الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شَقَقْتَ عَلِيَّ.
فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ، وَأَكْرَمَهُ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَمائَةٍ.
فَإِنْ كَانَ الأَوْزَاعِيُّ شَافَهَهُ، فَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ.
137 - مَالِكُ بنُ أَسْمَاءَ * بنِ خَارِجَةَ الفَزَارِيُّ
مِنْ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ، لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ عَامِلاً عَلَى الحِيْرَةِ لِلْحَجَّاجِ.
وَكَانَ جَمِيْلاً، وَسِيْماً.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
رُبَّمَا قَدْ لُقِيْتُ أَمْسِ كَئِيْباً
…
أَقْطَعُ اللَّيْلَ عَبْرَةً وَنَحِيْبَا
أَيُّهَا المُشْفِقُ المُلِحُّ حِذَاراً
…
إِنَّ لِلْمَوْتِ طَالِباً وَرَقِيْبَا
138 - أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيْلُ بنُ آدَةَ **
(م، 4)
مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ دِمَشْقَ، وَفِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ، أَقْوَاهَا: شَرَاحِيْلُ بنُ آدَةَ.
حَدَّثَ عَنْ: عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَثَوْبَانَ، وَشَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، وَأَوْسِ بنِ أَوْسٍ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو قِلَابَةَ الجَرْمِيُّ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، وَيَحْيَى الذِّمَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
(*) الشعر والشعراء 666، الاغاني 16 / 41، معجم المرزباني 266، سمط اللآلي 15، تاريخ ابن عساكر 16 / 81 ب، تاريخ الإسلام 4 / 188، لسان الميزان 5 / 2.
(* *) طبقات ابن سعد 5 / 536، طبقات خليفة ت 2913، تاريخ البخاري 4 / 255، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثاني 373، تاريخ ابن عساكر 8 / 8 آ، تاريخ الإسلام 3 / 254 و4 / 71، العبر 1 / 123، تذهيب التهذيب 2 / 71 ب، تهذيب التهذيب 4 / 319، خلاصة تذهيب التهذيب 164، شذرات الذهب 1 / 123، تهذيب ابن عساكر 6 / 296.
وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ (1) : هُوَ يَمَانِيٌّ، نَزَلَ دِمَشْقَ.
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ (2) : لَعَلَّهُ مِنْ صَنْعَاءِ اليَمَنِ، فَنَزَلَ صَنْعَاءَ دِمَشْقَ (3) .
قُلْتُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ المائَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ، وَلَا لأَبِي سَلَاّمٍ؛ لأَنَّهُمَا لَا يَكَادَانِ يُصَرِّحَانِ بِاللِّقَاءِ، وَهُوَ لَا يَقْنَعُ بِالمُعَاصَرَةِ (4) .
وَفِي (صَحِيْحِ مُسْلِمٍ) : عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ:
كُنْتُ بِالشَّامِ فِي حَلْقَةٍ فِيْهَا مُسْلِمُ بنُ يَسَارٍ، فَجَاءَ أَبُو الأَشْعَثِ، فَقَالُوا: أَبُو الأَشْعَثِ، أَبُو الأَشْعَثِ.
فَجَلَسَ، فَقَالُوا لَهُ: حَدِّثْ أَخَانَا حَدِيْثَ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ.
قَالَ: نَعَمْ، غَزَوْنَا غَزَاةً، وَعَلَى النَّاسِ مُعَاوِيَةُ، فَغَنِمْنَا، فَكَانَ فِيْمَا غَنِمْنَا آنِيَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً أَنْ يَبِيْعَهَا فِي أُعْطِيَاتِ النَّاسِ، فَتَسَارَعَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ.
فَقَامَ عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ، فَقَالَ:
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى
(1) في الطبقات 5 / 536.
(2)
في تاريخه 8 / 9 ب.
(3)
صنعاء اليمن: هي قصبتها وأحسن بلادها، تشبه بدمشق لكثرة فواكهها، وتدفق مياهها، تقع إلى الشمال من عدن، وتبعد عنها ثمانية وستين ميلا.
وصنعاء دمشق: قرية على بابها، دون المزة. انظر معجم البلدان.
(4)
يشترط البخاري رحمه الله في الحديث، الذي يرويه العدل الضابط غير المدلس عن شيخه بلفظ عن، ثبوت ملاقاة الراوي لمن روى عنه ولو مرة واحدة، بينما يكتفي الامام مسلم بالمعاصرة، وقد أنكر على شيخه البخاري في خطبة صحيحه اشتراط اللقي وادعى أنه قول مخترع لم يسبق قائله إليه، وأن الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالاخبار قديما وحديثا أنه يكفي في ذلك كونهما في عصر واحد.
انظر مقدمة صحيح مسلم 1 / 28، 29.
عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ (1)
…
، الحَدِيْثَ.
139 -
رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشِ بنِ جَحْشِ بنِ عَمْرٍو الغَطَفَانِيُّ * (ع)
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الوَلِيُّ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو مَرْيَمَ (2) الغَطَفَانِيُّ، ثُمَّ العَبْسِيُّ، الكُوْفِيُّ، المُعَمَّرُ، أَخُو العَبْدِ الصَّالِحِ مَسْعُوْدٍ؛ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ المَوْتِ.
سَمِع مِنْ: عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ يَوْمَ الجَابِيَةِ (3) ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ
(1) أخرجه مسلم (1587) في المساقاة: باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا.
وتمامه: " والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، إلا سواء بسواء، عينا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى " فرد الناس ما أخذوا فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا فقال: ألا ما بال رجال يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث قد كنا نشهده ونصحبه، فلم نسمعها منه! فقام عبادة ابن الصامت، فأعاد القصة ثم قال: لنحدثن بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كره معاوية - أو قال وإن رغم - ما أبالي أن لا أصحبه في جنده ليلة سوداء.
(*) طبقات ابن سعد 6 / 127، طبقات خليفة ت 1104، تاريخ البخاري 3 / 327، الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول 509، الحلية 4 / 367 وفيه صحف بالخاء المعجمة، تاريخ بغداد 8 / 433، تاريخ ابن عساكر 6 / 99 ب، أسد الغابة 2 / 162، وفيات الأعيان 2 / 300، تهذيب الكمال ص 402، تاريخ الإسلام 4 / 111، تذكرة الحفاظ 1 / 65، العبر 1 / 121، تذهيب
التهذيب 1 / 215 ب، الإصابة ت 2721، تهذيب التهذيب 3 / 236، النجوم الزاهرة 1 / 253، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 27، خلاصة تذهيب التهذيب 114، شذرات الذهب 1 / 121، تهذيب ابن عساكر 5 / 300.
(2)
ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل استدركناه من الإصابة وتهذيب الكمال.
(3)
انظر تعريف الجابية ص 132 رقم (1) .
عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُوْنَ.
عِمْرَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ، قَالَ:
خَطَبَنَا عُمَرُ بِالجَابِيَةِ (1) .
وَعَنِ الكَلْبِيِّ (2) : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى حِرَاشِ بنِ جَحْشٍ، فَخَرَّقَ كِتَابَهُ (3) .
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ: رَأَيْتُ رِبْعِيَّ بنَ حِرَاشٍ مَرَّ بِعَشَّارٍ، وَمَعَهُ مَالٌ، فَوَضَعَهُ عَلَى قَرَبُوْسِ سَرْجِهِ، ثُمَّ غَطَّاهُ، وَمَرَّ (4) .
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَتَى رَجُلٌ الحَجَّاجَ، فَقَالَ:
إِنَّ رِبْعِيَّ بنَ حِرَاشٍ زَعَمُوا لَا يَكْذِبُ، وَقَدْ قَدِمَ وَلدَاهُ عَاصِيَيْنِ.
قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ الحَجَّاجُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟
قَالَ: هُمَا فِي البَيْتِ - وَاللهُ المُسْتَعَانُ -.
فَقَالَ لَهُ الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ: هُمَا لَكَ.
وَأَعْجَبَهُ صِدْقُهُ (5) .
وَرَوَاهَا: الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، وَزَادَ:
قَالُوا: مَنْ ذَكَرْتَ يَا أَبَا سُفْيَانَ؟
قَالَ: ذَكَرْتُ رِبْعِيّاً؛ وَتَدْرُوْنَ مَنْ رِبْعِيٌّ؟ كَانَ رِبْعِيٌّ مِنْ أَشْجَعَ، زَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ قَطُّ (5) .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: رِبْعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ.
(1) ابن عساكر 6 / 100 آ.
(2)
هو محمد بن السائب أبو النضر الكوفي المفسر النسابة، ضعفه غير واحد، وبعضهم اتهمه، وقال الدارقطني وجماعة: متروك.
وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به.
(3)
ابن سعد 6 / 127.
(4)
ابن عساكر 6 / 101 ب، والقربوس: حنو السرج.
(5)
ابن عساكر 6 / 101 ب.
البُرْجُلَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا بَكْرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَابِدُ، عَنِ الحَارِثِ الغَنَوِيِّ، قَالَ:
آلَى رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشٍ أَنْ لَا تَفْتَرَّ أَسْنَانُهُ ضَاحِكاً حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ مَصِيْرُهُ؟
قَالَ الحَارِثُ: فَأَخْبَرَ الَّذِي غَسَّلَهُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَبَسِّماً عَلَى سَرِيْرِهِ، وَنَحْنُ نُغَسِّلِهُ، حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهُ - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ (1) -.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: بَنُوْ حِرَاشٍ ثَلَاثَةٌ: رِبْعِيٌّ، وَرَبِيْعٌ، وَمَسْعُوْدٌ.
قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ: سُعِيَ إِلَى الحَجَّاجِ بِأَنَّكَ ضَرَبْتَ البَعْثَ عَلَى
ابْنَيْ رِبْعِيٍّ، فَعَصَيَا.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ مُنْحَنٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟
قَالَ: هُمَا فِي البَيْتِ.
قَالَ: فَحَمَلَهُ، وَكَسَاهُ، وَأَوْصَى بِهِ خَيْراً (2) .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ البَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رِيَاحٍ الأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبِيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ:
كُنَّا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ، فَكَانَ الرَّبِيْعُ أَكْثَرَنَا صَلَاةً وَصِيَاماً فِي الهَوَاجِرِ، وَإِنَّهُ تُوُفِّيَ، فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَهُ قَدْ بَعَثْنَا مَنْ يَبْتَاعُ لَهُ كَفَناً، إِذْ كَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُم.
فَقَالَ القَوْمُ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ يَا أَخَا عِيْسَى، أَبَعْدَ المَوْتِ؟
قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَقِيْتُ رَبِّي بَعْدَكُم، فَلقِيْتُ رَبّاً غَيْرَ غَضْبَانَ، وَاسْتَقْبَلَنِي بِرُوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، أَلَا وَإِنَّ أَبَا القَاسِمِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، فَعَجِّلُوْنِي.
ثُمَّ كَانَ بِمَنْزِلَةِ حَصَاةٍ رُمِيَ بِهَا فِي طَسْتٍ.
فَنُمِيَ الحَدِيْثُ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ:
أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (يَتَكَلَّمُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ المَوْتِ)(3) .
(1) ابن عساكر 6 / 102 آ.
(2)
انظر الحلية 4 / 369 وابن عساكر 6 / 101 ب.
(3)
الخبر في الحلية 4 / 367، 368، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة زيد بن خارجة ت 844 ورجال إسناده ثقات لكن ليس فيه المرفوع، وهو الاصح فقد رواه عن عبد الملك غير واحد فما رفعه.