الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده فقال: حدثنا عفان قال حدثنا همام قال أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار وقال مرة ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال: فقال "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
ورواه الترمذي في التفسير من جامعه عن زياد بن أيوب البغدادي عن عفان بمثل سنده ومتنه في مسند الإمام أحمد. وقال هذا حديث حسن صحيح غريب إنما يعرف من حديث همام تفرد به وقد روى هذا الحديث حبان بن هلال وغير واحد عن همام نحو هذا.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: تنبيه: اشتهر أن حديث الباب تفرد به همام عن ثابت وممن صرح بذلك الترمذي والبزار وقد أخرجه ابن شاهين في الأفراد من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت بمتابعة همام وقد قدمت له شاهدا من حديث حبشي بن جنادة- يشير بذلك إلى ما أخرجه ابن عساكر عنه- ووجدت له آخر عن ابن عباس أخرجه الحاكم في الإكليل انتهى.
وقال الشوكاني في تفسيره: وأخرج ابن شاهين وابن مردويه وابن عساكر عن حبشي بن جنادة قال: "قال أبو بكر يا رسول الله لو أن أحداً من المشركين رفع قدمه لأبصرنا فقال: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا".
المبحث الثاني، التعريف برجال الإسناد:
الأول: شيخ البخاري عبد الله بن محمد، قال المقدسي في الجمع بين رحال الصحيحين؟ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان أبو جعفر الجعفي البخاري المعروف بالمسندي وإنما عرف به لأنه كان وقت الطلب يتبع الأحاديث المسندة ولا يرغب في المقاطيع والمراسيل، سمع سفيان بن عيينة
ويحي بن آدم وحرمي بن عمارة وأناسا آخرين سماهم وقال: وروى عنه البخاري في مواضع. وقال الحافظ في تهذيب التهذيب: وقال أبو حاتم صدوق وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا، وقال أحمد بن سيار: من المعروفين بالعدالة والصدق صاحب سنة عرف بالإتقان والضبط وقد رأيته بواسط حسن القامة أبيض الرأس واللحية ورجع إلى بخارى ومات بها، وقال: قال الحاكم: سمي المسندي لأنه أول من جمع مسند الصحابة بما وراء النهر وإمام الحديث في عصره هناك بلا مدافعة، وقال الخليلي:"ثقة متفق عليه"، وقال في تقريب التهذيب؟ أبو جعفر البخاري المعروف بالمسندي بفتح النون ثقة حافظ جمع المسند من العاشرة مات سنة تسع وعشرين أي بعد المائتين ورمز لكونه من رجال البخاري والترمذي.
الثاني: حبان بفتح الحاء قال المقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين: حبان بن هلال الباهلي ويقال الكناني البصري يكنى أبا حبيب سمع همام بن يحي عند هما أي في الصحيحين، ثم ذكر جماعة سمع منهم عند البخاري وجماعة سمع منهم عند مسلم ثم قال روى عنه أحمد والدارمى عند هما وعبد الله المسندي ويحي بن محمد بن السكن وعلى بن مسلم عند البخاري، أو قال الحافظ في تهذيب التهذيب: وقال أحمد بن حنبل: إليه المنتهي في التثبت بالبصرة، ونقل توثيقه عن ابن معين والترمذي والنسائي وابن سعد والعجلي والبزار والخطيب، وقال في تقريب التهذيب: ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة ست عشرة ومائتين ورمز لكونه من رجال الجماعة.
الثالث: همام قال الحافظ في تهذيب التهذيب: همام بن يحمى بن دينار الأزدي العوذي المحلمي مولاهم أبو عبد الله ويقال أبو بكر البصري، روى عن عطاء بن أبى رباح واسحاق بن أبى طلحة وزيد بن أسلم وثابت البناني وجماعة آخرين سماهم، ثم قال: وعنه الثوري وهو من أقرانه وابن المبارك وابن علية ووكيع وابن مهدى وحبان بن هلال ويزيد بن هارون وأناس آخرون سماهم، ونقل توثيقه عن أحمد وابن معين وأبى حاتم والعجلي والحاكم وقال
الحافظ في تقريب التهذيب: ثقة ربما وهم من السابعة، مات سنة أربع أو خس وستين أي بعد المائة، ورمز لكونه من رجال الجماعة، وقال في مقدمة الفتح: همام بن يحي البصري أحد الأثبات. وقال أيضاً: تكلم في بعض حديثه من حفظه، وقال الذهبي في الميزان: أحد علماء البصرة وثقاتها.
الرابع والخامس: ثابت البناني وأنس بن مالك رضي الله عنه وق تقدم التعريف بهما في رجال إسناد الحديث السادس.
السادس: أبو بكر رضي الله عنه وهو أبو بكر الصديق بن أبى قحافة اسمه عبد الله واسم أبيه عثمان قال الحافظ في تقريب التهذيب: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمى أبو بكر بن أبى قحافة الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وله ثلاث وستون سنة ورمز لكون حديثه في الكتب الستة، وقال الخزرجى في الخلاصة: روى مائة واثنين وأربعين حديثاً اتفقا- أي البخاري ومسلم- على ستة وانفرد البخاري بأحد عشر ومسلم بحديث وعنه ولداه عبد الرحمن وعائشة وعمر وعلى وخلق. وذكر الحافظ في مقدمة الفتح أن له عند البخاري اثنين وعشرين حديثا. وقال الحافظ في الإصابة: ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وسبق إلى الإيمان به واستمر معه طول إقامته بمكة ورافقه في الهجرة وفي الغار وفي المشاهد كلها إلى أن مات وكانت الراية معه يوم تبوك وحج في الناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع واستقر خليفة في الأرض بعده، ولقبه المسلمون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أسلم أبوه، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر جماعة ممن رووا عنه من الصحابة وكبار التابعين وقال: قال سعيد بن منصور: حدثني صالح بن موسى حدثنا معاوبة بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: اسم أبى بكر الذي سماه به أهله عبد الله ولكن غلب عليه اسم عتيق، وقال الحافظ أيضاً: وقال ابن إسحاق في السيرة الكبرى: كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلمهم بما كان منها من
خير وشر وكان تاجراً ذا خلق ومعروف، وكانوا يألفونه لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به، فأسلم على يديه عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وذكر شيئا من محاسنه وبذله المال في سبيل الله وإعتاق العبيد، ثم قال: وأخرج الدارقطني في الأفراد من طريق أبى اسحاق عن أبى يحي قال؟ لا أحصى كم سمعت عليا يقول على المنبر: إن الله عزوجل سمي أبا بكر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم صديقاً، ومناقب أبى بكر رضي الله عنه كثيرة جدا وقد أفرده جماعة بالتصنيف، وترجمته في تاريخ ابن عساكر قدر مجلدة، ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} فان المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع، وقال: وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبى بكر وهما في الغار: "ما ظنك باثنين، الله ثالثهما". والأحاديث في كونه معه في الغار كثيرة شهيرة ولم يشركه في هذه المنقبة غيره. وقال: وقد أطنب أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة الصديق حتى أن ترجمته في تاريخه على كبره تجيء قدر ثمن عشره وهو مجلد من ثمانين مجلدا، وقال في فتح الباري في أوائل كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر أنه كان يسمى عتيقا: واختلف هل هو اسم له أصلى أو قيل له ذلك لأنه ليس في نسبه ما يعاب به، أو لقدمه في الخير وسبقه إلى الإسلام، أو قيل له ذلك لحسنه أو لأن أمه كان لا يعيش لها ولد فلما ولد استقبلت البيت وقالت:"اللهم هذا عتيقك من الموت، أو لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بأن الله أعتقه من النار"، وقد ورد في هذا الأخير حديث عن عائشة عند الترمذي. وآخر عن عبد الله بن الزبير عند البزار وصححه ابن حبان وزاد فيه: وكان اسمه قبل ذلك عبد الله ابن عثمان وعثمان اسم أبى قحافة لم يختلف في ذلك كما لم يختلف في كنية الصديق، ولقب الصديق لسبقه إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل كان ابتداء تسميته بذلك صبيحة الإسراء، وروى الطبراني من حديث على أنه كان يحلف بأن الله أنزل اسم أبى بكر من السماء الصديق رجاله ثقات. وأما نسبه