الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وممن توفي فيها
من الأعيان
…
القدوري أحمد بن محمد ابن أحمد بن جعفر، أبو الحسن (1) القدوري الحنفي البغدادي، سمع الحديث ولم يحدث إلا بشئ يسير.
قال الخطيب: كتبت عنه.
وقد تقدمت وفاته، ودفن بداره في درب خلف (2) .
الحسن بن شهاب ابن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَبُو عَلِيٍّ الْعُكْبَرِيُّ، الْفَقِيهُ الحنبلي الشاعر، ولد سنة خمس وثلاثين وثلثمائة سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ، وكان كما قال البرقاني ثقة أميناً، وَكَانَ يَسْتَرْزِقُ مِنَ الْوِرَاقَةِ - وَهُوَ النَّسْخُ - يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ دِيوَانَ الْمُتَنَبِّي فِي ثَلَاثِ لَيَالٍ فَيَبِيعُهُ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ أَخَذَ السُّلْطَانُ مِنْ تَرِكَتِهِ أَلْفَ دِينَارٍ سِوَى الْأَمْلَاكِ، وكان قد أوصى بثلث ماله في متفقهة الحنابلة، فلم تصرف.
لطف الله أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى أَبُو الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَلِيَ القضاء والخطابة بدرب ريحان، وَكَانَ ذَا لِسَانٍ، وَقَدْ أَضَرَّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ يَرْوِي حِكَايَاتٍ وَأَنَاشِيدَ مِنْ حَفْظِهِ، توفي في صفر منها.
محمد بن أحمد ابن علي بن موسى بن عبد المطلب، أبو علي الهاشمي، أحد أئمة الحنابلة وفضلائهم.
محمد بن الحسن ابن أحمد بن علي أَبُو الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي عَلِيٍّ الأصبهاني، ولد سنة خمس وأربعين وثلثمائة، وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَخَرَّجَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ النُّعَيْمِيُّ أجزاء من حديثه، فسمعها مِنْهُ الْبَرْقَانِيُّ، إِلَّا أَنَّهُ بَانَ كَذِبُهُ، حَتَّى كَانَ بَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ جِرَابَ الْكَذِبِ، أَقَامَ بِبَغْدَادَ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ
عَادَ إِلَى الْأَهْوَازِ فَمَاتَ بها.
(1) راجع حاشية (1) ص (31) .
(2)
راجع وفيات سنة 418 وقد تقدمت قريبا.
(*)
مِهْيَارُ الدَّيْلَمِيُّ الشَّاعِرُ مِهْيَارُ بْنُ مَرْزَوَيْهِ أَبُو الحسين الْكَاتِبُ الْفَارِسِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ الدَّيْلَمِيُّ، كَانَ مَجُوسِيًّا فأسلم (1) ، إلا أنه سلك سبيل الرافضة، وكان ينظم الشعر القوي الفحل في مذاهبهم، من سب الصحابة وغيرهم، حَتَّى قَالَ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُرْهَانَ: يامهيار انْتَقَلْتَ مِنْ زَاوِيَةٍ فِي النَّارِ إِلَى زَاوِيَةٍ أخرى في النار، كُنْتَ مَجُوسِيًّا فَأَسْلَمْتَ فَصِرْتَ تَسُبُّ الصَّحَابَةَ، وَقَدْ كَانَ مَنْزِلُهُ بِدَرْبِ رَبَاحٍ مِنَ الْكَرْخٍ، وَلَهُ ديوان شعر مشهور، فمن مستجاد قَوْلُهُ: أَسْتَنْجِدُ الصَّبْرَ فِيكُمْ وَهْوَ مَغْلُوبُ * وَأَسْأَلُ النَّوْمَ عَنْكُمْ وَهْوَ مَسْلُوبُ وَأَبْتَغِي عِنْدَكُمْ قَلْبًا سمحت به * وكيف يرجع شئ وهو موهوب ماكنت أعرف مقدار حبكم * حتى هجرت وبعض الهجر تأديب ولمهيار أيضاً: أجارتنا بالغور والركب منهم * أيعلم خال كيف بات المتيم رحلتم وجمر القلب فينا وفيكم * سواء ولكن ساهرون ونوم فبنتم عنا ظاعنين وخلفوا * قلوباً أبت أن أعرف الصبر عنهم ولما خلى التَّوْدِيعُ عَمَّا حَذِرْتُهُ * وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا نَظْرَةٌ لي تغنم بكيت على الوادي وحرمت ماءه * وكيف به ماء وأكثره دَمُ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَلَمَّا كَانَ شِعْرُهُ أكثره جيداً اقتصرت على هذا القدر.
توفي فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ.
هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ (2)
أَبُو الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِالْحَاجِبِ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الفضل والأدب والدين، وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، فَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَا لَيْلَةً سلك الزما * ن في طيبها كل مسلك إذ ترتقى روحي الْمَسَرَّ * ةِ مُدْرِكًا مَا لَيْسَ يُدْرَكْ وَالْبَدْرُ قد فضح الزما * ن وسره فِيهِ مُهَتَّكْ وَكَأَنَّمَا زُهْرُ النُّجُو * مِ بِلَمْعِهَا شعل تحرك
(1) قال ابن الأثير في الكامل 9 / 456: أسلم في سنة 394 على يد الشريف الرضي.
(2)
في الكامل 9 / 456: الحسين، والمعروف بابن أخت الفاضل.
(*)
والغيب أَحْيَانًا يَلُو * حُ كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُمَسَّكْ وَكَأَنَّ تَجْعِيدَ الرِّيَا * حِ لِدِجْلَةٍ ثَوْبٌ مُفَرَّكْ وَكَأَنَّ نشر المسك * ينفخ في النسيم إذا تحرك وكأنما المنثور مصفر * الذرى ذهب مسبك وَالنُّورُ يَبْسِمُ فِي الرِّيَا * ضِ فَإِنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ سَرَّكْ شَارَطْتُ نَفْسِي أَنْ أَقُو * مَ بِحَقِّهَا وَالشَّرْطُ أَمْلَكْ حَتَّى تَوَلَّى اللَّيْلُ مُنْ * هزماً وجاء الصبح يضحك وذا الفتى لو أنه * في طِيبِ الْعَيْشِ يُتْرَكْ وَالدَّهْرُ يَحْسُبُ عُمْرَهُ * فَإِذَا أتاه الشيب فذلك أَبُو عَلِيِّ بْنُ سِينَا الطَّبِيبُ الْفَيْلَسُوفُ، الْحُسَيْنُ (1) بن عبد الله بن سينا الرئيس، كان بارعاً في الطب فِي زَمَانِهِ، كَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَلْخَ، وانتقل إلى بخارى، واشتغل بها فقرأ القرآن وأتقنه، وهو ابن عشر سنين، وأتقن الحساب والجبر والمقابلة وإقليدس والمجسطي، ثُمَّ اشْتَغَلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّاتِلِيِّ الحكيم، فبرع فيه وفاق أهل زمانه في ذلك، وَتَرَدَّدَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَاشْتَغَلُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ ابْنُ ست عشرة سنة،
وعالج بَعْضَ الْمُلُوكِ السَّامَانِيَّةِ، وَهُوَ الْأَمِيرُ نُوحُ بْنُ نَصْرٍ، فَأَعْطَاهُ جَائِزَةً سَنِيَّةً، وَحَكَّمَهُ فِي خِزَانَةِ كتبه، فرأى فيها من العجائب والمحاسن مالا يوجد في غيرها، فَيُقَالُ إِنَّهُ عَزَا بَعْضَ تِلْكَ الْكُتُبِ إِلَى نَفْسِهِ، وَلَهُ فِي الْإِلَهِيَّاتِ وَالطَّبِيعِيَّاتِ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ، قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ مصنف، صغار وكبار، منها القانون، والشفا، والنجاة، والاشارات، وسلامان، وإنسان، وحي بْنُ يَقْظَانَ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
قَالَ وَكَانَ مِنْ فلاسفة الإسلام، وأورد له من الأشعار قصيدته في نفسه (2) التي يقول فيها: هبطت إليك من المقام (3) الا رفع * وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ مَحْجُوبَةٌ عَنْ كُلِّ مقلة عارف * وهي التي سفرت ولم تَتَبَرْقَعِ وَصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرْبَّمَا * كَرِهَتْ فراقك وهي ذات تفجع وهي قصيدة طويلة وله:
(1) من الوافي ووفيات الاعيان ومختصر أخبار البشر، وفي الاصل والجواهر المضية:" الحسن " تحريف.
(2)
في الوافي والوفيات: في النفس.
(3)
في الوافي 12 / 407 والوفيات 2 / 160: من المحل.
(*)