الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[4239]
كأنا رأى الْعين ينصب رأى الْعين أَي كَانَا نرى الله وَالْجنَّة وَالنَّار رأى الْعين مفعول مُطلق بإضمار نرى وَفِي نُسْخَة بِالرَّفْع أَي كَانَا راؤن الْعين على انه مصدر بِمَعْنى اسْم الْفَاعِل وَيصِح كَون الْمصدر خَبرا بالمبالغة كزيد عدل انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله فَأَفَقْت وَفِي النِّهَايَة أَرَادَ انه إِذا كَانَ عِنْده صلى الله عليه وسلم اخلص وزهد فِي الدُّنْيَا وَإِذا خرج عَنهُ كَانَ بِخِلَافِهِ فَكَأَنَّهُ نوع من الظَّاهِر وَالْبَاطِن مَا كَانَ يرضى ان يسامح بِهِ نَفسه انْتهى وَكَذَلِكَ كَانَ الصَّحَابَة رض كَانُوا يواخذون بِأَقَلّ الْأَشْيَاء وَقَالَ النَّوَوِيّ وَخَافَ النِّفَاق حَيْثُ عدم خَشيته يجدهَا فِي مجْلِس الْوَعْظ واشتغل بِأُمُور معاشه عِنْد غيبته عَنهُ فأعلمهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم انهم لَا يكلفون الدَّوَام عَلَيْهِ بل سَاعَة سَاعَة انْتهى يَا حَنْظَلَة سَاعَة وَسَاعَة لفظ المصابيح سَاعَة فساعة بِالْفَاءِ قَالَ التوربشتي سَاعَة فِي الْحُضُور تؤدون حُقُوق ربكُم وَسَاعَة فِي الْغَيْبَة فتقضون حُقُوق أَنفسكُم فَأدْخل فَاء التعقيب فِي الثَّانِيَة تنبها على ان إِحْدَى الساعيتن معقبة بِالْأُخْرَى وان الْإِنْسَان لَا يصبر الى الْحق الصّرْف وَالْجد الْمَحْض قلت وَلذَلِك أنْكرت الصُّوفِيَّة الْمُتَقَدّمَة الْحُضُور الدائمي بل قَالُوا التجلي كالبرق لَا يَدُوم وَخَالفهُم فِي ذَلِك الامام الرباني المجدد للألف الثَّانِي رَحْمَة الله تَعَالَى واثبت التجلي الدائمي وَادّعى قبله سُلْطَان الطَّرِيقَة شيخ أَبُو سعيد أَبُو الْخَيْر رَحمَه الله تَعَالَى حِين سَأَلَهُ شَيْخه الشَّيْخ أَبَا الْفضل السَّرخسِيّ فَقَالَ أَيهَا الشَّيْخ ايكون هَذَا الحَدِيث دَائِما فَقَالَ الشَّيْخ لَا ثمَّ سَأَلَ بعد سَاعَة أَيهَا الشَّيْخ ايكون هَذَا نَائِما فَقَالَ الشَّيْخ لاثم سكت سَاعَة فَسَأَلَ بعد ذَلِك فَقَالَ لَو كَانَ كَانَ نَادرا ففرح الشَّيْخ أَبُو سعيد ورقص وَقَالَ هَذَا من النَّوَادِر اما الشَّيْخ المجدد جمع إثْبَاته التجلي الدائمي لَا يَقُول بِإِثْبَات الْحَالة الْوَاحِدَة فِي كل الْأَوْقَات بل يفضل بعض الْأَوْقَات على الْبَعْض وَيحمل مَا روى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لي مَعَ الله وَقت لَا يسعني فِيهِ ملك مقرب وَالنَّبِيّ مُرْسل على حَالَة الصَّلَاة وَيَقُول الصَّلَاة هِيَ مِعْرَاج الْمُؤمن وحالتها أَعلَى الْحَالَات ومرتبتها أفضل الْمَرَاتِب والمقامات وَلذَا ورد ارحني يَا بِلَال رض وَكَانَ لَهُ صلى الله عليه وسلم ازيز كأزيز الْمرجل فِي الصَّلَاة وَقَالَ بَعضهم لي مَعَ الله وَقت أَي دَائِم وَلَكِن
لَا يساعده هَذَا الحَدِيث وَلَا لفظ وَقت لَا يسعني أنجاح
قَوْله سَاعَة وَسَاعَة قَالَ الْحَكِيم فِي نوادره أَي سَاعَة الذّكر وَسَاعَة للنَّفس وَجوز أَبُو الْبَقَاء فِيهَا الرّفْع وَالنّصب بِفعل مُقَدّر أَي نذْكر سَاعَة وتلهو سَاعَة (زجاجة)
قَوْله
[4240]
اكلفوا بِفَتْح اللَّام يُقَال كلفته بِهَذَا الْأَمر اكلف بِهِ إِذا ولعت بِهِ واحببته (زجاجة)
قَوْله
[4241]
عَلَيْكُم بِالْقَصْدِ هُوَ الْوسط المعتدل الَّذِي لَا يمِيل الى أحد طرفِي التَّفْرِيط والإفراط قَوْله فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا قَالَ فِي النِّهَايَة مَعْنَاهُ لَا يمل ابدا مللتم أَو لم تملوا فَجرى مجْرى قَوْلهم حَتَّى يشيب الْغُرَاب ويبيض الفار وَقيل مَعْنَاهُ ان الله لَا يطرحكم حَتَّى تتركوا الْعَمَل وتزهد وافي الرَّغْبَة اليه فَسمى الْفِعْلَيْنِ ملالا وليسابه وَقيل مَعْنَاهُ ان الله لَا يقطع عَنْكُم فَضله حَتَّى تملوا سُؤَاله فَسمى فعل الله ملالا على طَرِيق الازدواج فِي الْكَلَام وَهَذَا بَاب وَاسع فِي الْعَرَبيَّة كثير فِي الْقُرْآن انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي بهما بِفَتْح مِيم والملالي ترك شَيْء استثقالا لَهُ بعد حرص فَلَا يَصح فِي حَقه الا مجَازًا أَي لَا يقطع ثَوَابه حَتَّى تقطعوا الْعَمَل ملالا وسامة من كثرته أَي اعْمَلُوا حسب وسعكم فَإِنَّكُم إِذا اتيتم بِهِ على فتور يُعَامل بكم مُعَاملَة الملول انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي حَتَّى تبعدوه على فتور فاعبدوا مَا بَقِي لكم نشاطكم فَإِذا افترتم فاقعدوا انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَقيل حَتَّى بِمَعْنى إِذا وَفِيه ان الدَّوَام على قَلِيل ينشط اصلح من كثير لَا ينشط ويفضي الى ترك كُله أَو بعضه لقَوْله فَمَا رعوها حق رعايتها انْتهى قَالَ الْكرْمَانِي وَقيل هُوَ بِمَعْنى الْقبُول أَي لَا يقبل مَا صدر على الملال انْتهى
قَوْله
[4242]
وَمن أَسَاءَ اخذ بِالْأولِ وَالْآخر أَي أَسَاءَ فِي نفس الْإِسْلَام بِأَن اسْلَمْ ظَاهرا وَلم ينْقد بَاطِنا على وَجه الْكَمَال وَلَيْسَ المُرَاد مِنْهُ من امن بِقَلْبِه وَصدق بِمَا جَاءَ من عِنْد الله ثمَّ اذنب واساء يوخذ بِعَمَل الْجَاهِلِيَّة لِأَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله وَهُوَ أَيْضا خلاف الْإِجْمَاع (إنْجَاح)
قَوْله
[4245]
صفهم لنا جلهم أَي بَين شمائلهم لنا من التجلية وَهُوَ الْكَشْف والإيضاح إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
بَاب ذكر التَّوْبَة قَالَ النَّوَوِيّ أصل التَّوْبَة فِي اللُّغَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب
بِالْمُثَلثَةِ واب بِمَعْنى رَجَعَ وَالْمرَاد بِالتَّوْبَةِ هَهُنَا الرُّجُوع عَن الذَّنب وَالتَّوْبَة ثَلَاثَة أَرْكَان الاقلاع والندم على فعل تِلْكَ الْمعْصِيَة والعزم على ان لَا يعود إِلَيْهَا ابدا فَإِن كَانَت الْمعْصِيَة بِحَق ادمي فلهَا ركن رَابِع وَهُوَ التَّحَلُّل من صَاحب ذَلِك الْحق واصلها النَّدَم وَهُوَ ركنها الْأَعْظَم وَاتَّفَقُوا على ان التَّوْبَة من جَمِيع الْمعاصِي وَاجِبَة وانها وَاجِبَة على الْفَوْر لَا يجوز تَأْخِيرهَا سَوَاء كَانَت الْمعْصِيَة صَغِيرَة أَو كَبِيرَة وَالتَّوْبَة من مهمات الْإِسْلَام وقواعده المتأكدة ووجوبها عِنْد أهل السّنة بِالشَّرْعِ وَعند الْمُعْتَزلَة بِالْعقلِ وَلَا يجب على الله قبُولهَا إِذا وجدت بشروطها عقلا عِنْد أهل السّنة لكنه سُبْحَانَهُ يقبلهَا كرما وفضلا وعرفنا قبُولهَا بِالشَّرْعِ وَالْإِجْمَاع خلافًا لَهُم هَذَا مَذْهَب أهل السّنة فِي المسئلتين وخالفت الْمُعْتَزلَة فيهمَا انْتهى
قَوْله
[4248]
لتاب عَلَيْكُم بِعَين الْعِنَايَة وَيرجع بالمغفرة وَدفع الذُّنُوب من العَبْد المذنب حِين رَجَعَ بالتذلل والانكسار بِحَضْرَتِهِ إنْجَاح الْحَاجة
[4253]
مَا لم يُغَرْغر أَي مَا لم يبلغ روحه الى الْحُلْقُوم وَظَاهره الْإِطْلَاق وَقَيده بعض الْحَنَفِيَّة بالكفار ذكره الْقَارِي وَلَيْسَ هَذَا التَّقْيِيد بسديد لن التَّخْصِيص لَا بُد لَهُ من دَلِيل (إنْجَاح)
قَوْله
[4255]
ثمَّ ذروني فِي الرّيح قَالَ الْكرْمَانِي بِضَم ذال من الذَّر التَّفْرِيق وَبِفَتْحِهَا من التذرية وروى فاذروه فِي اليم بوصل الْهمزَة وَقيل بقطعها من اذريته رمية وَالْأول أليق بالرياح وَقَوله لَئِن قدره بِالتَّخْفِيفِ لِلْجُمْهُورِ معنى ضيق وبالتشديد لبَعض بِمَعْنى قدر على الْعَذَاب انْتهى قَالَ النَّوَوِيّ قدر بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد أَي قَضَاهُ وَلَيْسَ هُوَ شكا من الْقدر ليَكُون شكا فِي الْقُدْرَة والا كفر فَلَا يغْفر وَقيل قَالَه وَهُوَ مغلوب على عقله بالخوف والدهش أَو هُوَ بِالشَّكِّ جهل صفة الله بِالْقُدْرَةِ وَالْجَاهِل لَا يكفر بل الجاحد على الْأَصَح انْتهى أَو كَانَ فِي شعرهم جَوَاز غفران الْكفْر وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَو بِمَعْنى ضيق وناقشه فِي الْحساب أَو ان الْجَاهِل بِالصِّفَاتِ غذره الْبَعْض فَإِن الْعَارِف بهَا قَلِيل وَلذَا قَالَ الحواريون خلص أَصْحَاب عِيسَى هَل يَسْتَطِيع رَبك ان ينزل أَو من زمَان الفترة حِين ينفع مُجَرّد التَّوْجِيه انْتهى
قَوْله فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي أَي ضيق من قَوْله تَعَالَى وَالله يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر قَالَ القَاضِي عِيَاض روايتنا فِيهِ عَن الْجُمْهُور بِالتَّخْفِيفِ وَقيل فِي تَأْوِيله هَذَا الرجل مُؤمن وَلَكِن جهل صفة من صِفَات الربوبية وَقد اخْتلف المتكلمون فِي جَاهِل صفة هَل هُوَ كَافِر أم لَا وَقيل هَذَا من مجَاز الْكَلَام الْمُسَمّى بتجاهل الْعَارِف أَو يمزج الشَّك بِالْيَقِينِ كَقَوْلِه تَعَالَى انا وَإِيَّاكُم لعَلي هدى أَو فِي ضلال مُبين كَذَا فِي اللمعات قلت اجْتمع فِيهِ اشيءا شدَّة الْخَوْف والهيبة وَعدم علمه بِصِفَات ربه عز وجل وذهوله فِي السكرات عَن حَالَة الصِّحَّة وظنه بِعَدَمِ الضَّرُورَة على الله تَعَالَى لِاجْتِمَاع اجزائه وكل ذَلِك من حمقه وبلاهته وَورد أَكثر أهل الْجنَّة البله فَتَجَاوز الله عَن سيئاته (إنْجَاح)
قَوْله
[4257]
يَا عبَادي كلكُمْ الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ خطاب مَعَ الثقلَيْن خَاصَّة لاخْتِصَاص التَّكْلِيف وتعاقب التَّقْوَى والفجور بهم وَلذَا فصل المخاطبين بالانس وَالْجِنّ كَمَا فِي رِوَايَة وَيحْتَمل كَونه عَاما لِذَوي الْعلم من الْمَلَائِكَة والثقلين وَيكون ذكر الْمَلَائِكَة مطويا فِي جنكم لشمُول الإجتنان لَهُم وَلَا يَقْتَضِي صُدُور الْفُجُور عَنْهُم وَلَا إِمْكَانه لِأَنَّهُ كَلَام على الْفَرْض أَقُول يُمكن كَون الْخطاب عَاما وَلَا يدْخل الْمَلَائِكَة فِي الْجِنّ لِأَن الْإِضَافَة فِي جنكم يَقْتَضِي الْمُغَايرَة فَلَا يكون تَفْضِيلًا بل اخراجا للقبيلتين اللَّذين يَصح اتصاف كل مِنْهُمَا بالتقوى والفجور ثمَّ ان الضلال الْعُدُول عَن الطَّرِيق الْمُسْتَقيم سَهوا أَو عمدا يَسِيرا أَو كثيرا أَو الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وَاحِد والعدول عَنهُ جِهَات فكوننا مصيبين من وَجه وكوننا ضَالِّينَ من وَجه فَإِن جَوَانِب الطَّرِيق كلهَا ضلال وَلذَا نسب الضلال الى الْأَنْبِيَاء والى الْكفَّار وان كَانَ بَين الضلالين بون بعيد انْتهى
قَوْله وكلكم ضال الا من هديت ظَاهره انهم خلقُوا ضَالَّة الا من هداه فِينَا فِي حَدِيث كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة الا ان يرد بِالْأولِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم أَو انهم لَو تركُوا مَا فِي طباعهم من إِيثَار الشَّهَوَات الضلوا وَهَذَا أظهر شرح حصن حُصَيْن
قَوْله ورطبكم ويابسكم أَي أهل الْبَحْر وَالْبر وَأَرَادَ بالرطب النَّبَات وَالشَّجر وباليابس الْحجر والمدر أَي لَو صَار كلهَا انسانا وَاجْتمعَ فَسَأَلَ الخ أَقُول الرطب واليابس عباراتان عَن الإستيعاب التَّام وَلَا رطب وَلَا يَابِس إِلَّا فِي كتاب مُبين وإضافتهما إِلَى ضمير المخاطبين يَقْتَضِي اسْتِيعَاب نوع الْإِنْسَان فَيكون تَأْكِيدًا للشمول بعد تَأْكِيد طيبي
قَوْله
[4258]
أَكْثرُوا ذكرهَا ذمّ اللَّذَّات الهذم الْكسر وروى بدال مُهْملَة من الْهدم وَالرِّوَايَة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَكثر وَأَصَح إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4262]
والبشرى بِروح وريجان الرّوح بِالْفَتْح الرَّاحَة والفرح والريجان الطّيب والرزق انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم مَوْلَانَا مولوي عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[4264]
فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله كَرَاهِيَة لِقَاء الله فِي كَرَاهِيَة الْمَوْت الْكَرَاهِيَة مَنْصُوب مفعول بِهِ لفعل مَحْذُوف أَي جعلت كَرَاهِيَة لِقَاء الله فِي كَرَاهِيَة الْمَوْت فَلَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك فكلنا يكره الْمَوْت أَو الْكَرَاهِيَة مَرْفُوعَة وَالْجُمْلَة متضمنة بِمَعْنى الشَّرْط أَي لما كَانَت كَرَاهِيَة لِقَاء الله تَعَالَى فِي كَرَاهِيَة الْمَوْت فكلنا يكره الْمَوْت فَكَانَ السَّائِل انكر حَيْثُ لم يتفطن معنى الحَدِيث ثمَّ لَا يخفى ان مرَارَة الظَّاهِر لَا يُخَالف حلاوة الْبَاطِن فَإِن الاوجاع والمصائب إِذا اصابت الْبدن يألم الْبَتَّةَ لَكِن الْعَارِف إِذا عرف رضى الرب تَعَالَى يجد فِي بَاطِنه حلاوة تغلب هَذِه المرارة ومثاله إِذا قدم الرجل الْمُسَافِر بأشد المتاعب الى محبوبه نَالَ أقْصَى الْمَقَاصِد وَمَعَ ذَلِك مصائب فِي جسده خبر وَجهه شعث شعره فَكَانَ السَّائِل حمل الحَدِيث على الظَّاهِر فَبين النَّبِي صلى الله عليه وسلم بقوله انما ذَلِك عِنْد مَوته الخ أَي يحصل لَهُ عِنْد مَوته حق الْيَقِين وَكَانَ قبل ذَلِك فِي علم الْيَقِين وَكم بَينهمَا من التَّفَاوُت (إنْجَاح)
قَوْله
[4266]
وَهُوَ عجب الذَّنب هُوَ بتفح مُهْملَة وَسُكُون جِيم عظم فِي أَسْفَل الصلب عِنْد الْعَجز وَهُوَ العسيب من الدَّوَابّ وامر الْعجب عَجِيب فَإِنَّهُ اخر مَا يخلق وَأول مَا يخلق أَرَادَ بِهِ طول بَقَائِهِ لَا انه لَا يبلي أصلا لِأَنَّهُ خلاف المحسوس كَذَا فِي الْمجمع وَفِيه أَيْضا هُوَ أول مَا يخلق من الادمي وَيبقى مِنْهُ ليعاد تركيب الْخلق عَلَيْهِ انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[4268]
ان الْمَيِّت يصير الى الْقَبْر الخ قَالَ النَّوَوِيّ مَذْهَب أهل السّنة اثبات عَذَاب الْقَبْر وَقد تظاهرت عَلَيْهِ دَلَائِل الْكتاب وَالسّنة قَالَ الله تَعَالَى النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا الْآيَة وتظاهرت بِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم من رِوَايَة جمَاعَة من الصَّحَابَة فِي مَوَاطِن كَثِيرَة وَلَا يمْتَنع فِي الْعقل ان يُعِيد الله تَعَالَى الحيوة فِي جُزْء من الْجَسَد ويعذبه وَإِذا لم يمنعهُ الْعقل ورد الشَّرْع بِهِ وَجب قبُوله واعتقاده وق ذكر مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن أَحَادِيث كَثِيرَة فِي اثبات عَذَاب الْقَبْر وَسَمَاع النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَوت من يعذب فِيهَا وَسَمَاع الْمَوْتَى قرع نعال دافتيهم وَكَلَامه صلى الله عليه وسلم لأهل القليب وَقَوله مَا أَنْتُم بأسمع مِنْهُم وسؤال الْملكَيْنِ الْمَيِّت وَاقعا وهما إِيَّاه وَجَوَابه لَهما وَالْفَتْح لَهُ فِي قَبره وَعرض مَقْعَده عَلَيْهِ الْغَدَاة والعشي وَبِالْجُمْلَةِ مَذْهَب أهل السّنة اثبات عَذَاب الْقَبْر خلافًا للخوارج ومعظم للمعتزلة وَبَعض المرجية فَإِنَّهُم نفوا ذَلِك ثمَّ المعذب عِنْد أهل السّنة الْجَسَد بِعَيْنِه أَو بعضه بعد اعادة الرّوح اليه أَو الى جُزْء مِنْهُ وَخَالف فِيهِ مُحَمَّد بن جرير وَعبد الله بن كرام وَطَائِفَة فَقَالُوا لَا يشْتَرط اعادة الرّوح قَالَ أَصْحَابنَا وَهَذَا فَاسد لِأَن الالم والاحساس انما يكون فِي الْحَيّ وَقَالُوا لَا يمْنَع من ذَلِك كَون الْمَيِّت قد تَفَرَّقت اجزاءه كَمَا تشاهد فِي الْعَادة أَو اكلته السبَاع وحيتان الْبَحْر أَو نَحْو ذَلِك فَكَمَا ان الله تَعَالَى يُعِيدهُ للحشر وَهُوَ سبحانه وتعالى قَادر على ذَلِك فَكَذَا يُعِيد الْحَيَاة الى جُزْء مِنْهُ أَو أَجزَاء وان اكلته السبَاع وَالْحِيتَان فَإِن قيل نَحن نشاهد الْمَيِّت على حَاله فِي قَبره فَكيف يسْأَل وَيقْعد وَيضْرب بمطارق من حَدِيد وَلَا يظْهر لَهُ اثر فَالْجَوَاب ان ذَلِك غير مُمْتَنع بل لَهُ نَظِير فِي الْعَادة وَهُوَ النَّائِم فَإِنَّهُ يجد لَذَّة والاما لَا نحس نَحن شَيْئا مِنْهُ وَكَذَا يجد الْيَقظَان لَذَّة أَو ألما لما يسمعهُ أَو يفكر فِيهِ وَلَا يُشَاهد ذَلِك جليسه مِنْهُ وَكَذَا كَانَ جِبْرَائِيل عليه السلام يَأْتِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فيخبره بِالْوَحْي الْكَرِيم وَلَا يُدْرِكهُ الْحَاضِرُونَ وكل ذَلِك جلي وَظَاهر واما اقعاده فَيحْتَمل ان يكون مُخْتَصًّا بالمقبور دون المنبوذ من اكلته السبَاع وَالْحِيتَان واما ضربه بالمطارق فَلَا يمْتَنع ان يُوسع لَهُ فِي قَبره فيقعد وَيضْرب انْتهى
قَوْله وَلَا مشغوف أُمِّي وَلَا مُضْطَر والشغف
فِي الأَصْل شغَاف الْقلب وَهُوَ حجابه والمشغوف من وصل فِي غلافه الْأَثر من الْحزن والتعب (إنْجَاح)
قَوْله مَا هَذَا الرجل يَعْنِي بِهَذَا الرجل النَّبِي صلى الله عليه وسلم وانما يَقُول بِهَذَا الْعبارَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا تَعْظِيم امتحانا للمسئول لِئَلَّا يَتَلَقَّن تَعْظِيمه من عبارَة السَّائِل قَالَ النَّوَوِيّ قيل يكْشف للْمَيت حَتَّى يرى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهِي بشرى عَظِيمَة لِلْمُؤمنِ ان صَحَّ ذَلِك وَلَا نعلم حَدِيثا صَحِيحا مرويا فِي ذَلِك وَالْقَائِل بِهِ انما اسْتندَ لمُجَرّد ان الْإِشَارَة لَا تكون الا للحاضر لَكِن يحْتَمل ان يكون الْإِشَارَة لما فِي الذَّهَب ليَكُون مجَازًا قسطلاني
[4271]
انما نسمَة الْمُؤمن طَائِر النَّسمَة بِفتْحَتَيْنِ هِيَ الرّوح وَالنَّفس قَالَ فِي الْمجمع بِأول بِالشُّهَدَاءِ لأَنهم يرْزقُونَ فِي الْجنَّة وَغَيرهم انما يعرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي وَقيل أَرَادَ الْمُؤمنِينَ الداخلين الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب فيدخلونها الان إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4272]
مثلت الشَّمْس أَي شبهت وَذَا فِي حق الْمُؤمنِينَ وَلَعَلَّه عِنْد نزُول الْملكَيْنِ الايه وَيُمكن كَونه بعد السوال تَنْبِيها على رفاهيته (إنْجَاح)
قَوْله
[4273]
ان صَاحِبي الصُّور الخ هَذَا الحَدِيث تفرد بِهِ بن ماجة وَلم يرمز السُّيُوطِيّ فِي الْجَامِع الصَّغِير لَهُ سواهُ وَأَشَارَ شَارِحه الى ضعفه وَقَالَ هما الْملكَانِ الموكلان بِهِ وَيُسْتَفَاد مِنْهُ انهما ملكان وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ انه ملك حَيْثُ قَالَ صلى الله عليه وسلم كَيفَ انْعمْ وَصَاحب الصُّور قد التقمه واصغى سَمعه الحَدِيث وَفِي رِوَايَة رزين عَن أبي سعيد قَالَ ذكر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَاحب الصُّور فَقَالَ عَن يَمِينه جِبْرَائِيل وَعَن يسَاره مِيكَائِيل فلعلهما مرادان فِي الحَدِيث فكأنهما معاونان لاسرافيل عليه السلام (إنْجَاح)
قَوْله
[4274]
أَو كَانَ مِمَّن اسْتثْنى الله أَي بقوله الا من شَاءَ الله قَالَ الْحَلِيمِيّ من زعم ان الثنيا لحملة الْعَرْش أَو جِبْرَائِيل وَمِيكَائِيل وَنَحْوهمَا أَو ولدان الْجنَّة أَو مُوسَى عليه السلام فقد أَخطَأ لِأَن غير مُوسَى لَيْسَ من سكان السَّمَاوَات وَالْأَرْض لِأَن الْجنَّة فَوق السَّمَاوَات ومُوسَى قد مَاتَ فَلَا يَمُوت عِنْد النفخة الثَّالِثَة انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قيل مُوسَى عليه السلام قد مَاتَ فَكيف تُدْرِكهُ الصعقة وَأَيْضًا اجْمَعُوا على ان نَبينَا صلى الله عليه وسلم أول من ينشق عَنهُ الأَرْض قلت هَذِه الصعقة غشية بعد الْبَعْث عِنْد النفخة الْأَكْبَر وَالْمرَاد بِالْبَعْثِ الافاقة لرِوَايَة افاق قبلي انْتهى
قَوْله من قَالَ انا خير من يُونُس بن مَتى الخ قيل هَذَا قبل علمه صلى الله عليه وسلم بفضيلته أَو قَالَ ذَلِك بطرِيق التَّوَاضُع أَو قَالَ لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء عليهم السلام بأهوائكم وآرائكم على وَجه يُؤَدِّي الى ازدراء بَعضهم ونقيصته وانما خص يُونُس بِالذكر من بَين الرُّسُل كَمَا خصّه الله تَعَالَى فِي كِتَابه فَقَالَ عز من قَائِل وَلَا تكن كصاحب الْحُوت وَقَالَ وَهُوَ مليم فَلم يَأْمَن صلى الله عليه وسلم ان يخَامر بواطن الضُّعَفَاء من أمته مَا يعود الى نقيصته وانه كَسَائِر إخوانه من الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَمَعَ مَا كَانَ من شَأْنه لِأَن نفس النُّبُوَّة لَا تَفْضِيل فِيهَا الْبَعْض على بعض (إنْجَاح)
قَوْله انا خير من يُونُس بن مَتى الخ ضمير انا للنَّبِي أَو للْعَبد لرِوَايَة لَا يَنْبَغِي لعبد الخ وَهُوَ على الأول قبل ان يعلم فَضله أَو للزجر عَن تخيل جَاهِل حط رتبته بقوله إِذا بق وَلِئَلَّا يتَوَهَّم غَضَاضَة فِي حَقه بقوله وَلَا تكن كصاحب الْحُوت وعَلى الثَّانِي مَعْنَاهُ لَا يَقُوله جَاهِل مُجْتَهد فِي الْعِبَادَة وَالْعلم وَنَحْوهمَا أَبِيه وَهُوَ الصَّحِيح وَقيل اسْم امة قَوْله فقد كذب قَالَ المغيث أَي فِي الرسَالَة والنبوة لِأَنَّهَا معنى وَاحِد لَا تفاضل فِيهَا بَين الْأَنْبِيَاء وانما هُوَ فِي تَفْضِيل الله تَعَالَى من شَاءَ بعْدهَا وَمَا يحدث لَهُم من الْأَحْوَال يُرِيد انه مَعَ قَوْله إِذا ابق الى الْفلك لَيْسَ بِأَدْنَى دَرَجَة منى فِي النُّبُوَّة انْتهى (فَخر)
قَوْله
[4278]
فِي رشحه قَالَ فِي النِّهَايَة الرشح هُوَ الْعرق لِأَنَّهُ يخرج شَيْئا فَشَيْئًا كَمَا يرشح الْإِنَاء المتخلل الاجزاء وَقَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بِفتْحَتَيْنِ وَقَالَ النَّوَوِيّ وَفِي رِوَايَة فَيكون النَّاس على قدر اعمالهم فِي الْعرق قَالَ القَاضِي وَيحْتَمل ان المُرَاد عرق نَفسه وَغَيره وَيحْتَمل عرق نَفسه وَسبب كَثْرَة الْعرق تراكم الْأَهْوَال ودنو الشَّمْس من رؤوسهم وزحمة بَعضهم بَعْضًا انْتهى
قَوْله
[4279]
يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض الخ التبديل التَّغَيُّر وَهُوَ قد يكون فِي الذَّات كَقَوْلِك بدلت الدارهم بالدناينر وَقد يكون فِي الصِّفَات كَقَوْلِك بدلت الْحلقَة خَاتمًا إِذا حذفتها وسويتها خَاتمًا وَاخْتلف فِي تَبْدِيل الأَرْض وَالسَّمَوَات فَقيل يُبدل اوصافهما فتسير على الأَرْض جبالها وتفجر بحارها وَيجْعَل مستوية لَا ترى فِيهَا عوجا وَلَا امتا وتبديل السَّمَاوَات بانتشار كواكبها وكسوف شمسها وخسوف قمرها وَقيل بِخلق بدلهما وسموات اخر وَعَن أنس بن مَسْعُود انه يحْشر النَّاس على ارْض بيضًا وَلم يخطأ عَلَيْهَا أحد خَطِيئَة وَالظَّاهِر من التبديل هَهُنَا تغير الذَّات كَمَا يدل عَلَيْهِ السوال وَالْجَوَاب (إنْجَاح)
قَوْله
[4280]
بَين ظهراني جَهَنَّم الالف وَالنُّون زائدتان قَوْله على حسك الخ الحسك شَوْكَة صلبة مَعْرُوفَة أَي مَعَ حسك كحسك السعد ان أَي يكون الصِّرَاط على جَهَنَّم والعلاوة ان جانبيها اشواك (إنْجَاح)
قَوْله فناج مُسلم الخ أَي من النجَاة يكونُونَ على انحاء فبعضهم مسملون من افته وَبَعْضهمْ يخدوجون أَي ناقصون من خلقتهمْ وَفِي بعض الرِّوَايَات مخدوش أَي تَأْخُذ الخطاطيف من لَحْمه لتسعفه النَّار ثمَّ ينجو وَبَعْضهمْ محتبس ومنكوس أَي يلقِي فِي النَّار على وَجهه (إنْجَاح)
قَوْله
[4281]
وَنذر الظَّالِمين فِيهَا جثيا الجثوة الشَّيْء الْمَجْمُوع وَالْمرَاد بالورود هَهُنَا الْوُرُود على الصِّرَاط وَالله أعلم
[4282]
غرا محجلين الغر بِالضَّمِّ جمع اغر من الْغرَّة وَهِي الْبيَاض فِي الْوَجْه من غير سوء والتحجيل بَيَاض القوائم من الْأَيْدِي والاقدام قَوْله سيماء أمتِي السيماء بِالْقصرِ وَقد يمد وَهُوَ الْعَلامَة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله غرا محجلين الخ قَالَ فِي المفاتيح ذهب بَعضهم الى اخْتِصَاص هَذِه الْأمة بِالْوضُوءِ وَقَالَ اخرون انما الْمُخْتَص بِهِ الْغرَّة والتحجيل لَا الْوضُوء لحَدِيث هَذَا وضوئي ووضوء الانبياء ورد بِأَنَّهُ حَدِيث مَعْرُوف الضعْف على انه يحْتَمل تَخْصِيص الْأَنْبِيَاء بِالْوضُوءِ دون الْأُمَم انْتهى قلت وَالصَّحِيح ان الْغرَّة والتحجيل من خَواص هَذِه الْأمة لَا أصل الْوضُوء (فَخر)
قَوْله
[4284]
فَيُقَال من شهد لَك الخ وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ يجاء بِنوح يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال لَهُ الحَدِيث إِنَّمَا طلب الله من نوح شُهَدَاء على تبليغه الرسَالَة أمته وَهُوَ اعْلَم إِقَامَة للحجة ولمنزلة أكَابِر هَذِه الْأمة فَيَقُول مُحَمَّد وامته الْمَعْنى ان أمته شُهَدَاء وَهُوَ مزكى لَهُ وَقدم فِي الذّكر للتعظيم وَلَا بعد انه صلى الله عليه وسلم يشْهد لنوح عليه السلام أَيْضا لِأَنَّهُ مَحل النُّصْرَة قَوْله وسطا أَي عدلا شَهِيدا أَي مزكيا (مرقاة)
قَوْله
[4285]
ثمَّ يسدد أَي يَسْتَقِيم على الْإِيمَان وَقَوله حَتَّى تبوؤا أَنْتُم أَي حَتَّى تَأْخُذُوا أَنْتُم مقاعدكم ومساكنكم (إنْجَاح)
قَوْله من ذَرَارِيكُمْ قَالَ فِي النِّهَايَة الذُّرِّيَّة اسْم يجمع نسل الْإِنْسَان من ذكر وانثى واصله الْهَمْز مخفف وَتجمع على ذريات وذراري مشدد أَو قيل أَصْلهَا من الذَّر بِمَعْنى التَّفَرُّق لِأَن الله ذرهم فِي الأَرْض انْتهى
قَوْله
[4286]
وَثَلَاث حثيات قَالَ الزَّرْكَشِيّ هُوَ بِالنّصب عطف على سبعين وَهُوَ مفعول يدْخل فَيكون حِينَئِذٍ ثَلَاث حثيات مرّة فَقَط وبالرفع عطف على سَبْعُونَ الَّذين مَعَ كل الف فَيكون ثَلَاث حثيات سبعين مرّة انْتهى قلت وَالرَّفْع ابلغ وَقَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ كِنَايَة عَن الْمُبَالغَة فِي الْكَثْرَة وَلَا كف ثمَّ وَلَا حثى جلّ عَنهُ وَتَعَالَى انْتهى
قَوْله
[4287]
نكمل يَوْم الْقِيَامَة المُرَاد بالاكمال الْخَتْم وَفِي رِوَايَة أَنْتُم تتمون سبعين امة أَنْتُم خَيرهَا واكرمها (إنْجَاح)
قَوْله
[4288]
انكم وفيتم أَي اكملتم واتممتم سبعين امة أَنْتُم خَيرهَا المُرَاد بالسبعين التكثير لَا التَّحْدِيد وفيتم عِلّة للخيرية لِأَن المُرَاد بِهِ الْخَتْم فَكَمَا ان نَبِيكُم خَاتم الْأَنْبِيَاء جَامع مَا تفرق من الكمالات كَذَلِك أَنْتُم مَعَ الْأُمَم السالفة كَذَا فِي الطَّيِّبِيّ
قَوْله
[4290]
فَنحْن الاخرون بِكَسْر خاء أَي الْمُتَأَخّرُونَ زَمَانا فِي الدُّنْيَا والاولون أَي المتقدمون فِي الْآخِرَة على أهل الْأَدْيَان منزلَة وكرامة وَفِي الْحَشْر وَالْقَضَاء لَهُم قبل الْخَلَائق وَفِي دُخُول الْجنَّة كرماني
قَوْله
[4291]
قد جَعَلْنَاكُمْ عدتكم أَي مِقْدَار عدتك هَذِه الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين (إنْجَاح)
قَوْله
[4292]
فَيُقَال هَذَا فداؤك من النَّار قَالَ النَّوَوِيّ وَمعنى هَذَا الحَدِيث مَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لكل أحد منزل فِي الْجنَّة ومنزل فِي النَّار فالمؤمن إِذا دخل الْجنَّة خَلفه الْكَافِر فِي النَّار لاستحقاقه ذَلِك بِكُفْرِهِ وَمعنى فداؤك من النَّار بأنك كنت معرضًا لدُخُول النَّار وَهَذَا فداؤك لِأَن الله تَعَالَى قدر لَهَا عددا يملؤها فَإِذا ادخلها الْكفَّار بكفرهم وذنوبهم صَارُوا فِي معنى الْفِدَاء عَن الْمُسلمين انْتهى وَقَالَ فِي اللمعات وَلما كَانَ لكل مُكَلّف مقْعد فِي الْجنَّة ومقعد فِي النَّار فَلَمَّا دخل الْمُؤمن الْجنَّة صَار الْكَافِر كالفداء لِلْمُؤمنِ خلص بِهِ عَن النَّار وَلم يرد بِهِ تَعْذِيب الْكِتَابِيّ بِمَا ارْتَكَبهُ الْمُسلم من الذُّنُوب لِأَنَّهُ لَا يعذب أحد بذنوب أحد وَتَخْصِيص الْيَهُود وَالنَّصَارَى بِالذكر لاشتهارهم لمضارة الْمُسلمين وَمَعْرِفَة الحكم فِي غَيرهم بطرِيق الأولى انْتهى
قَوْله
[4293]
مائَة رَحْمَة الخ وَذكر القَاضِي جعل الله الرَّحِم بِحَذْف الْهَاء وبضم الرَّاء قَالَ ورويناه بِضَم الرَّاء وَيجوز فتحهَا وَمَعْنَاهُ الرَّحْمَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث من أَحَادِيث الرَّجَاء والبشارة للْمُسلمين قَالَ الْعلمَاء لِأَنَّهُ إِذا حصل للْإنْسَان من رَحْمَة وَاحِدَة فِي هَذِه الدَّار مبينَة على اكداء الْإِسْلَام وَالْقُرْآن وَالصَّلَاة وَالرَّحْمَة فِي قلبه وَغير ذَلِك مِمَّا انْعمْ الله تَعَالَى بِهِ فَكيف الظَّن بِمِائَة رَحْمَة فِي الدَّار الْآخِرَة وَهِي دَار الْقَرار وَدَار الْجَزَاء الله أعلم انْتهى
[4295]
ان رَحْمَتي تغلب غَضَبي وَفِي رِوَايَة لمُسلم سبقت رَحْمَتي غَضَبي قَالَ الْعلمَاء غضب الله تَعَالَى وَرضَاهُ يرجعان الى معنى الْإِرَادَة فإرادته الاثابة للمطيع وَمَنْفَعَة العَبْد تسمى رضَا وَرَحْمَة وارادته عِقَاب العَاصِي وخذلانه تسمى غَضبا وارادته سبحانه وتعالى صفة لَهُ قديمَة يُرِيد بِهِ جَمِيع المرادات قَالُوا وَالْمرَاد بِالسَّبقِ وَالْغَلَبَة هُنَا كَثْرَة الرَّحْمَة وشمولها كَمَا يُقَال غلب على فلَان الْكَرم والشجاعة إِذا كثره مِنْهُ (نووي)
قَوْله ان رَحْمَتي تغلب غَضَبي قَالَ الْكرْمَانِي أَي تعلق ارادتي بإيصال الرَّحْمَة أَكثر من تعلقهَا بإيصال الْعقُوبَة فَإِن الأول من متقضيات صفته وَالْغَضَب بِاعْتِبَار الْمعْصِيَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يَعْنِي ان قسطهم من الرَّحْمَة أَكثر من قسطهم من الْغَضَب قيل ظهرا وَلَا رَحْمَة بالإيجاد وَمَا يتبعهُ من النعم وَلما اسْتحق الْغَضَب ظهر عَلَيْهِم يَعْنِي لما خلقهمْ لِلْعِبَادَةِ شكر النِّعْمَة وَعلم ان أحدا لَا يقدر على أَدَاء حَقه فَحكم بسبق رَحمته وَكتبه وَحفظه فَوق الْعَرْش وَكَانَ اللَّوْح تَحْتَهُ لجلالة قدره وَهُوَ تَمْثِيل لكثرتها بفرسي رهان سبقت أَحدهمَا يَعْنِي مَا اغْفِر من ذنوبهم أَكثر مِمَّا اعذبهم انْتهى قلت وَفِي رِوَايَة سبقت بدل تغلب مَعْنَاهُمَا وَاحِد يَعْنِي تعلق ارادته بإيصال الرَّحْمَة أَكثر والا فيشكل بِأَن جَمِيع الصِّفَات مُتَسَاوِيَة لِأَن كلهَا غير متناهية (فَخر)
قَوْله
[4296]
وَمَا حق الْعباد على الله أَي ثوابهم الَّذِي وعدهم بِهِ فَهُوَ وَاجِب الانجاز ثَابت بوعد الْحق قَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قلت فِيهِ دلَالَة لمَذْهَب الْمُعْتَزلَة الْقَائِلين بِالْوُجُوب على الله قلت لَا إِذا الْمَعْنى الْحق المتحقق الثَّابِت والجدير أَو وَاجِب شرعا بأخبار الله تَعَالَى أَو وعده أَو هُوَ كالواجب فِي تحَققه وتأكده أَو ذكر الْحق على سَبِيل الْمُقَابلَة انْتهى
قَوْله
[4297]
وَامْرَأَة تحصب تنورها أَي ترى فِيهِ مَا توقده وهج التَّنور وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ حر النَّار وبالسكون مصدر (فَخر)
قَوْله
[4300]
يصاح بِرَجُل من أمتِي أَي يرفع الْأَصْوَات لطلب رجل وَذَلِكَ لتشهيره عَلَيْهِ الْمَغْفِرَة والسجل كتاب الْعَهْد وَنَحْوه (إنْجَاح)
قَوْله كتبتي بِفتْحَتَيْنِ جمع كَاتب كطلبه جمع طَالب وهم الْكِرَام الكاتبون (إنْجَاح)
قَوْله فَتخرج لَهُ بطاقة قَالَ فِي النِّهَايَة البطاقة بِالْكَسْرِ رقْعَة صَغِيرَة يثبت فِيهَا مِقْدَار مَا يحصل فِيهِ ان كَانَ عينا فوزنه أَو عدده وان كَانَ مَتَاعا فثمنه قيل سميت بِهِ لِأَنَّهَا تشبه بطاقة من الثَّوْب فَتكون الْبَاء حِينَئِذٍ زَائِدَة وَهِي كلمة كَثِيرَة الِاسْتِعْمَال بِمصْر (زجاجة)
قَوْله فِيهَا اشْهَدْ ان لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ لَيست هَذِه شَهَادَة التَّوْحِيد لِأَن من شَأْن الْمِيزَان ان يوضع فِي كفته شَيْء وَفِي الْأُخْرَى ضِدّه فتوضع الْحَسَنَات فِي كفته والسيئات فِي كفته فَهَذَا غير مُسْتَحِيل لِأَن العَبْد يَأْتِي بهما جَمِيعًا ويستحيل ان يَأْتِي بالْكفْر والايمان جَمِيعًا عبد وَاحِد حَتَّى يوضع الْإِيمَان فِي كفة وَالْكفْر فِي كفة فَلذَلِك اسْتَحَالَ ان يوضع شَهَادَة التَّوْحِيد فِي الْمِيزَان واما بعد مَا نطق العَبْد فَإِن النُّطْق مِنْهُ بِلَا اله الا الله حَسَنَة تُوضَع فِي الْمِيزَان مَعَ سَائِر الْحَسَنَات (زجاجة)
قَوْله
[4301]
ان لي حوضا مَا بَين الْكَعْبَة وَبَيت الْمُقَدّس أَي طوله مِقْدَار الْمسَافَة الَّتِي بَين مَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَفِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ وزواياه سَوَاء أَي الطول وَالْعرض وَقيل العمق والتوفيق بَين هَذَا الحَدِيث وَبَين مَا جَاءَ من ان طوله مَا بَين عدن وعمان وَمَا ين صنعاء وَالْمَدينَة وَنَحْو ذَلِك ان هَذَا بطرِيق التَّقْرِيب لَا على التَّحْدِيد وَذَلِكَ لاخْتِلَاف بَين أَقْوَال السامعين فِي الْإِحَاطَة بِهِ علما وَكَذَلِكَ قَوْله عدد النُّجُوم المُرَاد بِهِ التكثير لَا التَّحْدِيد (إنْجَاح)
قَوْله واني لأكْثر الْأَنْبِيَاء تبعا كَمَا فِي رِوَايَة واني لأرجو ان اكون أَكْثَرهم وَارِدَة (إنْجَاح)
قَوْله
[4302]
ان حَوْضِي لأبعد من أَيْلَة الى عدن قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين عدن مَعْرُوف وايلة مَدِينَة من بِلَاد الشَّام على سَاحل الْبَحْر وايلة أَيْضا جبل يَنْبع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَفِي حَدِيث بن عمر امامكم حَوْض كَمَا بَين جرباء واذرح وَصُورَة الْخط تقضي ان يكون جرباء بِالْمدِّ وَكَذَلِكَ روى فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَقيل جربي بِالْقصرِ من بِلَاد الشَّام واذرح بِالْحَاء مَدِينَة من أدنى الشَّام وَيُقَال انها فلسطين وَفِي رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ ان لي حوضا مَا بَين الْكَعْبَة الى بَيت الْمُقَدّس وَفِي رِوَايَة حُذَيْفَة ان حَوْضِي كَمَا بَين صنعاء وَالْمَدينَة أَو كَمَا بَين الْمَدِينَة وعمان وَفِي رِوَايَة بن عمر وحوضي مسيرَة شهر وَهَذِه الاختلافات تشعر بَان ذكرهَا جرى على التَّقْرِيب دون التَّحْدِيد وَبِأَن الْمَقْصُود بِأَن بعد مَا بَين حافتيه وسيعة لَا التَّقْدِير بِمِقْدَار معِين وَيُمكن ان ينزل بَعْضهَا على طول الْحَوْض وَبَعضهَا على عرضه وَفِي رِوَايَة مَا بَين الْمَدِينَة والروحاء قَالَ أنس يُقَال انه على نَحْو من أَرْبَعِينَ ميلًا من الْمَدِينَة انْتهى (زجاجة)
قَوْله من أَيْلَة آيلة جبل بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَمَوْضِع بَين يَنْبع ومصر إنْجَاح إِنِّي لأزود عَنهُ أَي ادْفَعْ لعدم لياقتهم الْوُرُود عَلَيْهِ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ليردن عَليّ أَقْوَامًا عرفهم ويعرفونني ثمَّ يُحَال بيني وَبينهمْ قيل هم الَّذين ارْتَدُّوا زمن أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الَّذين يَقُول فِي حَقهم اصيحابي اصيحابي (إنْجَاح)
قَوْله
[4303]
فَأَتَيْته على بريد الْبَرِيد دَوَاب توقف على منَازِل مرتبَة ويركب عَلَيْهِ الرَّسُول وَغَيره وَاحِدًا بعد وَاحِد وَذَلِكَ لإسراع السّير (إنْجَاح)
قَوْله اكاويبه جمع اكواب جمع كوب وَهُوَ كوز لَا عُرْوَة لَهُ قَوْله وَلَا يفتح لَهُم السدد هُوَ بِضَم سين وَفتح دَال جمع سدة أَي لَا يفتح لَهُم الْأَبْوَاب قَوْله حَتَّى اخضلت بتَشْديد اللَّام ابتلت وزنا وَمعنى (فَخر)
قَوْله لكني قد نكحت المتنعمات لِأَنَّهُ نكح فَاطِمَة بنت عبد الْملك وَهِي بنت الْخَلِيفَة وجدهَا خَليفَة وَهُوَ مَرْوَان واخوانها الْأَرْبَعَة سُلَيْمَان وَيزِيد وَهِشَام ووليد خلفاء وَزوجهَا خَليفَة فَهَذَا من الغرائب وفيهَا قَالَ الشَّاعِر بنت الْخَلِيفَة جدها خَليفَة زوج الْخَلِيفَة أُخْت الخلائف (إنْجَاح)
قَوْله
[4305]
فِيهِ اباريق الذَّهَب الاباريق جمع ابريق قَالَ فِي الْقَامُوس الابريق مُعرب اب ريزه جمعه اباريق انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي رحمه الله
قَوْله
[4307]
لكل نَبِي دَعْوَة مستجابة أَي مستجابة الْبَتَّةَ وَهُوَ على يَقِين من اجابتها وَبَقِيَّة دعواتهم على رَجَاء اجابتها وَمَعْنَاهُ لكل نَبِي دَعْوَة لامته وَقَالَ الطَّيِّبِيّ مستجابة فِي اهلاك كل أمته وَنَبِينَا صلى الله عليه وسلم لم يدع بِهِ فعوض بالشفاعة وَقَالَ جَمِيع دعوات الْأَنْبِيَاء مستجابة وَالْمرَاد بِهِ الدُّعَاء لاهلاك قومه وَيَعْنِي بالأمة هُنَا امة الدعْوَة واما دعاءه على مُضر فَلَيْسَ للاهلاك بل ليتوبوا ويرتدعوا واما على رعل وذكوان فهما قبائل لَا كل الْأمة مَعَ انه لم يقبل بل قيل لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء انْتهى
قَوْله لكل نَبِي دَعْوَة الخ أَي قد أوجب الله تَعَالَى على نَفسه تفضلا ان يستجيب لكل نَبِي دَعْوَة وَاحِدَة واماما سواهَا فَإِن شَاءَ اسْتَجَابَ وان شَاءَ رد فَدَعَا نوح عليه السلام رب لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا ودعا سُلَيْمَان عليه السلام رب هَب لي ملكا لَا يَنْبَغِي لَاحَدَّ من بعدِي ودعا إِبْرَاهِيم عليه السلام رَبنَا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذِي زرع الْآيَة ودعا إِسْمَاعِيل عليه السلام مَعَ أَبِيه رَبنَا وَابعث فيهم رَسُولا مِنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم آياتك الْآيَة ودعا مُوسَى وَهَارُون عليهما السلام رَبنَا اطْمِسْ على أَمْوَالهم وَاشْدُدْ على قُلُوبهم ودعا نَبينَا صلى الله عليه وسلم أَشْيَاء كَثِيرَة فاستجيبت بِهِ بِحَمْد الله تَعَالَى الا النَّوَادِر كاسلام أبي طَالب وَغَيره لَكِن لم يدع هَذِه الدعْوَة الَّتِي قبُولهَا محتوم (إنْجَاح)
قَوْله
[4309]
فجيء بهم ضبائر ضبائر الضبائر جمع ضبارة بِفَتْح ضاد وَكسرهَا وكل مُجْتَمع ضبارة ويروى ضبارات وَهِي جمع سَلامَة لَهَا وَالْمرَاد الْجَمَاعَات والافواج (إنْجَاح)
قَوْله فِي حميل السَّيْل هُوَ مَا يَجِيء بالسيل من طين أَو تبن أَو غثاء أَو غَيرهَا بِمَعْنى مَحْمُولَة فَإِذا اتّفقت فِيهِ حَبَّة واستقرت على شط مجْرى السَّيْل تنْبت فِي يَوْم وَلَيْلَة فَشبه بهَا سرعَة عود ابدانهم واجسامهم إِلَيْهِم بعد احراق النَّار لَهَا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[4310]
شَفَاعَتِي قَالَ فِي النِّهَايَة الشَّفَاعَة تَكَرَّرت فِي الحَدِيث وتتعلق بِأُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهِي السوال فِي التجاوز عَن الذُّنُوب والجرائم شفع فَهُوَ شَافِع وشفيع والمشفع من يقبلهَا والمشفع من يقبل شَفَاعَته انْتهى
قَوْله لأهل الْكَبَائِر أَي شَفَاعَتِي لوضع السَّيِّئَات واما الشَّفَاعَة لرفع الدَّرَجَات فَلِكُل من الاتقياء والأولياء وَذَلِكَ مُتَّفق عَلَيْهِ بَين أهل الْملَّة لمعات
قَوْله
[4312]
لست هُنَاكُم أَي لست بِالْمَكَانِ الَّذِي تظنوني فِيهِ من الشَّفَاعَة وَهُنَاكَ إِذْ الْحق بِهِ كَاف الْخطاب يكون للبعيد من الْمَكَان الْمشَار اليه أَي انا بعيد من مَكَان الشَّفَاعَة ومقامها لمعات فَإِنَّهُ أول رَسُول قيل وَمن قبله أَي قبل نوح كَانُوا أَنْبيَاء غير مرسلين كآدم وَإِدْرِيس فَإِنَّهُ جد نوح على مَا ذكره المؤرخون قَالَ القَاضِي عِيَاض قيل ان إِدْرِيس هُوَ الياس وَهُوَ فِي بني إِسْرَائِيل فَيكون مُتَأَخِّرًا عَن نوح فَيصح ان نوحًا أول نَبِي مَبْعُوث أَي مُرْسل مَعَ كَون إِدْرِيس نَبيا مُرْسلا وَأما ادم وشيث فهما وان كَانَا رسولين الا ان آدم أرسل الى بنيه وَلم يَكُونُوا كفَّارًا بل أَمر بتعليمهم الْإِيمَان وَطَاعَة الله شَيْئا كَانَ خَلفه فيهم بعده بِخِلَاف نوح فَإِنَّهُ مُرْسل الى كفار الأَرْض وَهَذَا أقرب من القَوْل بِأَن ادم وَإِدْرِيس لم يَكُونَا رسولين وَقيل أول نَبِي بَعثه الله أَي من أولى الْعَزْم وعَلى هَذَا فَلَا اشكال سيد
قَوْله غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر فَلم يكن لَهُ مَانع من مقَام الشَّفَاعَة قَالَ القَاضِي قيل الْمُتَقَدّم مَا كَانَ قبل النُّبُوَّة والمتأخر عصمته بعْدهَا وَقيل المُرَاد بِهِ مَا وَقع مِنْهُ صلى الله عليه وسلم عَن سَهْو وَتَأْويل حَكَاهُ الطَّبَرِيّ وَقيل مَا تقدم لِأَبِيهِ آدم وَمَا تَأَخّر من ذنُوب أمته وَقيل المُرَاد انه مغْفُور لَهُ غير مواخذ بذنب لَو كَانَ وَقيل هُوَ تَنْزِيه لَهُ من الذُّنُوب (مرقاة)
قَوْله فامشي بَين السماطين السماط الصَّفّ من النَّاس يُقَال بَين السماطين أَي بَين الصفين (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله فَيحد لي حدا بِأَن يُوصف لي بِصِفَات من أَرَادَ الله تَعَالَى نجاتهم (إنْجَاح)
قَوْله يشفع يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة الخ أَي بطرِيق الْعُمُوم يُؤذن لَهُم والا فقد صَحَّ ان الصَّبِي يشفع لِأَبَوَيْهِ وشفاعته مَقْصُورَة عَلَيْهِمَا وَكَذَلِكَ يُؤذن من قَرَأَ الْقُرْآن فاستظهره فاحل حَلَاله وَحرم حرَامه فِي عشرَة من أهل بَيته كلهم قد وَجَبت لَهُ النَّار كَمَا رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة والدارمي (إنْجَاح)
قَوْله كنت امام النَّبِيين الخ قَالَ الْعلمَاء لم يقل هَذَا فخرا بل صرح بِنَفْي الْفَخر بقوله غير فَخر وانما قَالَه لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا امْتِثَال قَوْله تَعَالَى واما بِنِعْمَة رَبك فَحدث وَالثَّانِي انه من الْبَيَان الَّذِي يجب عَلَيْهِ تبليغه الى أمته ليعرفوه أَو يعتقدوه ويعملوا بِمُقْتَضَاهُ ويوفروه صلى الله عليه وسلم بِمَا يَقْتَضِي مرتبه كَمَا أَمرهم الله تَعَالَى وَهَذَا الحَدِيث دَلِيل لتفضيله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم
على الْخلق كلهم لِأَن مَذْهَب أهل السّنة ان الادميين أفضل من الْمَلَائِكَة وَهُوَ صلى الله عليه وسلم أفضل الادميين وَغَيرهم واما الحَدِيث الاخر لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء فَجَوَابه من خَمْسَة أوجه أَحدهَا انه صلى الله عليه وسلم قَالَ قبل ان يعلم انه امام النَّبِيين وانه سيد ولد ادم فَلَمَّا علم أخبر بِهِ وَالثَّانِي قَالَه ادبا وتواضعا وَالثَّالِث ان النَّهْي انما هُوَ عَن تَفْضِيل يُؤَدِّي الى تنقيص الْمَفْضُول وَالرَّابِع انما نهى عَن تَفْضِيل يُؤَدِّي الى الْخُصُومَة والفتنة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فِي سَبَب الحَدِيث وَالْخَامِس ان النَّهْي مُخْتَصّ بالتفضيل فِي نفس النُّبُوَّة فَلَا تفاضل فِيهَا وانما التَّفَاضُل فِيهَا بالخصائص وفضائل أُخْرَى وَلَا بُد من اعْتِقَاد التَّفْضِيل فقد قَالَ الله تَعَالَى تِلْكَ الرُّسُل فضلنَا بَعضهم على بعض كَذَا فِي النَّوَوِيّ
قَوْله يسمون الجهنميين قَالَ الْقَارِي لَيست التَّسْمِيَة بهَا تنقيصا لَهُم بل استذكارا ليزدادوا فَرحا الى فَرح وابتهاجا على ابتهاج وليكون ذَلِك علما لكَوْنهم عُتَقَاء لله انْتهى
قَوْله
[4317]
ان يدْخل نصف أمتِي بصيغ الْمَعْرُوف من الْمُجَرّد وَفِي نُسْخَة بِصِيغَة الْمَجْهُول فَقَوله نصف فِي الْوَجْهَيْنِ مَرْفُوع ويروى بالمعلوم من الادخال فَقَوله نصف مَنْصُوب
قَوْله
[4319]
اشتكت النَّار الى رَبهَا الخ قَالَ القَاضِي اخْتلف الْعلمَاء فِي مَعْنَاهُ فَقَالَ بَعضهم هُوَ على ظَاهره واشتكت على حَقِيقَته وَشدَّة الْحر من وهجها وفيحها وَجعل الله تَعَالَى فِيهَا ادراكا وتمييزا بِحَيْثُ تَكَلَّمت بِهَذَا وَمذهب أهل السّنة ان النَّار مخلوقة وَقيل لَيْسَ هُوَ على ظَاهره بل هُوَ على وَجه التَّشْبِيه والاستعارة والتقريب وَتَقْدِيره ان شدَّة الْحر يشبه نَار جَهَنَّم فَاحْذَرُوهُ وَاجْتَنبُوا حره وَالْأول أظهر انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ قلت الصَّوَاب الأول لِأَنَّهُ ظَاهر الحَدِيث وَلَا مَانع من حمله على حَقِيقَته فَوَجَبَ الحكم بِأَنَّهُ على ظَاهره انْتهى
قَوْله نفس فِي الشتَاء الخ النَّفس بِفَتْح فَاء مَا يخرج من الْجوف وَيخرج من الْهَوَاء واشكل وجود الزَّمْهَرِير فِي النَّار وَلَا اشكال لِأَن المُرَاد بالنَّار محلهَا وَفِيه طبقَة زمهريرية (فَخر)
[4321]
اغمسوه غمسة فِي الْجنَّة أَي فِي انهاره أَو المُرَاد بِهِ الدُّخُول واما الغمس فِي النَّار فحقيقي فالثانية للمشاكلة (إنْجَاح)
قَوْله
[4322]
ان الْكَافِر ليعظم الخ قَالَ القَاضِي يُزَاد فِي مِقْدَار أَعْضَاء الْكفَّار زِيَادَة فِي تعذيبه بِسَبَب زِيَادَة المساسة للنار قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا يكون للْكفَّار فَإِنَّهُ قد جَاءَ أَحَادِيث يدل على ان المتكبرين يحشرون يَوْم الْقِيَامَة أَمْثَال الذَّر فِي صورالرجال أَقُول الْأَظْهر فِي الْجمع ان يَكُونُوا أَمْثَال الذَّر فِي موقف يداسون فِيهِ ثمَّ يعظم اجسادهم ويدخلون النَّار وَيَكُونُونَ فِيهَا كَذَلِك (مرقاة)
قَوْله
[4323]
وان من أمتِي من يعظم للنار يحْتَمل ان يكون المُرَاد من الْأمة امة الدعْوَة أَو الَّذين ارْتَدُّوا بعد الْإِسْلَام أَو الَّذين اختلطوا من أهل الشّرك فِي زيهم وعادتهم واعمالهم كجهلة أهل الْهِنْد وَقد قصّ الشَّيْخ المجدد هَذَا الْفرْقَة بِدُخُول النَّار ثمَّ قَالَ واما أهل الْإِيمَان وان ارتكبوا كَبَائِر فَلَا يدْخلُونَ النَّار وَإِنَّمَا يواخذون بأعمالهم السَّيئَة فِي العرصات ثمَّ ينجون من النَّار اما بالشفاعة واما بإتمام الْعَذَاب بِالْأَعْمَالِ لَكِن لَيْسَ لهَذِهِ المسئلة عِنْدِي دَلِيل صَرِيح سوى كشفه وَقد ورد الحَدِيث من رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَعُوذ بِاللَّه من جب الْحزن قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا جب الْحزن قَالَ وَاد فِي جَهَنَّم يتَعَوَّذ مِنْهُ جَهَنَّم كل يَوْم أَربع مائَة مرّة قيل يَا رَسُول الله وَمن يدخلهَا قَالَ الْقُرَّاء المراؤن بأعمالهم وروى مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيثا طَويلا وَذكر فِيهِ الَّذِي اسْتشْهد لإِظْهَار الجلادة والجرأة وَرجل تعلم الْعلم وَقَرَأَ الْقُرْآن ليقال انه عَالم قَارِئ وَرجل انفق ليقال انه جواد فَهَؤُلَاءِ امروا بهم فسحبوا على وُجُوههم ثمَّ القوا فِي النَّار وَلَكِن يؤول من جَانب الشَّيْخ انه ورد فِي الريا انه الشّرك الْأَصْغَر رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ وروى مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الله تَعَالَى انا اغنى المشركاء عَن الشّرك من عمل عملا اشرك فِيهِ معي غَيْرِي تركته وشركه فَبِهَذَا الْمَعْنى يكون هَذَا الرجل فِيهِ شَائِبَة من الشّرك وَقَالَ الله تَعَالَى ان الشّرك لظلم عَظِيم إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4324]
كَهَيئَةِ الاخدود الاخدود الحفرة المستطيلة فِي الأَرْض كالخدة بِالضَّمِّ الْجَدْوَل (إنْجَاح)
قَوْله
[4325]
وَلَا تموتن الخ يَعْنِي من اتَّقى الله حق تُقَاته وَهُوَ مَا يطيقه وَمَات مُسلما خلص من الْآفَات الَّتِي من جُمْلَتهَا الزقوم وَهُوَ شجر يخرج فِي أصل الْجَحِيم فِي الصِّحَاح الزقوم اسْم طَعَام لَهُم فِيهِ تمر وزبد والزقم اكله قَالَ بن عَبَّاس لما نزل ان شَجَرَة الزقوم طَعَام الاثيم قَالَ أَبُو جهل التَّمْر بالزبد نزقمه فَانْزِل الله تَعَالَى انها شَجَرَة الْآيَة سيد
قَوْله مَا لَا عين رَأَتْ الخ أَي لم يبصر ذَاته عين وَلَا سَمِعت وَصفه اذن وَلَا خطر ماهيته على قلب وَيحْتَمل ان يكون المُرَاد بِالْأولَى الصُّور الْحَسَنَة وبالثانية الْأَصْوَات الطّيبَة وبالثالثة الخواطر المفرطة لمعات
قَوْله وَمن بله مَا قد اطلعكم الله عَلَيْهِ قَالَ فِي الْمجمع بله بمفتوحة وَسُكُون لَام وَفتح هَاء اسْم فعل بِمَعْنى دع واترك وَالْمعْنَى دع مَا اطلعتم عَلَيْهِ من نعيم الْجنَّة وعرفتموها من لذاتها فَإِنَّهُ يسير فِي جنب مَا ادخر لَهُم أَي الَّذِي لم يطلعكم عَلَيْهِ من النَّعيم أعظم وَقيل هُوَ اسْم بِمَعْنى سوى أَي سوى مَا ذكر فِي الْقُرْآن وَقيل مَعْنَاهُ كَيفَ وَقَالَ الْخطابِيّ اتّفق النّسخ على رِوَايَة من بله وَالصَّوَاب إِسْقَاط كلمة من انْتهى مُلَخصا وَقَوله يقْرَأ مَا قَرَأت اعين أَي خلاف قرأة الْعَامَّة فَإِن قرأتهم من قُرَّة اعين (إنْجَاح)
قَوْله
[4330]
مَوضِع سَوط فِي الْجنَّة الخ خص السَّوْط لِأَن من شَأْن الرَّاكِب إِذا أَرَادَ النُّزُول فِي الْمنزل ان ينقى سَوط قبل ان ينزل معلما بذلك الْمَكَان لِئَلَّا يسْبقهُ اليه أحد طيبي
قَوْله
[4332]
الا مشمر للجنة الخ من التشمير وَهُوَ التهيؤ فِي الْقَامُوس تشمر لِلْأَمْرِ تهَيَّأ ومشمر كمحدث مَاض فِي الْأُمُور مجرب وشمر الثَّوْب تشمير ارفعه وَفِي الْأَمر خف انْتهى رفع الثَّوْب كِنَايَة عَن الاستعداد لِلْأَمْرِ أَي الا مستعد مطالبه للجنة فَإِن الْجنَّة لَا خطر لَهَا فِي الْقلب أَي لَا تخطر لذاتها بخيالكم لِأَن الخطرة تكون بالمشبهة وَالْجنَّة ونعيميها لَيْسَ لَهَا شبه (إنْجَاح)
قَوْله لَا خطر لَهَا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي لَا عوض لَهَا وَلَا مثل والخطر بالحركة فِي الأَصْل الرَّهْن وَمَا يخاطر عَلَيْهِ وَمثل الشَّيْء وعدله وَلَا يُقَال الا فِيمَا لَهُ قدر انْتهى
قَوْله وريحانه تهتز أَي تتحرك والهزة بِالْكَسْرِ النشاط والارتياح والمشيد المجصص نهر مطرد أَي جَار الْحبرَة بِالْحَاء السرُور وَالنعْمَة والنضرة النِّعْمَة والعيش والغنا وَالْحسن بهية من الْبَهَاء وَهُوَ الْحسن (إنْجَاح)
[4333]
أول زمرة الخ الزمرة الْجَمَاعَة وكوكب دري فِيهِ ثَلَاث لُغَات قرئَ بِهن فِي السَّبع والاكثرون دري بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْيَاء بِلَا همز وَالثَّانيَِة بِضَم الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وَالثَّالِثَة بِكَسْر الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وَهُوَ الْكَوْكَب الْعَظِيم قيل سمى دريا لبياضه كالدر وَقيل لاضاءته وَقيل تشبيهه بالدر فِي كَونه ارْفَعْ من بَاقِي النُّجُوم كالدر ارْفَعْ فِي الْجَوَاهِر وَقَوله وَلَا يَتْفلُونَ هُوَ بِكَسْر الْفَاء وَضعهَا حَكَاهُمَا الْجَوْهَرِي وَغَيره وَفِي رِوَايَة لَا يبصقون وَفِي رِوَايَة لَا يبزقون وَكله بِمَعْنى ورشحهم الْمسك أَي عرقهم كالمسك فِي طيب الرَّائِحَة قَوْله مجامرهم الالوة جمع مجمر بِالْكَسْرِ وَالضَّم فبالكسر مَوضِع وضع النَّار للبخور وبالضم مَا يتبخر بِهِ وَاعد لَهُ الْجَمْر وَهُوَ المُرَاد هَهُنَا أَي ان بخورهم بالالوة وَهُوَ الْعود الْهِنْدِيّ والالوة بِفَتْح همزه وَضمّهَا وَتَشْديد وَاو قَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قلت مجامر الدُّنْيَا كَذَلِك قلت لَا إِذْ فِي الْجنَّة نفس المجمرة هِيَ الْعود انْتهى قَوْله اخلاقهم على خلق رجل وَاحِد قَالَ النَّوَوِيّ قد ذكر مُسلم فِي الْكتاب اخْتِلَاف بن أَي شيبَة وَأبي كريب فِي ضَبطه فَإِن بن أبي شيبَة يرويهِ بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَأَبُو كريب بِفَتْح الْخَاء واسكان اللَّام وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقد اخْتلف فِيهِ رُوَاة صَحِيح البُخَارِيّ أَيْضا ويرجح الضَّم بقوله فِي الحَدِيث الاخر لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض قُلُوبهم قلب وَاحِد وَقد يرجح الْفَتْح بقوله صلى الله عليه وسلم فِي تَمام الحَدِيث على صُورَة أَبِيهِم ادم أَو على طوله انْتهى (فَخر)
قَوْله كَوْكَب دري أَي شَدِيد الإنارة مَنْسُوب الى الدّرّ والرشح الْعرق والالوة هُوَ عود الطّيب إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله الْكَوْثَر نهر الخ قَالَ الشَّيْخ الْكَوْثَر يُفَسر بِالْخَيرِ الْكَثِيرَة المفرط من الْعلم وَالْعَمَل وَشرف الدَّاريْنِ وَالنّهر الْمَذْكُور من جزئياته وَفِي الْقَامُوس الْكَوْثَر الْكثير من كل شَيْء انْتهى ونهر فِي الْجنَّة يتفجر مِنْهُ جَمِيع أنهارها وَقيل هُوَ أَوْلَاده وَأَتْبَاعه أَو عُلَمَاء أمته وَهُوَ أَيْضا من أَفْرَاده وَقد جَاءَ الْكَوْثَر بِمَعْنى الرجل الْخَيْر الْكثير الْعَطاء وَالسَّيِّد وَله تفسيرات ذكرت فِي موضعهَا وَالْكل رَاجع إِلَى الْمَعْنى الأول الَّذِي ذكرنَا انْتهى
قَوْله فِي ظلها أَي فِي كنفها والا فالظل فِي الْعرف مَا يقي من حر الشَّمْس وَلَيْسَ الشَّمْس فِي الْجنَّة وَبِالْجُمْلَةِ الْمَقْصُود السّير تحتهَا كظل الْعَرْش وَقَالَ الشَّيْخ بن حجر قَالَ بن الْجَوْزِيّ وَيُقَال لهَذِهِ الشَّجَرَة طُوبَى قلت وَشَاهد
ذَلِك عِنْد أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن حبَان قَالَه فِي اللمعات وَقَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء وَالْمرَاد بظلها كنفها وذراها وَهُوَ مَا يستر اغصانها انْتهى
قَوْله
[4336]
فِي مِقْدَار يَوْم الْجُمُعَة أَي فِي مِقْدَار الاسبوع وَالظَّاهِر ان المُرَاد يَوْم الْجُمُعَة فَإِنَّهُ ورد الْأَحَادِيث فِي فَضَائِل يَوْم الْجُمُعَة انه يكون فِي الْجنَّة يَوْم جُمُعَة كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا ويحضرون رَبهم الى آخر الحَدِيث لمعات
قَوْله وَيجْلس ادناهم أَي اقلهم منزلَة ودرجة فِي الْجنَّة بِالنِّسْبَةِ الى بعض من عداهُ وَقَوله مَا فيهم وَفِي أَي لَيْسَ فِي أهل الْجنَّة وَفِي أَو دون أَو خسيس وانما فيهم أدنى أَي أقل رُتْبَة قَوْله مَا يرَوْنَ بِصِيغَة الْمَجْهُول من الاراءة أَي لَا يظنون أَن أَصْحَاب الكراسي أَي مَنَابِر أفضل مِنْهُم حَتَّى يحزنوا بذلك قَوْله الأحاضرة بحاء مُهْملَة وضاد مُعْجمَة أَي يكْشف الْحجاب ويكلم عَبده من غير ترجمان (فَخر)
قَوْله مَا يرَوْنَ أَي لَا يظنون وَلَا يَعْتَقِدُونَ أَي أَصْحَاب الكثبان وَهُوَ جمع كثيب وَهُوَ التل الْمُرْتَفع لأَنهم لَو ظنُّوا ذَلِك لحزنوا وَهُوَ التأذي وَالْجنَّة لَيست بِحل التاذي (إنْجَاح)
قَوْله الا حاضره الله عز وجل محاضرة أَي بِالْمَجْلِسِ الْخَاص بِحَيْثُ لَا يُشْرك فِيهِ أحد (إنْجَاح)
قَوْله فيروعه أَي يفزعه وَذَلِكَ لاحتشامه الروع الْفَزع وَقَوله أحسن مِنْهُ أَي من لِبَاس الرجل قَوْله يحقنا أَي يَلِيق بِنَا (إنْجَاح)
قَوْله
[4337]
من الْحور الْعين الْحور جمع حوراء وَهِي الشَّدِيدَة بَيَاض الْعين الشَّدِيدَة سوادها وَالْعين جمع عيناء وَهِي الواسعة الْعين وَالرجل اعين وَجَمعهَا بِضَم الْعين وَالْكَسْر للياء (فَخر)
قَوْله سبعين من مِيرَاثه من أهل النَّار هَذِه الزِّيَادَة تفرد بهَا بن ماجة فَإِن السُّيُوطِيّ رمز بِهِ فِي جَامعه الصَّغِير وخَالِد بن يزِيد ضَعِيف جدا قَالَ يحيى بن معِين لم يرض ان يكذب على أَبِيه حَتَّى كذب الى أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا روى من السِّتَّة غير الْمُؤلف وَمَعَ هَذَا تَوْجِيهه مُشكل لِأَنَّهُ ان أَرَادَ بِهِ ان تِلْكَ الزَّوْجَات كَانَ ازواجهن كفَّارًا وَهن مسلمات فَلَا يتَصَوَّر لِأَن نسَاء الْكفَّار كُلهنَّ كوافر الا من شَاءَ الله فَكيف بِمِقْدَار هَذَا الْعدَد وان كَانَ المُرَاد انهن أَيْضا كن كوافر فَلَيْسَ بِصَحِيح لِأَن دُخُول الْجنَّة على الْكَافِر حرَام وانكان المُرَاد بِهِ انه مَا منا من أحد الا قد كتب مَقْعَده من الْجنَّة ومقعده من النَّار فَلَو فَرضنَا ان الْكفَّار دخلُوا النَّار بقيت مَقَاعِدهمْ فِي الْجنَّة وَالنِّسَاء من لَوَازِم مقْعد أهل الْجنَّة فَنحْن نرث تِلْكَ النِّسَاء وَهَذَا وانكان صَحِيحا بِاعْتِبَار كَثْرَة الْكفَّار لَكِن لَا يخفى ان هَذِه النِّسَاء أَيْضا من الْحور لَا من نسَاء الدُّنْيَا فَلَيْسَ للتخصيص بِأَن ثِنْتَيْنِ من الْحور الْعين وَسبعين من مِيرَاثه وَجه وجيه الا ان يُقَال ان قَوْله سبعين من مِيرَاثه مسكوت عَنهُ بأنهن من الْحور أَو من نسَاء الدُّنْيَا فتخصيص ثِنْتَيْنِ من الْحور الْعين لفضل كَونهمَا من زَوْجَات الْمُؤمن وَسبعين كن من زَوْجَات الْكفَّار وَلَكِن لَا يساعده تَفْسِير الهشام بن خَالِد حَيْثُ عد امْرَأَة فِرْعَوْن مِنْهُنَّ الا ان يعمم هَذَا القَوْل على نسَاء الدُّنْيَا وَنسَاء الْجنَّة (إنْجَاح)
[4338]
الْمُؤمن إِذا اشْتهى الْوَلَد الخ قَالَ التِّرْمِذِيّ اخْتلف أهل الْعلم فِي هَذَا فَقَالَ بَعضهم فِي الْجنَّة جماع وَلَا يكون ولد هَكَذَا يرْوى عَن طَاوس وَمُجاهد وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فِي هَذَا الحَدِيث إِذا اشْتهى وَلَكِن لَا يَشْتَهِي وَقد روى عَن أبي رزين الْعقيلِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ ان أهل الْجنَّة لَا يكون لَهُم فِيهَا ولد
قَوْله
[4339]
يخرج من النَّار حبوا أَي قَاعِدا على استه حبا الرجل مَشى على يَدَيْهِ وبطنه وَالصَّبِيّ حبوا مَشى على استه فَالْأول كسمو وَالثَّانِي كسهو كَذَا فِي الْقَامُوس هَذَا بِسَبَب احتراقه من النَّار (إنْجَاح)
قَوْله حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه هِيَ من الْأَسْنَان الضواحك الَّتِي تبدأ عِنْد الضحك وَالْأَكْثَر الْأَشْهر انها أقْصَى الْأَسْنَان وَالْمرَاد الأول لِأَنَّهُ مَا كَانَ يبلغ بِهِ الضحك حَتَّى يَبْدُو آخر اضراسه فورد كل ضحكه التبسم وان أُرِيد بهَا الاواخر لاشتهارها فوجهه ان يُرَاد مُبَالغَة مثله فِي ضحكه من غير ان يُرَاد ظُهُور نَوَاجِذه نِهَايَة