الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: كتابه شذورات الذهب وقيمته العلمية
…
المبحث الثاني: كتاب شذور الذهب وقيمته العلمية
"شذور الذهب" لابن هشام من كتب النحو المختصرة وهو على اختصاره جامع لغالب أبواب النحو.
منهجه:
سار ابن هشام في تبويبه لكتاب شذور الذهب على طريقة مختلفة عما ألف في كتب النحو المعروفة في بعض المواضع، فقد بنى كتابه على مقدمة وأربعة عشر باباً مشتملة على بعض الفصول.
أولاً: المقدمة.
وقد عرف فيها الكلمة وأنواعها وعلامة كل نوع، ثم ذكر تعريف الكلام وأقسامه.
ثانيا: الأبواب.
الباب الأول عن الإعراب وأنواعه وعلاماته الأصلية ثم العلامات الفرعية بأبوابها المختلفة. ثم ذكر فصلا في الإعراب التقديري.
الباب الثاني في البناء عَرَّف فيه البناء وذكر أنواع المبنيات وقسَّمها تقسيماً جديداً لم يُسبق إليه.
قال السيوطي في كتابه المطالع السعيدة1: "قسَّم ابن هشام في الشذور المبني تقسيماً غريباً لم يُسْبَق إليه، وجعله على أقسام وقد تبعته على ذلك..".
1 المطالع السعيدة في ضمن الفرائد الجديدة 1/55.
فقد قسم علامات البناء ثمانية أقسام، جعلها أبوابا
الأول: ما لزم البناء على السكون.
الثاني: ما لزم البناء على السكون أو نائبه.
الثالث: ما لزم البناء على الفتح.
الرابع: ما لزم البناء على الفتح أو نائبه.
الخامس: ما لزم البناء على الكسر.
السادس: ما لزم البناء على الضم.
السابع: ما لزم البناء على الضم أو نائبه.
الثامن: ما ليس له قاعدة مستقرة.
ثم عقد بابا ذكر فيه النكرة والمعرفة، ثم أقسام المعرفة.
وبعد ذلك ذكر "المُعْرَبَات" وقسمها تقسيماً حاصراً، فبدأ أولاً بالمرفوعات من الأسماء والأفعال وهي عشرة أنواع، ثم ذكر المنصوبات من الأسماء والأفعال وهي خمسة، ثم ذكر المجرورات، وجعلها ثلاثة أقسام، ثم ذكر المجزومات، وأنواع الجوازم.
وبعد أن انتهى من ذلك ذكر العوامل من الأفعال والأسماء المشبهة لها، وفي باب عمل الفعل ذكر مبحثا بديعا في تقسيم الفعل بحسب المفعول به فجعله - بحسب ذلك - سبعة أنواع:
النوع الأول: ما لا يتعدى إلى المفعول أصلا، وهو اللازم، وذكر له سبع علامات.
النوع الثاني: ما يتعدى إلى مفعول واحد دائما بحرف الجر نحو
(غَضِبَ) و (مَرّ) .
النوع الثالث: ما يتعدى إلى مفعول واحد دائما بنفسه كأفعال الحواس.
النوع الرابع: ما يتعدى إلى مفعول واحد تارة بنفسه، وتارة بحرف الجر نحو (شَكَر) و (نَصَح) و (قَصَد) .
النوع الخامس: ما يتعدى لمفعول واحد تارة بنفسه ولا يتعدى إليه أخرى لا بنفسه ولا بالجار، نحو (فَغَر) و (شَحَا) .
النوع السادس: ما يتعدى إلى اثنين، وجعله قسمين:
ما يتعدى لمفعولين تارة ولا يتعدى إليهما تارة أخرى، نحو:(نقص) .
وما يتعدى إليهما دائما، وهو ثلاثة أقسام:
الأول: ما ثاني مفعوليه كمفعول (شكر) وهي عشرة أفعال.
الثاني: ما أول مفعوليه فاعل في المعنى، نحو (أَعْطى) و (كسَا) .
الثالث: ما أول مفعوليه وثانيهما مبتدأ وخبر في الأصل وهو أفعال القلوب.
النوع السابع: ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وهي سبعة أفعال، هي (أَعْلَم) و (أرَى) وما ضُمّن معناهما.
بعد ذلك عقد باباً للأسماء العاملة عمل الفعل، وعددها عشرة أسماء.
ثم ذكر باب التنازع، ثم باب الاشتغال
وعقَّب على ذلك بذكر التوابع، وأقسامها الخمسة ثم بيَّن أحكام
تابع المنادى. وبعد ذلك عقد بابا بيّن فيه (موانع الصرف) .
ثم ختم كتابه بباب العدد وكنايات العدد.
أما بالنسبة لشواهد "شذور الذهب" فإنه كان يستشهد بالآيات القرآنية وأشعار العرب المحتج بشعرهم.
وقد بلغت الشواهد الشعرية فيه سبعة عشر بيتا.
أهم الشروح والحواشي على "شذرو الذهب":
شذور الذهب من أهم المختصرات النحوية التي جمعت غالب أبواب النحو، ولكونه مختصرا كان بحاجة إلى شرح وتوضيح، لذلك كثرت حوله الشروح والحواشي والتقريرات، وكذلك كثرت الشروح حول شواهده.
وقد بلغت شروح شذور الذهب التي وصلت إلينا عشرة شروحات، وبلغت الحواشي على شرح الشذور لابن هشام تسع حواش.
وفيما يلي ذكر لأهم شروح هذا الكتاب:
1-
شرح شذور الذهب لابن هشام المتوفى سنة 761 هـ.
2-
شرح الصدور لشرح زوائد الشذور لمحمد بن عبد الدائم البرماوي المتوفى سنة 831 هـ1.
وقد نسبه حاجي خليفة2 لبدر الدين حسن بن أبي بكر بن أحمد القدسي الحلبي المتوفى سنة 836 هـ.
1 تنظر ترجمته في الضوء اللامع 7/280 والأعلام 6/188.
2 كشف الظنون 2/1029.
وهذا الكتاب جعله مؤلفه خاصا بشرح الكلمات أو الجمل التي ذكرت في "شذور الذهب" ولم يشرحها ابن هشام في شرحه على الشذور.
قال في مقدمته1: "لما كان كتاب شذور الذهب للعلامة أستاذ المتأخرين جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري مختصرا جمع مبسوطات في العربية وأنموذجا لمفصّل قواعدها الكلية، وقد شرحه مصنفه رحمه الله بشرح كمّل به مقاصده وسهّل به موارده، غير أن في المتن جملاً خلا الشرح من إيضاحها، وقد حَلِي المتن بأوضاحها، كان الشيخ رحمه الله زاد بعضها بعد أن تم هذا الشرح واشتهر، وترك بعضها إما لوضوحها أو لغير ذلك مما يعتري البشر، جمعت هذه المواضع على الترتيب، شارحا لها على طريقة التسديد والتقريب.."
ومنه نسخة مصورة بمركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم (355) .
3-
السرور في شرح الشذور، لبدر الدين حسن بن أبي بكر بن أحمد القدسي الحنفي المتوفى سنة 831 هـ.
ومنه نسخة مخطوطة بالقاهرة برقم (2/116)2.
4-
شرح شذور الذهب لمحمد بن عبد المنعم الجوجري المصري، المتوفى سنة 889 هـ. وهو الكتاب الذي بين أيدينا، وسيأتي الكلام عليه
1شرح الصدور لشرح زوائد الشذور (الورقة الأولى) .
2 بروكلمان ذيل 2/ 20.
بالتفصيل1.
5-
بلوغ الأرب بشرح شذور الذهب. تأليف شيخ الإسلام زكريا ابن محمد بن أحمد الأنصاري المتوفى سنة 926 هـ.
ولهذا الشرح نسخ كثيرة، أشار لها بروكلمان2. منها نسخة في (الظاهرية) بدمشق رقم (67) .
وله أيضا نسخ بمكتبة الأزهر، منها نسخة برقم (363) 3 وقد حُقِّق الكتاب ودُرِسَ في رسالة علمية بالأزهر.
6-
شفاء الصدور بشرح الشذور
تأليف عبد الملك بن جمال العصامي بن صدر الدين بن عصام الإسفرائيني المشهور بملا عصام، المتوفى سنة 1037 هـ.
وله نسخ في مواضع مختلفة، أشار إليها بروكلمان4، ومنه نسخة بمكتبة الأزهر برقم (1788)27375.
أما الحواشي على شرح الشذور لابن هشام فكثيرة منها حاشية عبادة العدوي المتوفى سنة 1193 هـ.
وقد طبعت هذه الحاشية بالمطبعة الميمنية بالقاهرة سنة 1318هـ.
1 تنظر دراسة الكتاب ص 77.
2 بروكلمان ذيل 2/ 19، 30.
3 فهرس مكتبة الأزهر 4/117.
4 بروكلمان 2/ 30، 19 ذيل.
5 ينظر فهرس مكتبة الأزهر 4/273.
ومنها حاشية الدسوقي محمد بن أحمد بن عرفة المعروف بالدسوقي المالكي المتوفى سنة 1230 هـ.
ولها نسخة مخطوطة بمكتبة الأزهر برقم (3325) 43061 1
ومنها حاشية الأمير محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر المعروف بالأمير الكبير، المتوفى سنة 1232 هـ.
وقد طبعت هذه الحاشية مع شرح الشذور لابن هشام في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة 1359 هـ.
وهناك حواشٍ وتقريرات أخرى كثيرة على "شذور الذهب"2.
1 ينظر فهرس مكتبة الأزهر 4/158.
2 ينظر (ابن هشام الأنصاري للدكتور علي فودة نيل) ص 90- 92.