المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الملاحم هو جمع ملحمة وهي القتال ونبي الملحمة نبينا صلى الله عليه - شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شرح سنَن ابْن مَاجَه

- ‌ بَاب اتِّبَاع السّنة

- ‌أَبْوَاب الطَّهَارَة وسننها أَي من الحَدِيث والخبث وَأَصلهَا النَّظَافَة من كل عيب حسي

- ‌بَاب الِاسْتِبْرَاء بعد الْبَوْل اسْتِبْرَاء الذّكر استنقاء من الْبَوْل استنثر من الْبَوْل

- ‌بَاب الترجيع

- ‌بَاب سُجُود الْقُرْآن أعلم ان الْأَئِمَّة اخْتلفُوا فِي وجوب سُجُود التِّلَاوَة وَعَدَمه فَذهب

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي التقليس التقليس الضَّرْب بالدف والغناء واستقبال الْوُلَاة عِنْد

- ‌بَاب فِي لَيْلَة الْقدر إِنَّمَا سميت بهَا لِأَنَّهُ يقدر فِيهَا الارزاق وَيَقْضِي وَيكْتب

- ‌بَاب من اسْتَفَادَ مَالا المُرَاد بِالْمَالِ الْمُسْتَفَاد المَال الَّذِي حصل للرجل فِي

- ‌بَاب صَدَقَة الْفطر قد اخْتلف فِيهَا على ثَلَاثَة مقالات الأول فِي فرضيته فَفرض عِنْد

- ‌بَاب الْعَزْل الْعَزْل هُوَ ان يُجَامع فَإِذا قَارب الْإِنْزَال نزع وَانْزِلْ خَارج الْفرج وَهُوَ

- ‌قَوْله اللّعان من اللَّعْن وَهُوَ الطَّرْد والبعد سمى بِهِ لكَونه سَبَب الْبعد بَينهمَا

- ‌قَوْله من ورى فِي يَمِينه من التورية وَهِي كتمان الشَّيْء وَإِظْهَار خلاف ذَلِك

- ‌بَاب الْمُرْتَد عَن دينه الْمُرْتَد هُوَ الرَّاجِع عَن دين الْإِسْلَام أعلم إِذا ارْتَدَّ

- ‌بَاب من شرب الْخمر مرَارًا قَالَ النَّوَوِيّ وَأما الْخمر فقد اجْمَعْ الْمُسلمُونَ على

- ‌بَاب الْقسَامَة هُوَ اسْم بِمَعْنى الْقسم وَقيل مصدر يُقَال قسم يقسم قسَامَة إِذا حلف

- ‌بَاب فَرَائض الصلب وَهُوَ بِالضَّمِّ وبالتحريك عظم من لدن الْكَاهِل الى الْعَجز وَهُوَ

- ‌بَاب مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَة قد اورد الْمُؤلف فِي هذاالباب أَحَادِيث ذكر فِيهَا

- ‌بَاب الظلال للْمحرمِ أَي الدَّوَام على التَّلْبِيَة وَذكر الله وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ للْمحرمِ

- ‌التوقي فِي الْإِحْرَام عَمَّا لَا يحل لَهُ فِيهِ قَوْله

- ‌بَاب الْمُلْتَزم هُوَ مَا بَين الْحجر الْأسود وَالْبَاب من جِدَار بَيت الله تَعَالَى سمي

- ‌بَاب نزُول المحصب قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الْبَاب الْأَحَادِيث فِي نزُول النَّبِي صَلَّى

- ‌قَوْله بِكَلِمَة الله قَالَ الْخطابِيّ المُرَاد بهَا قَوْله تَعَالَى أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان وَقيل

- ‌بَاب الْهدى من الاناث والذكور أَي الْهدى عَام من الْفَحْل وَالْأُنْثَى لِأَن الْجمل

- ‌بَاب السلخ هُوَ نزع الْجلد والمسلوخ شَاة نزع جلدهَا قَوْله

- ‌بَاب الدُّبَّاء هُوَ بِالْمدِّ اليقطين هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَحكى القَاضِي عِيَاض فِيهِ الْقصر

- ‌بَاب اطائب اللَّحْم الا طائب الْخِيَار من الشَّيْء وَلَا وَاحِد لَهَا وَالْمرَاد مِنْهُ ان

- ‌بَاب الشواء هُوَ اللَّحْم المنضوج وَفِي الْقَامُوس شوى اللَّحْم شَيْئا فاشتوى وانشوى

- ‌بَاب القديد هُوَ اللَّحْم المشرر المقدد أَو مَا قطع مِنْهُ طولا كَذَا فِي الْقَامُوس

- ‌بَاب الْحوَاري الْحوَاري بِضَم الْحَاء وَشدَّة الْوَاو وَفتح الرَّاء الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ

- ‌بَاب الرقَاق الرقَاق الْخبز الرَّقِيق الْوَاحِد رقاقة وَلَا يُقَال رقاقة بِالْكَسْرِ فَإِذا

- ‌بَاب الإقتصاد فِي الْأكل الإقتصاد من الْقَصْد وأصل الْقَصْد الإستقامة فِي الطَّرِيق

- ‌بَاب صفة النَّبِيذ وشربه النَّبِيذ هُوَ مَا يعْمل من الْأَشْرِبَة من التَّمْر وَالزَّبِيب

- ‌بَاب التلبينة هِيَ حساء يعْمل من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل فِيهَا عسل وَيُشبه

- ‌بَاب دَوَاء الْمَشْي أَي الاسهال فِي الْقَامُوس المشو بِالْفَتْح وكعدو وغنى وَالسَّمَاء

- ‌بَاب مَا عوذ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَا عوذ بِهِ الأول بِصِيغَة الْمَبْنِيّ

- ‌بَاب النشرة هُوَ بِالضَّمِّ ضرب من الرّقية والعلاج لمن ظن بِهِ مس من الْجِنّ وَسميت

- ‌بَاب لبس الصُّوف قَالَ بن بطال كره مَالك لبس الصُّوف لمن يجد غَيره أَيْضا لما فِيهِ

- ‌بَاب اتِّخَاذ الجمة والذوائب الجمة بِالضَّمِّ مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَقَوله

- ‌بَاب المياثر الْحمر جمع ميثرة وَهِي قطيفة كَانَت النِّسَاء تصنع لبعولتهن وَكَانَت

- ‌بَاب الْجَوَامِع من الدُّعَاء إِلَى الجامعة لخير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل هِيَ مَا كَانَ

- ‌بَاب الْمَلَاحِم هُوَ جمع ملحمة وَهِي الْقِتَال وَنَبِي الملحمة نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

- ‌بَاب الأمل والاجل الأمل كحيل وَلحم وشبر الرَّجَاء وَالْمرَاد هُنَا طول الأمل

- ‌بَاب ذكر التَّوْبَة قَالَ النَّوَوِيّ أصل التَّوْبَة فِي اللُّغَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب

الفصل: ‌باب الملاحم هو جمع ملحمة وهي القتال ونبي الملحمة نبينا صلى الله عليه

[4082]

وَلَو حبوا على الثَّلج الحبوان يمشي على يَدَيْهِ وركبتيه وَذَلِكَ صَعب جدا سِيمَا على الثَّلج أَي يَأْتِيهِ الْإِنْسَان وَلَو بلغه أَشد الصعوبات (إنْجَاح)

[4083]

يكون فِي أمتِي الْمهْدي قَالَ النَّوَوِيّ الْمهْدي من هداه الله الى الْحق وغلبت عَلَيْهِ الاسمية وَمِنْه مهْدي اخر الزَّمَان وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ أَي الَّذِي فِي زمن عِيسَى عليه السلام وَيُصلي مَعَه ويقتلان الدَّجَّال وَيفتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَيملك الْعَرَب والعجم ويملأ الأَرْض عدلا وقسطا ويولد بِالْمَدِينَةِ وَيكون بيعَته بَين الرُّكْن وَالْمقَام كرها عَلَيْهِ وَيُقَاتل السفياني ويلجأ اليه مُلُوك الْهِنْد مغلفلين الى غير ذَلِك وَمَا أقل حَيَاء واسخف عقلا واجهل دينا وديانة قوما اتَّخذُوا دينهم لهوا وَلَعِبًا كلعب الصّبيان بالخزف والحصا فَيجْعَل بَعْضهَا أَمِيرا وَبَعضهَا سُلْطَانا وَمِنْهَا فيلا وافراسا وجنود فَهَكَذَا هَؤُلَاءِ المجانين جعلُوا وَاحِدًا من غرباء الْمُسَافِرين مهديا بِدَعْوَاهُ الكاذبة بِلَا سيد وشبهته جَاهِلا متجهلا بِلَا خَفَاء لم يشم نفحة من عُلُوم الدّين والحقيقة فضلا من فنون الْأَدَب يُفَسر لَهُم معافي الْكَلَام الرباني ويتبوأ بِهِ مقاعد فِي النَّار يسفههم بالاحتجاج بآيَات المثاني بِحَسب مَا يأولها فِيمَا شرع لَهُم عَن عقائد ظَهرت فَسَادهَا عِنْد الصّبيان وَإِذا اقيم الْحجَج النَّبَوِيَّة الدَّالَّة على شُرُوط الْمهْدي يَقُول هِيَ غير صَحِيح ويعلل بِأَن كل حَدِيث يُوَافق اوصافه فَهُوَ صَحِيح مَا يخلافه فَغير صَحِيح وَيَقُول ان مِفْتَاح الْإِيمَان بيَدي فَكل من يصدقني بالمهدوية فَهُوَ مُؤمن وَمن ينكرها فَهُوَ كَافِر ويفضل ولَايَته على نبوة سيد الْأَنْبِيَاء وينسبه الى الله عز وجل ويستحل قتل الْعلمَاء وَأخذ الْجِزْيَة وَغير ذَلِك من خرافاتهم ويسمون وَاحِدًا أَبَا بكر الصّديق واخر بآخر وَبَعْضهمْ الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَعَائِشَة وَفَاطِمَة وَغير ذَلِك وَبَعض اغبياءهم جعلُوا شخصا من السَّنَد عِيسَى فَهَل هَذَا الا لعب الشَّيْطَان لَوْلَا ان لَزِمَهُم من الخلود فِي الْعَذَاب السرمد والنيران وَكَانُوا على ذَلِك مدَدا كَثِيرَة وَقتلُوا من الْعلمَاء عديدة الى ان سلط الله عَلَيْهِم جُنُودا لم يروها فاجلى أَكْثَرهَا وَقتل كثيرا وتوب اخرين تَوْبَة وفيرا وَلَعَلَّ ذَلِك بسعي هَذَا المذنب الحقير واستجابة لدَعْوَة الْفَقِير وَالله الْمُوفق لكل خير فَالْحَمْد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات هَذَا كُله من مجمع الْبحار

قَوْله وَالْمَال يَوْمئِذٍ كدوس أَي مَجْمُوع كثير فِي الْقَامُوس الكدس بِالضَّمِّ وكرمان الْحبّ المحصود الْمَجْمُوع انْتهى وَفِي الْمجمع الكدس الْجمع وَمِنْه كدس الطَّعَام وتكدست الْخَيل إِذا زوحمت وَركب بَعْضهَا على بعض انْتهى (إنْجَاح)

قَوْله

[4084]

ثمَّ ذكر شَيْئا لَا احفظه بَين فِي طَرِيق اخر فَأخْرجهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده وَأَبُو نعيم فِي كتاب الْمهْدي من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد الشَّامي عَن عبد الرَّزَّاق فَقَالَ بعد قَوْله لم يقْتله ثمَّ يَجِيء خَليفَة الله الْمهْدي فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ فَأتوهُ فَبَايعُوهُ فَإِنَّهُ خَليفَة الله الْمهْدي (زجاجة)

قَوْله

[4085]

الْمهْدي منا أهل الْبَيْت اخْتلف فِي انه من بني الْحسن أَو من بني الْحُسَيْن وَيُمكن ان يكون جَامعا بَين النسبتين الحسنيين والاظهر من جِهَة الْأَب حسني وَمن جِهَة الام حسيني قِيَاسا على مَا وَقع فِي وَلَدي إِبْرَاهِيم وهما إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق عليهم السلام حَيْثُ كَانَ أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل كلهم من بني إِسْحَاق وَنَبِي من ذُرِّيَّة إِسْمَاعِيل نَبينَا عليه الصلاة والسلام وَقَامَ مقَام الْكل وَنعم الْعِوَض وَصَارَ خَاتم الْأَنْبِيَاء فَكَذَلِك لما ظَهرت أَكثر الْأمة واكابر الْأَئِمَّة من أَوْلَاد الْحُسَيْن فَنَاسَبَ ان يتَخَيَّر الْحسن بِأَن أعْطى لَهُ ولد يكون خَاتم الاوبياء وَيقوم مقَام سَائِر الاصفياء قَالَه الْقَارِي قلت وَمِمَّا يدل على ان الْمهْدي من أَوْلَاد الْحسن مَا روى أَبُو دَاوُد عَن أبي ساحق قَالَ قَالَ عَليّ وَنظر الى ابْنه الْحسن قَالَ ان بني هَذَا سيد كَمَا سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يُسمى باسم نَبِيكُم يُشبههُ فِي الْخلق وَلَا يُشبههُ فِي الْخلق وَقَالَ بَعضهم من جِهَة الْأَب حسني وَمن جِهَة الام حسيني جمعا بَين الْأَدِلَّة (فَخر)

قَوْله يصلحه الله فِي لَيْلَة أَي يصلحة للامارة والخلافة بغاءة وبغتة (إنْجَاح)

قَوْله

[4086]

الْمهْدي من ولد فَاطِمَة قَالَ بن كثير فَأَما الحَدِيث الَّذِي أخرجه الدارطقني فِي الافراد عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي مَرْفُوعا الْمهْدي من ولد الْعَبَّاس عمي فَأَنَّهُ حَدِيث غَرِيب كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ مُحَمَّد بن الْوَلِيد مولى بني هَاشم (زجاجة)

قَوْله فيوطئون للمهدي يَعْنِي سُلْطَانه أَي يمهدون الْمهْدي خِلَافَته ويؤيدونه وينصرونه (إنْجَاح)

قَوْله

‌بَاب الْمَلَاحِم هُوَ جمع ملحمة وَهِي الْقِتَال وَنَبِي الملحمة نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ فَهُوَ اما بِهَذَا الْمَعْنى واما بِمَعْنى إصْلَاح وتأليف النَّاس كَأَنَّهُ يؤلف أَمر الْأمة والحم الْحَرْب اشتدت كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 300

[4089]

حَتَّى تنزلوا بمرج هُوَ بِفَتْح فَسُكُون أَي رَوْضَة وَفِي النِّهَايَة ارْض وَاسِعَة ذَات نَبَات كَثِيرَة قَوْله ذِي تلول بِضَم التَّاء جمع تل بِفَتْحِهَا وَهُوَ مُرْتَفع الصَّلِيب هُوَ خشيَة مربعة يدعونَ ان عِيسَى عليه السلام صلب على خَشَبَة كَانَت على تِلْكَ الصُّورَة (مرقاة)

قَوْله ويجتمعون الملحمة هِيَ الْحَرْب وَمَوْضِع الْقِتَال مَأْخُوذ من اشتباك النَّاس واختلاطهم فِيهَا كاشتباك لحْمَة الثَّوْب بالسد أَو قيل هُوَ من اللَّحْم لِكَثْرَة لُحُوم الْقَتْلَى فِيهَا (زجاجة)

قَوْله بعثا من الموَالِي وَالْمولى الْمَالِك وَالْعَبْد وَالْمُعتق وَقد اشْتهر فِي الْمُعْتق غَالِبا على الرجل الَّذِي أسلم على يَد رجل مُسلم فَالَّذِي أسلم مَوْلَاهُ وَلَعَلَّ المُرَاد هَهُنَا هَذَا لِأَن الله تَعَالَى أيد هَذَا الدّين فِي زمن الصَّحَابَة التَّابِعين على أَيدي أَمْثَال هَؤُلَاءِ الرِّجَال سِيمَا أهل الْفَارِس حَتَّى ورد لَو كَانَ الْإِيمَان تَحت الثريا لناوله رجال من أَبنَاء فَارس وَورد الابدال من الموَالِي إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ الْمُحدث الدهلوي

[4092]

الملحمة الْكُبْرَى الخ فِي هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ بَين الملحة الخ تنَاقض قَالَ بن كثير هَذَا مُشكل مَعَ الَّذِي قبله اللَّهُمَّ الا ان يكون بَين أول الملحمة واخرها سِتّ سِنِين وَيكون بَين اخرها وَفتح الْمَدِينَة وَهِي القسطنيطنية مُدَّة قريبَة بِحَيْثُ يكون ذَلِك مَعَ خُرُوج الدَّجَّال فِي سَبْعَة اشهر مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله وَفتح قسطنطينية قَالَ النَّوَوِيّ هِيَ بِضَم الْقَاف واسكان السِّين وَضم الطَّاء الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَبعدهَا يَاء سَاكِنة ثمَّ نون هَكَذَا ضبطناه وَهُوَ الْمَشْهُور والقلة القَاضِي فِي الْمَشَارِق عَن المتقنين والاكثرين وَعَن بَعضهم زِيَادَة يَاء مُشَدّدَة بعد النُّون وَهِي مَدِينَة مَشْهُورَة من أعظم مَدَائِن الرّوم انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قد فتحت زمن الصَّحَابَة وَيفتح عِنْد خُرُوج الدَّجَّال قَالَ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ قد فتحت فِي زمن عُثْمَان وَيفتح عِنْد خُرُوج الدَّجَّال انْتهى وَقَالَ فِي الْقَامُوس قسنطينية حصن بحدود افريقية أَو قسطنطينية بِزِيَادَة يَاء مُشَدّدَة وَقد يضم الطَّاء الأولى مِنْهَا دَار ملك الرّوم فتحهَا من اشارط السَّاعَة وَتسَمى بالرومية بوزنطيا وارتفاع سوره أحد وَعِشْرُونَ ذِرَاعا كنيتها مستطيلة وبجانبها عَمُود عَال فِي دور أَرْبَعَة ابواع تَقْرِيبًا وَفِي رَأسه فرس من نُحَاس وَعَلِيهِ فَارس وَفِي إِحْدَى يَدَيْهِ كرة من ذهب وَقد فتح أَصَابِع يَده الْأُخْرَى مُشِيرا بهَا وَهُوَ صُورَة قسطنطين بانيها انْتهى (فَخر)

قَوْله

[4093]

بَين الملحمة وَفتح الْمَدِينَة سِتّ سِنِين هَذَا يُخَالف مَا مر من حَدِيث معَاذ بن جبل وَقد أخرجه التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَأحمد وَالْحَاكِم وَالْجمع مُمْتَنع وَالأَصَح هُوَ الْمُرَجح وَحَاصِله ان بَين الملحمة الْعُظْمَى هَذَا وَبَين خُرُوج الدَّجَّال سبع سِنِين أصح من سَبْعَة اشهر وَذكره على الْقَارِي وَقَالَ وَمَا قيل من انه لَا يبعد من ان السّنة سبع سِنِين بسبعة اشهر فَفِي غَايَة الْبعد وَيُمكن ان يكون سِتّ سِنِين وَبَعض السَّابِع فَالَّذِي حذف السَّابِع حذف الْكسر وَالَّذِي عد عد الْبَعْض كلاكما يُقَال صمت عشرَة ذِي الْحجَّة مَعَ انها تسع (إنْجَاح)

قَوْله مسالح الْمُسلمين جمع مسلحة قَالَ فِي النِّهَايَة المسلحة قوم يحفظون الثغور من الْعَدو لأَنهم يكونُونَ ذَوي سلَاح أَو لأَنهم يسكنون المسلحة وَهِي كالثغر والمرقب يكون فِيهِ أَقوام يرقبون الْعَدو لِئَلَّا يطرقهم على غَفلَة فَإِذا رَأَوْهُ اعلموا اصحابهم لِيَتَأَهَّبُوا لَهُ انْتهى قَوْله ببولا وَقَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ اسْم مَوضِع كَانَ يسرق فِيهِ الاعراب مَتَاع الْحَاج انْتهى

قَوْله بني الْأَصْفَر قَالَ فِي النِّهَايَة يَعْنِي الرّوم لِأَن اباهم الأول كَانَ اصفر اللَّوْن وَهُوَ روبن عيصو بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَ الْكرْمَانِي لِأَن جدهم روم بن عيص تزوج بنت مَالك الْحَبَشَة فجَاء وَلَده بَين الْبيَاض والسواد وَقيل ان حَبَشِيًّا غلب بِلَادهمْ فِي وَقت فوطئ نِسَائِهِم فَولدت كَذَلِك وَقَالَ النَّوَوِيّ نسبوا الى الْأَصْفَر بن روم بن عيصو انْتهى

قَوْله روقة الْإِسْلَام أَي خِيَار الْمُسلمين وسرانهم جمع رائق من راق الشَّيْء إِذا صفا وخلص وَيُقَال لوَاحِد وَجمع كغلام روقة وغلمان روقة (زجاجة)

قَوْله

[4096]

نعَالهمْ الشّعْر أَرَادَ طول شعروهم حَتَّى اطرافها فِي ارجلهم مَوضِع النِّعَال أَو ان نعَالهمْ من شعر بِأَن يجْعَلُوا نعَالهمْ فِي شعر مظفور فتح الْبَارِي

قَوْله

[4097]

ذلف الا نوف قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام وَفَاء جمع اذلف من الذلف بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ قصر الْأنف وانبطاحه وَقيل ارْتِفَاع طرفه مَعَ صغر أرنبته (زجاجة)

قَوْله ذلف الأنوف هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة والمهملة لُغَتَانِ الْمَشْهُورَة الْمُعْجَمَة وَمِمَّنْ حكى الْوَجْهَيْنِ فِيهِ صاحبا الْمَشَارِق والمطالع قَالَا رِوَايَة الْجُمْهُور بِالْمُعْجَمَةِ وَبَعْضهمْ بِالْمُهْمَلَةِ وَالصَّوَاب الْمُعْجَمَة وَهُوَ بِضَم الذَّال وإساكان اللَّام جمع أذلف كأحمر وحمر وَمَعْنَاهُ فطس الأنوف قصارها مَعَ انبطاح وَقيل هُوَ غلظ فِي أرنبة الْأنف وَقيل الطاين فِيهَا وَكله مُتَقَارب قَالَه النَّوَوِيّ

قَوْله كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة قَالَ النَّوَوِيّ اما المجان فبفتح الْمِيم وَتَشْديد النُّون جمع مجن بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الترس واما المطرقة فبإسكان الطَّاء وَتَخْفِيف الرَّاء الفصيح الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَفِي كتب اللُّغَة والغريب وَحكى فتح التَّاء وتشيد الرَّاء وَالْمَعْرُوف الأول قَالَ الْعلمَاء هِيَ الَّتِي البست الْعقب واطرقت بِهِ طَاقَة فَوق طَاقَة قَالُوا وَمَعْنَاهُ تَشْبِيه وُجُوه التّرْك فِي عرضهَا وتنور وجناتها بالترستة المطرقة انْتهى

قَوْله

ص: 301

[4098]

ينتعلون الشّعْر وَفِي رِوَايَة لمُسلم يلبسُونَ الشّعْر وَفِي أُخْرَى لَهُ يَمْشُونَ فِي الشّعْر وَالْمعْنَى وَاحِد قَالَ النَّوَوِيّ وَقد وجد فِي زَمَاننَا هَكَذَا وَفِي رِوَايَة حمر الْوُجُود أَي بيض الْوُجُوه مشوبة بحمرة وَهَذِه كلهَا معجزات لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجد قتال هَؤُلَاءِ التّرْك بِجَمِيعِ صفاتهم الَّتِي ذكرهَا صلى الله عليه وسلم صغَار الاعين حمر الْوُجُوه ذلف الانوف عراض الْوُجُوه كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة ينتعلون الشّعْر فوجدوا بِهن الصِّفَات كلهَا فِي زَمَاننَا وَقَاتلهمْ الْمُسلمُونَ مَرَّات وَقَاتلهمْ الْآن ونسأل الله الْكَرِيم إِحْسَان الْعَاقِبَة للْمُسلمين فِي أَمرهم وَأمر غَيرهم وَسَائِر أَحْوَالهم وادامة اللطف بهم والحماية وَصلى الله على رَسُوله الَّذِي لَا ينْطق عَن الْهوى ان هُوَ الا وَحي يُوحى انْتهى

قَوْله بِتَحْرِيم الْحَلَال كَمَا يَفْعَله بعض الْجُهَّال زعما مِنْهُم ان هَذَا من الْكَمَال فَيمْتَنع من أكل اللَّحْم والحو اء والفواكه وَلبس ثوب الْجَدِيد وَمن التروح وَنَحْو ذَلِك وَقد قَالَ الله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم وَلَا تَعْتَدوا ان الله لَا يحب الْمُعْتَدِينَ قَوْله ارغب مِنْك فِيهَا الخ خلاصته ان يكون رغبتك فِي وجود الْمُصِيبَة لأجل ثَوَابهَا كثر من رغبتك فِي عدمهَا قَالَه الْقَارِي وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله ارغب مِنْك فِيهَا لَو انها ابقيت لَك مَعْنَاهُ ان تكون فِي حُصُول الْمُصِيبَة وَقت اصابتها ارغب من نَفسك فِي الْمُصِيبَة حَال كونك غير مصاب بهَا لِأَنَّك تثاب بوصولها إِلَيْك ويفوتك الثَّوَاب إِذا لم تصل إِلَيْك فَوضع ابقيت مَوضِع لم تصب يُرِيد ان الْمُصِيبَة تكفر الذُّنُوب وَبعدهَا يبقي الذَّنب مُصِيبَة تصل اليه فِي الْآخِرَة والعاقل لَا يرضى بِهِ انْتهى اوجع يشئذك أَي يقلقلك شئز وشئيز فَهُوَ مشئوز واشازته من الشاز وَهُوَ مَوضِع غليظ كثير الْحِجَارَة قَالَه فِي النِّهَايَة

قَوْله عهد الي عهد أَي اواصاني قَالَ فِي النِّهَايَة الْعَهْد يكون مبعنى الْيَمين والامان والذمة والحفاظة ورعاية الْحُرْمَة وَالْوَصِيَّة وَلَا يخرج الْأَحَادِيث عَن أَحدهَا انْتهى

قَوْله

[4104]

الا بضعَة وَعشْرين قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِالْكَسْرِ وَقد تفتح مَا بَين الْوَاحِد الى الْعشْر أَو الثَّلَاث الى التسع وَمنعه الْجَوْهَرِي مَعَ الْعشْرين وَهَذَا الحَدِيث وَغَيره يُخَالِفهُ انْتهى قلت وَهُوَ خَاص بالعشرات الى التسعين فَلَا يُقَال بضع وَمِائَة (فَخر)

قَوْله

[4105]

وأتته الدُّنْيَا وَهِي راغمة ذليلة تَابِعَة لَهُ أَي تقصده طَوْعًا وَكرها وَمعنى وَلم يَأْته من الدُّنْيَا الا مَا كتب لَهُ أَي يَأْتِيهِ مَا كتب وَهُوَ راغم (فَخر)

قَوْله

[4106]

من جعل الهموم هما وَاحِدًا أَي ترك سَائِر الهموم حَيْثُ اقصر عَليّ هُوَ وَاحِد وَهُوَ هم الْآخِرَة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله وَمن تشعبت بِهِ الهموم بِهِ أَحْوَال الدُّنْيَا مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله من جعل الهموم هما وَاحِدًا هم الْمعَاد هُوَ بدل من ثَانِي مفعولي جعل وَمن تشعبت بِهِ الهموم أَحْوَال الدُّنْيَا هُوَ بدل من الهموم وَعدل عَن الظَّاهِر قَوْله وَجعل هم الدُّنْيَا هم همومها مَا ليؤذن بِتَصَرُّف الهموم فِيهِ وتفريها إِيَّاه فِي اودية الْهَلَاك فَإِن الله تَعَالَى تَركه وهمومه (فَخر)

قَوْله فَلْينْظر بِمَ يرجع وضع مَوضِع قَوْله فَلَا يرجع بِشَيْء كَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم يستحقر تِلْكَ الْحَالة فِي مُشَاهدَة السَّامع ثمَّ يَأْمر بالتفكر والتأمل هَل يرجع بِشَيْء أم لَا وَهَذَا تَمْثِيل على سَبِيل التَّقْرِيب والا فَأَيْنَ الْمُنَاسبَة بَين التناهي وَغير التناهي قَالَ الطَّيِّبِيّ

قَوْله كراكب استظل تَحت شَجَرَة أَي طلب الظل والراحة تَحت الشَّجَرَة فِي السَّبِيل ليريح سَاعَة ثمَّ يروح هذاالمثال للدنيا كَأَنَّهُ مثل الْمُسَافِر السائر فِي الطَّرِيق ارْتَاحَ فَإِنَّهُ لَا يرِيح الا قَلِيلا (إنْجَاح)

قَوْله

[4110]

ثَنَا أَبُو يحيى زَكَرِيَّا بن مَنْظُور قَالَ بن حجر زَكَرِيَّا بن مَنْظُور بن ثَعْلَبَة وَيُقَال زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَنْظُور فنسب الى جده الْقرظِيّ أَبُو يحيى الْمدنِي ضَعِيف من الثَّامِنَة تقريب

قَوْله جنَاح بعوضة مثل للقلة والحقارة أَي لَو كَانَ لَهَا أدنى أدنى قدر مَا منع الْكَافِر مِنْهَا أدنى أدنى تمتّع طيبي

قَوْله

ص: 302

[4111]

الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد قَالَ بن حجر الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد بن عمر والقرشي الفِهري حجازي نزل الْكُوفَة لَهُ ولأبيه صُحْبَة مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين انْتهى

قَوْله على سخلة بِفَتْح سين فمعجمة ولد معز أَو ضَأْن ذكرا أَو أُنْثَى وَجمعه سخال (فَخر)

[4112]

الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ أَي احبه الله من أَعمال الْبر وافعال الْقرب أَو مَعْنَاهُ مَا والى ذكر الله أَي قاربه من ذكر خير أَو تَابعه من اتِّبَاع امْرَهْ وَنَهْيه لِأَن ذكره يُوجب ذَلِك وَقَالَ المظهري مَا يُحِبهُ الله فِي الدُّنْيَا والموالاة الْمحبَّة بَين اثْنَيْنِ وَقد يكون من وَاحِد وَهُوَ المُرَاد هَهُنَا يَعْنِي مَلْعُون مَا فِي الدُّنْيَا الا ذكر الله وَمَا احبه الله مِمَّا يجْرِي فِي الدُّنْيَا قَوْله أَو عَالما أَو متعلما عطف على ذكر الله وَهُوَ مَنْصُوب على الِاسْتِثْنَاء من الْكَلَام الْمُوجب أَي لَا يحمد الا ذكر الله أَو عَالم أَو متعلم كَذَا فِي اللمعات

قَوْله الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ قَالَ الطَّيِّبِيّ المولاة الْمحبَّة أَي مَلْعُون مَا فِي الدُّنْيَا الا ذكر الله وَمَا احبه الله مِمَّا يجْرِي فِي الدُّنْيَا وَقيل من الْمُوَالَاة الْمُتَابَعَة وَيجوز ان يُرَاد بِمَا يوالي ذكر الله طَاعَة وَاتِّبَاع امْرَهْ وَاجْتنَاب نَهْيه لِأَن ذكره يَقْتَضِيهِ وعالما بِالنّصب وتكرير أَو عِنْد بن ماجة وَهُوَ الظَّاهِر وَفِي جَامع الْأُصُول وَالتِّرْمِذِيّ بِالرَّفْع بِمَعْنى لَا يحمد فِيهَا الا ذكر الله وعالم انْتهى

قَوْله الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ قَالَ الزَّرْكَشِيّ أَي احبه الله ففاعله الله ومفعوله ضميرها أَو الْمُوَالَاة الْمُتَابَعَة فالفاعل ضمير مَا وَالْمَفْعُول ضمير الذّكر وَكَذَا إِذا أُرِيد بِمَا يوالي ذكر الله طَاعَة انْتهى وَقَوله أَو عَالما أَو متعلما تَخْصِيص الْعلم بعد تَعْمِيم لشمُول مَا وَالَاهُ جَمِيع الْخيرَات تَنْبِيه على ان جَمِيع النَّاس سواهُمَا همج وعَلى ان المُرَاد بهما الْعلمَاء بِاللَّه

قَوْله الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وَذَا فِي جنب مَا أعد لَهُ من المثوبة وجنة الْكَافِر فِي جنب مَا أعد لَهُ من الْعقُوبَة وَقيل الْمُؤمن يسجن نَفسه عَن الملاذ ويأخذها بالشدائد وَالْكَافِر بعكسه انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ لِأَنَّهُ مَمْنُوع عَن الشَّهَوَات الْمُحرمَة والمكروهة مُكَلّف بالطاعات فَإِذا مَاتَ انْقَلب الى النَّعيم الدَّائِم وَالْكَافِر بعكسه انْتهى

قَوْله ان اغبط النَّاس أَي الَّذِي يغبطه النَّاس على منَازِل قربه فِي يَوْم الْقِيَامَة أعطَاهُ الله من فَضله وَكَرمه (إنْجَاح)

قَوْله خَفِيف الحاذ أَي خَفِيف الْحَال واصله طَريقَة الْمَتْن وَمَا يَقع عَلَيْهِ للبد من ظهر الْفرس أَي خَفِيف الظّهْر من الْعِيَال لَيْسَ لَهُ عِيَال وَكَثْرَة شغل هَكَذَا فِي الْمجمع فِي مَادَّة الحوذ وَقَالَ فِي الْقَامُوس وحاذ الْمَتْن مَوضِع اللبد مِنْهُ والحاذ الظّهْر وَالشَّجر وخفيف الحاذ قَلِيل المَال والعيال انْتهى إنْجَاح 5

قَوْله غامض فِي النَّاس الخ أَي المخفي فيهم بِحَيْثُ لَا يشار فِي دينه وَالْمرَاد بهم أهل الْبَاطِن لِأَن توجههم الى الْحق لَا يعلم غير الله تَعَالَى بِخِلَاف الْأَبْرَار فَإِن اعمالهم يظْهر على كل أحد فَإِذا حصل لَهُم حَظّ فِي الصَّلَاة أَي الاسْتِرَاحَة بهَا مناجيا بِاللَّه عَن التَّعَب الدُّنْيَوِيَّة صَارُوا من أهل الْبَاطِن وَتركُوا عمل الظَّاهِر الا مَا لَا بُد مِنْهُ وَهَذِه الْفرْقَة تسمى الملامتية وَرَئِيسهمْ الصّديق الْأَكْبَر رضي الله عنه فَإِنَّهُ لم ينْقل عَنهُ مَا نقل عَن غَيره من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْعُلَمَاء الكاملين من الْعِبَادَات الْكَثِيرَة الشاقة بل كَانَ يَكْفِي على الْمِقْدَار الْمَفْرُوض وَمَعَ ذَلِك ورد فِي حَقه لَو وزن ايمان أمتِي مَعَ ايمان أبي بكر رَضِي لرجح ايمان أبي بكر وحقتي ذَلِك الشَّيْخ مُحي الدّين الْعَرَبِيّ وَتَبعهُ الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب الشعراني فِي اليواقيت والجواهر وَإِنَّمَا سموا بالملامتية لأَنهم لَا يخَافُونَ فِي الله لومة لائم لعدم التفاتهم الى الْمَخْلُوقَات كَافَّة لَا لما اشْتهر بَين النَّاس انهم يتهاونون فِي بعض أُمُور الشَّرْع حاشاهم عَن ذَلِك وَتَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علو اكبيرا هَكَذَا ذكر الْعَارِف الجامي قدس سره فِي النفخات حاكيا عَن شيخ الْإِسْلَام وَلَا يخفي ان مثل هَذَا الرجل يلام فِي الْعَوام وَقَالُوا مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشي فِي الْأَسْوَاق فَصدق ان النِّهَايَة هِيَ الرُّجُوع الى الْبِدَايَة ثمَّ لَا يخفى ان هَذِه الصِّفَات الَّتِي ذكر فِي الحَدِيث من كَونه خَفِيف الحاذ أَي المَال وَقلة الرزق والغموض فِي النَّاس والحظ فِي الصَّلَاة وتعجيل الْمنية أَي الْمَوْت وَقلة التراث أَي الْمِيرَاث وَقلة البواكي كَانَت فِي الصّديق الْأَكْبَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ على وَجه الْكَمَال فَإِنَّهُ لم يفتح فِي زَمَنه فتوحات وَلم يَعش بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم اسنتين واشهر وحظه فِي الصَّلَاة بِحَيْثُ لَا يلْتَفت الى غَيرهَا مَشْهُور فِي الْأَحَادِيث الصِّحَاح ولغموض فِي النَّاس عل حِرْفَة البازازين وَقلة بوَاكِيهِ لقلَّة الْعِيَال مِمَّا لَا يخفى على المتأمل

قَوْله

[4118]

قَالَ البذاذة القشافة أَي ترك الزِّينَة إِرَادَة للتواضع فِي اللبَاس وَغَيره وَلذَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسم لَا يترجل الا غبا وَيمْنَع عَن كثير الارفاه وَيكون ثَوْبه أَحْيَانًا كَثوب الزيات وَيظْهر التجمل أَحْيَانًا لإِظْهَار نعْمَة اله تَعَالَى عَلَيْهِ فَكَانَ حَاله على الِاعْتِدَال فِي كل شَيْء لَا على الافراط والتفريط (إنْجَاح)

قَوْله

[4119]

إِذا رُءُوا ذكر الله عز وجل نقل عَن سَادَاتنَا النقشبندية رَحِمهم الله تَعَالَى انهم قَالُوا إِذا لم ينفع لرجل رُؤْيَة الشَّيْخ وسكوته لم يَنْفَعهُ وعظه وَلذَا كَانُوا قَلما يمْنَعُونَ أحد من الْمُنْكَرَات حَتَّى إِذا جَاءَ صحبهم أَيَّامًا يتأثر من بركاتهم وفيوضهم وَيتْرك معائبه سَاعَة فساعة هَذَا لمن أَرَادَ صحبتهم وَمن جَاءَ زَائِرًا يعطونه بالرفق لكَي يتأثر فِيهِ كَمَا هُوَ دأب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)

قَوْله

[4120]

قَالُوا رَأْيك الخ أَي الرَّأْي الْحَقِيقِيّ مَا كَانَ رَأْيك فِيهِ واما رَأينَا فِي هَذَا فَنَقُول الخ والحرى اللَّائِق (إنْجَاح)

قَوْله

[4121]

ان الله يحب الخ قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين اعْتبر بعد الْإِيمَان ثَلَاث صِفَات الْفقر وَالتَّعَفُّف أما ابوة الْعِيَال اما ابوة الْعِيَال والاهتمام بشأنهم ففضله ظَاهر وَفِي الحَدِيث الكاد على عِيَاله كالمجاهد فِي سَبِيل واما الْجمع بَين الْفقر وَالتَّعَفُّف فلَان الْفقر قد يكون عَن ضَرُورَة وَصَاحبه غير صابر عَلَيْهِ وَلَا رَاض بِهِ وَقد يكون بعجز وكسل فِي طلب الْكِفَايَة من جِهَات المكاسب فَإِذا انْضَمَّ إِلَيْهَا التعفف اشعر ذَلِك بِالصبرِ والقناعة والتحرز عَن التَّبعَات وركوب الْهوى انْتهى (زجاجة)

قَوْله

ص: 303

[4122]

بِنصْف يَوْم خَمْسمِائَة عَام هَكَذَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَفِي رِوَايَة مُسلم أَرْبَعِينَ خَرِيفًا لَكِن فِيهِ ان فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَقيل ان الْفُقَرَاء الَّذين فِي قُلُوبهم ميل ورغبة الى الدُّنْيَا يقدمُونَ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا والزهاد بِخَمْسِمِائَة عَام ويتوهم ان الْفُقَرَاء يتقدمون على الاغنياء من الْأَنْبِيَاء أَيْضا وَلَعَلَّ غَرَضه مُجَرّد إِظْهَار فضل الْفُقَرَاء وَلَو سلم ففضيلة جزئية ثمَّ الظَّاهِر ان الاغنياء الصَّالِحين يطوى عَلَيْهِم الزَّمَان فَلَا يَجدونَ الكلفة كَمَا يَجدونَ أهل الْمعاصِي فِي الْمَحْشَر لِأَن الْغنى فِي نَفسه لَيْسَ مَعْصِيّة إنْجَاح الْحَاجة

[4126]

اللَّهُمَّ احيني مِسْكينا الخ هَذَا أحد الْأَحَادِيث الَّتِي انتقدها الْحَافِظ سراج الدّين الْقزْوِينِي على المصابيح وَزعم انه مَوْضُوع وَقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي فِي اجوبته هُوَ حَدِيث ضَعِيف السَّنَد لَكِن لَا يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَأَبُو الْمُبَارك وان قَالَ فِيهِ التِّرْمِذِيّ مَجْهُول فقد عرفه بن حبَان وَذكره فِي الثِّقَات وَيزِيد بن سِنَان هُوَ قُرَّة الرهاوي قَالَ فِيهِ بن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث الا ان ابْنه مُحَمَّد ن زيد يروي عَنهُ مَنَاكِير وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَلَا يحْتَج وَبَاقِي رُوَاته مَشْهُورُونَ وَذكر العلائي فِي كتاب بسط الورقات انه يَنْتَهِي مَجْمُوع طرقه الى دَرَجَة الصِّحَّة وَقد أوردهُ بن الْجَوْزِيّ أَيْضا فِي الموضوعات قَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ أَسَاءَ بن الْجَوْزِيّ فِي ذَلِك وَله طَرِيق اخر عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي سعيد أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من تِلْكَ الطَّرِيق وَله شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه التِّرْمِذِيّ وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ أَيْضا الْمَقْدِسِي فِي المختارة وَمن حَدِيث بن عَبَّاس أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ اورد بن الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَكَأَنَّهُ اقدم عَلَيْهِ وَلما رَآهُ مبائنا للْحَال الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ كَانَ مكفيا قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَجهه عِنْدِي انه لم يسْأَل حَال المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا الى الْقلَّة وَإِنَّمَا سَأَلَ المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا الى الاخبات والتواضع انْتهى (زجاجة)

قَوْله اللَّهُمَّ احيني مِسْكينا قَالَ فِي النِّهَايَة قد تكَرر فِي الحَدِيث ذكر المسكنة والمسكين ومدار كل على الخضوع والذلة وَقلة المَال وَالْحَال السَّيئَة واستكان إِذا خضع والمسكنة فقر النَّفس وتمسكن إِذا تشبه بالمسكين وَهُوَ من لَا شَيْء لَهُ وَقيل من لَهُ بعض شَيْء وَقد يَقع على الضَّعِيف وَفِيه احيني مِسْكينا أَرَادَ بِهِ التَّوَاضُع والاخبات وان لَا يكون من الجبارين المتكبرين انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هِيَ من المسكنة وَهِي الذلة والافتقار أَرَادَ إِظْهَار تواضعه وافتقاره الى ربه إرشاد الامتة للتواضع انْتهى

قَوْله

[4127]

فَإِن وُفُود الْعَرَب قَالَ فِي النِّهَايَة الْوَفْد قوم يَجْتَمعُونَ ويردون الْبِلَاد الْوَاحِد وَافد وَكَذَا من يقْصد الْأُمَرَاء بِالزِّيَادَةِ أَو الاسترفاء والانتجاع وَقد يفد فدته وفوفد واوفد على الشَّيْء فَهُوَ موفدا إِذا اشرف انْتهى وَقَالَ صَاحب التَّحْرِير الْوَفْد الْجَمَاعَة المختارة من الْقَوْم ليتقدموهم فِي لَقِي العظماء والمصير إِلَيْهِم فِي الْمُهِمَّات واحدهم وَافد انْتهى

قَوْله ويل للمكثرين الويل الحرزن والهلاك وَالْمَشَقَّة من الْعَذَاب قَوْله الا من قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا أَي الا من صرفه على النَّاس قَالَ فِي النِّهَايَة الْعَرَب تجْعَل القَوْل عبارَة عَن جَمِيع الْأَفْعَال نَحْو قَالَ بِيَدِهِ أَي اخذ وَقَالَ بِرجلِهِ أَي مَشى وَقَالَت لَهُ العينان سمعا وَطَاعَة أَي اومأت وَقَالَ بِالْمَاءِ على يَده أَي قلب وَقَالَ بِثَوْبِهِ رَفعه وَكله مجَاز كَمَا روى فِي حَدِيث السَّهْو مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا صدق روى انهم أَو مأوا برؤسهم أَي نعم وَلم يتكلموا ويجيئ بِمَعْنى اقبل وَمَال واستراح وَضرب وَغلب انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الا من قَالَ هَكَذَا أَي أَشَارَ الى جَمِيع الجوانب وَهَكَذَا صفة مصدر مَحْذُوف أَي أَشَارَ إِشَارَة مثل هَذِه الْإِشَارَة وَمن بَين يَدَيْهِ كَمَا فِي رِوَايَة بَيَان للْإِشَارَة والاظهر ان يتَعَلَّق بِالْفِعْلِ الْمَجِيء وَعَن يَمِينه كَمَا فِي هَذَا الْكتاب وَعَن اللعبد والمجاوزة انْتهى

قَوْله

ص: 304

[4130]

الْأَكْثَرُونَ هم الاسفلون أَي فِي الدرجَة السُّفْلى من فُقَرَاء أهل الْإِسْلَام الا من يصرف مَاله فِي رِضَاء الرب الْمولى كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث آخر ويستفيد من لفظ هَكَذَا وَهَكَذَا هَذَا الْمَعْنى (إنْجَاح)

[4132]

أرصده فِي قَضَاء دين أَي امسكه لقَضَاء دين لَو لم يكن الدَّائِن حَاضرا عِنْدِي وَإِنَّمَا قَالَ يَأْتِي على ثَالِثَة لِأَنَّهُ لَا بُد لتقسيم هَذَا الْمِقْدَار من زمَان والا فَكَانَ لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الا كَانَ يقسمهُ فَإِن فِي رِوَايَة البُخَارِيّ ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلى الْعَصْر فتخطى رِقَاب بعض النَّاس الى حجر بعض نِسَائِهِ وَاعْتذر بِأَنَّهُ خلف بِالْبَيْتِ تَبرأ من الصَّدَقَة فكره ان يبيته (إنْجَاح)

قَوْله

[4133]

وَعجل لَهُ الْقَضَاء أَي الْمَوْت ثمَّ لَا يخفى ان ظَاهر هَذَا الحَدِيث يُخَالف مَا ورد فِي رِوَايَة أُخْرَى لِأَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ والدارمي عَن أبي بكرَة ان رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَي النَّاس خير قَالَ من طَال عمره وَحسن عمله وَكَذَلِكَ مَا صَحَّ من ان أَخَوَيْنِ مَاتَا فَقتل أَحدهمَا فِي سَبِيل الله وَمَات الثَّانِي بعد جُمُعَة ففضل النَّبِي صلى الله عليه وسلم الثَّانِي وَقَالَ أَيْن صلَاته بعد صلَاته وَعَمله بعد عمله أَو قَالَ صَوْمه بعد صَوْمه لما بَينهمَا كبعد مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض كَمَا فِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قلت يخْتَلف هذاالامر بِاعْتِبَار الْأَشْخَاص والاحوال فَرجل كَثْرَة المَال وَطول الْعُمر خير لَهُ وَآخر عكس ذَلِك وَتَقْدِير ذَلِك الى مُقَدّر الْأُمُور حَيْثُ قَالَ وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ لبغو فِي الأَرْض ونطق بِمثل قَوْلنَا الحَدِيث الْوَارِد فِي ذَلِك فَأهل الْأَعْمَال يُعْطون اجورهم على اعمالهم فطول الْعُمر وَكَثْرَة المَال خير لَهُم بِشَرْط الامن عَن الْفساد واما العارفون فجزاءهم لَا يتَوَقَّف على أَعمال الْبر بل يفضلون على حسن عرفانهم وَلَا يخفى ان الْمعرفَة تزيد فِي البرزخ ثمَّ فِي العرصات ثمَّ فِي دَار الخلود سَاعَة فساعة فَحِينَئِذٍ يصلونَ الى كَمَال الْمعرفَة وَهُوَ التَّقَرُّب ورؤية الله تَعَالَى فَيكون الْمَوْت نَافِعًا لَهُم كَمَا حَقَّقَهُ الشَّيْخ المجددي رضي الله عنه فِي مكاتيبه واما الْأَبْرَار فحالهم خلاف حَال المقربين لِأَنَّهُ بِالْمَوْتِ تَنْقَطِع اعمالهم وَطول الْعُمر لهَذَا الْمَعْنى خير لَهُم وَبَين الْحَالَتَيْنِ بون بعيد وَوجه الْفرق ان أَعمال الْأَبْرَار لَا تكون الا لطلب الْجنَّة والهرب من النَّار وَأهل الْعرْفَان لَا يلفتون الى شَيْء من ذَلِك بل لَو فرض ان الله تَعَالَى لَا يعذب أحدا من المخلوقين كَانَ طاعتهم أَشد من السَّابِق أَو مثله روى عَن بعض الصَّالِحين انه حضر عِنْد موت بن الفارض رض فَعرض للشَّيْخ بن الفارض الجنات العلى والحور والقصور فاشمأز عَن ذَلِك وَبكى وَقَالَ رَحْمَة الله عَلَيْهِ لَو كَانَ منزلتي فِي الْحبّ عنْدكُمْ مَا قد رَأَيْت ضَيْعَة أَيَّام امنية ظَفرت وروحي بهَا رِضَاء الْيَوْم احسبها اضغاث احلام فَزَالَ عَنهُ ذَلِك فسر وَقضى نحبه رَحمَه الله تَعَالَى (إنْجَاح)

قَوْله

[4134]

يستمنحه نَاقَة فِي الْقَامُوس منحه كمنعه وضربه أعطَاهُ ومنحه النَّاقة جعل لَهُ وبرها وَوَلدهَا وَهِي المنيحة واستمنحه طلب عَطِيَّة وَلَعَلَّه كَانَ ذَلِك لفقراء أهل الصّفة وَغَيرهم وَالله اعْلَم (إنْجَاح)

قَوْله

[4135]

تعس عبد الدِّينَار وَعبد الدَّرَاهِم أَي هلك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ان الَّذين كفرُوا فتعسا لَهُم واضل اعمالهم قَوْله لم يَفِ أَي بيعَة الامام (إنْجَاح)

قَوْله تعس عبد الدِّينَار وَقَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِفَتْح عين وَكسرهَا أَي عثر أَو هلك أَو لزمَه الشَّرّ أَقْوَال انْتهى قَالَ الطَّيِّبِيّ وَقد يفتح الْعين وانتكس أَي انْقَلب على رَأسه وَهُوَ دُعَاء بالانقلاب واعاد تعس الَّذِي هُوَ الانكباب على الْوَجْه ليضم مَعَه الانعكاس الَّذِي هُوَ من الانقلاب على الرَّأْس ليترقى من الاهون الى الاغلظ وَإِذا شيك أَي شاكته شَوْكَة فَلَا انتقش أَي لَا يقدر على انتقاشها وَهُوَ اخراجها بالمنقاش أَي إِذا وَقع فِي الْبلَاء لَا يرحم عَلَيْهِ إِذْ بالترحم بِمَا هان الْخطب عَلَيْهِ وَخص انتقاش الشوك لِأَنَّهُ اهون مَا يتَصَوَّر من المعاونة فَإِذا نفى فَمَا فَوْقهَا أولى انْتهى

قَوْله وانتكس أَي بَقِي فِي النَّار مُنَكسًا رَأسه وَهُوَ دُعَاء عَلَيْهِ بالخيبة أَو انتكس امْرَهْ لِأَن من انتكس امْرَهْ فقد خَابَ قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي إِذا أدخلت فِيهِ شَوْكَة فَلَا أخرجهَا أَي إِذا وَقع فِي الْبلَاء لَا يرحم عَلَيْهِ وَهُوَ بِبِنَاء الْمَجْهُول فِي الْفِعْلَيْنِ هَذَا دُعَاء عَلَيْهِ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم (إنْجَاح)

قَوْله قد افلح من هدى الى الْإِسْلَام ورزق الكفاف قَالَ فِي النِّهَايَة الكفاف مَالا يفضل عَن الشَّيْء وَيكون بِقدر الْحَاجة وَقَالَ الطَّيِّبِيّ رزق الكفاف أَي قوت يكفه عَن الْجُوع أَو عَن السوال وَهُوَ يخْتَلف باخْتلَاف الْأَشْخَاص والازمان وَالْإِسْلَام يَشْمَل جَمِيع فروعه فَالْحَدِيث من جَوَامِع الْكَلم انْتهى

قَوْله

[4140]

مَا من غَنِي وَلَا فَقير الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات واعله بنفيع فَإِنَّهُ مَتْرُوك وَهُوَ مخرج فِي مُسْند أَحْمد وَله شَوَاهِد من حَدِيث بن مَسْعُود أخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه (زجاجة)

قَوْله امنا فِي سربه هُوَ بِالْكَسْرِ أَي فِي نَفسه هُوَ وَاسع السرب أَي رخى البال ويورى بِالْفَتْح وَهُوَ المسلك وَالطَّرِيق مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله فَكَأَنَّمَا حيزت لَهُ الدُّنْيَا أَي جمعت واعطيت من حازه يحوزه إِذا قَبضه وَملكه واستبد بِهِ أَي فَلَا يَنْبَغِي لَهُ ان يصرف همته الى رزق الْغَد فَأَنَّهُ الى الان مَا احْتَاجَ اليه فَكَمَا ان الله تَعَالَى رزقه الْيَوْم يقدر عَلَيْهِ بعد ذَلِك أَيْضا قيل الْخَيْر كُله فِي كلمة وَاحِدَة لَا تطلب مَا كفيت وَلَا تضيع مَا استكفيت إنْجَاح الْحَاجة

قَوْله

ص: 305

[4142]

انْظُرُوا الى من هُوَ أَسْفَل الخ معنى أجد راحتي وتزدروا تحتقر وَا قَالَ بن جرير وَغَيره لهَذَا حَدِيث جَامع لأنواع من الْخَيْر لِأَن الْإِنْسَان إِذا رأى من فضل عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا طلبت نَفسه مثل ذَلِك واستصغر مَا عِنْده من نعْمَة الله تَعَالَى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أَو يُقَارِبه هَذَا هُوَ الْمَوْجُود فِي غَالب النَّاس وَأما إِذا نظر فِي أُمُور الدُّنْيَا الى من هُوَ دونه فِيهَا ظَهرت لَهُ نعْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ فشكرها وتواضع وَفعل فِيهِ الْخَيْر (نووي)

[4144]

لنمكث شهرا مَا نوقد فِيهِ بِنَار وَفِي رِوَايَة مَا شبع من خبز وَلحم مرَّتَيْنِ هَذَا كَانَ بِاخْتِيَارِهِ الْفقر وَتَركه الدُّنْيَا ولذاتها وقناعته بِأَدْنَى قوته وايثاره الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين على نَفسه مَعَ وجود الِاحْتِيَاج والمحبة كَمَا قَالَ تَعَالَى ويطعمون الطَّعَام على حبه مِسْكينا الْآيَة (إنْجَاح)

قَوْله

[4145]

وَكَانَت لَهُم ربائب جمع ربيبة هِيَ غنم تكون فِي الْبَيْت وَلَيْسَت بسائمة إنْجَاح الْحَاجة

قَوْله

[4146]

يلتوى أَي يتقلب ظهر الْبَطن لشدَّة الْجُوع (إنْجَاح)

قَوْله يلتوى أَي يتقلب ظهر الْبَطن ويمينا وَشمَالًا الالتواء والتلوي الِاضْطِرَاب عِنْد الْجُوع وَالضَّرْب كَذَا فِي الْمجمع

قَوْله مَا يجد من الدقل هُوَ بِفتْحَتَيْنِ روى التَّمْر ويابسه وَمَا لَيْسَ لَهُ اسْم خَاص فتراه ليبسه ورواءته لَا يجْتَمع وَيكون منشورا نِهَايَة

قَوْله

[4147]

مَا أصبح عِنْد ال مُحَمَّد صَاع حب الخ قَالَ بن حجر فِي فتح الْبَارِي هَذَا الحَدِيث لَا يُنَافِي حَدِيث انه كَانَ يرفع لأَهله قوت سنة وَكَانَ اصحابه يبذلون لَهُ أَمْوَالهم وانفسهم وَنَحْوهَا لِأَن ذَلِك بِحَسب حَال دون حَال لَا لضيق بل لايثار أَو كَرَاهَة شبع وَالْحق ان الْكثير مِنْهُم فِي ضيق قبل الْهِجْرَة وَبعدهَا كَانَ أَكْثَرهم كَذَلِك فواساهم الْأَنْصَار لمنائح فَلَمَّا فتحت لَهُم النَّضِير وَغَيرهَا ردو المنائح نعم كَانَ صلى الله عليه وسلم يخْتَار ذَلِك مَعَ إِمْكَان التَّوَسُّع انْتهى

قَوْله عِنْد ال مُحَمَّد قيل لفظ ال مقحم أَو كَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل الْحَال والا فقد ثَبت انه صلى الله عليه وسلم ادخر نَفَقَة سنة لِعِيَالِهِ هَذَا لمعات

قَوْله

[4150]

بِطَعَام سخن أَي حَار وَمَا روى من كَرَاهَة أكل طَعَام حاربان الْحَار لَا بركَة فِيهِ فَمَحْمُول على شدَّة الْحَرَارَة (إنْجَاح)

قَوْله

[4151]

كَانَ ضجاع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الضجاع الْفراش الَّذِي يكون للاضطجاع وَقَوله حشوه لِيف الليف قشر النّخل (إنْجَاح)

قَوْله

[4152]

ووسادة محشوة اذخر الوسادة بِكَسْر الْوَاو المخدة وَجمعه الوسائد وسدته الشَّيْء إِذا جعلته تَحت رَأسه والاذخر بِكَسْر همزَة وَسُكُون ذال وَكسر فَاء معجمتين حشيشة طيب الرَّائِحَة عريض الأوراق بجرقه الْحداد بدل الْحَطب والفحم (فَخر)

قَوْله

[4153]

وقرظ فِي نَاحيَة الْقرظ محركة ورق السّلم أَو ثَمَر السنط كَذَا فِي الْقَامُوس يَعْنِي برك ورخت مغيلان (إنْجَاح)

قَوْله وَإِذا اهاب مُعَلّق الاهاب ككتاب الْجلد الْغَيْر المدبوغ أَو الْجلد مُطلقًا (إنْجَاح)

قَوْله الا مسك كَبْش الْمسك الْجلد أَو خَاصَّة بالسخلة كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله حَتَّى قرحت اشداقنا أَي تحرجت جَوَانِب الْفَم من أكل الْخبط وَقَالَ النَّوَوِيّ صَارَت فِيهَا قُرُوح من خشونة الْوَرق وحرارته انْتهى

قَوْله

ص: 306

[4158]

ثمَّ لتسئلن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم قَالَ بَعضهم المُرَاد من النَّعيم الَّذِي يسْأَل عَنهُ ثَلَاثَة الصِّحَّة والشباب والا من وَلَا يَخْلُو الْإِنْسَان فِي مُدَّة عمره عَن هَذِه الثَّلَاثَة روى ان رجلا معدما جَاءَ الى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ يَا رَسُول الله أَي النَّعيم اسْأَل عَنهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم النَّعْل وَالْمَاء الْبَارِد والظل ورد فِي رِوَايَة صَحِيحَة ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبا بكر وَعمر واصحابا اخر جاؤوا اضيافا فِي دَار أبي الهتم فأكوا خبْزًا سخنا مَعَ التَّمْر وَشَرِبُوا المَاء الْبَارِد فَقَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا نعيم يسْأَل عَنْهَا وَعَن بن مَسْعُود رَفعه قَالَ لتسئلن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم قَالَ الامن وَالصِّحَّة هَذَا مَا قَالَه شيخ مشائخنا الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الْمُحدث الدهلوي قدس سره فِي فتح الْعَزِيز (فَخر)

قَوْله ثمَّ لتسئلن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم قَالَ النَّوَوِيّ أَي عَن الْقيام بشكره وَهُوَ سُؤال تعداد النعم والامتنان بهَا وَإِظْهَار الْكَرَامَة لَا سُؤال توبيخ ومحاسبة قَالَ الطَّيِّبِيّ يدل على كَونه سُؤال توبيخ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَضرب بِهِ الأَرْض حَتَّى تناثر الْبُسْر ثمَّ قَالَ لمسئولون عَن هَذَا واشاربه الى مَا ذكر قبله أَو الى العذق المتناثر انْتهى

قَوْله وانما هُوَ الاسودان التَّمْر وَالْمَاء والسواد هُوَ الْغَالِب على تمور الْمَدِينَة وَوصف المَاء بِهِ للتغليب وَقَوله اما انه سَيكون هَذَا يحتم الْوَجْهَيْنِ أَحدهمَا ان انعيم الَّذِي تسْأَلُون عَنهُ سَيكون وَالثَّانِي ان السُّؤَال سَيكون مَعَ هَذِه الْحَالة الَّتِي أَنْتُم عَلَيْهِ كَمَا يدل عَلَيْهِ الحَدِيث الَّذِي روى التِّرْمِذِيّ من ان يُقَال لَهُ الم نصح لَك ونرديك من المَاء الْبَارِد

[4160]

فَقلت خص لنا والخص بَيت يعْمل من الْخشب والقصب وَجمعه خصاص واخصاص سمى بِهِ لما فِيهِ من الخصاص وَهِي الْفرج والاثقاب وَقَوله وَهِي أَي خرب أَو كَاد سيخرب (فَخر)

قَوْله

[4163]

الا فِي التُّرَاب أَي فِي بِنَاء لَا يحْتَاج لَا من نَبِي مَا لَا بُد مِنْهُ أَو مَبْنِيَّة الْخَيْر من الْمَسَاجِد والرابطات كرماني

قَوْله

[4164]

تَغْدُو خماصا بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة جمع خميص أَي جياعا وَتَروح بطانا جمع بطين وَهُوَ عَظِيم الْبَطن وَأَرَادَ بِهِ شباعا (إنْجَاح)

قَوْله

[4165]

مَا تهززت رؤسكما أَي تحركت وَالْمرَاد بِهِ الْحَيَاة لِأَن التحرك من لَوَازِم الْحَيَوَان (إنْجَاح)

قَوْله

[4166]

بِكُل وَاد شُعْبَة أَي من اودية الْهوى من حب المَال والجاه وَطول الْعُمر وَغَيرهَا من الذمائم فَيذْهب كل ذَلِك بالوثوق والاعتماد على الله عز وجل وَفِي ذَلِك قَالَ الْعَارِف الشِّيرَازِيّ مصلحت ديدمن آنست كه ياران عَن كار كمزار ندو خم طرة يارى كيرند (إنْجَاح)

قَوْله

[4167]

الا وَهُوَ يحسن الظَّن بِاللَّه أَي يَثِق على رَحْمَة الله تَعَالَى بِأَنَّهُ لَا يتعاظمه شَيْء وان كَانَ ذنوبنا أَمْثَال الْجبَال وَللَّه در البوصيري حَيْثُ قَالَ يَا نفس لَا تقنطي من زلَّة عظمت ان الْكَبَائِر فِي الغفران كَاللَّحْمِ لَعَلَّ رَحْمَة رَبِّي حِين يقسمها تَأتي على حسب الْعِصْيَان فِي الْقسم (إنْجَاح)

قَوْله

[4168]

وَإِيَّاك واللو أَي اتَّقِ عَن قَوْلك لَو فعلت كَذَا كَانَ كَذَا فَإِن الله تَعَالَى قَالَ مَا اصابكم من مُصِيبَة فِي الأَرْض وَلَا فِي أَنفسكُم الا فِي كتاب من قبل ان نبرأها ان ذَلِك على الله يسير لكيلا تأسوا على مَا فاتكم وَلَا تفرحوا بِمَا اتاكم (إنْجَاح)

قَوْله

[4169]

الْكَلِمَة الْحِكْمَة ضَالَّة الْمُؤمن أَي كَأَنَّهُ فقدها واضلها إِشَارَة الى مَا قيل انْظُر الى مَا قَالَ وَلَا تنظر الى من قَالَ روى عَن الشبلي انه سمع فِي السُّوق الْخِيَار الْعشْرَة بدانق فَوجدَ عَلَيْهِ وَقَالَ هَذَا الْخِيَار فَمَا بَال الشرار وَلِهَذَا سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم مائَة بَيت من أَبْيَات أُميَّة بن الصَّلْت مَعَ انه كَانَ كَافِرًا وَالْغَرَض مِنْهُ ان للعارف فِي كل حَرَكَة وَسُكُون من الْمَخْلُوقَات اشعار على شَأْنه عز وجل فَإِنَّهُ تَعَالَى كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن ولنعم مَا قَالَ شيخ مشائخنا الْمظهر وَقَالَ غَيره عباراتنا شَتَّى وحسنك وَاحِد وَقَالَ غَيره وان نطقت بِذكر غزلان النقي أَو زَيْنَب وعلوه وسعاد فأنتموا مطلبي وَغَايَة مقصدي وانتمو من الْجَمِيع مرادي لَا شَيْء يشبهكم تَعَالَى ذكركُمْ عَن قَول كل ذِي زيغ والحاد (إنْجَاح)

قَوْله

[4170]

نعمتان مغبون فيهمَا كثير قَالَ الْكرْمَانِي مغبون خبر كثير وَهُوَ النَّقْص فِي البيع أَي هَذَانِ الامران إِذا لم يستعملا فِيمَا يَنْبَغِي فقد بيعا بِنَجس لَا يحمد عاقبته فَإِن من صَحَّ بدنه وَفرغ عَن اشغاله واسباب معاشه وَقصر فِي نيل الْفَضَائِل وشكر نعْمَة كِفَايَة الارزاق فقد غبن كل الْغبن فِي سوق تِجَارَة الْآخِرَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْغبن بِالسُّكُونِ فِي البيع وبالحركة فِي الرَّأْي أَي هما رَأس مَال الْمُكَلف فَيَنْبَغِي ان يُعَامل الله فيهمَا بِمَا يحبهما كَيْلا يغبن ويربح انْتهى وَقَالَ فِي المفاتيح مغبون أَي لَا يعْملُونَ فِي الصِّحَّة والفراغ من الصَّالِحَات بِمَا لَا يَحْتَاجُونَ اليه حَتَّى يتبد لِأَن بِالْمرضِ والاشتغال فيندمون على تَضْييع اعمارهم انْتهى

قَوْله

ص: 307

[4171]

فصل صَلَاة مُودع أَي إِذا شرعت فِي الصَّلَاة فَأقبل الى الله بشر اشرك وودع غَيْرك لمناجاة رَبك قَوْله وَلَا تكلم بِكَلَام تعتذر مِنْهُ كِنَايَة عَن حفظ اللِّسَان عَمَّا يحْتَاج الْعذر واجمع الياس أَي اجْمَعْ رَأْيك على الْيَأْس من النَّاس وضمم عَلَيْهِ طيبي

[4173]

لَا يدْخل الْجنَّة الخ قَالَ النَّوَوِيّ قد اخْتلف فِي تَأْوِيله فَذكر الْخطابِيّ فِيهِ وَجْهَيْن أَحدهمَا ان المُرَاد التكبر عَن الْإِيمَان فصاحبه لَا يدْخل الْجنَّة أصلا إِذا مَاتَ عَلَيْهِ وَالثَّانِي انه لَا يكون فِي قلبه كبر حَال دُخُوله الْجنَّة كَمَا قَالَ الله عز وجل وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل وَهَذَانِ التأويلان فيهمَا بعد فَإِن هَذَا الحَدِيث ورد فِي سِيَاق النَّهْي عَن الْكبر الْمَعْرُوف وَهُوَ الِارْتفَاع على النَّاس احتقارهم وَدفع الْحق فَلَا يَنْبَغِي ان يحمل على هذَيْن التأولين المخرجين لَهُ عَن الْمَطْلُوب بل الظَّاهِر مَا اخْتَارَهُ القَاضِي عِيَاض وَغَيره من الْمُحَقِّقين انه لَا يدخلهَا دون مجازاة ان جازاه وَقيل هَذَا جَزَاؤُهُ لَو جازاه وَقد تكرم بِأَنَّهُ لَا يجازيه بل لَا بُد ان يدْخل كل الْمُوَحِّدين الْجنَّة اما اولا واما ثَانِيًا بعد تَعْذِيب أَصْحَاب الْكَبَائِر الَّذين مَاتُوا مصرين عَلَيْهَا وَقيل لَا يدخلهَا مَعَ الْمُتَّقِينَ أول وهلة واما قَوْله صلى الله عليه وسلم لَا يدْخل النَّار الخ فَالْمُرَاد بِهِ دُخُول الْكفَّار وَهُوَ دُخُول الخلود انْتهى قلت وحبة من خَرْدَل من ايمان مثل فِي الْقلَّة لَا فِي الْوَزْن لِأَن الْإِيمَان مجسم (فَخر)

قَوْله

[4174]

الْكِبْرِيَاء رِدَائي الخ قَالَ فِي النِّهَايَة ضربا مثلا فِي انْفِرَاده بِصفة المعظمة والكبرياء أَي ليستا كَسَائِر الصِّفَات الَّتِي قد يَتَّصِف بهَا غَيره مجَازًا كالرحمة وَالْكَرم كَمَا لَا يُشَارك فِي ازار أحد وردائه اخر انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله الْكِبْرِيَاء رِدَائي هُوَ العظمة وَالْملك وَقيل كَمَال الذَّات وَكَمَال الْوُجُود وَلَا يُوصف بهما الا الله انْتهى

قَوْله

[3181]

ان لكل دين خلقا قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِضَم لَام وسكونها الديدن والطبع والسجية حَقِيقَته انه لصورة الْإِنْسَان الْبَاطِنَة وَهِي نَفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بهَا بِمَنْزِلَة الْخلق لصورته الظَّاهِرَة واوصافها ومعانيها وَلَهُمَا أَوْصَاف حَسَنَة وقبيحة وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب يتعلقان بأوصاف الصُّورَة بالطنة أَكثر مِمَّا يتعلقان بأوصاف الصُّورَة الظَّاهِرَة وَلذَا تكَرر مدح حسن الْخلق وذم سوءها فِي الْأَحَادِيث انْتهى قَوْله خلق الْإِسْلَام الْحيَاء أَي الْغَالِب على أهل كل دين سجية سوى الْحيَاء وَالْغَالِب على ديننَا الْحيَاء لِأَنَّهُ متمم لمكارم الْأَخْلَاق الَّتِي بعثت بهَا قَالَه النَّوَوِيّ

قَوْله

[4183]

ان مِمَّا أدْرك النَّاس الخ قَالَ الْكرْمَانِي النَّاس بِالرَّفْع أَي مِمَّا أدْركهُ النَّاس أَو بِالنّصب أَي مِمَّا بلغ النَّاس قَوْله من كَلَام النُّبُوَّة الأولى أَي مِمَّا اتّفق عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاء وَلم ينْسَخ فِي شَرِيعَة لِأَنَّهُ أمرا طبقت الْعُقُول على حسنه والشرطية اسْم لِأَن بِتَقْدِير القَوْل أَو خَبره بِتَأْوِيل من للبعضية واصنع أَمر بِمَعْنى الْخَبَر أَو أَمر تهذيد أَي اصْنَع مَا شِئْت فَإِن الله مجزيك أَو مَعْنَاهُ انْظُر الى مَا تُرِيدُ فعله فَإِن كَانَ مِمَّا لَا يستحي مِنْهُ فافعله والا فَدَعْهُ أَو انك إِذا لم تَسْتَحي من الله بِأَن كَانَ ذَلِك مِمَّا يحب ان لَا يستحيي مِنْهُ بِحَسب الدّين فافعله أَو هُوَ لبَيَان فَضِيلَة الْحيَاء يَعْنِي لما لم يجز صنع مَا شِئْت لم يجز ترك الْحيَاء انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَقيد النُّبُوَّة بِالْأولَى أشعارا باستحسان اولهم واخرهم واصنع اما بِمَعْنى الْخَبَر أَي إِذا لم يمنعك الْحيَاء فعلت مَا تَدْعُو اليه نَفسك من الْقَبِيح أَو بِمَعْنى ان أَرَادَ ان يعْمل الْخَيْر فيدعه حَيَاء من النَّاس كَأَنَّهُ يخَاف مَذْهَب الرِّيَاء فَلَا يمنعك الْحيَاء من الْمُضِيّ لما أردْت وَهَذَا نَحْو إِذا جَاءَ الشَّيْطَان وَأَنت تصلي فَقَالَ انك ترائي فَرده انْتهى إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت يُقَال استحيي يستحي واستحى ويستحى وَالْأول على وَأكْثر أَي إِذا لم تَسْتَحي من الْعَيْب وَلم تخش الْعَار مِمَّا تَفْعَلهُ فافعل مَا تحدثك بِهِ نَفسك من أغراضها حسنا أَو قبيحا فَاصْنَعْ للتهديد وَفِيه اشعار بَان الرادع عَن الْمسَاوِي هُوَ الْحيَاء فإا انخلع عَنهُ كَانَ كالمأمور بارتكاب كل ضَلَالَة انْتهى

قَوْله

[4184]

وَالْبذَاء من الْجفَاء الْبذاء بِالْمدِّ وَفتح الْمُوَحدَة الْفُحْش فِي القَوْل (إنْجَاح)

قَوْله

[4185]

الا شَأْنه أَي عابه من الشين بِالْفَتْح وَهُوَ الْعَيْب أَي لَو قدر أَي كَونه فِي شَيْء مَا حَتَّى الجماد عابه وَجعله قبيحا كَذَا فِي الْمجمع وزانه بِمَعْنى زِينَة أَي جعله متزينا فِي الْقَامُوس زانه وازانه وزينه وازينه فتزين هُوَ انْتهى (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 308

[4187]

وَبَقِي أَو شج العصري واسْمه الْمُنْذر بن العائذ وَمعنى الْأَشَج الْمَجْرُوح الرَّأْس وَالْعصر محركة قَبيلَة انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي رَحِمهم الله تَعَالَى

قَوْله الْحلم وَهُوَ تَأْخِير مُكَافَأَة الظُّلم ثمَّ يسْتَعْمل فِي الْعَفو عَن الذَّنب والتؤدة المهلة فِي الْقَامُوس فِي مَادَّة وأد والتؤدة بِفَتْح الْهمزَة وسكونها والوئيد والتؤد الرزانة والتأني وَقد اتأد وتؤد انْتهى (إنْجَاح)

[4188]

حَدثنَا أَبُو جميرة قَالَ النَّوَوِيّ وَأما أَبُو جَمْرَة هَذَا فَهُوَ بِالْجِيم وَالرَّاء اسْمه نصر بن عمرَان بن عِصَام وَقيل بن عِصَام الضبعِي بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة الْبَصْرِيّ قَالَ صَاحب الْمطَالع لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ والمؤطا أَبُو جَمْرَة وَلَا جَمْرَة بِالْجِيم الا هُوَ قلت وَقد ذكر الْحَاكِم وَأَبُو أَحْمد الْحَافِظ الْكَبِير شيخ الْحَاكِم أبي عبد الله بن كِتَابه الْأَسْمَاء والكنى أَبُو جَمْرَة هَذَا النَّصْر بن عمرَان فِي الافراد فَلَيْسَ عِنْده فِي الْمُحدثين من يكنى أَبُو جَمْرَة بِالْجِيم سواهُ ويروى عَن بن عَبَّاس أَيْضا وَأَبُو حَمْزَة بِالْحَاء والزائ اسْمه عمرَان بن أبي عَطاء القصاب يَبِيع الْقصب الوَاسِطِيّ الثِّقَة روى عَن بن عَبَّاس حَدِيثا وَاحِدًا فِيهِ ذكر مُعَاوِيَة بن سُفْيَان وارسال النَّبِي صلى الله عليه وسلم اليه بن عَبَّاس وتأخره واعتذاره رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّحِيح انْتهى

قَوْله الْحلم وَالْحيَاء لما كَانَ الْحيَاء جالبا للرفق والمهلة اطلق عَلَيْهِمَا إِقَامَة للسبب مقَام الْمُسَبّب (إنْجَاح)

قَوْله اطت السَّمَاء الاطيط صَوت الاقتاب وحنين الْإِبِل أَي كَثْرَة ملائكتها قد اثقلتها حَتَّى اطت وَهُوَ مثل وايذان لكثرتها واريد بِهِ تَقْرِير عَظمته تَعَالَى وان لم يكن ثمَّة اطيط قَوْله وَحقّ لَهَا ان تئط بِلَفْظ الْمَجْهُول أَي ينغبي لَهَا ان تصيح من جِهَة ازدحام الْمَلَائِكَة وَمن خشيَة الله تَعَالَى (إنْجَاح)

قَوْله على الفرشات جمع فرش بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ جمع فرَاش قَوْله ولخرجتم الى الصعدان جمع صعد وَهُوَ جمع صَعِيد مثل طَرِيق وطرق وطرقات أَي خَرجْتُمْ الى الصَّحَارِي ترفعون اصواتكم اليه تَعَالَى والصعيد التُّرَاب وَوجه الأَرْض (إنْجَاح)

قَوْله وَالله لَوَدِدْت اني كنت شَجَرَة تعضد الظَّاهِر ان هَذَا اللَّفْظ مدرج لِأَن التِّرْمِذِيّ قَالَ ويروى من غير هَذَا الْوَجْه ان أَبَا ذَر قَالَ لَوَدِدْت اني كنت شَجَرَة تعضد ويروى عَن أبي ذَر مَوْقُوفا انْتهى كَلَام التِّرْمِذِيّ (إنْجَاح)

قَوْله

[4192]

لم يكن بَين اسلامهم وَبَين ان نزلت الخ ان مَصْدَرِيَّة ويعاتبهم الله جملَة مُعْتَرضَة بَيَان لحالهم وَسبب لنزول الْآيَة أَي لم يكن بَين اسلامهم وَبَين نزُول هَذِه الْآيَة وَكَانَ نُزُولهَا لمعاتبتهم الا أَربع سِنِين والامد محركة الْغَايَة والمنتهى كَذَا فِي الْقَامُوس والانسان امدان مولده وَمَوته أَي ترَاخى عَلَيْهِم زمَان الْمَوْت فوقعوا فِي انهماك لذات الدُّنْيَا وَكَانَت هَذِه الْآيَة سَببا لدُخُول الشَّيْخ نظام الدّين دهلوي فِي طَرِيق الرياضة والتصوف لِأَنَّهُ سمع فِي وَقت السحر من مُؤذن مَنَارَة جَامع الدهلي فرق قلبه ظَهرت عَلَيْهِ الْأَنْوَار واحاطت من كل جَانب فَأصْبح وَتوجه الى شَيْخه الشَّيْخ الفريد وَكَانَ قبل ذَلِك فِي اوان طلب الْعلم طَالبا للْقَضَاء وَطلب الدُّعَاء لهَذَا الْمَقْصد من الشَّيْخ نجيب الدّين المتَوَكل فَأجَاب الشَّيْخ الْمَذْكُور بأنك لَا تصلح للْقَضَاء بل لشَيْء آخر فَوَقع كَمَا قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى (إنْجَاح)

قَوْله

[4195]

بل الثرى أَي الأَرْض قَوْله لمثل هَذَا فأعدوا أَي لمثل هَذَا الْقَبْر فأعدوا لما ثَبت فِي رِوَايَة انابيت الغربة وانا بَيت التُّرَاب (إنْجَاح)

قَوْله

[4196]

فَإِن لم تبكوا فتباكوا أَي تكلفوا الْبكاء لتذكر الْآخِرَة فَإِنَّهُ من تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم (إنْجَاح)

قَوْله

[4197]

من حر وَجهه بِضَم الْحَاء وَشد الرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ مَا اقبل عَلَيْك وبدا لَك مِنْهُ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله

[4199]

أَبُو عبد رب قَالَ فِي التَّقْرِيب دمشقي زاهد وَيُقَال أَبُو عبد ربه أَو عبد رب الْعِزَّة قيل اسْمه عبد الْجَبَّار وَقيل عبد الرَّحْمَن وَقيل قسطنطين وَقيل فلسطين وَهُوَ غلط مَقْبُول من الثَّالِثَة مَاتَ سنة اثْنَي عشرَة انْتهى

قَوْله إِذا طَابَ اسفله طَابَ أَعْلَاهُ إِشَارَة الى مَا قيل كل اناء يرشح بِمَا فِيهِ وَالظَّاهِر عنوان الْبَاطِن لِأَن الْمرَائِي وان عمل عملا صَالحا لَكِن بِفساد طويته لَا يخفى على النَّاظر المتأمل قَالَ تَعَالَى لَو نشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتهمْ بِسِيمَاهُمْ ولتعرفنهم فِي لحن القَوْل وَالله يعلم أَعمالكُم (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 309

[4200]

قَالَ الله عز وجل هَذَا عَبدِي وَحقا وَهَذَا اعْدِلْ الْأَشْيَاء فِي الْعَارِف قَالَ أَحْمد بن الْحوَاري لأبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي صليت فِي الْخلْوَة فاستلذذت بهَا لِأَنَّهُ لم يطلع عَلَيْهَا أحد فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان انك لضعيف حَيْثُ خطر ببالك غَيره وَلذَا قَالُوا ترك الْعَمَل للنَّاس رِيَاء وَفعله شرك فَيَنْبَغِي للعارف ان يكون الْإِنْسَان والجدار عِنْده سَوَاء وَهَذَا أكمل الْأَحْوَال واما الْمُبْتَدِئ فكتمان الْعِبَادَات لَهُ مصلحَة لِأَنَّهُ لم يتهذب لَهُ نَفسه وَلذَا أَشَارَ اليه أَبُو سُلَيْمَان بأنك ضَعِيف (إنْجَاح)

[4201]

قاربوا أَي اطْلُبُوا قربَة الله وطاعته بِقدر مَا تطيقونه وَقَالَ السَّيِّد أَي حَافظُوا الْقَصْد فِي الْأُمُور بِلَا غلو وَلَا تَقْصِير وَقيل تقربُوا الى الله بِكَثْرَة القربات وَقَالَ الْكرْمَانِي وَقيل أَي لَا تبلغوا النِّهَايَة باستيعاب الْأَوْقَات كلهَا بل اغتنموا أَوْقَات نشاطكم وَهُوَ أول النَّهَار وَآخره وَبَعض اللَّيْل وارحموا أَنفسكُم فِيمَا بَينهَا كَيْلا يَنْقَطِع بكم انْتهى وَقَوله سددوا أَي اطْلُبُوا بأعمالكم السداد أَي الصَّوَاب بَين الإفراط والتفريط وَكَأَنَّهُ تَأْكِيد لقاربوا (فَخر)

قَوْله

[4202]

انا اغنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك اسْم التَّفْضِيل مُجَرّد عَن الزِّيَادَة وَالْمرَاد بالشرك الشَّرِيك أَي انا غَنِي من الْمُشَاركَة فَمن عمل شَيْئا لي ولغيري لم اقبله طيبي

قَوْله

[4205]

وَلَكِن اعمالا لغير الله وشهوة خُفْيَة قَالَ عبد الْغفار الْفَارِسِي فِي مجمع الغرائب قيل هُوَ شَهْوَة النِّسَاء قَالَ أَبُو عبيد هُوَ عِنْدِي لَيْسَ بمخصوص وَلكنه فِي كل الْمعاصِي يضمرها الْمَرْء ويصبر عَلَيْهِ وَقيل هُوَ ان يرى جَارِيَة حسناء فيغض طرفه ثمَّ ينظر إِلَيْهَا بِقَلْبِه كَمَا ينظر بِعَيْنِه وَقيل هُوَ ان ينظر الى ذَات محرم حسناء وَذكر الْأَزْهَرِي وَجها آخر لطيفا وَهُوَ انه نصب الشهورة على انه مفعول مَعَه كَأَنَّهُ قَالَ اخوف مَا أَخَاف على أمتِي الرِّيَاء مَعَ الشَّهْوَة الْخفية وَمعنى ذَلِك انه يرى النَّاس انه تَارِك للمعاصي والشهوة ويخفي الشَّهْوَة لَهَا فِي قلبه فَإِذا خلا بِنَفسِهِ عَملهَا فِي خُفْيَة انْتهى وَقَالَ بن الْجَوْزِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث الرِّيَاء مَا كَانَ ظَاهرا والشهوة الْخفية اطلَاع النَّاس على الْعَمَل وَلم يحك خِلَافه قلت وَهُوَ تَفْسِير حسن الا انه ورد فِي بعض طرف الحَدِيث التَّفْسِير بِغَيْر ذَلِك فَفِي مُسْند أَحْمد ونوادر الْأُصُول والمستدرك زِيَادَة قيل وَمَا الشَّهْوَة الْخفية قَالَ يصبح العَبْد صَائِما فَيعرض لَهُ شَهْوَة من شهواته فيواقعها ويدع صَوْمه وحيثما ورد التَّفْسِير فِي تَتِمَّة الحَدِيث من قَول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَا يعدل عَنْهَا الى غَيره مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي

قَوْله

[4206]

من يسمع يسمع الله بِهِ كِلَاهُمَا من بَاب التفعيل أَي من فعل فعلا أَرَادَ بِهِ التسميع للنَّاس والتشهير وازال الخمول بتشهير الذّكر شهر الله عيوبه يومالقايمة وفضحه وَقيل يظْهر سَرِيرَته لللناس فِي الدُّنْيَا أَي الْأَعْمَال الَّتِي يخفيها أَو نِيَّته الْفَاسِدَة وَيظْهر للنَّاس ان عمله لم يكن خَالِصا وَقيل يشهر الله تَعَالَى ذكره فِي الدُّنْيَا جَزَاء لَهُ ثمَّ يَأْخُذهُ عَلَيْهِ وَفِي الْآخِرَة قَالَ جلّ ذكره من كَانَ يُرِيد حرث الْآخِرَة نزد لَهُ فِي حرثه وَمن كَانَ يُرِيد حرث الدُّنْيَا نؤته مِنْهَا وَمَاله فِي الْآخِرَة من نصيب وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث مُسلم عَن بِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ان أول النَّاس يقْضِي عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ ذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه قَالَ كذبت وَلَكِن تعلمت علما ليقال عَالم أَو قَرَأت الْقُرْآن ليقال هُوَ قَارِئ فقد قيل لَك عَالم قَارِئ فَمَا لَك عندنَا أجر (إنْجَاح)

قَوْله

ص: 310

[4208]

لَا حسد الا فِي اثْنَتَيْنِ المُرَاد بِهِ الْغِبْطَة لِأَن الْحَسَد لَا يجوز فِي شَيْء وَالْمعْنَى ان الاليق بالغبطة على وَجه الْكَمَال هَذَانِ الشيئان والا فَكل خير يغبط عَلَيْهِ (إنْجَاح)

قَوْله لَا حسد الا فِي اثْنَتَيْنِ قَالَ فِي النِّهَايَة الْحَسَد تمني نعْمَة غَيره بزوالها عَنهُ وَالْغِبْطَة تمنى مثلهَا بِدُونِ زَوَال يَعْنِي لَيْسَ حسد لَا يضر الا فِي اثْنَتَيْنِ انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ لَا حسد الى لَا غِبْطَة وَقيل هُوَ مُبَالغَة فِي تحميل الصفتين وَلَو بحسد وَفِي هَلَكته تَنْبِيه على انه لَا يبْقى شَيْئا من المَال وَفِي الْحق دفع المسرف وَفِي اثْنَتَيْنِ أَي خَصْلَتَيْنِ خصْلَة رجل وروى فِي اثنينن فَرجل بدل بِلَا حذف أَي لَا يَنْبَغِي ان يتَمَنَّى كَونه كذى نعْمَة الا ان تكون تِلْكَ النِّعْمَة مقربة الى الله انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قيل كل خير يتَمَنَّى فَمَا وَجه الْحصْر أُجِيب بِأَنَّهُ غير مُرَاد بل مُقَابلَة مَا فِي الطبائع بضده فَإِنَّهَا تحسد على جمع المَال وتذم ببذله فَقَالَ لَا حسد الا فِيمَا تذمون والمناسبة بَين الخصلتين انهما تزيدان بلااتفاق وَالْمرَاد الْغِبْطَة أَو مَعْنَاهُ لَا حسد الا فيهمَا وَمَا فيهمَا لَيْسَ بحسد فَلَا حسد أَو هُوَ مَخْصُوص من الْحَسَد الْمنْهِي كإباحة نوع من الْكَذِب ورد بِأَنَّهُ يلْزم مِنْهُ إِبَاحَة تمني زَوَال نعْمَة مُسلم قَائِم بِحَق النعم انْتهى

[4216]

كل مخموم الْقلب فِي الْقَامُوس المخموم الْقلب الْخَاء المعجة النفية من الغل والحسد وخم الْبَيْت والبير كنسهما والخمامة بِالضَّمِّ الكناسة انْتهى (إنْجَاح)

قَوْله

[4218]

لَا عقل كالتدبير فِي معاشه ومعاده بالاقتصاد فِي الْعَمَل وَحسن الصَّحَابَة مَعَ النَّاس قَالَ فِي الْقَامُوس التَّدْبِير النّظر فِي عَاقِبَة الْأَمر انْتهى (إنْجَاح)

قَوْله وَلَا ورع كَالْكَفِّ الْوَرع أَصله الْكَفّ عَن الْمَحَارِم ورع يرع بِكَسْر عينهما ورعا ورعة ثمَّ استعير للكف عَن الْمُبَاح والحلال فَإِن قلت فَحِينَئِذٍ اتَّحد الْمسند والمسند اليه قلت المُرَاد بِهِ كف الْأَذَى أَو كف اللِّسَان أَي لَا ورع كَالْكَفِّ عَن أَذَى الْمُسلمين (فَخر)

قَوْله وَلَا ورع كَالْكَفِّ أَي عَن الْمَحَارِم والمشتبهات كَمَا قَالَ من حام حول الْحمى يُوشك ان يرتع فِيهِ وَلِهَذَا قَالُوا ان التَّخْلِيَة مقدمعلى التجلية فاللازم على الْإِنْسَان ان يخلي قلبه وباطنه ويكفه عَن الرزائل ثمَّ يجليه بالعبادات فَإِن التَّخْلِيَة كالصيقل (إنْجَاح)

قَوْله وَلَا حسب كحسن الْخلق أَي فِي الْحَقِيقَة وَلَا فَعِنْدَ النَّاس هُوَ المَال كَمَا سَيَأْتِي فِي الحَدِيث الَّاتِي (إنْجَاح)

قَوْله

[4219]

الْحسب المَال وَالْكَرم التَّقْوَى قَالَ فِي النِّهَايَة الْحسب فِي الأَصْل الشّرف بالإباء وَمَا يعده الْمَرْء من مفاخرهم وَقيل الْحسب وَالْكَرم يكونَانِ فِي الرجل وان لم يكن لَهُ اباء لَهُم شرف وَالْمجد والشرف لَا يكونَانِ الا بِالْآبَاءِ فَجعل المَال كشرف النَّفس أَو الإباء يَعْنِي ان الْفَقِير ذُو الْحسب لَا يوقر والغنى الَّذِي لَا حسب لَهُ يوقر وَيحل فِي الْعُيُون انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْحسب مَا يعد من مآثره ومآثر ابائه وَالْكَرم الْجمع بَين أَنْوَاع الْخَيْر والشرف والفضائل وَهَذَا لُغَة فردهما صلى الله عليه وسلم الى مَا هُوَ الْمُتَعَارف والى مَا عِنْد الله فالحسيب عِنْدهم من رزق الثروة وَبِه يوقرون وَالْكَرم عِنْد الله المتقي انْتهى

قَوْله

[4220]

وَمن يتق الله الخ لِأَن التَّقْوَى يزِيد الرزق واطمينان الْقلب كَمَا قَالَ نعم الزَّاد التَّقْوَى (إنْجَاح)

قَوْله

[4221]

والنباوة من الطَّائِف قَالَ فِي الْقَامُوس فِي مَادَّة ن ب ووالنباوة بنُون فباء مُوَحدَة مفتوحتين مَا ارْتَفع من الأَرْض كالنبوة وَالنَّبِيّ وَمَوْضِع بِالطَّائِف انْتهى (إنْجَاح)

قَوْله أَنْتُم شُهَدَاء الله المُرَاد ان الْمُؤمنِينَ الصَّالِحين الَّذين هم أهل الشَّهَادَة إِذا اثنوا على رجل خيرا يجب لَهُ الْجنَّة وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ كَمَا فِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ عَن أنس رض قَالَ مر بِجنَازَة فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم وَجَبت ثمَّ مروا بِأُخْرَى فَأَثْنوا عَلَيْهَا شرا فَقَالَ وَجَبت فَقَالَ عمر رض مَا وَجَبت فَقَالَ هَذَا اثنتيم عَلَيْهِ خيرا فَوَجَبت لَهُ الْجنَّة وَهَذَا اثنيتم عَلَيْهِ شرا فَوَجَبت لَهُ النَّار وَلَا يُقَال ان المُرَاد بِهَذَا الْخطاب الصَّحَابَة لِأَنَّهُ ورد فِي الرِّوَايَة الصَّحِيحَة الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاء الله فِي الأَرْض فَمَا ذكر أهل الْكَلَام انه لَا يقطع لأحد بِالْجنَّةِ وَالنَّار فَمَحْمُول على التأدب وَلذَا زجر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أم لعلاء الْأَنْصَارِيَّة حِين شهِدت بعثمان بن مَظْعُون بالكرامة فَعلم مِنْهُ ان أَئِمَّة الدّين والأولياء المشهودين الَّذين اتّفقت الْأمة على خيريتهم يسْتَدلّ عَلَيْهِم وبالجنة وَإِنَّمَا نهينَا عَن الْقطع بالْقَوْل تأدبا بأداب الشَّرِيعَة وَعدم الجسارة على علم الله تَعَالَى (إنْجَاح)

قَوْله

[4225]

الرجل يعْمل الْعَمَل لله أَي مَا حَال من يعْمل لله لَا للنَّاس فيحبونه ويمدحونه قَالَ ذَلِك عَاجل بشري الْمُؤمن يَعْنِي لَيْسَ مرائيا فِي عمله لَكِن يُعْطِيهِ الله تَعَالَى ثوابين ثَوَاب فِي الدُّنْيَا بِحَمْد النَّاس وَفِي الْآخِرَة بِمَا أعد لَهُ وَفِي الْحَاشِيَة وَفِيه دَلِيل قبُول ذَلِك الْعَمَل لِأَن الْبشَارَة لَا يكون الا للمقبول (فَخر)

قَوْله

ص: 311