المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب اتباع السنة - شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شرح سنَن ابْن مَاجَه

- ‌ بَاب اتِّبَاع السّنة

- ‌أَبْوَاب الطَّهَارَة وسننها أَي من الحَدِيث والخبث وَأَصلهَا النَّظَافَة من كل عيب حسي

- ‌بَاب الِاسْتِبْرَاء بعد الْبَوْل اسْتِبْرَاء الذّكر استنقاء من الْبَوْل استنثر من الْبَوْل

- ‌بَاب الترجيع

- ‌بَاب سُجُود الْقُرْآن أعلم ان الْأَئِمَّة اخْتلفُوا فِي وجوب سُجُود التِّلَاوَة وَعَدَمه فَذهب

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي التقليس التقليس الضَّرْب بالدف والغناء واستقبال الْوُلَاة عِنْد

- ‌بَاب فِي لَيْلَة الْقدر إِنَّمَا سميت بهَا لِأَنَّهُ يقدر فِيهَا الارزاق وَيَقْضِي وَيكْتب

- ‌بَاب من اسْتَفَادَ مَالا المُرَاد بِالْمَالِ الْمُسْتَفَاد المَال الَّذِي حصل للرجل فِي

- ‌بَاب صَدَقَة الْفطر قد اخْتلف فِيهَا على ثَلَاثَة مقالات الأول فِي فرضيته فَفرض عِنْد

- ‌بَاب الْعَزْل الْعَزْل هُوَ ان يُجَامع فَإِذا قَارب الْإِنْزَال نزع وَانْزِلْ خَارج الْفرج وَهُوَ

- ‌قَوْله اللّعان من اللَّعْن وَهُوَ الطَّرْد والبعد سمى بِهِ لكَونه سَبَب الْبعد بَينهمَا

- ‌قَوْله من ورى فِي يَمِينه من التورية وَهِي كتمان الشَّيْء وَإِظْهَار خلاف ذَلِك

- ‌بَاب الْمُرْتَد عَن دينه الْمُرْتَد هُوَ الرَّاجِع عَن دين الْإِسْلَام أعلم إِذا ارْتَدَّ

- ‌بَاب من شرب الْخمر مرَارًا قَالَ النَّوَوِيّ وَأما الْخمر فقد اجْمَعْ الْمُسلمُونَ على

- ‌بَاب الْقسَامَة هُوَ اسْم بِمَعْنى الْقسم وَقيل مصدر يُقَال قسم يقسم قسَامَة إِذا حلف

- ‌بَاب فَرَائض الصلب وَهُوَ بِالضَّمِّ وبالتحريك عظم من لدن الْكَاهِل الى الْعَجز وَهُوَ

- ‌بَاب مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَة قد اورد الْمُؤلف فِي هذاالباب أَحَادِيث ذكر فِيهَا

- ‌بَاب الظلال للْمحرمِ أَي الدَّوَام على التَّلْبِيَة وَذكر الله وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ للْمحرمِ

- ‌التوقي فِي الْإِحْرَام عَمَّا لَا يحل لَهُ فِيهِ قَوْله

- ‌بَاب الْمُلْتَزم هُوَ مَا بَين الْحجر الْأسود وَالْبَاب من جِدَار بَيت الله تَعَالَى سمي

- ‌بَاب نزُول المحصب قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الْبَاب الْأَحَادِيث فِي نزُول النَّبِي صَلَّى

- ‌قَوْله بِكَلِمَة الله قَالَ الْخطابِيّ المُرَاد بهَا قَوْله تَعَالَى أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان وَقيل

- ‌بَاب الْهدى من الاناث والذكور أَي الْهدى عَام من الْفَحْل وَالْأُنْثَى لِأَن الْجمل

- ‌بَاب السلخ هُوَ نزع الْجلد والمسلوخ شَاة نزع جلدهَا قَوْله

- ‌بَاب الدُّبَّاء هُوَ بِالْمدِّ اليقطين هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَحكى القَاضِي عِيَاض فِيهِ الْقصر

- ‌بَاب اطائب اللَّحْم الا طائب الْخِيَار من الشَّيْء وَلَا وَاحِد لَهَا وَالْمرَاد مِنْهُ ان

- ‌بَاب الشواء هُوَ اللَّحْم المنضوج وَفِي الْقَامُوس شوى اللَّحْم شَيْئا فاشتوى وانشوى

- ‌بَاب القديد هُوَ اللَّحْم المشرر المقدد أَو مَا قطع مِنْهُ طولا كَذَا فِي الْقَامُوس

- ‌بَاب الْحوَاري الْحوَاري بِضَم الْحَاء وَشدَّة الْوَاو وَفتح الرَّاء الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ

- ‌بَاب الرقَاق الرقَاق الْخبز الرَّقِيق الْوَاحِد رقاقة وَلَا يُقَال رقاقة بِالْكَسْرِ فَإِذا

- ‌بَاب الإقتصاد فِي الْأكل الإقتصاد من الْقَصْد وأصل الْقَصْد الإستقامة فِي الطَّرِيق

- ‌بَاب صفة النَّبِيذ وشربه النَّبِيذ هُوَ مَا يعْمل من الْأَشْرِبَة من التَّمْر وَالزَّبِيب

- ‌بَاب التلبينة هِيَ حساء يعْمل من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل فِيهَا عسل وَيُشبه

- ‌بَاب دَوَاء الْمَشْي أَي الاسهال فِي الْقَامُوس المشو بِالْفَتْح وكعدو وغنى وَالسَّمَاء

- ‌بَاب مَا عوذ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَا عوذ بِهِ الأول بِصِيغَة الْمَبْنِيّ

- ‌بَاب النشرة هُوَ بِالضَّمِّ ضرب من الرّقية والعلاج لمن ظن بِهِ مس من الْجِنّ وَسميت

- ‌بَاب لبس الصُّوف قَالَ بن بطال كره مَالك لبس الصُّوف لمن يجد غَيره أَيْضا لما فِيهِ

- ‌بَاب اتِّخَاذ الجمة والذوائب الجمة بِالضَّمِّ مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَقَوله

- ‌بَاب المياثر الْحمر جمع ميثرة وَهِي قطيفة كَانَت النِّسَاء تصنع لبعولتهن وَكَانَت

- ‌بَاب الْجَوَامِع من الدُّعَاء إِلَى الجامعة لخير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل هِيَ مَا كَانَ

- ‌بَاب الْمَلَاحِم هُوَ جمع ملحمة وَهِي الْقِتَال وَنَبِي الملحمة نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

- ‌بَاب الأمل والاجل الأمل كحيل وَلحم وشبر الرَّجَاء وَالْمرَاد هُنَا طول الأمل

- ‌بَاب ذكر التَّوْبَة قَالَ النَّوَوِيّ أصل التَّوْبَة فِي اللُّغَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب

الفصل: ‌ باب اتباع السنة

قَوْله بَاب اتِّبَاع الخ وَهَذَا أحسن بالترتيب حَيْثُ بَدَأَ بِأَبْوَاب اتِّبَاع السّنة إِشَارَة الى ان التصنيف فِي جمع السّنَن أَمر لَا بُد مِنْهُ وتنبيها للطَّالِب على أَن الاخذ بِهَذِهِ السّنَن من الْوَاجِبَات الدِّينِيَّة ثمَّ عقب هَذِه الْأَبْوَاب أَبْوَاب العقائد من الْإِيمَان وَالْقدر لِأَنَّهَا أول الْوَاجِبَات على الْمُكَلف ثمَّ عقب بفضائل الصَّحَابَة لأَنهم مبلغوا السّنَن إِلَيْنَا فَمَا لم يثبت عدالتم لَا يتم لنا الْعلم بالسنن والاحكام

قَوْله

بَاب اتِّبَاع الخ قدم‌

‌ بَاب اتِّبَاع السّنة

على جَمِيع الْأَبْوَاب امتثالا لقَوْله تَعَالَى قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله (إنْجَاح الْحَاجة للعلامة الفهامة الْفَائِق على أقرانه الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي)

قَوْله

[1]

شريك بن عبد الله النَّخعِيّ الْكُوفِي القَاضِي بواسط ثمَّ الْكُوفَة أَبُو عبد الله صَدُوق يُخطئ كثيرا تغير حفظه مُنْذُ ولي الْقَضَاء بِالْكُوفَةِ وَكَانَ عادلا فَاضلا عابدا شَدِيدا على أهل الْبدع من الثَّامِنَة مَاتَ سنة سبع أَو ثَمَان وَسبعين (تقريب)

قَوْله الْأَعْمَش سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَسدي الْكَاهِلِي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي الْأَعْمَش ثِقَة حَافظ عَارِف بِالْقِرَاءَةِ ورع لَكِن يُدَلس من الْخَامِسَة مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين أَو ثَمَان وَكَانَ مولده أول إِحْدَى وَسِتِّينَ (تقريب)

قَوْله أَبُو هُرَيْرَة الدوسي الصَّحَابِيّ الْجَلِيل حَافظ الصَّحَابَة اخْتلف فِي اسْمه وَاسم أَبِيه قيل عبد الرَّحْمَن بن صَخْر وَقيل بن غنم وَقيل عبد الله بن عَائِذ وَقيل بن عَامر وَقيل بن عَمْرو وَقيل سكين بن ذرمة وَقيل بن هَانِئ وَقيل مزمل وَقيل بن صَخْر وَقيل عَامر بن عبد شمس وَقيل بن عُمَيْر وَقيل يزِيد بن عشرقة وَقيل عبد نهم وَقيل عبد شمس وَقيل غنم وَقيل عبيد بن غنم وَقيل عَمْرو بن غنم وَقيل بن عَامر وَقيل سعيد بن الْحَارِث هَذَا الَّذِي وقفنا عَلَيْهِ من الِاخْتِلَاف فِي ذَلِك وَيقطع بِأَن عبد شمس وَعبد نهم غير بعد أَن سلم وَاخْتلف فِي أَيهَا أرجح فَذهب الْأَكْثَرُونَ الى الأول وَذهب جمع من النسابين الى عَمْرو بن عَامر مَاتَ سنة سبع وَقيل ثَمَان وَقيل تسع وَخمسين وَهُوَ بن ثَمَان وَسبعين سنة (تقريب)

قَوْله مَا أَمرتكُم الخ أَي بِأَمْر من أُمُور الدّين حَيْثُ قَالَ فِي حَدِيث التابير أَنْتُم أعلم بِأُمُور دنياكم 12 فَخر قَوْله مَا أَمرتكُم بِهِ الخ قَالَ بن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف هَذَا مُخْتَصر من الحَدِيث الَّذِي يَلِيهِ وَمَا فِيهِ شَرْطِيَّة فِي الْمَوْضِعَيْنِ (مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي)

قَوْله وَمَا نَهَيْتُكُمْ الخ تمسك لمن قَالَ ان الأَصْل فِي الْأَشْيَاء الْإِبَاحَة (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[2]

فَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء الخ قَالَ أَبُو الْفتُوح الطَّائِي فِي الْأَرْبَعين قَالَ أَبُو دَاوُد الْفِقْه يَدُور على خَمْسَة أَحَادِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ والحلال بَين وَالْحرَام بَين وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنهُ فَانْتَهوا وَمَا أَمرتكُم بِهِ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَلَا ضرار قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَكَانَ مُسَمَّاهُ خَمْسَة بعد جملَة الْأَمر وَجُمْلَة النَّهْي حديثين فَإِنَّهُمَا قاعدتان من قَوَاعِد الْفِقْه قلت وَقد علل ذَلِك بِأَن اجْتِنَاب الْمنْهِي أسهل من فعل الْمَأْمُور لِأَنَّهُ ترك فَلِذَا لم يُقيد بِمَا قيد بِهِ الْمَأْمُور من الِاسْتِطَاعَة لَكِن اخْرُج الطَّبَرَانِيّ هَذَا الحَدِيث بِلَفْظ فَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء فاتوه وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَاجْتَنبُوهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَالظَّاهِر أَن هَذَا الْقلب من بعض رُوَاته وَقد عقدوا فِي عُلُوم الحَدِيث نوع المقلوب وَله أَمْثِلَة عديدة (زجاجة للسيوطي)

قَوْله

[4]

لم يعده بِسُكُون الْعين أَي لم يتجاوزه وَلم يقصر عَنهُ أَي لم يقف عَنهُ فَلَا يعْمل بِهِ بل يقف عِنْد حَده فَلَا يتَأَخَّر عَنهُ وَلَا يتعداه وَهَذَا مَشْهُور من سيرة بن عمر رضي الله عنه انه كَانَ شَدِيد الِاتِّبَاع لآثار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم روى أَحْمد بِسَنَد صَحِيح عَن مُجَاهِد قَالَ كنت اسافر مَعَ بن عمر فِي سفر فحاد عَنهُ فَسئلَ لم فعلت قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فعل هَذَا فَفعلت وروى الْبَزَّار عَن بن عمر أَنه كَانَ يَأْتِي شَجَرَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فيقيل تحتهَا ويخبر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يفعل ذَلِك وروى الْبَزَّار بِسَنَد حسن عَن زيد بن اسْلَمْ قَالَ رَأَيْت بن عمر محلول الْإِزَار وَقَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم محلول الْإِزَار (مِصْبَاح الزجاجة مُخْتَصرا)

قَوْله لم يعده أَي لم يتجاوزه الى غَيره بل يعْمل تِلْكَ الْمِقْدَار وَلم يقصر عَنهُ وَكَانَ رضي الله عنه مُتبعا لسنته صلى الله عليه وسلم (إنْجَاح)

قَوْله

[5]

الْفقر هُوَ بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام وَنصب الْفقر على أَنه مفعول مقدم (زجاجة)

قَوْله حَتَّى لَا يزِيغ الخ أَي حَتَّى لَا يمِيل قلب أحدكُم امالة الا طلب الزِّيَادَة وهيه بِسُكُون الْيَاء كلمة ليستزاد بهَا الشَّيْء وَيحْتَمل ان يكون بِفَتْح الْيَاء وَالْهَاء فِي آخرهَا للْوَقْف وَهِي ضميرا مؤنثا غَائِبا يرجع الى الدُّنْيَا أَي حَتَّى لَا يمِيل قلب أحدكُم الا الى الدُّنْيَا (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله لَا تزَال طَائِفَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ الطَّائِفَة الْجَمَاعَة وَقَالَ فِي النِّهَايَة الْجَمَاعَة من النَّاس وَيَقَع على الْوَاحِد لِأَنَّهُ أَرَادَ نفسا طَائِفَة وَسُئِلَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَنهُ فَقَالَ الطَّائِفَة دون الْألف وسيبلغ هَذَا الْأَمر الى أَن يكون عدَّة المتمسكين بِمَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه يسلم بذلك أَن لَا يعجبهم كَثْرَة أهل الْبَاطِن انْتهى وَأخرج بن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مُجَاهِد قَالَ الطَّائِفَة الْوَاحِدَة الى الف واخرج أَيْضا عَن بن عَبَّاس قَالَ الطَّائِفَة الرجل والنفر وَفِي الصِّحَاح الْجَوْهَرِي عَن بن عَبَّاس الطَّائِفَة الْوَاحِد فَمَا فَوْقه قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي هَذِه الطَّائِفَة إِن لم يَكُونُوا هم أهل الحَدِيث فَلَا أَدْرِي من هم أخرجه الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ القَاضِي عِيَاض وَإِنَّمَا أَرَادَ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَمن يعْتَقد مَذْهَب أهل الحَدِيث وَقَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن يكون هَذِه الطَّائِفَة مُتَفَرِّقَة فِي أَنْوَاع الْمُؤمنِينَ مِمَّن يُقيم أَمر الله من مُجَاهِد وفقيه ومحدث وزاهد وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْخَيْر وَلَا يلْزم اجْتِمَاعهم فِي كَانَ وَاحِد بل يجوز ان يَكُونُوا مُتَفَرّقين فِي أقطار الأَرْض

قَوْله

[6]

لَا تزَال الخ أَقُول لَا تعَارض بَين هَذَا وَبَين حَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يُقَال فِي الأَرْض الله الله وَلَا تقوم السَّاعَة الا على شرار الْخلق لِأَن مَعْنَاهُ ان هَذِه الطَّائِفَة تبقى الى حِين مَجِيء الرّيح الَّتِي تقبض روح كل مُؤمن ثمَّ يبْقى شرار الْخلق عَلَيْهِم تقوم السَّاعَة

قَوْله

ص: 2

[8]

بكر بن زرْعَة هُوَ خولاني شَامي لَيْسَ عِنْد المُصَنّف سوى هَذَا الحَدِيث وَلَيْسَ لَهُ عِنْد بَقِيَّة السِّتَّة شَيْء قَالَ فِي التَّقْرِيب عَمْرو بن الْأسود وَقد يصغر

[9]

قَامَ مُعَاوِيَة الخ لَعَلَّ غَرَض مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان من رِوَايَة هَذَا الحَدِيث بِهَذِهِ الاهتمام الِاسْتِدْلَال على حَقِيقَة أشياعه وَأَتْبَاعه لِأَن الطَّائِفَة الظاهره الْغَالِبَة المنصورة فِي زَمَانه لم يكن الا هُوَ واتباعه فَلَو لم تكن تِلْكَ الطَّائِفَة على الْحق قَوَّامَة على أَمر الله لما صدق هَذَا الحَدِيث (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله الا وَطَائِفَة الخ قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي منصورون غالبون وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر أَي غالبون على من خالفهم أَو المُرَاد بالظهور أَنهم غير مستترين بل مَشْهُورُونَ قَالَ وَالْأولَى أولى وَفِي رِوَايَة لمُسلم قاهرين (زجاجة)

قَوْله من خذلهم أَي وَترك معانتهم (إنْجَاح)

قَوْله

[10]

أبي أَسمَاء الرَّحبِي اسْمه عَمْرو بن مرْثَد وَيُقَال عبد الله ثِقَة من الثَّالِثَة كَذَا فِي التَّقْرِيب الرَّحبِي نِسْبَة الى رحبة الْكُوفَة (إنْجَاح)

قَوْله حَتَّى يَأْتِي أَمر الله قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي السَّاعَة كَمَا قد جَاءَ مُفَسرًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَالَ النَّوَوِيّ ثمَّ الْحَافِظ بن حجر المُرَاد بِأَمْر الله هبوب تِلْكَ الرّيح الَّتِي تقبض روح كل مُؤمن وَهُنَاكَ يتَحَقَّق خلو الأَرْض عَن مُسلم فضلا عَن عَالم فضلا عَن مُجْتَهد وَأما الرِّوَايَة بِلَفْظ حَتَّى تقوم السَّاعَة فَهِيَ مَحْمُولَة على اشرافها بِوُجُود أخر اشراطها (زجاجة)

قَوْله

[11]

فَخط خطا الخ هَذَا الحَدِيث استدركه الْمزي فِي الْأَطْرَاف على أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر ثمَّ قَالَ لَيْسَ فِي السماع وَلم يذكرهُ بن عَسَاكِر وَسَيَأْتِي أَحَادِيث كَثِيرَة من هَذَا الْقَبِيل استدركها (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله ثمَّ وضع يَده الخ الظَّاهِر من قَوْله فِي الْخط الْأَوْسَط وَغَيره من سِيَاق الحَدِيث ان الخطوط الْأَرْبَعَة كَانَت موازية لِلْخَطِّ الْأَوْسَط وَيحْتَمل أَن يكون على أَنَّهَا كَانَت مقاطعة لَهُ تطبيقا لهَذِهِ الرِّوَايَة مَعَ الرِّوَايَة الْمَشْهُور فِي الْأُصُول (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[14]

من أحدث فِي أمرنَا هَذَا مَا لم يكن فِي أَمر الدّين من المأكل والمشأرب والملابس فَإِن الْإِنْسَان يسع لَهُ مَا صدر مِنْهُ فِي هَذِه الْأَشْيَاء وان كَانَ اتِّبَاعه عليه السلام أولى من كل شَيْء (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله مَا لَيْسَ مِنْهُ أَي مَا لم يكن من وسائله فَإِن الْوَسِيلَة دَاخِلَة فِيهِ وَلِهَذَا قَالَ الشَّيْخ المجدد رضى الله عَنهُ ان الْعُلُوم الَّتِي هِيَ وَسَائِل الْأَمر الدّين كالصرف والنحو دَاخله فِي السّنة وَلَا يُطلق عَلَيْهَا سَام الْبِدْعَة فَإِن الْبِدْعَة عِنْده رضي الله عنه لَيْسَ فِيهَا حسن الْبَتَّةَ وَلِهَذَا يَقُول تتْرك الْبِدْعَة الْحَسَنَة وان كَانَ نورها مثل فلق الصُّبْح فَإِن الْبِدْعَة لَا محَالة رَافِعَة للسّنة ان فعل شَيْئا لم يَفْعَله عليه السلام كَانَ مُخَالفا لَهُ فِي ذَلِك وان لم يفعل شَيْئا فعله صلى الله عليه وسلم كَانَ كَذَلِك وَلِهَذَا منع رض تلفظ بِالنِّيَّةِ عِنْد ابْتِدَاء الصَّلَاة فَإِنَّهُ يثبت عَنهُ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَن الصَّحَابَة وَلَا عَن أحد من الْمُجْتَهدين وَمن الْعلمَاء من يقسم الْبِدْعَة الى الْحَسَنَة والسيئة وَمَعَ ذَلِك قَالَ علماءنا ان اتيان السّنة وَلَو كَانَ أمرا يَسِيرا كادخال الرجل الْأَيْسَر فِي الخلا ابْتِدَاء أولى من الْبِدْعَة الْحَسَنَة وان كَانَ أمرا فخيما كبناء الْمدَارِس (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

ص: 3

[15]

ان رجلا من الْأَنْصَار قَالَ القَاضِي وَحكى الدَّاودِيّ ان هَذَا الرجل الَّذِي خَاصم الزبير كَانَ منافقا وَقَوله فِي الحَدِيث أَنه أَنْصَارِي لَا يُخَالف هَذَا لِأَنَّهُ كَانَ من قبيلتهم لَا من الْأَنْصَار الْمُسلمين

قَوْله ان كَانَ قلت قَالَ الْعلمَاء لَو صدر مثل هَذَا الْكَلَام الَّذِي تكلم بِهِ الْأنْصَارِيّ الْيَوْم من انسان من نسبته صلى الله عليه وسلم الى هوى كَانَ كفرا وَجَرت على قَائِله أَحْكَام الْمُرْتَدين قَالُوا إِنَّمَا تَركه النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ كَانَ فِي أول الْإِسْلَام يتألف النَّاس ويصبر على أَذَى الْمُنَافِقين وَيَقُول لَا يتحدث النَّاس أَن مُحَمَّدًا يقتل أَصْحَابه وَقد قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تزَال تطلع على خَائِنَة مِنْهُم الا قَلِيلا مِنْهُم فَاعْفُ عَنْهُم وَاصْفَحْ هَكَذَا قَالَ القَاضِي وَالنَّوَوِيّ

قَوْله احسب الخ هَكَذَا قَالَ طَائِفَة فِي سَبَب نُزُولهَا وَقيل نزلت فِي رجلَيْنِ تحاكما الى النَّبِي عليه السلام فَحكم على أَحدهمَا فَقَالَ ارفعني الى عمر بن الْخطاب وَقيل فِي يَهُودِيّ ومنافق اخْتَصمَا الى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلم يرض الْمُنَافِق بِحكمِهِ وَطلب الحكم عِنْد الكاهن قَالَ بن جرير يجوز انها نزلت فِي الْجَمِيع نووي هُوَ بِلَال سيوطي فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب لِابْنِ حجر حَفْص بن عمر أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عمر وَقَالَ شَيخنَا وَفِي الْأَطْرَاف بِخَط المُصَنّف وَأبي عمر حَفْص بن عمر والربالي انْتهى لَا تبتاعوا أَي لَا تشتروا وَقَوله وَلَا نظرة النظرة النَّسِيئَة وَقَوله يَا أَبَا الْوَلِيد هُوَ كنية عبَادَة رض (إنْجَاح)

قَوْله لست فِيهَا وأمثالك هَذَا عطف على الضَّمِير الْمَرْفُوع الْمُتَّصِل بِدُونِ تأكيده بمنفصل بِوُقُوع الْفَصْل بَينه وَبَين الْمَعْطُوف عَلَيْهِ (إنْجَاح)

قَوْله

[19]

فظنوا برَسُول الله صلى الله عليه وسلم الخ أَي فاقبلوه واعزموا عَلَيْهِ فَإِن الْوُجُوه الممكنة فِي فعل من أَفعاله أَو قَول من أَقْوَاله مُتعَدِّدَة أحْسنهَا مَا ثَبت عَنهُ صلى الله عليه وسلم وَاسْتقر أَمر الصَّحَابَة عَلَيْهِ توضيح الْمقَام ان الشَّارِع رُبمَا يتَكَلَّم بِكَلَام وَيحْتَمل الْمعَانِي وَالْوُجُوه اما لعمومه أَو لاشتراكه واجماله أَو مجازه فَالَّذِي فِي قلبه زيغ يتبع مَا تشابه مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَة وابتغاء تَأْوِيله مثلا ورد نساءكم حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ انى شِئْتُم أَي كَيفَ شِئْتُم فأحل الغبى الْإِتْيَان فِي الادبار وَمَا تَأمل النَّهْي الْوَارِد عَنهُ وَعَلِيهِ حُرْمَة اتيان الْحَائِض من جِهَة التقذر كَذَلِك حمل حَدِيث بن عَبَّاس جمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الظّهْر وَالْعصر فِي الْمَدِينَة بِلَا خوف وَلَا مطر مَعَ احْتِمَال الْجمع الصُّورِي على الْجمع الْحَقِيقِيّ مُخَالفَة لاجماع الْأمة وَالنَّص النَّاطِق أَن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا وَهَكَذَا كل من خَالف الْإِجْمَاع من أهل الْأَهْوَاء بِظَاهِر النُّصُوص من الْفرق الضَّالة فَهَذَا الحَدِيث منطبق عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أول النض على مُرَاده وَاللَّازِم أَن يحمل على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مَا هُوَ مُنَاسِب لورعه وتقواه أَو فظنوا برَسُول الله صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَلِيق بِشَأْنِهِ من الْهدى والتقى فَإِنَّهُ لَا يَأْمُرنَا الا بِالْخَيرِ وان كَانَ بعض الْأُمُور مُخَالفا للطبع وَالْعَادَة فَإِن النَّفس مجبولة على الشَّرّ وَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَهُوَ خير لكم الْآيَة (إنْجَاح)

قَوْله ثَنَا المَقْبُري هُوَ سعيد بن كيسَان يكنى بَابا سعد وَأَبوهُ يكنى بِأبي سعيد كَانَ ينزل بنواحي الْمقْبرَة فنسب إِلَيْهَا (إنْجَاح)

قَوْله لَا أَعرفن وَفِي رِوَايَة لَا أَلفَيْنِ قَوْله على أريكته أَي سَرِيره المزين بالحلل والأثواب قيل المُرَاد بِهَذِهِ الصّفة الترفيه والدعة كَمَا هُوَ عَادَة المتكبر والمتجبر الْقَلِيل الاهتمام بِالدّينِ يَعْنِي لزم الْبَيْت وَقعد عَن طلب الْعلم وَالْمعْنَى لَا يجوز الاعراض عَن حَدِيثه صلى الله عليه وسلم لَان المعرض عَنهُ معرض عَن الْقُرْآن (مرقاه مُخْتَصرا)

قَوْله مَا قيل من قَول لاخ هَذَا من قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي مَا نقل عني من قَول حسن فالقائل انا (إنْجَاح)

قَوْله

[22]

قَالَ لرجل يَا بن أخي إِذا حدثتك الرجل هُوَ بن عَبَّاس لما عَارض أَبَا هُرَيْرَة فِي حَدِيث الْوضُوء مِمَّا مست النَّار قَائِلا انتوضأ من الدّهن انتوضأ من الْحَمِيم كَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ (إنْجَاح)

قَوْله قَالَ أَو دون ذَلِك أَو فَوق ذَلِك الخ احْتِيَاط فِي نقل الحَدِيث وَلذَا تردد وَقَالَ ذَلِك القَوْل (إنْجَاح)

قَوْله

[24]

قَالَ أَو كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمن الْآدَاب أَن لم يكن الحَدِيث مَحْفُوظًا بِلَفْظِهِ أَن يَقُول كَمَا قَالَ أَو غَيره (إنْجَاح)

قَوْله

[25]

قَالَ كبرنا أَي بلغنَا حد الشيخوخة قَوْله والْحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَدِيد وَفِيه تَرْجَمَة الْبَاب (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 4

[27]

عبد الْعَظِيم الْعَنْبَري هُوَ نِسْبَة الى عنبر أبي حَيّ من تَمِيم (إنْجَاح)

قَوْله فَإِذا ركبتم الصعب والذلول فهيهات أَي إِذا نقلتم الحَدِيث بِلَا إِدْرَاك وَتَحْقِيق وجئتم بِكُل شَيْء فلَان نَأْخُذ مِمَّا تنقولنه مِنْهُ الا مَا نظن صدقه فَأَما من نسي أَو أَخطَأ أَو نقل الحَدِيث من مُتَّهم على ظن صدقه فَلَيْسَ هُوَ مورد الْوَعيد إِذْ غَايَته انه ترك التَّحْقِيق والتدقيق كَمَا هُوَ شان الْمُحدثين الْمُحَقِّقين فَلَعَلَّهُ يُعَاتب فِي ذَلِك (إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي المُهَاجر)

[30]

فَليَتَبَوَّأ الخ يُقَال تبوأ الدَّار إِذا اتخذ مسكنا وَهُوَ أَمر مَعْنَاهُ الْخَبَر يَعْنِي فَأن الله يبوءه وَتَعْبِيره بِصِيغَة الْأَمر للاهانة وَلذَا قيل الْأَمر فِيهِ للتهكم والتهديد إِذْ هُوَ ابلغ فِي التَّغْلِيظ وَالتَّشْدِيد من أَن يُقَال كَانَ مَقْعَده فِي النَّار وَمن ثمَّ كَانَ ذَلِك كَبِيرَة وَيُؤْخَذ من الحَدِيث ان من قَرَأَ حَدِيثه وَهُوَ يعلم ان يلحن فِيهِ سَوَاء كَانَ فِي ادائه أَو اعرابه يدْخل فِي هَذَا الْوَعيد الشَّديد لِأَنَّهُ بلحنه كَاذِب عَلَيْهِ وَفِيه إِشَارَة الى أَن من نقل حَدِيثا وَعلم كذبه يكون مُسْتَحقّا للنار الا أَن يَتُوب لَا من نقل من راو عَنهُ عليه السلام أَو رأى فِي كتاب وَلم يعلم كذبه هَكَذَا فِي الْمرقاة وَالطِّيبِي

قَوْله من كذب الخ قَالَ بن الصّلاح حَدِيث من كذب عَليّ متواتر فَإِن ناقله من الصَّحَابَة جم غفير قيل اثْنَان وَسِتُّونَ مِنْهُم الْعشْرَة المبشرة وَقيل لَا يعرف حَدِيث اجْتمع عَلَيْهِ الْعشْرَة الا هَذَا ثمَّ عدد الروَاة كَانَ فِي التزايد فِي كل قرن (طيبي)

قَوْله من كذب على الخ استنبط مِنْهُ بعض الجهلة ق الروافض ان من قَالَ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا يكون نَافِعًا لامته لم يدْخل فِي مورد الحَدِيث فَإِن على للضَّرَر وَهُوَ قَول مَرْدُود مُخَالف لاجماع الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ لَيْسَ هَذَا مَحل بَيَانه (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[35]

إيَّاكُمْ وَكَثْرَة الحَدِيث حذر من كَثْرَة التحديث لقَوْله صلى الله عليه وسلم قَالَ المكثر لَا يَأْمَن ان يدْخل شَيْء لَيْسَ مِنْهُ فَلْيحْفَظ (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن بشار من هُنَا الى اخر الْبَاب لَيْسَ عِنْد أبي قدامَة وَهَذَانِ الحديثان اوردهما الْمزي فِي الْأَطْرَاف ثمَّ نقل فِي كليهمَا عَن أبي الْقَاسِم أَنه قَالَ لكل وَاحِد من الْحَدِيثين لَيْسَ فِي سَمَاعي (إنْجَاح)

قَوْله

[38]

فَهُوَ أحد الْكَاذِبين ضبط هَذَا اللَّفْظ بِصِيغَة التَّثْنِيَة وَالْجمع وَالْأول اشهر وَالْمرَاد مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَالْأسود الْعَنسِي وهما ادّعَيَا النُّبُوَّة فِي زمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَوجه تَشْبِيه هَذَا الْكَاذِب بهما انهما ادّعَيَا نزُول الْوَحْي عَلَيْهِمَا وَهَذَا أَيْضا ادخل فِي الْوَحْي مَا لم يكن فِيهِ (إنْجَاح)

قَوْله محم بن عَبدك الْكَاف فِي عَبدك عَلامَة التصغير فِي اللُّغَة الفارسية وَهَذَا الحَدِيث أوردهُ الْمزي فِي الْأَطْرَاف ثمَّ نقل عَن بن عَسَاكِر أَنه قَالَ لَيْسَ هَذَا فِي سَمَاعنَا وَلَيْسَ عِنْد أبي قدامَة أَيْضا (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله الْخُلَفَاء الرَّاشِدين الَّذين اتبعُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وَعَملا وهم الْخُلَفَاء الْخَمْسَة بعده صلى الله عليه وسلم أَعنِي أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا وَالْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم الَّذين ينطبق على خلافتهم هَذَا الحَدِيث الْخلَافَة بعدِي ثلثون سنة فَهَذِهِ الْخَمْسَة لَا شكّ لَاحَدَّ من أهل السّنة انهم موارد لحَدِيث الْخلَافَة وَمن الْعلمَاء من عمم كل من كَانَ على سيرته عليه السلام وَمن الْعلمَاء وَالْخُلَفَاء كالأئمة الْأَرْبَعَة المتبوعين الْمُجْتَهدين وَالْأَئِمَّة العادلين كعمر بن عبد الْعَزِيز كلهم موارد لهَذَا الحَدِيث (إنْجَاح)

قَوْله

[43]

وجلت الخ الوجل الْفَزع وذرفت الْعين تذرف جرى دمعها موعظة مُودع بِالْكَسْرِ وَالْإِضَافَة الَّتِي لَا يتْرك الْمُودع شَيْئا مِمَّا لَا بُد مِنْهُ أَن يعظ والنواجذ اخر الاضراس (إنْجَاح)

قَوْله والسمع وَالطَّاعَة الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اطيعوا صَاحب الْأَمر واسمعوا لَهُ وان كَانَ عبدا فَحذف كَانَ وَهِي مُرَادة وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هَذَا ورد على سَبِيل الْمُبَالغَة لَا التَّحْقِيق كَمَا جَاءَ من بني لله مَسْجِدا وَلَو كمفحص قطاة يَعْنِي لَا تتنكفوا عَن طَاعَة من ولي عَلَيْكُم وَلَو كَانَ أدنى خلق (زجاجة)

قَوْله عضوا عَلَيْهَا الخ العض بالنواجذ مثل فِي التَّمَسُّك بهَا بِجَمِيعِ مَا يُمكن من الْأَسْبَاب الْمعينَة عَلَيْهِ كمن يتَمَسَّك بِشَيْء يَسْتَعِين عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِ استظهارا للمحافظة (زجاجة)

قَوْله كل بِدعَة الخ هَذَا اللَّفْظ لَا يَسْتَقِيم الا على رَأْي من لم ير الْبِدْعَة حَسَنَة وَأما من يَقُول بالبدعة الْحَسَنَة فَعنده هَذَا عَام فخصوص مِنْهُ الْبَعْض وَتَحْقِيق قد مر (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 5

[43]

من يَعش الخ قد وَقع كَمَا قَالَ عليه السلام وَاخْتِلَاف كثير بَين الصَّحَابَة وَكَذَلِكَ الحروب الْوَاقِعَة بَينهم بِسَبَب الِاخْتِلَاف كحرب الْجمل والصفين وَغَيرهمَا وَكَذَلِكَ حروب الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض فِي زمنهم واما الِاخْتِلَاف بخلافة الصّديق رضي الله عنه فَزَالَ بِحَمْد الله تَعَالَى لاجماعهم وتوافقهم عَلَيْهَا (إنْجَاح)

قَوْله كَالْجمَلِ الْأنف انف ككتف تَعْبِير اشْتَكَى انه من الْبرة كَذَا فِي الْقَامُوس فَالظَّاهِر من شَأْن الْبَعِير إِذا كَانَ فِي تِلْكَ الْحَالة أَنه يُطِيع صَاحبه حَيْثُ مَا قَادَهُ فالمؤمن تَحت أوَامِر الله ونواهييه منقاد ومطاع انجاح كَانَ هَذَا من حَدِيث أبي الْحسن الْقطَّان فَإِنَّهُ لم يذكرهُ فِي الْأَطْرَاف وَلَيْسَ فِي كتب أَسمَاء الرِّجَال ذكر لمُحَمد بن عَبدك من خطّ شَيْخه وَيَعْنِي عبد الله بن سَالم الْبَصْرِيّ

[45]

كَانَ الخ الْإِنْذَار التخويف وَهَذَا النَّوْع من الْإِنْذَار ابلغ فِي انزجار الْقُلُوب كَمَا أَن من شَأْن الْوَعْظ والنصيحة التسامح (إنْجَاح)

قَوْله بعثت أَنا الخ انما قَالَ صلى الله عليه وسلم ذَلِك لِأَن وجوده الشريف الْعَلامَة الأولى للساعة فبعدها عَلَامَات أخر وَلَيْسَ بَينه وَبَين السَّاعَة أمة سوى أمته فَإِذا هلك أمته قَامَت الْقِيَامَة (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله اَوْ ضيَاعًا أَي عيالا سمى ضيَاعًا لخوف هلاكهم وضياعهم فعلي أَي عَليّ اداءه ان كَانَ دينا والى نَفَقَة عِيَاله ان كَانَ عيالا (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[46]

هما اثْنَتَانِ أَي انما هما خصلتان اثْنَتَانِ فَإِن المرأ إِذا اقْتدى بهما حسن إِسْلَامه (إنْجَاح)

قَوْله شَرّ الْأُمُور الخ قَالَ فِي النِّهَايَة جمع محدثه بِالْفَتْح وَهِي مَا لم يكن مَعْرُوفا فِي كتاب وَلَا سنة وَلَا إِجْمَاع وَقَالَ الطَّيِّبِيّ روى شَرّ بِالنّصب عطفا على اسْم أَن وبالرفع عطفا على مَحل ان مَعَ اسْمهَا (زجاجة)

قَوْله وكل بِدعَة ضَلَالَة وَقَالَ فِي النِّهَايَة الْبِدْعَة بدعتان بِدعَة هدى وبدعة ضلال فَمَا كَانَ فِي خلاف مَا أَمر الله وَرَسُوله فَهُوَ فِي حيّز اللَّذَّة والانكار وَمَا كَانَ وَاقعا تَحت عُمُوم مَا ندب الله اليه وحض أَو رَسُوله فَهُوَ فِي حيّز الْمَدْح وَمَا لم يكن لَهُ مِثَال مَوْجُود كنوع الْجُود والسخاء وَفعل الْمَعْرُوف فَهُوَ من الْأَفْعَال المحمودة وَلَا يجوز أَن يكون ذَلِك فِي خلاف مَا ورد الشَّرْع بِهِ لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد جعل لَهُ فِي ذَلِك ثَوابًا فَقَالَ من سنّ سنة حَسَنَة فَلهُ اجرها واجر من عمل بهَا وَقَالَ فِي ضدها من سنّ سنة سَيِّئَة فَعَلَيهِ وزرها ووزر من عمل بهَا وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي خلاف مَا أَمر الله وَرَسُوله وَمن هَذَا النَّوْع قَول عمر رضي الله عنه فِي التَّرَاوِيح نعمت الْبِدْعَة وَهَذِه لما كَانَت من افعال الْخَيْر وداخلة فِي حيّز الْمَدْح سَمَّاهَا بِدعَة ومدحها لِأَن النَّبِي عليه السلام لم يسنها لَهُم وانما صلاهَا ليَالِي ثمَّ تَركهَا وَلم يحافظ عَلَيْهَا وَلَا جمع النَّاس لَهَا وَمَا كَانَت فِي زمن أبي بكر وَإِنَّمَا جمع عمر النَّاس عَلَيْهَا وندبهم إِلَيْهَا فَبِهَذَا سَمَّاهَا بِدعَة وَهِي على الْحَقِيقَة سنة لقَوْله عليه السلام عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من بعدِي وَقَوله اقتدوا بالذين من بعدِي أبي بكر وَعمر وَعلي التَّأْوِيل يحمل قَوْله كل محدثة بِدعَة وَإِنَّمَا يُرِيد مِنْهَا مَا خَالف أصُول الشَّرِيعَة وَلم يُوَافق لسنة وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الْبِدْعَة عرفا الذَّم انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ قَوْله وكل بِدعَة ضَلَالَة عَام مَخْصُوص كَقَوْلِه تَعَالَى تدمر كل شَيْء وَقَوله وَأُوتِيت من كل شَيْء وَالْمرَاد بهَا غَالب الْبدع والبدعة كل شَيْء عمل على غير مِثَال سَابق وَفِي الشَّرْع احداث مَا لم يكن فِي عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الامام أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام فِي أخر كتاب الْقَوَاعِد الْبِدْعَة مقسمة على خَمْسَة أَقسَام وَاجِبَة كالاشتغال بِعلم النَّحْو الَّذِي يفهم بِهِ كَلَام الله تَعَالَى وَكَلَام رَسُوله لَان حفظ الشَّرِيعَة وَاجِب وَلَا يَتَأَتَّى الا بذلك وَمَا لَا يتم الْوَاجِب الا بِهِ فَهُوَ وَاجِب وكحفظ غَرِيب

الْكتاب وَالسّنة وكتدوين أصُول الْفِقْه وَالْكَلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل ونميز الصَّحِيح من السقيم ومحرمة كمذاهب الْقَدَرِيَّة والجبرية والمرجية والمجسمة وَالرَّدّ على هَؤُلَاءِ من الْبدع الْوَاجِبَة لِأَن حفظ الشَّرِيعَة من هَذِه الْبدع فرض كَافِيَة ومندوبة كأحداث الرَّبْط والمدارس وكل إِحْسَان لم يعْهَد فِي الْعَصْر الأول وكالتراويح وَالْكَلَام فِي دقائق التصوف وكجمع المحافل للاستدلال فِي الْمسَائِل ان قصد بذلك وَجه الله ومكروه كزخرفة الْمَسَاجِد وتزويق المصاحب ومباحة كالمصافحة عقيب الصُّبْح وَالْعصر والتوسع فِي لذيذ المأكل والمشارب والملابس والمساكن وتوسيع الأكمام (زجاجة)

قَوْله الا لَا يطولن الخ الامد الْمدَّة أَي لَا يلقين الشَّيْطَان فِي قُلُوبكُمْ طول الْبَقَاء فتقسوا أَي تغلظ قُلُوبكُمْ (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله والسعيد الخ أَي السعيد من قبل النصحية بِسَبَب غَيره من فَوت الاقارب والاحباب (إنْجَاح)

قَوْله فان الْكَذِب الخ فِيهِ اشعار بِأَن من اختصل بخصال حميدة بِحَمْد بِمَحَامِد بليغة وَمن اختصل بخصال ردية يذم بقبائح شنيعة (إنْجَاح)

قَوْله

[47]

عناهم الله أَي قصدهم الله تَعَالَى وَفِي رِوَايَة إِذا رَأَيْت فالخطاب لعَائِشَة ذمّ وَإِذا كَانَ بِصِيغَة الْجمع فالخطاب بعامة النَّاس فاحذروهم أَي فاحذورا عَن صحابتهم ومجالستهم فَإِن مصاحبة أهل الْبِدْعَة مَمْنُوعَة (إنْجَاح)

قَوْله

[49]

أبي عبلة بِسُكُون الْمُوَحدَة اسْمه شمر بِكَسْر الْمُعْجَمَة كَذَا فِي التَّقْرِيب (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

ص: 6

[51]

ربض الْجنَّة هُوَ بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة مَا حولهَا خَارِجا عَنْهَا تَشْبِيها لَهَا بالامكنة الَّتِي تكون حول المدن وَتَحْت القلاع كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)

قَوْله بَاب اجْتِنَاب الرَّأْي وَالْقِيَاس الي الْقيَاس المذموم وَهُوَ مَا كَانَ من جِهَة رَأْيه لَا الْقيَاس المستنبط من الْكتاب وَالسّنة فَإِنَّهُ فِي حكمهمَا وَأول من قَاس بِرَأْيهِ إِبْلِيس حَيْثُ قَالَ خلقتني من نَار وخلقته من طين (إنْجَاح)

قَوْله رُؤَسَاء أَي خَليفَة وقاضيا ومفتيا واماما وشيخا وَهُوَ جمع رَأس أَو رءوساء جمع رَئِيس كِلَاهُمَا صَحِيح وَالْأول شهر (إنْجَاح)

قَوْله الإفْرِيقِي نِسْبَة الى الافريقة هِيَ بِلَاد وَاسِعَة قبالة الأندلس كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله فضل أَي فضول وزائد على الْحَاجة انجاح قَوْله السّنة الْقَائِمَة هِيَ الدائمة المستمرة الَّتِي الْعَمَل بهَا مُتَّصِل لم يتْرك وَالْفَرِيضَة العادلة أَي السِّهَام والمذكورة فِي الْكتاب وَالسّنة من غير جرح إِلَّا أَنَّهَا مستنبطة من الْكتاب وَالسّنة وَإِن لم يرد بهَا نَص كَذَا فِي الدّرّ النثير 12 إنْجَاح الْحَاجة

[57]

الطنافسي بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَخْفِيف النُّون وَبعد الْألف فَاء ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة الى التنافس جمع طنفسة وَهِي نوع من الْبسَاط (إنْجَاح)

قَوْله

[59]

لَا يدْخل الْجنَّة الخ اسْتُفِيدَ مِنْهُ ان الْإِيمَان وَالْكبر لَا تجتمعان لِأَن الْمُؤمن يدْخل الْجنَّة الْبَتَّةَ والمتكبر لَا يدخلهَا فَالْمُرَاد من الْكبر الْكبر عَن احكام الله تَعَالَى الَّذِي هُوَ الْكفْر كَمَا ذكر فِي الْقُرْآن كَانُوا عَن اياتنا يَسْتَكْبِرُونَ وَالْمرَاد مُطلق الْكبر فَالْمُرَاد عَن الدُّخُول الدُّخُول الأولى (إنْجَاح)

قَوْله

[60]

فَمَا مجادلة الخ أَي لَيْسَ مجالدة أحدكُم فِي الدُّنْيَا لخصمه فِي الْأَمر الْحق الَّذِي ثَبت وَتبين عِنْده ازيد واغلب أَشد من مجادلتهم لرَبهم فِي حق اخوانهم (إنْجَاح)

قَوْله أبي عمر أَن الخ امسه عبد الْملك بن حبيب مَشْهُور بكنيته الْجونِي بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وَالنُّون مَنْسُوب الى الجون بطن من كِنْدَة (إنْجَاح)

قَوْله حراورة جمع حرور كغملس هُوَ الْغُلَام الْقوي والضعيف ضِدّه كَذَا فِي الْقَامُوس وَالْمرَاد هَهُنَا هُوَ الأول (إنْجَاح)

قَوْله

[61]

ثمَّ تعلمنا الخ اسْتُفِيدَ مِنْهُ ان تعلم علم العقائد قبل تعلم الْفِقْه وَالْقُرْآن (إنْجَاح)

قَوْله

[62]

صنفان الخ هَذَا الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ من هَذَا الطَّرِيق وَمن رِوَايَة الْقَاسِم بن حبيب وَقَالَ حسن غَرِيب وهذ انتقده الْحَافِظ سراج الدّين الْقزْوِينِي فِيمَا انتقده على المصابيح من الْأَحَادِيث زعم انها مَوْضُوعَة ورد عَلَيْهِ الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي ثمَّ الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن حجر قَالَ التوربشتي فِي شرح المصابيح الصِّنْف النَّوْع قيل المرجية هم الَّذين يَقُولُونَ الْإِيمَان قَول بِلَا عمل فيؤخرون الْعَمَل من القَوْل وَهَذَا غلط لأَنا وجدنَا أَكثر أَصْحَاب الْملَل والنحل ذكرُوا ان المرجية الجبرية الَّذين يَقُولُونَ بِإِضَافَة الْفِعْل الى العَبْد كاضافته الى الجمادات والجبرية خلاف الْقَدَرِيَّة وَسميت الجبرية المرجية لأَنهم يرحبون أَمر الله ويرتكبون الْكَبَائِر يذهبون فِي ذَلِك الى الافراط كَمَا تذْهب الْقَدَرِيَّة الى التَّفْرِيط وكلا الْفرْقَتَيْنِ على شفا جرف هار والقدرية إِنَّمَا نسبوا الى الْقدر وَهُوَ مَا يقدره الله تَعَالَى لأَنهم يدعونَ أَن كل عبد خَالق فعله من الْكفْر وَالْمَعْصِيَة وَنَفَوْا أَن ذَلِك بِتَقْدِير الله تَعَالَى قَالَ وَقَوله لَيْسَ لَهما نصيب فِي الْإِسْلَام رُبمَا يتَمَسَّك بِهِ من يكفر الْفَرِيقَيْنِ وَالصَّوَاب أَن لَا يُسَارع الى تَكْفِير هَل الْأَهْوَاء المتاؤلين لأَنهم لَا يقصدون بذلك اخْتِيَار الْكفْر وَقد بذلوا وسعهم فِي إِصَابَة الْحق فَلم يحصل لَهُم غير مَا زَعَمُوا فهم اذن بِمَنْزِلَة الْجَاهِل والمجتهد الْمُخطئ وَهَذَا القَوْل هُوَ الَّذِي ذهب اليه الْمُحَقِّقُونَ من الْعلمَاء وَقد احتاطوا احْتِيَاطًا فيجرى قَوْله لَيْسَ لَهما نصيب مجْرى الاتساع فِي بَيَان سوء حظهم وَقلة نصِيبهم من الْإِسْلَام نَحْو قَوْلك الْبَخِيل لَيْسَ لَهُ نصيب انْتهى زجاجة مُخْتَصرا

قَوْله

[63]

يَا مُحَمَّد لَعَلَّ هَذَا نقل بِالْمَعْنَى فَإِن النداء بيا مُحَمَّد لَا يجوز لَهُ عليه السلام وَقَالَ الله تَعَالَى لَا تجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُم كدعاء بَعْضكُم بَعْضًا وَقيل الْخطاب مَخْصُوص لبني ادم لَا بِالْمَلَائِكَةِ ويردان نزُول جِبْرَائِيل كَانَ لتعليم الْأمة فيناسب ان يُنَادي صلى الله عليه وسلم بِمَا يجوز لَهَا وَيُؤَيّد التَّأْوِيل الأول الحَدِيث الأتي فَإِن النداء فِيهِ بيا رَسُول الله (إنْجَاح)

قَوْله مَا الْإِيمَان الْإِيمَان وَالْإِسْلَام يترادفان تَارَة كَقَوْلِه تَعَالَى فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين وَتارَة يُطلق الْإِسْلَام على الانقياد الظَّاهِرِيّ والايمان على الاذعان القلبي كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى قَالَت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا وَلَكِن قُولُوا أسلمنَا (إنْجَاح)

قَوْله كَأَنَّك ترَاهُ وَهُوَ الَّذِي تسميه الصُّوفِيَّة بالعرفان وَيُسمى الأول بِالْمُشَاهَدَةِ وَالثَّانِي بالحضور القلبي الَّذِي يُسمى فِي اصْطِلَاح النقشبندية بنسبت يادداشت (إنْجَاح)

قَوْله ربتها الرب السَّيِّد والربة السيدة وَأشهر مَا قيل فِي قَوْله ان تَلد الْأمة ربتها ان السَّبي والغنائم تكْثر وَالنَّاس يبالغون فِي اتِّخَاذ السراري فعده من العلامات يجوزان يكون لاعراض النَّاس عَن سنة النِّكَاح وَيجوز أَن يكون لظُهُور الدّين واتساع رقْعَة الْإِسْلَام ويلي ذَلِك قيام السَّاعَة وَقيل المُرَاد أَنه يفشي العقوق حَتَّى يقهر الْوَلَد أمه قهره كسيد أمته وَقيل المُرَاد أَن النَّاس لَا يحتاطون فِي أَمر الْجَوَارِي وَقد يَنْتَهِي الى أَن تبَاع أُمَّهَات الْأَوْلَاد وَرُبمَا يَقع فِي يَد ابْنهَا وَهُوَ لَا يدْرِي انها أمه وتسميه الْوَلَد رَبًّا وربة على الأول بِاعْتِبَار أَنه فِي الْحُرِّيَّة والشرف كسيدها الْمُنعم عَلَيْهَا بِالْعِتْقِ (زجاجة مَعَ اخْتِصَار)

قَوْله

ص: 7

[64]

فِي خمس الخ فَإِن قيل كَيفَ ينْحَصر علم الْغَيْب فِي الْخَمْسَة مَعَ المغيبات سواهَا بِكَثْرَة لَا يعلمهَا الا الله قيل هَذِه الْخَمْسَة امهاتها واصولها واما مَا صدر عَن الْأَوْلِيَاء من إِظْهَار بَعْضهَا كَمَا ان الصّديق أخبر بِأَن مَا فِي بطن خَارِجَة زَوجته بنت فتوفى وَولدت بعد وَفَاته أم كُلْثُوم بنته فَهَذَا من الظَّن لَا من الْعلم (إنْجَاح الْحَاجة)

[65]

الْإِيمَان معرفَة الخ هَذَا الحَدِيث لَا يَصح عِنْد الْمُحدثين وحكموا عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ والافة فِيهِ من أبي الصَّلْت الْهَرَوِيّ لِأَنَّهُ عبد السَّلَام بن صَالح بن سُلَيْمَان مولى قُرَيْش قَالَ الْعقيلِيّ أَنه كَذَّاب وَقَالَ فِي التَّقْرِيب صَدُوق لَهُ مَنَاكِير وَكَانَ يتشيع وَحكم بن الْجَوْزِيّ أَيْضا بِوَضْعِهِ قَالَ عَليّ الْقَارِي فِي كتاب الصِّرَاط الْمُسْتَقيم لمجد الدّين الفيوز أبادي الحَدِيث الْمَشْهُور الْإِيمَان قَول وَعمل وَيزِيد وَينْقص والايمان لَا يزِيد وَلَا ينقص كُله غير صَحِيح وَذكر الزَّرْكَشِيّ فِي أول كِتَابه عَن البُخَارِيّ أَنه سُئِلَ عَن حَدِيث الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص فَكتب من حدث بِهَذَا اسْتوْجبَ الضَّرْب الشَّديد وَالْحَبْس الطَّوِيل (إنْجَاح)

قَوْله الْإِيمَان معرفَة بِالْقَلْبِ الخ اورد بن الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَقَالَ أَبُو الصَّلْت مُتَّهم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ قَالَ وَتَابعه عَن عَليّ بن مُوسَى عبد الله بن أَحْمد الطَّائِي وَهُوَ يروي عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة بَاطِلَة وعَلى بن غراب وَهُوَ سَاقِط يحدث الموضوعات وَمُحَمّد بن سهل البَجلِيّ وَدَاوُد بن سُلَيْمَان وهما مَجْهُولَانِ وَالْحق أَن الحَدِيث لَيْسَ بموضوع وثقة بن معِين وَقَالَ لَيْسَ مِمَّن يكذب وَقَالَ فِي الْمِيزَان رجل صَالح الا أَنه شيعي وعَلى بن غراب روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَبَان ماجة ووثق بن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ قَالَ أَحْمد مَا أرَاهُ الا انه كَانَ صَدُوقًا قَالَ الْخَطِيب كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع واما رواياته فقد وصفوها بِالصّدقِ وَذكر الْمزي فِي التَّهْذِيب متابعات لهَذَا الحَدِيث قلت وَوجدت لَهُ متابعات اخر أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَابْن السّني والديلمي وَغَيرهم زجاجة مُخْتَصرا

قَوْله

[67]

حَتَّى أكون الخ قَالَ الْبَيْضَاوِيّ لم يرو حب الطَّبْع بل أَرَادَ حب الِاخْتِيَار الْمُسْتَند الى الْإِيمَان الْحَاصِل من الِاعْتِقَاد لِأَن حب الْإِنْسَان لنَفسِهِ وَولده طبع مركوز غريزي خَارج عَن حد الِاسْتِطَاعَة وَلَا يُكَلف الله نفسا الا وسعهَا وَلَا سَبِيل الى قلبه وهواه وان كَانَ فِيهِ هَلَاكه قَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله لَا سَبِيل الى قلبه لَيْسَ بِمُطلق وَذَلِكَ ان الْمُحب قد يَنْتَهِي فِي الْمحبَّة الى ان يتَجَاوَز الْحَد فيؤثر هوى المحبوب على نَفسه فضلا عَن وَلَده (زجاجة)

قَوْله لَا تدْخلُوا الخ يحصل من مَجْمُوع الجملتين ان لَا تدْخلُوا الْجنَّة حَتَّى تحَابوا فَالْمُرَاد بِالدُّخُولِ الدُّخُول الأولى والا فَمن آمن بِاللَّه وَرَسُوله وان لم يعْمل بِعَمَل قطّ يدْخل الْجنَّة (إنْجَاح)

قَوْله هرج الْأَحَادِيث الْهَرج بِفَتْح فَسُكُون الْفِتْنَة والاختلاط كَذَا فِي الْمجمع يَعْنِي قبل اخْتِلَاط الْأَحَادِيث من قبل أنفسهم فِي الدّين الْمنزل (إنْجَاح)

قَوْله فِي آخر مَا نزل أَي فِي سُورَة بَرَاءَة فَالْمُرَاد من الاخر الاخر الاضافي لَا التحقيقي لِأَن آخر الْآيَات على أصح الْأَقْوَال وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ الى الله الخ ذكره الْبَغَوِيّ فِي المعالم

قَوْله قَالَ خلع الْأَوْثَان الخ الْقَائِل أنس بن مَالك أَي التَّوْبَة هِيَ خلع الْأَوْثَان أَي ترك عبادتها وَآخر الْآيَة فَخلوا سبيلهم ان الله غَفُور رَحِيم (إنْجَاح)

قَوْله وَأَقَامُوا الخ لم يذكر الْجمع مَعَ أَنه أَيْضا فرض فَلَعَلَّ وَجهه ان الْمُشْركين كَانُوا مقرين لِلْحَجِّ وَلم يَكُونُوا مقرين للصلوة وَالزَّكَاة فَلهَذَا اهتم الله تَعَالَى بشأنهما وَأَيْضًا الصَّلَاة وَالزَّكَاة تتكرران وَلَا يتَكَرَّر الْحَج (إنْجَاح)

قَوْله

[74]

الْإِيمَان يزِيد الخ قَالَ بن حجر ذهب السّلف الى أَن الْإِيمَان يزِيد وَينْقص وَأنْكرهُ أَكثر الْمُتَكَلِّمين قَالَ النَّوَوِيّ والاظهر ان التَّصْدِيق يزِيد وَينْقص بِكَثْرَة النّظر ووضح الْأَدِلَّة وايمان الصّديق رضي الله عنه أقوى من ايمان غَيره قلت وَالْحق ان النزاع بَينهم نزاع لَفْظِي وَمَال كَلَامهم وَاحِد (فَخر)

قَوْله

ص: 8

[76]

فَيُؤْمَر بِأَرْبَع كَلِمَات لكتابتها وشقي أم سعيد خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هُوَ شقي أم سعيد وَهَذِه كِتَابَة ثَانِيَة وَالْكِتَابَة الأولى قد كتبت قبل خلق ادم عَلَيْهِ إِسْلَام (إنْجَاح)

قَوْله حَتَّى مَا يكون الخ قَالَ الْقَارِي فِي الحَدِيث تَنْبِيه على أَن السالك يَنْبَغِي أَن لَا يغتر بِأَعْمَالِهِ الْحَسَنَة ويجتنب الْعجب وَالْكبر والأخلاق السَّيئَة وَيكون بَين الْخَوْف والرجاء وَمُسلمًا بالرضاء تَحت حكم الْقَضَاء وَكَذَا إِذا صدرت مِنْهُ الْأَعْمَال السَّيئَة فَلَا ييأس من روح الله فَإِنَّهَا إِذا امدت عين الْعِنَايَة الحقت الْآخِرَة بالسابقة وَكَذَا الْحَال بِالنِّسْبَةِ الى الْغَيْر فِي الْأَعْمَال فَلَا يحكم لَاحَدَّ انه من أهل الْجنَّة والدرجات وان عمل بأعمل من الطَّاعَات أَو ظهر عمله من خوارق الْعَادَات وَلَا يحكم فِي حق أحد أَنه من أهل النَّار أَو الْعُقُوبَات وَلَو صدر مِنْهُ جَمِيع السَّيِّئَات والمظالم والتبعات فَإِن الْعبْرَة بخواتيم الْحَالَات وَلَا يطلع عَلَيْهَا غير عَالم الْغَيْب والشهادات مرقاه قَالَ فِي الديباجة مَوْضُوع وَكَذَا قَالَ بن رَجَب الزبيرِي فِي شَرحه على هَذَا الْكتاب تابعين فِي ذَلِك بن الْجَوْزِيّ وَقَالَ السُّيُوطِيّ وَالْحق ان الحَدِيث لَيْسَ بموضوع وَبَين ذَلِك فِي حَاشِيَته على هَذَا الْكتاب من خطّ شَيخنَا حَدِيث أبي حَاتِم لم يذكرهُ فِي الْأَطْرَاف فَكَأَنَّهُ من زيادات أبي الْحسن الْقطَّان

[77]

لعذبهم وَهُوَ غير ظَالِم لَهُم قَالَ الطَّيِّبِيّ فِيهِ إرشاد وَبَيَان شاف لإِزَالَة مَا طلب مِنْهُ لِأَن هدم بِهِ قَاعِدَة القَوْل بالْحسنِ والقبح عقلا لِأَن مَالك السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ يتَصَرَّف فِي ملكه كَيفَ يَشَاء فَلَا يتَصَوَّر مِنْهُ الظُّلم لِأَنَّهُ لَا يتَصَرَّف فِي ملك غَيره ثمَّ عطف عَلَيْهِ قَوْله وَلَو رَحِمهم الخ ايذانا بِأَن رَحمته لِلْخلقِ لَيست بايجابهم ومسببة عَن اعمالهم بل هُوَ فضل وَرَحْمَة وَلَو يَشَاء ان يُصِيب برحمته الْأَوَّلين والاخرين لَا يخرج ذَلِك عَن حكمته (زجاجة)

قَوْله مَا قبل مِنْك الخ هَذَا دَلِيل على أَن الْأَعْمَال وَالصَّدقَات تقبل مَعَ الْإِيمَان فَإِذا لم يكن الرجل مُؤمنا أَو كَانَ فِي ايمانه نُقْصَان كالمبتدع والزنادق لَا يقبل مِنْهُم اعمالهم اما إِذا كَانَ خَالِصا فِي ايمان وان ارْتكب الْمعاصِي فَشَأْنه لَيْسَ كَذَلِك (إنْجَاح)

قَوْله ان مت على غير هَذَا أَي غير هَذَا الِاعْتِقَاد دخلت النَّار دُخُول غير الخلود لِأَن أهل الْقبْلَة يُعَذبُونَ فِي النَّار ثمَّ يخرجُون (إنْجَاح)

قَوْله ان تَأتي أخي عبد الله بن مَسْعُود انما أرْسلهُ الى عبد الله وَهُوَ الى حُذَيْفَة وَهُوَ الى زيد لِيَزْدَادَ طمأنينة قلب السَّائِل (إنْجَاح)

قَوْله

[79]

واستعن بِاللَّه الخ أَي لَا تعتمد فِي حرصك على نَفسك فَعَسَى ان تحبوا شَيْئا وَهُوَ شَرّ لكم فَإِذا استعنت بِاللَّه عز وجل فَإِنَّهُ تَعَالَى لَا يعينك الا بِمَا هُوَ خير لَك وَلَا تعجز أَي لَا تعتذر عَن ترك أَعمال الْبر قَائِلا بِأَنَّهُ لَو كَانَت مقدرَة لي لفَعَلت تِلْكَ فَإِن هَذَا من الشَّيْطَان وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم لعَلي حِين أيقظه لصَلَاة اللَّيْل فَاعْتَذر وَقَالَ أَنْفُسنَا بيد الله لَو شَاءَ لبعثنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ الْإِنْسَان أَكثر شَيْء جدلا (إنْجَاح)

قَوْله فحج آدم مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ وَلَا يُمكن مثله لكل عَاص لِأَنَّهُ مَا دَامَ فِي دَار التَّكْلِيف فَفِي لومه زجر وعبرة لغيره وآدَم عليه السلام خرج عَن دَار التَّكْلِيف وَغفر ذَنبه فَلم يبْق فِي لومه سوء التخجيل وَقيل إِنَّمَا احْتج فِي خُرُوجه من الْجنَّة بِأَن الله تَعَالَى خلقه ليجعل خَليفَة فِي الأَرْض لَا أَنه نفى عَن نَفسه الذَّنب (إنْجَاح)

قَوْله لَا يُؤمن عبد الخ قَالَ الْمظهر هَذَا النَّفْي أصل الْإِيمَان لَا نفي الْكَمَال فَمن لم يُؤمن بِوَاحِد من الْأَرْبَعَة لم يكن مُؤمنا (زجاجة)

قَوْله

[82]

طُوبَى لهَذَا عُصْفُور الخ إِنَّمَا انكر صلى الله عليه وسلم هَذَا القَوْل على عَائِشَة لِأَنَّهَا شهِدت لَهُ بِالْإِيمَان وطفل الْمُسلم وانكان تَابعا لِأَبَوَيْهِ وَلَكِن ايمان الابوين لَا يجْزم عَلَيْهِ وَأما اطفال الْمُشْركين ففيهم أقاويل وَسكت أَبُو حنيفَة فِي هَذِه المسئلة وَقَالَ بَعضهم هم من أهل الْجنَّة لأَنهم لم يعملوا شرا وَقَالَ بَعضهم هم فِي النَّار تبعا لِآبَائِهِمْ لقَوْله صلى الله عليه وسلم الوائدة والمؤودة كِلَاهُمَا فِي النَّار وَقَالَ بَعضهم هم من خدام أهل الْجنَّة وَقَالَ الشَّيْخ المجدد رضي الله عنه حكم سكان شَوَاهِق الْجبَال وَحكم اطفال الْمُشْركين كَحكم الْبَهَائِم يحشرون ثمَّ يصيرون تُرَابا لِأَن الْجنَّة جَزَاء الْأَعْمَال قَالَ الله تَعَالَى تِلْكَ الْجنَّة الَّتِي اورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَالنَّار بعد تَبْلِيغ الرُّسُل وَالصَّبِيّ لم يُشَاهد رَسُولا قطّ قَالَ الله تَعَالَى وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا (إنْجَاح)

قَوْله طُوبَى لهَذَا عُصْفُور الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ هَذَا لَيْسَ من بَاب التَّشْبِيه إِذْ لَيْسَ المُرَاد ان هُنَا عصفورا وَهَذَا مشابه لَهُ وَلَيْسَ من بَاب الِاسْتِعَارَة لِأَن الطَّرفَيْنِ مذكوران إِذا التَّقْدِير هُوَ عُصْفُور والمقدر كالملفوظ بل هُوَ من بَاب الاوباح كَقَوْلِه تَحِيَّة بَينهم ضرب وَجمع وَقَوْلهمْ الْقَلَم أحد اللسانين جعل بالادعاء التَّحِيَّة والقلم ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا الْمُتَعَارف وَالْمرَاد غير الْمُتَعَارف فَجعلت العصفور صنفين الْمُتَعَارف والاطفال من أهل الْجنَّة وبينت بقولِهَا من عصافير الْجنَّة ان المُرَاد الثَّانِي وَقَوْلها لم يعْمل السوء بِبَيَان لالحاق الطِّفْل بالعصوفر وَجعل مِنْهُ كَمَا جعل الْقَلَم لِسَانا بِوَاسِطَة افصاحهما عَن الْأَمر الْمُضمر (زجاجة)

قَوْله أَو غير ذَلِك فِي الْفَائِق الْهمزَة للاستفهام وَالْوَاو عاطفة على مَحْذُوف وَغير مَرْفُوع لعامل مُضْمر تَقْدِيره وَقع هَذَا أَو غير ذَلِك وَيجوز أَن يكون أَو الَّتِي لَاحَدَّ الامرين أَي الْوَاقِع هَذَا أَو غير ذَلِك قَالَ الطَّيِّبِيّ يجوز أَن يكون بِمَعْنى بل كَأَنَّهُ صلى اله عَلَيْهِ وَسلم لم يرتض بقولِهَا فَاضْرب عَنهُ واثبت مَا يُخَالِفهُ لما فِيهِ من الحكم والجزم بِتَعْيِين ايمان أَبَوي الصَّبِي أَو أَحدهمَا إِذْ هُوَ تبع لَهما وَيرجع معنى الِاسْتِفْهَام الى هَذَا لِأَنَّهُ إِنْكَار للجزم وَتَقْرِير لعدم التَّعْيِين قَالَ وَلَعَلَّ المُرَاد كَانَ قبل إِنْزَال مَا انْزِلْ عَلَيْهِ فِي ولدان الْمُؤمنِينَ قَالَ النَّوَوِيّ اجْمَعْ من يعْتد بِهِ ان من مَاتَ من اطفال الْمُسلمين فَهُوَ من أهل الْجنَّة لِأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلّفا وَتوقف من لَا يعْتد

بِهِ للْحَدِيث وَالْجَوَاب أَن النَّهْي اما للمسارعة الى الْقطع بِلَا دَلِيل يكون عِنْدهَا قَاطع أَو لِأَنَّهُ قبل أَن يعلم أَن اطفال المسملين فِي الْجنَّة مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي

قَوْله

ص: 9

[85]

عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ الامام النَّوَوِيّ أنكر بَعضهم حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده باعتبارات شعيبا سمع من مُحَمَّد هُوَ أَبوهُ عَن جده عبد الله بن عَمْرو فَيكون حَدِيثه مُرْسلا لَكِن الصَّحِيح أَنه سمع من جده عبد الله فَحَدِيثه لهَذَا الطَّرِيق مُتَّصِل مِصْبَاح الزجاجة

[86]

يحيى بن أبي حَيَّة بِمُهْملَة وتحتية أَبُو جناب بجيم وَنون خَفِيفَة وأخره مُوَحدَة هُوَ مَشْهُور بهَا ضَعَّفُوهُ لِكَثْرَة تدليسه وَأَبوهُ أَبُو حَيَّة مَجْهُول كَذَا فِي التَّقْرِيب (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله لَا عدوى لاخ هَذَا الحَدِيث يُعَارضهُ الحَدِيث الثَّانِي وَهُوَ لَا يُورد ممرض على مصحح وهما صَحِيحَانِ فَيجب الْجمع بَينهمَا فَأَقُول يُمكن الْجمع بِأَن يُقَال ان فِي حَدِيث لاعد وَبَيَان ابطال مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تعتقده أَن الْمَرَض يعدي بطبعها لَا بِفعل الله تَعَالَى وَفِي الحَدِيث لَا يُورد الخ إرشاد الى الِاحْتِرَاز مِمَّا يحصل الضَّرَر عِنْده فِي الْعَادة بِفعل الله تَعَالَى وَقدره لَا بطبعها (فَخر)

قَوْله لَا طيرة قَالَ النَّوَوِيّ الطير التشاؤم وَأَصله الشَّيْء الْمَكْرُوه من قَول أَو فعل أَو مرئي وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بالسوانج والبوارح فينفرون الظباء والطيور فَإِن أخذت ذَات الْيَمين تبركوا بِهِ ومضوا فِي سفرهم وحوائجهم وان أخذت ذَات الشمَال رجعُوا عَن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بهَا فَكَانَت تصدهم فِي كثير من الْأَوْقَات عَن مصالحهم فنفى الشَّرْع ذَلِك وأبطله وَنهى عَنهُ وَأخْبر أَنه لَيْسَ لَهُ تَأْثِير بنفع وَلَا ضرّ فَهَذَا معنى قَوْله عليه السلام لَا طيرة وَفِي حَدِيث أخر الطَّيرَة شرك أَي اعْتِقَاد أَنَّهَا تَنْفَع أَو تضر إِذْ عمِلُوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فَهُوَ شرك لأَنهم جعلُوا لَهَا اثرا فِي الْفِعْل والايجاد

قَوْله وَلَا هَامة قَالَ جُمْهُور أهل اللُّغَة بتَخْفِيف الْمِيم وَقَالَت طَائِفَة بتشديدها قَالَ الْقَارِي وَهُوَ اسْم طير يتشاءم بهَا النَّاس وَهُوَ طير كَبِير يضعف بَصَره بِالنَّهَارِ ويطير بِاللَّيْلِ ويصوت وَيُقَال لَهُ بوم وَقيل كَانَت الْعَرَب تزْعم ان عِظَام الْمَيِّت إِذا بليت تصير هَامة تخرج من الْقَبْر وتتردد وَتَأْتِي أَخْبَار أَهله وَقيل كَانَت الْعَرَب تزْعم أَنه روح الْقَتِيل الَّذِي لَا يدْرك ثباره تصير هَامة فَتَقول اسقوني اسقوني فَإِذا أدْرك ثباره طارت فَأبْطل صلى الله عليه وسلم ذَلِك الِاعْتِقَاد (مرقاة)

قَوْله

[89]

اعزل عَنْهَا الْعَزْل اراقة الْمَنِيّ خَارج الْفرج خوفًا من تعلق الْوَلَد وَهُوَ جَائِز من أمته بِلَا اذن وَمن الْحرَّة بأذنها وَمن امة الْغَيْر بِإِذن سَيِّدهَا وَلَكِن التّرْك أولى هَكَذَا قَالَ الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة (إنْجَاح)

قَوْله

[90]

لَا يزِيد فِي الْعُمر الا الْبر قيل إِنَّمَا إِذا بر فَلَا يضيع عمره فَكَأَنَّهُ يُزَاد فِي الْعُمر حَقِيقَة قَالَ النَّوَوِيّ إِذا علم الله ان زيدا يَمُوت سنة كَذَا فالمحال أَن يَمُوت قبلهَا أَو بعْدهَا فالاجال الَّتِي علم الله لَا يزِيد وَلَا ينقص فَتعين تَأْوِيل الزِّيَادَة انها بِالنِّسْبَةِ الى ملك الْمَوْت أَو غَيره مِمَّن وكل بِقَبض الْأَرْوَاح وَأمر بِالْقَبْضِ بعد اجال محدودة فَإِنَّهُ تَعَالَى بعد ان يَأْمُرهُ بذلك أَو يثبت فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ينقص مِنْهُ أَو يزِيد على مَا سبق بِهِ علمه فِي كل شَيْء وَهُوَ معنى قَوْله يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت الخ 12

قَوْله وَلَا يرد الْقدر الخ فِي تَأْوِيله وَجْهَان أَحدهمَا أَن يُرَاد بِالْقدرِ مَا يحافظ مِمَّا يخافه العَبْد من نزُول الْمَكْرُوه ويتوقاه فَإِذا أوفق للدُّعَاء دفع الله عَنهُ فَتكون تَسْمِيَته بِالْقدرِ مجَازًا وَالثَّانِي ان يُرَاد بِهِ الْحَقِيقَة وَمعنى رد الدُّعَاء الْقدر تهوينه وتيسير لِلْأَمْرِ فِيهِ حَتَّى يكون الْقَضَاء النَّازِل كَأَنَّهُ لم ينزل بِهِ وَيُؤَيِّدهُ الدُّعَاء ينفع مِمَّا ينزل وَمِمَّا لم ينزل هَذَا حَاص مَا قَالَه التوربشتي

قَوْله ان مجوس الخ شبه منكري الْقدر بالمجوس لِأَن الْمَجُوس يثبتون الهين يزدْ ان للخير واهرمن للشر والقدرية يثبتون الِاخْتِيَار لكل عبد ويسلبون عَن رَبهم وَيَقُولُونَ ان خَالق الشَّرّ لَيْسَ هُوَ الله تَعَالَى لِأَن الاصلح وَاجِب عَلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ علماءنا الْمُعْتَزلَة اسوء حَالا من الْمَجُوس لِأَن الْمَجُوس يثبتون الهين وَهَؤُلَاء يثبتون الهة كَثِيرَة (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 10

[93]

اني ابرأ الخ قَالَ القَاضِي أصل الْخلَّة الافتقار وَمن الروع وَهُوَ الْخَوْف فترحم أَي قَالَ رَحْمَة الله عَلَيْك مَعَ صاحبيك أَي فِي الدّين والبعث يَوْم الْحَشْر والمرافق فِي الْجنَّة (إنْجَاح الْحَاجة)

[95]

كهول أهل الْجنَّة الكهول بِضَم الْكَاف جمع كهل وَهُوَ من انْتهى شبابه وَهُوَ من الرِّجَال من زَاد على ثَلَاثِينَ سنة الى أَرْبَعِينَ وَقيل من ثَلَاث وَثَلَاثِينَ الى الْخمسين وصفهما بالكهولة بِاعْتِبَار مَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا والا فَلَا كهل فِي الْجنَّة فَالْمَعْنى سيد امن مَاتَ كهلا من الْمُسلمين وَقيل أَرَادَ هَهُنَا الْحَلِيم الْعَاقِل أَي يدخلهما الله الْجنَّة عُلَمَاء عقلاء لمعات

قَوْله أَي أَصْحَابه كَانَ احب اليه الخ اعْلَم ان الْمحبَّة تخْتَلف بالأسباب والاشخاص فقد يكون للجزئية وَقد يكون بِسَبَب الْإِحْسَان وَقد يكون بِسَبَب الْحسن وَالْجمال وَأَسْبَاب اخر لَا يُمكن تفاصيلها ومحبته صلى الله عليه وسلم لفاطمة بِسَبَب الْجُزْئِيَّة والزهد وَالْعِبَادَة ومحبته لعَائِشَة بِسَبَب الزَّوْجِيَّة والتفقة فِي الدّين ومحبته لأبي بكر وَعمر وَأبي عُبَيْدَة بِسَبَب الْقدَم فِي الْإِسْلَام وإعلاء الدّين ووفور الْعلم فَإِن الشَّيْخَيْنِ لَا يخفي حَالهمَا لَاحَدَّ من النَّاس وَأما أَبُو عُبَيْدَة فقد فتح الله تَعَالَى على يَدَيْهِ فتوحا كَثِيرَة فِي خلَافَة الشَّيْخَيْنِ وَسَماهُ صلى الله عليه وسلم أَمِين هَذِه الْأمة وَالْمرَاد فِي هَذِه الحَدِيث محبته عليه السلام لهَذَا السَّبَب فَلَا يضر مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث شدَّة محبته صلى الله عليه وسلم لعَائِشَة وَفَاطِمَة رضي الله عنهما لِأَن تِلْكَ الْمحبَّة بِسَبَب آخر (إنْجَاح)

قَوْله

[104]

عَطاء الْمَدِينِيّ أَقُول إِذا نسبت الى مَدِينَة الرَّسُول قلت مدنِي وَالِي مَدِينَة الْمَنْصُور قلت مديني الى مَدَائِن كسْرَى قلت مدائني ومدين بِالْفَتْح قَرْيَة شُعَيْب النَّبِي عليه السلام كَذَا فِي الصراح

قَوْله أول من يصافحه الخ قَالَ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير فِي جَامع المسانيد هَذَا الحَدِيث مُنكر جدا وَمَا أبعد أَن يكون مَوْضُوعا والأفة فِيهِ من دَاوُد بن عَطاء انْتهى (زجاجة)

قَوْله

[105]

أعز الْإِسْلَام الخ لَعَلَّه صلى الله عليه وسلم دَعَا بأيمان أبي جهل وَعمر بن الْخطاب اولا وَلما علم ان كفر أبي جهل مُقَدّر فِي تَقْدِير الهي أيس من ايمانه ودعا لعمر خَاصَّة (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[107]

بِامْرَأَة تتوضا اعْلَم ان الْوضُوء فِي الْجنَّة اما للنظافة وَأما للرغبة فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا من الْعِبَادَات لَا أَن الْجنَّة دَار التَّكْلِيف (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[109]

لكل نَبِي رَفِيق أَي خَاص ورفيقي فِيهَا أَي فِي الْجنَّة عُثْمَان وَهُوَ لَا يُنَافِي كَون غَيره أَيْضا رَفِيقًا لَهُ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ هَذَا تَخْصِيص ذكره اشعار بتعظيم مَنْزِلَته وَرفع قدره (مرقاة)

قَوْله

[110]

قد زَوجك الخ ان أم كُلْثُوم ورقية بِنْتي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَتَا اولا تَحت عتبَة وعتيبة ابْني أبي لَهب وَكَانَا لم يدخلا بهما فَقَالَ أَبُو لَهب لابْنَيْهِ طلقا بِنْتي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فطلقاهما فزوجهما رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَاحِدَة بعد أُخْرَى بعثمان رضي الله عنه وَلذَلِك الشّرف سمى بِذِي النورين (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[111]

فقربها أَي قَالَ ان ياتيانها قريب فَإِن أول فتْنَة وَقعت فِي الْإِسْلَام فتْنَة عُثْمَان رضي الله عنه (إنْجَاح)

قَوْله

[112]

فأرادك المُنَافِقُونَ الخ فِيهِ دَلِيل على ان قتلة عُثْمَان كَانُوا منافقين اما فِي الْإِيمَان واما فِي الْأَعْمَال وان عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أصَاب الْحق فِي اسْتِخْلَاف فَإِنَّهُ بَايعه أَو لَا من أهل الشورى (إنْجَاح)

قَوْله مَا مَنعك الخ أَي عِنْد فتْنَة عُثْمَان رضي الله عنه (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 11

[113]

قَالَ يَوْم الدَّار هُوَ الْيَوْم الَّذِي حبس عُثْمَان فِي الدَّار والعهد الْمَذْكُور هَهُنَا هُوَ مَا مر فِي حَدِيث يَا عُثْمَان ان ولاك الله الخ (إنْجَاح)

[115]

بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى ومنزلة هَارُون من مُوسَى كَانَت وزارة وَهِي لَا تَقْتَضِي فَضله وتقدمه فِي الْخلَافَة على أبي بكر لِأَن الْخلَافَة غير الوزارة (إنْجَاح)

قَوْله بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى قَالَ القَاضِي هَذَا الحَدِيث مِمَّا تعلّقت بِهِ الروافض والامامية وَسَائِر فرق الشِّيعَة فِي أَن الْخلَافَة كَانَت حَقًا لعَلي وانه اوصى لَهُ بهَا قَالَ ثمَّ اخْتلف هَؤُلَاءِ فكفرت الروافض سَائِر الصَّحَابَة فِي تقديمهم غَيره وَزَاد بَعضهم فَكفر عليا لِأَنَّهُ لم يقم فِي طلب حَقه بزعمهم وَهَؤُلَاء أسخف مذهبا وَلَا شكّ فِي كفر من قَالَ هَذَا لِأَن من كفر الْأمة كلهَا والصدر الأول فقد أبطل نقل الشَّرِيعَة وَهدم الْإِسْلَام وَأما من عدا هَؤُلَاءِ الغلاة فَإِنَّهُم لَا يسلكون هَذَا المسلك فَأَما الامامية وَبَعض الْمُعْتَزلَة فيقولن هم مخطئون فِي تَقْدِيم غَيره لَا كفار وَبَعض الْمُعْتَزلَة لَا يَقُول بالتخطية لجَوَاز تَقْدِيم الْمَفْضُول عِنْدهم وَهَذَا الحَدِيث لَا حجَّة فِيهِ لَاحَدَّ مِنْهُم بل فِيهِ اثبات ان الْفَضِيلَة لعَلي وَلَا تعرض فِيهِ لكَونه أفضل من غَيره أَو مثله وَلَيْسَ فِيهِ دلَالَة لاستخلافه بعده لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم انما قَالَ هَذَا لعَلي حِين اسْتَخْلَفَهُ فِي الْمَدِينَة فِي غَزْوَة تَبُوك وَيُؤَيّد هَذَا ان هَارُون الْمُشبه بِهِ لم يكن خَليفَة بعد مُوسَى بل توفى فِي حَيَاة مُوسَى وَقبل وَفَاته بِنَحْوِ أَرْبَعِينَ سنة على مَا هُوَ مَشْهُور عِنْد أهل الاخبار والقصص قَالُوا وَإِنَّمَا اسْتخْلف حِين ذهب لميقات ربه للمناجات (نووي)

قَوْله فَنزل فِي بعض الطَّرِيق أَي بغدير خم بِضَم خاء مُعْجمَة وَتَشْديد مِيم اسْم لغيضة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْجحْفَة بهَا غَدِير مَاء وَفِي الْقَامُوس غَدِير خم مَوضِع بِالْجُحْفَةِ بَين الْحَرَمَيْنِ

قَوْله

[118]

سيد شباب أهل الْجنَّة سُئِلَ النَّوَوِيّ عَن معنى هَذَا الحَدِيث فَقَالَ مَعْنَاهُ أَنَّهُمَا سيدا كل من مَاتَ شَابًّا وَدخل الْجنَّة فَإِنَّهُمَا توفيا وهما شَيْخَانِ وكل أهل الْجنَّة يكونُونَ أَبنَاء ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَلَكِن لَا يلْزم كَون السَّيِّد فِيمَن يسودهم فقد يكون أكبر سنا مِنْهُم وَقد يكون أَصْغَر سنا قَالَ وَلَا يجوز أَن يُقَال وَقع الْخطاب حِين كَانَا شابين فَإِن هَذَا القَوْل جهل ظَاهر وَغلط فَاحش لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم توفّي وَالْحسن وَالْحُسَيْن دون ثَمَان سِنِين فَلَا يسميان شابين (زجاجة)

قَوْله وأبوهما خير مِنْهُمَا فِيهِ فَضِيلَة لعَلي فَإِنَّهُ سيد السيدين (إنْجَاح)

قَوْله

[120]

لَا يَقُولهَا أَي جملَة انا الصّديق الْأَكْبَر بعد الا كَذَّاب الظَّاهِر وَالله اعْلَم أَنه اسْتثْنى بقوله بعد أَبَا بكر الصّديق رَضِي لَا الى صديقيه الْكُبْرَى حصلت لَهما لِأَنَّهُمَا رَضِي آمنا برَسُول اله صلى الله عليه وسلم بِمُجَرَّد نزُول الْوَحْي لَكِن الصّديق كَانَ عَاقِلا بالغاء وَعلي كَانَ صبيان وَقَوله صليت قبل النَّاس الالف وَاللَّام فِيهِ للْعهد لَا للْجِنْس لِأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قطعا أَو المُرَاد مِنْهُ صليت قبل فَرضِيَّة الصَّلَوَات لِأَن الصَّلَاة فرضت فِي الْإِسْرَاء لَيْلَة السبت سَابِع عشرَة من رَمَضَان قبل الْهِجْرَة بِسنة وَنصف وَذكر خير الرَّمْلِيّ عَن بَعضهم ان فرض الصَّلَاة نزل بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة بعد اثْنَتَيْ عشرَة سنة من النُّبُوَّة وَمن قبل كَانُوا يسبحون ويهللون 12 (إنْجَاح)

قَوْله

[121]

من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ قَالَ فِي النِّهَايَة الْمولى اسْم يَقع على جمَاعَة كَثِيرَة فَهُوَ الرب الْمَالِك وَالسَّيِّد والمنعم وَالْمُعتق والناصر والمحب التَّابِع وَالْجَار وَابْن الْعم والحليف والصهر وَالْعَبْد وَالْمُعتق والمنعم عَلَيْهِ وَهَذَا الحَدِيث يحمل على أَكثر الْأَسْمَاء الْمَذْكُورَة وَقَالَ الشَّافِعِي عَنى بذلك وَلَاء الْإِسْلَام كَقَوْلِه تَعَالَى ذَلِك بِأَن الله مولى الَّذين آمنُوا وان الْكَافرين لَا مولى لَهُم وَقيل سَبَب ذَلِك ان أُسَامَة قَالَ لعَلي رَضِي لست مولَايَ انما مولَايَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَك مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله

[122]

وان حوارِي الزبير قَالَ فِي النِّهَايَة أَي خاصتم وناصرت وَقَالَ عِيَاض ضَبطه جمَاعَة من الْمُحَقِّقين بِفَتْح الْيَاء وَضَبطه أَكْثَرهم بِكَسْرِهَا (زجاجة)

قَوْله

[124]

وهدية بن عبد الْوَهَّاب بِفَتْح الْهَاء وَكسر الدَّال وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة كَذَا فِي التَّقْرِيب وَقَوله يَا عُرْوَة كَانَ أَبَوَاك أَي جداك من الْأَب الْأُم وَهُوَ أَبُو بكر رَضِي وَالثَّانِي الزبير رَضِي (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[128]

رَأَيْت يَد طَلْحَة شلاء الخ هَذَا مِمَّا يَقْتَضِي ان طَلْحَة اسْتشْهد وَمَات مَعَ حَيَاته لَا عرض نَفسه للْقَتْل وَجعلهَا فدَاء على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكَأَنَّهُ قضى نحبه وَكَانَ طَلْحَة رَضِي جعل نَفسه يَوْم وَاحِد وقاية للنَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى جرح فِي جسده من بَين طعن وَضرب وَرمي بضع وَثَمَانُونَ جِرَاحَة وَكَانَت الصَّحَابَة إِذا ذكرُوا يَوْم أحد قَالُوا ذَلِك الْيَوْم كُله لطلْحَة قَالَه فِي اللمعات (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 12

[129]

مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جمع أَبَوَيْهِ لَاحَدَّ الخ قيل الْجمع بَينه وَبَين خبر زبير أَن عليا لم يطلع على ذَلِك أَو أَرَادَ بذلك التَّقْيِيد بِيَوْم أحد انْتهى وَالظَّاهِر الِاطِّلَاع الْمُقَيد بالروية بِنَفسِهِ أَو السماع بِنَفسِهِ بِلَا وَاسِطَة وَهُوَ لَا يُنَافِي ان اطلع على تفديته للزبير بِوَاسِطَة الْغَيْر انجاح قَالَ شَيخنَا هَذَا الحَدِيث أوردهُ الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَعَزاهُ وَلابْن ماجة فَقَط ثمَّ قَالَ لم يذكرهُ أَبُو الْقَاسِم وَهُوَ فِي الرِّوَايَة مَعَ أَنه الحمه الله تَعَالَى فِي التَّهْذِيب لم يرقم على الْعَلَاء بن صَالح عَلامَة بن ماجة كَذَا فِي التَّقْرِيب الا أَنه فِي التَّهْذِيب أورد هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه وَعَزاهُ الى النَّسَائِيّ فِي الخصائص فَقَط بِهَذَا السَّنَد الا أَن شَيْخه فِيهِ أَحْمد بن سُلَيْمَان الرهاوي عَن عبيد الله بن مُوسَى فعله لم يستحضر كَون بن ماجة رَوَاهُ أَيْضا فَلم يرقم عَلَيْهِ عَلامَة وَتَبعهُ فِي التَّقْرِيب انْتهى وَقَالَ بن رَجَب فِي حَاشِيَته على بن ماجة رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي خَصَائِص عَليّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا كذب على عَليّ انْتهى 13

[132]

مَا اسْلَمْ الخ لَعَلَّ هَذَا فِي زَعمه لِأَن أَبَا بكر وعليا وبلالا وَخَدِيجَة وَزيد بن حَارِثَة أَسْلمُوا من قبل الا انه لم يشْعر بِإِسْلَامِهِمْ لِأَن النَّاس كَانُوا مختفين (إنْجَاح)

قَوْله واني لثلث الْإِسْلَام قَالَ الطَّيِّبِيّ يَعْنِي يَوْم أسلمت كنت ثَالِث من أسلم فَأَكُون ثلث أهل الْإِسْلَام وَبقيت على مَا كنت عَلَيْهِ سَبْعَة أَيَّام ثمَّ أسلم بعد ذَلِك من أسلم (زجاجة)

قَوْله

[133]

كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَاشَ عشرَة وَفِي رِوَايَة أُخْرَى الْعَاشِر أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَلَا مُنَافَاة بَينهمَا لِأَن هَذَا القَوْل فِي مجْلِس وَالْقَوْل الاخر فِي مجْلِس اخر وَأَيْضًا لَيْسَ فِيهِ الْحصْر فَلَا يُنَافِي الزِّيَادَة (إنْجَاح)

قَوْله

[134]

اثْبتْ حراء الحراء بِمَكَّة على ثلثة اميال كَانَ يتعبد فِيهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل الْبعْثَة وَقد قَالَ هَذَا القَوْل حِين ترك الْجَبَل سُرُورًا بقدومه عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح انه مُذَكّر مَمْدُود مَصْرُوف وَفِي هَذَا الحَدِيث معجزات لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْهَا اخباره ان هَؤُلَاءِ شُهَدَاء وماتوا كلهم غير النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأبي بكر شُهَدَاء فَإِن عمر وَعُثْمَان وعليا وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر قتلوا ظلما شُهَدَاء فَقتل الثَّلَاثَة مَشْهُور وَقتل الزبير بوادي السبَاع بِقرب الْبَصْرَة أَي وقْعَة الْجمل منصرفا تَارِكًا لِلْقِتَالِ وَكَذَلِكَ طَلْحَة اعتزل النَّاس تَارِكًا لِلْقِتَالِ فَأَصَابَهُ سهم فَقتله وَقد ثَبت ان من قتل ظلما فَهُوَ شَهِيد وَالْمرَاد شُهَدَاء فِي أَحْكَام الْآخِرَة وَعظم ثَوَاب الشُّهَدَاء وَأما فِي الدُّنْيَا فيغسلون وَيصلى عَلَيْهِم وَفِيه بَيَان فَضِيلَة هَؤُلَاءِ وَفِيه اثبات التميز فِي الْحِجَارَة وَجَوَاز التَّزْكِيَة وَالثنَاء فِي وَجهه إِذْ لم يخف عَلَيْهِ فتْنَة باعجاب وَنَحْوه واما ذكر سعد بن أبي وَقاص فِي الشُّهَدَاء فَقَالَ القَاضِي إِنَّمَا سمى شَهِيد لِأَنَّهُ مشهود لَهُ بِالْجنَّةِ انْتهى قَالَ الْقَارِي وَفِي سعد بن أبي وَقاص مشكلل لِأَن سعد مَاتَ فِي قصره بالعقيق فتوجيه هَذَا أَن يكون بالتغليب أَو يُقَال كَانَ مَوته بِمَرَض يكون فِي حكم الشَّهَادَة انْتهى

قَوْله

[136]

هَذَا أَمِين هَذِه الْأمة قَالَ الطَّيِّبِيّ أَي هُوَ الثِّقَة المرضي والامانة مُشْتَركَة بَينه وَبَين غَيره من الصَّحَابَة لَكِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خص بَعضهم بِصِفَات غلبت عَلَيْهِ وَكَانَ بهَا أخص مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله

[137]

لاستخلفت بن أم عبد هُوَ عبد الله بن مَسْعُود وَأمه أم عبد تكنى بِهِ وَكَانَت امْرَأَة تقية قديمَة الْإِسْلَام وَفِيه فَضِيلَة جليلة لمعاشر الْحَنَفِيَّة والقراء العاصمية فَإِن أَبَا حنيفَة رح وعاصما اخذا الفقة وَالْقِرَاءَة عَنهُ (إنْجَاح)

قَوْله لاستخلفت بن أم عبد قَالَ التوربشتي لَا بُد أَن يؤل هَذَا الحَدِيث على أَنه أَرَادَ بِهِ تأميره على جَيش بِعَيْنِه أَو استخلافه فِي أَمر من أُمُور حَيَاته وَلَا يجوز ان يحمل على غير ذَلِك فَإِنَّهُ وان كَانَ من الْعلم بمَكَان وَله الْفَضَائِل الجمة والسوابق الجليلة فَإِنَّهُ لم يكن من قُرَيْش وَقد نَص صلى الله عليه وسلم ان هَذَا الْأَمر فِي قُرَيْش فَلَا يَصح حمله الا على الْوَجْه الَّذِي ذكرنَا انْتهى وَابْن أم عبد هُوَ عبد الله بن مَسْعُود رضى الله عَنهُ 12 (زجاجة)

قَوْله ان يقْرَأ الْقُرْآن غضا قَالَ فِي النِّهَايَة الغض الطري الَّذِي لم يتَغَيَّر أَرَادَ طَرِيقه فِي الْقِرَاءَة وهيئته وَقيل أَرَادَ الْآيَات الَّتِي سَمعهَا مِنْهُ من أول سُورَة النِّسَاء الى قَوْله تَعَالَى وَجِئْنَا بك على هَؤُلَاءِ شَهِيدا (زجاجة)

قَوْله حَتَّى انهاك حَتَّى غَايَة للاذن أَي مَا لم انهك عَن الدُّخُول فَأَنت فِي دخولك عَليّ بِالِاخْتِيَارِ تدخل مَتى شِئْت وَهَذَا بِسَبَب أَنه كَانَ خَادِمًا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَفِي تكررا الاستيذان حرج (إنْجَاح)

قَوْله

[140]

فيقطعون حَدِيثهمْ وَكَانَ قطع حَدِيثهمْ اما لأَنهم كَانُوا يسرون من الْعَبَّاس حسدا بِهِ وَأما لأَنهم يرونه أَجْنَبِيّا يخَافُونَ افشاء السِّرّ فأوعدهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الْوَعيد (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

ص: 13

[141]

بَين خليلين وَفِيه منقبة عَظِيمَة للْعَبَّاس لِأَن من كَانَ بَين الخليلين يصي حَظّ من النحلة وَهِي مرتبَة عَظِيمَة لَا يدْرك كنهها وَمَا كَانَ لَهُ هَذِه الْمرتبَة الا لِقَرَابَتِهِ صلى الله عليه وسلم وللارض من كاس الْكِرَام نصيب (إنْجَاح)

قَوْله أبي الجحاف بِتَقْدِيم الْجِيم على الْحَاء الْمُشَدّدَة قَوْله فقد احبني لِأَن من أحب رجلا احب حَبِيبه وَمن ابغض رجلا أبْغض بغيضه فَلِذَا جعل الْحبّ فِي الله والبغض فِي الله من أفضل الْإِيمَان انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغنى المجددي الدهلوي قَالَ بن رَجَب الزبيرِي انْفَرد بِهِ المُصَنّف وَهُوَ حَدِيث مَوْضُوع فَإِن عبد الْوَهَّاب قَالَ أَبُو دَاوُد يضع الحَدِيث وَهَذَا الحَدِيث من بلاياه نقل من خطّ شَيخنَا

[145]

عَن السدى هُوَ بِضَم الْمُهْملَة وَشدَّة الدَّال مَنْسُوب الى سدة صفة بَاب مَسْجِد كوفة كَذَا فِي الْمُغنِي (إنْجَاح)

قَوْله

[147]

الى مشاشه المشاش بِضَم أَوله رُؤُوس الْعِظَام كالمرفقين والكتفين والركبتين أَي دخل الْإِيمَان فِي قلبه ورسخ فِي صَدره حَتَّى سرى الى عروقه وعظامه فِي سَائِر الْجَسَد وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا وَفِي سَمْعِي نورا وَفِي بَصرِي نورا حَتَّى يَقُول واجعلني نورا المُرَاد مِنْهُ نور الْإِيمَان (إنْجَاح)

قَوْله

[148]

الا اخْتَار الارشد الْأَمر الا بشد مَا كَانَ انفع لنَفسِهِ وَكَانَ أرْفق لمن تبعه وَكَانَ السّلف يحبونَ ان يعملوا لأَنْفُسِهِمْ مَا كَانَ أقرب الى الِاحْتِيَاط ويأمرون غَيرهم مَا كَانَ أسهل لَهُم فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّمَا بعثتم ميسرين وَلم تبعثوا معسرين وَفِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل على أَن الرشد مَعَ عَليّ رضي الله عنه فِي خِلَافه وان مُعَاوِيَة رَضِي أَخطَأ فِي اجْتِهَاده وَلم يكن على الرشد لِأَن عمرا رضي الله عنه اخْتَار مرافقة عَليّ وَكَانَ مَعَه يَوْم صفّين حَتَّى اسْتشْهد فِي ذَلِك الْحَرْب (إنْجَاح)

قَوْله

[149]

عَن أبي ربيعَة الايادي مَنْسُوب الى الاياد وبالتحتانية على وزن عباد هُوَ بن نزار بن معد كَذَا فِي الْمُغنِي (إنْجَاح)

قَوْله

[150]

عَاصِم بن أبي النجُود بمفتوحة وَضم جِيم هُوَ أَبُو عَاصِم الْمقري وبهذلة أمه (إنْجَاح)

قَوْله فَمَنعه الله أَي حفظه من ايذاء المشكرين (إنْجَاح)

قَوْله وَأما سَائِرهمْ الخ فَإِنَّهُم مَا كَانَ لَهُم قرَابَة بِمَكَّة لِأَن بِلَالًا وصهيبا وعمار كَانُوا الموَالِي والمقداد من كِنْدَة حلفا (إنْجَاح)

قَوْله وصهروهم الخ أَي القوهم فِي الشَّمْس ليذوب شحمهم الصهر اذابة الشَّحْم كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)

قَوْله وَقد واتاهم أَصله اتاهم بِالْهَمْزَةِ ثمَّ قلبت الْهمزَة بِالْوَاو كَمَا فِي المؤامرة بِمَعْنى الْمُشَاورَة أَصله مأمرة والايتاء مَعْنَاهُ الْإِعْطَاء يُؤْتونَ الزَّكَاة أَي يُعْطون أَي قد وافقوا الْمُشْركين على مَا أَرَادوا مِنْهُم تقية والتقية فِي مثل هَذِه الْحَال جَائِزَة لقَوْله تَعَالَى الا من أكره وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان وَالصَّبْر على اذاهم مُسْتَحبّ وَقد علمُوا على الرُّخْصَة وَعمل بِلَال على الْعَزِيمَة (إنْجَاح)

قَوْله فَإِن هَانَتْ عَلَيْهِ الخ أَي حقر بِنَفسِهِ فِي وحدانية الله تَعَالَى وَجعل هُوَ قَتله فِي سَبِيل الله أيسر من اجراء كلمة الْكفْر (إنْجَاح)

قَوْله وَمَا يُؤْذِي الخ الْوَاو للْحَال أَي وَالْحَال انه مَا يُؤْذِي أحد غَيْرِي فِي تِلْكَ الْأَيَّام لِأَن النَّاس بأسرهم كَانُوا كفَّارًا (إنْجَاح)

قَوْله وَلَقَد اتت على ثَالِثَة أَي لَيْلَة ثَالِثَة (إنْجَاح)

قَوْله ذُو كبد أَي ذُو حَيَاة الا مِقْدَار مَا يحمل بِلَال ويواريه تَحت إبطه (إنْجَاح)

قَوْله

[152]

خير بِلَال أَي على الْإِطْلَاق والا فَلَا حرج أَو أَرَادَ الشَّاعِر من يُسَمِّي بِهَذَا الِاسْم فِي زَمَنه (إنْجَاح)

قَوْله

[153]

جَاءَ خباب الخ ولاحاصل ان عمر رضي الله عنه كَانَ يقدم فِي مَجْلِسه أولى الْفضل من الصَّحَابَة مِمَّن سبقت لَهُ السوابق فِي الْإِسْلَام من التكاليف الشاقة وَكَانَ عمار مِمَّن عذب فِي الله تَعَالَى شَدِيدا وَلذَا قدمه فِي الْمرتبَة على الْخَبَّاب فَكَانَ الْخَبَّاب عرض لعمر بِأَنَّهُ لَو كَانَ سَبَب التَّقَدُّم فِي مجلسك التعذيب فِي الله تَعَالَى فَإنَّا كَذَلِك وَفِيه جَوَاز الْمَدْح فِي مُوَاجهَة الرجل ان كَانَ لَا يخَاف على دينه وَجَوَاز إِظْهَار بعض الْأَعْمَال الصَّالِحَة إِظْهَارًا للنعم الإلهية لقَوْله جلّ شَأْنه وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 14

[154]

ارْحَمْ أمتِي الخ لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث مُنَاسبَة بِمَا قبله وَلَا مُطَابقَة بالترجمة لَعَلَّ تَرْجَمَة هَذَا سقط من بعض النساخ (إنْجَاح)

قَوْله عَن خَالِد الْحذاء بمفتوحه وَشدَّة ذال مُعْجمَة قد قيل ان خَالِدا مَا حذا الغلا قطّ وَلَا بَاعهَا بل نزل فيهم وَلذَا نسب اليه كَذَا فِي الْمُغنِي (إنْجَاح)

قَوْله مَا اقلت الغبراء أَي مَا حملت الأَرْض وَلَا اظلت الخضراء أَي السَّمَاء اصدق بِالنّصب مفعول للفعلين على سَبِيل التَّنَازُع هَذَا على سَبِيل الْمُبَالغَة وَفِيه فَضِيلَة لَهُ بِأَنَّهُ كَانَ ناطقا بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم حَتَّى شقّ على أَصْحَابه وَزعم عُثْمَان رضي الله عنه خوف الْفِتْنَة فَأخْرجهُ الى الربذَة فَكَانَ فَردا مَعَ زَوجته وَغُلَامه حَتَّى توفّي فَاخْرُج جنَازَته كَانَ عبد الله بن مَسْعُود قدم من الشَّام الى الْمَدِينَة فَرَأى فِي الطَّرِيق جنَازَته فَسَأَلَ فَأخْبر بذلك فترحم عَلَيْهِ وَقَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أَبَا ذَر يَعش فَذا وَيَمُوت فَذا ويحشر فَذا وَقَوله اصدق لهجة لَا يُنَافِي اصدقية غَيره من الصَّحَابَة (إنْجَاح)

قَوْله سعد بن معَاذ هُوَ سيد الْأَوْس من الْأَنْصَار (إنْجَاح)

[158]

اهتز الخ الهز فِي الأَصْل الْحَرَكَة واهتز تحرّك فَاسْتَعْملهُ فِي معنى الارتياح أَي ارْتَاحَ لصعوده حِين صعد بِهِ واستبشر لكرامته على ربه وَأَرَادَ فَرح أهل الْعَرْش بِمَوْتِهِ (فَخر)

قَوْله فَضَائِل جرير الخ وَكَانَ جرير طَوِيل الْقَامَة جميلا حسنا وَلذَا سَمَّاهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر رضي الله عنه يُوسُف هَذِه الْأمة (إنْجَاح)

قَوْله مَا حجبني الخ أَي مَا مَنَعَنِي من مجْلِس الرِّجَال أَو من إِعْطَاء طلبته مِنْهُ (إنْجَاح)

قَوْله مَا أدْرك الخ وَمَعْنَاهُ لَو انفق أحدكُم مثل أحد ذَهَبا مَا بلغ ثَوَابه فِي ذَلِك ثَوَاب نَفَقَة أحد أَصْحَابِي مدا وَلَا نصف مد وَسبب تَفْضِيل نَفَقَتهم انها كَانَت فِي وَقت الضَّرُورَة وضيق الْحَال وَلِأَن انفاقهم كَانَ فِي نصرته عليه السلام وَكَذَا جهادهم وَقد قَالَ الله تَعَالَى لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من انفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل الْآيَة مَعَ مَا كَانَ فِي أنفسهم من الْمَشَقَّة والنور والخشوع وَالْإِخْلَاص نووي مُخْتَصرا

قَوْله

[164]

الْأَنْصَار شعار الخ الشعار هُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْبدن لِأَنَّهُ يَلِي شعره والدثار هوالثوب الَّذِي يكون فَوق الشعار فَمَعْنَى الحَدِيث هم الْخَاصَّة وَالنَّاس الْعَامَّة كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)

قَوْله لَكُنْت امْرأ الخ لَيْسَ المُرَاد مِنْهُ الِانْتِقَال عَن النّسَب الولادي لِأَنَّهُ حرَام مَعَ انه نسبه عليه السلام أفضل الْأَنْسَاب وَإِنَّمَا أَرَادَ النّسَب البلادي وَمَعْنَاهُ لَوْلَا الْهِجْرَة من الدّين ونسبتها دينية لَا تنتسب الى داركم قيل أَرَادَ صلى الله عليه وسلم اكرام الْأَنْصَار والتعريض بِأَن لَا صفة بعد الْهِجْرَة أَعلَى من النُّصْرَة هَذَا حَاصِل مَا قَالَه الغوي (فَخر)

قَوْله الْخَوَارِج وَهِي فرقة من أهل الْبَاطِل خَرجُوا على عَليّ رضي الله عنه وَلَهُم عقائد فَاسِدَة من بغض عُثْمَان وَعلي وَعَائِشَة وَمن وَقع بَينهم الْحَرْب من الصَّحَابَة ويكفرون من ارْتكب الْكَبِيرَة قَاتلهم عَليّ وَمُعَاوِيَة رضي الله عنهما (إنْجَاح)

قَوْله مُخْدج بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة أَخّرهُ جِيم ناقصها ومؤدن الْيَد ومودون الْيَد كمكرم ومضروب ناقصها وصغيرها ومثدن الْيَد بالمثلثةوفتح الدَّال الْمُشَدّدَة الْمُهْملَة صغيرها ومجتمعها وَقيل أَصله مثند يُرِيد أَنه يشبه ثندير الثدي كسنبلة وَهِي رَأسه فَقدم الدَّال على النُّون مثل جذب وجبذ ويروى موتن بِالتَّاءِ من ايتنت الْمَرْأَة إِذا ولدت مَيتا وَهُوَ أَن يخرج رجلا الْوَلَد اولا كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)

قَوْله

[167]

وَلَوْلَا ان تبطروا الخ البطر الطغيان عِنْد النِّعْمَة أَي وَلَوْلَا خوف البطر مِنْكُم بِسَبَب الثَّوَاب الَّذِي أعد لقاتليهم فتعجبوا بِأَنْفُسِكُمْ لاخبرتكم (إنْجَاح)

قَوْله أَحْدَاث الْأَسْنَان الخ من كَانَ فِي أول الْعُمر الأحلام جمع حلم بِالضَّمِّ وَهُوَ الْعقل يَقُولُونَ من خير قَول النَّاس أَي اقولاهم بظاهرها خير وَحسن لَكِن مُخَالف لعقائدهم واعمالهم وَلذَا قَالَ لَهُم عَليّ رَضِي حِين قَالَ بَعضهم لَا حكم الا لله كلمة حق أُرِيد بهَا الْبَاطِل أَي نَحن نؤمن بِتِلْكَ الْكَلِمَة وَلَكِن لَا نأول على مَا تأولتم بِهِ (إنْجَاح)

قَوْله تراقيهم جمع ترقوة هِيَ الْعظم الَّذِي بَين ثغرة النَّحْر والعاتق وَزنهَا فَعَلُوهُ بِالْفَتْح وهما ترقوتان من الْجَانِبَيْنِ وَالْمعْنَى ان قرائتهم لَا يرفعها الله وَلَا يقبلهَا كَأَنَّهَا لم يُجَاوز حُلُوقهمْ والمروق خُرُوج السهْم من الرَّمية من الْجَانِب الاخر والرمية الصَّيْد الَّذِي ترميه فيفذ فِيهِ السهْم كَذَا فِي الدّرّ النثير والقاموس (إنْجَاح)

قَوْله

[169]

فِي الحرورية الخ هُوَ قوم من الْخَوَارِج مَنْسُوب الى الحرورا بلد بِالْكُوفَةِ النصل حَدِيدَة السهْم وَالرمْح وَالسيف مَا لم يكن لَهُ مقبض والرصاف جمع رصفة وَهِي عصبته تلوي مدْخل النصل فِي السهْم والقدح بِالْكَسْرِ هُوَ سهم وقبيل ان يراش وينصل القذذ بِضَم ثمَّ فتح جمع قُذَّة بِالضَّمِّ ريش السهْم كَذَا فِي الدّرّ النثير والقاموس أَي فَشك فِي تعلق شَيْء من الدَّم بالريش فَلَا يرى فِيهِ أَيْضا وَفِيه دَلِيل على أَن كَثْرَة الصَّلَاة وَالصِّيَام والقربات لَا ينفع مَعَ العقيدة الْفَاسِدَة انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُحدث شاه عبد الْغَنِيّ الدهلوي رَحمَه الله تَعَالَى

قَوْله

[170]

هم شَرّ الْخلق والخليقة قَالَ فِي النِّهَايَة الْخلق النَّاس والخليقة الْبَهِيمَة وَقيل هما بِمَعْنى وَاحِد وَيُرَاد بهما جَمِيع الْخَلَائق (زجاجة)

قَوْله

ص: 15

[171]

نَاس من أمتِي فِيهِ اشعار بِأَن أهل الْأَهْوَاء دَاخِلَة فِي أمته صلى الله عليه وسلم مَا لم تكن اهواءهم مُوجبَة للردة وَلِهَذَا لم يكفر أحد من السّلف الْخَوَارِج انجاح قَالَ الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَقد وَقع فِي بعض نسخ بن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ وهم أَيْضا وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن دِينَار عَن بن ماجة عَن أبي سعيد على الصَّوَاب لَكِن بن دِينَار لم يذكرهُ الا من طَرِيق وَكِيع وَحده انْتهى والْحَدِيث مَعْرُوف عَن أبي سعيد أخرجه السِّتَّة عَنهُ نقل من خطّ شَيخنَا بالجعرانة هِيَ بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَقد تكسر الْعين وتشدد الرَّاء وَقَالَ الشَّافِعِي رح التَّشْدِيد خطاء مَوضِع بَين مَكَّة والطائف سمى بريطة بنت سعد كَانَت تلقب بالجعرانة وَهِي المرادة فِي قَوْله تَعَالَى كَالَّتِي نقضت غزلها كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله

[174]

كلما خرج قرن قطع الخ أَي أهلك وَدَمرَ وَلَفظ عشْرين مرّة يحْتَمل ان يكون مقولة بن عمر فَيكون سَماع بن عمر هَذَا الْكَلَام مِنْهُ صلى الله عليه وسلم أَكثر من عشْرين مرّة وَيحْتَمل ان يكون من مقولة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَالْمُرَاد مِنْهُ وَالله أعلم ان أهل الْحق يقاتلونهم ويقطعون دابرهم أَكثر من عشْرين مرّة فِي كل قرن وَمَعَ ذَلِك يبْقى مِنْهُم فرقة حَتَّى يخرج فِي عراضهم ومواجهتهم الدَّجَّال الْحَاصِل ان أهل الْأَهْوَاء وان قَاتلهم أهل الْحق فِي قرن وَاحِد أَكثر من عشْرين مرّة لَا يتركون اهواءهم (إنْجَاح)

قَوْله

[175]

سِيمَا هُوَ التحليق لَيْسَ فِيهِ ذمّ التحليق بل هِيَ عَلامَة لتِلْك الْفرْقَة

قَوْله

[177]

كَمَا ترَوْنَ هَذَا الْقَمَر قَالَ فِي جَامع الْأُصُول قد يخيل الى بعض السامعين ان الْكَاف فِي قَوْله كَمَا ترَوْنَ كَاف التَّشْبِيه للمرئي وَإِنَّمَا هُوَ كَاف التَّشْبِيه للرؤية وَهُوَ فعل الرَّائِي وَمَعْنَاهُ ترَوْنَ ربكُم رُؤْيَة يزاح مَعهَا الشَّك كرؤيتكم الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَلَا ترتابون فِيهِ وَلَا تمترون (زجاجة)

قَوْله لَا تضَامون فِي رُؤْيَته روى بتَخْفِيف الْمِيم من الضيم الظُّلم الْمَعْنى انكم تَرَوْنَهُ جَمِيعًا لَا يظلم بَعْضكُم فِي رُؤْيَته فيراه الْبَعْض دون الْبَعْض وبتشديد من الضمام الظُّلم المعني انكم تَرَوْنَهُ جَمِيعًا لَا يظلم بَعْضكُم على بعض من ضيق كَمَا يجْرِي عَنهُ رُؤْيَة الْهلَال انما يرَاهُ كل مِنْكُم موسعا عَلَيْهِ مُنْفَردا بِهِ (زجاجة)

قَوْله فَإِن اسْتَطَعْتُم الخ قَالَ القَاضِي تَرْتِيب قَوْله فَإِن اسْتَطَعْتُم على قَوْله سَتَرَوْنَ بِالْفَاءِ يدل على ان المواظب على إِقَامَة الصَّلَاة والمحافظة عَلَيْهَا خليق بِأَن يرى ربه (إنْجَاح)

قَوْله

[180]

مخليا بِهِ أَي مُنْفَردا بِنَفسِهِ أَي التجلي الْخَاص يَقع لكل وَاحِد من الْمُؤمنِينَ كَمَا ان كل مُؤمن لَهُ تعلق خَاص بجناب الرب تبارك وتعالى فِي الدُّنْيَا بِسَبَبِهِ فَيحصل الْمَنَافِع لذاته وَيَدْعُو مِنْهُ مَا يَشَاء الله تَعَالَى وَالله يُعْطي كل وَاحِد بِحَسب سُؤَاله حَتَّى قَالُوا ان من مَرَاتِب الْقرب والوصول اليه تَعَالَى بِعَدَد انفاس الْخَلَائق فَإِنَّهُ تعالا لَا يُحِيط بكنهه أحد كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى مثل نوره كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح الْآيَة (إنْجَاح)

قَوْله عَن وَكِيع بن حدس بمهملات وَضم أَوله وثانيه وَقد يفتح ثَانِيَة وَيُقَال بِالْحَاء بدل الْعين (إنْجَاح)

قَوْله ضحك رَبنَا قَالَ بن حبَان فِي صحيحيه الْعَرَب تضيف الْفِعْل الى الْأَمر كَمَا تضيفه الى الْفَاعِل قَالَ فَقَوله ضحك رَبنَا يُرِيد ضحك الله مَلَائكَته وعجبهم فنسب الضحك الَّذِي كَانَ من الْمَلَائِكَة الى الله على سَبِيل الْأَمر والإرادة (زجاجة)

قَوْله لن نعدم الخ أَي لن نفقد الْخَيْر من رب يضْحك لِأَن الضحك عَلامَة الرضاء فَإِذا رَضِي رَبنَا عَنَّا كَيفَ يدخلنا النَّار ولانها دَار الخزي رَبنَا انك من تدخل النَّار فقد اخزيته (إنْجَاح)

قَوْله

[182]

كَانَ فِي عماء بِالْفَتْح وَالْمدّ سَحَاب قَالَ أَبُو عُبَيْدَة لَا نَدْرِي كَيفَ كَانَ ذَلِك العماء وَفِي رِوَايَة كَانَ فِي عمي بِالْقصرِ وَمَعْنَاهُ لَيْسَ مَعَه شَيْء وَقيل هُوَ أَمر لَا تُدْرِكهُ عقول بني أَدَم وَلَا يبلغ كنهه الْوَصْف الفطن قَالَ الْأَزْهَرِي نَحن نؤمن بِهِ وَلَا نكيف أَي نجري اللَّفْظ على مَا جَاءَ عَلَيْهِ من غير تَأْوِيل كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)

قَوْله كَانَ فِي عماء قَالَ القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْمُنِير وَجه الاشكال فِي الحَدِيث الظَّرْفِيَّة والفوقية والتحتية قَالَ وَالْجَوَاب ان فِي بِمَعْنى على وعَلى بِمَعْنى الِاسْتِيلَاء أَي كَانَ مستوليا على هَذَا السَّحَاب الَّذِي خلق مِنْهُ الْمَخْلُوقَات كلهَا وَالضَّمِير فِي فَوْقه يعود الى السَّحَاب وَكَذَلِكَ تَحْتَهُ أَي كَانَ مستوليا على هَذَا السَّحَاب الَّذِي فَوْقه الْهَوَاء وَتَحْته الْهَوَاء وروى بِلَفْظ الْقصر فِي عمى وَالْمعْنَى عدم مَا سواهُ كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ لم يكن مَعَه شَيْء بل كل شَيْء كَانَ عدما عمي لَا مَوْجُودا وَلَا مدْركا والهواء الْفَرَاغ أَيْضا الْعَدَم كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ وَلَا شَيْء مَعَه وَلَا فَوق وَلَا تَحت انْتهى (زجاجة)

قَوْله

ص: 16

[183]

عَن صَفْوَان بن مُحرز بِتَقْدِيم الرَّاء الْمُهْملَة المكسور على الزَّاي (إنْجَاح)

قَوْله وَقَالَ خَالِد هُوَ بن الْحَارِث شيخ حميد بن مسْعدَة فِي لفظ على رُؤُوس الاشهاد انه لم يتَّصل سَنَده وَبَقِيَّة الحَدِيث مَوْصُول بِلَا انْقِطَاع (إنْجَاح)

قَوْله كذبُوا الخ أَي قَالُوا مَالا يَلِيق بِشَأْنِهِ (إنْجَاح)

قَوْله الْعَبادَانِي نِسْبَة الى عبادات بِفَتْح أَوله وَتَشْديد ثَانِيَة هُوَ جَزِيرَة أحَاط بهَا شعبتا دجلة ساكبتين فِي بَحر فَارس كَذَا فِي الْقَامُوس انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي بِفَتْح الشين جمع ناش الى جمَاعَة أَو بسكونه كَأَنَّهُ تَسْمِيَة بالمصدرية بَينا أهل الْجنَّة فِي نعيمهم الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق عبد الله بن عبيد الله وَهُوَ أَبُو عَاصِم الْعَبادَانِي الْفضل وَقَالَ مَوْضُوع الْفضل رجل سوء قَالَ وَقَالَ الْعقيلِيّ هَذَا الحَدِيث لَا يعرف الا لعبد الله بن عبيد الله وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتهى وَالَّذِي رائيته فِي كتاب الْعقيلِيّ مَا نَصه عبد الله بن عبيد الله أَبُو عَاصِم الْعباد اني مُنكر الحَدِيث وَكَانَ الْفضل يرى الْقدر كَاد ان يغلب على حَدِيثه الْوَهم لم يرد على ذَلِك وَهَذَا التَّضْعِيف لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثهمَا بِالْوَضْعِ ثمَّ ان لَهُ طَرِيقا أخر من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد سقته فِي اللالىء المصنوعة فِي اواخر كتاب الْبَعْث (زجاجة)

قَوْله قد أشرف عَلَيْهِم هَذَا يعم الرِّجَال وَالنِّسَاء لعُمُوم لفظ أهل الْجنَّة وَقد اخْتلف فِي النِّسَاء هَل يرَوْنَ رَبهم على أَقْوَال وافردت المسئلة بالتأليف (زجاجة)

قَوْله

[185]

فَينْظر من عَن ايمن مِنْهُ أَي يرى كل جِهَته من الْجِهَات لكَي يجد انيسا أَو شَفِيعًا فينجو بِسَبَبِهِ (إنْجَاح)

قَوْله وَلَو بشق تَمْرَة الخ قَالَ المظهري يعين إِذا عَرَفْتُمْ ذَلِك فاحذروا من النَّار وَلَا تظلموا أحدا وَلَو بشق تَمْرَة وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يحْتَمل ان يُقَال الْمَعْنى إِذا عَرَفْتُمْ ان لَا ينفعكم فِي ذَلِك الْيَوْم شَيْء الا الْأَعْمَال الصَّالِحَة وان امامكم النَّار فاجعلوا الصَّدَقَة جنَّة بَيْنكُم وَبَينهَا وَلَو بشق تَمْرَة زجاجة للسيوطي

قَوْله

[186]

فِي جنَّة عدن قَالَ النَّوَوِيّ أَي والناظرون فِي جنَّة عدن فَهِيَ ظرف للنَّاظِر وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي جنَّة عدن مُتَعَلق بِمَحْذُوف فِي مَوضِع الْحَال من الْقَوْم كَأَنَّهُ قَالَ كائنين فِي جنَّة عدن وَقَالَ الطَّيِّبِيّ على وَجهه حَال من رِدَاء الْكِبْرِيَاء وَالْعَامِل معنى النَّفْي وَقَوله فِي جنَّة عدن مُتَعَلق بِمَعْنى الِاسْتِقْرَار فِي الظّرْف (زجاجة)

قَوْله

[187]

للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة أَي الَّذين اجادوا الْأَعْمَال الصَّالِحَة وقربوها بإخلاص الْحسنى أَي المثوبة الْحسنى وَهِي الْجنَّة ونكر قَوْله زِيَادَة ليُفِيد ضربا من التفخيم والتعظيم بِحَيْثُ لَا يُقَاد قدره وَلَا يكتنهه كنهه وَلَيْسَ ذَلِك الالقاء وَجهه الْكَرِيم طيبي

قَوْله ان لكم عِنْد الله موعدا الخ أَي بَقِي شَيْء زَائِد هما وعد الله لكم من النعم وَالْحُسْنَى وَزِيَادَة (إنْجَاح)

قَوْله جَاءَت المجالة وَهِي خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة بن أَصْرَم الْأَنْصَارِيَّة الخزرجية وَيُقَال خُوَيْلَة بِالتَّصْغِيرِ وَزوجهَا أَوْس بن الصَّامِت (إنْجَاح)

قَوْله

[189]

كتب ربكُم على نَفسه بِيَدِهِ الخ غَرَض الْمُؤلف من إِيرَاد هَذَا الحَدِيث هَهُنَا وَالله أعلم ان فِيهِ اثبات لكتابته بِالْيَدِ تَعَالَى وَالرَّحْمَة وهما صفتان وَكَيْفِيَّة الصِّفَات ان نؤمن بهَا وَلَا نتكلم فِي تَأْوِيلهَا وَفِيه حجَّة على الْجَهْمِية كَمَا نرى (إنْجَاح)

قَوْله كتب ربكُم الخ قَالَ التوربشتي يحْتَمل أَن يكون المُرَاد بِالْكتاب اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَيحْتَمل ان يكون المُرَاد الْقَضَاء الَّذِي قَضَاهُ وَقَالَ النَّوَوِيّ غضب الله تَعَالَى وَرَحمته يرجعان الى عُقُوبَة العَاصِي واثابة الْمُطِيع وَالْمرَاد بِالسَّبقِ هَهُنَا وبالغلبة فِي الحَدِيث الاخر كَثْرَة الرَّحْمَة وشمولها كَمَا يُقَال غلب على وزان قَوْله تَعَالَى كتب ربكُم على نَفسه الرَّحْمَة أَي أوجب ووعد أَن يرحمهم قطعا بِخِلَاف مَا يَتَرَتَّب على مُقْتَضى الْغَضَب من الْعقَاب فَإِن الله تَعَالَى عَفْو كريم يتَجَاوَز عَنهُ بفضله قَالَ الشَّاعِر وَإِنِّي وان اوعدته ووعدته بمخلب ايعادي منجز موعدي (زجاجة)

قَوْله

[190]

وكلم أَبَاك كفاحا أَي مُوَاجهَة لَيْسَ بَينهمَا حجاب وَلَا رَسُول كَذَا فِي الدّرّ النثير وَفِي الحَدِيث اشكال وَهُوَ ان الله تَعَالَى قَالَ مَا كَانَ لبشر ان يكلمهُ الله الا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا فَيُوحِي بأذنه مَا يَشَاء فَالْجَوَاب ان الْآيَة مَخْصُوصَة بدار الدُّنْيَا فَلَا يتَصَوَّر فِي الدُّنْيَا كَلَام الله تَعَالَى مَعَ عَبده مُوَاجهَة لَان اجساد الدُّنْيَا كثيفة لَا يَلِيق بهَا التجلي الذاتي لِأَن الله تَعَالَى لما تجلى للجبل جعله دكا وخر مُوسَى صعقا وَأما فِي الْآخِرَة فالتجليات تحصل للأرواح أَو للأجساد المثالية لاجساد الْجنَّة وَفِي حَدِيث اشكال آخر وَهُوَ ان روح الْمَدْيُون مَحْبُوس بِدِينِهِ لَا يعرج فِي السَّمَاء كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وَلَكِن هَذَا مَحْمُول على مَا إِذا لم يتْرك الْمَيِّت وَفَاء دينه وَكَانَ عبد الله بن عَمْرو بن حزَام أَبُو جَابر ترك لدينِهِ وَفَاء واهتمام جَابر وانكساره كَانَ بِسَبَب اسْتِيفَاء الدّين بِالتَّرِكَةِ وَلِهَذَا قَالَ اسْتشْهد أبي وَترك عيالا ودينا وَيُمكن ان يُجَاب عَنهُ بِأَن عدم كَون روحه مَحْبُوسًا لِأَن شَهَادَته سَبَب لعفو حُقُوق الْعباد وَقَالَ الشَّيْخ المجدد رض يحبس روح الْمَدْيُون بعد مَوته إِذا لم يصل لروحه العروج فِي الدُّنْيَا فَإِذا حصل لَهُ العروج بالسلوك والجذبة لم يحْبسهُ شَيْء بعد الْمَوْت (إنْجَاح)

قَوْله امواتا أَي كَسَائِر الْأَمْوَات بل لَهُم خُصُوصِيَّة وَهِي انهم يُعْطون اجسادا متشكلة بطيور خضر (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 17

[192]

يقبض الله الأَرْض وَذَلِكَ بَين النفحتين وَالْمرَاد بِالْيَمِينِ يَده الْمُقَدّس لِأَن كلتا يَدَيْهِ يمن وَهُوَ منزه عَن الْجِهَات (إنْجَاح الْحَاجة)

[193]

وَسبعين سنة قَالَ الطَّيِّبِيّ المُرَاد بالسبعين هَهُنَا التكثير لَا التَّحْدِيد لما ورد ان مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَبَين كل سَمَاء مسيرَة خَمْسمِائَة سنة وَجمع الْحَافِظ بن حجر بِأَن خَمْسمِائَة بِاعْتِبَار البطيء وَهَذَا بِاعْتِبَار الحثيث (زجاجة)

قَوْله ثَمَانِيَة أَو عَال وهم مَلَائِكَة على صُورَة الأوعال كَمَا قَالَ الله تَعَالَى وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة وأوعال جمع وعل بِالْكَسْرِ تَيْس الْجَبَل (إنْجَاح)

قَوْله ثمَّ الله فَوق ذَلِك قَالَ الطَّيِّبِيّ أَرَادَ صلى الله عليه وسلم ان يشغلهم عَن السفليات الى العلويات والتفكر فِي ملكوت السَّمَاوَات وَالْعرش ثمَّ يترقوا إِلَى معرفَة خالقهم ويستنكفوا عَن عبَادَة الْأَصْنَام وَلَا يشركوا بِاللَّه فَأخذ فِي الترقي من السَّحَاب ثمَّ من السَّمَاوَات ثمَّ من الْبَحْر ثمَّ من الأوعال من الْعَرْش إِلَى ذِي الْعَرْش فالترقي بِحَسب العظمة لَا الْمَكَان فَإِن الله تَعَالَى فَوق ان يكون الْعَرْش منزله ومستقره بل الله خالقه وَهُوَ منزه عَن الْجِهَة وَالْمَكَان (زجاجة)

قَوْله قَالُوا الْحق أَي عبروا عَن قَول الله تَعَالَى وَمَا قَضَاهُ وَقدره بِلَفْظ الْحق والمجيب الْمَلَائِكَة المقربون كجبرئيل وَمِيكَائِيل وَنَحْوهمَا وقله الْحق مَنْصُوب على أَنه صفة مصدر مَحْذُوف تَقْدِيره قَالُوا قَالَ الله تَعَالَى القَوْل الْحق وَيحْتَمل الرّفْع بِتَقْدِير قَوْله الْحق وَالْقَوْل يجوز أَن يُرَاد بِهِ كلمة كن وان يُرَاد بِالْحَقِّ مَا يُقَابل الْبَاطِل وَالْمرَاد بكن مَا هُوَ من سَببهَا الْحَوَادِث اليومية بِأَن يغْفر ذَنبا ويفرج كربا وَيرْفَع قوما وَيَضَع اخرين ويعز ذليلا ويذل عَزِيزًا وَهَكَذَا وَيجوز ان يُرَاد بِهِ القَوْل المسطور فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ زجاجة مُخْتَصرا

قَوْله

[195]

حجابه النُّور أَي حجابه خلاف الْحجب الْمَعْهُودَة فَهُوَ محتجب عَن خلقه بأنوار عزه وجلاله وَلَو كشف ذَلِك الْحجب وتجلى لم يبْق مَخْلُوق الا احْتَرَقَ وَفِي الْقَامُوس سبحات وَجه الله انواره وَفِي الدّرّ النثير قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَي جَلَاله ونوره قَالَ وَلم اسْمَع سبحات الا فِي هَذَا الحَدِيث (إنْجَاح)

قَوْله

[196]

ثمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَة الَّذِي روى هَذَا الحَدِيث عَن أبي مُوسَى الْآيَة الَّتِي فِي شَأْن مُوسَى عليه السلام وأولها إِذْ ق ال مُوسَى لأَهله اني انست نَارا سأتيكم مِنْهَا بخر أَو جذوة من النَّار لَعَلَّكُمْ تصطلون فَلَمَّا جاءها نُودي ان بورك من فِي النَّار الْآيَة وغرض أبي عُبَيْدَة عَن قِرَاءَة هَذِه الْآيَة ان مُوسَى عليه السلام مَعَ عَظمته وجلاته احتجب عَن رُؤْيَته تَعَالَى بالنَّار وَمَا رَآهُ سُبْحَانَهُ وَلذَا نزه ذَاته بقوله تَعَالَى وَسُبْحَان الله رب الْعَالمين أَي منزه ذَاته تَعَالَى ان يرَاهُ أحد فِي الدُّنْيَا وَأما رُؤْيَة نَبينَا صلى الله عليه وسلم فَلم تكن فِي الدُّنْيَا لِأَنَّهَا كَانَت فِي الْمِعْرَاج والمعراج فِي عَالم آخر غير هَذَا الْعَالم وَمَعَ ذَلِك أنكرها كثير من الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ (إنْجَاح)

قَوْله

[198]

يَأْخُذ الْجَبَّار الخ قَالَ الْبَيْضَاوِيّ عبر عَن افناء الله هَذِه المظلة والمقلة ورفعهما من الْبَين واخراجهما من ان تَكُونَا مأوى لبني ادم بقدرته الباهرة الَّتِي يهون عَلَيْهَا الْأَفْعَال الْعِظَام الَّتِي تتضال دونهَا القوى وَالْقدر وتتحير فِيهَا الإفهام والفكر على طَريقَة التَّمْثِيل وَقَالَ المظهري اعْلَم ان الله تَعَالَى منزه عَن الْحَدث وَصفَة الْأَجْسَام وكل مَا ورد فِي الْقُرْآن وَالْأَحَادِيث فِي صِفَاته مِمَّا يُنبئ عَن الْجِهَة والفوقية والاستقرار وَالنُّزُول وَنَحْوهَا فَلَا نَخُوض فِي تَأْوِيله بل نؤمن بِمَا هُوَ مَدْلُول تِلْكَ الْأَلْفَاظ على الْمَعْنى الَّذِي أَرَادَ الله سبحانه وتعالى مَعَ التَّنْزِيه عَمَّا يُوهم الجسمية والجهة (زجاجة)

قَوْله وَقبض بِيَدِهِ أَي قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ حِكَايَة عَن ربه تَعَالَى ثمَّ يَقُول أَي الله مَعْطُوف على يَأْخُذ وَالْجُمْلَة السَّابِقَة من مقولة الرَّاوِي مُعْتَرضَة وَكَانَ تحركه وتميله صلى الله عليه وسلم من هيبته وعظمته تَعَالَى (إنْجَاح)

قَوْله

[200]

أرَاهُ الخ لَعَلَّ هَذَا قَول أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَي اظن ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ خلف الكتيبة وَهِي الْقطعَة الْعَظِيمَة من الْجَيْش أَي إِذا فر هَذَا الكتيبة من الْقِتَال وَخَافَ رجل وَاحِد مِنْهُم عَن التولي يَوْم الزَّحْف فبرز نَفسه لِلْقِتَالِ وَهَذَا اصعب الْأُمُور (إنْجَاح)

قَوْله

[202]

عَن أم الدَّرْدَاء الخ اسْمهَا هجيمة وَقيل جهيمة وَهِي الصُّغْرَى وَأما الْكُبْرَى فأسمها خيرة وَلَا رِوَايَة لَهَا فِي هَذَا الْكتاب وَهِي صحابية وَالصُّغْرَى تابعية ثِقَة وفقيهة من الثَّالِثَة كَذَا فِي التَّقْرِيب (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 18

[204]

فَحَث عَلَيْهِ لَعَلَّ هَذَا الرجل كَانَ مُحْتَاجا فَرغب النَّبِي صلى الله عليه وسلم على الصَّدَقَة فَقَالَ رجل من الْحَاضِرين عِنْدِي كَذَا وَكَذَا من الْعَطاء لَهُ فاستن بذلك الرجل رجال آخَرُونَ فتصدقوا على الْفَقِير حَتَّى مَا بَقِي فِي الْمجْلس رجل إِلَّا تصدق عَلَيْهِ 12 إنْجَاح الْحَاجة من اسْتنَّ أَي من اتى بطريقة مرضية فاستن بِهِ أَي فاقتدى بِهِ كَذَا فِي الْمجمع 12 (إنْجَاح)

قَوْله فَعَلَيهِ وزره الخ وَلَا يُعَارض هَذَا الحَدِيث قَوْله تَعَالَى لَا تزر وَازِرَة وز أُخْرَى فَإِن من سنّ سنة سَيِّئَة فَجَزَاؤُهُ هَذَا لِأَن الاضلال وزر لَا يُسَاوِيه وز وَلذَلِك يَقُول أهل النَّار رَبنَا أرنا الَّذين اضلانا من الْجِنّ والأنس نجعلهما تَحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين وَالْمرَاد من الْجِنّ إِبْلِيس وَمن الانس قابيل لِأَنَّهُمَا أول من سنّ الْكفْر وَالْقَتْل انجاح وَقَالَ الْقَارِي وَحِكْمَة ذَلِك ان من كَانَ سَببا فِي ايجاد الشَّيْء صحت نِسْبَة ذَلِك الشَّيْء اليه على الدَّوَام وبدوام نسبته اليه يُضَاف ثَوَابه وعقابه لِأَنَّهُ الأَصْل فِيهِ (مرقاة)

قَوْله

[206]

من دَعَا الى هدى الخ قَالَ الْبَيْضَاوِيّ افعال الْعباد وان كَانَت غير مُوجبَة وَلَا مقتضية للثَّواب وَالْعِقَاب بذواتها الا أَنه تَعَالَى أجْرى عَادَته بربط الثَّوَاب وَالْعِقَاب بهَا ارتباط المسببات بالأسباب وَفعل العَبْد مَاله تَأْثِير فِي صدوره بِوَجْه فَكَمَا يَتَرَتَّب الثَّوَاب وَالْعِقَاب على مَا يباشره وَيُزَاد لَهُ يَتَرَتَّب كل مِنْهُمَا على مَا هُوَ مسبب فِي فعله كالارشاد اليه والحث عَلَيْهِ ولماكانت الْجِهَة الَّتِي بهَا اسْتوْجبَ الْمُسَبّب الْأجر وَالْجَزَاء غير الْجِهَة الَّتِي اسْتوْجبَ بهَا الْمُبَاشر لم ينقص أجره من أجره شَيْئا وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْهدى فِي الحَدِيث مَا يَهْتَدِي بِهِ من الْأَعْمَال وَهُوَ بِحَسب التنكير مُطلق شَائِع فِي جنس مَا يُقَال لَهُ هجى يُطلق على الْقَلِيل وَالْكثير والعظيم والحقير فاعظمن هدى من دَعَا الى الله وادناه هدى من دَعَا الى اماطة الْأَذَى عَن طَرِيق الْمُسلمين وَمن ثمَّ عظم شَأْن الْفَقِيه الدَّاعِي الْمُنْذر حَتَّى فضل وَاحِد مِنْهُم على ألف عَابِد لِأَن نَفعه يعم الْأَشْخَاص ولاعصار الى يَوْم الدّين (زجاجة)

قَوْله

[207]

عمل بهَا بعده أَي بعد استنانه فَإِنَّهُ من اقْتدى بِهِ فِي حيواته أَو بعد مماته كَانَ لَهُ من اجورهم أَو اوزارهم (إنْجَاح)

قَوْله لَازِما لدعوته أَي لأهل دَعوته فَإِن من دَعَا النَّاس الى شَيْء كَانَ اتِّبَاعه مَعَه قَالَ الله تَعَالَى احشروا الَّذين ظلمُوا أَو زاجهم وَمَا كَانُوا يعْبدُونَ من دون الله فاهدوهم الى صِرَاط الْجَحِيم أوالمراد من الدعْوَة جَزَاء دَعوته فَإِن الْأَعْمَال تَجِيء مَعَ عاملها يَوْم الْقِيَامَة حَسَنَة كَانَت أَو سَيِّئَة (إنْجَاح)

قَوْله من احيا سنة الخ قَالَ المظهري السّنة مَا وَضعه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من احكام الدّين وَهِي قد تكون فرضا كَزَكَاة الْفطر وَغير فرض كَصَلَاة الْعِيد وَصَلَاة الْجَمَاعَة وَقِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الصَّلَاة وَتَحْصِيل الْعلم وَمَا أشبه ذَلِك واحياءها ان يعْمل بهَا ويحرض النَّاس عَلَيْهَا ويحثهم على اقامتها (زجاجة للسيوطي)

قَوْله

[211]

خَيركُمْ الخ قَالَ المظهري يَعْنِي إِذا كَانَ خير الْكَلَام كَلَام الله فَكَذَلِك خير النَّاس بعد النَّبِيين من يتَعَلَّم الْقُرْآن ويعلمه وَقَالَ الْقَارِي لَكِن لَا بُد من تَقْيِيد التَّعَلُّم والتعليم بالإخلاص وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي خير النَّاس بِاعْتِبَار التَّعَلُّم والتعليم من تعلم الْقُرْآن (مرقاة)

قَوْله قَالَ وَأخذ بيَدي الخ لَعَلَّ هَذَا القَوْل قَول عَاصِم بن بَهْدَلَة لِأَنَّهُ كَانَ امام الْقُرَّاء فِي زَمَنه وانتشر قرأته فِي الافاق أَي قَالَ عَاصِم اخذ مُصعب بن سعد بيد فاقعدني مقعدي هَذَا أَي مجْلِس تَعْلِيم الْقُرْآن وَالله أعلم (إنْجَاح)

قَوْله الاترجة هُوَ بِضَم الْهمزَة وَسُكُون التَّاء وَضم الرَّاء وَتَشْديد الْجِيم فِي رِوَايَة البُخَارِيّ بنُون سَاكِنة بَين الرَّاء وَالْجِيم المخففة وَفِي الْقَامُوس الأترج والأترجة والترنج والترنجة مَعْرُوف وَهِي أحسن الثِّمَار عِنْد الْعَرَب قَالَ الطَّيِّبِيّ اعْلَم ان كَلَام الله تَعَالَى لَهُ تَأْثِير فِي بَاطِن العَبْد وَظَاهره وان الْعباد متفاوتون فِي ذَلِك فَمنهمْ من لَهُ النَّصِيب الاوفر من ذَلِك التَّأْثِير وَهُوَ الْمُؤمن الْقَارِي وَمِنْهُم من لَا نصيب لَهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَهُوَ الْمُنَافِق الْحَقِيقِيّ وَمِنْهُم من لَهُ تاثير فِي ظَاهره دون بَاطِنه وَهُوَ الْمرَائِي أَو بِالْعَكْسِ هُوَ الْمُؤمن الَّذِي لم يقرء (مرقاة مَعَ اخْتِصَار)

قَوْله وشفعه فِي عشرَة الخ فِيهِ رد على الْمُعْتَزلَة حَيْثُ قَالُوا أَن الشَّفَاعَة لَا تكون فِي حط الْوزر بل تكون فِي رفع الدرجَة فَقَط بِنَاء على مَا اخترعوه بِأَن مرتكب الْكَبِيرَة يخلد فِي النَّار (فَخر)

قَوْله

ص: 19

[215]

أهل الله الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي حفظَة الْقُرْآن الْعَامِلُونَ بِهِ هم أَوْلِيَاء الله والمختصون بِهِ اخْتِصَاص أهل الْإِنْسَان بِهِ

قَوْله واقرأوه وارقدوا وَالظَّاهِر أَن الْوَاو فِي قَوْله وارقدوا بِمَعْنى أَو فَهُوَ مثل قَوْله تَعَالَى أمنُوا أَو لَا تؤمنوا فَالْمُرَاد مِنْهُ ان من شَاءَ قَرَأَ فَلهُ الْأجر وَمن شَاءَ رقد فَعَلَيهِ الْوزر ثمَّ بَين المثالين أَو الْوَاو للْجمع أَي اجْمَعُوا الْقِرَاءَة مَعَ الرقود كَمَا كَانَ دابه صلى الله عليه وسلم بِحَيْثُ لَا تشَاء الا درايته مُصَليا وَلَا تشَاء الا درايته نَائِما انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُحدث شاه عبد الْغَنِيّ الدهلوي رَحمَه الله تَعَالَى

[219]

يَا أَبَا ذَر لِأَن تَغْدُو فتعلم أَيَّة الخ الحَدِيث يدل على أَن تعلم الْعلم خير من كَثْرَة الْأَعْمَال لِأَن تعلم أَيَّة خير من مائَة رَكْعَة وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَقَالَ أَحْمد الجامي رحمه الله للشَّيْخ المودود الحشتي الصُّوفِي الْجَاهِل مسخرة للشَّيْطَان فَاذْهَبْ تعلم الْعلم اولا ثمَّ ارشد النَّاس الى سَبِيل الرشاد كَمَا كَانَ آباؤك يَفْعَلُونَ وَدلّ الحَدِيث أَيْضا على أَن الْعَالم ان لم يعْمل بِعِلْمِهِ بِحَيْثُ جَاءَهُ الْمَوْت بَغْتَة أَو اشْتغل فِي تَعْلِيم النَّاس بِحَيْثُ فَاتَهُ الْأَعْمَال جوزي بِمثل مَا جوزي الْعَامِل وَلذَا قَالَ فقهاؤنا ان الْعَالم إِذا صَار مرجعا للنَّاس وسعة ترك السّنَن الرَّوَاتِب وَلم يجز لَهُ ان يخرج الى الْغَزْوَة وَالْجهَاد إِذا لم يكن فِي الْبَلَد عَالم غَيره وَفِي الحَدِيث دَلِيل أَيْضا على ان تعلم الْعلم خير من تعلم الْقُرْآن إِذا قَرَأَ مَا يَصح بِهِ الصَّلَاة بِعشر دَرَجَة وَلذَلِك قَالَ الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة يؤم الْقَوْم أعلمهم بِكِتَاب الله ثمَّ أقرؤهم بِهِ (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[221]

الْخَيْر عَادَة وَالشَّر لجاجة الخ المُرَاد مِنْهُ وَالله اعْلَم ان الْإِنْسَان مجبول على الْخَيْر قَالَ الله تَعَالَى فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدّين الْقيم وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا من مَوْلُود لَا وَقد يُولد على الْفطْرَة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ الحَدِيث وَالشَّر لجاجة واللجاجة بِالْفَتْح الْخُصُومَة وَيُقَال للنَّفس اللجوج لِأَنَّهُ مَنْصُوب بعداوة الْإِنْسَان كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر اعدى عَدوك نَفسك الَّتِي بَين جنبيك فَالْمُرَاد مِنْهُ ان النَّفس تتلج وتضطر الى الشرارة فَالْوَاجِب على كل انسان ان يزِيل تِلْكَ الشرارة عَن نَفسه بِمَا جَاءَ من موعظة الله وَرَسُوله فَإِن الْأَنْبِيَاء قد بعثوا التَّزْكِيَة النُّفُوس قد افلح من زكاها وَقد خَابَ من دساها (إنْجَاح)

قَوْله

[223]

ان الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَذَلِكَ إِشَارَة الى رذالة الدُّنْيَا وانهم لم يَأْخُذُوا مِنْهَا الا بِقدر ضرورتهم فَلم يورثوا مِنْهَا شَيْئا مُبَالغَة فِي تنزيههم عَنْهَا وَلذَا قَالَ قيل الصُّوفِي لَا يملك وَلَا يملك وَفِيه ايملو الى كَمَال توكلهم على الله تَعَالَى فِي أنفسهم واولادهم وأشعار بِأَن طَالب الدُّنْيَا لَيْسَ من الْعلمَاء الْوَرَثَة وَلَا يرد الِاعْتِرَاض بِأَنَّهُ كَانَ لبَعض الْأَنْبِيَاء غناء كثير لِأَن المُرَاد أَنهم مَا تركُوا بعدهمْ مِيرَاثا لأولادهم وازواجهم وَيذكر عَن أبي هُرَيْرَة رض أَنه مر يَوْمًا فِي السُّوق على المشتغلين بتجاراتهم فَقَالَ أَنْتُم هَهُنَا وميراث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِد فَقَامُوا سرَاعًا فَلم يَجدوا فِيهِ الا الْقُرْآن أَو الذّكر أَو مجَالِس الْعلم فَقَالُوا أَيْن مَا قلت يَا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ هَذَا مِيرَاث مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يقسم بَين ورثته وَلَيْسَ مواريثه دنياكم (إنْجَاح)

قَوْله

[224]

طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم سُئِلَ الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ أَنه ضَعِيف وان كَانَ صَحِيحا وَقَالَ تِلْمِيذه الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي هَذَا الحَدِيث روى من طَرِيق تبلغ رُتْبَة الْحسن وَهُوَ كَمَا قَالَ فَأَنِّي رَأَيْت لَهُ خمسين طَرِيقا وَقد جمعتها فِي جُزْء قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل اما أَرَادوا الله اعْلَم الْعلم الْعَام الَّذِي لَا يسع الْبَالِغ الْعَاقِل جَهله أَو علم مَا يطْرَأ لَهُ خَاصَّة أَو أَرَادَ أَنه فَرِيضَة على كل مُسلم حَتَّى يقوم بِهِ من فِيهِ كِفَايَة ثمَّ روى عَن بن الْمُبَارك انه سُئِلَ عَن تفسيرهذا الحَدِيث فَقَالَ لَيْسَ هُوَ الَّذِي يظنون انما طلب الْعلم فَرِيضَة ان يَقع الرجل فِي شَيْء من أُمُور دينه فَيسْأَل عَنهُ حَتَّى يُعلمهُ وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ المُرَاد من الْعلم هُنَا مَالا مندوحة للْعَبد عَن تعلمه كمعرفة الصَّانِع وَالْعلم بوحدانيته ونبوة رَسُوله وَكَيْفِيَّة الصَّلَاة فَإِن تعلمه فرض عين (زجاجة)

قَوْله وَوَاضِع الْعلم عِنْد غير أَهله قَالَ الطَّيِّبِيّ يشْعر بِأَن كل علم يخْتَص باستعداد وَله أهل فَإِذا وَضعه فِي غير مَوْضِعه فقد ظلم فَمثل معنى الظّهْر بتقليلد اخس الْحَيَوَان بأنفس الْجَوَاهِر التسجين ذَلِك الْوَضع والتنفير عَنهُ قَالَ الشَّيْخ أَبُو حَفْص السهروردي اخْتلف فِي الْعلم الَّذِي هُوَ فَرِيضَة قيل هُوَ علم الْإِخْلَاص وَمَعْرِفَة النَّفس والنفوس وَمَا يفْسد الْأَعْمَال لِأَن الْإِخْلَاص مَأْمُور بِهِ كَمَا ان الْعَمَل مَأْمُور بِهِ وخدع النَّفس وغرورها وشهواتها تخرب مباني الْإِخْلَاص الْمَأْمُور بِهِ فَصَارَ علم ذَلِك فرضا وَقيل معرفَة الخواطر وتفصيلها لِأَن الخواطر منشاء الْفِعْل وَبِذَلِك يعرف الْفرق بَين لمة الْملك وَبَين لمة الشَّيْطَان وَقيل هُوَ طلب علم الْحَلَال حَيْثُ كَانَ أكل الْحَلَال فَرِيضَة وَقيل هُوَ علم البيع وَالشِّرَاء وَالنِّكَاح وَالطَّلَاق إِذا أَرَادَ الدُّخُول فِي شَيْء من ذَلِك يجب عَلَيْهِ طلب علمه وَقيل هُوَ علم الْفَرَائِض الْخمس الَّتِي بني عَلَيْهِ الْإِسْلَام وَقيل هُوَ علم التَّوْحِيد بِالنّظرِ وَالِاسْتِدْلَال أَو النَّقْل وَقيل هُوَ علم الْبَاطِن وَهُوَ مَا يزْدَاد بِهِ العَبْد يَقِينا وَهُوَ الَّذِي يكْتَسب بِصُحْبَة الصَّالِحين والزهاد والمتعبدين فهم وارثو علم النَّبِي صلى الله عليه وسلم (زجاجة)

قَوْله

[226]

انبط الْعلم من الانباط نبط الْعلم أَي ظَهره ويفشيه والاستنباط الاستخراج والنبط والنبيط المَاء الَّذِي يخرج لمن فعر الْبِئْر إِذا حضرت كَذَا فِي الدّرّ النثير أَي جِئْت لإِظْهَار الْعلم وتحصيله من الْعلمَاء (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 20

[227]

من جَاءَ مَسْجِدي هَذَا الخ هَذَا بَيَان الْمَوَانِع لَا انه مَخْصُوص بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ كَمَا فِي حَدِيث مُسلم مَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم الا نزلت عَلَيْهِم السكينَة الحَدِيث أَو هَذِه الْفَضِيلَة مُخْتَصَّة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ على ساكنها الف الف تحيات والمساجد الاخر تبع لَهَا فِي تِلْكَ الْفَضَائِل انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُحدث شاه عبد الْغَنِيّ الدهلوي رحمه الله

[229]

فَإِن شَاءَ اعطاهم أَي فضلا مَا عِنْده من الثَّوَاب وان شَاءَ مَنعهم أَي عدلا وَفِي تَقْدِيم الْإِعْطَاء على الْمَنْع إِيمَاء الى سبق رَحمته غَضَبه وَفِي الحَدِيث رد على الْمُعْتَزلَة حَيْثُ أوجبوا الثَّوَاب فاستحقوا الْعقَاب (مرقاة)

قَوْله وَإِنَّمَا بعثت معلما أَي بتعليم الله لَا يالتعلم من الْخلق وَلذَا اكْتفى بِهِ ثمَّ جلس مَعَهم كَذَا قَالَ الطَّيِّبِيّ أَو جلس مَعَهم لاحتياجهم الى التَّعْلِيم مِنْهُ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَشَارَ بقوله بعثت معلما وَالله أعلم (مرقاة)

قَوْله نضر الله الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي نعمه ويروى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد من النضارة وَهِي فِي الأَصْل حسن الْوَجْه والبريق وَإِنَّمَا أَرَادَ حسن خلقه وَقدره (زجاجة)

قَوْله نضر الله الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ النضرة الْحسن والرونق يتَعَدَّى وَلَا يتَعَدَّى خص بالبهجة وَالسُّرُور والمنزلة فِي النَّاس فِي الدُّنْيَا ونعمة فِي الْآخِرَة حَتَّى يرى رونق الرضاء وَالنعْمَة لَان سعى فِي نضارة الْعلم وتجديد السّنة انْتهى وَرب للتكثير أَي رب حَامِل فقه الى من هُوَ افقه مِنْهُ وَقيد التَّبْلِيغ بكما سَمعه إِذا المُرَاد تَبْلِيغ الشَّيْء الْعَام الشَّامِل للخلال الثَّلَاث والاقوال والافعال الصادرة من النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه بِدَلِيل منا كَمَا فِي رِوَايَة وَالسَّامِع امْرأ وَهُوَ أَعم من العَبْد

قَوْله ثَلَاث لَا يغل الخ من الاغلال وَهُوَ الْخِيَانَة ويروى بِفَتْح الْيَاء من الغل هُوَ الحقد والشحناء وَيحْتَمل ان يكون قَوْله عَلَيْهِنَّ حَالا من الْقلب الْفَاعِل فَيكون الْمَعْنى قلب الرجل الْمُسلم حَال كَونه متصفا بِهَذِهِ الْخِصَال الثَّلَاث لَا يصدر عَنهُ الْخِيَانَة والحقد والشحناء وَلَا يدْخلهُ مِمَّا يُزِيلهُ عَن الْحق وَالْحَاصِل ان هَذِه الْخِصَال الثَّلَاث مِمَّا يستصلح بِهِ الْقُلُوب فَمن تمسك بهَا طهر قلبه من الْخِيَانَة والحقد وَغَيرهمَا من الرذائل وَيحْتَمل ان يكون قَوْله عَلَيْهِنَّ مُتَعَلقا بقوله يغل أَي لَا يخون فِي هَذِه الْخِصَال يَعْنِي ان من شَأْن قلب الْمُسلم ان لَا يخون وَلَا يحْسد فِيهَا بل يَأْتِي بهَا بتمامهما بِغَيْر نُقْصَان فِي حق من حُقُوقهَا (إنْجَاح)

قَوْله اخلاص الْعَمَل لله معنى الْإِخْلَاص ان يقْصد بِالْعَمَلِ وَجهه وَرضَاهُ فَقَط دون غَرَض آخر دُنْيَوِيّ أَو اخرون كنعم الْجنَّة ولذاتها أَو لَا يكون لَهُ غَرَض دُنْيَوِيّ من سمعة ورياء وَالْأول اخلاص الْخَاصَّة وَالثَّانِي اخلاص الْعَامَّة وَقَالَ الفضيل بن عِيَاض الْعَمَل لغير الله شرك وَترك الْعَمَل لغير الله رِيَاء وَالْإِخْلَاص ان يخلصك الله مِنْهُمَا

والنصيحة وَهِي إِرَادَة الْخَيْر للْمُسلمين أَي كافتهم وَلُزُوم جَمَاعَتهمْ أَي مُوَافقَة الْمُسلمين فِي الِاعْتِقَاد وَالْعَمَل الصَّالح من صَلَاة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَغير ذَلِك (مرقاة)

قَوْله

[233]

أملاه علينا هَذَا قَول مُحَمَّد بن بشار أَي املأ هَذَا الحَدِيث علينا يحيى بن سعيد من كِتَابَة (إنْجَاح)

قَوْله وَعَن رجل آخر هُوَ حميد بن عبد الرَّحْمَن هُوَ أفضل فِي نَفسِي الظَّاهِر أَنه قَول قُرَّة بن خَالِد يَقُول ان بن سِيرِين حَدثنَا هَذَا الحَدِيث من رجل آخر هُوَ أفضل عِنْدِي من عبد الرَّحْمَن (إنْجَاح)

قَوْله

[236]

فَرب حَامِل فقه غير فَقِيه لَكِن يحصل لَهُ الثَّوَاب لنفعه بِالنَّقْلِ وَرب حَامِل فقه فقد يكون فَقِيها وَلَا يكون افقه فيحفظه ويعيه ويبلغه الى من هُوَ افقه مِنْهُ فينبط مِنْهُ مَالا يفهمهُ الْحَامِل أَو الى من يصير افقه مِنْهُ إِشَارَة الى فَائِدَة النَّقْل والداعي اليه (مرقاة)

قَوْله ان هَذَا الْخَيْر خَزَائِن الخ يَعْنِي الدّين الْغَرَض مِنْهُ ان أُمُور الدّين من الوحدانية وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَغَيرهَا أَسبَاب لخزائن الْآخِرَة لِأَن الْأَعْمَال أَسبَاب الْجَزَاء فَمن كَانَ أَعماله حَسَنَة كَانَ جَزَاؤُهُ حسنا وَبِالْعَكْسِ وَالْمرَاد من مَفَاتِيح الْخَيْر الرِّجَال الَّذين سببهم الله تَعَالَى لِعِبَادِهِ بإيصال الْخَيْر من أهل الْمعرفَة وَالْعلم وَالْجهَاد والرياسة فِي ذَلِك الْأَمر للأنبياء عليهم السلام ثمَّ للصحابة ثمَّ لغَيرهم من الْمُجْتَهدين وَالْعُلَمَاء والزهاد والعارفين كَمَا أَن رياسة الشَّرّ لَا بليس وَالله يهدي من يَشَاء الى صِرَاط مُسْتَقِيم (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

ص: 21

[241]

ولد صَالح يَدْعُو لَهُ إِنَّمَا ذكر دعاءه تحرضيا للْوَلَد على الدُّعَاء لِأَبِيهِ حَتَّى قيل يحصل للوالد ثَوَاب من عمل الْوَلَد الصَّالح سَوَاء دَعَا لِأَبِيهِ أم لَا كَمَا ان من غرس شَجَرَة يَجْعَل للغارس ثَوَاب بِأَكْل ثَمَرَتهَا سَوَاء دعال لَهُ الْأكل أم لَا قَوْله وَصدقَة تجْرِي يبلغهُ اجرها فيدوم اجرها كالوقف فِي وُجُوه الْخَيْر وَفِي الازهار قَالَ أَكْثَرهم هِيَ الْوَقْف وَشبه مِمَّا يَدُوم أجره وَقَالَ بَعضهم هِيَ الْقَنَاة واللين الْجَارِيَة المسيلة مرقاة ان يُوطأ عقباه تَوْطِئَة الْعقب كِنَايَة عَن الْمَشْي خلف أحد يُقَال فلَان موطأ الْعقب أَي كثير الِاتِّبَاع يتبعهُ النَّاس ويمشون وَرَاءه كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)

قَوْله

[244]

يَأْكُل مُتكئا قيل المُرَاد من الاتكاء التربع لِأَن المتربع إِذا جلس كَانَ اعْتِمَاده على الأَرْض أتم بِخِلَاف التورك والاقعاء لِأَن هَذَا من ديدن أهل الشرة والتبختر والاقعاء وَنَحْوه من عَادَة المتواضعين لهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم أكل كَمَا يَأْكُل العَبْد لِأَن العَبْد أَكثر مَا يكون مَشْغُولًا بِالْخدمَةِ فَلَمَّا تيسير لَهُ الْفَرَاغ للْأَكْل فيأكل كَيْفَمَا تيَسّر لَهُ الْأكل مقعيا أَو متوركا مثلا وَفِيه كَمَال التَّوَاضُع عَنهُ صلى الله عليه وسلم (إنْجَاح)

قَوْله وَلَا يطَأ الخ أَي لَا يمشي خَلفه رجلَانِ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَقُول خلوا ظَهْري للْمَلَائكَة والضرورة تنْدَفع بالخادم الْوَاحِد فاكثاره لَا يكون الا للاحتشام والتجمل والتكلف وَعباد الله لَيْسُوا بمتكلفين كَمَا ورد فِي الحَدِيث وَسَيَجِيءُ وضاحة ذَلِك فِي الحَدِيث الَّاتِي (إنْجَاح)

قَوْله قَالَ أَبُو الْحسن هُوَ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سَلمَة الْقطَّان تلميذ بن ماجة صَاحب هَذِه النُّسْخَة عَادَته ان يذكر بعض أسانيده بِلَا وَاسِطَة بن ماجة من الشُّيُوخ الآخرين فِي هَذِه النُّسْخَة لعلوه كَذَا هَهُنَا ذكر السندين الآخرين فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا شَيْخَانِ بَينه وَبَين حَمَّاد بن سَلمَة وبواسطة بن ماجة تكون بَينه وَبَين حَمَّاد ثَلَاث وسائط (إنْجَاح)

قَوْله

[245]

وقر ذَلِك الخ وقر فِي الْقلب سكنه فِيهِ وَثَبت كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)

قَوْله لِئَلَّا يَقع فِي نَفسه الخ كَانَ صلى الله عليه وسلم قدوة للنَّاس فَفعله عليه السلام لتحذيرهم عَن ذَلِك والا فذاته صلى الله عليه وسلم ارْفَعْ وَأبْعد ان يَقع فِي نَفسه شَيْء من الْكبر (إنْجَاح)

قَوْله بَاب الوصاة اوصاه ووصاه توصية عهد إِلَيْهِم وَالِاسْم الوصاة بِالْفَتْح والوصاية وَالْوَصِيَّة كلهَا بِفَتْح الْوَاو كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله واقنوهم أَي علموهم وَاجْعَلُوا لَهُم قنية من الْعلم يستغنون بهَا إِذا احتاجوا اليه كَذَا فِي الْمجمع الْقنية بِالْكَسْرِ وَالضَّم مَا اكْتَسبهُ وخزنه لِحَاجَتِهِ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله قبض رجلَيْهِ تواضعا للمسلين وَقَوله

[248]

فرحبوا بهم الترحيب الدُّعَاء بالرحبة والتفسح وَهَذَا من عَادَة الْعَرَب يَقُولُونَ للداخل عَلَيْهِم مرْحَبًا وَفعله مقدراي ارحبوامرحبا أَو لقِيت مرْحَبًا وسعة والتحية الدُّعَاء بِالْحَيَاةِ وَكَانَ عَادَة أهل الْجَاهِلِيَّة انهم يدعونَ بطول الْبَقَاء كَقَوْلِهِم عمرك الله الف سنة وَالْمرَاد هَهُنَا التَّحِيَّة الشَّرْعِيَّة من التَّسْلِيم والمصافحة (إنْجَاح)

قَوْله قَالَ فَأَدْرَكنَا الخ الظَّاهِر انه من قَول الْحسن الْبَصْرِيّ كَانَ يشكو عَن شَأْن رجال نصبوا أنفسهم لتعليم الْعلم ثمَّ تجبروا وتكبروا من تَعْلِيمه للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَلم يكن هَذَا الا بعد الصَّحَابَة رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم وَالله اعْلَم (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله من علم لَا ينفع أَي لَا يهذب الْأَخْلَاق الْبَاطِنَة فيسري مِنْهَا الى الْأَفْعَال الظَّاهِرَة وَيحصل بهَا الثَّوَاب الاجل وانشدت يَا من تقاعد عَن مَكَارِم خلقه لَيْسَ افتخار بالعلوم الذاخرة من لم يهذب علمه أَخْلَاق لم ينتقع بِعُلُومِهِ فِي الْآخِرَة (زجاجة)

قَوْله وَمن دُعَاء لَا يسمع قَالَ فِي النِّهَايَة أَي لَا يُسْتَجَاب وَلَا يعْتد بِهِ فَكَأَنَّهُ غير مسموع يُقَال اسْمَع دعائي أَي اجبه لِأَن غَرَض السَّائِل الْإِجَابَة وَالْقَبُول (زجاجة)

قَوْله وَمن قلب لَا يخشع الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ أعلم ان فِي كل من الْقَرَائِن الْأَرْبَع مَا يشْعر بِأَن وجوده مبْنى على غَايَة وان الْغَرَض مِنْهُ تِلْكَ الْغَايَة وَذَلِكَ ان تَحْصِيل الْعُلُوم انما هُوَ للِانْتِفَاع بهَا فَإِذا لم ينْتَفع لَا يخلص مِنْهُ كفاف بل يكون وبالا فَلذَلِك استعاذ مِنْهُ وان الْقلب إِنَّمَا خلق لِأَن يخشع بهَا ربه وينشرح لذَلِك الصَّدْر ويقذف النُّور فِيهِ فَإِذا لم يكن كَذَلِك كَانَ الْقلب قاسيا فَيجب ان يستعاذ مِنْهُ قَالَ الله تَعَالَى فويل للقاشية قُلُوبهم وان النَّفس انما يعْتد بهَا إِذا تجافت عَن دَار الْغرُور وانابت الى دَار الخلود وَالنَّفس مهما كَانَت منهومة لَا تشبع حريصة على الدُّنْيَا كَانَت إِحْدَى عَدو للمرء فَأولى مَا يستعاذ مِنْهُ هِيَ وَعدم استجابة الدُّعَاء دَلِيل على أَن الدَّاعِي لم ينْتَفع بِعِلْمِهِ وَلم يخشع قلبه وَلم تشبع نَفسه زجاجة للامام الْهمام جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ

قَوْله وَلَا تخَيرُوا الخ التخير التَّمَكُّن والتقرر المُرَاد مِنْهُ لَا تمكنوا فِي قُلُوب النَّاس لِتَكُونُوا صدر للمجالس فَإِنَّهُ من أَشد اغراض الدُّنْيَا لِأَن اخر مَا يخرج من قُلُوب الصديقين حب الجاه وَهَذِه عقبَة كئودة للْعُلَمَاء لَا ينجو مِنْهُ الا المخلصون (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

ص: 22

[254]

فَالنَّار النَّار مبتداء خَبره مَحْذُوف أَي النَّار أولى بِهِ كَرَّرَه للتَّأْكِيد للإهتمام فِي الزّجر وَالله اعْلَم انجاح الْحَاجة قَالَ فِي الْأَطْرَاف كَذَا قَالَ أَي بن ماجة فِي سنَنه انْتهى وَقد أورد الحَدِيث فِي الْأَطْرَاف فِي تَرْجَمَة شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد لله بن عَمْرو وَالِد عَمْرو بن شُعَيْب عَن جده عبد الله بن عَمْرو وَعَزاهُ الى أبي دَاوُد وَابْن ماجة نقل من خطّ شَيخنَا ويقرأون الْقُرْآن الخ أَي بِالْقِرَاءَةِ وَتَفْسِير الْآيَات وياتون الْأُمَرَاء لَا لحَاجَة ضَرُورِيَّة إِلَيْهِم بل لإِظْهَار الْفَضِيلَة والطمع لما فِي أَيْديهم من المَال والجاه فَإِذا قيل لَهُم كَيفَ يجمعُونَ بن التفقه والتقرب إِلَيْهِم يَقُولُونَ نأتي الْأُمَرَاء فنصيب أَي نَأْخُذ من دنياهم ونعتزلهم أَي نبعد عَنْهُم بديننا بِأَن لَا نشاركهم فِي اثم يرتكبونه قَالَ صلى الله عليه وسلم وَلَا يكون ذَلِك أَي لَا يَصح وَلَا يَسْتَقِيم مَا ذكر من الْجمع بَين الضدين ثمَّ مثل وَقَالَ كَمَا لَا يجتني أَي لَا يُؤْخَذ من القتاد بِفَتْح الْقَاف شجر كُله شوك الا الشوك لِأَنَّهُ لَا يُثمر الا الجرحة والألم فالاستثناء مُنْقَطع كَذَلِك لَا يجتنى أَي لَا يحصل من قربهم الا الْخَطَايَا وَهِي مضرَّة فِي الدَّاريْنِ (مرقاة)

قَوْله

[256]

للقراء هُوَ بِضَم الْقَاف الرجل المتعبد يُقَال تقْرَأ تنسك أَي تعبد وَالْجمع القراؤن والقراء أَيْضا جمع قَارِئ مثل كَافِر وكفار (فَخر)

قَوْله يزورون الْأُمَرَاء من غير ضَرُورَة تلجئهم بهم بل طَمَعا فِي مَالهم وجاههم وَلذَا قَالَ بئس الْفَقِير على بَاب الْأَمِير وَنعم الْأَمِير على بَاب الْفَقِير فَإِن الأول مشْعر بِأَنَّهُ مُتَوَجّه الى الدُّنْيَا وَالثَّانِي مشير بِأَنَّهُ متقرب الى الْآخِرَة قَوْله الجورة جمع جَائِر أَي الظلمَة لِأَن زِيَارَة الْأَمِير الْعَادِل عبَادَة (مرقاة)

قَوْله

[257]

صانوا الْعلم أَي حفظوه عَن المهانة بِحِفْظ أنفسهم عَن المذلة وملازمة الظلمَة ومصاحبة أهل الدُّنْيَا قَوْله لسادوا بِهِ أَي فاقوا بالسيادة وفضيلة السَّعَادَة بِسَبَب الصيانة والوضع عِنْد أهل الْكَرَامَة دون أهل الاهانة أهل زمانهم أَي كمالا وشرفا لِأَن من شَأْن أهل الْعلم ان يكون الْمُلُوك فَمن دونهم تَحت اقدامهم واقلامهم وطوع ارائهم واحكامهم قَالَ الله تَعَالَى يرفع الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَالَّذين اتوا الْعلم دَرَجَات مرقاه

قَوْله

[262]

انه سمع الخ كَانَ أَبَا هُرَيْرَة خَافَ من نَفسه حرص الجاه وَالدُّنْيَا فتمنى أَنه لم يظْهر علمه لَاحَدَّ لَكِن لما نظر فِي وَعِيد الكتمان اختارا فشاءه على الكتمان لِأَنَّهُ من ابتلى ببليتين اخْتَار أهونهما وَلِهَذَا لَا يَنْبَغِي للْعَالم وَالْعَامِل ان يتركا اعمالهما بِسَبَب خوف الجاه والرياء وَلَكِن يجتهدان بليغا فِي الِاحْتِرَاز عَن هَذِه البلية الْعَظِيمَة وَلِهَذَا قَالُوا اعرف النَّاس بِاللَّه تَعَالَى اشدهم خشيَة وَخَوف أبي هُرَيْرَة عَن ذَلِك الْأَمر وشهيقه وغشية ثَلَاث مرار مَشْهُور (إنْجَاح)

قَوْله إِذا لعن الخ المُرَاد مِنْهُ أهل الْبَاطِل من الروافض والخوارج وَغَيرهم أَي من أدْرك هَذَا الزَّمَان فَعَلَيهِ إِظْهَار مَنَاقِب الصَّحَابَة وفضائلهم مثلا وَقد تصدى بهَا جمَاعَة من أَئِمَّة الْمُسلمين حَتَّى اسْتشْهد الامام أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ صَاحب السّنَن على إِظْهَار فَضِيلَة عَليّ رضي الله عنه حِين سَأَلَهُ رجل من المبتدعة حَيْثُ قَالَ أَلا تذكر فَضِيلَة مُعَاوِيَة فَقَالَ اما يَكْفِي لمعاوية ان يكون حَاله كفافأ واني لَهُ الْفَضَائِل بِجنب عَليّ رضي الله عنه فجروه من الْمِنْبَر وضربوه ضربا شَدِيدا حَتَّى حمل الى بَيته وَمَات وَقتل وامتحن الامام أَحْمد بن حَنْبَل فِي فتْنَة خلق الْقُرْآن والعملاء الاخر قد ابتلوا ببلايا بِسَبَب التصنيف وَإِظْهَار الْحق لَا يكَاد حصرهم (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[264]

من سُئِلَ عَن علم الخ قَالَ الْخطابِيّ هَذَا فِي الْعلم الَّذِي يلْزمه تَعْلِيمه إِيَّاه كمن رأى من يُرِيد الْإِسْلَام وَيَقُول عَلمنِي الْإِسْلَام وَكَمن رأى حَدِيث عهد بِالْإِسْلَامِ لَا يحسن الصَّلَاة يَقُول عَلمنِي كَيفَ أُصَلِّي وَكَمن جَاءَ مستفتيا فِي حَلَال وَحرَام يَقُول افتوني وارشدوني فَإِنَّهُ يلْزم فِي هَذِه الْأُمُور أَن لَا يمْنَع الْجَواب فَمن فعل كَانَ آثِما مُسْتَحقّا للوعيد وَلَيْسَ كَذَلِك فِي نوافل الْعُلُوم الَّتِي لَا ضَرُورَة بِالنَّاسِ الى مَعْرفَتهَا وَمِنْهُم من يَقُول هُوَ علم الشَّهَادَة (زجاجة)

قَوْله من سُئِلَ عَن علم وَهُوَ علم يحْتَاج اليه السَّائِل فِي أَمر وَنهي ثمَّ كتمه بِعَدَمِ الْجَواب أَو بِمَنْع الْكتاب الجم أَي ادخل فِي فَمه لجام لِأَنَّهُ مَوضِع خُرُوج الْعلم وَالْكَلَام قَالَ الطَّيِّبِيّ شبه مَا يوضع فِي فِيهِ من النَّار بلجام فِي فَم الدَّابَّة يَوْم الْقِيَامَة بلجام من النَّار مُكَافَأَة لَهُ حَيْثُ ألْجم نَفسه بِالسُّكُونِ فَشبه بِالْحَيَوَانِ الَّذِي سخر وَمنع من قصد مَا يُريدهُ فَإِن الْعَالم من شَأْنه ان يدعوا الى الْحق قَالَ السَّيِّد هَذَا فِي الْعلم اللَّازِم التَّعْلِيم كاستعلام كَافِر عَن الْإِسْلَام مَا هُوَ أَو حَدِيث عهد عَن تَعْلِيم صَلَاة حضر وَقتهَا وكالمستفتي فِي الْحَلَال وَالْحرَام فَإِنَّهُ يلْزم فِي هَذِه الْأُمُور الْجَواب لَا نوافل الْعُلُوم الْغَيْر الضرورةية (مرقاة)

قَوْله

[265]

أَمر الدّين بدل من أَمر النَّاس يَعْنِي ان هَذَا الْوَعيد مُخْتَصّ بكتمان علم الدّين لَا النصائع الدُّنْيَوِيَّة لِأَن كتمان الْمَنَافِع الدُّنْيَوِيَّة جَائِز لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من اسْتَطَاعَ ان ينفع أحدا من الْمُسلمين فلينفعه فكتمان أهل الصناعات صناعاتهم مَمْنُوع أَيْضا وَلَكِن لَا بِهَذِهِ الْمرتبَة الَّتِي تسْتَحقّ بهَا هَذَا الْوَعيد بل أَهْون من كتمان الدّين وَأما مَا ينفع فِي الدُّنْيَا ويضر فِي الْآخِرَة فكتمانه مستحسن جدا (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 23