَاسِمِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَصَنَّفَ أَبُو بَكْرٍ كِتَابَ (دلَائِلِ النُّبُوَّةِ) ، وَكِتَابَ (مَحَاسِنِ الشريعَةِ) .
وَقَالَ الحَليمِيُّ: كَانَ شيخُنَا القَفَّالُ أَعلمَ مَنْ لَقِيْتُهُ مِنْ عُلمَاءِ عَصْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ مُحِي الدِّينِ النَّوَاوِيُّ: إِذَا ذُكرَ القَفَّالُ الشَّاشِيُّ فَالمرَادُ هُوَ، وَإِذَا قِيْلَ: القَفَّالُ المَرْوَزِيُّ، فَهُوَ القَفَّالُ الصَّغِيْرُ الَّذِي كَانَ بَعْدَ
(1) انظر " الروضة " للنووي: 1 / 401.
(2)
قال النووي في " الروضة ": 3 / 229 ما نصه: " واستحسن القفال الشاشي أن يفعلها، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عق عن نفسه بعد النبوة، ونقلوا عن نص الشافعي في البويطي أنه لا يفعل ذلك، واستغربوه ".