الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى جمد الماء وَالنَّبِيذُ وَأَبْوَالُ الدَّوَابِّ وَالْمِيَاهُ الْكِبَارُ، وَحَافَّاتُ دِجْلَةَ، ولم يحج أحد من أهل العراق.
وفيها توفي
مِنَ الْأَعْيَانِ
…
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله ابن عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، أَبُو عَبْدِ الله الشاهد، خطب له فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وثلثمائة، ولم يخطب له إلا بخطبة واحدة جمعات كثيرة متعددة، فكان إذا سَمِعَهَا النَّاسُ مِنْهُ ضَجُّوا بِالْبُكَاءِ وَخَشَعُوا لِصَوْتِهِ.
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبُو الْقَاسِمِ المغربي الوزير، وُلِدَ بِمِصْرَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعِينَ (1) وثلثمائة، وهرب منها حين قتل صاحبها الحاكم أباه وعمه محمداً، وَقَصَدَ مَكَّةَ ثُمَّ الشَّامَ، وَوَزَرَ فِي عِدَّةِ أماكن، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ الْحَسَنَ، وَقَدْ تَذَاكَرَ هُوَ وبعض الصالحين فأنشده ذلك الصَّالِحُ شِعْرًا: إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا غَنِيًّا فَلَا تَكُنْ * عَلَى حَالَةٍ إِلَّا رَضِيتَ بِدُونِهَا فَاعْتَزَلَ الْمَنَاصِبَ وَالسُّلْطَانَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: تركت المنازل والسلطان فِي عُنْفُوَانِ
شَبَابِكَ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ: كُنْتُ فِي سفر الجهل والبطالة * حيناً (2) فَحَانَ مِنِّي الْقُدُومُ تُبْتُ مِنْ كُلِّ مَأْثَمٍ فعسى * يمحي بِهَذَا الْحَدِيثِ ذَاكَ الْقَدِيمُ بَعْدَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ (3) تعدت * ألا إن الآله القديم كريم توفي بميا فارقين في رمضان منها عَنْ خَمْسٍ (4) وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِمَشْهَدِ عَلِيٍّ.
محمد بن الحسن بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَفَّافِ، رَوَى عَنِ الْقَطِيعِيِّ وَغَيْرِهِ، وَقَدِ اتَّهَمُوهُ بوضع الحديث والأسانيد، قاله الخطيب وغيره.
(1) من الوافي 12 / 441، وفي الاصل: تسعين تحريف.
(2)
في الوافي، ووفيات الاعيان 2 / 176: في سفرة الغواية والجهل مقيما.
(3)
في الوافي والوفيات: لقد ماطلت ألا أن الغريم كريم.
(4)
في الكامل 9 / 362: ستا، وفي شذرات الذهب والعبر: عاش ثماني وأربعين سنة.
(*)
أبو القاسم اللالكائي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ: الرَّازيّ، وَهُوَ طَبَرِيُّ الْأَصْلِ، أَحَدُ تَلَامِذَةِ الشَّيْخِ أَبِي حامد الإسفراييني، كان يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، وَعُنِيَ بِالْحَدِيثِ فَصَنَّفَ فِيهِ أَشْيَاءَ كثيرة، ولكن عاجلته المنية قبل أن تشتهر كتبه، وله كتاب في السنة وشرفها، وَذَكَرَ طَرِيقَةَ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي ذَلِكَ، وَقَعَ لنا سماعه على الحجار عالياً عنه، توفي بالدينور في رمضان منها، وَرَآهُ بَعْضُهُمْ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، قال بم؟ قال بشئ قليل من السنة أحييته.
أبو القاسم بن أمير المؤمنين القادر توفي ليلة الأحد في جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَمَشَى النَّاسُ فِي جِنَازَتِهِ، وَحَزِنَ عَلَيْهِ أَبُوهُ حُزْنًا شَدِيدًا، وَقُطِعَ الطَّبْلُ أَيَّامًا.
ابْنُ طَبَاطَبَا الشَّرِيفُ (1) كان شاعرا، وله شعر حسن.
أبو إسحاق وهو الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن مهران.
الشيخ أبو إسحاق الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ، رُكْنُ الدِّينِ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، الْمُتَكَلِّمُ الأصولي، صاحب التصانيف في الأصلين جامع الحلى في مجلدات، والتعليقة النافعة فِي أُصُولِ الْفِقْهِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَقَدْ سَمِعَ الكثير من الحديث مِنْ أَبِي بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَدَعْلَجٍ وَغَيْرِهِمَا، وَأَخَذَ عَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالشَّيْخُ أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَالْحَاكِمُ النيسابوري، وأثنى عليه، توفي يوم عاشوراء منها بنيسابور، ثم نقل إلى بلده (2) ودفن بمشهده.
القدوري صاحب الكتاب المشهور في مذهب أبي حنيفة، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بن حمدان،
(1) وهو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ طَبَاطَبَا بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (رض) نقيب الطالبيين بمصر وكان من أكابر رؤسائها.
(مختصر أخبار البشر 2 / 156) .
(2)
أي إلى إسفراين، والاسفرايني نسبة إلى البلدة المذكورة وهي بلدة بخراسان بنواحي نيسابور على منتصف الطريق إلى جرجان (وفيات الاعيان 1 / 28 و 74) .
(*)