الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المذكورة صريحة فيما ذكرته، وفيه استحباب القدوم أوائل النهار، وفيه أنه يستحب للرجل الكبير في المرتبة ومن يقصده الناس إذا قدم من سفر للسلام عليه أن يقعد أول قدومه قريباً من داره في موضع بارز سهل على زائريه، إما المسجد وإما غيره (1).
ثالثاً: الصلاة عقب الوضوء:
سنة مؤكدة في أي وقت من ليل أو نهار؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: ((يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة؟)) قال: ما عملت عملاً أرجى أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي)) (2).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((وفيه فضيلة الصلاة
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 236، وانظر: فتح الباري، 1/ 537.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب فضل الطهور بالليل والنهار وفضل الصلاة عند الطهور بالليل والنهار، برقم 1149، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة باب: من فضائل بلال رضي الله عنه، برقم 2458.
عقب الوضوء، وأنها سنة، وأنها تباح في أوقات النهي عند طلوع الشمس واستوائها، وغروبها، وبعد صلاة الصبح والعصر؛ لأنها ذات سبب)) (1)،وسمعت الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله يقول:((الحديث واضح في أن سنة الوضوء تصلى في أي وقت من ليل أو نهار)) (2)، ومما يؤكد هذه السنة العظيمة حديث عثمان رضي الله عنه أنه توضأ وضوءاً كاملاً ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا وقال: ((من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه)) (3)، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبلٌ عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة)) (4).
(1) شرح النووي على صحيح مسلم،15/ 246،وانظر فتح الباري لابن حجر،3/ 35.
(2)
سمعته منه أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1149.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الوضوء، باب المضمضة في الوضوء، برقم 164، ومسلم، كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة، برقم 226.
(4)
مسلم، كتاب الطهارة، باب ذكر المستحب عقب الوضوء، برقم 234.