الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحده، والثالث العوام بن عباد الواسطي وهو من رجال ابن ماجه وحده.
4-
هذا الحديث رواه أبو بردة بن أبى موسى الأشعري عن أبيه. أبى موسى رضي الله عنه فهو من رواية الأبناء عن الآباء.
5-
في سند هذا الحديث واسطيان وهما يزيد بن هارون وشيخه العوام ابن حوشب.
6-
يزيد بن أبى كبشة الذي أورد أبو بردة الحديث من أجل صيامه معه في السفر ليس له ذكر في صحيح البخاري إلا في هذا الموضع كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله.
المبحث الرابع: شرح الحديث:
1-
هذا الحديث أورده البخاري في كتاب الجهاد لأن الجهاد لابد فيه من السفر غالبا.
2-
معنى الحديث: إذا مرض العبد المسلم وكان يعمل عملا صالحاً قبل مرضه ومنعه منه المرض ونيته لولا المانع إدامته، أو سافر سفرا مباحاً ومنعه السفر مما قطعه على نفسه من الطاعة ونيته المداومة عليه كتب له من الأجر قدر ثواب عمله في حال إقامته وفي حال صحته.
3-
في الحديث شاهد لما يعرف في علم البلاغة باللف والنشر المقلوب لأنه ذكر المرض والسفر أولا ثم ذكر الإقامة والصحة ثانيا، فالإقامة في مقابل السفر والصحة في مقابل المرض ومن أمثلته في الكتاب العزيز قوله تعالى:{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ومن أمثلة اللف والنشر المرتب في الكتاب العزيز قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} وومن أمثلته في السنة قوله صلى الله عليه وسلم:
"أحلت لنا ميتان ودمان، فأما الميتان فالجراد والحوت، وأما الدمان فالكبد والطحال".
4-
في الحديث شاهد لنوعي الفعل المسند إلى الفاعل، قال ابن هشام معرفا الفاعل في شذور الذهب: هو ما قدم الفعل أو شبهه عليه وأسند إليه على جهة قيامه به أو وقوعه منه انتهي فان الفعل "سافر" يسند إلى العبد لكون السفر وقع منه والفعل "مرض " يسند إلى العبد لكون المرض قام به.
5-
من فقه الحديث وما يستنبط منه:
1-
ما كان عليه سلف هذه الأمة من إتباع السنة وإرشاد الناس إليها.
2-
المذاكرة في العلم والعناية بالأدلة.
3-
إثبات كتابة أعمال العباد.
4-
أن العبد المسلم إذا كان يعمل عملا في حال صحته فمنعه المرض كتب له مثل عمله في حال الصحة.
5-
أن المسافر يكتب له مثل ما كان يعمل في حال الإقامة كذلك.
6-
تفضل الله على عباده وإنعامه عليهم بإثابتهم على ما فعلوه من الخير وما لم يتمكنوا من فعله.
7-
بيان ضعف المخلوق وأنه لا يخرج عن كونه عبداً لله فلا يجوز أن يصرف له ما لا يستحقه.
8-
أن من مظاهر ضعف العبد طروء المرض عليه.
9-
حاجة الإنسان إلى السفر، وأفضله السفر في الجهاد ومن أجل
ذلك أورد البخاري هذا الحديث في كتاب الجهاد.
10-
الرد على من زعم أن الأعذار المرخصة لترك الجماعة تسقط الكراهة والإثم خاصة من غير أن تكون محصلة للفضيلة.
11-
الترغيب في المداومة على الطاعة في الصحة والإقامة ليخطي العبد في ثواب فيهما وفي حال المرض والسفر