المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبواب الطهارة وسننها أي من الحديث والخبث وأصلها النظافة من كل عيب حسي - شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شرح سنَن ابْن مَاجَه

- ‌ بَاب اتِّبَاع السّنة

- ‌أَبْوَاب الطَّهَارَة وسننها أَي من الحَدِيث والخبث وَأَصلهَا النَّظَافَة من كل عيب حسي

- ‌بَاب الِاسْتِبْرَاء بعد الْبَوْل اسْتِبْرَاء الذّكر استنقاء من الْبَوْل استنثر من الْبَوْل

- ‌بَاب الترجيع

- ‌بَاب سُجُود الْقُرْآن أعلم ان الْأَئِمَّة اخْتلفُوا فِي وجوب سُجُود التِّلَاوَة وَعَدَمه فَذهب

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي التقليس التقليس الضَّرْب بالدف والغناء واستقبال الْوُلَاة عِنْد

- ‌بَاب فِي لَيْلَة الْقدر إِنَّمَا سميت بهَا لِأَنَّهُ يقدر فِيهَا الارزاق وَيَقْضِي وَيكْتب

- ‌بَاب من اسْتَفَادَ مَالا المُرَاد بِالْمَالِ الْمُسْتَفَاد المَال الَّذِي حصل للرجل فِي

- ‌بَاب صَدَقَة الْفطر قد اخْتلف فِيهَا على ثَلَاثَة مقالات الأول فِي فرضيته فَفرض عِنْد

- ‌بَاب الْعَزْل الْعَزْل هُوَ ان يُجَامع فَإِذا قَارب الْإِنْزَال نزع وَانْزِلْ خَارج الْفرج وَهُوَ

- ‌قَوْله اللّعان من اللَّعْن وَهُوَ الطَّرْد والبعد سمى بِهِ لكَونه سَبَب الْبعد بَينهمَا

- ‌قَوْله من ورى فِي يَمِينه من التورية وَهِي كتمان الشَّيْء وَإِظْهَار خلاف ذَلِك

- ‌بَاب الْمُرْتَد عَن دينه الْمُرْتَد هُوَ الرَّاجِع عَن دين الْإِسْلَام أعلم إِذا ارْتَدَّ

- ‌بَاب من شرب الْخمر مرَارًا قَالَ النَّوَوِيّ وَأما الْخمر فقد اجْمَعْ الْمُسلمُونَ على

- ‌بَاب الْقسَامَة هُوَ اسْم بِمَعْنى الْقسم وَقيل مصدر يُقَال قسم يقسم قسَامَة إِذا حلف

- ‌بَاب فَرَائض الصلب وَهُوَ بِالضَّمِّ وبالتحريك عظم من لدن الْكَاهِل الى الْعَجز وَهُوَ

- ‌بَاب مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَة قد اورد الْمُؤلف فِي هذاالباب أَحَادِيث ذكر فِيهَا

- ‌بَاب الظلال للْمحرمِ أَي الدَّوَام على التَّلْبِيَة وَذكر الله وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ للْمحرمِ

- ‌التوقي فِي الْإِحْرَام عَمَّا لَا يحل لَهُ فِيهِ قَوْله

- ‌بَاب الْمُلْتَزم هُوَ مَا بَين الْحجر الْأسود وَالْبَاب من جِدَار بَيت الله تَعَالَى سمي

- ‌بَاب نزُول المحصب قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الْبَاب الْأَحَادِيث فِي نزُول النَّبِي صَلَّى

- ‌قَوْله بِكَلِمَة الله قَالَ الْخطابِيّ المُرَاد بهَا قَوْله تَعَالَى أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان وَقيل

- ‌بَاب الْهدى من الاناث والذكور أَي الْهدى عَام من الْفَحْل وَالْأُنْثَى لِأَن الْجمل

- ‌بَاب السلخ هُوَ نزع الْجلد والمسلوخ شَاة نزع جلدهَا قَوْله

- ‌بَاب الدُّبَّاء هُوَ بِالْمدِّ اليقطين هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَحكى القَاضِي عِيَاض فِيهِ الْقصر

- ‌بَاب اطائب اللَّحْم الا طائب الْخِيَار من الشَّيْء وَلَا وَاحِد لَهَا وَالْمرَاد مِنْهُ ان

- ‌بَاب الشواء هُوَ اللَّحْم المنضوج وَفِي الْقَامُوس شوى اللَّحْم شَيْئا فاشتوى وانشوى

- ‌بَاب القديد هُوَ اللَّحْم المشرر المقدد أَو مَا قطع مِنْهُ طولا كَذَا فِي الْقَامُوس

- ‌بَاب الْحوَاري الْحوَاري بِضَم الْحَاء وَشدَّة الْوَاو وَفتح الرَّاء الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ

- ‌بَاب الرقَاق الرقَاق الْخبز الرَّقِيق الْوَاحِد رقاقة وَلَا يُقَال رقاقة بِالْكَسْرِ فَإِذا

- ‌بَاب الإقتصاد فِي الْأكل الإقتصاد من الْقَصْد وأصل الْقَصْد الإستقامة فِي الطَّرِيق

- ‌بَاب صفة النَّبِيذ وشربه النَّبِيذ هُوَ مَا يعْمل من الْأَشْرِبَة من التَّمْر وَالزَّبِيب

- ‌بَاب التلبينة هِيَ حساء يعْمل من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل فِيهَا عسل وَيُشبه

- ‌بَاب دَوَاء الْمَشْي أَي الاسهال فِي الْقَامُوس المشو بِالْفَتْح وكعدو وغنى وَالسَّمَاء

- ‌بَاب مَا عوذ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَا عوذ بِهِ الأول بِصِيغَة الْمَبْنِيّ

- ‌بَاب النشرة هُوَ بِالضَّمِّ ضرب من الرّقية والعلاج لمن ظن بِهِ مس من الْجِنّ وَسميت

- ‌بَاب لبس الصُّوف قَالَ بن بطال كره مَالك لبس الصُّوف لمن يجد غَيره أَيْضا لما فِيهِ

- ‌بَاب اتِّخَاذ الجمة والذوائب الجمة بِالضَّمِّ مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَقَوله

- ‌بَاب المياثر الْحمر جمع ميثرة وَهِي قطيفة كَانَت النِّسَاء تصنع لبعولتهن وَكَانَت

- ‌بَاب الْجَوَامِع من الدُّعَاء إِلَى الجامعة لخير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل هِيَ مَا كَانَ

- ‌بَاب الْمَلَاحِم هُوَ جمع ملحمة وَهِي الْقِتَال وَنَبِي الملحمة نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

- ‌بَاب الأمل والاجل الأمل كحيل وَلحم وشبر الرَّجَاء وَالْمرَاد هُنَا طول الأمل

- ‌بَاب ذكر التَّوْبَة قَالَ النَّوَوِيّ أصل التَّوْبَة فِي اللُّغَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب

الفصل: ‌أبواب الطهارة وسننها أي من الحديث والخبث وأصلها النظافة من كل عيب حسي

‌أَبْوَاب الطَّهَارَة وسننها أَي من الحَدِيث والخبث وَأَصلهَا النَّظَافَة من كل عيب حسي

أَو معنوي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى انهم اناس يتطهرون وَلما كَانَت الْعِبَادَة نتيجة الْعلم وَالصَّلَاة أفضل الْعِبَادَات وَالطَّهَارَة من شُرُوطهَا المتوقف صِحَّتهَا عَلَيْهَا عقب أَبْوَاب الْعلم بِأَبْوَاب الطَّهَارَة واختصت من بَين شُرُوطهَا لكَونهَا غير قَابِلَة للسقوط ولكثرة ماسئلها الْمُحْتَاج إِلَيْهَا هَذَا وَقَالَ الْغَزالِيّ للطَّهَارَة مَرَاتِب تَطْهِير الظَّاهِر من الْحَدث والخبث ثمَّ تَطْهِير الْجَوَارِح عَن الجرائم ثمَّ تَطْهِير الْقلب عَن الْأَخْلَاق المذمومة ثمَّ تَطْهِير السِّرّ عَمَّا سوى الله تَعَالَى (إنْجَاح الْحَاجة لشاه عبد الْغَنِيّ)

[267]

يتَوَضَّأ بِالْمدِّ الخ قَالَ النَّوَوِيّ اجْمَعْ الْمُسلمُونَ على أَن المَاء الَّذِي يَجْزِي فِي الْوضُوء وَالْغسْل غير مُقَدّر بل يَكْفِي فِيهِ الْقَلِيل وَالْكثير إِذا وجد شَرط الْغسْل وَهُوَ جَرَيَان المَاء على الْأَعْضَاء قَالَ الْعلمَاء وَالْمُسْتَحب ان لَا ينقص فِي الْغسْل عَن صَاع وَلَا فِي الْوضُوء عَن صَاع خَمْسَة ارطال وَثلث بالغدادي وَالْمدّ رَطْل وَثلث وَبِه يَقُول الشَّافِعِي وَذَلِكَ مُعْتَبر على التَّقْرِيب لَا على التَّحْدِيد وَعند الْحَنَفِيَّة الصَّاع ثَمَانِيَة ارطال وَالْمدّ رطلان (فَخر)

قَوْله قد كَانَ يجزى من هُوَ خير الخ يَعْنِي ان كنت تُرِيدُ الطَّهَارَة والنظافة للِاحْتِيَاط وَالتَّقوى فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم احوط وَاتَّقَى مِنْك وان كنت تزْعم ان المَاء لَا يصل الى شعرك للكثرة فَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَكثر شعرًا مِنْك فالغرض ان الْإِسْرَاف فِي المَاء بِسَبَب التوهمات الْبَاطِلَة مَمْنُوع عَنهُ (إنْجَاح)

قَوْله

[271]

لَا يقبل الله صَلَاة الا بِطهُور هُوَ بِالضَّمِّ الطُّهْر وبالفتح المَاء الَّذِي يتَطَهَّر بِهِ نسختان قَالَ بن الْحجر أَي لَا تصح إِذْ نفى الْقبُول اما بِمَعْنى نفي الصِّحَّة كَمَا هَهُنَا واما بِمَعْنى نفي الثَّوَاب قَوْله

[272]

وَلَا صَدَقَة هِيَ الَّتِي طَهَارَة النَّفس من رذيلة الْبُخْل وَقلة الرَّحْمَة قَوْله من غلُول بِالضَّمِّ على مَا فِي النّسخ المصححة أَي مَال حرَام وَاصل الْغلُول الْخِيَانَة فِي الْغَنِيمَة قَالَ بعض الْعلمَاء من تصدق بِمَال حرَام ويرجوا الثَّوَاب كفر (مرقاة)

قَوْله

[275]

مِفْتَاح الصَّلَاة الخ قَالَ المظهري الدُّخُول فِي الصَّلَاة تَحْرِيمًا لِأَنَّهُ يحرم الْأكل وَالشرب وَغَيرهمَا على الْمصلى وسمى التسلي تحليلا لتحليل مَا كَانَ محرما على الْمصلى لِخُرُوجِهِ عَن الصَّلَاة قَالَ الطَّيِّبِيّ شبه الشُّرُوع فِي الصَّلَاة بِالدُّخُولِ فِي حرم الْملك المحمي عَن الاغيار وَجعل فتح بَاب الْحرم بالتطهر عَن الادناس وَجعل الِالْتِفَات الى الْغَيْر والاشتغال بِهِ تحليلا تَنْبِيها على التَّكْمِيل بعد الْكَمَال (زجاجة)

قَوْله وتحليلها التَّسْلِيم هَذَا على مَذْهَب الْجُمْهُور ظَاهر وَأما أَبُو حنيفَة فَيَقُول الْمُصَلِّي يخرج من صلَاته بصنعة الَّذِي يُخَالف الصَّلَاة لَكِن مَعَ الْكَرَاهَة فَالْمُرَاد من الحَدِيث التَّحْلِيل الَّذِي يَلِيق بشأن الْمُصَلِّي على وَجه الْكَمَال وَهُوَ التَّسْلِيم (إنْجَاح)

قَوْله

[277]

اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اسْتَقِيمُوا فِي كل شَيْء حَتَّى لَا تميلوا وَلنْ تُطِيقُوا الاسْتقَامَة من قَوْله تَعَالَى علم ان لن تحصوه أَي لن تُطِيقُوا عده وَضَبطه وَقَالَ المظهري أَي الزموا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي الدّين فِي الْإِتْيَان بِجَمِيعِ المأمورات والانتهاء عَن جَمِيع المناهي وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ الاسْتقَامَة اتِّبَاع الْحق وَالْقِيَام بِالْعَدْلِ وملازمة الْمنْهَج الْمُسْتَقيم وَذَلِكَ خطب عَظِيم لَا يتَصَدَّى لاحصائه إِلَّا من استضاء قلبه بالانوار القدسية وتخلص عَن الظُّلُمَات الانسية وايده الله من عِنْده وَقَلِيل مَا هُوَ وَأخْبرهمْ بعد الْأَمر بذلك انهم لَا يقدرُونَ على ايفاء حَقه وَالْبُلُوغ الى غَايَته كَيْلا يغفلوا عَنهُ فَلَا يتكلوا على مَا يأْتونَ بِهِ وَلَا يَيْأَسُوا من رَحْمَة الله تَعَالَى فِيمَا يزرون وَقيل مَعْنَاهُ لن تُحْصُوا ثَوَابه وَقَالَ الطَّيِّبِيّ لما أَمرهم بالاستقامة وَهِي الشاقة جدا تَدَارُكه بقوله وَلنْ تُحْصُوا رَحْمَة ورافة من الله تَعَالَى على هَذِه الْأمة كَمَا قَالَ تَعَالَى فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم بعد مَا انْزِلْ اتَّقوا الله حق تُقَاته (زجاجة)

قَوْله

[279]

وَنِعما ان اسْتَقَمْتُمْ نعما أَصله نعم مَا فأدغم الْمِيم الأول فِي الْمِيم الثَّانِي كَقَوْلِه تَعَالَى ان الله نعما يعظم بِهِ وَمَا مَوْصُولَة أَي نعم الَّذِي أمرْتُم بِهِ فِيهِ مُبْهَم وشيئا تميز يفسره وان اسْتَقَمْتُمْ مَخْصُوص بالمدح أَي نعم الشَّيْء أَو شَيْئا استقامتكم (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[280]

شطر الْإِيمَان قَالَ فِي النِّهَايَة لِأَنَّهُ يطهر نَجَاسَة الْبَاطِن وَالْوُضُوء يطهر نَجَاسَة الظَّاهِر مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله

[281]

لَا ينهزه أَي لَا يحركه النهز الدّفع نهزته دَفعته ونهز رَأسه حركه كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)

قَوْله وَلَا ينهز الخ بالزاي أَي لم ينْو بِخُرُوجِهِ غَيرهَا وَاصل النهز الدّفع يُقَال نهزت الرجل انهزه إِذا دَفعته ونهز رَأسه إِذا حركه (زجاجة)

قَوْله

ص: 24

[282]

خرجت خطاياه من فِيهِ أَي بعض الْخَطَايَا أوالخطايا الْمُتَعَلّقَة بالفم وَهُوَ الظَّاهِر وَهُوَ مُقَيّد بالصغائر قَوْله وانفه تَقْرِيره أَيْضا على مَا سبق (مرقاة)

قَوْله نَافِلَة قَالَ الطَّيِّبِيّ أَي زَائِدَة على تَكْفِير السَّيِّئَات وَهِي دفع الدَّرَجَات لِأَنَّهَا كفرت بِالْوضُوءِ وَالنَّفْل الزِّيَادَة وَالْفضل مِصْبَاح الزجاجة للعلامة جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحمَه الله تَعَالَى عَن عبد الرَّحْمَن الْبَيْلَمَانِي هُوَ مولى عمر بن الْخطاب الْبَيْلَمَانِي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون التَّحْتِيَّة مَوضِع بِالْيمن أَو بالسند أَو بِالْهِنْدِ وَمِنْه السيوف البيلمانية كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)

قَوْله

[284]

غر محجلون الغر جمع الْأَغَر وَهُوَ الْأَبْيَض الْوَجْه والمحجل من الدَّوَابّ الَّتِي قَوَائِمهَا بيض مَأْخُوذ من الحجل وَهُوَ الْقَيْد كَأَنَّهَا مُقَيّدَة بالبياض وَاصل هَذَا فِي الْخَيل مَعْنَاهُ انهم إِذا دعوا على رُؤُوس الاشهاد أَو الى الْجنَّة كَانُوا على هَذِه الصّفة قَالَ الْقَارِي قلت من هُنَا اسْتدلَّ بَعضهم ان الْوضُوء من خَصَائِص هَذِه الْأمة وَأنْكرهُ اخرون وَقَالُوا لَيْسَ الْوضُوء مُخْتَصًّا بِهَذِهِ الْأمة انما الْمُخْتَص بهَا الْغرَّة التحجيل لحَدِيث هَذَا وضوئي ووضوء الْأَنْبِيَاء قبلي وَأجَاب الاولون بِأَن هَذَا الحَدِيث ضَعِيف وَلَو سلم صِحَّته يحْتَمل ان يكون الْأَنْبِيَاء اخْتصّت بِالْوضُوءِ دون الْأُمَم (فَخر)

قَوْله غر محجلون غرجمع أغر من الْغرَّة وَهِي الْبيَاض فِي الْجَبْهَة والتحجيل بَيَاض الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ (إنْجَاح)

قَوْله

[285]

وَلَا تغتروا من الْغرَّة بِفَتْح أَو كسر بِمَعْنى الانخداع أَي لَا تغتروا وَلَا تنخدعوا بِهَذِهِ الْبشَارَة الْعَظِيمَة حَتَّى تجترؤا على الْأَعْمَال السَّيئَة فَإِن هَذَا الحَدِيث وَأَمْثَاله مَحْمُولَة على الصَّغَائِر وَالصَّغِيرَة إِذا اصر عَلَيْهَا تصير كَبِيرَة كَمَا قَالُوا لَا كَبِيرَة مَعَ الاسْتِغْفَار وَلَا صَغِيرَة مَعَ الاصرار فَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْجُمُعَة الى الْجُمُعَة كَفَّارَة لما بَينهمَا وَكَذَلِكَ فِي صَوْم رَمَضَان وَالْحج وَالصَّلَاة مَحْمُولَة عَلَيْهَا والا لم يكن بفرضية التَّوْبَة معنى قَالَ الله تَعَالَى وَالَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش الا اللمم أَن رَبك وَاسع الْمَغْفِرَة وتفصيل الْمقَام فِي شرح الْمشكاة لملا على الْقَارِي من شَاءَ فَلْينْظر ثمَّ (إنْجَاح)

قَوْله

[286]

السِّوَاك هُوَ بِالْكَسْرِ مَا يدلك بِهِ الْأَسْنَان من العيدان قَالَ النَّوَوِيّ يسْتَحبّ أَن يستاك بِعُود من آراك وَيسْتَحب أَن يبْدَأ من جَانب الْأَيْمن من فَمه عرضا لَا طولا لِئَلَّا يدمي لحم أَسْنَانه

قَوْله يشوص فَاه الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي يدلك أَسْنَانه وينقيها وَقيل هُوَ أَن يستاك من سفل إِلَى علو وَاصل الشوص الْغسْل (زجاجة)

قَوْله

[287]

لَوْلَا ان اشق الخ لَوْلَا خشيَة وُقُوع الْمَشَقَّة عَلَيْهِم لأمرتهم أَي لفرضت عَلَيْهِم بِالسِّوَاكِ أَي بفرضيته عِنْد كل صَلَاة أَي وضوئها لما روى بن خُزَيْمَة فِي صحيحي وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا فِي كتاب الصَّوْم عَن أبي هُرَيْرَة ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَوْلَا ان اشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل وضوء وَلخَبَر أَحْمد وَغَيره لَوْلَا ان اشق على أمتِي لامرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل طهُور فَتبين مَوضِع السِّوَاك عِنْد كل صَلَاة وَالشَّافِعِيَّة يجمعُونَ بَين الْحَدِيثين بِالسِّوَاكِ فِي ابْتِدَاء كل مِنْهُمَا (مرقاة)

قَوْله

[288]

ثمَّ ينْصَرف فيستاك أَي يُبَالغ فِي السِّوَاك بِحَيْثُ يستاك بعد كل شُفْعَة أَو بعد كل صَلَاة وَظَاهر الحَدِيث حجَّة لمن يرى سنية السِّوَاك عِنْد الصَّلَاة (إنْجَاح)

قَوْله

[289]

مطهرة للفم الخ قَالَ المظهري مطهرة مصدر ميمي يحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى الْفَاعِل أَي مطهر للفم وَكَذَا المرضاة أَي مُحَصل لرضاء الله تَعَالَى وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى الْمَفْعُول أَي مرضِي للرب وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يُمكن ان يُقَال ان يكون اسْما أَي السِّوَاك مَظَنَّة الطَّهَارَة والرضى (زجاجة)

قَوْله ان احفي مقادم فمي أَي استأصل اسناني من كَثْرَة اسْتِعْمَال السِّوَاك بِسَبَب كَثْرَة وَصِيَّة جِبْرَائِيل ومداومتي عَلَيْهِ (إنْجَاح)

قَوْله

[293]

وانتقاص المَاء يُرِيد انتقاص الْبَوْل بِالْمَاءِ إِذا غسل المذاكير بِهِ وَقيل هُوَ الانتضاح بِالْمَاءِ والمشهود بِالْقَافِ وَصوب الْفَاء وَأَرَادَ انضحه على الذّكر والنقصة نضح الدَّم الْقَلِيل وَجمعه قصّ قَالَ الطَّيِّبِيّ فسره وَكِيع بالاستنجاء وَغَيره بانتقاص الْبَوْل بِاسْتِعْمَال المَاء فِي غسل المذاكير لِأَنَّهُ إِذا لم يغسل نزل مِنْهُ شَيْء فشيء فيعسر استبراءه وَالْمَاء مفعول الانتقاص لَو أُرِيد بِهِ الْبَوْل وفاعله لَو أُرِيد بِهِ مَاء يغسل بِهِ وَهُوَ يَجِيء مُتَعَدِّيا ولازما انْتهى وَفِي الْفَائِق انتقاص المَاء هُوَ ان يغسل مذاكيره ليرتد الْبَوْل لِأَنَّهُ إِذا لم يغسل نزل مِنْهُ الشَّيْء بعد الشَّيْء فيعسر اسْتِبْرَاء فَلَا يخلوا المَاء ان يُرَاد بِهِ الْبَوْل فَيكون الْمصدر مُضَافا الى الْمَفْعُول وان يُرَاد بِهِ المَاء الَّذِي يغسل بِهِ فَيكون مُضَافا الى الْفَاعِل على معنى التَّعْدِيَة مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله

ص: 25

[294]

قَالَ من الْفطْرَة أَي من سنَن الْأَنْبِيَاء عليهم السلام الَّذِي أمرنَا ان نقتدي بهم فَكَانَ فطرنا عَلَيْهَا كَذَا نقل عَن أَكثر الْعلمَاء (مرقاة)

قَوْله والسواك قيل لَا يسن فِي الْمَسْجِد إِذا خشِي تطائر شَيْء من الرِّيق أَو نَحوه ثمَّ السِّوَاك سنة بالِاتِّفَاقِ وَقَالَ دَاوُد وَاجِب وَزَاد إِسْحَاق فَقَالَ ان تَركه عَامِد ابطلت صلَاته (مرقاة)

قَوْله وقص الشَّارِب قَالَ بن حجر فَيسنّ احفاءه حَتَّى يبدء حمرَة الشّفة الْعليا وَلَا يحفيه من أصل وَالْأَمر باحفاءه مَحْمُول على مَا ذكر وَخرج بِقصَّة حَلقَة فَهُوَ مَكْرُوه وَقيل حرَام لِأَنَّهُ مثلَة وَقيل سنة لرِوَايَة بِهِ

قَوْله وتقليم الاظفار أَي يحصل سنيتها بِأَيّ كَيْفيَّة كَانَت واولاها ان يبْدَأ فِي الْيَدَيْنِ بمسبحة الْيُمْنَى ثمَّ الْوُسْطَى ثمَّ البنصر ثمَّ الْخِنْصر ثمَّ الْإِبْهَام ثمَّ خنصر الْيَد الْيُسْرَى ثمَّ بنصرها ثمَّ وسطاها ثمَّ مسبحتها ثمَّ ابهامها وَفِي الرجلَيْن يبدء بخنصر الْيُمْنَى وَيخْتم بخنصر الْيُسْرَى (مرقاة)

قَوْله ونتف الابط بِالسُّكُونِ وبكسر قلع شعره بِحَذْف الْمُضَاف وَعلم مِنْهُ ان حلقه لَيْسَ بِسنة وَقيل النتف أفضل لمن قوى عَلَيْهِ (مرقاة)

قَوْله وَغسل البارجم بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْجِيم أَي العقد الَّتِي على ظهر مفاصل الْأَصَابِع وَالَّتِي فِي بَاطِنهَا وَقَالَ التوربشتي البراجم مفاصل الْأَصَابِع اللَّاتِي بَين الاساجع والرواجب والرواجب بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة المفاصل الَّتِي تلِي الأنأمل وَبعدهَا البراجم وَبعدهَا الاساجع كَذَا نَقله لَا يهرى والظاهران المُرَاد غسل جَمِيع عقدهَا (مرقاة)

قَوْله والانتضاح وَهُوَ ان يَأْخُذ الرجل قَلِيلا من المَاء فيرش بِهِ مذاكيره بعد الْوضُوء لدفع وَسْوَسَة القطرة فَخر الْحسن حَدِيث جَعْفَر بن أَحْمد بن عمر كَأَنَّهُ من زيادات أبي الْحسن الْقطَّان نقل من خطّ شَيخنَا

[295]

وَحلق الْعَانَة قَالَ بن الْملك لَو ازال شعرهَا بِغَيْر الْحلق لَا يكون فعله هَذَا على وَجه السّنة وَفِيه ان إِزَالَته قد يكون بالنورة وَقد ثَبت انه صلى الله عليه وسلم اسْتعْمل النورة على مَا ذكره السُّيُوطِيّ فِي رسَالَته نعم لَو ازالها بالقص مثلا لَا يكون أَتَيَا بِالسنةِ على وَجه الْكَمَال قَالَ بن حجر وَحلق الْعَانَة وَلَو للْمَرْأَة كَمَا اقْتَضَاهُ إِطْلَاق الحَدِيث ظَاهر فِيهِ لَكِن قَيده الْأَكْثَرُونَ بِالرجلِ وَقَالُوا الأولى للْمَرْأَة النتف لِأَنَّهُ ألطف وَأبْعد لنفرة الحليل من بقايا أثر الْحلق وَلِأَن شَهْوَة الْمَرْأَة اضعاف شَهْوَة الرجل إِذْ جَاءَ ان لَهَا تسعا وَتِسْعين جُزْء مِنْهَا وللرجل جُزْء وَاحِد والنتف يضعهفا وَالْحلق يقويها فَأمر كلا مِنْهُمَا بِمَا هُوَ الانسب بِهِ (مرقاة)

قَوْله غفرانك تَقْدِيره اغْفِر غفرانك وَالْمعْنَى أَسأَلك غفرانك وَذكر فِي تعقيبه صلى الله عليه وسلم الْخُرُوج بِهَذِهِ الدُّعَاء وَجْهَان أَحدهمَا انه اسْتغْفر من الْحَالة الَّتِي اقْتَضَت هجران ذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يذكر الله تَعَالَى فِي سَائِر حالاته الا عِنْد الْحَاجة وَثَانِيهمَا ان الْقُوَّة البشرية قَاصِرَة عَن الْوَفَاء بشكر مَا انْعمْ الله عَلَيْهِ من تسويغ الطَّعَام وَالشرَاب وترتيب الْغذَاء على وَجه الْمُنَاسب لمصْلحَة الْبدن الى اوان الْخُرُوج فلجأ الى الاسْتِغْفَار اعترافا بالقصور عَن بُلُوغ حق تِلْكَ النعم (مرقاة)

قَوْله

[302]

كَانَ يذكر الله الخ لَا يتَصَوَّر هَذَا الذّكر الا بِالْقَلْبِ فَإِن الذّكر اللساني لَا يتَصَوَّر فِي كل احيان لِأَن الْإِنْسَان لَا يَخْلُو أما أَن يكون نَائِما أَو يقظان فالنائم يكون غافلا عَن ذكر اللِّسَان وَكَذَلِكَ يقظان إِذا كَانَ فِي القاذورات فَذكر اللِّسَان هَهُنَا مَكْرُوه بِخِلَاف الذّكر القلبي فَإِن تعلق الْقلب بجناب الْبَارِي فِي النّوم واليقظة سَوَاء وَلذَا قَالَ شَيخنَا الْمجد رض الْحَالة النامية فَوق حَالَة الْيَقَظَة لعدم تعلق الْبَاطِن بِالظَّاهِرِ وَحَالَة السكرات فَوق حَالَة الْمَنَام وَحَالَة البرزخ فَوق حَالَة السكرات وَحَالَة العرصات فَوق حَالَة البرزخ وَحَالَة أهل الْجنَّة فَوق حَالَة أهل العرصات لأَنهم يرَوْنَ الله عيَانًا قَالَ الله تَعَالَى للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة وفسرت الزِّيَادَة فِي الحَدِيث بِرُؤْيَة الله عز وجل وهذ كُله لمن لَهُ ذوق فِي الْقلب لَا للَّذي هُوَ الى الظَّاهِر الْمَحْض مُسْتَقِيم قَالَ الله تَعَالَى الا من اتى الله بقلب سليم فِي الحَدِيث خير الذّكر الْخَفي وَخير الرزق مَا يَكْفِي وَجَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَيْضا أفضل الذّكر الْخَفي الَّذِي لَا يسمع الْحفظَة سَبْعُونَ ضعفا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جمع الله الْخَلَائق لحسابهم وَجَاءَت الْحفظَة بِمَا حفظوا وَكَتَبُوا قَالَ لَهُم انْظُرُوا هَل بَقِي لَهُ من شَيْء فَيَقُولُونَ مَا تركنَا شَيْئا مِمَّا علمناه وحفظناه الا وَقد احصيناه وكتبناه يَقُول الله ان لَك عِنْدِي حَسَنَة لَا تعلمه وانا اجزيك بِهِ وَهُوَ الذّكر الْخَفي ذكره السُّيُوطِيّ فِي البدور السافرة عَن أبي يعلى الْموصِلِي عَن عَائِشَة رضي الله عنها كَمَا ذكره عَليّ الْقَارِي وَقَالَ فِيهِ حجَّة لساداتنا النقشبندية (إنْجَاح)

قَوْله لَا باس بِهِ الْغَرَض أَنه إِذا كَانَ الْمَكَان صافيا لَا يقر المَاء فِيهِ جَازَ الْبَوْل فِي ذَلِك الْمَكَان فَأَما إِذا كَانَ كالحفرة الَّتِي يسْتَقرّ فِيهَا الْبَوْل وَالْمَاء فَالظَّاهِر هَهُنَا التلوث بالرشاشة انجاح الْحَاجة لمولانا شاه عبد الْغَنِيّ الدهلوي

قَوْله نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الخ قَالَ الْخطابِيّ النَّهْي نهي تَنْزِيه وَعلة النَّهْي انه يبدئ الْعَوْرَة بِحَيْثُ يرَاهُ النَّاس وَلَا يَأْمَن من رُجُوع الْبَوْل اليه انْتهى أَقُول وَمن هَهُنَا علم أَنه عليه الصلاة والسلام مَا بَال قَائِما الا لعذر مرض منع عَن الْقعُود أَو لعدم وجدانه مَكَانا للقعود لامتلاء الْموضع من النَّجَاسَة مثلا أَو للتداوي من وجع الصلب أَو لبَيَان الْجَوَاز وَقَول عَائِشَة رضي الله عنها أَنه يَبُول قَاعد

الا يُنَافِي ذَلِك لِأَن عَادَته الشريف كَانَ كَذَلِك يَعْنِي يَبُول قَاعِدا وَقَالَ الْمُحدث الدهلوي وَحَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها مُسْتَند الى علمهَا فَيحمل على مَا وَقع فِي الْبيُوت فَخر الْحسن

قَوْله

ص: 26

[309]

الرجل أعلم بِهَذَا الخ المُرَاد مِنْهُ حُذَيْفَة أَو الْمُغيرَة بن شُعْبَة لانهما رويا الحَدِيث فِي الْبَوْل قَائِما وغرض سُفْيَان ان الرجل يحضر فِي مَكَان لَا تحضره الْمَرْأَة فَكَانَ رِوَايَة عَائِشَة فِي بَيتهَا وروايتهما فِي السّفر فَلَا يُنكر عَلَيْهِمَا بِعَدَمِ رُؤْيَة عَائِشَة ثمَّ اسْتدلَّ سُفْيَان بِفعل الْعَرَب وَاسْتشْهدَ بِحَدِيث عبد الرَّحْمَن بن حَسَنَة انجاح الجاحة لمولانا شاه عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي رَحمَه الله تَعَالَى

[310]

فَلَا يمس ذكره بِفَتْح السِّين أَو كسرهَا وَلَا يستنجي بِيَمِينِهِ فان قيل كَيفَ يستنجي بِالْحجرِ فَإِن اخذه بِشمَالِهِ وَالذكر بِيَمِينِهِ فقد مس ذكره بهَا وَهِي مَنْهِيّ عَنهُ وَكَذَلِكَ الْعَكْس قُلْنَا طَريقَة ان يَأْخُذ الذّكر بِشمَالِهِ ويمسحه على جِدَار أَو حجر كَبِير بِحَيْثُ لَا يسْتَعْمل يَمِينه فِي ذَلِك أصلا كَذَا فِي المظهري (مرقاة)

قَوْله

[311]

مَا تَغَنَّيْت وَلَا تمنيت المُرَاد مِنْهُ الْغناء الْمَعْرُوف ويستدل بِالْحَدِيثِ من يرى بِكَرَاهَة الْغناء مُطلقًا كَمَا اعْتمد عَلَيْهِ صَاحب الْهِدَايَة والدر وتفصيله لَا يُنَاسب هَذَا الْمقَام وَقَوله وَمَا تمنيت أَي مَا كذبت وَهُوَ من الامنية بِمَعْنى الْكَذِب كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لَا يعلمُونَ الْكتاب الا اماني وَقد أَخطَأ من فسره فِي الحَدِيث بِخِلَافِهِ وَالله اعْلَم (إنْجَاح)

قَوْله

[313]

انا لكم مثل الْوَالِد أَي فِي الشَّفَقَة قَوْله اعلمكم أَي أُمُور دينكُمْ قَوْله فَلَا تستقبلوا الْقبْلَة وَلَا تستدبروها أَي مُطلقًا كَمَا هُوَ مَذْهَبنَا وتقييده بالبنيان مُخَالف لظاهره وواقعة حَال لَا يُفِيد الْعُمُوم مَعَ انه أَمر اسْتِحْبَاب وَلَا يلْزم من جَوَاز الاستدبار فِي الْبُنيان جَوَاز الِاسْتِقْبَال فِيهِ قَوْله وَأمر بِثَلَاثَة أَحْجَار أَي بأخذها أَو باستعمالها قَوْله وَنهى عَن الروث والرمة أَي عَن استعمالهما فِي الِاسْتِنْجَاء والروث السرجين قيل المُرَاد بِهِ كل نجس والرمة بِكَسْر الرَّاء وَتَشْديد الْمِيم الْعِظَام البالية جمع رَمِيم يُسمى بذلك لِأَن الْإِبِل ترمها أَي تأكلها وَفِي شرح السّنة تَخْصِيص النَّهْي بهما يدل على الِاسْتِنْجَاء بِكُل مَا يقوم مقَام الْأَحْجَار فِي الانقاء وَهُوَ كل جامد طَاهِر قالع للنَّجَاسَة غير مُحْتَرم من مدر وخشب وخرق وخذف انْتهى قَالُوا والكاغذ وان كَانَ بَيَاضًا فَهُوَ مُحْتَرم الا إِذا كتب عَلَيْهِ نَحْو الْمنطق وَلم يكن فَهِيَ ذكر الله تَعَالَى فَيجوز بِهِ الِاسْتِنْجَاء (مرقاة)

قَوْله والقى الروثة والْحَدِيث دَلِيل للحنفية لِأَن الْعدَد للاستنجاء لَيْسَ بِسنة وَالْغَرَض مِنْهُ الانقاء حَتَّى لَو نقى بِوَاحِد أَو اثْنَيْنِ كَفاهُ وَإِذا لم ينق فِي الثَّلَاثَة يزِيد حَتَّى يحصل الانقاء وَقَالَ الشَّافِعِي رحمه الله التَّثْلِيث فِي الِاسْتِنْجَاء سنة وَلَا كَلَام فِي أَفضَلِيَّة التَّثْلِيث إِذا حصلت التنقية بهَا وَالله اعْلَم (إنْجَاح)

قَوْله

[318]

شرقوا الخ قَالَ فِي شرح السّنة هَذَا خطاب لأهل الْمَدِينَة وَلمن كَانَت قبلته على ذَلِك السمت فَأَما من كَانَت قبلته الى جِهَة الْمغرب والمشرق فَإِنَّهُ ينحرف الى الْجنُوب أَو الشمَال (مرقاة)

قَوْله

[321]

نهاني الخ الحَدِيث مَحْمُول على الْكَرَاهَة التنزيهية لِأَنَّهُ ترك الْأَدَب وَقيل يضر عِنْد الْأَطِبَّاء أَيْضا والا فقد ثَبت ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم شرب قَائِما وَكَذَلِكَ عَن عَليّ واما فضلَة لوضوء وَمَاء زَمْزَم فَيُسْتَحَب شربهما قَائِما كَمَا ثَبت فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَالله أعلم (إنْجَاح)

قَوْله وان ابول الخ اخْتلف الْعلمَاء فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة واستدبارها هَل مَنعه مَخْصُوص بالصحاري أَو عَام فِي الصَّحَارِي والبلدان فالحنفية على الْعُمُوم ودليلهم الْعقل وَالنَّقْل أما الْعقل فَلِأَن ترك الْأَدَب مسَاوٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَمَا وَجه تَخْصِيص الْبلدَانِ من الصَّحَارِي وَأما النَّقْل فَمَا مر قبيل هَذَا الْبَاب وَحَدِيث بن عمر الَّذِي هُوَ فِي هَذَا الْبَاب مَحْمُول على أَن بن عمر رَآهُ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالس للاستبراء أَو للاستنجاء وَالنَّظَر الاولي لَا تفِيد علم كَيْفيَّة الْجُلُوس على وَجه التَّحْقِيق لِأَن النّظر الثَّانِي فِي ذَلِك الْحَال مَمْنُوع فادعاء النّسخ بِرُؤْيَة هَذِه الْحَالة مُشكل وَقد ثَبت عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ انه حدث بِحَدِيث الْمَنْع ثمَّ قَالَ قدمنَا الشَّام فَوَجَدنَا مراحيض قد بنيت نَحْو الْقبْلَة فننحرف عَنْهَا ونستغفر الله وَأما الشَّافِعِي فيخصص النَّهْي بالصحاري وَقَوله

[322]

على ظهر بيتنا المُرَاد بَيت حَفْصه كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لآنها كَانَت أُخْته فاضاف بَيتهَا اليه (إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم شاه عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي)

قَوْله

ص: 27