الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ فَقُطِعَتْ خُطْبَتُهُ وَخُطِبَ لَهُمَا بها، وهرب بركيارق إِلَى وَاسِطٍ، وَنَهَبَ جَيْشُهُ مَا اجْتَازُوا بِهِ مِنَ الْبِلَادِ وَالْأَرَاضِي، فَنَهَاهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنْ ذَلِكَ وَوَعَظَهُ فَلَمْ يُفِدْ شَيْئًا.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَلَكَتِ الْفِرِنْجُ قِلَاعًا كَثِيرَةً مِنْهَا: قَيْسَارِيَّةُ وسروج، وسار ملك الفرنج كندر (1) - وَهُوَ الَّذِي أَخَذَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ - إِلَى عَكَّا فَحَاصَرَهَا فَجَاءَهُ سَهْمٌ فِي عُنُقِهِ فَمَاتَ مِنْ فوره لعنه الله.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا
مِنَ الْأَعْيَانِ
…
أَحْمَدُ بْنُ محمد ابن عبد الواحد بن الصباح (2) ، أَبُو مَنْصُورٍ، سَمِعَ الْحَدِيثَ وَتَفَقَّهَ عَلَى الْقَاضِي أبي الطيب الطبري ثم على ابن عمه أبي نصر بن الصباح (2) ، وَكَانَ فَقِيهًا فَاضِلًا كَثِيرَ الصَّلَاةِ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَقَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِرَبْعِ الْكَرْخِ وَالْحِسْبَةَ بِالْجَانِبِ الغربي.
عبد الله بن الحسن ابن أبي منصور أبو محمد الطبسي، رحل إلى الآفاق وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُكْثِرِينَ ثِقَةً صدوقاً عالماً بالحديث ورعاً حسن الخلق.
عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد أبو محمد الرزاز السَّرْخَسِيُّ، نَزَلَ مَرْوَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَأَمْلَى وَرَحَلَ إِلَيْهِ الْعُلَمَاءُ، وَكَانَ حَافِظًا لِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ مُتَدَيِّنًا ورعاً، رحمه الله.
عزيز بن عبد الملك منصور أبو المعالي الجيلي القاضي الملقب سيدله (3) ، كَانَ شَافِعِيًّا فِي الْفُرُوعِ أَشْعَرِيًّا فِي الْأُصُولِ، وَكَانَ حَاكِمًا بِبَابِ الْأَزَجِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ بَابِ الْأَزَجِ مِنَ الْحَنَابِلَةِ شَنَآنٌ كَبِيرٌ، سَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي عَلَى حِمَارٍ لَهُ ضَائِعٍ فقال: يدخل الْأَزَجِ وَيَأْخُذُ بِيَدِ مَنْ شَاءَ.
وَقَالَ يَوْمًا لِلنَّقِيبِ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ: لَوْ حَلَفَ إِنْسَانٌ أَنَّهُ لا يرى إنسان فَرَأَى أَهْلَ بَابَ الْأَزَجِ لَمْ يَحْنَثْ.
فَقَالَ لَهُ الشَّرِيفُ: مَنْ عَاشَرَ قَوْمًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَهُوَ مِنْهُمْ.
وَلِهَذَا لَمَّا مَاتَ فَرِحُوا بِمَوْتِهِ كثيرا.
(1) في الكامل 10 / 324: كند فرى، وفي تاريخ ابن خلدون 5 / 186: كبريري.
(2)
في الكامل 10 / 326: الصباغ.
(3)
في وفيات الاعيان 3 / 259: شيذلة، وفي طبقات السبكي 3 / 287: شيلد.
(*)
محمد بن أحمد ابن عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَوْقٍ، أَبُو الْفَضَائِلِ الرَّبَعِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ، وَسَمِعَ مِنَ الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا.
كَتَبَ الكثير.
محمد بن الحسن أبو عبد الله المرادي، نزل أوان وكان مقرئاً فقيهاً صالحاً، له كرامات وَمُكَاشَفَاتٌ، أَخَذَ عَنِ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى بْنِ الْفَرَّاءِ الْحَدِيثَ وَغَيْرِهِ.
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنًا لَهُ صَغِيرًا طَلَبَ مِنْهُ
غَزَالًا وَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ غَدًا يأتيك غزال.
فلما كان الغد أتت غزال فصارت تنطح الباب بقرنيها حتى فتحته، فقال له أبوه: يا بني أتتك الغزال.
محمد بن علي بن عبيد الله ابن أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَدْعَانَ، أَبُو نَصْرٍ الْمَوْصِلِيُّ الْقَاضِي، قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ ثلاث وتسعين، وحدث عن عمه بالأربعين الْوَدْعَانِيَّةِ، وَقَدْ سَرَقَهَا عَمُّهُ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ وَدْعَانَ مِنْ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الْهَاشِمِيِّ، فَرَكَّبَ لَهَا أَسَانِيدَ إِلَى مَنْ بَعْدَ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ كُلُّهَا، وَإِنْ كَانَ فِي بَعْضِهَا مَعَانٍ صَحِيحَةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو سَعْدٍ الْمُسْتَوْفِي شَرَفُ الْمُلْكِ الْخُوَارَزْمِيُّ، جَلِيلُ الْقَدْرِ، وَكَانَ مُتَعَصِّبًا لِأَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَوَقَفَ لَهُمْ مَدْرَسَةً بِمَرْوَ، وَوَقَفَ فِيهَا كُتُبًا كَثِيرَةً، وَبَنَى مَدْرَسَةً بِبَغْدَادَ عِنْدَ بَابِ الطَّاقِ، وَبَنَى الْقُبَّةَ عَلَى قَبْرِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَبَنَى أَرْبِطَةً فِي الْمَفَاوِزِ، وَعَمِلَ خَيْرًا كَثِيرًا، وَكَانَ من أكل النَّاسِ مَأْكَلًا وَمَشْرَبًا، وَأَحْسَنِهِمْ مَلْبَسًا، وَأَكْثَرِهِمْ مَالًا، ثم نزل الْعِمَالَةَ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ والاشتغال بنفسه إلى أن مات.
محمد بن منصور القسري (1) الْمَعْرُوفُ بِعَمِيدِ خُرَاسَانَ، قَدِمَ بَغْدَادَ أَيَّامَ طُغْرُلْبَكَ وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، وَكَانَ كَثِيرَ الرَّغْبَةِ فِي الْخَيْرِ، وَقَفَ بِمَرْوَ مَدْرَسَةً عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي المظفر السمعاني وورثته.
(1) في الوافي بالوفيات 5 / 74: النسوي.
(*)