المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب كف اللسان في الفتنة - أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الحادي عشر)

[محمد بن عبد الوهاب]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ الْفِتَنِ

- ‌بَابُ أَمَارَاتِ السَّاعِةِ

- ‌باب: من أحاديث الفتن

- ‌بَابُ النَّهْيِ عن السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌بَابُ التّعرّب فِي الْفِتْنَةِ

- ‌بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ

- ‌بَابُ بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً

- ‌بَابُ لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَاّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

- ‌بَابُ تَحْرِيْمِ رُجُوعِ الْمُهَاجِرِ إِلَى اسْتِيْطَانِ وَطَنِهِ

- ‌بَابُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلَمَانِ بِسَيْفِهِمَا

- ‌بَابُ هَلَاكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ

- ‌بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌باب: من أحاديث النهي عن السعي في الفتنة

- ‌باب: من أمارات الساعة

- ‌بَابُ مُلَاحِمِ الرُّومِ

- ‌بَابُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الدُّخَانُ

- ‌باب: الدجال وصفه وما معه

- ‌ باب قصّة الجساسة

- ‌بَابُ فِي سُكْنَى الْمَدِينَةِ وَعِمَارَتِهَا

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِيِّ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْمَسِيحِ بْنِ مَريَم وَالْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

- ‌باب: من أحاديث الدجال

- ‌بَابٌ فِي خُرُوجِ الدَّابَّةِ

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌باب كف اللسان في الفتنة

‌بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ

(83)

ولأبِي داود1، عن ابن عمر2. قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم:

"سَتَكُونَ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ3 الْعَرَبَ، قَتْلَاهَا فِي النّار4. اللِّسانُ5 فيها أشدُّ من وقعِ السّيفِ".

1 عون المعبود بشرح سنن أبي داود: ج11 – كتاب الفتن – باب في كف اللسان ص 346.

وأخرجه ابن ماجه – ج 2 – كتاب الفتن ص 1312 باب كف اللسان في الفتنة.

2 في سنن أبي داود: عن عبد الله بن عمرو: وهو غير ابن عمر.

3 "تستنظف"، بالظاء المعجمة: أي: تستوعبهم هلاكاً. من استنظفت الشيء. أخذت كله. النهاية.

4 "قتلاها في النار"، لقتالهم على الدنيا، واتباعهم الشيطان والهوى.

5 "اللسان" الخ. أي: وقعه وطعنه. على تقدير مضاف.

قال القرطبي في التذكرة: بالكذب عند أئمة الجور، ونقل الأخبار إليهم. فربما ينشأ من ذلك الغضب والقتل، والجلا والمفاسد العظيمة، أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها.

ص: 114

قال التِّرمذي1: غريب، سَمِعتُ محمّداً يقول: لا يعرف لزياد ابن سَمين2 عن ابن عمر غير هذا.

(84)

ولأبي داود3، عن أبي هريرة: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم:

"سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ4 اللِّسانُ فيها كوقع السّيف".

1 تحفة الأحوذي بشرح الترمذي ج6 – أبواب الفتن – باب ما جاء في الرجل يكون في الفتنة ص 402 – بعد أن روى الحديث السابق قال: هذا حديث غريب، سمعت محمد ابن إسماعيل يقول: لا نعرف لزياد ابن سمين كُوشَ غير هذا الحديث.

2 صحة الاسم: سيمين: بياءين بينهما ميم – وسيمين كوش بالفارسية. يقال للفضة:: سيم. ويقال للنسبة إليها – سيمين. ويقال للأذن: كوش بكاف فارسية؛ يعني أذن فضة.

3 عون المعبود شرح سنن أبي داود – ج11 – كتاب الفتن – باب كف اللسان ص 346.

4 "ستكون فتنة صماء بكماء عمياء"، وصفت الفتنة بهذه الأوصاف بأوصاف أصحابها. أي: لا يسمع فيها الحق، ولا ينطق به، ولا يتضح الباطل على الحق.

وقال القاري: لا يميزون فيها بين الحق والباطل، ولا يسمعون النصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. بل من تكلم فيها بحق أوذي، ووقع في الفتن والمحن.

وفي السنن بعد قوله: عمياء "من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان" الحديث.

والمعنى: من تطلع إليها وتعرض لها – واتّته فوقع فيها.

"وإشراف اللسان"، أي: إطلاقه وإطالته، كوقع السيف: أي في التأثير.

ص: 115

(85)

ولابن1 ماجه: عن ابن عمر: مرفوعاً:

"إيّاكم والْفِتَنَ؛ فإنّ اللِّسانَ فيها مثل وقع السّيف".

(86)

ولَهما2، عن أبي هريرة: أنّه سَمِع رسولَ الله

1 ابن ماجه، ج2، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، ص 1312.

وفي الزوائد: في إسناده محمد بن عبد الرحمن، وهو ضعيف، وأبوه لم يسمع من ابن عمر.

2 صحيح البخاري بشرح الفتح – ج11 – كتاب الرقاق – باب حفظ اللسان ص 308.

وصحيح مسلم بشرح النووي، ج 18، كتاب الزهد، باب حفظ اللسان ص 117.

وما في المخطوطة قريب من رواية مسلم ولفظها:

"إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن ما فيها – يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب".

ص: 116

– صلى الله عليه وسلم – يقول:

"إنّ الرّجلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكِلْمَةِ، لا يُلْقِي لَها بالاً1، يَهْوي بَها فِي النّار، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ.

1 "لا يلقي لها بالاً"، أي: لا يتدبرها ويتفكر في قبحها ولا يخاف ما يترتب عليها.

وهذا كالكلمة عند السلطان وغيره من الولاة، وكالكلمة بقذف.

أو معناه: كالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم ونحو ذلك.

ص: 117