المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في المهدي - أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الحادي عشر)

[محمد بن عبد الوهاب]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ الْفِتَنِ

- ‌بَابُ أَمَارَاتِ السَّاعِةِ

- ‌باب: من أحاديث الفتن

- ‌بَابُ النَّهْيِ عن السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌بَابُ التّعرّب فِي الْفِتْنَةِ

- ‌بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ

- ‌بَابُ بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً

- ‌بَابُ لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَاّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

- ‌بَابُ تَحْرِيْمِ رُجُوعِ الْمُهَاجِرِ إِلَى اسْتِيْطَانِ وَطَنِهِ

- ‌بَابُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلَمَانِ بِسَيْفِهِمَا

- ‌بَابُ هَلَاكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ

- ‌بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌باب: من أحاديث النهي عن السعي في الفتنة

- ‌باب: من أمارات الساعة

- ‌بَابُ مُلَاحِمِ الرُّومِ

- ‌بَابُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الدُّخَانُ

- ‌باب: الدجال وصفه وما معه

- ‌ باب قصّة الجساسة

- ‌بَابُ فِي سُكْنَى الْمَدِينَةِ وَعِمَارَتِهَا

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِيِّ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْمَسِيحِ بْنِ مَريَم وَالْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

- ‌باب: من أحاديث الدجال

- ‌بَابٌ فِي خُرُوجِ الدَّابَّةِ

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌باب ما جاء في المهدي

‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِيِّ

1:

1 قال صاحب كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود عند أوّل كتاب المهدي:

"وأعلم أنّ المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام، على مَمرّ العصور: أنّه لا بدّ في آخر الزّمان من ظهور رجلٍ: من أهل البيت، يؤيّد الدِّين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويُسَمَّى بـ:(المهدي) ، ويكون خروج الدّجّال وما بعده، ـ من أشراط السّاعة الثّابتة في الصّحيح ـ على أثره، وأنّ عيسى عليه الصلاة والسلام يَنْزِل من بعده فيقتل الدّجّال، أو يَنْزِل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلاته.

وخرّج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة، منهم: أبو داود، والتّرمذي، وابن ماجه، والبزّار، والحاكم، والطّبراني، وأبو يعلى الموصلي.

وأسندوها إلى جماعةٍ من الصّحابة مثل: عليّ، وابن عبّاس، وابن عمر، وطلحة، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وأبي سعيد الخدري، وأمّ حبيبة، وأم سلمة، وثوبان، وقرّة بن إياس، وعليّ الهلالي، وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنهم.

وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيحٍ، وحسنٍ، وضعيفٍ.

وقد بالغ الإمام المؤرِّخ عبد الرّحمن بن خلدون المغربي في تاريخه: في تضعيف أحاديث المهدي كلّها، فلم يصب بل أخطأ.

ص: 234

...................................................................................................

وما روى مرفوعاً من رواية محمّد بن المنكدر عن جابر: "مَن كذّب بالمهدي فقد كفر"، فموضوع، والمتهّم فيه أبو بكر الأسكاف.

وربّما تمسّك المنكرون لشأن المهدي بما روى مرفوعاً: أنّه قال: "لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم".

والحديث ضعّفه البيهقي والحاكم، وفيه: أبان بن صالح وهو متروك الحديث. والله اعلم.

وقال صاحب تحفة الأحوذي بشرح جامع التّرمذي، في باب ما جاء في المهدي، بعد أن نقل ما سبق من عون المعبود:

"قلت: الأحاديث الواردة في خروج الإمام المهدي كثيرة جدّاً، ولكن أكثرها ضعاف.

ولا شكّ في أنّ حديث عبد الله بن مسعود الذي رواه التّرمذي في هذا الباب لا ينحط عن درجة الحسن، وله شواهد كثيرة من بين حسان وضعاف.

فحديث ابن مسعود هذا مع شواهده وتوابعه صالح للاحتجاج بلا مرية.

فالقول بخروج الإمام المهدي وظهوره: هو القول الحقّ والصّواب. والله تعالى أعلم".

وقال القاضي الشّوكاني في الفتح الرّباني:

"الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الورادة في المهدي المنتظر خمسون حديثاً، وثمانية وعشرون أثراً، ثم سردها مع الكلام عليها. ثم قال:

"وجميع ما سقناه بالغ حدّ التّواتر، كما لا يخفى على مَن له فضل اطّلاع". انتهى كلام صاحب تحفة الأحوذي.

وحديث ابن مسعود الذي أشار إليه صاحب تحفة الأحوذي هو:

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرْبَ رَجَلٌ مِن أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي".

ثم قال التّرمذي: وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيدٍ، وأمّ سلمة، وأبي هريرة.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 235

(170)

ولأبِي1 داود عن أمِّ سلمة: أنّ النَّبِيّ – صلّ الله عليه وسلّم- قال:

"يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فيخرج رجلٌ من أهل الْمدينة2 هارباً إلى مكّة3، فيأتيه ناسٌ من

1 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج 11، كتاب المهدي، ص:375.

2 "فيخرج رجل من أهل المدينة"، أي: كراهية لأخذ منصب الأمارة، أو خوفاً من الفتنة الواقعة فيها.

3 "هارباً إلى مكّة"؛ لأنّها مأمن كلّ مَن التَجَأَ إليها، ومعبد كلّ مَن سكن فيها، فيأتيه ناس من أهل مكّة بعد ظهور أمره ويخرجونه ـ وهو كاره ويبايعونه بين الرّكن ـ أي: الحجر الأسود ـ والمقام ـ أي: مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

قال الطّيبِي رحمه الله: وهو المهدي بدليل إيراد أبي داود هذا الحديث في باب المهدي.

ص: 236

أهل مكّة، فَيُخْرِجُونَه وهو كارهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بيْن الرّكن والْمَقَام، ويُبعَثُ إليه بعثُ جَيْشٍ1 من الشّام، يَخسف2 بِهِم بِالبيداء، بين مكّة والْمدينة، فإذا رأى النّاس ذلك أَتَاهُ أَبْدَالُ الشّام3، وعَصَائِبُ4 الْعِرَاق، فيبايعونه، ثمّ ينشر5 رجل من قريش، أخواله

1 في سنن أبي داود: "ويبعث إليه بعث من الشّام"، بدون لفظٍ:"جيش"، أي: لحربه وقتاله.

2 في سنن أبي داود: "فيخسف بهم" ـ بالفاء ـ والبيداء: أرض ملساء بين الحرمين، أو هو موضع بين مكّة والمدينة، ـ وهو أكثر ما يراد بها.

3 "أبدال الشّام"، أبدال جمع بدل بفتحتين. قال في النّهاية:"هم الأولياء الواحد بدل، سمّوا بذلك؛ لأنّهم كلّما مات منهم واحد بدل بآخر".

4 "وعصائب العراق" أي: خيارهم، من قولهم: عصبة القوم خيارهم.

قال في النّهاية:"جمع عصابة، وهم الجماعة من النّاس من العشرة إلى الأربعين، ولا واحد لها من لفظها، والمعنى: أنّ الأبدال والعصائب يأتون المهدي.

وفي سنن أبي داود: وعصائب أهل العراق.

5 وفي سنن أبي داود: "ثم ينشأ رجل من قريشٍ"، بدل ينشر.

هذا الرّجل هو الذي يخالف المهدي وينازعه في أمره، ويستعين عليه بأخواله، فيظهر الله أتباع المهدي عليه وعلى مَن يستعين بهم.

ص: 237

كلب، فيبعث إليهم بعثاً، فيظْهَرُون عليهم، وذلك بعث كلب، والْخيبةُ لِمَن لِم يشهد غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فيقسم الْمال ويعمل في النّاس بسنّة نبيِّهم – صلّ الله عليه وسلّم، ويلقي الإسلام بِجرانه1 إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثُمّ يُتوفّى ويصلِّي عليه الْمسلمون".

(171)

وذكر2 ابن شيبة عن موسى بن إسماعيل، ثنا حَمّاد ابن سلمة، ثنا أبو الْمهدم عن أبي هريرة، قال: يَجِيء جيشٌ من قبل الشّام، حتّى يدخل الْمدينة، فيقاتل الْمقاتلة، ويبقُرُ بُطُونَ النِّساء. ويَقُولُون لِلْحُبْلَى في البطن: اقتلوا صافَة السُّوء. فإذا حلّوا البيداء من ذي الْحُلَيفَة خُسِفَ بِهِم. فلا يُدْرِك أَسْفَلُهُم أَعْلَاهُم،

1 "ويلقي الإسلام بجرانه"، جرانه: بسكر الجيم بعدها رواء ثم نون: هو مقدم العنق.

قال في النّهاية: "الجران باطن العنق، ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: "حتّى ضرب الحقّ بجرانه"، أي: قرّ قراره واستقام. كما أنّ البعير إذا برك واستراح مدّ عنقه على الأرض". انتهى.

2 لم نجده فيما بين أيدينا من أصول.

ص: 238

ولا أعلاهم أسفلهم. قال أبو المهدم: فلمّا جاء جيش ابن دلجة: قلنا: هم. فلم يكونوا هُمْ.

(172)

ولمسلم1: عن أم سلمة2، وسئلت عن الجيش الّذي يخسف به. وكان ذلك في أيّام ابن الزّبير. فقالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

1 صحيح مسلم بشرح النّووي، ج 18، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، ص:4.

وفي سنن ابن ماجه ج 2، كتاب الفتن، باب البيداء ص: 1351، بمعناه.

وكذلك في سنن أبي داود، بشرح عون المعبود ج 11، كتاب المهدي، 380 بمعناه أيضاً.

2 "عن أمّ سلمة"، قال القاضي: "قال أبو الوليد الكتاني: هذا ليس بصحيحٍ؛ لأنّ أمّ سلمة توفيت في خلافة معاوية، قبل موته بسنتين، سنة تسع وخمسين، ولم تدرك ابن الزّبير.

قال القاضي: قد قيل: إنّها توفيت أيّام يزيد بن معاوية، في أوّلها، فعلى هذا يستقيم ذكرها؛ لأنّ ابن الزّبير نازع يزيد أوّل ما بلغته بيعته، عند وفاة معاوية، ذكره الطّبري وغيره.

ومِمَن ذكر وفاة أمّ سلمة أيّام يزيد: أبو عمرو بن عبد البرّ في الاستيعاب، وكذلك أبو بكر بن أبي خيثمة".

ص: 239

"يعُوذُ بِالْبيت عائذٌ1، فيُبعثُ إليه بعثٌ. فإذا كانوا ببيداءَ من الأرض2 خُسِفَ بِهِم". فقلت: يا رسول الله! وكيف3 بِمَن كان كارهاً؟ قال: يُخْسَف بِهِم4 معهم، ولكنّه يُبْعَثُ يومَ الْقِيَامَة على نيِّته ".

قال أبو جعفر: هي بيداء المدينة. فقال له عبد العزيز بن رفيع: إنّما قالت: ببيداء من الأرض. فقال: كلاّ والله. إنّها لبيداء المدينة.

(173)

ولأبي5 داود عن أبي سعيد أنّ النّبيّ -– صلى الله عليه وسلم قال: "يكون في أُمَّتِي الْمهديّ: إن

1 في صحيح مسلم: "يعوذ عائذ بالبيت".

2 "فإذا كانوا ببيداء من الأرض".

وفي رواية: ببيداء المدينة. قال العلماء: البيداء: كلّ أرضٍ ملساء لا شيء بها، وبيداء المدينة: الشّرف الذي قدام ذي الحليفة، أي: إلى جهة مكّة.

3 في صحيح مسلم: "فكيف بِمَن كان كارهاً"، بالفاء.

4 في صحيح مسلم: "يخسف به معهم"، بإفراد الضّمير في "به".

5 لم نجده في مظانّه في سنن أبي داود، وهو في سنن ابن ماجه، ج 2، كتاب الفتن، باب خروج المهدي ص:1366.

ص: 240

قُصر1 فَسَبعٌ، وإلاّ فَتِسْعٌ. تَنعُمُ2 فيه أُمَّتِي نِعمةً لَم يسمعُوا3 بِمثلها قطٌّ، تُؤتي أُكُلُهَا، ولا تتْرُك4 منه شيئاً. والمال يومئذ كُدُوسٌ5، يقوم الرّجل فيقول: يا مَهْدِيُّ! أعطني، فيقول: خُذْ".

(174)

وله6 عنه قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

"الْمَهْدِيُ مِنّي7. أجلى الْجبهة8، أقنى الأنف9

1 "إن قصر"، أي: بقاؤه منكم.

2 في سنن ابن ماجه: "فتنعم فيه".

3 في السّنن: "لم ينعموا مثلها قط".

4 في السّنن: "ولا تتدخر منهم شيئاً".

5 "كدوس" أي: مجموع كثير.

6 "وله عنه" أي: لأبي داود، عن أبي سعيد، عون المعبود بشرح سنن أبي داود، ج 11، كتاب المهدي، ص:375.

7 "المهدي منِّي"، أي: من نسلي وذرّيّتي.

8 أجلى الجبهة، قال في النّهاية:"الجلا مقصوراً، انحسار مقدم الرّأس من الشّعر، أو نصف الرّأس. وهو دون الصّلع، فمعنى أجلى الجبهة: منحسر الشّعر من مقدم رأسه، أو واسع الجبهة".

9 "أقنى الأنف"، قال في النّهاية: "القنا في الأنف: طوله، ودقّة أرنبته، مع حدب في وسطه، والأرنبة: طرف الأنف، والحدب: الارتفاع.

قال القاري: "والمراد أنّه لم يكن أفطس، فإنّه مكروه الهيئة".

ص: 241

يَمْلأُ الأرضَ قسطاً وعَدْلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلماً1، يملك سبع سنين".

(175)

وعن عبد2 الله عن النّبيّ – صلى الله عليه وسلم:

"لَوْ لَم يَبْقَ من الدّنيا إلاّ يوم – قال زائدة في حديثه – لَطَوَّلَ الله ذلك اليوم3؛ حتّى يبعث الله رجُلاً مِنْ أُمَّتِي4، أو من أهل بَيْتِي. يُواطِيءُ5 اسْمُهُ اسْمِي، واسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أبِي".

صحّحه التِّرمذي6.

1 في سنن أبي داود: "كما ملئت ظلماً وجوراً".

2 عون المعبود بشرح سنن أبي داود، ج 11، كتاب المهدي، ص:369.

3 في سنن أبي داود بعد هذا اللّفظ: "ثم اتّفقوا".

4 في سنن أبي داود: "حتى يبعث الله فيه رجلاً منِّي".

5 "يواطئ" أي: يوافق، من المواطأة أي: الموافقة.

6 تحفة الأحوذي بشرح سنن التّرمذي، ج 6، باب ما جاء في المهدي، ص: 486، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 242

(176)

وله1 وحسّنه عن أبي سعيد، قال خشينا أن يكون نبيِّنا حدث2. فسألنا النّبيّ - – صلى الله عليه وسلم فقال:

"إنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ" 3، يعيش خمساً أو سبعاً، أو تسعاً – زيد هو الشّاك – قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: "سنين، فيجيء إليه الرّجل، فيقول: يا مهديّ! أعطنِي4، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله"5.

1 تحفة الأحوذي بشرح سنن التّرمذي، ج 6،باب ما جاء في المهدي، ص:487.

2 "خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث"،قال في النّهاية:"الحدث: الأمر الحادث المنكر".

3 في سنن التّرمذي: "إنّ في أمّتي المهدي، يخرج يعيش".

4 في سنن التّرمذي: "أعطني أعطني".

5 "فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله"، الحثو، الحفن باليدين.

ما استطاع أن يحمله: أي: يعطيه قدر ما يستطيع حمله وذلك لكثرة الأموال والغنائم، مع سخاء نفسه.

ص: 243

(177)

وروى الشّافعي1، عن أنس: أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إلاّ شدّةً2، ولا الدّنيا إلاّ إدباراً، ولا النّاس إلاّ شُحّاً. ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلاّ على شِرَارِ الْخَلْقِ3، ولا مهديّ4 إلاّ عيسى بن مريم".

1 سنن ابن ماجه ج 2، كتاب الفتن، باب شدّة الزّمان، ص:1341.

في الزّوائد: "قال الحاكم في المستدرك ـ بعد أن روى هذا المتن بهذا الإسناد ـ: هذا حديث يعدّ في أفراد الشّافعي. وليس كذلك، فقد حدّث به غيره، وقد بسط السّيوطي القول فيه، وخلاصة ما نقل عن الحافظ عماد الدّين ابن كثير أنّه قال: هذا حديث مشهور بمحمّد بن خالد الجندي الصّنعاني المؤذّن؛ شيخ الشّافعي، وروى عنه غير واحدٍ أيضاً، وليس هو بمجهول، بل روي عن ابن معين أنّه ثقة".

2 "لا يزداد الأمر إلاّ شدّة"، أي: التّمسّك بالدِّين والسّنة، بقلّة الأعوان وكثرة المخالفين.

3 في سنن ابن ماجه: "إلاّ على شرار النّاس".

4 في سنن ابن ماجه: "ولا المهدي إلاّ عيسى بن مريم".

وقد ذكر المحقّقون لهذا الحديث علله. وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي، وأنّه بين أهل بيته، وأنّه يملك سبع سنين، وأنّه يملأ الأرض عدلاً، وأنّ عيسى يَنْزل فيساعده على قتل الدّجّال، وأنّه يؤم هذه الأمّة ويصلّي عيسى خلفه.

ص: 244

رواه الشّافعي عن الجنديِّ. قال الحاكم: مجهول. واختُلف عليه في إسناده: فتارة يرويه عن أبان: عن ابن عيّاش، عن الحسن، عن النّبيّ -– صلى الله عليه وسلم مع ضعف أبان. وتارة عن الحسن، عن أنس. فهو منفرد به، مجهول عن أبان، متروك عن الحسن، منقطع.

ص: 245