المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال - أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الحادي عشر)

[محمد بن عبد الوهاب]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ الْفِتَنِ

- ‌بَابُ أَمَارَاتِ السَّاعِةِ

- ‌باب: من أحاديث الفتن

- ‌بَابُ النَّهْيِ عن السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌بَابُ التّعرّب فِي الْفِتْنَةِ

- ‌بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ

- ‌بَابُ بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً

- ‌بَابُ لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَاّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

- ‌بَابُ تَحْرِيْمِ رُجُوعِ الْمُهَاجِرِ إِلَى اسْتِيْطَانِ وَطَنِهِ

- ‌بَابُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلَمَانِ بِسَيْفِهِمَا

- ‌بَابُ هَلَاكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ

- ‌بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌باب: من أحاديث النهي عن السعي في الفتنة

- ‌باب: من أمارات الساعة

- ‌بَابُ مُلَاحِمِ الرُّومِ

- ‌بَابُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الدُّخَانُ

- ‌باب: الدجال وصفه وما معه

- ‌ باب قصّة الجساسة

- ‌بَابُ فِي سُكْنَى الْمَدِينَةِ وَعِمَارَتِهَا

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِيِّ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْمَسِيحِ بْنِ مَريَم وَالْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

- ‌باب: من أحاديث الدجال

- ‌بَابٌ فِي خُرُوجِ الدَّابَّةِ

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال

‌بَابُ ذِكْرِ الْمَسِيحِ بْنِ مَريَم وَالْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

(178)

وعن ابن1 عمر. قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم:

"أراني2 اللَّيلَةَ فِي الْمَنَامِ عِنْدَ الْكَعْبَة؛ فإذا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ ما يُرى من أدمٍ الرّجل3، تَضْرِبُ

1 صحيح مسلم بشرح النّووي ج 2، كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام، والمسيح الدّجّال، ص:236.

2 "أراني اللّيلة في المنام عند الكعبة"، أراني: بفتح الهمزة، وأمّا الكعبة، فسميت بذلك لارتفاعها وتربعها. وكلّ بيتٍ مربّع عند العرب فهو كعبة.

وقيل: سمّيت كعبةً لاستدارتها وعلوّها، ومنه كعب الرّجل، ومنه: كعب ثدي المرأة إذا علا واستدار.

3 في صحيح مسلم: "كأحسن ما ترى من أدم الرّجال"، والآدم من النّاس: الأسمر.

ص: 246

لمَّتَهُ بَيْنَ كَتْفَيهِ1 رَجِلُ الشَّعْر2، يَقْطُرُ رَأْسُهُ ماءً3، واضِعٌ4 يَدَيْه عَلَى مَنْكِبَي رجلين، وهو5 يطوف بالبيت. فقلت: من هذا الرّجل؟ قالوا: المسيح بن مريم.

1 في صحيح مسلم: "تضرب لمته بين مكنبيه"، بدل كتفيه.

ولمة: بكسر اللام وتشديد الميم، وجمعها: لمم، كقربة وقرب، قال الجوهري: ويجمع على لمام، يعنِي بكسر اللام. وهو الشّعر المتدلي الذي جاوز شحمة الأذنين، فإذا بلغ المنكبين فهو جُمّة.

2 "رجل الشّعر"، بفتح الجيم وكسرها، أي: ليس شديد الجعودة، ولا سبطاً مسترسلاً.

3 "يقطر رأسه ماء"، قال القاضي عياض: "يحتمل أن يكون على ظاهره، أ: يقطر بالماء الذي رجلها به لقرب ترجيله.

وإلى هذا نحا القاضي الباجي.

قال القاضي عياض: ومعناه عندي: أن يكون ذلك عبارة عن نضارته وحسنه واستعارة لجماله".

4 في صحيح مسلم: "واضعاً يديه على منكبي رجلين"، والمنكب: مجمع عظم العضد والكتف.

5 في صحيح مسلم: "وهو بينهما يطوف بالبيت".

ص: 247

ورأيت1 رجلاً جعداً قططاً2 أعورالعين اليمني3،

1 في صحيح مسلم: "ورأيت وراءه رجلاً جعداً قططاً أعور عين اليمنى"، بزيادة لفظ: وراءه وبتجريد لفظ: "عين" من الألف واللام.

2 "جعد قططاً"،قال الهروي: الجعد في صفات الرّجال يكون مدحاً، ويكون ذمّاً.

فإذا كان ذمّا فله معنيان: أحدهما: القصير المتردّد، والآخر: البخيل.

يقال: رجل جعد اليدين وجعد الأصابع، أي: بخيل.

وإذا كان مدحاً فله أيضاً معنيان: أحدهما: أن يكون معناه شديد الخلق، والآخر يكون شعره جعداً غير سبطٍ، فيكون مدحاً.

قال القاضي: "قال غير الهروي: الجعد في صفة الدّجّال ذم، وفي صفة عيسى عليه الصلاة والسلام مدح. والله أعلم".

3 "أعور العين اليمنى"، هو عند النّحويّين الكوفيّين على ظاهره من الإضافة.

وعند البصريّين يقدر فيه محذوف، والتّقدير: أعور عين صفحة وَجْهِهِ اليمنى. والله أعلم.

وأمّا طواف عيسى عليه الصلاة والسلام.

فقال القاض عياض-رحمه الله:"إن كانت هذه رؤيا عين كما جاءت مطلقة فيع بعض الرّوايات، فعيسى حيّ لم يمت، يعني: فلا امتناع في طوافه حقيقة، وإن كان مناماً كما جاء في هذه الرّواية فهو محتمل لما تقدم، ولتأويل الرّؤيا.

قال القاضي: وعلى هذا يحمل ما ذكر من طواف الدّجّال بالبيت وأنّ ذلك رؤيا، إذ قد ورد في الصّحيح: أنّه لا يدخل مكّة ولا المدينة، مع أنّه لم يذكر في رواية مالك طواف الدّجّال.

وقد يقال: إنّ تحريم دخول المدينة ومكّة عليه إنّما هو في زمن فتنته. والله أعلم". نووي على مسلم.

ص: 248

كأشبه من رأيت من النّاس بابن قطن، واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا المسيح الدّجّال".

ص: 249