الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْجُزْءُ الْرَّابِعُ
1 - المَجْنُوْنُ قَيْسُ بنُ المُلَوِّحِ العَامِرِيُّ *
وَقِيْلَ: ابْنُ مُعَاذٍ.
وَقِيْلَ: اسْمُهُ: بَخْتَرِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
مِنْ بَنِي عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ.
وَقِيْلَ: مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ سَعْدٍ؛ الَّذِي قَتَلَهُ الحُبُّ فِي لَيْلَى بِنْتِ مَهْدِيٍّ العَامِرِيَّةِ.
سَمِعْنَا أَخْبَارَهُ تَأْلِيْفَ ابْنِ المَرْزُبَانِ (1) .
وَقَدْ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ لَيْلَى وَالمَجْنُوْنَ، وَهَذَا دَفْعٌ بِالصَّدْرِ، فَمَا مَنْ لَمْ يَعْلَمْ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ، وَلَا المُثْبِتُ كَالنَّافِي، لَكِنْ إِذَا كَانَ المُثْبِتُ لِشَيْءٍ شِبْهَ خُرَافَةٍ، وَالنَّافِي لَيْسَ غَرَضُهُ دَفْعُ الحَقِّ، فَهُنَا النَّافِي مُقَدَّمٌ، وَهُنَا تَقَعُ المُكَابَرَةُ وَتُسْكَبُ العَبْرَةُ.
فَقِيْلَ: إِنَّ المَجْنُوْنَ عَلِقَ لَيْلَى عَلَاقَةَ الصِّبَا، وَكَانَا يَرْعَيَانِ البَهْمَ (2) .
أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ، وَمَا أَفْحَلَ شِعْرَهُ:
(*) ترجمته في: الشعر والشعراء 467، الاغاني 2 / 1، المؤتلف والمختلف 188، نشوار المحاضرة 5 / 102، سمط اللآلي 350، تاريخ الإسلام 3 / 64، فوات الوفيات 2 / 136، سرح العيون 195، شرح الشواهد 238، النجوم الزاهرة 1 / 170، تزيين الاسواق 1 / 97، شذرات الذهب 1 / 277، خزانة الأدب للبغدادي 2 / 170.
(1)
في تاريخ الإسلام للمؤلف: " سمعنا أخباره في جزء ألفه ابن المرزبان " وابن المرزبان مؤرخ، عالم بالادب، له تصانيف كثيرة منها: الشعراء، النساء والغزل.
(2)
البهم: جمع بهمة، وهو الصغير من الضأن، الذكر والانثى في ذلك سواء.
تَعَلَّقْتُ لَيْلَى وَهْيَ ذَاتُ ذُؤَابَةٍ
…
وَلَمْ يَبْدُ لِلأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ
صَغِيْرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ، يَا لَيْتَ أَنَّنَا
…
إِلَى اليَوْمِ لَمْ نَكْبَرْ وَلَمْ تَكْبَرِ البَهْمُ (1)
وَعَلِقَتْهُ هِيَ أَيْضاً، وَوَقَعَ بِقَلْبِهَا.
وَهُوَ القَائِلُ:
أَظُنُّ هَوَاهَا تَارِكِي بِمَضَلَّةٍ
…
مِنَ الأَرْضِ لَا مَالٌ لَدَيَّ وَلَا أَهْلُ
وَلَا أَحَدٌ أَقْضِي إِلَيْهِ وَصِيَّتِي
…
وَلَا وَارِثٌ إِلَاّ المَطِيَّةُ وَالرَّحْلُ (2)
مَحَا حُبُّهَا حُبَّ الأُلَى كُنَّ قَبْلَهَا
…
وَحَلَّتْ مَكَاناً لَمْ يَكُنْ حُلَّ مِنْ قَبْلُ
فَاشْتَدَّ شَغَفُهُ بِهَا حَتَّى وُسْوِسَ، وَتُخُبِّلَ فِي عَقْلِهِ، فَقَالَ:
إِنِّي لأَجْلِسُ فِي النَّادِي أُحَدِّثُهُمْ
…
فَأَسْتَفِيْقُ وَقَدْ غَالَتْنِيَ الغُوْلُ (3)
يُهْوِي بِقَلْبِي حَدِيْثُ النَّفْسِ نَحْوَكُمُ
…
حَتَّى يَقُوْلَ جَلِيْسِي: أَنْتَ مَخْبُوْلُ (4)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَزَايَدَ بِهِ الأَمْرُ حَتَّى فَقَدَ عَقْلَهُ، فَكَانَ لَا يُؤْوِيْهِ رَحْلٌ، وَلَا يَعْلُوْهُ ثَوْبٌ إِلَاّ مَزَّقَهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّ قَوْمَ لَيْلَى شَكَوُا المَجْنُوْنَ إِلَى السُّلْطَانِ، فَأَهْدَرَ دَمَهُ، وَتَرَحَّلَ قَوْمُهَا بِهَا، فَجَاءَ، وَبَقِيَ يَتَمَرَّغُ فِي المَحَلَّةِ، وَيَقُوْلُ:
أَيَا حَرَجَاتِ الحَيِّ حَيْثُ تَحَمَّلُوْا
…
بِذِي سَلَمٍ لَا جَادَكُنَّ رَبِيْعُ
(1) في الأصل: بليلى وهو تحريف، والتصويب من الديوان ص 238 ورواية الديوان والشعر والشعراء:" وهي غر صغيرة " وفي رواية أخرى في الاغاني 2 / 12: " وعلقتها غراء ذات ذوائب " الذؤابة مقدم شعر الرأس، والذؤابة من كل شيء أعلاه.
الاتراب: جمع ترب وهو المماثل في السن، وأكثر ما يستعمل في المؤنث.
(2)
في الديوان: " أفضي " يقال: وقضيت إلى فلان الامر، أي أنهيته إليه وأبلغته ذلك.
(3)
الغول: نوع من الشياطين كانت العرب تزعم أنها تظهر للناس في الفلاة، فتتلون لهم بصور شتى.
وغالتني: أضلتني وأهلكتني.
(4)
للبيت رواية أخرى في " بسط سامع المسامر " ص 77 وهي: يغشى بقلبي حديث النفس عندهم * حتى يقول حبيبي أنت مخبول (5) في الديوان ص 190: " حين " بدل " حيث ".
وحرجات: ج حرجة، وهي الغيضة الملتفة الشجر، أو الشجرة بين الاشجار لا تصل إليها الايدي.
وذو سلم: موضع بالحجاز.