الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَدِيْثِ.
وَصلَ إِلَى مِصْرَ، وَدَخَلَ إِلَى الإِخشيذَ، ثُمَّ مَضَى إِلَى دِمَشْقَ، فوقفُوا عَلَى مَذْهَبِهِ، فشردُوهُ، فَخَرَجَ هَارباً.
قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: دَخَلتُ أَنَا، وَابنُ المظفَّرِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ عَلَى ابْنِ الجِعَابِيِّ وَهُوَ مريضٌ، فَقُلْتُ لَهُ: من أَنَا؟
قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ أَلستُمْ فلَاناً وَفلَاناً؟ وسمَّانَا، فَدَعَوْنَا وَخَرَجْنَا، فمشينَا خُطُواتٍ، فسمِعنَا الصَّائِحَ بِموتِهِ، وَرأَينَا كتُبهُ تلَّ رمَادٍ.
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: كَانَتْ سُكَيْنَةُ نَائِحَةُ الرَّافِضَةِ تنوحُ فِي جِنَازَتِهِ (1) .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمَ الجِعَابِيُّ أَصْبَهَانَ، وَحَدَّثَ بِهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَثَلَاثِ مائَةٍ (2) .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المكَارمِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانَ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حزمُ بنُ أَبِي حزمٍ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: بِئسَ الرَّفيقُ الدّينَارُ وَالدِرْهَمُ، لَا ينفعَانِكَ حَتَّى يفَارِقَاكَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
70 - ابْنُ حِبَّانَ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ *
الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ، أَبُو حَاتِمٍ، مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حِبَّانَ بنِ مُعَاذِ بنِ معبدِ بنِ سَهِيدِ بنِ هَديَّةَ
(1)" تاريخ بغداد " 3 / 31.
(2)
أخبار أصبهان.
(*) الأنساب: 2 / 209 - 210، معجم البلدان: 1 / 415 - 419، إنباه الرواة: 3 / =
بنِ مُرَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُرَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دَارمِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ زَيْدِ منَاة بنِ تَمِيمٍ التَّمِيْمِيُّ الدَّارِمِيُّ البُسْتِيُّ، صَاحبُ الكُتُبِ المَشْهُوْرَةِ.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وأَكبرُ شَيْخٍ لقيَهُ أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ بِالبَصْرَةِ، وَمن زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ.
وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ: أَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ يُوْنُسَ المِنْجَنِيْقيّ، وَعِدَّةٍ.
وَبَالمَوْصِلِ مِنْ: أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ.
وَبنَسَا مِنْ: الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ.
وَبجُرْجَانَ مِنْ: عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيِّ.
وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيِّ وَطبقَتِهِ.
وَبِدِمَشْقَ مِنْ: جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ، وَخَلْقٍ.
وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: ابنِ خُزَيْمَةَ، وَالسَّرَّاجِ، وَالمَاسَرْجسِيِّ.
وَبعَسْقلَانَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ.
وَببيتِ المَقْدِسِ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ.
وَبطبرِيَّةَ مِنْ: سَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ.
وَبِهَرَاةَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ إِدْرِيْسَ.
وَبِتُسْتَرَ مِنْ: أَحْمَدَ بنَ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ.
وَبمَنْبِجَ مِنْ: عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ.
وَبَالأُبُلَّةَ مِنْ: أَبِي يَعْلَى بنِ زُهَيْرٍ.
وَبحرَّانَ مِنْ: أَبِي عَرُوْبَةَ.
وَبِمَكَّةَ مِنْ: المُفَضَّلِ الجَنَديِّ.
وَبِأَنْطَاكيةَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الدَّارِمِيِّ.
وَبِبُخَارَى مِنْ: عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ.
= 122، الكامل لابن الأثير: 8 / 566، اللباب: 1 / 151، المختصر في أخبار البشر: 2 / 105 - 106، تذكرة الحفاظ: 3 / 920 - 924، ميزان الاعتدال: 3 / 506 - 508، العبر: 2 / 300، دول الإسلام: 1 / 220، تلخيص ابن مكتوم: 207، الوافي بالوفيات: 2 / 317 - 318، عيون التواريخ: 11 الورقة: 130، مرآة الجنان: 2 / 357، طبقات السبكي: 3 / 131 - 135، البداية والنهاية: 11 / 259، لسان الميزان: 5 / 112 - 115، النجوم الزاهرة: 3 / 342 - 343، طبقات الحفاظ: 374 - 375، شذرات الذهب: 3 / 16، هدية العارفين: 2 / 44 - 45، الرسالة المستطرفة: 20 - 21، 2 / 287.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالِدِيُّ، وَأَبُو مُعَاذٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رزقِ اللهِ السِّجِسْتَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ الزَّوْزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النُّوقَاتِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ سَمَرْقَنْدَ زمَاناً، وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الدِّينِ، وَحفَّاظِ الآثَارِ، عَالِماً بِالطّبِّ، وَبَالنُّجُوْمِ، وَفُنُوْنِ العِلْمِ.
صَنَّفَ المُسْنَدَ الصَّحِيْحَ، يَعْنِي بِهِ: كِتَابَ (الأَنواعِ وَالتقَاسيمِ) ، وَكِتَابَ (التَّاريخِ) ، وَكِتَابَ (الضُّعَفَاءِ) ، وَفقَّهَ النَّاسَ بِسَمَرْقَنْدَ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ أَوعيةِ العِلْمِ فِي الفِقْهِ، وَاللُّغةِ، وَالحَدِيْثِ، وَالوعظِ، وَمِنْ عقلَاءِ الرِّجَالِ.
قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ، فَسَارَ إِلَى قَضَاءِ نَسَا، ثُمَّ انصرفَ إِلَيْنَا فِي سَنَةِ سبعٍ، فَأَقَامَ عِنْدنَا بِنَيْسَابُوْرَ، وَبنَى الخَانقَاهَ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ جُمْلَةٌ مِنْ مصنَّفَاتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ نَيْسَابُوْرَ إِلَى وَطنِهِ سِجِسْتَانَ عَامَ أَرْبَعِيْنَ، وَكَانَتِ الرحلَةُ إِلَيْهِ لسمَاعِ كتُبِهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ حِبَّانَ ثِقَةً نبيلاًَ فَهِماً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصلَاحِ فِي (طبقَاتِ الشَّافِعِيَةِ) :غلطَ ابْنُ حِبَّانَ الغلطَ الفَاحشَ فِي تصرُّفَاتِهِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي أَثنَاءِ كِتَابِ (الأَنواعِ) :لَعَلَّنَا قَدْ كَتَبْنَا عَنْ أَكثرَ مِنْ أَلفَي شَيْخٍ.
قُلْتُ: كَذَا فلتكنِ الهممُ، هَذَا مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الفِقْهِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَالفضَائِلِ البَاهرَةِ، وَكَثْرَةِ التَّصَانِيْفِ.
قَالَ الخَطِيْبُ: ذكرَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ تَصَانِيْفَ ابْنِ حِبَّانَ، فَقَالَ:(تَاريخُ الثِّقَاتِ) ، (عِلَلُ أَوهَامِ المُؤرخينَ) مجلدٌ، (عِلَلُ منَاقبِ الزُّهْرِيِّ) عِشْرُوْنَ جزءاً، (عِلَلُ حَدِيْثِ مَالِكٍ) عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، (عِلَلُ مَا أَسندَ أَبُو حَنِيْفَةَ) عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ.
(مَا خَالفَ فِيْهِ سُفْيَانُ شُعبَةَ) ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، (مَا خَالفَ فِيْهِ شُعبَةُ سُفْيَانَ) جُزْءَانِ.
(مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ المدينةِ مِنَ السُّنَنِ) مجلدٌ، (مَا انفردَ بِهِ المكيُّونَ) مجيليدٌ، (مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ العِرَاقِ) مجلدٌ، (مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ) مجيليدٌ، (مَا انفردَ بِهِ ابْنُ عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ شُعبَةُ عَنْ قَتَادَةَ) مجيليدٌ.
(غَرَائِبُ الأَخبارِ) مجلدٌ، (غَرَائِبُ الكُوْفِيِّينَ) عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، (غَرَائِبُ أَهْلِ البَصْرَةِ) ثمَانيَةُ أَجْزَاءٍ، (الكِنَى) مجيليدٌ، (الفصلُ وَالوصلُ) مجلدٌ، (الفصلُ بَيْنَ حَدِيْثِ أَشعثَ بنِ عَبْدِ الملكِ، وَأَشعثَ بنِ سَوَّارٍ) جُزْءَانِ، كِتَابُ (موقُوفِ مَا رُفعَ) عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ.
(منَاقبُ مَالِكٍ) ، (منَاقبُ الشَّافِعِيِّ) ، كِتَابُ (المُعْجَمِ عَلَى المدنِ) عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، (الأَبْوَابُ المتفرِّقةُ) ثَلَاثَةُ مجلدَاتٍ، (أَنواعُ العلومِ وَأَوصَافِهَا) ثَلَاثَةُ مجلدَاتٍ، (الهدَايَةُ إِلَى علمِ السُّنَنِ) مجلدٌ، (قُبولُ الأَخبارِ) ، وَأَشيَاءٌ (1) .
قَالَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ: وَهَذِهِ التَّوَالِيفُ إِنَّمَا يُوجدُ مِنْهَا النَّزْرُ اليَسِيْرُ، وَكَانَ قَدْ وَقَفَ كتُبَهُ فِي دَارٍ، فَكَانَ السَّبَبُ فِي ذهَابِهَا مَعَ تطَاولِ الزَّمَانِ ضعفُ أَمرِ السُّلْطَانِ، وَاسْتيلَاءُ المفسدينَ.
قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ مُؤَلّفُ كِتَابِ (ذمِّ
(1) انظر عن مصنفات ابن حبان مقدمة " موارد الضمآن " ص 13 - 18.
الكَلَامِ) :سَمِعْتُ عبدَ الصَّمدِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَنكرُوا عَلَى أَبِي حَاتِمٍ بنِ حِبَّانَ قولَهُ: النُّبُوَّةُ: العِلْمُ وَالعملُ، فحكمُوا عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ، هُجرَ، وَكُتِبَ فِيْهِ إِلَى الخَلِيْفَةِ، فَكَتَبَ بِقَتْلِهِ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ غريبَةٌ، وَابنُ حِبَّانَ فَمِنْ كبارِ الأَئِمَةِ، وَلَسْنَا نَدَّعِي فِيْهِ العِصْمَةَ مِنَ الخَطَأِ، لَكِنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي أَطلقَهَا، قَدْ يُطلقُهَا المُسْلِمُ، وَيُطلقُهَا الزِّنديقُ الفيلسوفُ، فَإِطلَاقُ المُسْلِمِ لَهَا لَا يَنْبَغِي، لَكِنْ يُعتذرُ عَنْهُ، فَنَقُوْل: لَمْ يُردْ حصرَ المبتدأِ فِي الخَبَرِ، وَنظيرُ ذَلِكَ قولُهُ عليه الصلاة والسلام:(الحَجُّ عَرَفَةٌ (1)) وَمعلومٌ أَنَّ الحَاجَّ لَا يصيرُ بِمُجَرَّدِ الوُقُوْفِ بِعَرَفَةِ حَاجّاً، بَلْ بَقِيَ عَلَيْهِ فروضٌ وَواجبَاتٌ، وَإِنَّمَا ذكرَ مُهمَّ الحَجِّ.
وَكَذَا هَذَا ذكرَ مُهمَّ النُّبُوَّةِ، إِذْ مِنْ أَكملِ صفَاتِ النَّبِيِّ كمَالُ العِلْمِ وَالعملِ، فَلَا يَكُون أَحدٌ نَبِيّاً إِلَاّ بوجودِهِمَا، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ برَّزَ فِيْهِمَا نَبِيّاً، لأَنَّ النُّبُوَّةَ مَوْهِبَةٌ مِنَ الحَقِّ - تَعَالَى -، لَا حِيْلَةَ للعبدِ فِي اكتسَابِهَا، بَلْ بِهَا يتولَّدُ العِلْمُ اللَّدُنِّيُّ وَالعملُ الصَّالِحُ.
وَأَمَّا الفيلسوفُ فَيَقُوْلُ: النُّبُوَّةُ مكتسبَةٌ يُنْتجُهَا العِلْمُ وَالعملُ، فَهَذَا
(1) أخرجه أحمد 4 / 309 و310 و335، والحميدي (899) ، أبو داود (1949) ، والترمذي (889) ، والنسائي 5 / 264، وابن ماجه (3015) ، والدارمي 2 / 59، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 2 / 209، 210، والدارقطني 2 / 240، 241، والبيهقي 5 / 116 و173، والطيالسي 1 / 220 من حديث عبد الرحمن بن بعمر الديلمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة، فجاء ناس أو نفر من أهل نجد، فأمروا رجلا، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف الحج؟ فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، فنادى: الحج يوم عرفة من جاء قبل الصبح من ليلة جمع فتم حجه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجل في يومين، فلا إثم عليه، ومن تأخر، فلا إثم عليه، قال: ثم أردف رجلا خلفه، فجعل ينادي بذلك.
وصححه ابن حبان (1009) ، والحاكم 1 / 464 و2 / 278، ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا.
كفرٌ، وَلَا يريدُهُ أَبُو حَاتِمٍ أَصلاًَ، وَحَاشَاهُ، وَإِنْ كَانَ فِي تقَاسيمِهِ مِنَ الأَقوَالِ، وَالتَّأَويلَاتِ البعيدَةِ، وَالأَحَادِيثِ المنكرَةِ، عجَائِبٌ، وَقَدِ اعترفَ أَنَّ (صحيحَهُ) لَا يقدرُ عَلَى الكشفِ مِنْهُ إِلَاّ مَنْ حِفْظَهُ، كمنْ عِنْدَهُ مصحفٌ لَا يقدرُ عَلَى مَوْضِعِ آيَةٍ يريدُهَا مِنْهُ إِلَاّ مَنْ يحفظُهُ (1) .
وَقَالَ فِي (صَحِيْحِهِ) :شرطُنَا فِي نقلِهِ مَا أَودعنَاهُ فِي كتَابِنَا أَلَاّ نحتجَّ إِلَاّ بِأَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ شَيْخٍ فِيْهِ خَمْسَةُ أَشيَاءَ:
العدَالةُ فِي الدِّينِ بِالسَتْرِ الجمِيلِ.
الثَّانِي: الصِّدْقُ فِي الحَدِيْثِ بِالشُّهرَةِ فِيْهِ.
الثَّالِثُ: العقلُ بِمَا يُحَدِّثُ مِنَ الحَدِيْثِ.
الرَّابِعُ: العِلْمُ بِمَا يحيلُ المعنَى مِنْ معَانِي مَا رَوَى.
الخَامِسُ: تَعرِّي خبرَهُ مِنَ التَّدْلِيسِ.
فَمَنْ جمعَ الخِصَالَ الخمسَ احتجَجْنَا بِهِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عَمَّارٍ الوَاعِظَ، وَقَدْ سأَلتُهُ عَنِ ابْنِ حبَّانَ، فَقَالَ: نَحْنُ أَخرجنَاهُ مِنْ سِجِسْتَانَ، كَانَ لَهُ علمٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَبِيْرُ دينٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا، فَأَنكرَ الحدَّ للهِ، فَأَخرجنَاهُ.
قُلْتُ: إِنكَارُكُم عَلَيْهِ بدعَةٌ أَيْضاً، وَالخوضُ فِي ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ، وَلَا أَتَى نصٌّ بِإِثْبَاتِ ذَلِكَ وَلَا بِنَفْيِهِ، وَ (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيْهِ (2)) ، وَتَعَالَى اللهُ أَنْ يُحدَّ أَوْ يُوصفَ إِلَاّ بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ عَلَّمَهُ
(1) وقد قام بترتيب الصحيح على الكتب والابواب تقريبا لطالبيه مع المحافظة على الأصل الأمير علاء الدين ابو الحسن علي بن بلبان بن عبد الله المصري الحنفي الفقيه النحوي المحدث المتوفى سنة 739، ومنه نسخة كاملة في دار الكتاب المصرية في تسع مجلدات، وقد شرعت بعون الله توفيقه مع زميل فاضل لي بتحقيقه وتخريج أحاديثه، ونجز منه الجزء الأول، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتمامه. وبمراجعة المقدمة التي كتبناها له، والتخريجات التي قمنا بها لاحاديثه يتبين لك أن الامام الذهبي رحمه الله قد بخسه حقه ولم ينصفه في قوله " وإن كان في تقاسيمه.."
فإن الاوهام التي وقعت له فيه لا تغض من قيمته، ولا تنقص من قدره لأنه مما يخطئ فيه البشر ومما لا يخلو منه عالم محقق.
(2)
حديث صحيح بشواهده. أخرجه الترمذي (2317) ، وابن ماجة (3976) من =
رُسلَهُ بِالمعنَى الَّذِي أَرَادَ بِلَا مِثْل وَلَا كَيْف {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ} [الشُّوْرَى:11] .
قَرَأْتُ بخطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ فِي جُزءٍ علَّقَهُ مآخِذَ عَلَى كِتَابِ ابْنِ حِبَّانَ.
فَقَالَ: فِي حَدِيْثِ أَنَسٍ فِي الوصَالِ (1) :فِيْهِ دليلٌ عَلَى أَنَّ الأَخبارَ الَّتِي فِيْهَا وضعُ الحَجَرِ عَلَى بطنِهِ مِنَ الجوعِ كُلُّهَا بَوَاطِيْلٌ، وَإِنَّمَا معنَاهَا الحُجَزُ، وَهُوَ طرفُ الرِّدَاءِ، إِذ اللهُ يُطعمُ رسولَهُ، وَمَا يُغنِي الحَجرُ مِنَ الجوعِ.
قُلْتُ: فَقَدْ سَاقَ فِي كِتَابِهِ حَدِيْثَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي خُرُوْجِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الجوعِ، فلقِيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخبرَاهُ.
فَقَالَ: (أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا (2)) ، فدلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُطعَمُ وَيُسقَى فِي الوصَالِ خَاصَّةً.
وَقَالَ: فِي حَدِيْثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِرَجُلٍ:(أَصُمْتَ مِنْ سررِ شَعْبَانَ شَيْئاً؟) .
قَالَ: لَا.
قَالَ: (إِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمِينِ (3)) .
فَهَذِهِ لفظَةُ اسْتخبارٍ، يُرِيْدُ الإِعلَامَ بِنَفْيِ جَوَازِ ذَلِكَ، كَالمُنْكَرِ
= حديث أبي هريرة. وأخرجه أحمد 1 / 201 والطبراني (2886) من حديث الحسين بن علي وأخرجه أبو أحمد الحاكم في " الكنى " من حديث أبي بكر. وأخرجه الطبراني في " الصغير " 2 / 43 من حديث زيد بن ثابت. وأخرجه الحاكم في " تاريخه " من حديث علي. وأخرجه ابن عساكر من حديث الحارث بن هشام وانظر " جامع العلوم والحكم " ص: 105 لابن رجب.
(1)
أخرجه مسلم (1104) في الصيام: باب النهي عن الوصال في الصوم من طريق عاصم
ابن النضر التميمي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا حميد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان، فواصل ناس من المسلمين، فبلغه ذلك، فقال:" لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي أو قال: لست مثلكم - إني أظل يطعمني ربي ويسقيني ".
(2)
راجع مسند أبي بكر. للمروزي بتحقيقنا.
(3)
أخرجه البخاري 4 / 200، 201 في الصوم: باب الصوم من آخر الشهر، ومسلم (1161) في الصيام: باب صوم سرر شعبان، وأبو داود (2328) . وسرر شعبان: آخره حين =
عَلَيْهِ لَوْ فعلَهُ، كقولِهِ لعَائِشَةٍ:(تَسْتُرينَ الجُدُرَ (1) ؟!) .
وَأَمْرُهُ بصومِ يَوْمَينِ مِنْ شَوَّالٍ، أَرَادَ بِهِ انتهَاءَ السّرَارِ.
وَذَلِكَ فِي الشّهرِ الكَاملِ وَالسّرَارُ فِي الشهرِ النَّاقصِ يَوْمٌ وَاحدٌ.
قُلْنَا: لَوْ كَانَ مُنْكراً عَلَيْهِ لمَا أَمرَهُ بِالقَضَاءِ.
وَقَالَ: فِي حَدِيْثِ: (مَرَرْتُ بِمُوْسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ (2)) ، أَحيَا اللهُ مُوْسَى فِي قَبْرِهِ حَتَّى مرَّ عَلَيْهِ المُصْطَفَى عليه السلام، وَقبْرُهُ بِمَدْيَنَ، بَيْنَ المدينةِ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ.
وَحديثُ: (كَانَ يَطُوْفُ علَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ، وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ)، وَفِي رِوَايَةِ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ وَهِيَ:(إِحْدَى عَشْرَةَ) .
= يستسر الهلال. وانظر " الفتح " 4 / 201.
(1)
أخرجه أحمد 6 / 247، ومسلم (2107) في اللباس والزينة، وابن سعد 8 / 469 عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فاشتريت له نمطا فيه صورة، فسترت به على سهوة بيتي، فدخل رسول الله، فرأيت كراهية الستر في وجهه، ثم جبذه، فقال:" أتسترون الجدار! " قالت: فأخذت النمط فقطعته وسادتين، فرأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم متكئا على إحداهما.
ولفظ مسلم: رأيته خرج في غزاته، فأخذت نمطا، فسترته على الباب، فلما قدم، فرأى النمط، عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه، وقال: إن الله لم يأمرنا ان نكسو الحجارة والطين " قالت: فقطعنا منه وسادتين، وحشوتهما ليفا، فلم يعب ذلك علي. وانظر " شرح السنة " 12 / 135 بتحقيقنا.
(2)
أخرجه ابن حبان (48) واخرجه أحمد 3 / 148 من طريق حسن بن موسى وعفان كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت وسليمان التيمي، عن أنس، وأخرجه مسلم (2375) من طريق هداب بن خالد وشيبان فروخ، كلاهما عن حماد بهذا الإسناد، وأخرجه النسائي 3 / 216 من طريق حماد به.
وأورده السيوطي في " الجامع الكبير ": 741، وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن خزيمة.
(3)
أخرجه ابن حبان (1196)، وأخرجه البخاري 1 / 324 في الغسل: باب إذا جامع ثم عاد من طريق محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن =
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فحكَى أَنَسٌ ذَلِكَ الفِعْلَ مِنْهُ أَوَّلَ قُدومِهِ المدينَةَ، حَيْثُ كَانَتْ تَحْتَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً.
وَالخَبَرُ الأَوّلُ إِنَّمَا حَكَاهُ أَنَسٌ فِي آخِرِ قُدومِهِ المدينَةَ، حَيْثُ كَانَتْ تَحْتَهُ تِسْعٌ، لأَنَّ هَذَا الفِعْلَ كَانَ مِنْهُ مَرَّاتٌ.
قُلْنَا: أَوَّلَ قُدومِهِ فَمَا كَانَ لَهُ سِوَى امْرَأَةً، وَهِيَ سَوْدَة، ثُمَّ إِلَى السّنَةِ الرَّابِعةِ مِنَ الهِجْرَةِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَكثرُ مِنْ أَرْبَعِ نسوَةٍ، فَإِنَّهُ بَنَى بِحَفْصَةَ، وَبأُمِّ سَلَمَةَ، فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ، وَقبلَهَا سَوْدَة وَعَائِشَة، وَلَا نعلمُ أَنَّهُ اجتمعَ عِنْدَهُ فِي آنٍ إِحْدَى عَشْرَةَ زوجةً.
وَقَالَ: ذكرَ الخَبَرَ المدحضَ قولَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ بَيْنَ إِسْمَاعِيْلَ وَدَاوُدَ أَلفَ
= مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن
إحدى عشرة.
وأخرجه أيضا 1 / 334: باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره من طريق عبد الأعلى بن حماد، والنسائي 6 / 53، 54 من طريق إسماعيل بن مسعود، كلاهما عن يزيد بن زريع، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وله يومئذ تسع نسوة.
قال ابن خزيمة تعليقا على رواية معاذ بن هشام: " وهن إحدى عشرة ": تفرد بذلك معاذ بن هشام، عن أبيه، ورواه سعيد بن أبي عروة وغيره عن قتادة.
وأما ابن حبان، فقد جمع في صحيحه بين الروايتين بأن حمل ذلك على حالتين، قال الحافظ ابن حجر: لكنه وهم في قوله: إن الأولى كانت في أول قدومه من المدينة حيث كان تحته تسع نسوة، والحالة الثانية في آخر الامر حيث اجتمع عنده إحدى عشرة امرأة.
وموضع الوهم منه أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن تحته امرأة سوى سودة، ثم دخل على عائشة بالمدينة، ثم تزوج أم سلمة وحفصة وزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة والرابعة، ثم تزوج زينب بنت جحش في الخامسة، ثم جويرية في السادسة، ثم صفية وأم حبيبة وميمونة في السابعة، وهؤلاء جميع من دخل بهن من الزوجات بعد الهجرة على المشهور.
واختلف في ريحانة وكانت من سبي بني قريظة، فجزم ابن إسحاق بأنه عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب، فاختارت البقاء في ملكه، والاكثر على أنها ماتت قبله في سنة عشر، وكذا ماتت زينب بنت خزيمة بعد دخولها عليه بقليل.
قال ابن عبد البر: مكثت عنده شهرين أو ثلاثة، فعلى هذا لم يجتمع عنده من الزوجات أكثر من تسع، مع أن سودة كانت وهبت يومها لعائشة كما سيأتي في مكانه، فرجحت رواية سعيد، لكن تحمل رواية هشام على أنه ضم مارية وريحانة إليهن واطلق عليهن لفظ نسائه تغليبا.
سنَةٍ، فَرَوَى خبرَ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ كَمْ بَيْنَ المَسْجَدِ الحَرَامِ وَالمَسْجَدِ الأَقصَى؟
قَالَ: (أَرْبَعُوْنَ سنَةً (1)) .
حديثُ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ (2)، قَالَ: فِيْهِ البيَانُ بَأَنَّ الحبْرَ الفَاضِلَ قَدْ يَنسَى، قَالَ: لأَنَّ المُصطفَى مَا اعتمرَ إِلَاّ أَرْبَعاً:
أُوْلَاهَا: عُمرَةُ القَضَاءِ عَامَ القَابلِ مِنْ عَامِ الحُدَيْبِيَّةِ، قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ.
ثُمَّ الثَّانِيَةُ: حِيْنَ فتحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ.
وَلَمَّا رَجعَ مِنْ هَوَازِنَ اعتمرَ مِنَ الجِعْرانَةِ وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ.
وَالرَّابِعَةُ: مَعَ حَجَّتِهِ.
فَوَهِمَ أَبُو حَاتِمٍ كمَا تَرَى فِي أَشيَاءَ.
(1) هو في صحيح ابن حبان (1589) وأخرجه أحمد 5 / 166، 167، من طريق محمد ابن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر.
وأخرجه أحمد 5 / 156 و157 و160، والبخاري 6 / 290، 291 في الأنبياء: رقم الباب 10، و332 و333، ومسلم (520) في أول المساجد من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر به.
وأورده السيوطي في " الدر المنثور "، وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبيهقي في " شعب الايمان ".
قال ابن المقيم في " زاد المعاد " 1 / 49: وقد أشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد به، فقال: معلوم أن سليمان بن داود هو الذي بنى المسجد الاقصى وبينه وبين إبراهيم أكثر من ألف عام.
وهذا من جهل القائل به، فإن سليمان إنما كان له من المسجد الاقصى تجديده لا تأسيسه، والذي أسسه هو يعقوب بن إسحاق صلى الله عليهما وآلهما وسلم بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا المقدار.
(2)
أخرج البخاري 3 / 478 من طريق مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة، وإذا أناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة، ثم قال له: كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربع إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة: يا أماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن! قالت عائشة: ما يقول؟ قال: يقول: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب.
قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط.
ورواه مسلم (936) وزاد: وابن عمر يسمع، فما قال: لا، ولا قال: نعم، قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه، أو نسي، أو شك، وقال القرطبي: عدم إنكاره على عائشة يدل على أنه كان على وهم، وأنه رجع لقولها.
فَفِي (الصَّحِيْحَيْنِ (1)) لأَنسٍ: اعتمرَ نَبِيُّ اللهِ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ إِلَاّ الَّتِي مِنْ حجَّتِهِ عُمرةُ الحُدَيْبِيَّةِ، وَعُمرتُهُ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ، وَعُمرتُهُ مِن الجِعْرانَةِ.
وَقَالَ: ذكرَ مَا كَانَ يقرأُ عليه السلام فِي جلوسِهِ بَيْنَ الخطبتينِ فَمَا ذكرَ شَيْئاً.
تُوُفِّيَ ابْنُ حِبَّانَ بِسِجِسْتَانَ بِمدينَةِ بُسْتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عشرِ الثَّمَانِيْنَ.
وَمَا ظفرتُ بشيءٍ مِنْ حَدِيْثهِ عَالِياً.
كَتَبَ إِلَيَّ المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ العلَاّنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاذٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، قَدِمَ للحجِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ ربْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:(إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاس مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)(2) .
(1) أخرجه البخاري 3 / 478 في الحج: باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد: باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره، وفي المغازي: باب غزوة الحديبية، ومسلم (1253) .
في الحج: باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن، وهو في سنن ابي
داود (1994) ، وجامع الترمذي (815) .
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري 6 / 380 في الأنبياء: باب ما يذكر عن بني إسرائيل من طريق آدم، عن شعبة بهذا الإسناد.
وأخرجه ابو داود (4797) في الأدب: باب ما جاء في الحياء من طريق عبد الله بن مسلمة. عن شعبة به.
وأخرجه ابن ماجة (4183) في الزهد: باب الحياء من طريق عمرو بن رافع، عن جرير، عن منصور به.
وأخرجه البخاري 6 / 380 و10 / 434 في الآدب من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، عن منصور..
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ عبدُ المعزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النُّوقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صرمَا وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبدَةُ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيْبٍ سَهْلٍ) .
أَخرجهُ التِّرْمِذِيُّ (1) مِنْ حَدِيْثِ عَبدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَحسَّنَهُ.
قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ حَمْزَةَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عبدُ المعزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ تمِيماً الجُرْجَانِيَّ أَخبرهُمْ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البَحَّاثيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الزَّوْزَنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانَ الوَاسِطِيُّ، قَالَا:
حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ أَبا رَجَاءَ العُطَارِدِيَّ، سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ
(1) برقم (2488) في صفة القيامة رقم الباب (45) ، وهو في صحيح ابن حبان (1096) و (1097) وعبد الله بن عمرو الاودي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد 1 / 415 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن موسى بن عقبة، عن الاودي، عن ابن مسعود.
وقد التبس امر الاودي على العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على " المسند " 6 / 19، فلم يعرفه، والسبب أنه لم يهتد إلى رواية الترمذي المصرحة باسمه بعد طول البحث.
وللحديث شواهد يتقوى بها عن أنس وأبي هريرة ومعيقيب رواها الطبراني كما في " المجمع " 4 / 75.